عُمارة آل نجم.

By MariamMahmoud457

226K 14.4K 22K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... More

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )

4.4K 339 473
By MariamMahmoud457

ولج الجميع إلى المنزل، ليقف بلال أمامهم بعدما أخذ ما بأيديهم قائلاً بجدية:

-" إيه يا جدعان كل دة أنتوا جايين لعيانين؟".

جلس مالك وهو يأخذ أنفاسه ليقول بنبرة حانقة:

-" يعني بعد ما وقفونا قدام مليون واحد بتاع فاكهة وتلاتين محمصة وأربعين بقالة تقول عيانين؟ وهو في عيانين بيتوجب معاهم الواجب دة كله؟".

أمتعضت معالم وجه بلال ليقول بنبرة تماثله:

-" يأخي الواحد بيندم أنه بيفتح بوقه".

تحدثت شادية قائلة بصوت مرتفع وهي تجلس:

-" والله الندم كله من عندي إني جبته معايا".

لتنظر شادية إلى مالك قائلة بجدية:

-" يالا دة أنت المستغطي بيك عريان، أخرس شوية".

لوح لها مالك بيده وهو يخرج إحدى التفاحات من الأكياس، لينظروا له جميعهم، حتى تحدث قائلاً بنبرة مُتبجحة:

-" إيه؟ بيت أخويا، وهو ياما سرقني".

لوح بلال رأسه بعدم تصديق منه وهو يضحك، لتتحدث وئام قائلة بنبرة سريعة:

-" بس هي مش مغسولة مينفعش تاكلها كدة".

مسح مالك التُفاحة بملابسه ليقول بنبرة واثقة وهو على وشك وضعها بفمه:

-" العبد لله مبتهزوش حاجة".

نظرت وئام إلى بلال، ليرفع لها رأسه وهو يغمز لها بعينه بعدم إهتمام منه، ليحمحم زيد وهو ينظر إلى مالك قائلاً بنبرة هادئة:

-" تعالى يا مالك علشان عايزك".

نظر الجميع إلى بعضهم البعض بدهشة، عدا مالك الذي نظر له بهدوء، ليتنهد بملل حتى نهض كلاً منهم ليتجهون نحو الشُرفة بعدما أخذوا الإذن من بلال.


بالمعرض، كان هاشم يجلس ينظر للدفتر بيد، وباليد الأخرى يمسك بهاتفه وهو يوزع نظراته بينهم بتركيز، حتى ولجت إحدى السيدات له المكتب، لتُحمحم عندما وجدته مُنكب على عمله بذلك التركيز، حتى رفع هاشم لها رأسه، لينهض على الفور وهو يقول بنبرة مُرحبة:

-" مدام نورة، إزاي حضرتك".

إبتسمت نورة لتقول بنبرة مرحة:

-" لقيتك مركز أوي مع الشغل كنت همشي".

نفى هاشم برأسه على الفور ليُشير لها بيده أن تجلس قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" دة الحال طول الوقت الشغل مفيهوش هزار، أتفضلي أقعدي".

جلست نورة لتضع حقيبتها على قدميها وهي تبتسم قائلة بنبرة هادئة:

-" أنا الحمدلله كويسة، أنت إيه أخبارك، وأستاذ عابد عامل إيه".

أومأ لها هاشم برأسه وهو يبتسم قائلاً بنبرة هادئة:

-" بخير الحمدلله، تشربي إيه؟".

نفت نورة بيدها وهي تقول بجدية:

-" ولا أي حاجة أنا ماشية علطول".

قام هاشم بالنداء على العامل، ليعود بنظره إليها قائلاً بنبرة صارمة:

-" لا طبعاً مينفعش، شوفي إللي تحبيه شاي قهوة وفي حاجة ساقعة".

إبتسمت نورة لتنظر إلى العامل قائلة بنبرة حرجة:

-" يبقى كوباية شاي صغيرة".

أومأ لها الصبي، لينظر إلى هاشم الذي تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" كوباية شاي وقهوتي يا أحمد".

أومأ له الصبي وهو يبتسم، ليركض من أمامهم، حتى عاد هاشم بنظره نحو السيدة بعدما شبك كفيه ببعضهما على المكتب، لتتحدث هي على الفور قائلة بنبرة هادئة:

-" أنا جيالك النهاردة أجيب كام حاجة لبنتي، عايزاك بقى تقولي إيه أحسن الماركات إللي في السوق".

أومأ لها هاشم برأسه ليقول بجدية:

-" أكيد، هجيبلك دلوقتي كتالوج بكُل أنواع الأجهزة إللي عندنا وسعر كل حاجة، قوليلي بس أنتِ محتاجة إيه بالظبط في الأجهزة".

تنهدت نورة بهدوء، لتعود بنظرها إليه وهي تقول بجدية:

-" أنا محتاجة اسألك عن حاجة الأول يا أستاذ هاشم".

عقد هاشم حاجبيه بتعجُب وهو يُعطيها كامل إهتمامه، لتبتلع نورة ريقها وهي تتساءل بنبرة قلقة:

-" رامز مش بييجي البيت بقاله فترة، وأنا عارفة أنه بيكون عندكم هنا كتير في المنطقة علشان بيحب الأستاذ عابد وشباب عيلة نجم كلهم، هو بيكلمني في الموبايل بس مش بيقولي هو فين، آخره يطمني عليه وخلاص على كدة".

دار هاشم بأعينه في المكان وهو يعقد حاجبيه بعدم فهم قائلاً بنبرة حائرة:

-" طيب أنا مش فاهم هو سايب البيت ولا إيه بالظبط؟ وفين أستاذ ممدوح".

لوحت نورة يدها بقلة حيلة لتقول بنبرة حزينة:

-" ممدوح مش موجود في حياتهم أساساً يا أستاذ هاشم، هو سابهملي وسافر زي ما أنتم عارفين وبيبعت مصاريفهم ليهم كل فترة ومش دايماً كمان، حتى هما مش بيخلوني أصرف عليهم لأنهم شايفين إن مليش الحق في حاجة زي دي، بس أنا نفسي أساعدهم والله، نفسي أعوضهم عن أمهم بس هما مش مديين ليا الفرصة دي".

حك هاشم جبينه، ليُحمحم وهو يقول بجدية:

-" طيب إيه المبرر بردوا إللي يخليه يقعد برة البيت؟ هو إزاي أساساً يسيبكم في ظروف زي دي وهو عارف إن والده مش موجود".

لوحت نورة برأسها بعدم معرفة، لتقول بنبرة تائهة:

-" معرفش، بقاله كام أسبوع ييجي يدينا مرتبه وياخد منه حاجات بسيطة يمشي بيها نفسه، ومنشوفهوش غير الأسبوع إللي بعده".

لتعود بنظرها إلى هاشم وهي تقول بنبرة أظهرت خوفها وترجيها:

-" مش هينفع إللي بيعمله دة، دة غير إنه في تالتة ثانوي ومفتحش كتاب ولا يعرف اي حاجة في المنهج، الله يخليك يا أستاذ هاشم حاول تتكلم معاه لو شوفته هنا في المنطقة، هو مصاحب العمال إللي هنا وهييجي أكيد".

أومأ لها هاشم برأسه قائلاً بنبرة هادئة:

-" حاضر يا مدام نورة متقلقيش أنا هحاول أدور عليه وهتكلم معاه مش هستنى حتى إنه يظهر قدامي، وقريب هيرجع البيت تاني إن شاء الله".

أومأت له نورة وهي تشعر بالراحة قليلاً، لتبتسم بتلقائية وهي تقول بنبرة مُحبة:

-" أنا واثقة فيكم والله يا أستاذ هاشم، وقولت بردوا أجي أشيل شوية أجهزة لملك في جهازها من عندكم، وعايزة أعملهالها مفاجأة علشان هي لو عرفت طبعاً هترفض".

إبتسم هاشم تزامناً مع سحبه لأحد الكتالوجات من أمام مكتبه قائلاً بنبرة هادئة:

-" مش عايز حضرتك تقلقي إن شاء الله يعجبوها، اتفضلي شوفي إللي تحبيه وأنا معاكي أهو".

إبتسمت له نورة لتومىء برأسها وهي تسحب منه الكتالوج، ليستكمل كلاً منهم حديثهم بشأن تلك الأجهزة.


أقترب منه مالك وهو يأكل من التفاحة التي بيده، ليتوقف أمامه وهو ينتظر حديثه، حتى نظر له زيد ببلاهة، ليتحدث قائلاً بنبرة حانقة:

-" أنتِ إيه يالا البرود إللي فيك دة!".

رمش مالك عينيه بملل وهو يقول بعدم إهتمام:

-" عايزني أعملك إيه يعني؟ أخدك بالحضن بعد ما تتأسفلي واقولك خلاص محصلش حاجة؟ هو أنت ناوي تتأسفلي طيب علشان أستعد لوضعية الحضن؟".

نفى زيد ليقول بنبرة مُتعجبة:

-" لأ ".

رفع مالك كتفيه ليأكل من التفاحة وهو يقول بعدم إهتمام:

-" شوفت".

لوح زيد برأسه وهو يضحك، ليتنهد بهدوء، حتى نظر له قائلاً بنبرة هادئة:

-" أنا عارف إنك ممكن تفتكر إني بهزر ومش بتكلم بجد، بس أنا قررت أبطل يا مالك".

ضيق مالك جفنيه وهو يستمع إليه بهدوء، ليلوح زيد برأسه وهو يقول بنبرة أظهرت ضيقه وحزنه على حاله:

-" كفاية كدة، كفاية علشان لو دخلت في الكار دة أكتر مش هعرف أخرج منه".

مضغ مالك الطعام ببطء، ليبتلع ما بفمه حتى تحدث قائلاً بجدية:

-" ودة من إيه؟".

إبتسم زيد رغماً عنه ليقول بنبرة ساخرة:

-" من أفنان".

أعتدل مالك بعدما تهكمت ملامح وجهه حتى كاد أن يتحدث، ليستوقفه زيد قائلاً بجدية:

-" سيبني أكمل كلامي يا مالك الله يخليك، سيبني أطلعلك إللي في قلبي علشان أرتاح شوية".

نظر مالك للمكان من حوله بتهكم وهو يعود بنظره إليه ينتظر حديثه، ليتنهد زيد حتى رفع رأسه ينظر له وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أعتبرنا دلوقتي صحاب مش ولاد عم، أعتبرنا أخوات زي ما كنا دايماً وأسمعني وأفهمني يا مالك، أنت عارف إني بحب أفنان من صغري، من صغرنا وهي متعلقة فيا زي ما رزان كانت متعلقة بيا وبيك، بس غصب عني إللي بيني وبين أفنان كبر ومطلعش علاقة ولاد عم زيك أنت ورزان، أنا كل مرة حُبي لأفنان بيزيد، بس مببقاش عارف أعمل إيه، أنا وقعت الوقعة دي بسببها يا مالك، هي إللي بتتحكم فيا بكلمة حلوة وبكلمة وحشة، دايماً كانت بتحاول تصلح مني وأنا كنت ببوظ أكتر، في نفس الوقت كنت بصلح منها وكانت بتعمل بكلامي بكل حُب، أنا معرفتش أعمل زيها رغم إنها بالنسبالي مش زي أي حد، أنا عمري ما تخيلت نفسي مع واحدة غيرها يا مالك، بس معرفش ليه كل ما أحاول أصلح إللي ببوظه، ببوظ أكتر من إللي بوظته".

ضحك مالك ليقول بنبرة ساخرة:

-" والله يا زيد ياخويا أنا مجربتش قبل كدة إحساس الحُب دة، بس إللي أعرفه أن إللي بيحب حد بجد بيضحي علشانه، ودة مش كلام أفلام وروايات، لا دة بجد .. إللي بيحب بيتنازل وبيضحي للي بيحبه، وأنت مبتعملش كدة، أنت محاولتش علشانها يا زيد، أنت عمال تخرب في حياتك، حتى الشغل مش ثابتلك في شغلانة، ومش بتسعى حتى إنك تلاقي شغلانة محترمة تثبت فيها، أنت كدة هتفتح بيت إزاي؟ لو فكرت تتقدملها تفتكر أبويا هيوافق علشان أنت ابن أخوه؟ والله تبقى بتحلم، دة أنا لو واخد أبويا في إيدي ورايح أتقدم لواحدة هيشوفها الأول تستاهلني ولا تستاهل واحد أحسن مني".

نفى زيد برأسه ليقول بجدية:

-" أنا أبويا نفسه مش هيوافق إني أخد الخطوة دي يا مالك في حق أفنان، محدش هيوافق وأنا نفسي مش هوافق ولو جاتلي الفرصة هرفض".

حاول زيد شرح حديثه بصعوبة ليقول جملة واحدة:

-" أنا عايز أصلح من نفسي علشان أليق بيها".

حك مالك جانب ذقنه، ليضع يديه في جيب بنطاله من بعد ذلك وهو يقول بنبرة هادئة:

-" بمعنى".

تنهد زيد ليقول بنبرة هادئة يشوبها الترجي:

-" عايزك تساعدني، وعايز كمان رشاد يساعدني بما أنه عارف الحوار، أنا ممكن أرجع أنتكس تاني، عايزكم تكونوا معايا علشان مضعفش، عايزكم كل ما أرجع خطوة لورا تشدوني أنتوا لخطوتين قدام".

نظر له مالك قليلاً يُفكر في حديثه، ليتحدث زيد مرة أخرى قائلاً بنبرة هادئة:

-" المفروض هروح المصحة كمان يومين".

عقد مالك حاجبيه بتعجُب ليتساءل بجدية:

-" وشبكة أختك؟".

لوى زيد شفتيه ليقول بنبرة هادئة:

-" أنا فهمتها إني لازم أسافر علشان ورايا شغل، أنتوا كدة كدة معاها يا مالك، لكن أنا لازم أمشي، وعامةً إللي فهمته من الدكتور ممكن أقعد من شهر ونص لتلات شهور، هقولهم إني جاتلي فرصة شغل في أي محافظة تانية وأمشي".

كان مالك يستمع إلى حديثه بهدوء، لينظر له زيد بأعينه المُتوددة قائلاً بنبرة أظهرت خوفه من ردة فعل مالك:

-" ها يا صاحبي، معايا ولا إيه".

لوح مالك برأسه ليعود بنظره إليه قائلاً بنبرة هادئة:

-" كله بثوابه".

ضحك زيد وهو ينظر له، ليلتقط التفاحة من يده يأكل منها، حتى تحدث مالك قائلاً بجدية:

-" هقولك كلمتين تخليهم في جيبك طول فترتك هناك".

إبتلع زيد ما بفمه ليقول بنبرة ساخرة:

-" مالك نجم بنفسه هيديني نصيحة، قول يا عم غاندي".

ضيق مالك جفنيه، ليُبلل شفتيه حتى قال من بعد ذلك بنبرة درامية:

-" طول ما أنت هناك، خليك دوغري مهما كان الشمال مُغري".

ضحك زيد بشدة على كلماته، ليرفع مالك حاجبيه وهو يقول بجدية:

-" ياعم بكلمك بأمانة، متفتكرهاش جملة عابرة كدة".

أومأ له زيد برأسه وهو يضحك، حتى قال بنبرة مرحة:

-" حاضر يا سيدي، هعمل بالنصيحة ".

أومأ له مالك برأسه، ليبتسم زيد له، حتى خرجوا من بعد ذلك إلى الجميع مرة أخرى.


نفخت أحلام فمها بضيق وهي تتحدث بالهاتف، لتقول بنبرة مُترجية:

-" طيب خلاص مش لازم تكمل يا محمد، ما كدة كدة الترقية جاية".

تحدث محمد من الناحية الأخرى وهو يجلس بإحدى الكمائِن على الطرق الصحراوية قائلاً بنبرة مُتعبة أثر الشمس:

-" والله هانت هما يومين بالعدد، بس خليني أخلص علشان أجي نحضر للفرح وبعدها بأسبوع تكون الترقية".

تنهدت أحلام بعُمق وهي تضع يدها على وجنتها، لتقول بنبرة قلقة:

-" طيب متقعدش في الشمس كتير علشان متتعبكش، خليك جوة البوكس".

ضحك محمد ليُحاول إرضائِها قائلاً بنبرة مرحة:

-" حاضر، والمصحف بقرأ منه كمان قبل ما تسألي".

رفعت أحلام حاجبيها لتقول بضيق حقيقي:

-" أنت زهقت مني يا محمد".

وضع محمد يده على رأسه وهو يبتسم قائلاً بنبرة ساخرة:

-" مزهقتش بس أنتِ هربتي بما فيه الكفاية منهم، روحي ساعديهم علشان أكيد محتاجينك معاهم، يأما هيورطوكي بعد كدة في المواعين".

شهقت أحلام لتقول بجدية:

-" يلهوي عليا أنا نسيت الموضوع دة، ودي عزومة يعني هيبقى بالكوم، وأمي طبعاً هتقول والله ما حد غاسلهم غير أحلام علشان تكيدني".

ضحك محمد ليقول بنبرة مرحة:

-" بالظبط علشان كدة بتكلم، لمصلحتك والله".

ظهر الضيق على وجهها لتقول بنبرة هادئة:

-" طيب خلاص هقفل، خد بالك من نفسك يا محمد الله يخليك، وكلمني كل شوية طمني عليك".

أومأ محمد برأسه وكأنها تراه تزامناً مع وضع يده على وجهه ليحجب أشعة الشمس وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" وهو أنا يعني هقدر أعدي يوم من غير ما أكلمك، طب دة أنا كدة يبقى يومي ناقص".

رفعت أحلام حاجبيها بكبر لتقول بثقة:

-" عارفة إنك متقدرش تعيش من غيري".

ضحك محمد بشدة ليقول بنبرة مرحة:

-" ياولا يا واثق أنت، ماشي يا ست أحلام، هسيبك أنا بقى، ولما أخلص هكلمك".

أومأت أحلام برأسها وهي تبتسم، لتقوم بتوديعه بعد عدة ثواني، حتى عادت إليهم مرة أخرى لتجد الجميع يتجهز للجلوس على السفرة، لتتحدث أحلام قائلة بضيق مزيف:

-" يا جماعة كنتوا أستنوني أساعدكم ليه بس تعبتوا نفسكم لوحدكم كدة".

نظرت لها شادية لتقول بجدية:

-" وحياة أمك؟ دة على أساس إنك مش واقفة بقالك ساعة في الشباك بتتكلمي".

أومأ زيد برأسه ليقول بنبرة خبيثة:

-" وأنا أشهد".

لينظر مالك إلى حلام وهو يأكل قائلاً بنبرة ساخرة:

-" لو الدنيا شمس خليه يدخل البوكس؟ فاكراه واقف في لجنة تحكيم".

شهقت أحلام بصدمة لتقول بنبرة حادة:

-" أنتوا بتتصنطوا عليا؟".

نظر لها زيد وهو يأكل قائلاً ببلاهة:

-" أنتِ لسة بتستوعبي؟".

صكت أحلام على أسنانها بغضب، لتنظر إلى كلاً من عابد وعُمران اللذان كانا يجلسان بالصالة قائلة لهم بصوت مرتفع:

-" تعالوا بقى شوفوا عيالكم علشان أنا لو أتكلمت هقل منهم".

نظروا لها جميعهم بدهشة من جراءتها، لتُحمحم هي قائلة بنبرة حرجة:

-" أنا قصدي ميتتريقوش عليا أنا وخطيبي، هما فاكرينها سايبة ولا إيه".

أقترب منها بلال ليقوم بمُعانقة كتفها وهو يقول بجدية:

-" قالوا عليكم إيه؟".

عقدت أحلام ذراعيها لتقول بضيق:

-" عمالين يتتريقوا على محمد، هو واقف في الصحرا والشمس حامية عليه، ف بقوله يدخل يقعد في البوكس علشان ميجيش ليه ضربة شمس".

عقد بلال حاجبيه ليقول بجدية حقيقية:

-" طب ما يبل شعره".

أومأت أحلام برأسها نصف ايماءة، لتدفع يده عنها وهي تبتعد عنه قائلة بنبرة حانقة:

-" سخيف زيهم بالظبط".

ضحكوا ثلاثتهم عليها، لتقترب منهم وئام مرة أخرى وهي تضع الأطباق أثناء لهثها، لتتحدث شادية قائلة بنبرة أظهرت ضيقها:

-" يا بنتي خلاص أقعدي أنتِ عملتي كل دة أمتى أصلاً، مش كنا متفقين نيجي ونساعدك في عمايل الأكل".

عدلت وئام وضعية حجابها سريعاً وهي تبتسم بسعادة منذ البداية لتقول بنبرة أظهرت سعادتها وتلقائيتها:

-" لأ يا طنط مش هينفع دي عزومة ليكم، يعني أنا إللي هعمل فيها كل حاجة، وبلال كمان عمل معايا الأكل وساعدني كتير أوي من إمبارح".

إبتسموا جميعهم لينظر لها بلال، حتى تنهد وهو يضع الملاعق قائلاً بنبرة مرحة:

-" المهم تقولوا رأيكم في الأكل بكل صراحة علشان وئام متتضايقش، بقالها يومين بتحضر في الأكل ولا كأنها داخلة مسابقة توب شيف".

ضحكوا جميعهم، لترفع وئام كتفيها وهي تبتسم قائلة بنبرة أظهرت خجلها:

-" لأ هما يقولوا رأيهم حلو ولو معجبهمش وحش، أنا مش بزعل".

نظروا جميعهم نحو كريمة التي قامت بإذاقة صحن الملوخية وهي تقول بنبرة مُشمئزة بعض الشيء:

-" حيث كدة بقى لازم بصراحة أقولك إن الملوخية لايصة في نفسها كدة، مع إن حماتي قالتلك تظبطيها إزاي".

تلاشت إبتسامة وئام شيئاً فشيء وكأنها صُدمت من حديثها، ليقترب بلال يُعانق كتف وئام وهو يقول بنبرة سريعة:

-" دي ملوخية خضرا يا مرات أخويا، يعني طبيعي تكون كدة".

نظرت له كريمة وهي توزع نظراتها بينهم قائلة بجدية:

-" إحنا في أواخر الشتا".

تحدثت شادية قائلة بنبرة مُحذرة:

-" كريمة، فضيناها سيرة خلاص".

سحب بلال وئام من ذراعها بلين وهو ينظر لهم قائلاً بنبرة سريعة:

-" أقعدوا وهدخل أنا ووئام نجيب السلطات".

ليذهب من أمامهم وهي من جانبه تُسير معه، حتى نظرت كريمة بتهكُم لنظرات الجميع الموجهة صوبها، لتقول بنبرة حانقة:

-" وهو أنا قولت إيه لكل دة، مش هي إللي طلبت رأينا".

إستغفرت شادية ربها بصوت مرتفع، ليتحدث مالك يُغطي على بوادر تلك المشاجرة قائلاً بصوت مرتفع:

-" ما حد يتصل بعمي هشوم يشوفه اتأخر ليه الملوخية هتبرد".

حاول زيد وأد إبتسامته وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" المحتوى النهاردة هيبقى ملوخية خضرا".

لوح مالك برأسه وهو يضحك بعدم تصديق من تلك التصرفات، لترمقهم كريمة بسخط، حتى بدأ الجميع الإرتصاص على الطاولات.

بداخل المطبخ، ولج بلال أولاً ليجعلها تقف أمامه وهو يمسك ذراعيه قائلاً بجدية:

-" وئام، متحطيش كلامها في دماغك الأكل كله حلو والله، مش أنا دوقته قبل ما ييجوا وقولتلك أنه حلو؟".

أومأت له وئام رأسها بتيه، ليضع يده على ذقنها وهو يُعيدها ببصرها إليه قائلاً بنبرة هادئة:

-" خلاص يبقى أعتبريها متكلمتش خالص كل ما تتكلم أعملي نفسك مش سامعة إتفقنا؟".

أومأت له برأسها مرة أخرى، ليومىء لها بلال برأسه في المُقابل براحة قليلاً، حتى أمسك بيدها ليسحبها معه مرة أخرى، ولكنها توقفت لتقول بنبرة مُتلهفة:

-" السلطة!".

ألتف بلال ينظر لها، حتى لوح رأسه بيأس وتذكُر، حتى تركت وئام يده لتلتفت تلتقط الأطباق بين يديها وسط نظراته لها بقلة حيلة.


بدأوا جميعهم يجلسون حول الطاولات المُرتصة بالطول لتُكفي عددهم الكبير، حتى نظرت وئام إلى يحيى وجنة قائلة بنبرة سعيدة:

-" إيه رأيكم في الجلاش، أنا عملته ليكم مخصوص علشان أنتم بتحبوه".

أومأ يحيى برأسه وهو يأكل قائلاً بنبرة مُتلذذة:

-" حلو أوي يا وئام تسلم إيدك، وكمان جنة عجبها أوي".

شعرت وئام بالسعادة لتنظر إلى بلال الذي كان يجلس من جانبها، ليبتسم لها بتشجيع، حتى عادت بنظرها مرة أخرى للطعام، ليتحدث هاشم قائلاً بنبرة مرحة:

-" يا سلام، يعني الجلاش كله ليحيى وجنة بس وإحنا ملناش نصيب فيه".

نظرت له وئام، لتقبض على يديها وهي تقول بنبرة أظهرت خجلها وتوترها:

-" لأ مش قصدي أنا بس علشان هما بيحبوه و...".

ضحك عابد ليقول بنبرة مرحة:

-" هاشم بيهزر معاكي يا حبيبتي، تسلم إيدك الأكل كله زي الفل".

أيد الجميع حديثه ليتحدث مالك قائلاً بنبرة مرحة:

-" بالذات الملوخية الخضرة، حوار لوحدها".

قلبت كريمة عينيها بملل، لتبتسم وئام بسعادة وهي تعود بنظرها للطعام من أمامها وسط نظراتها الموزعة لهم وهي تشعر بالسعادة أثر آراءهم، لتنظر إلى بلال وهي تبتسم له ولكنه لم يُلاحظ أثر تناوله للطعام، لتتنهد براحة ومازالت البسمة على ثغرها، حتى تحدثت سامية قائلة بنبرة مرحة:

-" طيب إيه بقى مش ناويين تسمعونا أخبار حلوة قريب".

إنتبهت لها وئام، لينظر بلال نحوها حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو يحاول إنهاء ذلك النقاش قبل أن يُفتح:

-" ربنا يكرم يا مرات عمي".

لتتحدث شادية قائلة بنبرة هادئة:

-" لا بقولك إيه أنا عايزة أفرح بأحفادي".

نظر لها يحيى ليقول بنبرة مرحة:

-" وإحنا مش مكفيينك يا تيتة".

نظرت له شادية بحنية لتقول بنبرة مُحبة:

-" مش مكفييني إيه بس دة أنتوا نور عيني وأول فرحتي كمان، بالذات أنت يا يحيى كبير العيلة".

إبتسم يحيى وهو ينظر لها، لتبتسم جنة تلقائياً عندما وجدته يبتسم وهي تأكل وتنظر لهم، ليغمز عابد بعينه وهو ينظر إلى يحيى قائلاً بنبرة مرحة:

-" بس يعني نفسكم مش هفاكم على عيل صغير يفضل يزن على ودان إللي جابونا وتلعبوا معاه".

لوح يحيى برأسه ليضع يده عليها وهو يقول بضيق حقيقي:

-" ألعب إيه بس يا جدو، وهو في وقت ألعب".

نظر هاشم نحو جنة التي كانت تنظر للجميع بملامحها التي تفمهمها هاشم على الفور، لينكزها هاشم بكتفها وهو يحادثها بلغة الإشارة ويغمز لها بعينه قائلاً:

-" بيقول مبيلعبش وهو مقضيها لعب بابچي كل يوم بعد ما يرجع من دروسه".

ضحكت جنة وهي تنظر له لتترك الملعقة من يدها وهي تحادثه قائلة له بأنها تمِل وتنزعج من أصوات ألعابه، لتتوسع أعين يحيى وهو يقول بجدية:

-" الصوت مش بيوصلها والله هيوصلها إزاي وهي في أوضة وأنا في أوضة تانية".

في ذلك الحين تذكرت كريمة شيئاً ما، لتنظر نحو كلاً من بلال ووئام قائلة بنبرة خبيثة:

-" لا بس حمايا معاه حق، عايزين نشوف عيالكم بقى، هيبقوا حلوين زي وئام كدة ولا لا".

أغلق بلال جفنيه بعدما كان يعتقد أن ذلك النقاش سوف ينتهي سريعاً، ليتحدث عُمران قائلاً بنبرة ساخرة وهو ينظر إلى بلال:

-" فرحهم يا سيدي علشان تخلص من زنهم".

نظر له بلال قليلاً، ليتنهد وهو يقول بجدية:

-" أنا ووئام متفقين نأجل الموضوع دة شوية".

عقدت وئام حاجبيها لتتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" موضوع إ...".

أستوقفها بلال عندما وضع يده على يدها يقبض عليها بقوة أثناء نظره لهم قائلاً بنبرة حاول جعلها هادئة ثابتة:

-" قولنا علشان نلحق نعيش حياتنا شوية من غير دوشة العيال والزن بتاعهم".

تأوهت وئام وهي تنظر إلى يده، لتُلاحظ الفتيات والسيدات نظراتها حتى نظروا إلى بعضهم البعض، لتنظر لهم كريمة وهي تبتسم، حتى عادت بنظرها للطعام وهي تأكل بإستمتاع، لتتحدث شادية قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" أنتوا داخلين في ٣ شهور يا بلال ولحد دلوقتي مسافرتوش حتى في أي حتة".

أومأت أحلام برأسها لتقول بنبرة هادئة:

-" حصل .. دة حتى شهر عسل مروحتوش".

نظرت وئام إلى يد بلال الذي أزالها عنها، لتنظر لهم وهي تقول بنبرة هادئة:

-" هو بلال قالي هنروح بس لما الشغل بتاعه يخلص، هو عنده ....".

تحدث بلال قائلاً بجدية أظهرت تهكمه:

-" هو أنتوا فارق معاكم الحوار ليه مش فاهم ما دي في الآخر حاجة بيني وبين مراتي، لما تشتكي ساعتها هبقى أتصرف".

نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض بصمت، لينظر لهم بلال هو الآخر، حتى تنهد بعمق وهو يحاول السيطرة على أعصابه، ليرسم إبتسامة على وجهه وهو يقول بنبرة حاول جعلها مرحة:

-" ومين عالم مش يمكن نفاجئكم في أي وقت، متقلقوش إن شاء الله خير، أنا نفسي أفرح بعيالي أنا كمان".

أومأوا برؤوسهم في صمت، ليستمروا في تناولهم للطعام وسط نظرات وئام له بعدم فهم، ليرمقها بلال بغضب، حتى عاد بنظره للطعام مرة أخرى.


بعدما أنتهوا من تناول الطعام، إزدحم المطبخ بالفتيات وسط تهكم وجه أحلام وهي تنظر إلى شادية التي كانت تطالعها بحِدة، لينظروا إلى وئام التي كادت أن تسقط الكوب، حتى أقتربت منها أفنان قائلة بنبرة ساخرة:

-" يا بنتي هو أنتِ سوبر هيرو، سيبي الحاجات دي كلها من إيدك وإحنا هنساعدك".

نفت وئام برأسها على الفور لتقول بنبرة سريعة:

-" لأ مش هينفع، هو بس الشاي هصبه والباقي كله جاهز، أنتوا أطلعوا أقعدوا".

تحدثت شادية قائلة بصوت مرتفع:

-" والله ما حد غاسل المواعين غير أحلام".

حاولت كلاً من أفنان ورزان كتم ضحكاتهم، لتستوقفهم وئام قائلة بنبرة سريعة:

-" لأ يا طنط محدش هيغسلهم أنا هغسلهم وهخلص كل حاجة".

ضربت رزان كف بكف لتقول بنبرة ساخرة:

-" أنتِ ليه محسساني إننا حرام نساعد بعض، ما إحنا من ساعة ما جينا وأنتِ مش مخليانا نعمل حاجة خالص".

أومأت أحلام برأسها لتقول بجدية:

-" عندهم حق، دة كتير عليكي أوي يا حبيبتي، خلينا نساعدك".

نفت وئام برأسها عدة مرات لتقول بنبرة سريعة أمتزجت بصرامتها وتوسلها لهم كحالتها في تلك المواقف:

-" لأ أنا هعملهم محدش هيقرب منهم، أنتوا أطلعوا أقعدوا بس محدش يعمل معايا حاجة أنا بعرف أعمل كله لوحدي".

نظروا إلى بعضهم البعض وهم يعلمون طباعها وبأن ما يفعلوه لن يجدي نفعاً، ليومأوا برؤوسهم حتى بدأوا بالخروج من المطبخ عدا الفتيات التي وقفت معها ليتحدثون معاً، حتى ولج إليهم بلال، لتُحمحم أفنان قائلة بنبرة مرحة:

-" طيب نستأذن إحنا مؤقتاً بقى علشان نسيب العروسين لوحدهم".

رفعت رزان حاجبيها لتقول بنبرة ساخرة:

-" أكيد مثلاً مش داخل يقولها كلام حلو أو يعاكسها في المطبخ وسط المعمعة دي كلها".

نظر لهم بلال، ليُضيق عيناه قائلاً بجدية:

-" أنا عايز أسألكم سؤال، أنتوا متربتوش ليه؟".

نظرت كلاً من أفنان ورزان لبعضهم البعض، لتقول رزان بنبرة ساخرة:

-" مش كبرنا وترعرعنا وسط زيد ومالك، عايزنا نبقى إيه".

لوى بلال شفتيه ليقول بجدية:

-" عندك حق فعلاً، وإيه ترعرعنا دي هي تربية مأثرة للدرجة دي".

لوحت له رزان برأسها، ليتنهد وهو يُشير لهم بيده قائلاً بنبرة صارمة:

-" يلا يا بت أنتِ وهي من هنا".

سحبت كلاً منهم الأخرى لتقول أفنان بنبرة سريعة:

-" ماشي ياسي بلال، يا رب قبل ما تقول أي كلمة تلاقي أمي جيالك بتقطع عليكم اللحظة".

كاد بلال أن يقترب منها ولكنهم ذهبوا سريعاً وهم يضحكون، لينظر بلال في أثرهم وهو يتأكد من ذهابهم، حتى ألتف ينظر إلى وئام التي كانت تقوم بصب أكواب الشاي وهي تضحك على مظهرهم، ليقترب منها بلال على حين غفلة يسحبها من ذراعها تجاهه وهو يقول بنبرة مُحذرة خافتة:

-" عارفة يا وئام لو فتحتي بوقك قدامهم برة بأي كلمة، مش هبخل عليكي بالمعاملة القديمة علشان شكلها وحشتك".

نظرت له وئام بدهشة وخوف لتقول بنبرة مُرتعشة أظهرت خوفها:

-" أنا .. أنا معملتش حاجة والله ومقولتش حاجة".

ضغط بلال على ذراعها وهو يجز على أسنانه قائلاً بنفس نبرته:

-" متعدليش عليا الكلام، لما أتكلم تخرسي ومتتكلميش ورايا بحرف واحد، تفضلي ساكتة لحد ما أسألك أنا وساعتها اتنيلي أتكلمي وكلامك يكون يا أه يا لا مش أكتر من كدة، ولو حد وجهلك أي كلام متنطقيش وأنا هتكلم، وأي حاجة أقول إننا متفقين عليها تهزي برأسك وخلاص على كدة".

أومأت له وئام برأسها عدة مرات وهي ترمقه بأعينها التي أغرورقت بدموع أظهرت خوفها ورهبتها منه، ليتساءل بجدية قائلاً:

-" فاهمة ولا لا؟".

أومأت له برأسها على الفور لتقول بنبرة سريعة:

-" فاهمة والله حاضر هعمل كدة لو حد كلمني مش هرد".

أومأ لها بلال رأسه بإنتباه، ليترك ذراعها بقوة حتى عادت للخلف أثر دفعه لها، حتى ذهب من أمامها على الفور، لتنظر هي في أثره بصدمة وهي تلهث بقوة، لتبتلع ريقها وهي تُحاول السيطرة على رهابها وألم ذراعها بعدما وضعت كفها عليه تتحسسه وسط بُكاءِها، حتى نظرت إلى كفها التي شعرت بألمه أيضاً عندما وجدت عليه بعض البقع أثر قطرات الشاي الساخنة التي تساقطت عليه، لتبكي بشهقات مكتومة حتى قامت بمسح دموعها بذراعها وهي مازالت تشعر برعشة جسدها التي ظهرت على شفتيها ويديها، ولكنها حاولت تمالك أعصابها لتتجه نحو الصنبور تقوم بغسل يديها ووجهها، حتى إبتلعت ريقها وهي تحاول التحكم بدموعها، لتلتقط الصينية بيديها المُرتعشة وهي تتجه بها نحو الخارج.


وسط جلوسهم جميعهم معاً، دق باب المنزل، ليذهب بلال يقوم بفتحه، حتى وجد أمامه رشاد، الذي ولج ليُلقي السلام عليهم، حتى تحدث مالك قائلاً بنبرة مرحة:

-" يأخي الواحد نفسه يبقى عنده رُبع كاريزمتك، جاي بعد المعاد بأربع ساعات بس؟".

لم يُجيب رشاد حتى جلس معهم ليتحدث عابد قائلاً بجدية:

-" أنت أتأخرت كدة ليه صحيح".

نظر له رشاد ليقول بنبرة هادئة:

-" ما أنا عرفتكم إن ورايا شغل وهاجي متأخر".

تحدث بلال قائلاً بنبرة سريعة وهو يتأهب للذهاب:

-" طيب هقول لوئام تحضرلك غداك".

أستوقفه رشاد عندما ربت على قدمه يجعله يجلس مرة أخرى قائلاً بنبرة هادئة:

-" تعالى أقعد أنا كلت خلاص".

رفع بلال حاجبيه بدهشة ليقول بجدية:

-" إيه ياعم رشاد شغل العيال دة، يعني إيه أكلت مش كفاية جاي متأخر".

تحدث هاشم قائلاً بنبرة ساخرة:

-" شكله كدة جاي غصب وإقتدار".

نفى رشاد برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" أكلت في المركز الصبح ومش جعان، يا سيدي لما أجوع هقولك".

لوح بلال برأسه بعدم فائدة، لينظر نحو وئام التي خرجت من الداخل وهي تحمل الصينية بيديها المُرتعشة، لينهض على الفور يلتقطها من بين يديها حتى إبتعدت هي عنه بخوف، لتذهب تجلس وسط الفتيات حتى نظروا لها جميعهم بتعجُب لتتساءل شادية قائلة بنبرة قلقة:

-" في إيه يا وئام وشك متغير كدة ليه".

نظرت لها وئام وهي تقبض على كفيها، لتعود بنظرها للأرض دون أن تُجيب عليها، حتى تساءلت أحلام بجدية:

-" أنتِ معيطة؟".

لم تُجيب وئام لترفع رأسها تنظر إلى بلال الذي كان يتحدث مع الشباب، لتتساءل أفنان قائلة بنبرة قلقة:

-" مالك يا وئام، حد ضايقك طيب".

لم تقوم وئام بإعطاء اي ردة فعل لهم عدا إنها تنظر إلى بلال الذي لم يكن مُنتبهاً لها من الأساس، لتأتي إليهم كريمة التي أنتهت من محادثتها الهاتفية للتو، لتنظر إلى وئام قائلة بنبرة ساخرة بعدما لاحظتها:

-" مالك يا عروسة، زهقتي مننا نمشي ولا إيه".

إنتبه بلال لها عندما تحدثت كريمة بصوت مرتفع، لينهض بلال يتجه إليهم حتى تساءل بجدية:

-" في حاجة ولا إيه".

وجهت سامية نظرها نحو وئام وهي تقول بجدية:

-" أنت مش شايف منظرها يابني، مالها في إيه".

وجه بلال نظره نحوها ليجد وجهها مائل للإصفرار والدموع مازالت بقاياها على وجهها وهي تقبض على كفيها بقوة أثناء ضم قدميها إلى جانب بعضهم البعض، لينظر لهم بلال، حتى عاد بنظره إليها ليقوم بالجلوس بجانبها وهو ينظر لهم قائلاً بنبرة هادئة:

-" هي تعبانة اليومين دول مش بتنام كويس، يمكن علشان كدة".

حاولت وئام عدم التحرك من جانبه رغم رغبتها الكبيرة بالنهوض من جانبه على الفور، ولكنها حاولت تثبيت جسدها مكانها لكي لا تظهر عليها أي ردة فعل، لتُضيق شادية جفنيها وهي تعود بنظرها إلى وئام قائلة بنبرة مُشككة:

-" حاسة إنك تعبانة إزاي، بطنك قالبة عليكي؟".

لم تُجيب وئام وهي تنظر للأرض، لينظر لها بلال وهو يقول بنبرة هادئة للغاية:

-" جاوبي يا حبيبتي".

نظرت له وئام بطرف عينها، لتبتلع ريقها حتى أجابت بنبرة خافتة:

-" لا ".

لوحت شادية رأسها بعدم معرفة، لينظر لها بلال قليلاً، حتى عاد بنظره إلى والدته وهو يرفع كتفيه، ليتحدث عابد قائلاً بتذكر:

-" هي حماتك فين يا بلال، معزمتهاش معانا ليه النهاردة".

تذكر بلال للتو بأن لزوجته عائلة يجب عليها رؤيتهم ومن الواجب أيضاً عليهم الإطمئنان عليها، لينفي برأسه قائلاً بنبرة هادئة:

-" كانوا موجودين من فترة، قولت مرة كدة ومرة كدة، والمرة الجاية هبقى أجمعكم مع بعض إن شاء الله".

ضيقت كريمة عينيها لتقول بنبرة أظهرت إشتياقها:

-" ياريت والله دي ولاء وحشتني أوي، هيكون يوم حلو".

نظرت لها وئام بلهفة حتى كادت أن تتحدث، ولكنها نكست رأسها لتهبط دمعة منها رغماً عنها، كانت أفنان تنظر إليها بضيق أثر مظهرها، لتفتح هاتفها عندما وصلتها رسالة من زيد، لترفع رأسها تنظر له بصدمة، حتى تبادل معها النظرات بهدوء، لتفتح أفنان الرسالة سريعاً وهي تقرأ محتواها:

-" بكرة الصبح على الساعة ستة أبقي أطلعي فوق السطح علشان عايز أتكلم معاكي".

رفعت رأسها تنظر له بدهشة وتعجُب، لتجده ينظر إلى الهاتف وهو يكتب بتركيز، حتى عادت بنظرها لتجده قيد الكتابة حتى وصلت رسالة جديدة يقول فيها أيضاً:

-" هقولك حاجة مهمة وهتنزلي تاني بس لازم تطلعي، الموضوع مهم".

تنهدت أفنان بعمق، لتنظر للرسالة قليلاً، ثم رفعت رأسها تنظر له حتى لاحظت نظرات أعينه التي تساءلت وتوسلت في نفس الوقت، لتُطيل النظر به قليلاً وهي تُفكر من داخلها، حتى عادت بنظرها للهاتف، لتقوم بإغلاقه ثم وضعته بجانبها، لينظروا جميعهم إلى عُمران الذي تحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى رزان:

-" بسام مكلمكيش؟".

عقدت رزان حاجبيها بعدم فهم، لتتساءل بنبرة هادئة:

-" يكلمني إزاي؟".

لوح لها عُمران بيده وهو يقول بجدية:

-" إيه إللي إزاي، أنا أديته رقمك يوم قراية الفاتحة".

نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض، ليتحدث زيد قائلاً بجدية:

-" إزاي تديه رقمها؟ هما لسة أتخطبوا ولا حصل ما بينهم حاجة؟".

نظر له عُمران قليلاً ليُجيب قائلاً بنبرة حادة:

-" وأنت هتقولي إزاي ومش إزاي؟ وبعدين فيها إيه ما هو كلها كام يوم ويبقى خطيبها، وقراية الفاتحة إللي كانت من يومين دي أكيد مش ربط كلام وخلاص".

كان زيد يستمع إليه بعدم تصديق من حديثه، ليتحدث عابد قائلاً بنبرة رزينة:

-" مكنش ينفع يا عُمران تديله رقمها، مش دلوقتي على الأقل يستنى لحد ما يتخطبوا رسمي، ولو حتى كان طلبه منك كان المفروض ترفض".

ظهر الغضب على ملامح وجه عُمران وهو يقول بنبرة مُنفعلة:

-" هو في إيه أنا عيل صغير، وبعدين دي بنتي وأنا عارف بعمل إيه كويس".

إستغفر عابد بسره وهو يُحاول التحكم بأعصابه أمام الجميع، ليتحدث رشاد قائلاً بنبرة غير مُبالية:

-" هو من نفسه مش هيكلمها غير بعد الخطوبة، باين عليه بيفهم يعني".

رفع عُمران حاجبيه، ليتحدث عابد قائلاً بجدية يشوبها الحِدة:

-" وبعدين ياسي عُمران لو أنت عارف بتعمل إيه مكنتش على الأقل أتكلمت في الموضوع دة قدامنا كلنا وكنت أخدت بنتك على جنب وأتكلمت معاها".

كاد عُمران أن يتحدث بغضب، ليسبقه هاشم الذي أعتدل في جلسته يقول بنبرة هادئة:

-" خلاص يا جماعة صلوا على النبي محصلش حاجة لكل دة، الرقم معاه وهو متصلش يبقى أكيد مستني لحد بعد الخطوبة، إللي حصل حصل ويمكن عمي كان عنده فكرة مختلفة يعني عن الموضوع دة".

صمت كلاً من عابد وعُمران وهم ينظرون إلى بعضهم البعض، لينهض عابد قائلاً بنبرة هادئة أشبه بالجمود:

-" كفاية كدة، نستأذن إحنا بقى".

نهضوا جميعهم لينهض بلال هو الآخر بلهفة قائلاً بجدية:

-" تمشوا إيه يا حج وهو أنتوا لسة قعدتوا، دة رشاد لسة جاي مكملش نص ساعة، أقعدوا بقالنا كتير مقعدناش مع بعض".

تحدث رشاد قائلاً بنبرة أظهرت تعبه أثر عمله:

-" والله أنا لو عليا جيت علشان أشوفك، بس كفاية كدة فعلاً".

لتتحدث شادية هي الأخرى وهي تُشير بيدها نحو وئام قائلة بنبرة قلقة:

-" وعلشان كمان وئام ترتاح، شكلها تعبانة".

نظر لها عابد ليجدها تقف تنظر للأرض، حتى أقترب منها ليُعانق كتفها وهو يتساءل بنبرة حنونة:

-" في إيه يا وئام، مالك حصلك إيه؟".

رفعت وئام رأسها قليلاً وهي تُحاول النظر إلى بلال، ولكنها أحادت بنظرها عنه لتنفي برأسها، حتى تحدث بلال مُغيراً مجرى الحديث وهو يقول:

-" يعني عايزين تمشوا ومتقعدوش معانا شوية! للدرجة دي ما صدقتوا إني أتجوز".

تحدث مالك بتبج قائلاً:

-" محسيناش بفرق، أنت كنت مفكره فندق، تيجي من شغلك تتغدى وتنام علشان تصحى تكرر إللي بتعمله، مشوفناش وشك بجد غير يوم فرحك".

إبتسم له بلال ببرود، لتتحدث أحلام قائلة بنبرة مرحة:

-" أنا وبلال زي بعض في النقطة دي وهي إننا ناس روتينية".

نظر لها بلال ليبتسم رغماً عنه وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" أنتِ بتقوليها بفرحة كدة ليه ولا كأننا مقضيين حياتنا؟ دة ملل".

تحدثت سامية قائلة بنبرة مرحة وهي تنظر إلى بلال ووئام:

-" ياسيدي بكرة وئام تغيرك وتجيبلك عيل يخليك تقضي معاهم وقت أكتر".

تنهد بلال بهدوء، ليتحدث عابد قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب يلا لو وقفنا نتساير كدة مش هنخلص، أنزلوا وزعوا نفسكم على العربيات وأنا نازل وراكم".

أومأ الجميع برؤوسهم، ليبدأوا بتوديع كلاً من بلال ووئام، حتى هبطوا جميعهم إلى الأسفل عدا عابد الذي كان ومازال يُعانق كتف وئام، ليلتفت عابد ينظر إلى بلال وهو يقول بنبرة صارمة:

-" أدخل ياض أقعدلك في أي حتة علشان عايز أتكلم مع مراتك شوية".

توسعت أعين بلال ليقول بجدية:

-" أديك قولت يا حج أهو، مراتي!".

أومأ له عابد ليقول بجدية تماثله:

-" أه مراتك إيه في إيه؟".

لوى بلال شفتيه لينفي برأسه قائلاً بنبرة ساخرة:

-" ولا حاجة يا باشا براحتك".

أومأ له عابد برأسه ليُشير له بيده أن يذهب من أمامه، حتى نظر بلال إلى كلاً منهم، ليثبت نظره على وئام التي كانت تنظر للأرض كحالها منذ البداية، ليصك على أسنانه قليلاً حتى ذهب من أمامهم.

جلس كلاً من عابد ووئام بأماكنهم مرة أخرى بالصالة، لتجلس وئام بجانبه قليلاً على الأريكة وهي تحك بكفيها أثناء نظرها للأرض، لينظر لها عابد قليلاً، حتى تساءل بنبرة هادئة:

-" فيكي حاجة يا وئام، أحكيلي في إيه".

نفت وئام برأسها وهي تشعُر بإستماعه لدقات قلبها العالية وهي تشعر بالخوف، ليُضيق عابد جفنيه وهو يتساءل بجدية أرعبتها أكثر:

-" بلال مزعلك في حاجة؟".

نظرت له وئام بخوف من وسط أعيُنها ذات نظرتها الواهنة، لتتذكر بأن ذلك الشبل من ذاك الأسد مثلما يقولون، وكأنها إذا تحدثت سوف يتحول عليها مثلما يفعل ولده دوماً معها، ولأول مرة تشعُر بعدم الأمان من حديثها معه، لتنفي برأسها على الفور وهي تقول بنبرة محشرجة:

-" لأ ".

شعر عابد بعدم الإرتياح منها، ليتنهد بهدوء، حتى تحدث مرة أخرى قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب أهلك، بيكلموكي ويتطمنوا عليكي مش كدة؟".

دارت وئام بأعيُنها في الفراغ من أمامها قليلاً وهي تتذكر آخر مُحادثة دارت بينهم، لتقول بنبرة خائفة:

-" أه، ممكن من أسبوعين".

عقد عابد حاجبيه بتعجُب من تلك المُدة، ليلوي شفتيه وهو يتساءل مرة أخرى بنبرته اللينة:

-" طيب يا حبيبتي مش محتاجة حاجة؟ أنتِ ينفع تتكلمي مع أحلام وأفنان ورزان هما زي أخواتك أنتِ عارفة كدة من زمان، أو تتكلمي مع شادية هي هتفهمك بردوا".

أومأت له وئام برأسها عدة مرات بعدم تركيز، ليُلاحظ عابد إرتباكها، حتى نهض ليقول بنبرة هادئة وهو ينظر لها:

-" أنا همشي دلوقتي، وهبقى أتصل بيكي علشان هنقعد مع بعض تاني قعدة غير دي من غير الجحش إللي جوة دة ما يعرف".

خرج بلال في ذلك الوقت ليقول بصوت مرتفع:

-" يعني أنت واخدها مني علشان كدة؟ طب دي مراتي يعني المفروض تشكر فيا قدامها مش تشتمني".

نظر له عابد ليرفع حاجبيه وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" يابني دة من حُبي ليك، تقدر تنكر حاجة زي دي".

نفى بلال برأسه وهو يبتسم قائلاً بنبرة هادئة:

-" ولا أقدر أتكلم حتى".

أومأ له عابد برأسه، ليضع يده على كتفه وهو يقول بجدية:

-" خد بالك من مراتك يا بلال، وساعدها علشان هي أكيد تعبت في العزومة دي، ولو عرفت إنك زعلتها بالغلط صدقني هحاسبك حساب مش هيعجبك".

ضحك بلال بسخرية، ليعود عابد بنظره إلى وئام التي كانت تجلس مكانها على الأريكة، ليبتسم عابد وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" تسلم إيدك يا حبيبتي الأكل كان جميل تسلم إيدك، طول عمرك نفسك حلو في الأكل، بس متقوليش إني قولتلك كدة بقى قدام الشوش علشان مبتحبش حد يعلي عليها".

سعدت وئام بحديثه كحالها دائماً كلما تعلق الأمر بالطعام، لتبتسم وهي تومىء له برأسها، حتى قام عابد بتوديعهم ليذهب من أمامهم.

ليلتفت بلال بعدما قام بإغلاق باب المنزل، حتى وجدها ذهبت من أمامه، ليستمع إلى صوت إغلاق باب غُرفتها، حتى تنهد بهدوء ليقوم بحمل الأطباق إلى المطبخ.

السادسة صباحاً، أنهت أفنان صلاتها، لتظل مُرتدية إسدالها حتى تصعد إلى سطح منزلهم، لتمر بضع دقائق حتى صعدت لتجده يقف بإنتظارها، تحركت أفنان نحوه قليلاً ببطء، لتتوقف أمامه حتى تساءلت بنبرة هادئة بعدما شبكت كفيها:

-" إيه هي الحاجة المهمة".

رفع زيد حاجبيه وهو يبتسم قائلاً بنبرة مرحة:

-" مفيش أزيك، عامل إيه، مش باين ليه، وحشتني".

نظرت له أفنان بصدمة، لتبتلع ريقها وهي تقول بنبرة أظهرت توترها:

-" مفيش ما بيننا كلام، وأعتقد دة كان بناءً على رغبتك أنت".

تنهد زيد بعمق، ليعود بنظره إليها وهو يقول بنبرة هادئة حاول عدم مزجها بضيقه:

-" بس المرة دي كان لازم نتكلم يا أفنان".

أومأت له أفنان برأسها لتُشير له بيدها قائلة بجدية على غير عادتها:

-" اتفضل بس بسرعة علشان ورايا جامعة".

أومأ لها زيد برأسه وهو يبتسم، لينظر لها قليلاً، حتى تحدث قائلاً بجدية:

-" أنا هسافر".

حاولت أفنان بشدة كبح فضولها عن سؤاله الكثير من الأسئلة، لتبتلع ريقها وهي تُحيد بنظرها عنه قائلة بجمود:

-" تروح وتيجي بالسلامة".

علم زيد بأنها مازالت تشعر بالضيق والحزن منه، ليقول بنبرة هادئة:

-"هي ممكن تبقى لمدة ٣ شهور او أقل".

نظرت له أفنان قليلاً، لتحيد بنظرها عنه وهي تقول بجمودها المزيف:

-" وإيه هي الحاجة إللي هتخليك تبعد عن أهلك كل الفترة دي".

وضع زيد يده على رقبته، ليقول بجدية:

-" شغل مهم يا أفنان، بس عايزك تعرفي إن بعد التلات شهور دول أنا هبقى واحد تاني، وساعتها هتلاقيني جاي أخطبك علطول".

نظرت له أفنان بدهشة، لترمش بأعينها وهي تقول بعدم تصديق:

-" تخطبني! أنت جاي تقولي كدة دلوقتي يا زيد؟".

كان زيد يستمع إليها عاقداً حاجبيه بعدم فهم، لتسترسل حديثها بنبرة غاضبة وهي تقول:

-" أنت عارف أنا عندي وأنت عندك كام سنة؟ أنا بقالي أهو سنين مستنياك يا زيد، سنين أنت مكنتش فيهم صغير ومكنتش بتحاول علشاني، محاولتش حتى تلاقي شغلانة ثابتة ليك، محاولتش تفاتح أهلي في الموضوع رغم إن كلهم عارفين بس محدش قادر يتكلم طول ما أنت ساكت يا زيد".

تحدث زيد قائلاً بنبرة مُنفعلة أثر الضيق واللوم الذي يشعر به:

-" بأنهي عين يا أفنان؟ بأنهي عين هاجي أكلمهم وأقولهم أنا عايز أخطب بنتكم؟ أنت ليه مستبسطة الموضوع؟ ليه شايفة علشان ابوكي يبقى عمي ف هيقولي أه يابني ونعم النسب تعالى هخطبهالك!".

كانت أفنان تستمع إليه وهي تبكي أثناء عقدها لذراعيها، ليسترسل زيد حديثه قائلاً بجدية يشوبها الحِدة:

-" مش علشان أنتِ بني عمي أخد دة كوبري يا أفنان، أنا مش هعمل كدة، أنا هشتغل وهحاول بدل المرة اتنين وتلاتة، علشان لما أجي أتقدملك أكون مالي جيبي وراضي بحالي قبل ما أخليكي أنتِ راضية بحالي".

فكت أفنان عقدة ذراعيها وهي تقول بنبرة حادة من بين بكاءها:

-" وهو أنت المهم عندك تكون مالي جيبك علشان تيجي تخطبني! أنت عارف إنك ممكن تقعد سنين علشان توصل للي نفسك فيه ومخططله يا زيد؟ ليه كل حاجة بالنسبالك فلوس وبس".

أومأ لها زيد برأسه ليقول بنفس جديته الحادة:

-" أه أكون راضي بنفسي وبحالي ومالي جيبي وكدة هكون مبسوط، علشان على الأقل لما أقعد قدام أبوكي أكون قاعد بتكلم بثقة وعزة نفس، بتكلم وأنا متأكد أنه مهما طلب مني هقدر أنفذله إللي يطلبه وزيادة".

ضحكت أفنان بسخرية لتقول بنبرة محشرجة ساخرة:

-" قصدك تكسر عين أبويا من الآخر، بس لأ بردوا يا زيد، أنا بابا مش كدة، وعمره ما بص ليها من ناحية الفلوس زي ما أنت متخيل".

مسح زيد على وجهه وهو يُحاول التحكم بأعصابه، ليتحدث قائلاً بنبرة حادة مُنفعلة:

-" أنتِ ليه مش عايزة تفهمي إني بعمل كدة علشاني وعلشانك وعلشان أهلك يكونوا راضيين بيا ويشوفوا إني شاب مناسب ليكي مش مجرد إبن عمك وخلاص؟ مش شايفاها ليه من ناحية إني هعمل كل دة علشانك وعلشان أقدر أحققلك وأجيبلك كل إللي تتمنيه؟ أه بملى جيبي علشان أي أب هيكون حابب يشوف بنته عايشة أحلى عيشة وعايشة مع راجل قادر يكفيها ويكفي إحتياجاتها من غير ما يمد إيده برة!".

أمتعضت معالم وجهه وهو يقول بنبرة أهدأ:

-" مش ذنبي إنك عيلة يا أفنان ومش فاهمة كل دة مع إن أكبر مثال قدامك هي أختك، وأديكي شوفتي مشاكلها مع خطيبها كانت بسبب إيه، المشاكل إللي حضرتك مستهونة بيها دي ممكن تفرق بين أي أتنين في لحظة، أكبري شوية".

كانت تنظر له بأعينها التي تخللتها سيول حمراء أثر بكاءها، ليتحرك من أمامها وهو ينوي الذهاب، ولكنه توقف مكانه، ليُغلق جفنيه بقوة وهو يتنهد بعمق، حتى عاد إليها مرة أخرى ليقف أمامها وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أنا آسف".

رفعت أفنان رأسها تنظر له بعتاب، لتتهكم ملامح وجهه وهو يقول بجدية أظهرت صرامته:

-" آسف إني قولت مش ذنبي إنك عيلة لأنه للأسف ذنبي، علشان إن شاء الله هتبقي قريب على أسمي وأنا هعلمك إزاي تبصي للدنيا بنظرة مختلفة عن نظرة عالم باربي دي".

كادت أفنان أن تتحدث ليستوقفها وهو يُشير لها بسبابته قائلاً بنبرة مُهددة:

-" وأنا طلعت أقولك الكلمتين دول مش علشان نتناقش على فكرة، لا أنا طالع أقولك قراري إللي غصبٍ عنك هتبقي موافقة عليه، الحقي جهزي نفسك بقى يا عروسة".

نظرت له أفنان لتبتسم وهي تقول ببرود:

-" ومين قالك أصلاً إني هوافق عليك بعد كل كلامك دة؟ تبقى بتحلم يا زيد".

بادلها زيد نفس ابتسامتها ليقول بنفس برودها:

-" هتوافقي يا حرم زيد نجم مُستقبلاً".

حتى كاد أن يذهب من أمامها، ولكنه عاد ليهبط بجانب أذنها قليلاً وهو يقول بنبرة خافتة:

-" في المستقبل القريب إن شاء الله".

ليبتسم وهو ينظر للفراغ من أمامه أثناء ذهابه من أمامها بخطواته الواثقة، لتنظر أفنان في أثره بغيظ وغضب، حتى صكت على أسنانها لتهبط من خلفه بتهكُم.

______________________________________

البارت دة بمناسبة إن الرواية بقت ١٠ آلاف🥰🤎

وجروب الفيسبوك إللي بنزل عليه كل حاجة تخص الرواية موجود على صفحتي هنا واتباد للي حابب يكون معانا فيه🤎

Continue Reading

You'll Also Like

54K 1K 94
Continuation of Modesto story who happens to intercourse with friends,mature,classmates,strangers and even family...
25.3K 233 10
Where BLINK can see along with our charisma girls, BLACKPINK. Bold is what you say! Cover: @aerallumy Request by: @SimpleOne03 Enjoy! 💖
215K 1.1K 199
Mature content
6.6K 427 13
إنهُ يسكُن قَلبي ، هذا موطنهُ الوحِيد _چيلين وجدتها ، كما لو أنني حظيت بالعالم معها _تايهيونغ