عُمارة آل نجم.

By MariamMahmoud457

219K 13.9K 21.9K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... More

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )

4.6K 306 284
By MariamMahmoud457

أستيقظ بلال من نومه، ليفتح أعينه بصعوبة بعدما ظل بمكانه مُنذ الأمس، حتى أعتدل قليلاً وهو يشعر بألم بجسده أثر نومته الخاطئة، ليمسك بهاتفه، سُرعان ما أنتفض عندما وجدها التاسعة صباحاً، وضع يده على وجهه بضيق، ليزفر بقوة حتى خرج من الغُرفة يتجه نحو المرحاض.

خرج بلال من المرحاض بعدما تحمم، ليضع المنشفة على كتفه وهو يتوجه نحو المطبخ بعدما إستمع إلى صوت ضوضاء به، ليجدها توليه ظهرها وهي تقوم بصُنع كوب من الشاي لها.

إستند بلال بكتفه على الباب، ليميل برأسه أيضاً يستند بها عليه تزامناً مع إنبات إبتسامة على وجهه وهو يُطالع هيئتها، جديلة شعرها التي تعدت ظهرها، تخبُطها وهي تضم قبضة يديها، حتى وجدها تلتفت تنظر له، ولكنها لم تخرجه من حالته تلك، بل ظل ينظر لها بإبتسامته المُحبة، وهو يُطالع ملامح وجهها البريئة، وغُرتها القصيرة المموجة، أعيُنها اللوزية وهي تطالعه بوسعهما التلقائي.

قبضت وئام على يدها بتوتر وهي تقول بنبرة مُرتبكة:

-" أنا .. خبطت عليك علشان الشغل بس أنت مفتحتش، معرفتش أعمل إيه ف سيبتك تنام، أنا آسفة".

تلاشت إبتسامته بعدما أستدرك حديثها مُتسائلاً بنبرة مُتعجبة:

-" بتتأسفي على إيه؟".

نظرت له بتوتر، لتقول بنبرة مضطربة:

-" علشان الشغل فات عليك".

ولج بلال إلى المطبخ بعدما كان يقف على اعتابه، ليقول بنبرة غير مُبالية:

-" هو كدة كدة من حقي أخد يوم أجازة ف وسط الأسبوع، ف مش مشكلة نعتبره إنهاردة".

أومأت له وئام برأسها، لتعود بنظرها إليه مرة أخرى وهي تتساءل بنبرة مُتلهفة:

-" هو إحنا هنروح إنهاردة عندكم البيت؟".

أومأ بلال رأسه بهدوء، ليُضيق عيناه حتى ألتف لينظر لها بتفكير، ليلوح برأسه وهو يقول بجدية:

-" إيه رأيك نروح نطب عليهم دلوقتي؟ هما لسة محضروش الفطار، نروح نفطر معاهم من الكيكة إللي عملتيها ليهم، ونقضي معاهم اليوم".

إبتسمت وئام بإتساع لتقول بنبرة مُحمسة:

-" حلو أوي، وهيبقى يوم حلو كمان".

أومأ لها بلال رأسه بنفس الحماس، ليقول بنبرة سريعة:

-" طيب أنا هروح ألبس وأنتِ كمان ".

ألتفت وئام لتقوم بفتح البراد وهي تقوم بإخراج العُلب منه، لتقول بنبرة مُتلهفة:

-" حاضر هحطهم بسرعة وهدخل ألبس".

أومأ لها بلال برأسه حتى كاد أن يذهب من أمامها، لتعتدل وئام بجزعها العلوي تقف بشكل مستقيم وهي تقول بنبرة سريعة:

-" بلال ".

توقف ليلتفت ينظر لها، حتى تركت هي ما بيدها، لتقترب منه بتوتر، حتى قامت بسحب المنشفة من على كتفه، لتمد يدها بها له وهي تقول بنبرة مضطربة أثناء نظرها للأرض:

-" نشف شعرك .. علشان متبردش، هو لو سيبته كدة ممكن يجيلك برد".

توسعت إبتسامته، ليُحمحم وهو يتصنع التعب قائلاً بنبرة لا تقل عن مظهره:

-" أنا بصراحة سيبته علشان مش قادر أنشفه ولا أسرحه، تعرفي تعمليهولي أنتِ؟".

نظرت له وئام قليلاً بفاهٍ مفتوح، لتومىء رأسها بإضطراب وهي تقول بنبرة تائهة:

-" أه .. أنا كنت بسرحه لبابا ساعات، وكنت بحلقله دقنه، وكنت بقصله ضوافره، وبقيت بعرف أعمل كل دة".

أومأ لها بلال برأسه مُبتسماً وهو يستمع إلى حديثها، ليضع يده على ذقنه يتحسسها، حتى غمز بعينه وهو ينفي برأسه قائلاً بنبرة هادئة:

-" لا لسة شوية دي، خلينا في الشعر دلوقتي ".

أومأت له برأسها، لتقترب منه حتى قام بخفض رأسه للأسفل لكي تنظر إلى شعره بوضوح وهي تقوم بتجفيفه بواسطة المنشفة، حتى أنتهت بعد مرور ثواني وهي تقول بنبرة هادئة:

-" خلاص هو نشف شوية كدة".

رفع بلال رأسه لينظر لها، حتى إبتسم وهو يقول بصوتٍ رخيم:

-" تسلم إيدك ".

إبتسمت له وئام قليلاً، لتقوم بإعطاءه المنشفة حتى عادت إلى ما كانت تفعله بهدوء، ليتنهد بعمق وهو يتطلع إليها حتى ذهب هو الآخر إلى غرفته.


نظرت أفنان إلى ساعة هاتفها، لتعود بنظرها إلى رزان النائمة وهي تضع الوسادة على رأسها، لتقول أفنان بنفاد صبر:

-" يا رزان أخلصي بقى، هتأخر على الجامعة".

رفعت رزان الوسادة عن وجهها لتقول بنبرة صارمة:

-" قولتلك لأ يعني لأ".

لتقترب منها أفنان سريعاً لتجلس أمامها وهي تقول بنبرة مرحة:

-" يا روزي يلا بقى، دول عاملين عرض شاورما سوري وباكيت بطاطس إنما إيه، هيفوتك".

نظرت لها رزان بملامح وجه مُتهكمة، لتتنهد أفنان بعمق وهي تقول بنبرة مُتوددة:

-" طيب أحكيلي في إيه، مالك في حاجة حصلت ضايقتك؟".

نظرت رزان للفراغ من أمامها، لتنفي برأسها بهدوء، لتُضيق أفنان عينيها وهي تقول بنبرة مُحذرة:

-" أوعي يكون حد هنا مزعلك، طنط سامية؟ عمو عُمران؟ زيد؟ قولي زيد علشان أروح أطلعلك غلي فيه أنا أساساً مش طايقاه".

ضحكت رزان رغماً عنها لتنفي برأسها مرة أخرى، حتى تنهدت لتقول بعدم إهتمام مزيف:

-" محدش هنا ولا هناك يا أفنان، هو مفيش حد ملاحظ إني متضايقة في البيت غيرك أصلاً .. هما عمرهم ما أخدوا بالهم مني".

ذمت أفنان شفتيها بضيق، لتخرجها من تلك الحالة قائلة بنبرة مرحة:

-" طيب يلا وحياتي عندك، لو كان ليا عندك خاطر".

تأفأفت رزان لتقول بنبرة حانقة:

-" لا أنا مش ناقصة فقرة طابور الصباح بتاعة كل يوم دي، قايمة ياستي".

صفقت أفنان يديها بسعادة، لتنهض قائلة بنبرة مرحة:

-" هنزل أنا بقى أفطر عقبال ما تلبسي".

أشارت لها رزان بالذهاب، لتذهب أفنان من أمامها بالفعل، حتى قامت بفتح باب المنزل لكي تهبط إلى شقتهم، ولكن أستوقفها صوته، أغلقت أفنان جفنيها بقوة، حتى ألتفت لتنظر له مرة أخرى لتجده يستند بذراعه على باب المنزل كالمعتاد وهو ينظر لها مُبتسماً ببلاهة أثناء قوله بنبرة مُحبة:

-" إيه يا ساكن قلبي بشوق محبة؟ مش ناوي تدفع الإيجار ولا إيه؟".

حاولت أفنان وأد إبتسامتها، لتنجح في ذلك بصعوبة، حتى عقدت ذراعيها، لتقول بنبرة حانقة:

-" إيه؟ القلبة التانية هتبقى يوم إيه في الأسبوع علشان أحفظ الجدول؟".

عقد زيد حاجبيه بعدم فهم، لتقول أفنان بنبرة غاضبة:

-" أنت عندك إنفصام؟".

رفع لها زيد حاجبه بعدما تهكمت ملامح وجهه، ليقول بجدية يشوبها المرح:

-" بت! أظبطي ووطي صوتك .. مش علشان بدلعك وبجيبلك بسكوت شاي تسوقي فيها".

قلبت أفنان عينيها بملل، ليُضيق زيد عينيه وهو ينظر لها مُتسائلاً بجدية:

-" خلاص متتعصبيش كدة! أجيبلك سيريلاك؟".

صكت أفنان على أسنانها بغضب وهي ترمقه بحِدة، حتى ذهبت من أمامه لتتوجه نحو الأسفل، ولكنه أستوقفها عندما خرج من باب المنزل ليقترب منها قائلاً بنبرة لينة:

-" خلاص بقى متزعليش، حقك على عيني والله أنا عارف إني متغير معاكي ..  وعلشان أراضيكي قولت النهاردة أخدك أنتِ ورزان أخرجكم، وراكي حاجة؟".

نفت أفنان برأسها لتقول بنبرة مُتلهفة وهي تبتسم:

-" هنروح فين؟".

حك زيد جانب ذقنه، ليلوي شفتيه وهو يقول بنبرة ساخرة جعلها جدية بالنسبة لها:

-" شوفوا براحتكم، لو عايزين نروح لحد آخر الشارع نشرب عصير قصب ماشي، ولو عايزين تروحوا تأكلوا أيس كريم ماشي بردوا، أنا معاكم في أي حاجة".

تلاشت إبتسامة أفنان، ليُحاول زيد كتم ضحكاته أثر مظهرها، حتى تنهدت أفنان لتبتسم وهي تقول بنبرة سعيدة رغم أي شيء:

-" موافقة في أي حاجة، كفاية إننا نخرج، ونخرج كمان رزان علشان باين عليها متضايقة".

تأفأف زيد ليقول بنبرة حانقة:

-" لا أنا مليش في هرمونات البنات دي، لو متظبطتش لحد بليل نخرج أنا وأنتِ بقى .. ويكون أحسن لو متظبطتش".

قال زيد آخر كلماته وهو يغمز لها بعينه، لتضغط أفنان على شفتيها لكي لا تبتسم، حتى أشار زيد بإصبعه نحو فمها وهو يقول بجدية:

-" أيوة خلاص أهي طالعة، سيبيها تطلع كتماها ليه دة الواحد ما بيصدق يصطبح إصطباحة قمر كدة".

ضحكت أفنان رغماً عنها وهي تشعر بالخجل، لتهرب منه وهي تذهب من أمامه سريعاً قائلة:

-" أنا هنزل علشان متأخرش على الكلية، خلي رزان تخلص وتنزل".

لتهبط على الدرج من بعد ذلك دون أن تنتظر جوابه، ليقترب يستند بكفيه على سور الدرج وهو ينظر لها من الأسفل قائلاً بصوت مرتفع:

-" أدعيلها متتظبطش لحد بليل ".

رفعت أفنان رأسها لتنظر له وهي تُشير بيدها له بأن يدخل، حتى ضحكت زيد ليعتدل في وقفته وهو يولج إلى المنزل مرة أخرى.


كانت شادية تقف بالمطبخ تستعد لصنع طعام الفطار وسط جوٍ هاديء، ليدق باب المنزل، حتى توجهت نحوه لتقوم بفتحه لتجد أمامها كلاً من أفنان وبلال ومعه وئام، لتتوسع أعينها بسعادة وهي تقول بنبرة لا تقل عن مظهرها:

-" إيه المفاجئة الحلوة دي! يا فرحة قلبي والله".

إبتسموا جميعهم لتتحدث أفنان قائلة بعجرفة:

-" ربنا يخليكي يا شادية والله، عارفة إني فاجئتك بس مش للدرجة دي أنا لسة كنت قدامك من ربع ساعة".

نظرت لها شادية بإشمئزاز، لتدفعها عن طريقها حتى أقتربت من بلال تعانقه بعدما إبتسمت بسعادة، ثم قامت بمعانقة وئام وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" طب والله بجد أحلى مفاجئة، وجايين في ميعادكم بالظبط على الفطار وعابد بيصلي وهيعملنا طقم شاي باللبن إنما إيه".

ضحك بلال ليقول بنبرة مرحة:

-" ما أنا قولت يارب نلحق، عارف أنك ظابطة مواعيدك بالدقيقة، لأ ووئام كمان عاملالكم كيكة وبسبوسة".

توسعت أعين أفنان، لتقترب من وئام حتى قامت بمعانقة كتفها وهي تقول بنبرة مرحة:

-" وأنا أقول وئام حبيبة قلبي وحشتني كدة ليه مش عارفة؟".

ضحكت وئام بخجل طفيف، ليضع بلال تلك العلب على الطاولة، حتى ألتف لينظر نحو والدته وهو يقول بنبرة هادئة:

-" طيب يلا شوفوا هاشم ورشاد، ينزلوا كلهم بقى علشان نفطر مع بعض".

نظرت شادية إلى أفنان، لتُشير لها أفنان بيدها وهي تقول بجدية:

-" من غير ما تقولي يا ست الكل، ركبت في رجلي الجرار خلاص".

لوحت لها شادية يدها بسخط، لتذهب أفنان من أمامهم إلى الأعلى، حتى خرج إليهم عابد وهو يبتسم، أقترب ليقول بنبرة مرحة:

-" يادي النور، وأنا أقول البيت نور ليه".

إبتسم بلال ليقول بعجرفة:

-" عارف يا حج إني من ساعة ما مشيت والبيت ضلم، بس أهو جاي أقضي معاك اليوم كله علشان تشبع مني".

أقترب عابد ليُعانق كتف وئام وهو ينظر إلى بلال قائلاً بجدية:

-" يابني أنت حد كلمك ولا جه جنبك؟ أنا بكلم بنوتي التانية دي، هي إللي نورت البيت بضحكتها الحلوة".

ضحكت وئام، لينظر لهم بلال بسخط حتى وجه نظره إليها ليقول بنبرة حانقة:

-" عجبتك ياختي؟ ما طبعاً عابد بيه ملك التثبيت لازم تضحكي".

نظرت له شادية لتقول بنبرة حانقة:

-" والله ما أعرف أنت وأختك جايبين الثقة دي منين؟".

لوح لها بلال رأسه بيأس، لتخرج أحلام من المرحاض، حتى توجهت إليهم لتُعانق وئام بإشتياق، ثم توجهت نحو بلال الذي سُرعان ما ضربها بكتفها، لتتحسس أحلام كتفها بألم وهي تنظر إلى عابد قائلة بنبرة حانقة:

-" يعني أتجوز وبردوا مبطلش قلة أدب؟ جاي ليه دة؟".

سحب بلال خُصلة من شعرها، ليسحبها نحو الأسفل بقوة صغيرة جعلتها تتألم وهو يقول بنبرة مرحة:

-" أصلك وحشتيني ".

إبتعدت أحلام عنه بعدما قامت بضربه في كتفه وهي تقول بنبرة حانقة:

-" لا وحشك الضرب فيا، ما طبعاً تلاقيك مش بتقدر تعمل كدة في ست وئام، دي الحتة الشمال بردوا".

نظر عابد إلى وئام وهو مازال يعانق كتفها، ليقول بنبرة هادئة يشوبها المرح وهو ينظر لها:

-" أوعي يكون الواد دة بيضربك كدة؟ أعلقهولك من قفاه".

نظرت وئام إلى بلال قليلاً، لتنفي برأسها وهي تبتسم بإضطراب، ليُطالعها بلال بحُزن، حتى تنهد ليقترب منهم لكي يأخذها من بين يد والده وهو يقول بنبرة حانقة:

-" لامؤخذة بقى يا حج عايز مراتي شوية، وروح أنت أعملنا الشاي باللبن".

سحبها عابد منه وهو يذهب من أمامه بها قائلاً بعجرفة:

-" بس يالا، هي هتيجي تعمل معايا الشاي باللبن .. هنحتاج سكر".

نظر بلال في أثره بدهشة، لترمقهم أحلام بإشمئزاز، حتى عادت بنظرها إلى بلال لتقول بنبرة مُشمئزة مُزيفة:

-" مراتك كل ما تيجي أبوك بيبقى ملزق".

نظر لها بلال قليلاً، ليسحب خُصلة من شعرها مرة أخرى وهو يقول بنبرة هادئة:

-" وإيه لازمتها أبوك بقى".

تأفأفت احلام حتى كادت أن تقترب منه ليبتعد هو سريعاً وهو يضحك، حتى نظرت هي في أثره بسخط، ليدق هاتفها في ذلك الحين، سُرعان ما توجهت نحو الشرفة، لتقوم بفتح المكالمة وهي تقول بنبرة مرحة:

-" صباح الخير على إللي حامي بلادنا من الفساد".

ضحك محمد ليقول بنبرة مُحبة:

-" يا شيخة مفيش حاجة فاسدة البلد دي غير حلاوتك".

لوحت أحلام شعرها بيدها، لتُدرك وقوفها بالشُرفة بشعرها حتى ولجت مرة أخرى وهي تقول بعجرفة:

-" يعني معقولة البلد كلها هتموت من حلاوتي؟ ليه لأ أنا استاهل فعلاً".

نظروا جميعهم إليها بتعجُب بعدما خرجت إليهم من الشرفة وهم يجلسون على الطاولة، لتنظر شادية إلى عابد قائلة بجدية:

-" أموت وأعرف عيالك جايبين الثقة دي منين".

إبتعدت أحلام عنهم وهي تتحدث بالهاتف، ليجلس الجميع حتى هبطت إليهم أفنان وهي تلهث، لتقول بنبرة سريعة وهي تأخذ أنفاسها:

-" أبيه رشاد كان نايم وهينزل، وكريمة ويحيى وجنة نازلين".

عقد بلال حاجبيه بتعجُب ليتساءل بنبرة هادئة:

-" وهاشم فين؟".

لوت أفنان شفتيها بعدم معرفة لتقول بنبرة هادئة:

-" مش عارفة طلعت ومكنش موجود، ممكن راح الشغل".

أشارت لها شادية بالجلوس وهي تقول بنبرة سريعة:

-" طيب أقعدي يلا علشان تفطري وتروحي جامعتك ".

أومأت لها أفنان برأسها، لتجلس وهي تنظر إلى عابد قائلة بنبرة هادئة:

-" بابا زيد كلمني وقالي أن بليل هنخرج معاه أنا ورزان".

أومأ لها عابد برأسه وهو يأكل قائلاً بنبرة هادئة:

-" لما ييجي وقتها هو هيكلمني إن شاء الله".

انتبهت أفنان من بعد ذلك لتناول طعامها، حتى ولج إليهم كلاً من كريمة ويحيى وجنة، لتنظر وئام التي كانت تجلس من جانب بلال إليهم وهي تبتسم بإتساع، حتى أقتربت منها جنة لتقوم وئام بمعانقتها وهي تجلسها بجانبها، حتى أقترب منهم يحيى هو الآخر ليجلس بجانب بلال، لينظر عابد إلى كريمة مُتسائلاً بنبرة هادئة:

-" أومال فين هاشم يا كريمة، منزلش معاكم ليه".

جلست كريمة بجانب أفنان لتقول بعدم إهتمام:

-" معرفش أنا صحيت ملقيتهوش".

نظرت لها شادية لتضع يدها على وجهها وهي تقول بجدية:

-" وأنتِ متصلتيش ليه بيه تشوفيه فينه".

أكلت كريمة من الكيك الذي أمامها لتقول بنبرة غير مُبالية وهي تأكل:

-" نفطر وهتصل بيه ".

نظرت شادية إلى عابد وهي تشعر بالغيظ، ليلوح رأسه بعدم فائدة، حتى تحدثت كريمة قائلة بنبرة مُتلذذة:

-" مين إللي عامل الكيكة دي؟".

أنتبهت لها وئام في تلك اللحظة، لتتحدث بنبرة مُتلهفة تقول:

-" أنا يا طنط، عجبتك؟".

تهكمت ملامح وجه كريمة بعد كلمتها تلك، لتترك الكيك من يدها وهي تقول بنبرة حانقة:

-" يعني ...".

كادت كريمة أن تتحدث، ليستوقفها بلال وهو ينظر إلى والديه وأفنان قائلاً بنبرة هادئة يشوبها التحذير:

-" إيه رأيكم في الكيكة يا جماعة، مقولتوش رأيكم وئام مستنياه".

إبتلعت أفنان ما بفمها لتقول بنبرة مُتلذذة:

-" وهي دي محتاجة سؤال؟ وئام اشطر واحدة تعمل حلويات".

لتُجيب شادية قائلة بنبرة مرحة:

-" طب والله زي العسل، محدش بيعرف يظبطها كدة غيرها".

أيد عابد حديثهم وهو ينظر إلى وئام قائلاً بنبرة مرحة:

-" طبعاً بلال حكالك على إللي كانوا بيعملوه لما كنتي تجيبي".

شعرت وئام بالسعادة من داخلها وهي تستمع إلى حديثهم، لتضحك وهي تقول بنبرة مُحمسة أظهرت سعادتها:

-" أه قالي، وأتبسطت أوي .. يعني أنا أكتر حاجة بحبها إني أعمل حاجة وتعجبكم".

إبتسموا لها جميعهم وسط نظرات كريمة الساخطة لها، لتتحدث شادية قائلة بنبرة مرحة وهي تنظر لهم:

-" طيب إيه، مفيش حاجة في السكة .. ملناش نفس نفرح ولا إيه".

كانت وئام تتحدث مع جنة غير مُستمعة إلى حديثهم، ليتنهد بلال بهدوء وهو يعود بنظره إلى والدته قائلاً بنبرة هادئة:

-" أدعيلنا يا أمي وخير إن شاء الله".

أومأت لها شادية برأسها وهي توزع نظراتها بينه وبين وئام بشك، لتأتي إليهم في ذلك الحين أحلام وهي تبتسم بإتساع، لتنظر لهم وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" هننزل إنهاردة يا بابا نروح نشوف القاعة ونتفق على ميعاد ونحجز".

قامت شادية بإطلاق زغرودة عالية، لتنظر لها من بعد ذلك وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" أخيراً، دة أنا كنت عاملة حسابي هتخللي جنبي".

رفعت أحلام حاجبيها بدهشة، ليضحك عابد وهو ينظر لها قائلاً بنبرة لينة:

-" خير يا حبيبتي روحي معاه وأتفقوا محمد قالي أن في مواعيد الشهر دة، مش لازم نهاية الأسبوع حتى بس علشان نقله وترقيته تلحقوا قبلها تفرحوا شوية قبل ما يتشغل بشغله".

أومأت له أحلام برأسها وهي تؤيد حديثه، ليولج إليهم رشاد وهو يلقي السلام عليهم، ليرد جميعهم، حتى نهضت شادية لتقول بنبرة هادئة:

-" تعالوا يلا أفطروا عقبال ما أدخل أعملكم شاي أنتوا الاتنين".

نهضت وئام بلهفة لتتحدث بنبرة هادئة تقول:

-" خليكي يا طنط هروح أنا أعمله".

نظرت لها شادية لتقول بنبرة لينة:

-" لا يا حبيبتي خليكي أنتِ أنا خلاص فطرت الحمدلله".

لتتوقف شادية عن الحديث حتى قالت من بعد ذلك بنبرة مرحة:

-" ولا أقولك تعالي معايا ونسيني وأنا بعمله".

أومأت لها وئام وهي تبتسم لتنهض من جانب بلال الذي كان يتحدث مع رشاد ويحيى غير مُنتبه لحديثهم، حتى ذهبت كلاً منهم من أمامهم، لينظر بلال إلى يحيى قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب ما أنت لازم تاخد دروس في كل المواد، والمواد العلمية بالذات مينفعش معاها دروس على اليوتيوب يا يحيى".

نظر له يحيى ليتنهد بهدوء، حتى رفع رأسه لينظر إليه وهو يقول بنبرة هادئة أظهرت ضيقه:

-" الدروس غالية أوي يا عمي، وكمان الكتب غالية، ف أنا مش هقدر أضغط على بابا في الأتنين، قولت أجيب الكتب وأتابع على اليوتيوب".

نظر بلال إلى رشاد بضيق، ليتنهد رشاد وهو يعود بنظره إلى يحيى قائلاً بجدية:

-" هو أبوك اشتكالك يا يحيى؟ قولتله على حاجة وقالك لا؟ متحسبهاش من دماغك، وقوله على دروسك وكُتبك من غير ما تشيل هم، أنت داخل على سنتين أهم من بعض لازم تبقى واخد بالك من مذاكرتك علشان تدخل الكلية إللي نفسك فيها".

أومأ له يحيى برأسه بهدوء، ليتحدث بلال قائلاً بنبرة مرحة:

-" وبعدين إيه يالا كل شوية ظروفه ظروفه، أبوك دة من أغنى أغنياء مصر، دة ماسك آيفون 14 يا يحيى وممسكك آيفون 11، تقولي ظروفه؟ دة يارتني كنت إبنه".

ضحك يحيى على كلماته كذلك رشاد الذي تحدث قائلاً بنبرة ساخرة:

-" مش حاسس أنك أفورت شوية".

لوح بلال بيده ليقول بنبرة مرحة:

-" يا عم كلنا على الله".

ضحكوا جميعهم وهم يسترسلون حديثهم مع يحيى المُندمج معهم.

بداخل المطبخ، كانت تقف شادية بجانب البراد بعدما قامت بوضعه على الموقد، لتلتفت تنظر إلى وئام التي كانت تضم قبضتي يديها كالعادة إلى بعضهما البعض، لتبتسم شادية وهي تقول بنبرة هادئة:

-" عاملة إيه يا وئام، طمنيني عليكي كويسة؟ ومامتك وولاء إيه أخبارهم".

أومأت لها وئام برأسها وهي تبتسم لتقول بنبرة هادئة:

-" أه يا طنط كويسة الحمدلله، ماما وولاء جم عندنا أول إمبارح، وقعدنا مع بعض كلنا".

أومأت لها شادية برأسها وهي تعود بنظرها إلى البراد تطالعه بشرود، لتتنهد بعمق وهي تشعر بالحرج ولكنها حاولت إخفاءه لتنجح في ذلك وهي تنظر إلى وئام مرة أخرى متسائلة بنبرة مرحة:

-" طيب أحكيلي بقى، الجواز طلع حلو زي ما قولتلك".

تذكرت وئام ما فعله بلال ليلة أمس، لتومىء برأسها عدة مرات وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" أه جميل، بلال بييجي من الشغل وبيجيبلي معاه الحاجات إللي بحبها، وبنقعد مع بعض ممكن نتفرج على فيلم لو مفيش ماتش، وبليل ممكن أعمله حاجة حلوة".

توقفت وئام عن الحديث وهي تتذكر، لتعود بنظرها إلى شادية مرة أخرى وهي تقول بنبرة مُتلهفة:

-" بس يا طنط هو مش بياكل كتير خالص، ومش بيخلص طبقه، بس بصراحة أنا بخاف أتكلم معاه".

عقدت شادية حاجبيها لتتساءل بإهتمام:

-" بتخافي تتكلمي معاه إزاي؟".

رفعت وئام كتفيها بتلقائية حتى كادت أن تتحدث لتولج إليهم جنة، لتنظر لها وئام وهي تبتسم، حتى إبتسمت لها جنة لتحدثهم بلغة الإشارة، لتضحك شادية وهي تقول بنبرة مرحة:

-" أنا كنت عارفة والله ".

لتقترب من أحد الأطباق حتى قامت بأخذها لتُعطيها إلى جنة قائلة بنبرة لينة وهي تحدثها بلغة الإشارة:

-" طبقك أهو، عارفة أنك بتحبي كيكة وئام".

أومأت لها جنة رأسها وهي تبتسم، لتبتسم لها وئام بسعادة، حتى ولج إليهم بلال، ليستند بيده على باب المطبخ وهو ينظر إليهم قائلاً بنبرة مرحة:

-" بتعملوا إيه يا بسكوتات".

كادت وئام أن تُجيب عليه ولكن أستوقفتها شادية وهي تنظر إليه قائلة بجمود:

-" بنعمل الشاي ".

أومأ لها بلال برأسه، لينظر إلى وئام قائلاً بنبرة هادئة:

-" تعالي يا وئام عايزك".

أومأت له وئام برأسها لتذهب خلفه، حتى نظرت شادية في أثرهم بشك لتتنهد بعمق.

ولج بلال الشُرفة بعيداً عنهم نسبياً، لتتوقف وئام أمامه وهي تنتظر منه الحديث، حتى تحدث بلال قائلاً بجدية:

-" أنا عارف أنك ممكن متكونيش عارفة حاجة زي دي، بس لو مثلاً أي حد كلمك وقالك إيه أخبارك مع جوزك أو إيه أخبار الجواز والبيت وكل الكلام دة .. تردي وتقوليلهم الحمدلله ومتدخليش في تفاصيل مع حد، أتفقنا؟".

أومأت له وئام رأسها بهدوء لتقول بنبرة هادئة:

-" أنا قولت لطنط شادية أنك بتجيبلي حاجات من إللي بحبها، وبتتفرج معايا على أفلام".

توصل بلال إلى ما يريده، ليتنهد بعمق وهو يصك على أسنانه قليلاً، ولكنه قال بنبرة هادئة:

-" ماشي بس آخر مرة، بلاش نعرف حد حاجة عننا، البيوت أسرار زي ما قولتلك، لو عايزة أي حاجة كلميني أنا وأحكي معايا".

نظرت له وئام بضيق لتقول بنبرة حزينة:

-" بس أنا بكون زهقانة يا بلال، وبستناك تيجي من الشغل ومش بتتكلم معايا، وممكن تقعد تتفرج على الماتش، وأنا مش متضايقة أنك بتتفرج، بس أنت ممكن تتفرج شوية وتتكلم معايا شوية".

إبتسم بلال ليومىء لها برأسه وهو يقول بنبرة لينة:

-" حاضر، هتكلم معاكي بعد كدة وهنقعد مع بعض".

أومأت له برأسها وهي تبتسم، ليقول بلال بنبرة هادئة:

-" بليل هروح مشوار وهسيبك هنا شوية معاهم ماشي؟".

أومأت له وئام برأسها، لترفع رأسها تنظر له مرة أخرى بتوتر، حتى عقد حاجبيه ليتساءل بنبرة هادئة:

-" عايزة تقولي إيه؟".

ضمت كفيها إلى بعضهما، لتنظر له بتوتر وهي تتساءل بنبرة مضطربة:

-" هو إحنا كدة ..  أتصالحنا خلاص؟".

ضحك بلال على كلماتها، لتنظر له بتعجُب حتى قال بنبرة ساخرة:

-" يعني بعد كل إللي عملته إمبارح دة علشان تضحكي وكان ناقص أعملك أراجوز تقوليلي أتصالحنا؟ لا إحنا لسة متصالحناش".

رفعت وئام كتفيها بتلقائية وهي تقول بنبرة مضطربة:

-" ما أنت كل يوم بتجيبلي حاجات حلوة وبردوا مكنتش ساعتها صالحتني".

إبتسم بلال وهو ينظر لها، ليقترب منها قليلاً حتى توقف أمامها ليرفع ذقنها ينظر إليها وهو بنبرة مُحبة:

-" متصالحين، أنتِ أصلاً عارفة إني مبقدرش أزعل منك بس إللي حصل ساعتها زي ما فهمتك إني عملت كدة لمصلحتك، لكن دلوقتي خلاص .. مفيش حاجة تخلينا نتخانق تاني، ماشي يا بسكوتة".

أومأت له وئام برأسها وهي تبتسم بسعادة، ليولج إليهم في تلك اللحظة مالك الذي أستند بيده على باب الشرفة وهو يغمز بعينه قائلاً بنبرة خبيثة:

-" المطبخ مش فاضي ولا إيه ".

رفع بلال رأسه ينظر له، كذلك وئام التي ألتفت تنظر له، ليتحدث بلال قائلاً بنبرة حانقة:

-" يا جدعان أقسم بالله مراتي، هو أنتوا موراكوش غيري!".

ضحك مالك لينظر إلى وئام قائلاً بنبرة مرحة:

-" عاملة إيه يا مرات أخويا، وفين الكيكة بتاعتي؟ عايزين نبقى كويسين مع بعض".

نظرت وئام إلى بلال، لتعود بنظرها إلى مالك وهي تبتسم قائلة بنبرة مضطربة:

-" هي طنط شالتها ليك، ولأبيه هاشم، أنا جبت لكل واحد علبة علشان بلال قالي أنكم كنتوا بتتخانقوا عليها".

نظر لها بلال ليضيق عيناه وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" ولا كأني كنت بكلمك في حاجة من شوية".

ضيق مالك عيناه لينظر إلى بلال قائلاً بضيق مُزيف:

-" بتفضح أخواتك يا بلال؟ مكنش العشم".

ليلوح برأسه وهو يتنهد بعمق قائلاً بجدية لا تليق به:

-" العشرة مش هانت، دي إتهانت والله ".

عقدت وئام حاجبيها بعدم فهم، لينظر لها بلال حتى تنهد بملل ليُعانق كتفها وهو يخرج من أمامه قائلاً بجدية:

-" خليك مع نفسك أنت بقى ".

أستوقفه مالك عندما أمسك بذراعه قائلاً بنبرة هادئة:

-" لا يا عم أستنى، أنا عايزك ".

نظر بلال إلى وئام ليقول لها بنبرة لينة:

-" روحي أقعدي مع أحلام يا وئام، ومتنسيش إللي إتكلمنا فيه زي ما اتفقنا ماشي".

أومأت له وئام برأسها عدة مرات، لتذهب من أمامهم، حتى ألتف بلال ينظر إلى مالك الذي سُرعان ما غمز بعينه ليقول بمشاكسة:

-" هو إيه إللي أتكلمتوا فيه دة".

دفعه بلال عنه ليقول بنبرة حانقة:

-" ياعم أبعد كدة عندك فراغ عاطفي جاي تطلعه عليا، أخلص عايز إيه".

تنهد مالك، لينظر له وهو يقول بجدية:

-" عايزك تشوفلي شغل مع المقاول إللي كنت هتنزل زيد معاه".

صُدم بلال من حديثه، ليضع يده على جبهة مالك وسط تعجُب مالك مما يفعله، ليلوح بلال برأسه وهو يقول بنبرة مُندهشة:

-" لا مش سُخن، أومال في إيه، أنت شارب حاجة؟".

تأفأف مالك ليقول بنبرة حانقة:

-" ياعم أنا جايلك علشان لو كنت كلمت أبوك كان أتريق عليا، ما أنا عارفه ميقدرش يضيع فرصة .. تقوم أنت عامل زيه؟".

ضحك بلال ليقول بنبرة ساخرة:

-" أصلك فاجئتني".

رفع مالك حاجبه ليقول بوقاحة:

-" هو أنا جاي أطلب إيدك! ما تخلص يا عم بلال هتعرف ولا لا".

تنهد بلال وهو يحك أسفل شعره، ليعود بنظره إليه قائلاً بنبرة هادئة:

-" طيب هشوفهولك، بس لو كدة يبقى تنتظم يا مالك، مش يومين زي زيد وتقول مش قادر".

نفى مالك برأسه ليقول بجدية:

-" لا متقلقش، إن شاء الله هحاول أستقر فيها لحد ما أتخرج".

أومأ له بلال برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" خلاص هكلمهولك ".

أومأ مالك برأسه حتى كاد أن يذهب من أمامه، ولكنه عاد مرة أخرى لينظر إلى بلال قليلاً، حتى قام بوضع يده على وجنة بلال وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" خد وقتك في التفكير .. أنا مش مستعجل".

دفع بلال يده ليضربه على كتفه بقوة، حتى خرج مالك من أمامه وهو يضحك على مظهره.


هبطت أحلام من منزلها لتجده يقف بسيارته أسفل المنزل، اقتربت لتصعد بجانبه، حتى ألتفت لتنظر له وهو يقول بنبرة مُحمسة:

-" جاهزة؟".

وضعت أحلام حقيبتها على قدميها وهي تنظر له قائلة بنبرة أظهرت سعادتها وحماسها:

-" على أتم إستعداد يا فندم".

ضحك محمد لينطلق بسيارته وهي من جانبه، حتى مر عليهم بعض الوقت، رُبما ساعة، ليصل كلاً منهم إلى وجهتهم، ليهبط كلاً منهم حتى ولجوا إليها، يلقون نظراتهم عليها، يتفحصونها جيداً، حتى وجه محمد نظره إلى ذلك الرجل من أمامه الذي تحدث قائلاً برسمية:

-" القاعة مُجهزة بكل حاجة، والأوتيل تابع ليها وبنوفر غرفتين للعريس والعروسة علشان يجهزوا فيهم لو حابين".

نظرت أحلام حولها بسعادة وهي تتطلع إلى فخامتها ووسعها، تاركة إياهم وسط حديثهم، ليعود إليها محمد قائلاً بنبرة سريعة:

-" أحلام، أقرب معاد وأنسب معاد يوم ٢٤ في الشهر، هيكون يوم خميس".

توسعت أعينها بسعادة لتقول بنبرة لا تقل عن مظهرها:

-" دة حلو أوي، وهيكون Weekend كمان ".

ضحك محمد ليعود بنظره إلى الرجل، ليتم الإتفاق على كل شيء بينهما، حتى مر بعض البعض، ليخرج كلاً منهم من القاعة، ليزفر محمد براحة وهو يقول بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" أنا مش مصدق والله، كدة مبقاش فاضل أي حاجة".

أومأت احلام برأسها لتقول بنبرة سعيدة:

-" الحمدلله يا محمد، إحنا حظنا حلو أوي والله، والأمور الحمدلله متسهلة، يارب تفضل كل حاجة كدة لحد ميعاد الفرح".

أمسك محمد بكلتا يديها بين كفيه وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" كل حاجة هتكمل وهتبقى كويسة، مبقاش فاضل غير إننا نبقى في بيت واحد، وتبقي حرم الرائد القادم محمد عاصم".

ضحكت أحلام بسعادة لتقول بنبرة مرحة:

-" ماشي يا سيادة الرائد، هنروح علطول ولا ناوي نروح في حتة تاني؟".

ضيق محمد جفنيه وهو يُفكر، ليغمز بعينه قائلاً بنبرة مرحة:

-" أنا كدة كدة قولتلهم في الشغل إني رايح أشوف القاعة، تعالي بالمرة أخرجك ونقعد مع بعض".

أومأت له أحلام برأسها لتقول بنبرة سريعة:

-" طيب هنروح فين؟".

صعد كلاً منهم السيارة، لينظر لها محمد ثم عاد بنظره للطريق بعدما قام بتشغيل سيارته قائلاً بنبرة مرحة:

-" نفسي في شاورما، كان نفسي أظبط الفورمة قبل الفرح بس بصراحة لما بتبسط بجوع، وأنا مش قادر".

ضحكت أحلام لتقول بنبرة مُحبة:

-" ناكل شاورما من كرم الشام إللي عندنا، بس يارب ميكونش زحمة، وبعدين هتطلع معايا صح؟".

أومأ لها محمد برأسه وهو ينظر للطريق قائلاً بجدية:

-" أه هاشم أخوكي كلمني إمبارح هو والحج عابد".

أومأت له رأسها بهدوء وهي تبتسم بسعادة، لينظر لها محمد وهو يبتسم، حتى عاد بنظره للطريق ليقول بجدية:

-" شكلك كدة ناوية تخلينا ناخد مُخالفة".

أنتبهت له أحلام لتعقد حاجبيها بعدم فهم وهي تنظر له، ليعود بنظره إليها وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" أصلك تعديتي الحد المسموح من الجمال والحلاوة".

رفعت أحلام حاجبيها بدهشة لتضحك من بعد ذلك بشدة، شاركها هو الضحكات حتى أمسك بيدها بين كفه وكلاً منهم يشعر بسعادة غامرة.


عاد هاشم إلى المنزل، ليولج إليه بعدما قام يحيى بفتح الباب له، ليُعانق كتفه وهو يتجه نحو الداخل يُلقي عليهم السلام، ردوا عليه جميعهم السلام، لينظر له عابد مُتسائلاً بجدية:

-" أنت كنت فين يا هاشم، من الصبح موبايلك مقفول ليه".

تنهد هاشم لينظر لهم قائلاً بنبرة هادئة:

-" كنت في مشوار، هطلع أريح شوية وبعدين هنزل المعرض".

أومأ له عابد برأسه، لتخرج إليه شادية من الداخل وهي تمسك بيدها علبة صغيرة قائلة بنبرة لينة:

-" خد يا حبيبي نايبك، وئام هي إللي جابتهولك".

إنتبه هاشم لوجود وئام تقف بعيداً عنهم نسبياً، لينظر لها مُبتسماً وهو يقول بنبرة مُحبة:

-" تسلم إيدك يا وئام، مكنش ليه لزوم تتعبي نفسك كدة".

نفت وئام برأسها وهي تبتسم بخجل، ليخرج إليهم كلاً من مالك وبلال حتى نظر هاشم إلى مالك بتعجُب وهو يتساءل بجدية:

-" أول مرة أنزل بدري وألاقيك صاحي قبل المغرب".

أستند مالك بذراعه على كتف بلال، لينظر لهم وهو يقول بجدية:

-" أنا كل يوم صاحي .. والسهرة صباحي .. ودموعي على خدي ".

كاد مالك أن يستكمل ليدفع بلال ذراعه عنه وهو يقول بنبرة حانقة:

-" يا أخي قرفتني ماشي ف ديلي من الصبح ولا كأني أمك".

ضحك مالك على مظهره، لينظر هاشم إلى بلال حتى أومأ بلال برأسه قليلاً ليذهبان بعيداً عنهم، حتى ولج كلاً منهم إلى غرفة مالك، ليغلق هاشم الباب من خلفه حتى ألتف لينظر له وهو يتساءل بجدية:

-" عملت إيه؟".

تنهد بلال بهدوء ليُجيب بنبرة هادئة قائلاً:

-" كلمت عادل وطلبت منه يجيب معلومات عنه هو وروضة، وهنزل أقابله انهاردة ".

عقد هاشم حاجبيه ليتساءل بجدية قائلاً:

-" وروضة مالها؟".

لوح بلال برأسه ليقول بجدية لا تقبل المزاح:

-" روضة إحتمال كبير يكون ليها يد في إللي حصل يا هاشم، وأنا لازم أتأكد ".

دار هاشم بأعينه في الفراغ، ليتنهد بلال قائلاً بنبرة هادئة:

-" كمان شوية هنزل أقابله وبعدين هعدي عليك في المعرض أقولك إللي حصل".

أومأ له هاشم برأسه، ليقول بنبرة هادئة:

-" متقلقش، خير إن شاء الله، خليك بس مع وئام ومتحسسهاش بحاجة".

أومأ له بلال برأسه بعدما تنهد بعمق، حتى كاد أن يذهب من أمامه، ليستوقفه هاشم قائلاً بنبرة هادئة:

-" معلش يا بلال لو لقيت رشاد قدامك برة قوله إني عايزه".

أومأ له بلال برأسه ليذهب من أمامه، حتى جلس هاشم على فراش مالك وهو يضع يده على رأسه.

بالمساء، تجهزت أفنان بعدما قامت بإرتداء فُستان من اللون الأزرق، وخُمار من اللون البيچ، لتلتقط حقيبتها وهي تخرج إليهم، حتى وجدت أمامها كلاً من زيد الذي كان يرتدي بِنطال من اللون الأبيض، وقميص جينز داكن اللون، لتبتسم له أفنان حتى أقتربت منهم بعدما جاءت رزان هي الأخرى مُرتدية بِنطال من اللون الأسود، وتيشرت واسع من اللون البيچ، وحجاب من اللون الأسود.

نظروا لهم جميعهم، ليتحدث عابد الذي كان يجلس بجانب عُمران قائلاً بنبرة هادئة:

-" متأخرهمش يا زيد، وخليكم في وسط البلد بلاش تبعدوا علشان الوقت ميسرقكمش والمترو يقفل".

أومأ له زيد برأسه ليقول بنبرة مرحة:

-" حاضر يا عم عُبد، مش معقولة يكون معايا عروستين زي دول وأمشي بيهم لوقت متأخر بردوا".

ضحك عابد وهو ينظر إلى شادية التي كانت تُطالع مظهر كلاً من أفنان وزيد، ليلوح رأسه بعدم فائدة، حتى نهض عُمران ليقترب من زيد، حتى توقف معه بعيداً قليلاً ليتساءل بجدية:

-" معاك فلوس؟".

أومأ زيد برأسه ليقول بنبرة مرحة:

-" متقلقش يا حج معايا، مشروع الكتاكيت بدأ يعمل شغل".

ضحك عُمران، ليومىء له برأسه حتى ذهب من أمامه، ليحك زيد جانب أنفه وهو ينظر إلى ساعة هاتفه، حتى ألتف لهم مرة أخرى ليأخذ كلاً منهم حتى ذهبوا من أمامهم.

هبطوا إلى الأسفل ثلاثتهم، ليلتفت زيد ينظر لهم وهو يقول بنبرة مرحة:

-" هنروح فين؟ تيجوا نروح دريم بارك؟".

توسعت أعين أفنان بصدمة لتقول بنبرة مضطربة:

-" لا لا دريم بارك إيه بابا قال منبعدش عن هنا، تقول دريم بارك".

ضحكت رزان لتقول بنبرة ساخرة:

-" وأنتِ فاكرة أن زيد هيسمع كلام حد؟ مش بعيد يسفرنا أسكندرية ويرجعنا تاني".

رفع زيد كتفيه ليقول بنبرة مرحة:

-" أنا معاكم في أي حاجة، شوفوا نفسكم تروحوا فين ونروح، ملكوش دعوة بكلام حد".

نظرت كلاً من أفنان ورزان إلى بعضهم البعض، لتصمت أفنان وهي تشعر بالتوتر، حتى تحدثت رزان قائلة بنبرة مُحمسة:

-" نروح الزمالك".

أمتعضت معالم وجه زيد ليقول بنبرة حانقة:

-" زمالك إيه؟ هنعمل إيه فيها".

تهكمت ملامح وجه رزان، لينظر زيد إلى افنان قائلاً بنبرة مرحة:

-" ما تسمعينا صوتك يا لوزة، قولي هنروح فين".

وضعت رزان يديها في خصرها وهي تقول بنبرة حانقة:

-" يا سلام؟ وأشمعنى بقى هي تسألها وأنا لا؟ دة أنا حتى أختك".

غمز زيد بعينه ليقول بنبرة خبيثة:

-" أنتِ أختي أه بس هي حاجة تانية".

إبتسمت أفنان دون أن يلاحظ أحداً، لتتحرك من أمامهم وهي تقول بنبرة سريعة تخفي خجلها:

-" خلاص تعالوا يلا عرفت هنروح فين".

نظر زيد إلى رزان وهي تغمز له بعينها، ليضحك زيد حتى أقترب ليُعانق كتفها وهم يذهبان ثلاثتهم معاً.


كان الجميع مُنشغل بالحديث في الخارج، حتى نهض مالك من وسطهم، ليلوج إلى غرفته، قام بإرتداء أحد الجواكيت، ليقوم بفتحها حتى أقترب من فراشه، ليرفعه قليلاً يُخرج منه بعض الاشياء المُخبئة به، كذلك خزانته، وإحدى أدراج مكتبه، ليأخذ كل تلك الأشياء، حتى قام بوضعها بأحدى جيوب جاكيته، ووضع يده فوقهم لكي لا يظهر أي شيء، ثم خرج من الغرفة، ليتجه نحو باب المنزل مُباشرةً دون أن يراه أحد.

هبط إلى الشارع، ليسير بطريقٍ ما، حتى وصل إلى أحدى المناطق المقطوعة، ليقوم بإخراج تلك الأشياء من جيب جاكيته، حتى نظر لهم قليلاً وهو يُلقيهم بأحدى الأركان، ليقترب منهم حتى قام بأخذ ورقة من الأرض، ليُخرج قداحة من جيب بنطاله، ثم قام بإشعال تلك الورقة، ليضعها فوق تلك الأشياء التي قام بوضعها على الأرض، ليبتعد قليلاً وهو يتنهد براحة بعدما رأى النيران المُشتعلة وسط تلك المُخدرات، ليبتلع ريقه وهو مازال يشعُر بالضيق أثر ما كان يفعله.

مازال يشعُر باللوم على نفسه، ولكنه أومأ برأسه وكأنه يُقنع نفسه بأنه قد فعل الصواب أخيراً، لينتظر القليل من الوقت، حتى أقترب ليقوم بردم تلك النيران بالتُراب من جانبه، لينفض يديه من بعد ذلك، حتى ذهب في طريقه.


كان كلاً من زيد وأفنان ورزان يجلسان معاً أمام إحدى المحلات المُخصصة لعمل المأكولات الشعبية، نظرت رزان للأجواء من حولها لتعود بنظرها إلى أفنان مُتسائلة بجدية:

-" يعني بذمتك أنتِ كدة مبسوطة؟".

أومأت افنان برأسها عدة مرات وهي تقول بنبرة سعيدة:

-" والله عليه شوية سندوتشات هتاكلي صوابعك وراها، بالذات الحواوشي، جربي ومش هتندمي".

عقدت رزان ذراعيها بضيق، لتنظر لهم قائلة بنبرة صارمة:

-" ماشي .. بس بعد كدة هنروح عند العبد، جايلي نفس أكل أيس كريم".

أومأ لها زيد برأسه ليقول بنبرة لينة:

-" عيوني، مش هروحكم النهاردة غير وأنتوا محققين أحلامكم، اللي على قد إمكانياتي طبعاً".

ضحكت كلاً منهم، لتلتقط رزان هاتفها وهي تقول بنبرة مُحمسة:

-" طيب يلا تعالوا ناخد صورة مع بعض".

رفعت رزان هاتفها، ليُعانق زيد الجالس من جانبها كتفها، ومن أمامهم أفنان التي أقتربت قليلاً لتظهر معهم، حتى أنتهوا من إلتقاط الصورة، لتُعطي رزان الهاتف إلى أفنان قائلة بنبرة مرحة:

-" خدي يا أفنان صورينا صورة وهو ربنا هاديه ومش قالب علينا كدة، دي معجزة أنه بيضحك".

ضحك زيد وهو ينظر لها، لتأخذ منها أفنان الهاتف وهي تبتسم، حتى قامت بإلتقاط بعض الصور لهم وسط مرح رزان وهي تأخذ معه الصورة مُلتصقة به وتقبله من وجنته، لتأخذ الهاتف من بعد ذلك تُطالع الصور وهي تقول بنبرة خبيثة:

-" علشان لو واحدة فكرت تبصله كدة أعرفهم إني مسيطرة، والله هبقى أحلى عمتو حرباية".

لوحت أفنان رأسها بعدم فائدة أثر كلماتها التي تعمدت إظهار غيظها، لترفع رزان رأسها تنظر إلى أفنان بعدما نجحت بإستفزازها، لتُحمحم قائلة بنبرة خبيثة:

-" تعالي يا أفنان يلا علشان أصورك مع زيد".

أرتبكت أفنان لتقول بنبرة مضطربة:

-" لا مش هينفع ".

رفعت رزان حاجبيها لتقول بنبرة حانقة:

-" وهو أنا بقولك تعالي أقعدي جنبه، أنا هاخدلكم صورة مع بعض أنتوا بس أسندوا على الترابيزة".

نظرت أفنان إلى رزان بخجل، ليتحدث زيد قائلاً بجدية:

-" خلاص يا رزان سيبيها على راحتها".

ضربت رزان بيدها على الطاولة قائلة بنبرة غاضبة خافتة:

-" لا بقولكم إيه هتتصوروا يعني هتتصوروا، يلا محدش ضامن الصور الجاية هتبقى أمتى".

رمقها زيد بحِدة، لتبتعد رزان قليلاً وهي ترفع الهاتف تقوم بتصويرهم، حتى أقتربت أفنان لتستند بيدها على الطاولة، كذلك زيد الذي أستند بذراعه، ليبتسم كلاً منهم حتى ألتقطت لهم الصورة.

وصل بلال إلى أحد الكافيهات، ليجد أمامه صديقه عادل، قام بمعانقته ليتحدث عادل قائلاً بنبرة مرحة:

-" والله الواحد نفسه يتجوز علشان يتسحل كدة والواحد ميشفهوش".

ضحك بلال ليجلس أمامه وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" ياعم ربنا يكرمك، أنت لو عايز تتجوز هتتجوز على فكرة، بس أنت إللي عاجبك حالك كدة".

لوح عادل بيده ليقوم بإخراج سيجارة يقوم بإشعالها وهو يقول بنبرة غير مُبالية:

-" وأنا أتجوز ليه وأتعب دماغي ليه، ونكد وعيال ومصاريف وليلة، ما أنا عايش ملك أهو ناقصني إيه؟".

لوح بلال رأسه بعدم فائدة وهو يضحك، لينفث عادل دُخان سيجارته حتى أعتدل لينظر له وهو يقول بجدية:

-" سيبك مني دلوقتي، أنا عرفتلك شوية حاجات عن الواد والبت إللي كلمتني عنهم دول".

ضيق بلال عينيه ليقول بنبرة ساخرة:

-" مادام أتحولت كدة يبقى لقيت بلوة، أشجيني".

أخرج عادل سيجارته من فمه، لينظر إليه قائلاً بجدية:

-" علي محمد عبد الحميد، المفروض أنه سافر السعودية من خمس سنين علشان يشتغل هناك مُدرس كيميا في مدرسة خاصة، بس مكملش فيها، نزل من ٣ سنين مصر علشان يتجوز ومرجعش تاني، قاعد في الهرم حالياً وبيشتغل مدرس إعدادي في شوية سناتر تحت السلم، حتى ملهوش إسم في أي مدرسة من ساعة ما نزل".

كان بلال يستمع إليه بإنصات، ليتنهد عادل بعمق وهو يعود بنظره إلى بلال قائلاً بجدية:

-" روضة دي بقى، ملقيتش وراها حاجة، كل الحكاية أنها بتشتغل مُرشدة سياحية وبتتنقل ما بين كل شركة سياحة والتانية شوية، بس على قد حالها بردوا، ومفيش أي علاقة ما بينهم".

وضع بلال يديه على رأسه بحيرة، ليعتدل عادل في جلسته وهو يقول بجدية:

-" بس في حاجة متأكد أنها هتفيدك".

أنتبه له بلال لينظر له مُنتظراً إستكمال حديثه، ولكن عادل غمز له بعينه ليقول بنبرة مرحة:

-" بس مش قبل ما ترسيني على الحوار، علشان أعرف أساعدك".

أمتعضت معالم وجه بلال ليقول بنبرة حانقة:

-" لو ليك عند ...".

كاد بلال أن يستكمل حديثه ليستوقفه عادل قائلاً بجدية مُزيفة:

-" لا بقولك إيه، أنا جايلك بالبوكس، وبنكش علشان أخد أي حد في طريقي وأنا راجع"

ضحك بلال رغماً عنه وهو يضع يده على رأسه بقلة حيلة، ليتنهد عادل قائلاً بنبرة هادئة:

-" أحكي يا بلال، علشان أنا عارف أن الحوار كبير ومش هتعرف تحله لوحدك".

رفع بلال رأسه ينظر له، ولم يأخذ وقتاً طويلاً بالتفكير، فهو صديق طفولته، وأكثر من يثقوا به عائلة نجم بأكملها أثر معرفة العائلتين ببعضهم البعض، ليبدأ بسرد جميع ما حدث عليه، لينتهي بعد مرور دقائق وهو يقول بنبرة تائهة أظهرت ضيقه وحزنه:

-" بس مش هينفع تعرف ولا تُدرك حاجة زي دي يا عادل، أنا مش هقدر أدخل بيها محاكم ولا أخليها تشهد ولا كل الكلام دة، مش هينفع".

كان عادل يستمع إليه بأعين متوسعة أثر دهشته، ليضحك بسخرية وهو يقول بعدم تصديق:

-" يا ولاد اللزينة، دول لعبوها صح".

نظر بلال إلى عادل بضيق، ليعود عادل بنظره إليه وهو يعقد حاجبيه متسائلاً بجدية من وسط إبتسامته الساخرة:

-" أنت إزاي شاكك في البت دي؟ المفروض تتأكد من أنها ورا الحوار دة".

عقد بلال حاجبيه بعدم فهم، ليتنهد عادل قائلاً بجدية:

-" أنت زي ما قولت هي أكبر منها بسنتين، وكانت بتبقى موجودة معاهم أغلب الوقت، يعني أكيد الواد دة كان متفق معاها، هي في الوقت دة كانت تقريباً أولى ثانوي يعني ١٥، ١٦ سنة، مش صغيرة يا بلال وعارفة هي بتعمل إيه، ويمكن كان في غيرة ما بينهم ف علشان كدة عملت الحوار دة في مراتك، دة غير أن هي إللي جت قالتلك على إللي حصل قبل الفرح، علشان تخليك تسيب مراتك ومش بس تسيبها بهدوء لا دة أنت تفضحها، وغير الكلام إللي قالته لمراتك وإللي أختلف لما جت تقولك نفسه، وأكيد غيرهم كتير بس مراتك مقالتش علشان أنت مسألتش".

نفى بلال برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" ومش ناوي أعرف حاجة أكتر من كدة، مش عايز أجيبلها سيرتها تاني، عايزها تنسى كل حاجة عنها".

تنهد عادل ليقول بجدية:

-" الحوار مش سهل يعدي عليها يا بلال، حتى لو هي غير مُدركة للي بيحصل حواليها بشكل كامل، بس هي فاهمة وعارفة كل حاجة، ولو أتكلمت معاها في إللي حصل هتفهمك، إللي مانعها تفهم أنها كانت متخدرة".

إبتلع بلال ريقه ليعتدل في جلسته بلهفة وهو يقول بنبرة سريعة:

-" لا أنا مش هقولها حاجة يا عادل مش هفهمها حاجة عن إللي حصلها، أنا بقولك إللي معجزني وإللي مخليني خايف هو أن لما حقها ييجي هي ممكن تعرف، وأنا مش عايزها تعرف، عايز أخد حقها بالقانون أه بس في نفس الوقت مدخلهاش في الموضوع".

بلل عادل طرف شفته وهو يُفكر مُضيقاً جفنيه، ليلوح برأسه أثناء قوله بنبرة خبيثة:

-" متقلقش، حل الموضوع دة عندي وهيخلص من غير مشاكل".

ليقوم بإخراج هاتفه من بعد ذلك، حتى قام بفتحه على صورةٍ ما، ليعرضها أمام بلال قائلاً بجدية:

-" تعرف الغزال دة؟".

نظر بلال للصورة، ليعقد حاجبيه بتعجُب، حتى عاد بنظره إلى عادل قائلاً بنبرة مُتعجبة:

-" دي ولاء، أخت مراتي، أنت جبت صورتها منين؟".

إبتسم عادل بخُبث وهو يضع هاتفه في جيب جاكيته مرة أخرى، ليغمز بعينه وهو يقول بنبرة ماكرة:

-" مش قولتلك هيخلص من غير مشاكل ".

Continue Reading

You'll Also Like

286K 8.1K 137
"𝑻𝒉𝒆𝒓𝒆'𝒔 𝒓𝒆𝒂𝒍𝒍𝒚 𝒏𝒐 𝒘𝒂𝒚 𝒐𝒇 𝒘𝒊𝒏𝒏𝒊𝒏𝒈 𝒊𝒇 𝒊𝒏 𝒕𝒉𝒆𝒊𝒓 𝒆𝒚𝒆𝒔 𝒚𝒐𝒖'𝒍𝒍 𝒂𝒍𝒘𝒂𝒚𝒔 𝒃𝒆 𝒂 𝒅𝒖𝒎𝒃 𝒃𝒍𝒐𝒏𝒅𝒆."
13.3K 919 27
Uni+zgi ငါက တခြားသူတွေအတွက်ဆို နတ်ဆိုးတစ်ကောင်ဖြစ်ချင်ဖြစ်မယ် မင်းအတွက် ဆို ငါကဖြူစင်ရိုးသာချင်ယုံလေးပါ ငါတကယ်ချစ်ခဲ့တာ မင်းသိစရာမှမလိုခဲ့တာ ...
88.6K 2.3K 33
A little AU where Lucifer and Alastor secretly loves eachother and doesn't tell anyone about it, and also Alastor has a secret identity no one else k...
58K 136 17
My wlw thoughts Men DNI 🚫 If you don't like these stories just block don't report