عُمارة آل نجم.

By MariamMahmoud457

209K 13.2K 21.9K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... More

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )

4.2K 282 482
By MariamMahmoud457

ظلت أفنان طوال الليل تجلس بالشُرفة تنتظر عودته إلى المنزل، ليمر عليها الصباح وهي مازالت تجلس نفس جلستها رغم النعاس الذي تمكن منها، ولكنها ظلت صامدة لحين عودته، وبعد مرور الكثير من الساعات، عاد زيد إلى المنزل، لتنظر له أفنان من الشُرفة، حتى ذهبت سريعاً نحو باب المنزل لتقوم بفتحه وهي تنتظر صعوده.

صعد زيد الدرج بخُطاه المُثقلة، حتى تنهد بعمق وهو يلوح برأسه، ليجدها تقف أمامه وهي تنظر له بقلق، ضيق زيد جفنيه وهو يصعد يقترب منها حتى تحدثت أفنان قائلة بنبرة خافتة:

-" أنت كنت فين كل دة يا زيد ومبتردش على تليفونك ليه؟".

رفع زيد حاجبيه وهو يلوي شفتيه قائلاً بنبرة ساخرة:

-" كنتي قلقانة عليا ولا إيه".

نظرت له أفنان قليلاً، لتشعر بالحرج، حتى تحدث هو قائلاً بعدم إهتمام:

-" أنا زي الفل أهو قدامك".

نفت أفنان برأسها وهي تقول بنبرة قلقة:

-" لأ يا زيد، شكلك مش عاجبني، أنت كويس طيب؟".

أومأ لها زيد برأسه عدة مرات وهو يُغلق جفنيه بوهن، سُرعان ما عاد بنظره إليها وهو يرفع سبابته أمام وجهها يحثها على الإنتظار قليلاً، ليبدأ بيده الأخرى البحث في جيب بنطاله وجاكيته بعشوائية، حتى أخرج بسكويت ليقوم بإعطاءه لها وهو يقول بنبرة مرحة:

-" مقدرش أنسى .. هو مُرهق شوية بس يؤدي بالغرض متقلقيش".

تعجبت أفنان من طريقة حديثه ومظهره المُترنح قليلاً من أمامها، ولكنها قامت بأخذه منه وهي تبتسم بإضطراب، حتى عادت بنظرها إليه، لتتودد له بأعينها وهي تقول بعتاب:

-" زيد، ينفع إللي عملته في رزان دة، مش ....".

أستوقفها زيد وهو يضع يده على فمه وكأنه يحثها على التوقف، ليتنهد بعمق من بعد ذلك وهو ينظر لها تزامناً مع قوله بنبرة هائِمة:

-" أنا بحبك أوي يا أفنان، أنتِ الوحيدة إللي مهما حصل مقدرش أجي عليها، علشان أنتِ بالنسبالي حالة خاصة لوحدك في دنيا تانية".

شعرت أفنان بدقات قلبها التي تزداد وهي تستمع إلى كلماته بأعينها التي أفصحت بحُبها له دون أن تتحدث، لتبتسم بخجل وهي تهرب من نظراته، ليبتلع زيد ريقه وهو يبتعد عنها قائلاً بنبرة هادئة:

-" علشان كدة مش عايزك تظهري قدامي تاني، مش عايز أشوف وشك علشان مضطرش أأذيكي وأنا مش عايز كدة، خليكي بعيد عني لحد ما أجي أتقدملك".

صُدمت أفنان من حديثه بعدما تلاشت إبتسامتها، ليلتفت ينظر لها مرة أخرى وهو يقول بنبرة يشوبها الترجي:

-" صدقيني لمصلحتك، متظهريش قدامي، والسنة دي مش هتخلص غير وأنتِ خطيبتي، بس قبل كدة .. حاولي تنسيني يا أفنان، أنا مش هقدر أأذيكي".

تعجبت أفنان من حديثه وهي تشعر بعدم الفهم مما يقوله، لتلمع أعينها وهي تنظر له مُنتظرة تفسير، ولكنه نظر لها قليلاً بشرود، ليذهب من أمامها وهو يصعد الدرج بنفس خطواته الضائِعة.


كان بلال يقف بالمطبخ يقوم بعمل طعام الفطار، ليُضيق جفنيه وهو يستنشق رائحةٍ ما، سُرعان ما ألتفت ليتطلع نحو طاسة البيض الذي أحترق بها، ليقوم بإطفاءِها سريعاً، حتى توجه ليقوم بفتح الجهاز الهوائي ليسحب الرائِحة، ولكنه إلتفت ليجدها تقف أمامه، إبتسم بلال بإضطراب وهو يقول بنبرة مُرتبكة:

-" صباح الخير ".

نظرت له وئام قليلاً، لتوجه نظرها نحو الطاسة الموضوعة على الموقد، حتى أقتربت لتمسك بها، إبتلع بلال ريقه ليقول بنبرة مضطربة:

-" أنا قولت أحضر الفطار النهاردة، وأسيبك نايمة".

عادت وئام بنظرها إليه، لترفع كتفيها قليلاً وهي تنظر له قائلة بنبرة هادئة:

-" بس أنت مش بتعرف تطبخ أو تعمل حاجة".

رفع بلال حاجبيه بإستنكار ليتساءل بنبرة ساخرة:

-" أنتِ هتذليني ولا إيه؟".

نفت وئام برأسها سريعاً لتقول بنبرة مُتلهفة:

-" لأ أنا قصدي أن طنط شادية وأحلام وأفنان كانوا بيساعدوها علشان كدة أنت مش بتعرف".

ضحك بلال ليقول بنبرة مرحة:

-" طيب حيث كدة بقى أنا حاولت وفشلت، فطرينا أنتِ بقى وأنا هساعدك".

أومأت له وئام رأسها بحماس، لتعود بنظرها إليه سُرعان ما توسعت أعينها بدهشة لتضع يديها على فمها وهي تتحدث بنبرة سريعة تقول:

-" هو أنت أتأخرت على الشغل تاني؟".

نفى بلال برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" لا متقلقيش، أنا إللي أخدت اجازة من نفسي النهاردة".

لوحت له وئام برأسها وهي تتساءل ببلاهة:

-" هو عادي تاخد اجازة ف أي يوم أنت عايزه؟".

ضحك بلال ليقول بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" أكيد لأ ".

ليتنهد بعمق وهو يعود بنظره إليها قائلاً بجدية:

-" أنا أخدت علشانك، هو أه إحتمال يمشوني قريب من الشغل من كتر الاجازات دي، بس أنا إمبارح اتأخرت عليكي جامد، ف حبيت النهاردة نقضيه مع بعض".

شبكت وئام أصابعها لتنظر لهم وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" بس مكنش ينفع يا بلال علشان شُغلك، هما ممكن يكلموك ويزعقولك".

عقد بلال حاجبيه بتعجُب ليتساءل بنبرة ضاحكة:

-" يزعقولي؟".

أومأت وئام برأسها وهي تنظر له قائلة ببلاهة:

-" أه والله أنا شوفت في التلفزيون، كنت بتفرج على مسلسل وواحد أتأخر على الشغل وصاحبه اتصل بيه زعقله علشان ييجي".

حاول بلال التحكم بضحكاته، ليُحمحم يجلي حنجرته وهو يقول بنبرة حاول جعلها جدية:

-" لا متقلقيش، محدش هيتصل يزعقلي أنا إتفقت مع واحد صاحبي يشيل شغلي النهاردة، وبعدين متقلقيش أنا مهندس مُجتهد ومش بخلي شغل ورايا زي ما أنتِ مش بتسيبي مواعين باقية وراكي بردوا".

ضحكت وئام وهي تنظر له، ليبتسم بلال وهو ينظر لها، حتى تحدث قائلاً بنبرة مُحمسة:

-" يلا بقى علشان نفطر، وبعدين نقعد نتفرج على فيلم مع بعض".

أومأت له وئام رأسها بحماس لتقول بنبرة سعيدة ظهرت على حركاتها التلقائية:

-" حاضر هحضر دلوقتي، وبعدين نتفرج على فيلم سوا، وهعمل فشار وحاجات حلوة كتير، ونسكافية علشان أنت بتحبه، وبعد كدة ممكن نعمل إيه تاني".

وضعت إصبعها على فمها وهي تُفكر بتركيز، وسط نظراته المُعلقة عليها وهي تتحدث، لتنظر له بأعينها المتوسعة وهي تقول بنبرة مُحمسة:

-" نلعب كوتشينة، وكمان في كذا لعبة تانية أنت كنت جايبهم، بس كلهم مش بعرف ألعبهم، بس أنت ممكن تعلمني، لو علمتني هفهم بسرعة وهلعب معاك".

ضحك بلال وهو ينظر لها ليومىء برأسه وهو يقول بنبرة مرحة:

-" حاضر يا بسكوتة هعلمك، لسة اليوم طويل .. بس نفطر الأول الله يباركلك".

إبتسمت وئام لتومىء له برأسها عدة مرات، لتشبك كفيها بحماس وهي تستعد لإعداد طعام الفطور، حتى تنهد هو بهدوء مُبتسماً، ليبدأ في مساعدتها.


كان مالك يجلس بحديقة الجامعة، يضع قدماً فوق الأخرى بعشوائية وهو يستند بذراعيه على رأس المقعد العريض الذي يجلس عليه، رافعاً رأسه للأعلى مُغلقاً جفنيه بسلام، ولكنه أنتفض عندما أقترب منه ذلك الشاب قائلاً بصوت مرتفع:

-" صاحبي إللي واحشني".

أعتدل مالك لينظر له قائلاً بنبرة حانقة:

-" ياعم صباح الفل إيه الاصطباحة دي، أنا هربان من وشوشكم علشان تجيلي هنا، ما الجامعة واسعة".

غمز له الشاب بعينه ليقول بنبرة ماكرة:

-" ياعم وهو أنا جايلك حُباً فيك، ما أنت عارف ".

عاد مالك برأسه للخلف وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" آه قول كدة، بطلناها يا حبيب أخوك".

تهكمت ملامح الشاب ليقول بجدية:

-" بطلت إيه يا عم، بلاش يا مالك الهزار دة".

عاد مالك بنظره إليه ليقول بنبرة حانقة:

-" ههزر معاك ليه ياعم كنت خطيبتي، بطلناها شغلانة خلاص".

وضع مالك القلم خلف أذنه لينظر للفراغ من أمامه وهو يُضيق جفنيه قائلاً ببلاهة:

-" أنا هفتح كشك سجاير، هيكسبني ملايين تصدق، تدخل معايا شريك؟".

أمتعضت معالم وجه الشاب وهو ينظر له، لينهض وهو يقول بنبرة حانقة:

-" ربنا يهديك يا صاحبي، أروح أنا بقى أشوف الواد لؤي".

نظر له مالك ليقول بنبرة ساخرة:

-" متقلقش مفيش أكتر منهم هنا، في المِداري بس ركز علشان ميتضحكش عليك".

لوح له الشاب بيده، ليضحك مالك وهو يقول بصوت مرتفع:

-" تصحبكم الندامة، علشان مفيش سلامة من بعدي".

ليقوم بوضع القلم بفمه وكأنه سيجارة، حتى عاد لوضعيته مرة أخرى منتظراً ميعاد إختباره.

كانت كلاً من أحلام وأفنان يجلسون مع رزان بالغرفة، حتى ولجت إليهم شادية لتقول بنبرة صارمة:

-" قومي ياختي يلا أنتِ وهي علشان تفطروا، هربتوا النهاردة مني .. بس ملحوقة في الغدا".

تنهدت أحلام براحة لتقول بنبرة هائِمة:

-" مادام مودي هو إللي جاي، يبقى أعمل أي حاجة طبعاً".

رفعت شادية حاجبها بإستنكار لتقول بنبرة حانقة:

-" مودك مين يا بت؟ دة لو سمعك بتقوليله كدة إحتمال يحبسك".

وضعت أحلام يدها في خصرها لتقول بنبرة مُغيظة:

-" بقولهاله وعلى قلبه زي العسل كمان".

ضربت شادية كف بكف لتقول بنبرة غير مُبالية:

-" طيب يلا، يلا قوموا، يلا يا رزان".

نظرت لها رزان التي كانت شاردة من أمامها، لتنفي برأسها وهي تقول بنبرة محشرجة:

-" مليش نفس يا أبلة شادية".

شهقت شادية لتقول بجدية لا تقبل مزاح:

-" بعد ما حضرت الفطار دة كله تقوليلي مليش نفس؟ دة أنا ارتكب فيكم جريمة، يلا يا بت منك ليها فزي هو إيه دة".

نهضوا جميعهم ليتجهون نحو الخارج، حتى توقفت أحلام لتنظر إلى أفنان قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" في إيه؟ مالك من أول ما صحيتي مبوزة، ومروحتيش الكلية، حصل حاجة؟".

إنتبهت رزان لحديثهم، لتنفي أفنان برأسها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" مفيش حاجة، مش ورايا النهاردة حاجات مهمة علشان كدة مروحتش".

نظرت لها أحلام بشك، لتومىء لها برأسها بهدوء، حتى خرجوا ثلاثتهم نحو الطاولة.

إجتمع معهم كلاً من رشاد وكذلك هاشم وكريمة ويحيى، ليتحدث عابد وهو يأكل قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى هاشم:

-" النهاردة هنروح نجيب جنة من الإمتحان مع بعض".

نظر له هاشم، ليبتلع ما بفمه قائلاً بنبرة هادئة:

-" السواق هيجيبها يا حج، هي لسة قدامها ساعة".

نظر له عابد ليقول بجدية:

-" النهاردة آخر يوم إمتحانات ليها يا هاشم، هي متعودة إني بروح اخدها معاك اخر يوم".

وجه يحيى نظره إلى هاشم ليقول بنبرة مُحمسة:

-" أيوة صح يا بابا، وبعدين جدو بيخرجنا".

نظر له عابد ليبتسم وهو يقول بنبرة هادئة:

-" مش النهاردة يا يحيى علشان الضيوف إللي جايين، خليها الجمعة الجاية نخرج كلنا مع بعض".

أومأ له يحيى رأسه بحماس، لتتحدث شادية قائلة بتفكير:

-" نروح نقضي يوم في الشالية كلنا زي كل سنة، علشان كمان يحيى يغير جو قبل ما يبدأ دروسه".

نظر رشاد إلى أفنان ليُضيق جفنيه وهو يتساءل بنبرة هادئة:

-" إمتحاناتك هتبدأ الأسبوع الجاي صح؟".

كانت أفنان شاردة في الفراغ من أمامها، لتوكزها أحلام بكتفها حتى أنتبهت أفنان لهم، لتتحدث كريمة قائلة بنبرة ساخرة:

-" سلامة عقلك يا أفنان بتفكري ف إيه".

تنهدت أفنان بهدوء وهي تتجاهل حديثها، ليتساءل رشاد مرة أخرى بجدية:

-" إمتحاناتك الأسبوع الجاي؟".

نظرت له أفنان، لتومىء برأسها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" أيوة يا أبيه".

ليوجه نظره من بعد ذلك إلى رزان التي كانت تنظر للطعام لا تأكل، حتى تساءل بنبرة هادئة:

-" وأنتِ يا رزان، إمتحانات أمتى".

نظرت له رزان، لتخفض رأسها مرة أخرى وهي تشعر بالحرج من الجميع قائلة بنبرة محشرجة:

-" يوم الخميس ".

رمقتها كريمة بسخط، لتقول بنبرة حانقة:

-" أدعي بقى إللي في وشك دة يروح قبل يوم الخميس".

نظرت لها رزان قليلاً، لتلمع أعينها بالبكاء، حتى إبتلعت ريقها لتنهض تذهب من أمامهم، ليوجه هاشم نظره إلى كريمة قائلاً بنبرة حادة:

-" إيه إللي بتقوليه دة؟".

نظرت له كريمة وهي تأكل قائلة بنبرة حانقة:

-" وهو أنا قولت إيه؟ هتروحلهم يعني وشها متخرشم كدة".

نظر لها عابد ليقول بجدية:

-" وأنتِ إيه دخلك يا كريمة؟ بتتكلمي ليه وتحرجي البت قدامنا؟".

نظرت له شادية لتقول بنبرة ساخرة:

-" وهي كريمة لو مفتحتش بوقها في الوقت الغلط يبقى إسمها كريمة بردوا".

صكت كريمة على أسنانها لتوجه نظرها إلى هاشم الذي عاد لتناول طعامه غير مُهتماً بها، لتتحدث كريمة قائلة بنبرة أظهرت غيظها:

-" وهو أنا بقيت إللي غلطانة دلوقتي؟ يعني كلكم ناسيين إللي هي عملته".

ترك هاشم الطعام من يده ليتحدث قائلاً بنبرة حادة:

-" كريمة، خلصنا ".

نظرت له كريمة بغضب وغيظ، لتلتزم الصمت وهي تعود إلى تناول طعامها بتهكم ظهر على ملامح وجهها، ليتحدث هاشم قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى والديه:

-" لو كدة نكلم بلال يجيب وئام ويغيروا جو بما أنهم مراحوش في حتة من ساعة ما أتجوزوا".

أيدت شادية حديثه وهي تقول بضيق:

-" والله ياريت، الواد قبل الجواز كان فارشلها الأرض طحينة ويقولها هوديكي وهجيبك وهي ياعيني كانت تفرح، دلوقتي بنشوف وشه بالعافية".

ضحك رشاد ليقول بنبرة ساخرة:

-" ما طبيعي تشوفي وشه بالعافية يا شادية، مش لسة عريس جديد".

تحدثت أحلام قائلة بنبرة هادئة:

-" بس على الأقل كان طلعها شهر عسل، ما إحنا كلنا عارفين وئام كانت آخرها تروح المنصورة لعمامها، هي تستاهل تشم نفسها شوية وتشوف الدنيا".

نفض عابد يديه لينهض وهو يقول بجدية:

-" ملكوش دعوة بحد هما الأتنين يتصرفوا مع بعض، بس أنا هقوله ييجي معانا نقضي كلنا اليوم مع بعض".

أومأوا له جميعهم رؤوسهم بهدوء، لينهض هاشم يستعد للذهاب مع عابد، حتى نظر له يحيى ليقول بنبرة هادئة:

-" بابا عايز أجي معاكم، وبعدين أقعد معاك في المعرض شوية".

أومأ له هاشم برأسه، ليبتسم يحيى وهو يتحرك معهم بحماس، حتى استوقفته كريمة لتقول بنبرة صارمة:

-" متطولش في المعرض علشان لو أحتاجتك تجيبلي حاجة من تحت، وتخلي موبايلك صوته عالي علشان لما أتصل بحضرتك".

نظر لها يحيى قليلاً، ليومىء برأسه قائلاً بنبرة هادئة:

-" حاضر ".

حتى ذهب ثلاثتهم من أمامهم، لتعود كريمة بنظرها للجميع من أمامها وهم يأكلون بهدوء، لتوجه نظرها نحو رشاد الذي كان يجلس بعيداً عنها، حتى أعتدلت في جلستها، لتقوم بإظهار خُصلة ناعمة من غُرتها وهي تقول بدلال:

-" مقولتوش رأيكم يا بنات، إيه رأيكم في لون شعري الجديد".

نظرت لها شادية بتعجُب وهي توجه نظرها نحو رشاد، كذلك كلاً من أحلام وأفنان الذين نظروا لها بوقاحة، لتنظر كريمة نحو رشاد الذي كان غير مُهتماً وغير مُستمعاً لحديثهم وهو يأكل، لتتحدث كريمة قائلة بنبرة مائِعة وهي تمسك بتلك الخُصلة التي قامت بإخراجها:

-" عملته برونزي، اللون دة موضة أوي، أبقي أعمليه يا أحلام، متسيبيهوش أسود كدة".

تنهدت أحلام لتوجه نظرها نحوها وهي تبتسم قائلة ببرود:

-" بحبه أسود خلقة ربنا كدة، مبحبش ألعب فيه".

أومأت لها كريمة برأسها وهي تماثلها نفس الإبتسامة، لتوجه نظرها نحو أفنان وهي تقول بنبرة ساخرة:

-" وأنتِ يا أفنان، أظن بقى الصبغة مش حرام علشان تقوليلي حرام وحلال، دة هيليق فيكي كمان علشان أنتِ بيضة".

نفض رشاد يديه لينهض يتجه نحو المرحاض دون النظر أو الحديث إلى أي أحد وكأنهم لا يجلسون حوله، لتنظر لها أفنان قائلة بنبرة هادئة:

-" مبحبش أصبغ شعري، ماما معودتناش على كدة".

نظرت كريمة إلى شادية لترفع حاجبيها وهي تقول بجدية:

-" ليه يا حماتي؟ ما تسيبيهم يعملوا إللي هما عايزينه".

تنهدت شادية بملل لتقول بجدية وهي تنظر لها:

-" لما يتجوزوا يبقوا يعملوا إللي هما عايزينه في بيوتهم إن شاء الله".

لوت كريمة شفتيها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" محدش يعرف النصيب فين".

نظرت لها كلاً من أحلام وأفنان بعدم فهم من حديثها، لتنظر لها شادية وهي تضع يدها على ذقنها تُضيق جفنيها متسائلة بجدية:

-" هو كان إسمه إيه ياختي اللون إللي عملتيه في شعرك دة؟".

قامت كريمة بإعادة حجابها للخلف لتظهر شعرها أمامهم وهي تبتسم قائلة بدلال:

-" برونزي يا حماتي".

رفعت شادية حاجبيها وهي مازالت على وضعيتها لتقول بنبرة ساخرة:

-" برونزي؟".

لوحت شادية بيدها ورأسها وهي تنظر إلى بناتها تزامناً مع لوي شفتيها بسخرية وهي تقول:

-" قال ما ينوبنا من غُربتنا إلا عوجة ضبتنا ".

تهكمت ملامح وجه كريمة، لتضغط أحلام على شفتيها بقوة وهي تُحاول كتم ضحكتها، كذلك أفنان التي ضحكت رغماً عنها، لتُحمحم وهي تضع يدها على فمها تمنع ضحكاتها من أن تصدر مرة أخرى، وسط نظرات كريمة الساخطة لهم، كذلك شادية التي تنهدت وهي تبتسم براحة.

أنهى مالك إختباره، ليخرج من المبنى سريعاً وهو يتجه نحو البوابة، ولكنه لاحظ تلك الفتيات والشباب الذين عندما رأوه أشاروا له بيديهم، ليلتفت مالك وهو ينوي الهروب منهم، حتى أستوقفه شاب آخر قائلاً بنبرة سعيدة:

-" مالك نجم بذات نفسه عندنا".

نظر له مالك ليتساءل بجدية:

-" عندكم فين هو أنا قاعد في صالة بيتكم؟ عديني ياعم خليني ألحق أمشي".

أستوقفه الشاب وهو يمسك بذراعه قائلاً بنبرة مرحة:

-" يا صاحبي أستنى دة أنت واحشني والله، إيه أخبارك ومش بنشوفك ليه".

نظر له مالك، ليوجه نظره نحو الذين أقتربوا منهم، حتى تحدث شاب آخر يقول بنبرة مرحة:

-" في إيه يا عم، أنت لسة كل ما تشوف وشوشنا تهرب".

أمتعضت معالم وجه مالك وهو يتساءل بنفس جديته:

-" ودة ملفتش نظرك لحاجة".

ضحك الشاب، لتتحدث تلك الفتاة قائلة بنبرة ناعمة:

-" طيب حتى أرفع سماعة الموبايل وكلمنا، ولا إحنا كنا بالنسبالك زمالة جامعة بس".

تحدث شابٍ آخر يقول بنبرة مرحة:

-" دة ندل، نسي الشاورما والبطاطس وكنسلة المحاضرات".

نظر له مالك ليتحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" ما هو جه على دماغي في الآخر وبعيد للمرة الستة".

غمز له نفس الشاب بعينه وهو يقول بنبرة خبيثة:

-" طيب إيه ياعم، مش ناوي ترجعنا لأيام الشقاوة تاني".

رفع مالك حاجبيه ليقول بنبرة مُندهشة:

-" هو أنا مقولتلكوش؟".

نفت الشباب برأسها، ليتحدث مالك بنفس نبرته قائلاً:

-" مش طلع أخرة الشقاوة عيش وحلاوة! أه والله ف توبت بقى وربنا هداني عقبالكم جميعاً".

رفع الشاب حاجبيه بدهشة ليتساءل بجدية:

-" لا يا راجل؟ ليه كدة ياعم ما أنت كنت وأكلها والعة والدنيا ماشية معاك".

لوح له مالك برأسه ليقول بجدية أشبه بالسخرية:

-" ما هو من كتر النبر فيها بقى مبقتش جايبة همها".

تعجبت فتاة من ضمن الفتيات من أسلوب حديثه الساخر، فمُنذ وقوفهم معه لم يتحدث بجدية وتعمد التحدث بإستهزاء، لتلوح تلك الفتاة برأسها نحو صديقاتها وهي تضحك بسخرية قائلة بنبرة لا تقل عن مظهرها:

-" هو شايف نفسه على إيه وبيتكلم كدة ليه دة؟ بجد متكبر أوي".

إنتبه مالك إلى كلماتها، ليوجه نظره لها، حتى تساءل بجدية وهو يرمش بأعينه:

-" أنتِ بتتكلمي عن مين؟".

عقدت الفتاة ذراعيها وهي توجه نظرها إليه قائلة بعجرفة:

-" والله أنا بكلم صحابي موجهتش كلام ليك".

ضحك مالك بإستهزاء ليتساءل مرة أخرى وهو يبتسم بسخرية:

-" وأنا مبسألكيش بتكلمي مين، أنا بقول بتتكلمي عن مين؟".

وجهت تلك الفتاة نظرها نحو صديقاتها الذين كانوا يحذرونها بأعينهم لتذهب، ولكنها توقفت أمامه لتقول بنبرة ثابتة:

-" بتكلم عنك أنت، وبقول أنك بني آدم مغرور ومتكبر وشايف نفسك على الفاضي".

أقتربت الشباب ليتدخلون حتى تحدث شاب منهم قائلاً بنبرة مرحة:

-" خلاص يا جدعان بنهزر مع بعض".

نظر له مالك بملامح وجهه التي تحولت إلى أخرى جادة وهو يقول ببرود:

-" وهي مين علشان تهزر معايا؟".

حتى وجه مالك نظره إليها مرة أخرى، ليقول بتبجُح:

-" أنا مش مُتكبر، أنتِ إللي شايفة نفسك صغيرة جنبي".

صمتت الشباب وهم يحاولون كتم ضحكاتهم، لتنظر له الفتيات بدهشة أثر وقاحته، كذلك تلك الفتاة التي أفتعلت ذلك الشجار، لترمقه بغضب وغيظ، حتى أقترب شاب ليُعانق كتف مالك وهو يبعده عنهم قائلاً بنبرة مرحة:

-" خلاص ياعم مالك بقى، يلا وهبقى أتصل بيك، أبقى رد ها".

ذهب مالك من أمامهم بخطواته الواثقة وهو يقول بصوت مرتفع:

-" هقفلهولك مخصوص".

ضحك الشاب وهو يلوح رأسه بعدم فائدة، ليعود مرة أخرى إلى أصدقاءه وهو يوجه نظره نحو تلك الفتاة قائلاً بجدية:

-" أنتِ بتتكلمي ليه أساساً، هو بيهزر معانا".

أشارت الفتاة بأصبعها في أثره لتقول بنبرة مُشمئزة:

-" وهو دة هزار؟ دي بجاحة وقلة أدب، أنا مش فاهمة بصراحة أنتوا ازاي متقبلين أسلوبه".

وضع شابٍ ما يده على رقبته ليقول بنبرة مرحة:

-" هو لسانه مبرد أه، بس عيل عسلية".

رمقته الفتاة بإشمئزاز، لتنفض أصابعها وهي تذهب من أمامهم بعجرفة ظهرت عليها.

إرتدت أحلام بِنطال من القماش البيج الواسع، كذلك تيشرت من اللون الأبيض، يعتليه جاكيت من اللون الأسود، وطرحة من اللون البيج، لتخرج بصينية المشروبات نحو الصالون، حتى إبتسمت إليهم لتقوم بوضع الأكواب أمام مُحمد الذي إبتسم لها، وكذلك والده، وعابد، لتجلس هي آخراً بجانب محمد على الأريكة، حتى تحدث عابد قائلاً بنبرة مُرحبة:

-" نورتنا والله يا سيادة العقيد".

إرتشف والد مُحمد من كوب القهوة، ليضعه أمامه مرة أخرى برسمية وهو يتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" دة بنورك يا حج عابد".

تدخل محمد بالحديث قائلاً بنبرة مرحة:

-" أبويا مبيحبش الرسميات يا حج، قوله يا عاصم عادي".

نظر له والده قليلاً، ليبتسم له محمد بهدوء، حتى عاد والده بنظره إلى عابد ليتحدث قائلاً بجدية:

-" طيب يا حج كدة الفرح إن شاء الله كمان شهر من دلوقتي، وطبعاً الفرح علينا دي مفيهاش نقاش".

نظرت أحلام إلى والدها، ليتحدث عابد قائلاً بنفس نبرته:

-" إللي تشوفه وإللي محمد يشوفه طبعاً، أهم حاجة عندي أنهم يكونوا مستريحين، وبنتي تكون مستريحة وحابة أن فرحها يطلع بالشكل إللي هي عايزاه".

أومأ له والد مُحمد رأسه برسمية، ليُحمحم محمد قائلاً بنبرة هادئة وهو ينظر إلى عابد:

-" كل حاجة يا حج على ذوق أحلام إن شاء الله، أنا أهم حاجة عندي أنها تكون راضية عن كل تفصيلة في الفرح، والشقة جاهزة مش ناقصها غير أن أحلام تودي فيها حاجتها وتتنضف وخلاص، يعني متقلقش كله تحت السيطرة".

قال محمد آخر كلماته بمرح، لتبتسم أحلام بخجل، حتى ضحك عابد ليقول بنبرة مرحة:

-" وأنا واثق فيك يا سيدي رغم أني عارف بردوا هي بتعمل اللي في دماغها إزاي".

رفعت أحلام حاجبيها لتقول بضيق مُزيف:

-" أنا يا بابا؟ محصلش طبعاً، دة محمد لو قالي إيه بقوله ماشي وحاضر".

رفع لها والدها حاجبيه بإستنكار، لتوجه أحلام نظرها نحو محمد وهي تطالعه بأعين مُحذرة، حتى كاد محمد أن يرتشف من كوب القهوة، ولكنه أعاده مرة أخرى إلى مكانه بعدما رأى نظراتها لينظر إلى عابد قائلاً بنبرة مرحة:

-" أه طبعاً يا حج، متقلقش إحنا بنعرف نسيطر بردوا".

أومأ له عابد برأسه ليقول بنبرة ساخرة:

-" ما أنا واخد بالي".

ضحكوا ثلاثتهم، ليتنهد والد محمد بعمق، حتى نظر إلى محمد ليقول بنبرة هادئة:

-" خد أحلام وقوموا أوقفوا مع بعض شوية يا محمد، يلا أكيد محتاجين تتكلموا".

شعر محمد بالسعادة أثر كلمات والده الذي يذكُرها للمرة الأولى، لينهض سريعاً وهو يقول بنبرة سعيدة:

-" ربنا يبارك لنا فيك يا حج، يارب تترقى وتبقى رئيس الجمهورية".

إبتسم والده رغماً عنه وهو يلوح رأسه بعدم فائدة، كذلك أحلام التي ضحكت على ما قاله، ليتجه بها محمد نحو الشُرفة، حتى ولج كلاً منهم، ليتحدث محمد قائلاً بنبرة هائِمة:

-" وحشتيني ".

ضحكت أحلام لتقول بنبرة مرحة:

-" يابني إحنا كنا لسة مع بعض جوة".

أومأ لها محمد برأسه ليقول ببلاهة:

-" يا شيخة دة أنا لما بقعد قدام ابوكي وابويا بنسى أنك قاعدة معانا في نفس المكان، لكن شايفة هنا الواحد قادر ياخد نفسه ازاي".

ضحكت أحلام لتومىء له برأسها وهي تقول بخوف مُزيف:

-" عندك حق والله، أنت عارف أنا بخاف من عمو عاصم ازاي، دة أنا بخاف أقوله يا عمو، بحس أنه هيبلعني يا محمد والله".

ضحك محمد على ما قالته، ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" والله يا أحلام هو قلبه طيب، بس هو عصبي حبتين، وجد حبتين تلاتة".

أومأت له أحلام برأسها عدة مرات، لتعود بنظرها إليه وهي تقول بنبرة أظهرت راحتها:

-" إللي يشوفك ميقولش أنك إبنه بجد".

إبتسم محمد ليقول بنبرة هادئة:

-" ما أنتِ عارفة إني واخد من أمي أكتر".

إبتسمت له أحلام لتقول بنبرة هادئة:

-" ربنا يرحمها".

تمم محمد على حديثها بهدوء، ليرفع رأسه يعود بنظره إليها وهو يتساءل بجدية:

-" مش ناوية تقوليلي بردوا؟".

عقدت أحلام حاجبيها بعدم فهم، لتتساءل بنبرة تماثله:

-" اقولك إيه؟".

غمز لها محمد بعينه ليقول بنبرة مُحبة:

-" سر حلاوتك".

قلبت أحلام عينيها بالمكان لتضحك من بعد ذلك وهي تلوح رأسها بخجل ظهر عليها، ليبتسم لها محمد بحُب، حتى أستكمل كلاً منهم الحديث معاً.

كان كلاً من بلال ووئام يجلسان معاً يتابعان فيلم على التلفاز، لتُصفق وئام بكلتا يديها وهي توجه نظرها نحو بلال قائلة بنبرة سعيدة:

-" عرفت أترجم الجملة إللي فاتت لوحدي، مبصتش على الترجمة والله وترجمتها لوحدي".

ضحك بلال ليومىء لها برأسه وهو يقول بنبرة مُشجعة:

-" شاطرة يا بسكوتة، الجزء الجاي من الفيلم هيبقى ما بين البطل والبطلة بس، لو عرفتي تترجميه لوحدك، ليكي عندي هدية هتعجبك".

توسعت أعينها بدهشة، لتعود بنظرها للتلفاز سريعاً وهي تقول بنبرة سريعة:

-" خلاص بس متكلمنيش علشان أركز ".

إبتسم بلال وهو ينظر لها، ليشرد بها قليلاً، حتى أغلق جفنيه ليفتحهما سريعاً على صوت إشعار من هاتفه، حتى قام بفتحه تزامناً مع توجيه وئام نظرها إليه مرة أخرى وهي تقوم بترجمة المشهد له، ولكنه صب تركيزه بالكامل على تلك الرسالة، ليرفع رأسه ينظر لها تزامناً مع قولها بنبرة قلقة:

-" صح كدة؟ هو قال كلمة في النص بسرعة معرفتش أسمعها".

نظر لها بلال قليلاً بتوتر، ليبتلع ريقه، حتى عاد بنظره إليها ليقول بنبرة مضطربة:

-" وئام، في مشوار صغير هروحه وهرجعلك تاني، مش هتأخر عليكي والله".

نظرت له وئام بخوف، لينهض بلال يلتقط هاتفها، حتى أقترب منها ليُعطيه لها وهو يقول بنبرة سريعة:

-" أنا جبتلك خط جديد وسجلتلك عليه رقمي، أتصلي بيا لو حصل أي حاجة بس أنا مش هتأخر بالظبط ساعة وهتلاقيني عندك ماشي؟".

لمعت أعينها بالبكاء، ولكنها أومأت له برأسها عدة مرات، حتى كاد بلال أن يذهب من أمامها، ولكنه عاد مرة أخرى ليهبط إلى مستواها وهو يبتسم قائلاً بنبرة مُحبة:

-" وترجمتي المشهد صح، ليكي عندي هدية هتعجبك أوي".

إبتسمت له وئام بسعادة، لتقول بنبرة سعيدة يشوبها بعض الحشرجة:

-" طيب بس متتأخرش لو ينفع".

أومأ لها بلال برأسه وهو يبتسم، ليذهب من أمامها إلى غرفته ليقوم بتبديل ملابسه، لتعود هي بنظرها إلى التلفاز تُتابع الفيلم.

بعد مرور بعض الوقت، وصل بلال إلى وجهته، ليتوجه داخل قسم الشرطة إلى غرفة عادل، حتى دخل إليه، ليقترب منه بلال يصافحه وهو يقول بنبرة سريعة:

-" أنت قدرت توصله بالسرعة دي؟".

رفع له عادل حاجبيه وهو يجلس على مكتبه قائلاً بعجرفة:

-" أنت شاكك في قُدراتي ولا إيه ياعم بلال؟ إللي متعلقين على كتفي دول مش ماشيين معاك خالص؟".

لوح بلال برأسه وهو يشعر بالتوتر، ليُلاحظ عادل توتره حتى تحدث قائلاً بجدية:

-" بلال، قولتلك الموضوع سيبه عليا وهيخلص من غير مشاكل".

إبتلع بلال ريقه لينظر إلى عادل وهو يقول بنبرة أظهرت خوفه:

-" غصب عني خايف تتورط في الموضوع دة يا عادل، أنا مش عايزها تعرف حاجة".

أومأ له عادل برأسه قائلاً بنبرة واثقة:

-" وأنا قولتلك الموضوع هيخلص من غير ما مراتك تعرف حاجة".

تنهد بلال بعمق ليقول عادل بنبرة مُحذرة:

-" المهم هو طالع دلوقتي، أمسك نفسك قدام أي كلمة هيقولها علشان متتورطش ف حاجة".

نظر له بلال ليقول بجدية يشوبها الحِدة:

-" يعني إيه؟ أنا إحتمال لو شوفته بدل ما ينزل لوحده ننزل انا وهو الحجز، وياريت لو تعمل كدة".

ضحك عادل ليقول بنبرة ساخرة:

-" لا ما هو مش قسم أبويا، المهم متنفعلش علشان مضطرش أنزلك معاه بجد، أنا أصلاً بتلكك".

لوح بلال رأسه بعدم فائدة، ليدق باب الغرفة في تلك اللحظة، حتى ولج العسكري الذي قام بفعل التحية العسكرية، ثم أقترب من الباب مرة أخرى ليمسك بذلك الشاب، ليُشير عادل إلى العسكري بالخروج، سُرعان ما أمتثل لأوامره، ليخرج وهو يغلق الباب من خلفه، حتى عاد عادل بنظره إلى ذلك الشاب ليبتسم له وهو يقول بنبرة مرحة:

-" أتفضل يا أستاذ علي".

نظر له علي بطرف عينه، ليقترب يجلس على المقعد من أمام بلال الذي كان ينظر له بملامح مُبهمة منذ أن رآه، ليعتدل عادل وهو يستند بكلتا ذراعيه على مكتبه أثناء نظره إلى علي قائلاً بنبرة مرحة:

-" دي تاني مرة نتقابل أهو، أتمنى إن الخدمة عندنا تكون عجبت حضرتك".

لم ينظر له علي ليظل مُعلقاً نظره بالأرض، ليذم عادل شفتيه وهو يقول بضيق:

-" لأ مكنش إتفاقنا دة، يلا أتكلم يا حبيبي وقول إللي عندك علشان المرة دي ليك عندي خدمة Five star".

إبتلع علي ريقه، ليرفع رأسه قليلاً ينظر إلى عادل وهو يعود بنظره للأرض مرة أخرى قائلاً بنبرة خافتة:

-" حضرتك ...".

كاد علي أن يستكمل حديثه ليستوقفه عادل الذي ضرب بيده على المكتب بقوة وهو ينظر له قائلاً بنبرة غاضبة:

-" جرا إيه يا روح أمك ما تخلص هفضل أدادي فيك ساعة، أخلص يالا".

رفع علي رأسه لينظر له، ليبتلع ريقه وهو يهرب من نظرات عادل الذي أثارت الخوف بداخله قائلاً بنبرة محشرجة:

-" أنا لسة راجع من السعودية بقالي سنتين بشتغل مدرس و...".

تحدث عادل قائلاً بنبرة هادئة للغاية:

-" لأ قصة حياتك دي تحكيها مع منى الشاذلي مش معايا، قسماً بالله لو ما نطقت لهفسح فُسحة تعيش طول عمرك مفتكرها، دة لو لسة فيك النفس طبعاً".

قال عادل آخر كلماته بنبرة مُحذرة، لينظر له علي بأعينه اللامعة بالبُكاء، ولكنه تماسك ليقول بنبرة مُرتعشة:

-" أنا .. كنت خاطب وأنا عندي ٢٢ سنة، واحدة قريبة أمي من بعيد، هي كانت بتحبني وأنا أمي كانت بتزن عليا ساعتها علشان أخطب، بالذات أن في الفترة دي كان والد خطيبتي متوفي ومكنش في ف حياتهم رجالة، وبفعل إللي حصل قربنا منهم في الفترة دي".

كان بلال ينظر له بنفس ملامح وجهه المُتهكمة، كذلك عادل الذي كان يستمع إليه بتركيز، ليبتلع ريقه بإرتجافة ظهرت عليه وهو يقول بنبرة مضطربة:

-" خطيبتي كان عندها أخت صغيرة في أعدادي، أنا آخر مرة كنت شوفتهم فيها كان من زمان، يعني كانت أختها دي في  إبتدائي وكنت نسيت شكلهم، بس لما شوفتهم تاني وشوفت أنها كبرت، بصراحة كانت عيني عليها مش على أختها إللي أنا خطبتها".

حاول بلال تمالك أعصابه وهو يبتلع ريقه بثبات، لينظر له عادل بطرف عينه يتفحص ردة فعله، حتى عاد بنظره إلى علي الذي أسترسل حديثه قائلاً بنبرة مُرتعشة:

-" هما حالتهم مكنتش أحسن حاجة، وبحُكم إني كنت بدي دروس في الفترة دي قولت أديلها دروس لأن هي مكانتش بتاخد، وأختها كانت عايزة تنزلها تشتغل، ف أنا لما لقيت الأمور هتوصل لكدة بالذات أن ظروفها متسمحش وكمان لسة صغيرة، كلمت والدتها وخطيبتي إني اديلها دروسها من غير مقابل".

دُهش بلال من حديثه ولكنه حاول عدم إظهار أي ردة فعل كحال دموعه التي حاول التحكُم بها كُلما تخيل ما كان من المُمكن أن يحدث لها، ليتنهد عادل بعمق وهو يبتسم أثناء نظره إلى علي قائلاً بجدية:

-" أيوة كدة .. عايزك بقى تحكيلي بالتفصيل إللي حصل، وإيه علاقة روضة إيهاب السيد بالحوار دة كله".

نظر له علي بتوتر ظهر عليه ملياً، ليُخرج عادل سيجارة ليقوم بإشعالها وهو ينظر له بترقب مُنتظراً حديثه بعدما لاحظ خوفه، ليتحدث علي قائلاً بنبرة مُتقطعة:

-" هي .. روضة دي أنا شوفتها اول مرة لما كنت عند أهل خطيبتي في البيت، كانت هي موجودة، وكانت صاحبة وئام بس هي كانت أكبر منها".

صك بلال على أسنانه وتشنجت عروق وجهه بعدما ذكر إسمها أمامه، ليسترسل علي حديثه بنبرة مُرتبكة يقول:

-" بعدها بكام يوم لقيتها جابت رقمي وبتكلمني، وبتقولي أنها عايزة تقابلني، وأنا كنت بحسبها عايزة تاخد دروس بس أنا مكنتش بدي ثانوي، وهي مطلعتش عايزاني لكدة، هي قالتلي .. أنها أخدت بالها من طريقتي مع وئام، وإني كنت بتكلم معاها وواخد عليها أكتر من ولاء، ودة حقيقي، أنا كنت بنجذب لوئام أكتر من ولاء، كنت بدافع عنها دايماً لأن دايماً كان كله بييجي عليها، وبيتهموها أنها بتمثل عليهم أو يعني بتسوق عليهم العبط رغم أنهم عارفين انها مش كدة، بس كنت بتضايق لما بشوف أنها اتضايقت من كلامهم".

صك بلال على أسنانه بغضب تملك منه، لتظهر عروق وجهه بشدة ولكنه قرر الثبات بأعجوبة، ليتنهد عادل بملل قائلاً بنبرة هادئة:

-" لا إحنا بننام بدري، أخلص".

نظر له علي بإرتباك، ليفرك جبينه وهو يتحدث بنبرة مضطربة:

-" روضة لما لقت إني .. بعاملها بالطريقة دي، عرضت عليا .. أنها تجيبهالي الشقة، بس أنا رفضت، وكنت هعملها مشكلة بس هي أتحايلت عليا إني أعدي الموضوع وأنها مش هتقول حاجة زي دي تاني، وأنا عديته علشان كنت شايفها رغم أي حاجة عيلة صغيرة حرام تدخل في مشكلة كبيرة".

لوى عادل شفتيه بتأثر مُزيف وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" تصدق جسمي قشعر، حرام؟ هو أنت تعرف الفرق ما بين الحلال والحرام؟".

نظر له علي بتوتر وإرتباك، ليلوح عادل برأسه وهو يتنهد قائلاً بجدية:

-" كمل ".

إبتلع علي ريقه بإرتجافة بسيطة وهو يتحدث بنبرة مضطربة يقول:

-" بعد الموضوع دة روضة بقت تظهر كتير، وبقيت بلاحظ أنها بتغير من وئام في كل حاجة، رغم أن وئام كنا كلنا عارفين أن عقلها زي عقل العيال الصغيرة وكمان مكنش متوفرلها أي نوع من أنواع الرفاهية، بالعكس يعني كان كل شغل البيت عليها، نادراً ما بتشوف الشارع، كانت ظروفها على قدها فعلاً، بس هي كانت بتغير منها بردوا، وأنا لاحظت بس متكلمتش".

فرك جبينه بتوتر ظهر عليه، ليسترسل حديثه وهو ينظر للأرض قائلاً بنبرة مُرتبكة:

-" حصل خناقة كبيرة ما بيني وبين ولاء، اكتشفت انها على علاقة بواحد صاحبي، بيخرجوا وشبه مرتبطين، وكل دة من ورايا، لأني مكنتش ببقى موجود هنا طول الوقت وكنت بسافر البلد كتير، ولما عرفت، مجاش في بالي غير وئام، كنت عايز أقهرها زي ما هي قهرتني ...".

كاد علي أن يستكمل حديثه ولكنه وجد بلال الذي نهض ليقوم بلكمه على وجهه بقوة، ليقوم بسحبه من تلابيب قميصه حتى أوقعه على الأرض ليستمر في لكمه وهو يقول بنبرة غاضبة تملكت منه:

-" وهي إيه ذنبها في وساختكم .. أختها غلطت هي مالها بتدخلها ليه في القرف دة، ليه تعمل كدة في عيلة، إزاي جالك قلب تعمل فيها كدة".

كان بلال يتحدث بقهرة، لتتنشج معالم وجهه وهو يستكمل الضرب به، يُفرغ به غضبه الذي سببه له طوال تلك الأشهر، لينهض عادل عن مقعده بعد مدة وهو يراه يضرب به ولكنه تركه، حتى أقترب منه ليسحب بلال من ذراعه بعدما رأى علي الماكث من أمامه بوجهه الذي أمتلىء بالدماء، لينظر عادل الى بلال قائلاً بنبرة حادة:

-" خلاص يا بلال، يلا ".

نهض بلال بصعوبة من عليه وهو يلهث، ليقوم عادل بالنداء على العسكري، حتى جاء ليمسك بعلي وهو يجعله ينهض معه، حتى توجه كلاً منهم إلى الخارج، ليلتفت عادل ينظر إلى بلال الذي كان يلهث بضعف وهو ينظر حوله بتيه، ليقترب منه عادل حتى امسكه من كلتا ذراعيه ليقول بجدية:

-" بلال، فوق خلاص قولتلك حق مراتك هييجي وأنت عملت الواجب وزيادة ودمرتله وشه مع أن دة مينفعش".

نظر له بلال بضياع وهو يأخذ أنفاسه، لتلمع الدموع بأعينه وهو يقول بنبرة محشرجة أظهرت حُرقته وهو يُحاول تجميع الكلمات أثر لهثه:

-" دي طفلة .. ليه كدة .. ليه يعمل فيها كدة هي ذنبها إيه".

هبطت الدموع من أعينه بعد كلماته، حاول التماسك ولكنه لم يستطع، ليشعر بثُقل رأسه وهو يجلس على الأرض رغماً عنه، ليضع كلتا يداه على رأسه وهو يرمش بأعينه مُحاولاً التحكم بنفسه وبدموع عيونه، ولكنه كلما حاول، جاءت صورتها على باله، تذكره بما حدث لها، ليضغط على شفتيه وهو يُعنف نفسه على ما حدث لها وكأن ما حدث كان هو المُتسبب به، شعر وكأنه خالف الوعد، فهو حاميها منذ صغرها، غيابه للحظة قد يؤثر بشكل كبير مثلما حدث.

نظر له عادل قليلاً وهو يضع يداه في خصره بعشوائية، ليتنهد بعمق، حتى هبط على رُكبتيه من جانبه، ليتحدث بلال بنبرة محشرجة وهو ينظر للفراغ من أمامه بوجهه الذي أحمر بفعل غضبه وبكاءه:

-" أنا مش قادر .. مش قادر أتعامل عادي، غصب عني بقسى عليها، وغصب عني بحن، حاسس إني مش عارف أخد قرار، ومش عارف أعمل حاجة، ومش عارف ولا قادر أتكلم مع حد، محدش هيفهمني يا عادل، محدش هيفهم أنا حاسس بإيه، محدش هيحس بالقهرة اللي أنا حاسس بيها، حرام إللي بيحصل معاها، وحرام إللي أنا بعمله فيها، بس والله العظيم غصب عني، أنا حاسس إني متكتف، وحاسس إني مش هقدر أجيبلها حقها، ولو معرفتش أنا هفضل كدة علطول".

كان عادل يستمع إليه مُنذ البداية، ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" هي ضحية يا بلال، ملهاش ذنب في كل إللي حصل، بس هي حظها كدة في الدنيا، مش هنعترض على حكمة ربنا، وبعدين مش أنا اللي هكلمك في الدين، أنت لوحدك عارف أنك المفروض تحمد ربنا على اللي هي فيه، مش أحسن ما كانت تبقى واعية للي بيحصل وهو يستغل دة ويفهمها أن اللي بيحصل ما بينهم عادي وتفضل مكملة معاه في الطريق دة؟".

نظر له بلال من وسط أعينه الحمراء، ليربت عادل على قدمه وهو يقول بجدية:

-" أنا بعرفك أنك في نعمة، أنت مبتشوفش الأشكال إللي أنا بتعامل معاها، في كتير بيكونوا زيها بيوقعوا في إيد ناس زي الواد دة، وبينتهي بيهم الأمر وهما مساجين علشان موتوا أهاليهم بناءً على رغبة البهوات إللي معاشرينهم، وبردوا مبيكونوش مدركين حاجة، بس بياخدوا جزاءهم مهما حصل".

أغلق بلال جفنيه بوهن وهو يتنهد بإرتجافة ظهرت عليه، ليمسك عادل بيده ليجعله ينهض وهو يقول بجدية:

-" قوم روح لمراتك يا بلال، ومتشغلش بالك بحاجة الموضوع هيتحل".

نهض بلال، ليمسح على وجهه بقوة، حتى عاد بنظره إلى عادل ليتساءل بنبرة محشرجة بعض الشيء:

-" طيب كدة إيه إللي هيحصل، وروضة .. هيحصلها إيه".

تنهد عادل بعمق وهو يضع يده خلف شعره، ليعود بنظره إلى بلال قائلاً بنبرة خبيثة:

-" بُص، البت دي مش سهلة ومش هتعترف زي علي بسهولة، ف أنا عندي فكرة أحسن تعملها بيها الأدب".

لوح بلال برأسه ليقول بنبرة مُتعبة:

-" أنا عايزها تاخد جزاءها زيه يا عادل، مش عايز حد منهم يبقى عايش حياته عادي وكأن مفيش حاجة حصلت".

نفى عادل برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" متقلقش، هيتحاسبوا، بالقانون .. أو بطريقتي".

أومأ له بلال رأسه بوهن، ليرفعها مرة أخرى ينظر له وهو يعقد حاجبيه مُتسائلاً بجدية:

-" هو الواد دة أعترف بسهولة كدة ليه؟ أنا كنت فاكره هيلاوع".

عاد عادل خلف مكتبه مرة أخرى لينظر إلى بلال قائلاً بنبرة ساخرة:

-" ياعم مش أنا قولتلك الموضوع هيخلص من غير مشاكل؟ وبعدين متقلقش .. هو كدة كدة طلع عليه كذا قضية تانية من حوار الدروس دة، يعني لابس لابس".

تنهد بلال بعمق، ليبتلع ريقه من بعد ذلك، حتى عاد بنظره إلى عادل الذي تحدث قائلاً بنبرة مُحذرة:

-" بلال، مراتك ملهاش ذنب، ملهاش ذنب من معاملتك ليها، وخد بالك أنك كدة بتخليها تاخد بالها من أنك متغير معاها، ف بلاش .. حقها جاي وعلى ضمانتي".

أومأ له بلال برأسه وهو يشعر بالطمأنينة أثر ثقته به، ليبتلع ريقه قائلاً بنبرة هادئة يشوبها الإمتنان:

-" شكراً يا عادل، أنا معرفش من غير وجودك كان الموضوع دة ممكن يتفتح تاني ويتحل إزاي، بس أنا واثق فيك".

ضحك عادل ليقول بنبرة مرحة:

-" مين إللي المفروض يشكر مين ياعم أنت، دة أنا لو أطول أروح أشكر كل فرد في عيلة نجم كنت عملت كدة، بس معنديش وقت".

ضحك بلال رغماً عنه، ليتنهد عادل بهدوء وهو يقول بنبرة خبيثة:

-" يلا يا عم روح بقى، المرة الجاية عايزك تجيبلي معاك هدية".

عقد بلال حاجبيه بعدم فهم وتركيز، لينظر له عادل وهو يرفع حاجبيه قائلاً بنبرة ماكرة:

-" تخليني عم".

لوح له بلال رأسه بعدم فائدة، ليلوح له بيده وهو يذهب من أمامه، حتى ضحك عادل على مظهره، ليذهب بلال من أمامه، حتى نظر هو في أثره قليلاً بهدوء وهو يُفكر، ليعود لعمله مرة أخرى.

كانت رزان تجلس على الفراش والجميع في الخارج يجلسون معاً، حتى نهضت لتتجه نحو المرآة، وضعت يدها على تلك الجروح الموجودة بوجهها، لتلمع أعينها بالبكاء وهي تتذكر ما حدث، لتذهب تجلس مرة أخرى على الفراش وهي تبكي أكثر بشهقات مكتومة.

بالخارج، ذهبت أفنان لتقوم بفتح باب المنزل بعدما دق، لتجد أمامها كلاً من عُمران وسامية، سُرعان ما قامت بفسح الطريق لهم، ليتجهوا نحو الصالة، حتى نهض عابد ليقول بنبرة سريعة:

-" تعالى يا عُمران، تعالى أقعد ".

أقترب عُمران ليجلس على الأريكة بعدما ألقى السلام على الجميع، كذلك سامية التي أقتربت لتجلس بجانب شادية، حتى تنهد عُمران بهدوء ليوجه نظره نحو أفنان قائلاً بنبرة هادئة:

-" ناديها يا أفنان، خليها تيجي".

شعرت أفنان بالسعادة، لتوجه نظرها نحو أحلام التي إبتسمت لها هي الأخرى، لتركض أفنان نحو الغرفة، سرعان ما قامت بفتحها لتجدها جالسة تبكي، حتى أقتربت منها لتقول بنبرة هادئة:

-" يا روزي أنتِ لسة بتعيطي، خلاص بقى، دة حتى عمو عمران قاعد برة وعايزك".

إنتبهت لها رزان، ليتشكل الخوف معالم وجهها، حتى أمسكت أفنان بيديها لتجعلها تنهض وهي تقول بنبرة مُطمئنة:

-" متقلقيش والله باين عليه هدي خالص، وابلة سامية كمان معاه، يلا ومتقلقيش إحنا معاكي".

أومأت لها رزان رأسها بتيه، لتمسح دموع أعينها، حتى خرجت معها وهي تمسك بيدها، ليتوجهون نحوهم، حتى نظرت رزان إلى والدها بخوف، لينظر لها عمران بطرف عينه، سُرعان ما عاد بنظره إلى عابد ليقول بنبرة هادئة:

-" إن شاء الله يوم الخميس الجاي في عريس هييجي يتقدم لرزان".

توسعت أعين رزان بصدمة، كذلك كلاً من أحلام وأفنان وشادية التي نظرت إلى سامية الصامتة من أمامها، ليتحدث عابد قائلاً بنبرة هادئة:

-" إزاي يا عمران؟ مش تاخد رأي رزان الأول؟".

تحدث عمران قائلاً بجدية:

-" مفيش رأي بعد رأيي يا عابد، أنا أديته كلمة وهييجي هو وأهله الخميس الجاي".

لمعت أعين رزان بالبكاء، لتترك يد أفنان حتى أقتربت من والدها لتقول بنبرة مُترجية من بين بكاءها:

-" بس انا مش عايزة يا بابا، أنا هعملك أي حاجة أنت عايزها والله العظيم بس بلاش كدة".

سرعان ما توجهت نحو عابد لتنظر له وهي تقول بنبرة باكية:

-" قوله حاجة يا عمو عابد، الله يخليك قوله أنا مش عايزة اتخطب ولا أتجوز".

كاد عابد أن يتحدث، لينهض عمران، حتى قام بجذبها من شعرها ليسحبها معه وهو يقول بنبرة غاضبة:

-" مش عايزة تتخطبي ولا تتجوزي كدة وعايزة تمشي على حل شعرك صح؟ أتعودتي على الصياعة وعجبك الوضع، عايزاني أستناكي تجيلي ضاربة ورقة عرفي؟".

حاولت رزان سحب شعرها من بين يديه وهي تبكي بقوة، ليقترب عابد يسحبها من بين يديه، ولكن عمران كان الأسرع ليسحبها من شعرها مُبتعداً عنه وهو يرفع سبابته أمام وجه عابد قائلاً بنبرة غاضبة:

-" قسماً بالله لو حد أتدخل ما هيحصل طيب".

نظر له عابد بصدمة ليقول بنبرة غاضبة:

-" في إيه يا عمران، أحترم يا أخي أنك واقف في بيت أخوك الكبير".

قام عمران بدفع رزان نحو والدتها وهي تبكي، لينظر عمران إلى سامية قائلاً بنبرة حادة:

-" خديها وأطلعي، يلا".

أمسكت سامية بمعصمها لتسحبها بقوة معها، وسط بكاء وصراخ رزان وهي تنظر إلى كلاً من عابد وشادية، لتتدخل شادية بالحديث وهي تقول بنبرة باكية أختلطت بغضبها:

-" حرام عليك يا عمران، ما هي خلاص اخدت جزاءها من إبنك إمبارح بتكملوا عليها ليه البت فيها اللي مكفيها".

نظر عابد إلى شادية، ليقول بنبرة صارمة:

-" خدي عيالك وخشوا جوة".

نظرت له شادية وهي تبكي، لتذهب من أمامهم وهي تُشير بيدها نحو كلاً من أحلام وأفنان ليذهبوا أمامها، حتى تبقى فقط كلاً من عابد وعمران، ليمسح عابد على وجهه بقوة وهو يستغفر ربه، ليعود بنظره إلى أخيه قائلاً بنبرة متوددة:

-" أقعد يا عمران، أقعد وخلينا نتكلم بالعقل".

جلس عمران بتهكم، لينظر له عابد قائلاً بنبرة هادئة:

-" رزان غلطت، وغلطها كبير وأنا معاك يا سيدي تعاقبها، تسحب منها الموبايل، تمنعها من النزول، من المصروف، لكن كدة مينفعش يا عمران، أنت كدة بتبيع بنتك".

نظر له عمران ليقول بنبرة حادة:

-" وهو أنا علشان جايبلها عريس أبقى ببيعها! ليه بضاعة؟ هي مش هتتعلم الأدب غير لما تلاقي حد يشكمها".

حاول عابد الهدوء وعدم الإنفعال وهو لا يتفق مع أياً من كلماته، ليتحدث قائلاً بنبرة حاول جعلها هادئة:

-" والعريس دة أنت تعرفه".

أومأ عمران برأسه ليقول بجمود:

-" شاب أنا عارفه وعارف أخلاقه، متقلقش مش هوافق على واحد يطلع عينها، مع أنها تستاهل إللي يحصل فيها".

نظر له عابد قليلاً، ليلوح رأسه بعدم فائدة وهو يشعر بتضييع وقته بالحديث في ذلك الموضوع، فما برأس أخيه سوف يُنفذ.

صعدت رزان مع والدتها، حتى توقفت أمامها لتقول بنبرة باكية بعدما أحمر وجهها من شدة بكاءها وشهقاتها التي اعتلت:

-" بس أنا مش عايزة .. مش عايزة حد يتقدملي".

نظرت لها والدتها بشر لتقول بنبرة مُحذرة:

-" أنتِ عارفة لو مخفتيش من وشي، والله يا رزان لأكمل عليكي، أقصري الشر وروحي أتخمدي علشان أنا وأبوكي على أخرنا منكم".

عادت رزان بشعرها للخلف وهي تشعر بالتعب وعدم قدرتها على اتخاذ أنفاسها، لتبتلع ريقها وهي تعود إلى والدتها مرة أخرى قائلة بنبرة مترجية:

-" طيب أنا امتحاناتي هتبدأ الخميس، مش هينفع والله مش هينفع".

سحبت والدتها يدها لتقول بنبرة ساخرة:

-" امتحانات ايه يا بت جاية تفتكري الامتياز دلوقتي، غوري من وشي".

دفعتها سامية عنها، لتبتعد عنها رزان وهي تذهب نحو غرفتها، حتى جلست على فراشها، لتبكي أكثر بشهقاتها المُرتفعة.

Continue Reading

You'll Also Like

12K 979 32
ليسَت كل عائلةٍ متواجدة في الحياة تكونُ مثلما نعتقِد، فـ هُناك عائلاتٍ لا نتخيّل أنها بهذا الشكل. إن كان الشرّ هو من يجري في الدِماء.. الخُبثُ هو م...
33.5K 1K 23
What if... David Nolan had another daughter without Snow? During the first twelve years of the first curse, Valerie and David Nolan were happily marr...
3.4K 165 11
كثير من البحور يَجتاحها لكنها ليست اللؤلؤة المنشودة، وحينما يجدها يعتقد أنه فاز بالجائزة، لكنه سيواجه عقبات كثيرة في سبيله للوصول إليها، ومع ذلك سيظل...
186K 3.5K 13
A simple Reaction fic based on Light Novel - Classroom of the Elite The Reactions will be Canon based