عُمارة آل نجم.

By MariamMahmoud457

218K 13.8K 21.9K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... More

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )

4.2K 283 190
By MariamMahmoud457

كانت أفنان تقف بالصيدلية مُنشغلة بترتيب بعض الأدوية، حتى ولج ذلك الشاب إلى الصيدلية وهو يقول بنبرة هادئة:

-" السلام عليكم".

نهضت أفنان لتُلقي السلام بنبرة سريعة وهي تقول:

-" وعليكم السلام".

كادت أفنان أن تستكمل حديثها، ولكنها تعرفت عليه على الفور، فلم تستطع كبح تلقائيتها وسعادتها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" أنس؟ عامل إيه!".

رفع أنس رأسه لينظر لها، ليتفاجيء بها، هي .. مازالت كما هي، لم تتغير كثيراً، أكثر ما يُميزها تلك الإبتسامة التي كان يُحبها، والتي لم يراها مُنذ سنوات، ولكنه عند رؤيتها شعر وكأنها كانت أمامه في كل وقت، تلك التي أثرت بقلبه مُنذ الصِغر.

أفاق أنس من شروده بعد ثواني، ليخفض رأسه سريعاً وهو يقول بنبرة مُرتبكة حاول السيطرة بها على مشاعره:

-" بخير الحمدلله في زحام من نعم".

تذكرت أفنان في ذلك الحين حديث والدها، لتتوسع أعينها تزامناً مع تلاشي إبتسامتها ببلاهة، لتبتلع ريقها وهي تشعر بالإحراج، حتى قام أنس بوضع تلك الورقة على الطاولة الفاصلة بينهما ليقول بنبرة مضطربة وهو مازال ينظر للأرض:

-" كنت محتاج العلاج إللي في الروشتة بعد أذنك".

نظرت له أفنان قليلاً، لتومىء برأسها حتى أخذت الورقة لتبتعد وهي تقرأ ما بها لتُعطيه ما يريده، حتى أغلق هو جفنيه بعمق بعدما شعر بضربات قلبه التي أزدادت، وزاد عليها تلك النغزة التي شعر بها عندما تذكر رفضها له، ليبتلع ريقه بصعوبة أثر تلك الغصة العالقة بحلقه، لتأتي إليه هي بعد قليل لتضع الأدوية والورقة من أمامه قائلة بجدية وهي تكتب على علب الأدوية:

-" دة هيتاخد كل ١٢ ساعة، ودة بعد الـ ٣ وجبات".

وضع أنس يده على جبهته بتوتر، لتنظر له أفنان حتى أشاحت بنظرها عنه مرة أخرى وهي تقول بنبرة هادئة:

-"كدة ١٧٣ ".

أومأ لها أنس برأسه عدة مرات، ليقوم بإخراج الأموال من جيب بنطاله، حتى قام بإعطاءِها، ليلتقط حقيبة الأدوية وهو ينوي الذهاب ولكنها أستوقفته بعدما عادت بنظرها إليه قائلة بنبرة سريعة:

-" مفيش فكة".

رفع أنس رأسه ينظر لها، حتى لوح برأسه وهو يزوغ بأعينه في كل مكان قائلاً بنبرة هادئة:

-" عادي مفيش مشكلة، جزاكِ الله خيراً".

إبتسمت له أفنان بإضطراب، ليذهب هو من أمامها، حتى نظرت في أثره قليلاً بحُزن على معاملته الجافة لها، تعلم بأنه مُحق، وأن ذلك هو الصواب، ولو كان شخصاً عابراً لها لم تكُن لتتأثر، ولكنها تتذكر جيداً جميع تفاصيلهم معاً بطفولتهم، كان يكبرها بخمسة أعوام، ولكنها بالنسبة لهم كانت خمسة دقائق، عقله المُقارب كثيراً لعقلها، إهتمامتهم المُتشابهة، مرحهم المُماثل لبعضهم البعض، فدوماً ما أعتبرته أخاً لها نظراً لإهتمامه بها كثيراً، ولكن بقى ذلك بالماضي؛ إبتسمت بهدوء، لتلوي شفتيها بقلة حيلة حتى عادت إلى عملها مرة أخرى.

كان هاشم يجلس بجانب جنة على فراشِها، لتولج إليه كريمة التي وضعت يدها على خصرها وهي تقول بجدية:

-" مش هتروح الشغل".

نظر لها هاشم بإنتباه ليتساءل بجدية:

-" أنتِ أديتي لجنة الدوا؟".

لوت كريمة شفتيها لتنفي برأسها وهي تقول بنبرة سريعة:

-" لا لقيتها كويسة قولت أوقفه".

نهض هاشم ليتوقف أمامها قبل أن يخرج من الغرفة قائلاً بجدية وهو يصك على أسنانه مُحاولاً أن لا يغضب:

-" العلاج بيتاخد في وقته يا كريمة مبيتوقفش، وبعدين كويسة إيه أنتِ مش شايفاها بقالها يومين تعبانة إزاي من ساعة ما جينا!".

تنهدت كريمة بملل لتقول بنبرة حانقة:

-" والله أنت إللي شبطت عيالك وخليتهم عايزين يروحوا البحر وينزلوا، أنا مالي؟".

صك هاشم على أسنانه قليلاً، ليتركها يخرج من الغرفة ليأتي إليها بداوئِها، ولكن دق باب المنزل، لتذهب كريمة تقوم بفتحه، حتى وجدت أمامها شادية، لتبتسم كريمة وهي تزيح لها الطريق قائلة بنبرة مُرحبة مُزيفة:

-" اتفضلي يا حماتي، البيت نور".

نظرت لها شادية قليلاً، لتُجيب ببرود قائلة:

-" منور بأبني طول عمره".

إبتسمت لها كريمة ببرود، ليخرج هاشم حتى ذهب نحو شادية ليقول بنبرة سريعة:

-" تعالي يا أمي، أتفضلي".

ولجت شادية لتذهب نحوه وهي تتساءل بنبرة هادئة:

-" جنة صاحية".

أومأ لها هاشم برأسه ليُشير لها بيده نحو الغرفة قائلاً بنبرة هادئة:

-" صحيت من شوية، أدخلي شوفيها".

ذهبت شادية نحو غرفتها، لتولج إليها حتى نظرت لها وهي تجلس على الفراش، لتبتسم بإتساع وهي تقول بنبرة مُحبة:

-" حبيبة قلب تيتة من جوة، قومي يلا علشان تأكلي".

ولج من خلفها كلاً من كريمة وهاشم الذي ذهب يجلس بجانب جنة وهو يحثها على النهوض، لتنظر شادية إلى كريمة قائلة بنبرة صارمة:

-" روحي هاتي صينية أحط عليها الطبق بدل ما يقع من أيدي".

قلبت كريمة عيناها بملل لتذهب من أمامهم، لينظر هاشم إلى شادية مُتسائلاً بجدية:

-" تعبتي نفسك ليه يا أمي، كريمة كانت هتعملها أكل دلوقتي".

لوحت له شادية برأسها لتأخذ الصينية من يد كريمة بعدما جاءت بها وهي تقول بنبرة ساخرة:

-" تعبت نفسي إيه وهو دة تعب، وبعدين كله يهون علشان خاطر جوجو".

كانت جنة تستند على كتف هاشم وهي تنظر إلى شادية بهدوء، لتضع شادية الصينية على الفراش حتى قامت بملىء الملعقة لتمدها نحو فم جنة وهي تقول بنبرة لينة:

-" يلا يا حبيبة تيتة علشان تأكلي".

نفت جنة برأسها عندما وجدت الملعقة تقترب منها، ليجعلها هاشم تعتدل وهو ينظر لها يحادثها بلغة الإشارة قائلاً:

-" كُلي يلا يا جوجو علشان تخفي، تيتة عملالك شوربة ومقطعالك فيها فراخ زي ما بتحبي، يلا ".

نظرت له جنة قليلاً، لتعود بنظرها نحو شادية التي مدت يدها بالملعقة مرة أخرى، لتبدأ جنة بالإندماج معها وهي تأكل من يدها، حتى تنهدت كريمة لتقول بنبرة هادئة:

-" تعبتي نفسك يا حماتي كتر خيرك".

لم تنظر لها شادية لتُجيب وهي تقوم بإطعام جنة قائلة بنبرة ساخرة:

-" لا يا حبيبتي لا تعب ولا حاجة لو متعبتش لعيال عيالي هتعب لمين، وبعدين أنا عارفة بالك طويل عقبال ما تعمليلها أكلة ترم عضمها هيكون العشا أذِن علينا".

صكت كريمة على أسنانها بغضب، لتنظر إلى هاشم الذي كان يُطالع جنة غير مُهتماً بحديثهم، لتذهب من أمامهم بخطاها الغاضبة.

كان بسام يجلس بمعرض السيارات الخاص به، يقوم بإنهاء بعض العقود وهو ينظر للورق الذي بيده، ليدق هاتفه، حتى رفع الهاتف ليُجيب بعدم إنتباه قائلاً:

-" السلام عليكم ".

أجاب عُمران من الناحية الأخرى يقول بنبرة ودودة:

-" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أزيك يا أستاذ بسام؟".

توسعت أعين بسام بدهشة قليلاً، لينظر للرقم بعدما تأكد منه، حتى وضع الهاتف على أذنه مرة أخرى قائلاً بنبرة هادئة:

-" تمام الحمدلله يا حج عُمران، حضرتك إيه أخبارك".

أومأ عُمران برأسه ليبتسم وهو يقول بنبرة هادئة:

-" بخير والحمدلله".

صمت بسام قليلاً وهو مازال يشعُر بالدهشة أثر إتصاله، ليُحمحم عُمران قائلاً بنبرة هادئة:

-" أنا كنت متصل علشان أقولك لو الموضوع لسة قائِم ف إحنا هنستناك إن شاء الله مع والدتك مرة تانية".

أغلق بسام جفنيه وهو يضع يده على رأسه، ليرفعها مرة أخرى وهو ينظر للفراغ من أمامه بتشوش وتردد، ليتحدث عُمران بنبرة مُتعجبة:

-" أنت معايا يابني؟".

كان بسام يُفكر بشيئاً ما، ليُحمحم يجلي حنجرته وهو يقول بجدية:

-" معاك يا حج، إن شاء الله شوف المعاد إللي يناسبك ونيجي نقرأ الفاتحة إن شاء الله، بس كنت حابب أطلب من حضرتك طلب".

عقد عُمران حاجبيه وهو ينتظر إستكمال حديثه، ليدور بسام بأعينه في الفراغ بتفكير حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" كنت حابب أقعد مع أنسة رزان مرة تانية إذا أمكن".

تهكمت ملامح وجه عُمران قليلاً، ليُضيق بسام جفنيه بشك وهو ينتظر رده، حتى تنهد عُمران ليقول بنبرة هادئة:

-" مفيش مشكلة حقك طبعاً".

أومأ بسام برأسه، ليتحدث قائلاً بنبرة خبيثة بعض الشيء:

-" تمام لو الوقت مناسب لحضرتك بكرة يكون كويس".

تعجب عُمران من قُرب الوقت، ولكنه أغلق جفنيه ليتنهد بقلة حيلة قائلاً بنبرة هادئة:

-" مناسب يا حبيبي، هنستناك إن شاء الله".

إبتسم بسام بمُجاملة وكأنه يراه، ليقوم بإغلاق الهاتف معه بعدما ودعه، لينظر بسام إلى هاتفه قليلاً بتعجُب وشك مما يحدث، حتى قام بمُهاتفة والدته من بعد ذلك، ليأتيه صوتها بعد ثواني حتى تحدث بسام قائلاً بنبرة سريعة:

-" أيوة يا أمي ".

كانت والدة بسام تقوم بتحضير الطعام لتتحدث بنبرة لينة تقول:

-" إيه يا سمسم كنت لسة هتصل بيك علشان تيجي تتغدى".

تحدث بسام سريعاً يقول بجدية:

-" أنتِ قولتي لحد على موضوع الرفض ولا لا؟".

تركت والدته الملعقة لتعقد حاجبيها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" أنا بس مكلمتش غير خالتك حكيت معاها وقولتلها أنك أول مرة ترفض بنت لأني كنت مستغرباك بصراحة، وكنت هستنى لو كلموني أقولهم كل شيء قسمة ونصيب".

أغلق بسام جفنيه براحة قليلاً، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" متكلميش حد، بكرة هنروحلهم تاني".

توسعت أعين والدته بسعادة، لتتساءل بعدم تصديق:

-" بجد يا سمسم؟ هو أبوها كلمك؟".

وضع بسام يده على رقبته وهو يقول بنبرة مُشككة:

-" كلمني، وأتفقت معاه إننا هنروحلهم بكرة إن شاء الله، هقعد مع بنته مرة كمان ولو حصل نصيب نقرأ الفاتحة".

فرحت والدته كثيراً، لتقوم بإطلاق زغرودة عالية، حتى أبعد بسام الهاتف عن أذنه قليلاً، لتنتهي حتى تحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" في إيه يا أمي محسساني رايح أكتب كتابي عليها".

ضحكت والدته لتقول بنبرة أظهرت سعادتها:

-" دة يبقى يوم الهنا والله، يعني خلاص هفرح بيك يا سمسم".

لوح بسام برأسه وهو يضحك، ليتنهد بعمق حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" نشوف بس بكرة إيه إللي هيحصل".

أومأت والدته برأسها وهي تضحك بسعادة أثناء تحدُثها معه، أما هو، فنظر للفراغ من أمامه بشرود وهو يُفكر في حقيقة ذلك الأمر الغريب بالنسبة له.

في المساء، كانت كلاً من شادية وسامية وأحلام وأفنان ورزان يجلسون بمنزل كلاً من أحلام ومحمد الجديد وهم يقومون بتنظيف المنزل وترتيب الأثاث، لتمسك أفنان بتلك المزهرية من يدها وهي تقول بنبرة مرحة صارمة:

-" الفازة دي أنا إللي جايباها، يعني تتحط في أكتر مكان متشاف في البيت دة، عايزة كل الناس تاخد بالها من حلاوتها".

نظرت لها أحلام التي كانت تقوم بتنظيف الأتربة قائلة بنبرة حانقة:

-" يخربيت الفازة إللي بقت عبارة عن محتوانا النهاردة، لو مسكتيش هرجعك بيها".

رمقتها أفنان بسخط، لتنهض شادية وهي تنظر إلى سامية قائلة بنبرة هادئة:

-" يلا ندخل نغسل المطبخ إحنا وهما يخلصوا الباقي هنا".

نهضت سامية هي الأخرى، لتنظر أحلام إلى والدتها قائلة بنبرة مُحمسة:

-" ماما هو انا بعد ما أتجوز هتيجي تغسليلي المطبخ بردوا وتروقي معايا الشقة؟".

نظرت لها شادية قليلاً، لتقول بنبرة حانقة:

-" لأ يا قلب أمك أنتِ اللي هتتجدعني وتعملي كل دة لوحدك".

رمقتها أحلام بصدمة لتتساءل بجدية:

-" إزاي، أنا هعمل كل دة لوحدي؟".

تأفأفت أفنان لتقول بنبرة حانقة:

-" مش أنتِ إللي عايزة تتجوزي؟ أشبعي بقى".

نظرت أحلام أمامها ببلاهة وهي تستوعب الوضع، حتى ذهبت من أمامهم كلاً من شادية وسامية، لتنظر أفنان نحو رزان التي كانت تجلس تنظف بعض التحف الصغيرة، حتى تحدثت قائلة بنبرة مرحة:

-" أنا الهدوء دة بقى يقلقني، مش واخدة عليه".

إنتبهت لها رزان، لتترك ما بيدها حتى لمعت الدموع بأعينها تلقائياً، نظرت كلاً من أحلام إلى بعضهم البعض بحُزن، حتى أقتربوا منها ليلجسون بجانبها، لتربت أحلام على ظهرها وهي تقول بنبرة لينة:

-" بتعيطي ليه يا روز بس دلوقتي".

كانت رزان تبكي وهي تنظر للأرض لتقول بنبرة محشرجة تظهر بالكاد:

-" أنا مش عايزة أقابله، مش عايزة أتجوز بالطريقة دي، ومحدش منهم سامعني ولا فاهمني، دة حتى معاملتهم ليا لسة وحشة، بقيت حاسة أنهم مستنيين اليوم إللي أمشيلهم فيه من البيت خالص، هما هيستريحوا .. بس أنا هبدأ التعب".

أمسكت أفنان بكفها لتقول بنبرة لينة:

-" عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم، مش يمكن يكون العريس دة كويس بجد يا رزان، مش يمكن هو إللي يهون عليكي معاملتهم، ويمكن بجد يكون هو العوض ليكي".

نفت رزان برأسها لتقول بنبرة مُرتعشة من بين بكاءها:

-" بس أنا مش عايزاه، ومش عايزة حد خالص .. أنا لما قعدت معاه مكنتش مستريحة، طيب هو مش المفروض إني لو مش مستريحة خلاص يرفضوه، هما ليه مأخدوش رأيي حتى وراحوا كلموه وقالوله أننا موافقين رغم اني مش موافقة، أنا خايفة أقعد معاه تاني".

ربتت أحلام على ظهرها بحنان لتتساءل بنبرة مُتوددة:

-" طيب أهدي بس .. خايفة تقعدي معاه ليه؟ هي مش أول مرة عدت على خير الحمدلله، ولا هو في حاجة مش عاجباكي؟".

نظرت لها رزان بإرتباك، لتبتلع ريقها وهي تفضل الصمت، لتبتسم أفنان وهي تقول بنبرة مُحبة:

-" مفيش إنسان كامل يا رزان، يمكن ربنا أخد منه حاجة علشان يكرمه بحاجة تانية مش موجودة عند أغلب الناس دلوقتي، بلاش تفكري فيها بالشكل دة، أنا عارفة أنه حقك ترفضي لأي سبب مادام مش مستريحة، بس حاولي تديله فرصة".

أومأت أحلام برأسها وهي تؤيد حديثها قائلة بجدية:

-" على فكرة واحدة واحدة لو بدأتي تسمعيله وتعرفوا بعض أكتر ولقيتي أنه عاجبك هتنسي الموضوع دة خالص، هتشوفي إنه في عيونك كامل".

كانت رزان تنظر للفراغ من أمامها، لا تُفكر في حديثهم، ما بعقلها ظل بعقلها رغماً عن حديثهم الصحيح، ليدق في ذلك الحين هاتف أحلام، حتى نهضت لتقول بنبرة سريعة:

-" محمد جه تحت، هنزل أشوفه وطالعة تاني".

نظرت أفنان إلى رزان، لتعود بنظرها إلى أحلام قائلة بنبرة حانقة مُزيفة:

-" قولي لحضرة الظابط ينقي أوقاته بعد كدة".

نظرت لها أحلام لتبتسم وهي تقول ببرود:

-" حضرة الظابط يعمل إللي هو عايزه ومحدش ليه فيه، ماشي يا عسل منك ليها".

لترمقهم بنظرات مُتعجرفة، حتى ذهبت لتقوم بإرتداء حجابها، ومن ثم هبطت إليه.

كان بلال يجلس يشاهد المُباراة بتركيز كعادته، لتأتي إليه وئام تضع من أمامه كوب من المشروب الساخن، ليُشير لها بلال بيده أن تبتعد، حتى إبتعدت هي سريعاً عن طريقه، لتذهب تجلس بجانبه وهي توزع نظراتها بينه وبين التلفاز مُشبكة كفيها ببعضهما، حتى عادت بنظرها إليه لتقول بنبرة هادئة:

-" ممكن أطلب منك طلب".

لم ينظر لها بلال ليظل مُتابعاً للمبارة، ولكنه أومأ لها برأسه يحثها على الحديث، إبتلعت وئام ريقها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" أنا عايزة أروح عند ماما".

لوح بلال برأسه نحوها تلك المرة ليطالعها بتركيز، حتى رمش بأعينه ليتساءل بجدية:

-" ليه؟".

لاحظت وئام نبرته التي تغيرت، لتلوح برأسها قليلاً بتوتر وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" هي لما كانت هنا هي وولاء آخر مرة، قالتلي أبقى أجي أقعد معاها، وأنا مروحتش من ساعة ما أتجوزنا، وأنا وحشني البيت هناك، عايزة أروح أقعد معاها شوية".

نظر لها بلال قليلاً وهو يُفكر بطريقة حديثها التي تفهم بأن هُناك من قام بإملاءِها عليها بطريقة ما، ليعتدل في جلسته حتى أصبح مُقابلاً لها وهو يقول بجدية حاول بها شد إنتباهها:

-" طيب أنا عندي فكرة أحلى، إيه رأيك الماتش يخلص وننزل نخرج أنا وأنتِ شوية؟".

شعرت وئام بالسعادة، لتتساءل بعدم تصديق:

-" بجد؟ هنخرج؟".

أومأ لها بلال برأسه وهو يضحك قائلاً بنبرة ساخرة:

-" أنا مش فاهم أنتِ بتتفاجئي كدة ليه كل ما أقولك نخرج أو نسافر، محسساني إني بعشمك وبغدر بيكي".

ضحكت وئام بسعادة، لتعود بنظرها إليه وهي تقول بنبرة مُحذرة من بين حماسها ولهفتها:

-" بس يا بلال لو طلعت بتضحك عليا بجد مش هكلمك، أنا هقوم ألبس علشان ننزل علطول".

أستوقفها بلال قبل أن تنهض ليجعلها تجلس مرة أخرى وهو يضحك قائلاً بنبرة مرحة:

-" الماتش لسة فاضله ساعة ويخلص، ولسة أنا ملبستش، أقعدي شوية نتفرج عليه سوا وبعدين ننزل".

أومأت له وئام برأسها عدة مرات وهي تبتسم بسعادة، ليعود بلال بنظره نحو التلفاز، ولكنها تحدثت قائلة بنبرة أظهرت ضيقها بعدما نهضت:

-" لأ أنا هلبس دلوقتي، أنت ممكن تضحك عليا زي ما عملت".

رفع بلال رأسه لينظر لها عاقداً حاجبيه بتعجُب وهو يتساءل بجدية:

-"أنا عملت إيه؟".

نظرت له وئام، لتزوغ بأعينها في كل مكان وهي تقول بنبرة حزينة:

-" أنت قولتلي هنروح نشوف بابا ومروحناش، وقولتلي هنسافر الأقصر وأسوان وبردوا مروحناش".

لتعود بنظرها إليه، حتى شبكت يديها ببعضهم البعض وهي تقول بنبرة أظهرت توترها:

-" أنت ممكن بلاش تقولي كدة تاني وبعدين منروحش، علشان أنا بفرح وبتحمس أننا نروح مع بعض، بس بعدين أنت مش بتقولي أننا هنروح بجد".

شعر بلال بالحُزن من داخله، فهو وعدها بالكثير ولكنه لم يُنفذ، أو بالأحرى قد تناسى ما وعدها به، لينهض حتى توقف أمامها وهو يقول بنبرة هادئة مُتأسفة:

-" أنا آسف والله يا وئام حقك عليا، موضوع البلد دة أنا نسيته خالص، وموضوع أننا نسافر مع بعض ف أنا حاولت أخد أجازة من الشغل بس هما موافقوش علشان الإجازات اللي اخدتها الفترة الأخيرة، بس مش عايزك تزعلي .. هحاول أخد يومين نروح فيهم علشان تشوفي أبوكي".

رفعت وئام كتفيها بتلقائية لتقول بنبرة مضطربة:

-" إحنا ممكن نستنى لحد ما يوافقوا، بلاش دلوقتي علشان ميزعقوش ليك".

ضحك بلال لينفي برأسه وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" ياستي قولتلك ١٠٠ مرة محدش بيزعقلي والله، بس أنا هحاول أتصرف وأخد يومين الأسبوع دة ونروح".

أومأت له وئام برأسها إيماءة بسيطة، ليتحدث بلال قائلاً بنبرة سريعة:

-" يلا أدخلي ألبسي وأنا كمان هلبس وننزل".

نظرت له وئام بإنتباه لتقول بجدية:

-" طيب الماتش".

تنهد بلال بعمق وهو ينظر لها قائلاً بنبرة مُحبة:

-" لأول مرة بلال نجم هيتنازل عن فرجته لماتش بسبب بسكوتة جت دوبته".

نظرت له وئام بدهشة وهي تبتسم ببلاهة، ليبتسم بلال وهو ينظر لها، حتى لوح لها برأسه ليقول بنبرة سريعة:

-" يلا أدخلي ألبسي قبل ما أغير رأيي وأقعد أتفرج عليه أنا أصلاً بتلكك".

كادت وئام أن تتحدث، ولكنها نفت برأسها عدة مرات وهي تذهب من أمامه مُسرعة نحو الغرفة، ليضحك بلال على مظهرها، حتى ذهب هو الآخر ليتجهز.

كان رشاد يقف بشرفة المركز الذي يعمل به، ينفث دُخان سيجارته كالعادة وهو يضع بجانبه كوب من القهوة، لينظر إلى ساعة هاتفه، حتى قام بإغلاقه، ليرمي السيجارة التي بيده، ثم أرتشف أخر رشفة، ليخرج من الشرفة من بعد ذلك، ولكنه وجدها أمامه، لتتوقف وهي ترمقه بغضب وغيظ قائلة:

-" أنت تاني".

نظر لها رشاد دون أن يرمش له جفن، ليقول بنبرة هادئة:

-" رشاد، إسمي رشاد ".

رفعت حاجبيها وهي تبتسم قائلة ببرود:

-" ومين قال لحضرتك إني مهتمة أعرف إسمك؟".

تنهد رشاد بملل ليقول بعدم إهتمام:

-" هو مش حضرتك ليكي إسم تتنادي بيه؟ ولا هما لما بيشوفوكي في الشارع بيقولولك أنتِ يا ..؟".

صكت هديل على أسنانها بغضب، ليومىء لها رشاد برأسه وهو يقول ببرود:

-" بالظبط كدة يا مدام هدير، دة قصدي ".

ليعبر من جانبها ولكنها أستوقفته وهي تقول بنبرة حادة:

-" أسمي هديل مش هدير، وآنسة مش مدام".

ألتف رشاد لينظر لها حتى قال بنبرة غير مُبالية:

-" الإسم كان تفصيلة مهمة نعرفها، لكن المُسميات دي خصوصيات مش مهتم إني اعرفها، ولا حد هنا مهتم أنه يعرفها بردوا، أحتفظي بيهم لنفسك".

أقتربت منه هديل لتنظر له وهي تقول بجدية لا تقبل المزاح:

-" وأنا بقولك علشان مش من حقك تقولي لا مدام ولا آنسة، أنا هنا إسمي دكتورة .. دكتورة هديل".

إبتسم رشاد ليُضيق عيناه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" علشان كدة الإحترام ما بينا يكون متبادل، من هنا ورايح إسمي دكتور رشاد مش أنت تاني! أتمنى يكون كلامي مفهوم يا دكتورة هدير".

ليذهب من أمامها من بعد ذلك، حتى صكت هي على أسنانها بغضب وغيظ أثر أسلوبه الذي أثار إستفزازها.

هبطت أحلام نحو المدخل، لتجده يقف ينظر للخارج بشرود، لتتسحب بهدوء وهي تنوي إفزاعه، ولكنه ألتف لينظر لها قائلاً بنبرة ساخرة:

-" أنا نفسي تشغلي دماغك وتفهمي إني ظابط".

نظرت له أحلام بسخط لتقول بنبرة حانقة:

-" ودة إيه علاقته بإني أخضك يا حضرة الظابط".

غمز محمد بعينه ليقول بمشاكسة:

-" أصل إحنا بنعرف دبة النملة، ما بالك بقى بدبة الغزال".

رمقته أحلام بإشمئزاز مُزيف ظهر من إبتسامتها التي لم تستطع إخفاءها، لتقول بنبرة خافتة:

-" عشوائي ".

رفع محمد حاجبيه ليقول بنبرة مرحة:

-" وبتموتي في عشوائيتي".

لوحت أحلام برأسها وهي تضحك، لتتنهد بهدوء وهي تقول بنبرة هادئة:

-" جيت بدري ليه، مش المفروض وراك شغل".

أومأ محمد برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" خلصت إللي ورايا وأجلت الباقي لبليل ودلوقتي هروح لأبويا علشان محتاجني".

أومأت له أحلام رأسها بهدوء، لتتذكر وهي تنظر له قائلة بحماس:

-" دعاوي الفرح!".

ضحك محمد ليقول بنبرة مرحة:

-" هعدي أجيبهم بردوا، وبكرة هاجي الشقة علشان نشوف النواقص بتاعة السباكة".

إبتسمت أحلام وهي تومىء برأسها، ليتنهد محمد وهو يقوم بإخراج علبة صغيرة من جيب بنطاله، ليقوم بمد يده بها لأحلام، حتى عقدت هي حاجبيها لتتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" إيه دي؟".

نظر لها محمد قليلاً ليقول بجدية:

-" فيل يا أحلام، يعني علبة زي دي هيكون فيها إيه؟ أمسكي".

أخذت أحلام العلبة من يده، لتقوم بفتحها، حتى وجدت أمامها خاتم من الذهب، به ثلاثة فراشات صغيرة، لتضحك أحلام وهي تسحبه من العلبة قائلة:

-" ودة بقى بمناسبة إيه".

إبتسم محمد ليقول بنبرة هادئة مُحبة:

-" عيد ميلادك، الأسبوع الجاي هروح مأمورية في العريش ومش هعرف أديهالك كدة غير على الفرح، ف حبيت أديهالك النهاردة".

نظرت أحلام للخاتم من بين يدها بهدوء، ليعقد محمد حاجبيه وهو يتساءل بجدية:

-" معجبكيش؟".

نفت أحلام برأسها على الفور لتقول بضيق:

-" لا بالعكس دة حلو أوي يا محمد، أنا إللي مضايقني هي المأمورية دي جاية في وقت مش وقتها، هيكون فاضل كام يوم بس على الفرح، دة غير تكاليف القاعة وكل الحاجات دي كتيرة عليك، مكنش ليها لازمة تجيب حاجة وهو باين عليه غالي، أنا كفاية عندي أنك تكون فاكرني وخلاص".

تنهد محمد بهدوء، ليقترب منها قليلاً يأخذ منها الخاتم والعلبة، حتى أمسك بيدها ليقوم بوضع الخاتم بإصبعها وهو يقول بنبرة لينة:

-" الغالي يرخصلك، إحنا حياتنا الجاية مع بعض هتبقى مُقتصرة علينا، هتبقي أنتِ كل حياتي، ف لو مجبتلكيش، هجيب لمين؟".

ليُقبل يدها من بعد ذلك وهي ترمقه بحُب، حتى تحدث قائلاً بنبرة مُحبة:

-" ومش عايزك تشيلي هم من ناحية المأمورية، تخلص وهتلاقيني قدامك علطول، أنا مقدرش أبعد عنك يا لومي".

إبتسمت أحلام بخجل وهي تسحب يدها، لتنظر للخاتم من بين أصابعها، حتى عادت بنظرها إليه لتقول بنبرة ناعمة:

-" شكراً يا محمد، وإن شاء الله ربنا هيعديها على خير".

أمتعضت معالم وجه محمد ليقول بنبرة حانقة مُزيفة:

-" يعني بعد كل دة، وبعد ما وقعت كاريزمتي في الأرض قدامك، ولو حد من صحابي شافني هياخدوني سف من هنا لبكرة الصبح، تقوليلي شكراً؟".

نظرت له أحلام وهي تضغط على شفتيها تحاول كتم ضحكاتها، لتحمحم تجلي حنجرتها وهي تقول بجدية مُزيفة:

-" أه شكراً، وشكراً كمان يا حضرة الظابط".

صك محمد على أسنانه، ليتنهد وهو يقول بنفاد صبر:

-" أطلعي يا أحلام، أطلعي".

ضحكت أحلام وهي تذهب من أمامه، ليستوقفها محمد حتى ألتفت لتنظر له، ليغمز لها بعينه وهو يقول بنبرة خبيثة:

-" لينا بيت يلمنا".

قلبت أحلام عيناها بملل لتُشير له بيدها أن يذهب، حتى ضحك هو ليذهب كلاً منهم إلى وجهته.

صباح اليوم التالي، كان الجميع يجلس على سُفرة الطعام يتناولون الفطار، لينظر مالك إلى شادية يتساءل بإهتمام وهو يأكل:

-" جنة بقت عاملة إيه".

أومأت له والدته برأسها لتقول بنبرة هادئة:

-" كويسة الحمدلله، عملتلها إمبارح أكل يقويها ونبهت على هاشم يأكلها كويس".

عاد مالك بنظره للطعام مرة أخرى، ليتحدث عابد قائلاً بجدية:

-" النتيجة أمتى؟".

توقف مالك عن مضغ الطعام، لينظر له وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أنا لسة مخلص إمتحانات من أسبوع يا حج".

رمقه عابد بسخط وهو يقول بنبرة حانقة:

-" مش مكسوف من نفسك وأنت شحط عندك ٢٤ سنة وبتقول أنك رايح الإمتحان وجاي منه ومستني النتيجة".

رفع مالك كتفيه وهو يأكل قائلاً بعدم إهتمام:

-" وأتكسف ليه، دة أنا كدة أتساويت ببتوع طب وهندسة".

نظرت له أحلام لتقول بنبرة حانقة:

-" طب وهندسة إيه دة أنت بتكتب أسمك بالعافية هنصيع على بعض".

نظر لها عابد ليقول بنبرة مُشمئزة:

-" إيه يا بنتي هنصيع دي، ما تعملوا حساب إني مرزوع وسطيكم".

حاولت أحلام كتم ضحكاتها، لتربت شادية على كتف عابد وهي تقول بجدية يشوبها الحِدة أثناء نظرها لهم:

-" بقولكم إيه أتلموا وقصروا لسانكم بدل ما أقطعهولكم".

أستغفرت أفنان ربها لتقول بنبرة حانقة:

-" وهو أنا نطقت! ولا أنا لازم إسمي ييجي من ضمن التهزيق وخلاص".

لوحت لها شادية بيدها، ليلوح عابد برأسه وهو يتنهد بعمق قائلاً بنبرة حالمة:

-" أمتى أخلص منكم أنتوا التلاتة".

ليعود بنظره إلى شادية وهو يغمز بعينه قائلاً بمشاكسة:

-" والبيت يفضى عليا أنا وأنتِ يا شوش".

إبتسمت شادية بخجل لتقول بنبرة ناعمة:

-" بس يا حج العيال قاعدين".

صفق مالك بيديه ليقول بصوت مرتفع:

-" أيوة يا عُبد ولع الدنيا، والعة معاكي يا شوش الدنيا مراجيح والحج عُبد في جمالك بيسيح".

شهقت شادية لتضحك رغماً عنها من بعد ذلك، لينظر له عابد قليلاً بملامح وجه مُتهكمة، حتى تلاشت إبتسامة مالك بعدما رأى نظراته له وهو يُحمحم يعود لتناول طعامه، ليلوح عابد برأسه، حتى تحدثت شادية قائلة بنبرة هادئة وهي تنظر له:

-" إن شاء الله نتيجتك تطلع وتثبت في شغلانة وتشوفلك بقى بنت الحلال".

نظر لها مالك وهو يأكل، ليبتلع ما بفمه وهو ينظر للفراغ من أمامه قائلاً بتفكير:

-" والله ياما ساعات كتير بفكر في الموضوع دة، بس برجع وأقول أنا إيه إللي يخليني أتجوز واحدة معرفهاش وأصرف عليها فلوسي إللي من تعبي وشقايا؟".

أومأت أفنان برأسها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" وجهة نظر تُحترم".

نظرت لها شادية قليلاً، لتقول كلمة واحدة تفهمتها أفنان جيداً:

-" أخرسي ".

ألتزمت أفنان الصمت وهي تحاول كتم ضحكاتها أثناء نظرها لأحلام، لتعود شادية بنظرها إلى مالك قائلة بنبرة حاولت جعلها هادئة:

-" أنا مش هستحمل شغل العيال بتاعك دة كتير، كفاية أوي السنتين إللي ضيعتهم، شقتك وموجودة وإن شاء الله تلاقي شغلانة ثابتة بعقد تفضل فيها وتفتح منها بيتك".

أعتدل مالك لينظر لها وهو يتساءل بنبرة أظهرت ملله:

-" أنتِ مستعجلة كدة ليه؟ ما كله بييجي بوقته، شايفاني عنست؟".

نظر له عابد ليقول بنبرة ساخرة:

-" لأ وأنت الصادق قُعادك مع البيه إللي فوق هو إللي هيخليك تعنس".

لوح مالك برأسه ليقول بجدية:

-" طب والله رشاد دة راجل رايق، عايش حياته زي ما هو عايز لا حد بيقوله أتجوز ولا متتجوزش".

نظرت له شادية لتقول بجدية تشوبها الحدة:

-" وأنا مش هكرر عملتي مرتين، هو عارف يعمل إيه أهو على الأقل ربنا يكرمه ببنت الحلال في مجال شغله ولا يشوفها في طريقه".

نظر لها عابد ليقول بجدية:

-" ولو ملقاش هتلاقيه جاي بيقولك دوريلي على عروسة، متشغليش دماغك بيهم يا شادية، هما عارفين مصالحهم".

تهكمت ملامح وجه شادية وهي تهز في قدميها بعُنف، ليستمر الجميع في إستكمال طعامه، حتى تحدثت شادية مرة أخرى وهي تنظر له قائلة بنبرة مُتوددة:

-" طيب مثلاً مشوفتش أخت واحد صاحبك عجبتك؟ واحدة عندنا هنا في الشارع لفتت نظرك؟".

لوح مالك برأسه بعدم فائدة، ليعود بنظره إليها وهو يقول بجدية غير معهودة:

-" وهو أنا همشي أبصبص عليهم في الشارع وأقيمهم؟ ولا أبص لأخت واحد صاحبي علشان تتردلي وألاقيهم بيبصوا لأخواتي؟ أنتِ بتقولي إيه ياما؟".

أستمعوا جميعهم إلى حديثه بهدوء، لتصك شادية على أسنانها بغضب حتى تحدثت قائلة بنبرة حادة:

-" خليك كدة بقى، وحياة أمك لو جيتلي في يوم وقولتلي شوفيلي عروسة ياما هديك بالشبشب اللي في رجلي يا مالك، جتكوا الهم".

لتذهب من أمامهم من بعد ذلك، حتى نظروا جميعهم في أثرها ببلاهة، ليعود عابد بنظره إلى مالك وهو يُضيق عيناه مُتسائلاً بنبرة هادئة:

-" البتاعة إللي قولتها لأمك من شوية دي بتتقال إزاي؟ قولها تاني كدة".

تنهد مالك بحُزن مُزيف وهو يقول بنبرة درامية:

-" الدنيا مراجيح وعُبد في جمالك بيسيح يا حج".

أومأ له عابد برأسه وهو يستمع إليه، لينهض من أمامهم وهو ينوي الذهاب خلفها، ولكنه توقف لينظر إلى كلاً من أحلام وأفنان قائلاً بصوت مرتفع يصل إلى شادية أثناء تحدثه بنبرة غاضبة مزيفة:

-" تخلصوا وتشيلوا الأكل وتشطبوا المطبخ، أمكم تعبانة وأنتوا ولا على بالكم، جتكم الهم".

ضحكت كلاً من أحلام وأفنان بخفوت، ليذهب عابد من أمامهم، حتى تنهد مالك وهو يرفع قدميه على المقعد وينظر إلى كلاً منهم قائلاً بنبرة صارمة مُتعجرفة وكأنه ملك على عرشه:

-" كوباية شاي في الخمسينة، يلا يا حلوة أنتِ وهي".

نظروا له بسخط وغيظ، لتنهض كلاً منهم تتجه نحو المطبخ وهي تمسك بيديها بعض الأطباق.

دق باب ذلك المنزل، ليذهب ذلك الرجل ليقوم بفتحه، حتى عقد حاجبيه ليتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" أتفضل؟".

إبتسم عادل ليقول بنبرة هادئة:

-" حضرتك أستاذ إيهاب السيد مش كدة؟".

أومأ إيهاب رأسه بإضطراب ليقول بنبرة هادئة رغم تعجبه ورهبته من نبرة صوته وهيئته:

-" أيوة يابني أنا، حضرتك مين؟".

حافظ عادل على إبتسامته الرسمية وهو يقول بجدية تليق به:

-" أنا الرائد عادل إسماعيل، وكنت حابب أتكلم مع حضرتك شوية".

توسعت أعين إيهاب بدهشة، لتزداد ضربات قلبه بخوف، حتى تحدث عادل قائلاً بنبرة هادئة بعدما لاحظ دهشته وخوفه:

-" متقلقش، أنا حبيت أجي أتكلم هنا ومنعملش إستدعاء في القسم".

إبتلع إيهاب ريقه وهو يشعر بالصدمة، ليتساءل بنبرة مضطربة:

-" طيب هو في إيه أنا مش فاهم حاجة".

تنهد عادل بهدوء ليقول بجدية:

-" ندخل ونتكلم، ولا حضرتك ناوي توقفني على الباب؟".

إبتعد إيهاب يُزيح له الطريق وهو يُشير بيده نحو الداخل قائلاً بنبرة سريعة:

-" أتفضل يا حضرة الظابط أنا آسف ".

أومأ عادل برأسه، ليولج إلى الداخل وهو يزوغ بأعينه في أركان المنزل بتركيز، ليذهب خلف إيهاب الذي دخل به نحو غرفة الصالون، ليجلس كلاً منهم، حتى تنهد عادل بعدما جلس وهو يعدل جاكيته مُتسائلاً بجدية وهو يدور بأعينه في المكان:

-" الآنسة روضة موجودة".

صُدم إيهاب عندما أدرك أن الحوار عنها، ليومىء رأسه بتيه وهو يقول بنبرة أظهرت توتره:

-" أيوة يا باشا موجودة، هي عملت إيه ريحني وقولي".

لوح عادل برأسه وهو يقول بجدية أمتزجت بسخريته:

-" كل خير يا حج متقلقش".

نظر إيهاب لهيئته الجادة والمُخيفة بنفس الوقت، ليعود عادل بنظره إلى إيهاب وهو يتساءل بجديته:

-" وئام ياسر، صاحبة بنتك، حضرتك عارفها أعتقد".

أومأ إيهاب برأسه وهو يقول بنبرة مضطربة:

-" أيوة، صاحبة بنتي من وهما عيال".

جلس عادل براحة وهو يستند بظهره على الأريكة، ليضع يده على وجهه وهو يُضيق عيناه مُتسائلاً بنبرة هادئة:

-" تعرف عنها إيه تاني".

إبتلع إيهاب ريقه وهو يشعر بالتوتر يتملك منه أكثر، ولكنه تنهد ليقول بنبرة حاول جعلها ثابتة:

-" اللي أعرفه أن والدها متوفي، وهي عيلة غلبانة إحنا كنا في فرحها من حوالي شهرين وشوية، هي بنت ناس ومحترمة وملهاش في المشاكل، حتى أهلها ماشيين جنب الحيط".

ليعود بنظره إلى عادل وهو يقول بنبرة حرجة:

-" هي بس كانت روضة بتقولنا إنها يعني لامؤخذة في الكلمة خمسة في المية".

رفع عادل حاجبيه بإعجاب، ليقول بنبرة ساخرة:

-" بنت حضرتك بتعرف تنقي ألفاظها كويس".

نظر له إيهاب قليلاً بتوتر، ليلوح برأسه وهو يتساءل بنبرة قلقة:

-" هو في إيه يا باشا، بنتي عملت إيه، وصاحبتها دي علاقتها إيه".

أعتدل عادل ليجلس برسمية، حتى وجه نظره إلى إيهاب ليقول بجدية:

-" وئام ياسر من ٨ سنين أتعرضت لحادثة إغتصاب على إيد خطيب أختها علي محمد عبد الحميد، وإللي كان في الوقت دة بيدي دروس لطلاب الإعدادية، وئام كان عندها ١٤ سنة وبنت حضرتك عندها ١٦ سنة".

أومأ له إيهاب وهو يستمع إلى كلماته بتركيز، ليُخرج عادل هاتفه وهو يقوم بإخراج إحدى التسجيلات الصوتية، ليضع الهاتف على الطاولة من أمام إيهاب وهو ينظر له قائلاً بجدية:

-" ودة إعتراف علي".

ليقوم بتشغيل المُسجل الصوتي الذي دار بين عادل وعلي بحضور بلال، حتى عاد ليجلس براحة مرة أخرى وهو يُراقب حالة إيهاب من أمامه وهو يستمع إلى المُسجل الصوتي، والتي تغيرت هيئته تماماً بعدما إستمع إلى إسم إبنته يخرج من فم علي، وهو يُدلي بإعترافه وبإنها من قامت بمساعدته على فعلته، ليُضيق عادل عيناه وهو يُطالع صدمة إيهاب بعدما هربت الدماء من وجهه، لينتهي التسجيل الصوتي بعد مرور عشر دقائق، حتى أعتدل عادل ليمسك بهاتفه يضعه بجيب جاكيته مرة أخرى، ثم عاد بنظره إلى إيهاب وهو يقول بنبرة هادئة رفقاً بصدمته:

-" علي قريب إن شاء الله هيتحكم عليه، وطبعاً بالشكل دة آنسة روضة هتتحاكم على عملتها لأنها مُشتركة في إللي حصل".

نظر له إيهاب بصدمة وهو يشعر بالتيه أثر ما إستمع إليه، ليتحدث عادل قائلاً بنبرة هادئة:

-" أنا حبيت أجي الأول أتكلم مع حضرتك هنا علشان تكون مدرك للوضع، يعني محبتش أصدمك مرة واحدة وأجيبك القسم، مهما كان بردوا دي بنتك".

صك إيهاب على أسنانه بغضب بعدما تشنجت معالم وجهه، لينهض من مكانه وهو يصرخ بإسم روضة عالياً بغضب، لتأتي إليه روضة، لتنظر له بدهشة وهي تتساءل بجدية:

-" في إيه يا بابا".

أقترب منها إيهاب ليقوم بصفعها على وجهها بقوة، تحت صراخها أثر صدمتها، ليقوم بمسكها من شعرها بقوة وهو ينظر إلى عادل الذي كان يجلس يُتابع الوضع بهدوء يُحسد عليه، حتى تحدث وهو يلهث قائلاً بنبرة حادة:

-" شغل يا باشا التسجيل دة تاني".

نظرت روضة من بين يدي والدها لعادل الذي لاحظت وجوده للتو، ليعتدل عادل بهدوء وهو يتنهد، حتى قام بإخراج هاتفه، ليقوم بتشغيل التسجيل مرة أخرى، ثم عاد ليجلس براحة وهو يُطالع روضة من أمامه بإبتسامة على وجهه.

صُدمت روضة عندما إستمعت لذلك التسجيل، لتنظر إلى عادل بخوف، حتى عادت بنظرها إلى إيهاب لتقول بنبرة سريعة:

-" محصلش يا بابا والله محصلش، دة كداب أنا معملتش حاجة".

قام إيهاب بصفعها مرة أخرى وهو يضربها بأماكن مُتفرقة بيده وقدمه وسط صُراخها وبُكاءِها بصوت مرتفع، ليدفعها حتى وقعت على الأرض لترتطم بإحدى المقاعد التي أدت لإصابة جبهتها حتى خرجت منها الدماء.

كان عادل يجلس يُتابع ما يحدث من أمامه بإبتسامة مُتشفية، لينهض بملل وهو يقترب منهم ببطء، حتى أمسك بذراع إيهاب ليقول بنبرة هادئة مُزيفة:

-" خلاص يا حج الآنسة هتموت في إيدك!".

نظر لها إيهاب بغضب وهو يلهث، لتعتدل وهي تنظر لهم من وسط بكاءها ودموع أعينها تقول بنبرة غاضبة وصوت مرتفع:

-" دة كداب، كلهم كدابين أنا معملتش فيها حاجة كلهم بيتبلوا عليا وأنت صدقتهم".

رفع عادل حاجبيه بسخرية، ليقترب منها إيهاب مرة أخرى وهو يقول بنبرة غاضبة:

-" أنتِ لسة فيكي نفس، ليكي عين تتكلمي وتفتحي بوقك، أنتِ إيه يا بت شيطانة؟ الراجل بنفسه إعترف عليكي وقال أنك ساعدتيه".

أراد عادل إشعال الجو أكثر ليُضيق عيناه وهو ينظر إلى إيهاب قائلاً بجدية:

-" طيب وأنت صح يا حج صدقته بالسهولة دي ليه؟ مش يمكن بيتبلى عليها زي ما بتقول؟".

أومأت روضة برأسها عدة مرات وهي تقول بنبرة مُتلهفة:

-" أيوة .. أيوة بيتبلى عليا أنا معرفهوش والله ما أعرفه".

أقترب منها والدها ليجثو على ركبتيه أمامها وهو يقول بنبرة غاضبة:

-" مصدقهوش ليه؟ هو مش أنتِ أُس المصايب اللي بتحصلنا، مصدقهوش ليه وإحنا جايبينك من القسم قبل كدة، وبردوا حلفتي بربنا كدب، هو الحلفان سهل على لسانك أوي كدة؟ أنتِ كدة ليه؟ إحنا حارمينك من إيه".

ليقترب يقوم بضربها مرة أخرى وهي تُحاول الإبتعاد من تحت يديه، ليدور عادل بعينيه بملل، حتى أقترب ليمسك بإيهاب يجعله ينهض وهو يقول بنبرة هادئة:

-" تعالى يا حج، تعالى أقعد علشان كلامنا لسة مخلصش".

إبتعد إيهاب عنها ليقوم ببصقها حتى إبتعدت لتضم قدميها إليها وهي تستند على الحائط من خلفها، ليجلس كلاً من عادل وإيهاب الذي كان ينظر أمامه بقلة حيلة وصدمة وخُذلان، لينظر عادل نحو روضة بطرف عينه وهو يراها بتلك الحالة، حتى عاد بنظره إلى إيهاب ليقول بنبرة خبيثة:

-" أستاذ بلال جوز وئام ياسر، ناوي يرفع قضية إن شاء الله على الآنسة روضة علشان تاخد جزاءها مع علي".

رفعت روضة رأسها لتنظر له بصدمة، كذلك إيهاب الذي صُدم من حديثه، ليقترب منه بلهفة وهو يقول بنبرة سريعة مُترجية:

-" بلاش يا باشا الله يباركلك، قول أن فيه حل لكن بلاش تتحبس، أنا هربيها من أول وجديد ومش هخليها تشوف الشارع ولا تحتك بحد بس بلاش توصل للمحاكم والأقسام".

لوح عادل برأسه وهو يوزع نظراته بينهم قائلاً بنفس نبرته الخبيثة:

-" والله يا حج الموضوع مش ف إيدي، دة قراره هو، وللأسف هينفذه، دة حقه زي ما هو حق مراته، بنت حضرتك يعتبر مشتركة في جريمة".

وضع إيهاب يديه على رأسه بخوف، لتبكي روضة وهي تتخيل حياتها بالسجن، ليبتسم عادل على مظهر كلاً منهم حتى أعتدل في جلسته فجأةً ليقول بنبرة سريعة:

-" بس أعتقد في حل ".

نظر له كلاً منهم بلهفة، ليلوي عادل شفتيه وهو يقول بنبرة مُفكرة:

-" الآنسة روضة تروح لحد عندهم في البيت، وتترجاهم يسامحوها".

نظرت روضة للفراغ من أمامها بتهكُم، ليومىء إيهاب برأسه وهو يقول بنبرة مُتلهفة:

-" أوديها، وهخليها تبوس رجليهم كمان علشان يسامحوها، بس في أمل يسامحوها ولا لا؟".

لوح عادل برأسه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" والله على حسب بقى، أصل أستاذ بلال مصمم ودة شكله راجل طبعه صعب، لكن يمكن لما تعتذرله وتعتذر لمراته ولو طال تبوس إيديهم كمان علشان يسامحوها، يمكن يلين شوية ويقول دي لسة آنسة في بداية شبابها حرام تقضي باقي عمرها في السجن".

أومأ إيهاب برأسه عدة مرات ليقول بنبرة سريعة:

-" هتروح، هوديها بإيدي وهخليها تحب على رأسهم وإيديهم كمان، لو طال أنا كمان أعمل كدة هعمل، بس بلاش السجن يا باشا".

تنهد عادل بهدوء ليقول بإبتسامة باردة:

-" هنشوف ".

أومأ إيهاب برأسه وهو يرفع رأسه يدعي الله، لينظر عادل مُبتسماً بتشفي نحو روضة التي كانت تنظر للفراغ من أمامها بألم ظهر على ملامح وجهها، ولكنها مازالت مُحافظة على ملامح وجهها المُتهكمة والحاقدة رغم ما حدث بها.

كان بسام يجلس بغُرفة الصالون وهو ينظر للفراغ من أمامه مُفكراً، حتى ولجت إليه رزان التي كانت تُشبك يديها ببعضهم البعض بتوتر ظهر عليها وهي تقترب من موضعه، لينهض بسام عندما إنتبه إليها، حتى أشار لها بيده أن تجلس قائلاً بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" أزيك يا آنسة رزان".

نظرت له رزان، لتعود بنظرها إلى قدمه رغماً عنها، حتى جلست بتوتر بعدما تجمعت الدموع بمقلتيها، لتقول بنبرة محشرجة:

-" الحمدلله".

جلس بسام هو الآخر، ليتنهد بعمق وهو يُشبك كفيه، حتى عاد بنظره إليها ليقول بنبرة حاول جعلها مرحة:

-" مكنتش متخيل بصراحة أننا ممكن نقعد نفس القعدة دي تاني، ولا أنتِ بردوا كنتي متخيلة أكيد".

إبتلعت رزان ريقها بإرتجافة بسيطة، ليتنهد بسام وهو يزوغ بأعينه في كل مكان وهو يُحاول التحدث بما يجول بخاطره، حتى عاد بنظره إليها ليقول بنبرة هادئة:

-" آنسة رزان، أنا عارف أنك رافضة الموضوع، من أول مرة قعدنا فيها مع بعض وأنا وأنتِ عارفين كدة، لكن لما الحج كلمني أنا أستغربت وجه في بالي أكتر من حاجة".

نظرت له رزان بدهشة، ليسترسل بسام حديثه وهو ينظر لها قائلاً بجدية:

-" لو حد غاصبك على الموضوع أنا ممكن أساعدك، وأنا بردوا متأكد أن دة حصل لكني مليش الحق دلوقتي أتدخل علشان ميحصلكيش مشاكل، بس أنا طلبت من الحج عمران إننا نقعد مع بعض مرة كمان علشان أتأكد من شكوكي، وعلشان بردوا أقوله أن الرفض جاي من عندي أنا".

ليعتدل في جلسته وهو يقول بنبرة مُتوددة:

-" أنا بس محتاجك تتكلمي وتقولي رأيك بصراحة وياريت تحكيلي لو في حاجة علشان أقدر أساعدك، ومتقلقيش الموضوع هينتهي من غير أي مشاكل ومن غير ما إسمك ييجي في أي حاجة، بس تتكلمي معايا زي ما أنا بتكلم معاكي علشان أعرف أتصرف".

شعرت رزان بالصدق من حديثه، حتى كادت أن تتحدث عما يحدث، وعن ما فعله والدها تجاه تلك الزيجة التي أجبرت عليها، ولكنها لوهلة شعرت وكأنها مراقبة من قبلهم، شعرت في ذلك الوقت بأن والدها يستمع إلى كل كلمة تقال من بينهم، شعرت بأن والدتها تجلس بجانبها، وترمقها بنظرات أعينها الحادة التي عندما تخيلتها رزان، تذكرت كلمات والدها، كذلك تهديده لها بأمر إيقاف دراستها.

أفاقت رزان من تفكيرها فجأةً، لتعتدل في جلستها بلهفة وهي تنفي برأسها عدة مرات قائلة بنبرة سريعة أظهرت توترها وخوفها أثر تلك العلامات التي ظهرت على وجهها:

-" لأ أنا محدش عاملي حاجة، محدش قايلي حاجة، أنا موافقة بمزاجي، أنا عايزاك أنا من نفسي محدش قالي حاجة".

تعجب بسام من طريقة حديثها، كذلك ملامح الخوف والتوتر من شيئاً ما التي ظهرت على وجهها، ولكنه لم يظهر ذلك، ليومىء برأسه ايماءة بسيطة، حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إليها بترقب:

-" تمام، والنهاردة هتفق مع الحج على ميعاد قراية الفاتحة إن شاء الله".

أومأت له رزان برأسها لتبتلع ريقها من بعد ذلك، حتى نهضت لتقول بنبرة سريعة:

-" هناديلك بابا ".

سُرعان ما ذهبت من أمامه إلى الخارج، لتجد والدتها تقف بالمطبخ تقوم بتحضير مشروب له، كذلك والدها الذي كان يجلس بالصالة ينظر إلى هاتفه، لتتنهد رزان بقلة حيلة أثر تلك الحالة التي أصبحت تجعلها تشعر بالرهبة والخوف منهم، لتذهب نحو والدها لكي يذهب إلى بسام.

Continue Reading

You'll Also Like

3.5K 167 11
كثير من البحور يَجتاحها لكنها ليست اللؤلؤة المنشودة، وحينما يجدها يعتقد أنه فاز بالجائزة، لكنه سيواجه عقبات كثيرة في سبيله للوصول إليها، ومع ذلك سيظل...
13.3K 919 27
Uni+zgi ငါက တခြားသူတွေအတွက်ဆို နတ်ဆိုးတစ်ကောင်ဖြစ်ချင်ဖြစ်မယ် မင်းအတွက် ဆို ငါကဖြူစင်ရိုးသာချင်ယုံလေးပါ ငါတကယ်ချစ်ခဲ့တာ မင်းသိစရာမှမလိုခဲ့တာ ...
225K 11.4K 90
Being flat broke is hard. To overcome these hardships sometimes take extreme measures, such as choosing to become a manager for the worst team in Blu...
21.6K 143 6
Shirou Emiya, Perfect archer now servant.If Time Archer Shirou was summoned in the holy Grail.