قلب مُغلق للصيانة / كاملة

Von FatmaSultan947

1.2M 134K 18.9K

رواية اجتماعية رومانسية💜 شعبية💜😍 Mehr

اقتباس《١》
اتنشن💜
اقتباس 《٢》
المقدمة
هام..
الفصل الأول
تلخيص الشخصيات
الفصل الثاني
الفصل الثالث
مساء الخير يا جماعة
النشر في فترة الامتحانات💜
الفصل الرابع
اقتباس من الفصول القادمة
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
هام
الفصل التاسع
عيد أضحى مبارك💜
الفصل العاشر
هام❤
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
صباح الخير🤍
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
مساء الخير
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
وحشتوني جدا
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
مهم
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
مهم جدا
الفصل الثلاثون
هام جدا
الفصل الحادي والثلاثون
مساء الخير اتنشن بليز🤍
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
مساء الخير يا حلوياتي
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
هام
الفصل السابع والثلاثون
تحديث مهم
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
هام
وحشتوني هام جدا
أخر تحديث...
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
تث تث
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل الخامس والأربعون
الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون
الفصل الخمسون
الفصل الحادي والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
مهم جدا💜
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والخمسون
الفصل السابع والخمسون
الفصل الثامن والخمسون
مهم
الفصل التاسع والخمسون
الفصل الستون
الفصل الحادي والستون
الفصل الثاني والستون
الفصل الثالث والستون
مساءكم لذيذ🥹🩷
الفصل الرابع والستون
الفصل الخامس والستون
اقتباس من الفصل القادم
رواية كاملة هدية اهم من الفصل يا حلويات❤️
الفصل السادس والستون
الفصل السابع والستون
الفصل الثامن والستون
الفصل التاسع والستون
الفصل السبعون
الفصل الحادي والسبعون
الفصل الثاني والسبعون
الفصل الثالث والسبعون
الفصل الرابع والسبعون
الفصل الخامس والسبعون
الفصل السادس والسبعون
مساء الخير.
الفصل السابع والسبعون
الفصل الثامن والسبعون
الفصل التاسع والسبعون
الفصل الثمانون
الفصل الحادي والثمانون
الفصل الثاني والثمانون
الفصل الثالث والثمانون
الفصل الرابع والثمانون
الفصل الخامس والثمانون
الفصل السادس والثمانون
الفصل السابع والثمانون
الفصل الثامن والثمانون
الفصل التاسع والثمانون
الفصل التسعون
الفصل الحادي والتسعون
الفصل الثاني والتسعون
الفصل الثالث والتسعون
الفصل الرابع والتسعون
مساء الخير.
الفصل الخامس والتسعون -الأخير-
تنوية هام
مهم🩷..
الخاتمة -الجزء الأول-
مهم
الخاتمة -الجزء الثاني-
تحديث🩷
الخاتمة -الجزء الثالث-
الخاتمة-الجزء الرابع-
الخاتمة -الجزء الخامس-
اقتباس من الرواية الجديدة
غلاف الرواية الجديدة🥹🩷
الاقتباس (١) من الرواية الجديدة (الغير مشتركة)
هام
موعد نشر الرواية الجديدة.
رواية ديجور الهوى روايتي الجديدة🩷
هام جدا🩷🩷
هام لمتابعي قلب مغلق للصيانة
مشهد خاص / قلب مغلق للصيانة
هام لمتابعي الرواية
مشاهد خاصة لابطال الرواية

الخاتمة -الجزء السادس والأخير-

10.9K 1.1K 421
Von FatmaSultan947

عايزة أقول إني لو ملقتش الواتباد هنج من كتر الفوت والكومنتات اللي فيها ريفيوهات عن الرواية (رأيكم يعني) هزعل وأجيب ناس تزعل⚠️⚠️😡😡

وياريت كمان تعملوا فوت على الفصول اللي فاتت كلها وتشوفوا لغايت أخر كلمة مكتوبة في الجزء ده....
__________

الجزء السادس والأخير من #الخاتمة
#قلب_مغلق_للصيانة
بقلم #fatma_taha_sultan
-فلمّا أرادَ اللهُ لِقَلبي أن يتورّد؛ أرسلَك-
___________

اذكروا الله
دعواتكم لأهلكم في غزة..

__________

تنوية⚠️⚠️

للتوضيح  قبل بداية الخاتمة ذكرت أن أجزاء الخاتمة كلها تعتبر خاتمة واحدة بس متقسمة وقولت أكتر من مرة أن مش شرط كل خاتمة يظهر كل الأبطال فيها لأنهم بيكونوا ظهروا في جزء تاني من الخاتمة برضو لأن أجزاء الخاتمة مش فصول منفصلة لا دي متصلة ببعض مش شرط كل خاتمة كلهم يظهروا.

__________

‏شعرنا معاً بأُلفة عميقة لا يمكن التنبؤ بامتداد جذورها.
#مقتبسة

أن يكون لك بيت في صدر أحدهُم " هذا هو الحب " فيأتيك شَخص في لحظة غير متوقعة يكون دخوله
هادئًا وحنونًا لحياتِك يُصبح ملاذًا لك ومكانًا تستريح فيه من تعبِك يفهُمك يُدرك صمتِك يلمَح من نبرتِك تعبَك
ولا تهون عليه يُصبح نِصفك، كُلك تصبحان معًا في كلمة أنا لأنكَ هو، لأنهُ أنت فما الحب إلا رزق فلا تستعجلوه ولا تتصنعوه🩷
#مقتبسة

كُل الحُب يأتي عابراً إلا حُبكَ إستوطَنَ قلبي فما كان حُبًا من النظرة الأولى بقدر ما كانت طمأنينة من الدرجة الأولى مثل أن ينظر المرء إلى شيء ويستريح به.
#مقتبسة

- ‏"نعم أنا أحببتُك بإفراط للحد الذي شعرت به أنني لا أصلح لأحدٍ غيرك وبأن الحُب الذي في صدري خُلق لك وحدك وأنني سأبقى مقيدًا بك حتى أفنى."
#مقتبسة

___________

تقف وسط عائلتها وأصدقائها...
وبعض المتابعين التي أستطاعت أن تحصدهم من منشوراتها وكتاباتها على مواقع التواصل الإجتماعي..

بينما على أحدى الجوانب كانت تقف يقين تحمل راشد النائم بين ذراعيها الذي يبلع من العمر عامين تقريبًا، وبجانبها يقف ظافر.

تحدث ظافر في ضيقٍ فهو لم يتعهد الذهاب إلى تلك الأماكن:
-بقا على أخر الزمن ظافر يروح معرض كتاب.

لكزته يقين في خفة وقالت بنبرة ساخرة:
-وطي صوتك وافرض وشك ده يوم مهم بالنسبة لشاهندة وبعدين هو أحنا جايبينك كبارية؟!

غمغم ظافر بمرحٍ:
-ياريته كان كبارية مكنتش زعلت.

ثم قال بجدية:
- هاتي راشد أشيله شوية علشان متتعبيش.

حمله ظافر وقام بتغطيته بالشال التي كانت تضعه يقين عليه...

بعد مرور وقت كان قد أقترب موعد الرحيل، دنت شاهندة من ظافر ويقين وخلفها والدتها (ليلى)..

تمتمت شاهندة في امتنان وهي توجه الحديث لهما:
-شكرا على وجودكم النهاردة معايا بجد مش عارفة اقولكم أيه؟!..

عقبت يقين على حديثها في نبرة لطيفة فهي أحبتها وأحبت والدتها تحديدًا بعد أن علمت ظروفهما خلال فترة زواجها من ظافر:
-مفيش شكر ولا حاجة ليما أحنا اهل وبعدين أحنا كنا فرحانين بيكي جدًا، مش كده يا ظافر؟!.

قالت كلماتها الأخيرة في صوتٍ عالي حتى تصل إلى زوجها الحبيب، فبعد وقت من أستيقاظ الصغير أخذ ظافر يمرح معه وتناول الطعام ثم كان على وشك النوم  هو والصغير معًا تلك المرة.....

تحدث ظافر في لهجة مؤكدة لحديث زوجته:
-أيوة طبعا فرحانين بيكي، وبعدين ما تكتبي قصة حياتي يا شاهندة، هتلاقي قصة أعمق من حياتي فين؟!.

لمعت عيناها وقالت في جدية وعفوية شديدة:
-على فكرة أنا كنت بفكر في كده فعلا.

غمغمت يقين في حرج وانزعاج وهي تنظر له نظرة قاتلة:
-ده ظافر بيهزر...

قاطعها ظافر في جدية شديدة:
-مين قالك إني بهزر، هي هتلاقي أحسن مننا قصة تكتبها فين؟! دي هتبقى تريند، بصي مش بهزر أكتبي الرواية الجاية قصتي أنا ويقين بس غيري الاسماء وضيفي أنتِ بقا الحاجات بتاعت الكُتاب دي علشان لو اتشهرت أوي محدش ياخد باله.

قالت شاهندة بحماس:
-ده أنا كنت بفكر أسميها يقين الحوت، ممكن لو هنغير الأسماء نخلي يقين ده يعبر عن صفة مش الإسم تعبير مجازي يعني.

غمغم ظافر في نبرة مرحة:
-حلو الاسم أوي ومعبر هي فعلا يقين الحوت اللي جت متأخر...

ثم تغيرت نبرته وأسترسل حديثه في نبرة جادة:
-لا مش حلو  الاسم مفيهوش خصوصية تعود ليا، فكري في اسم تاني.

-خلاص ماشي هفكر وأقولكم.

تحدثت يقين في عدم تصديق:
-أنا مش مصدقاك يا ظافر أنتَ بتتكلم بجد؟!.

عقب ظافر على حديث يقين في حبٍ:
-أيوة بتكلم بجد وبيه لا الكاتبة وموجودة وأحنا موجودين.

تمتمت يقين في نبرة مرحة:
-كل رواية ليها نهاية احنا لسه مش عارفين النهاية فين؟!.

ترك قُبلة على رأسها وهو يقول بكل جدية مشيرًا إلى شاهندة:
-الكاتبة بقا هي اللي هتتخيل نهاية تليق بينا بس متأكد أن النهاية خير ان شاء الله.

هتفت ليلى في نبرة حنونة فهي تدرك جيدًا أن وجود ظافر وزوجته في حياة شاهندة جعلها تتخطى الكثير والكثير الآن هي مطمئنة لو أتى أجلها سيكون هناك من يقف بجانب ابنتها:
-ربنا يخليكم لبعض يا ابني.

___________

أخذ  متولي (صينية) متواجد بها الارز والحساء، والدجاج التي قامت علا بطهيه اليوم، فهو كل يوم بعد أن تنتهي زوجته من إعداد الطعام يأخذ منه ويذهب إلى شقيقه القابع في شقته يأبى الخروج منها أو تناول الطعام معهم رغم عرض متولي الأمر عليه أكثر من مرة.

قرع الجرس ففتح له عبد الكريم في هيئة شاحبة وغاضبة، وكأنه قد تخطى الثمانين من عمره، نحف جسده وبشدة....

لم يعقب عبد الكريم بشيء فهو أعتاد هذا المشهد منذ أشهر طويلة وهو عطف شقيقه عليه بالطعام وغيره...

فولج إلى الشقة ودخل بعده متولي الذي سعل بقوة وهو يترك الطعام على الطاولة أثناء رؤيته لشقيقه الذي جلس على الأريكة يستكمل تدخينه لأرجيلته الحبيبة التي أصبحت مواساته الوحيدة.....

غمغم متولي بعد أن شعر بالاختناق:
-أيه يا عبد الكريم المدخنة اللي أنتَ عاملها دي؟!.

لم يجد منه رد فتوجه هو صوب الشرفة والنوافذ يقوم بفتحهما، ثم عاد مرة أخرى إلى شقيقه متمتمًا:
-وأخرتها أيه يا عبد الكريم؟!  هتفضل حابس نفسك لغايت أمته في البيت كده؟!.

أردف عبد الكريم بعد أن سحب نفس من الأرجيلة المتواجدة أمامه:
-هي دي النهاية يا متولي، نهايتها جت وبعدين هنزل أعمل أيه يعني؟!! ولا ورايا أشغال ولا غيره.

-لا طبعا مفيش الكلام ده، أنتَ المفروض تقف على رجلك، وتحاول تصلح كل اللي فات.

تحدث عبد الكريم في كبرياء:
-اللي فات مش محتاج يتصلح أنا معملتش حاجة، يعني أنا الشيطان وحليمة هي الملاك اللي بنتها شايلاها على كفوف الراحة؟! وبعدين على ايدك ياخويا أنا روحت كذا مرة لست حليمة هانم وهي مش عايزة ترجع ليا، أيه هبوس رجلها في داهية بقا أنا مش هقل من كرامتي على أخر الزمن، أي حد مش عايزني مش هعوزه.

ثم تحدث في نبرة مقهورة رغم تعاليه وإنكاره الشديد:
- أنا ولا عويل ولا غيره، أنا قاعد في شقتي معزز مُكرم وكل أول شهر بيدخلي اللي يكفيني، خليها هي قاعدة في شقة بنتها بكرا تقلب عليها ويتخانقوا وترجع زي الكلب تبوس رجلي إني أرجعها وأنا ساعتها مش هوافق.

أردف متولي في يأسٍ:
-يعني مفيش فايدة يا عبد الكريم؟!.

غمغم عبد الكريم مستنكرًا:
-بقولك أيه يا متولي أنتَ على عيني وعلى رأسي بس أنا مغلطتش في حق حد ولغايت أخر يوم في عمري هقولها، هما اللي اتبطروا على النعمة، أنا مقدر اللي بتعمله معايا وانك واقف جنبي بس صدقني أنا معملتش حاجة علشان أحس بالذنب، الذنب ذنبهم هما إذا كان فادي ولا شيماء، أنا بدعي عليهم بالخراب علشان يعرفوا اللي هما عملوا في أبوهم أيه وظلموه ازاي.

-يعني أنتَ مظلمتش يا عبد الكريم؟!.

قال عبد الكريم في تهكم وهو يعدد له ما فعله معهم:
-لا مظلمتش يا متولي، ولا ظلمت شيماء واديها  مبسوطة في جوازتها اللي أنا السبب فيها أما فادي البت اللي اختارها جوزتها ليه، خسرني القائمة وكل حاجة أنا جايبها له وقولت مش مشكلة وفي الاخر معجبتش، أما حليمة أنا مش أول ولا أخر راجل يتجوز على مراته وبعد خططها واللي كانت بتعمله كان طبيعي أصدق أنها تعمل كده مع سهيلة.

أردف متولي في نبرة ساخرة:
-مفيش فايدة فيك يا عبد الكريم، هو العمر فيه كام سنة علشان نقعد نكابر ده احنا بقينا جدود وكبرنا، أنتَ غلطت في حق عيالك من قبل جواز شيماء ولا حتى جوازة فادي بلاش تكدب على نفسك أكتر من كده.

غمغم عبد الكريم حاسمًا الأمر بغيظٍ شديد لا يريد الاعتراف بأنه يشعر بوحدة مميتة:
-أنا قولت اللي عندي يا متولي لو هتفضل على الاسطوانة الحمضانة دي تبقى عايز تقطع علاقتك أنتَ كمان بيا، متفتحتش المواضيع دي تاني، أنا اصلا كل ما بسمع سيرتهم بتعكنن أكتر

نظر له متولي...
فهو لا يفهم إلى متى سيظل يكابر ولن يعترف بغلطه؟!.
ألا يشعر بالوحدة الحالكة التي باتت تحتل عالمه وحياته؟!.
هذا أبشع عقاب من الممكن أن يحدث لشخص، خسر العائلة، خسر الأموال، خسر كل شيء ومازال يحتفظ بغروره اللعين رافضًا طلب السماح والمغفرة أو التوسل لأي شخص...

____________

يجلس على الأريكة وابنته عهد البالغة من العمر ثلاثة أعوام تقريبًا بين أحضانه، اليوم عطلة من عمله، ولم تذهب شيماء بدورها إلى المخبز حتى تجلس معها ورُبما لشعورها ببعض الإرهاق فهي تحمل طفلها الثاني بين أحشائها والذي أتضح جنسه بأنه (ذكر) في شهرها الرابع....

أتت شيماء من المطبخ وهي ممسكة بالهاتف قد أتصلت مكالمة (فيديو) بوالدتها التي اشتاقت لهما كثيرًا وللصغيرة فمرت أشهر على أخر زيارة لهما لمصر...

فباتت حليمة تجلس في شقتهما ويرسل لها علام وشيماء كل شهر نقود تستطيع العيش بهما، وبدأت حليمة في عمل قنوات على مواقع التواصل الإجتماعي تقوم فيها بتنزيل وصفاتها حتى أنها باتت تطهو في المنزل وتستقبل طلبات على النت لتبيع طعامها المنزلي بعد تشجيع شيماء لها على تلك الخطوة ليس من أجل النقود ولكن حتى تشغل عقلها لأن العيش بمفردها صعب.....

وجهت شيماء الكاميرا ناحية علام التي تكن الصغيرة في حضنه ويتابع التلفاز..

تحدث علام معترضًا:
-أيه يابنتي أنتِ بتخضيني مرة واحدة ألاقيكي قصادي ولازقة الكاميرا في خلقتي.

غمغمت شيماء بهدوء:
-الله بقا يا علام وبعدين ماما عايزة تشوف عهد علشان وحشتها.

أشار علام ناحية الهاتف ملقيًا التحية على حليمة:
-أزيك يا حماتي عاملة أيه؟!.

أجابت حليمة عليه بهدوء:
-أنا الحمدلله يا ابني وحشتوني، أيه يا عهد نسيتي تيتا ولا أيه؟!.

قالت عهد وهي تشير لها:
-لا منستش بس اقفلي عايزة اشوف الكرتون.

أردفت حليمة في انزعاج ومرحٍ:
-شوفي البت وقلة أدبها ماشي، تعالي يا شيماء أكلمك أنتِ ولو عيطت ومهما قالت أنا مش هكلمها وتعالي علشان عايزة اقولك موضوع مهم.

ذهبت شيماء إلى الداخل...

《بعد وقت》

أنتهت المكالمة وبدأت شيماء هي وعلام، وطفلتهما في تناول الطعام.

بعدها أخذت عهد قيلولتها...

غمغمت شيماء بعد أن أنتهت من غسيل الصحون وأتت بمشروب زوجها المفضل (النسكافية) ثم جلست بجانبه ليتحدث علام في سخرية من عقله:
-شوفتي كل مرة بنسى.

سألته شيماء في استغراب:
-بتنسى أيه مش فاهمة؟!.

غمغم علام في توضيح:
-قولي لأمك تعمل باسبور وتجهز كل حاجة علشان قبل الولادة يكون كل حاجاتها جاهزة ونعرف نجيبها هنا، نسيت أقولها قبل ما تقفلي معاها.

هزت رأسها في حماس وفرحة حقيقية...
لا شك أن والدتها باتت مهمة في حياتها بشكل كبير، أصبحت العلاقة بينهما بعد تلك السنوات طبيعية، علاقة أم بابنتها ببساطة شديدة...

أردف علام في فضول لم يستطيع كبحه:
- موضوع أيه المهم ده اللي أمك عايزة تكلمك فيه؟!.

غمغمت شيماء في مشاغبة:
-خمن أنتَ علشان مش هتصدق.

كان أكثر أمر خيالي بالنسبة له هو ذلك
-هترجع لأبوكي؟!.

نظرت له بسخرية نافية مما جعله يعقب في ملل:
-قولي علطول يا شيماء بقا.

حاولت أن ترضي فضوله متمتمة:
-فادي كلمها امبارح، والنهاردة كمان أتصل بيها وخلى مراته تكلمها وهي فرحانة أوى لأنها حاسة يعني أن فادي بدأ يحن ليها، اينعم الكلام بينهم تقليدي جدًا بيتصل يقولها عاملة أيه وخلاص بس هي شايفة أنها خطوة كويسة وفرحانة أوي.

ابتسم علام لها...
كان فادي قد بدأ في الخضوع إلى جلسات نفسية طويلة ومرهقة بمساعدة شروق كان يستمد منها الدعم النفسي طوال تلك المدة وتحملت هي تقلباته النفسية وأحيانًا رغبته في عدم الاستمرار وبعدها يعود مرة أخرى مجمعًا شتات نفسه محاولًا التعافي كانت رحلة طويلة ومازالت مستمرة.....

غمغم علام بهدوء وهو يحتضنها:
-كويس دي أخبار كويسة وكمان في اخبار كويسة تانية أنتِ مش واخده بالك منها عهد نايمة، تفتكري ده معناه أيه؟!.

قاطعته شيماء في مرحٍ ومشاغبة:
-معناه أنك تشرب النسكافية علشان هيبرد.

قال في نبرة رجولية مرحة وهو يأخذها في أحضانه أكثر:
-ده اللي أنا قصدي عليه برضو.

تركت قُبلة على وجنتيه وهي تحتضنه بحب:
-أنا بحبك يا علام.

ترك قُبلة على رأسها بحنان وهو يقول:
-وأنا بحبك يا شيماء.

______________

بعد مرور عام أخر...

《حفل التخرج》

يا لها من كلمة لم يظن عثمان أن يصل لها بعد تلك السنوات وبعد الصعوبات التي واجهته طوال عمره، والالتزامات التي زادت على عاتقه بعد زواجه كأي شاب ولكنه كان صبور جدًا....

شاكرًا إلى أبعد حد..

أصرت نهال عليه من جانب لحضور هذا الحفل، ومن جانب أخر أصر عليه ظافر، هو يستحق الاحتفال به، هذا ليش شيء ليس لديه قيمة -كما يخبرهم - تحديدًا بأنه بات في هذا العمر....

كان يتواجد في الحفل معه نهال، وعم راضي، وجدته سمية التي كانت سعيدة جدًا هذا الزهايمر لم يقض على قلبها ولا استطاع أن يجعلها تفقد الشعور بفرحته فمازال القلب يحمل الحب والعطاء رغمًا عن أنف المرض، وكان معهم رفيق دربه ظافر.

كان يرتدي روبه الأسود والقبعة، وتجلس ابنته الصغيرة في أحضان والدتها وهي ترتدي روب أسود وقبعة تناسب عمرها فقامت نهال بالذهاب إلى شخصٍ ما يقوم بتفصيله من أجلها، بات عمرها الآن ثلاثة أعوام وعدة أشهر....

هتفت سمية وهي تميل على ظافر الذي يجلس بجانبها:
-هو الواد فينه، وبعدين أيه السواد ده كله؟!  ده حفل تخرج ولا عزاء المفروض يخلوا اللون أبيض بدل النكد وقفلة النفس دي.

أردف ظافر في نبرة مرحة:
-عندك حق والله بس هنقول أيه عالم مبتفهمش يا سوسو، عثمان واقف ورا ناحية السلم أهو في الطابور.

أنهى حديثه وهو يشير على عثمان...

فحاولت سمية النظر ولكنها لم تستطيع فأمسك ظافر النظارة الطبية المعلقة في عنقها وأخذ يمسحها بمنديل ورقي وجعلها ترتديها لتضح الرؤية قليلًا..

بينما على المقعد المجاور كانت نهال تهبط من عيناها دموع لم تستطيع كبحها مشاعرها فياضة اليوم جدًا، لقد فعلها حبيبها كما يستطيع إنجاز كل المهمات التي تقع على عاتقه دومًا....

غمغم راضي في هدوء:
-جرا أيه يا نهال هتفضلي تعيطي كده؟!.

-فرحانة بيه أوي وفخورة بيه جدًا يا عمو، عثمان يستاهل كل الخير.

غمغم راضي في نبرة ذات معنى:
-ما تقوليله الكلام ده قصاد الناس كلها وبنتكم في حضنك.

ضيقت نهال عيناها وهي تتحدث:
-مش فاهمة؟!.

أبتسم لها راضي وقال في نبرة خافتة:
-لو عندك كلمة وقت تكريمه قومي قولي لمنظم الحفلة أنك عايزة تقوليله حاجة الكل بيعمل كده عادي شوفتها في حفلة تخرج الواد نوح، فرحيه وعرفيه قد أيه أنتِ فخورة بيه أكيد الكلام ده هيفرق معاه جدًا...

لمعت عيناها رغم شعورها بالخجل إلا أن الفكرة كانت جيدة جدًا بالنسبة لها؛ وبالفعل تركت ابنتها على المقعد بجانب عم راضي تأكل بعض المقرمشات...

ثم ذهبت نهال تسأل عن منظم الحفلة لتخبره بأنها تريد التحدث بكلمة وقت إستلام زوجها الشهادة ليأخذ اسمها ويخبرها عن الموعد المحدد التي تأتي فيه إلى المنصة.....

وبدأ التكريم، اسم تلو الأخر حتى أتى اسم عثمان ليستلم الشهادة الخاصة به من (الدكتور)، وما أن كاد يهبط على الدرج سمع صوت صغيرته المتحمس والصغير من (المايك) فكلماتها تخرج منها بصعوبة بعد أن أخذت نهال والجميع يخبرها بما يجب عليها قوله...

-ألف مبروك يا بابا، بابا أجمل خريج.

أستدار عثمان بجسده مندهشًا وكذلك الجميع نظروا بفرحة وابتسامة رُسمت على شفتيهم تلقائيًا من رؤية الصغيرة بهيئتها فهي ترتدي مثلهم وخصلاتها مصففة بعناية بين أحضان والدتها والقبعة تغطي جبهتها كلها لتقوم نهال بتعديل وضعها..

بدأت نهال في الحديث متمتمة:
- عايزة أقول مبروك ليكم كلكم، وربنا يوفقكم في حياتكم ومن نجاح لنجاح.

أبتلعت نهال ريقها وأسترسلت حديثها والجميع يسمعها بإنصات:
-حقيقي أنا قررت فجأة إني أطلع أتكلم، كلامي مش مرتب أوى فأعذروني يعني، أنا عايزة أقول لعثمان ألف مبروك، ألف مبروك من كل قلبي مش علشان أنتَ أتخرجت وبس عشان أنا فخورة بيك لأنك في كل مرة من ساعة ما عرفتك وأنتَ قد المسؤولية، من ساعة ما عرفتك وأنا عمري ما شكيت للحظة أنك مش هتكون هنا دلوقتي، شكرا لأنك مخذلتنيش ودايما ثقتي فيك في محلها.

أستكملت حديثها بكل حبٍ:
-أنتَ عندك إرادة وثقة ويقين في ربنا يُدرسوا، وأنا كنت محظوظة من ساعة ما دخلت حياتي.

قاطعتها عائشة في نبرة طفولية وابتسامة لطيفة:
-بحبك يا بابا.

أقترب عثمان منهما وأحتضنهما تحت التصفيق الحار من الجميع..

وهنا تحدثت سمية وهي توجه حديثها إلى ظافر المتأثر مما يحدث:
-الحمدلله دعواتي له استجابت وربنا كرمه، بس برضو حتى في الزحمة بيحب النسوان معرفش هيتقي ربنا امته، وبعدين هي مين البت اللي بتتكلم وصدعتني دي، أنا اللي فخورة بحفيدي مش هي.

ضيق ظافر عيناه وتحدث:
-دي مراته.

هزت سمية رأسها نافية:
-متصدقش الواد ده، هتلاقيه بيمثل علشان يقولي عايز أتجوزها رسمي وبيعي الكِردان يا سمية وأنا مش هبيعه، أصلك متعرفش الكِردان ده أيه بالنسبالي.

تحدث ظافر في نبرة مرحة:
-ياست الكل هو أنتِ اي حاجة بتنسيها إلا الكِردان ده؟! وبعدين أنا حفظت القصة والله كل ما بتشوفيني بتقوليها.

-هو أنتَ كمان حاطط عينك عليه؟! كلكم طمعانين فيا محدش جنبي إلا علشان حاجة هو عاوزها.

ثم جحظت بعيناها لتسأله في دهشة:
-هو أنتَ بتكلمني ليه؟! أنتَ مين أصلا وعمال ترغي معايا بصفتك أيه؟! أنتَ بتتحرش بيا؟!.

ضيق ظافر عيناه وهو يتمالك نفسه بصعوبة قبل أن يرفع يده ويجعلها ترى (الدبلة) المتواجدة في اصبعه:
-لا والله أنا راجل محترم ومتجوز ومعملش حاجة.

-أتقي الله في مراتك طيب.
قالتها بجدية شديدة وهي ترى عثمان يقترب منهما  وطفلته الصغيرة بين ذراعيه ونهال تسير بجانبه.

أردفت سمية دون أن تنهض من مكانها فبات السير دون عكاز ودون شخص يسندها من الجانب الأخر صعب جدًا..

-ألف مبروك يا حبيبي، من نجاح لنجاح.

أقترب منها عثمان بعد أن أنزل صغيرته من أحضانه وهبط برأسه تاركًا قُبلة على كف يدها:
-الله يبارك فيكي يا حبيبتي.

قالت سمية في تأثر والدموع هبطت من ملتقيها:
-أبوك لو كان عايش كان هيفرح بيك أوي يا ابني.

أخذها في أحضانه، فمنذ بداية اليوم كانت عقلها كان بها قليلاً وكأن قلبها هو من طغى على مرض عقلها وأجبرها على التذكر والشعور به.

فهمسا وهي تتحدث في أذنيه:
-الواد اللي قاعد جنبي ده بيعاكسني.

تحدث عثمان بجدية وهو يوجه حديثه إلى ظافر:
- الثأر ولا العار ده لازم يصلح غلطته فورًا.

غمغم ظافر في نبرة مرحة:
-انا مستعد أصلح غلطتي عادي، الشرع محلل أربعة.

أردفت نهال في خبثٍ:
-أه لو في حد هنا يا عم راضي سمعه.

قال راضي بنبرة مرحة:
-الكلام مش بفلوس يا نهال يا بنتي.

قالت سمية وهي ترفع عكازها وكانت على وشك ضرب نهال ليتلتقطه عثمان في سرعة من أمره، ليسمعها تقول:
-وأنتِ مالك أنتِ يا حرباية بتبوظي الجوازة ليه؟!.

غمغم ظافر في غرور:
-عليا الطلب أعمل ايه بس سيبك منهم يا سمية، وبعدين أنا ضعيف قدام سمية دي قصة حب بقالها فوق السبع سنين، أما انتم صحيح أعداء الحب.

ضحك الجميع وهنا تحدث راضي في حنان وهو يوجه حديثه إلى عثمان:
-ألف مبارك يا عثمان يا ابني، من نجاح لنجاح، والله فرحتي بيك متتوصفش النهاردة.

غمغم عثمان في امتنان وهو يحتضن عم راضي:
-وجودك في حياتي كان سبب من ضمن الأسباب أني أكون هنا النهاردة.

ثم وجه حديثه للجميع حينما أبتعد عنه:
-أنتم كنتم عيلتي بجد وعملتوا معايا كتير كأنكم من دمي، ربنا يعلم غلاوتكم في قلبي أصلا كل حاجة عثمان وصل ليها أو عملها كنتم سبب فيها ربنا يخليكم ليا...

___________

بعد مرور ثلاثة أيام تقريبًا...

نهضت يقين من نومها فتحسست الفراش بجانبها وجدته فارغ، ثم نظرت على الساعة المُعلقة على الحائط لا تظن أنه هبط في هذا الوقت...

خرجت من الغرفة بعد أن تفقدت صغيرها محمد الموضوع في فراشه ومازال نائمًا، لتذهب إلى الغرفة المجاورة لتتفقد راشد لتجده نائمًا أيضًا..

وكادت تتوجه صوب غرفة المعيشة فتظن أنه أستيقظ، وقبل خروجها من الرواق شعرت بصوت حركة في المطبخ ورائحة شيئًا تنبعث منه...

فولجت لتجد مطبخ أخر غير التي تركته ليلة أمس هي ونهال التي صعدت وقامت بمساعدتها في تحضير الطعام من أجل الدعوة التي دعاها ظافر لعائلته وعائلة يقين وصديقه عثمان وزوجته، وبعدها سوف يبدأ حفل مولد راشد الثالث...

نظرت يقين على الموقد وهي تقف خلفه ولم يشعر بها حتى الآن:
-هي الجريل بتعمل أيه على النار؟!.

أستدار ظافر لها قائلا في قلقٍ:
-كنت بعمل فيها بيض أومليت أيه جعان عايز افطر.

تحدثت يقين وهي تحاول أن تتمالك نفسها قدر المُستطاع وهي تجد الفوضى تعم في المطبخ من أجل تحضير فطور؟!!.

-هو البيض بيتعمل في الجريل؟!.

عقب ظافر تعقيب تلقائي وعفوي:
-لونها عجبني وبعدين هي اللي كانت في وشي أنا لسه هدور على طاسة.

سألته يقين وهي تكز على أسنانها:
-مصحتنيش ليه أعملك فطار أنا زي كل يوم.

وضع يده على كتفها قائلا في نبرة حنونة لا تتناسب تمامًا مع الفوضى التي أحدثها في المطبخ:
-محبتش أتعبك يا حبيبتي امبارح طول اليوم بتحضري للعزومة وكمان تعبانة مع الولاد اقوم أنا بكل بجاحة أصحيكي من النوم علشان تعملي فطار؟!! ده حتى يبقى عيب عليا، أنا قولت أحضر ليكي فطار وتصحى على الفطار لما اخلصه..

سألته يقين في نبرة مسرحية:
-هو أنتَ متأكد يا ظافر أنك قاصد تريحني بالمواعين والجريل والبهدلة دي وقشر البطاطس اللي نصه على الارض ونصه على الرخامة ده؟!.

أخذت تشير على الفوضى الذي أحدثها مما جعله ينظر لها وهي تقوم بإحصاء ما فعله فتحدث في نبرة جادة:
-هو دلوقتي لو بصيتي على الشكل العام هتحسي أنه لا لكن لو تعمقتي في الموضوع وبصيتي لجوهره هتعرفي أن قصدي أريحك طب حتى أفتحي قلبي كده هتعرفي الحقيقة كلها، بلاش تبصي على المظاهر خليكي في الجوهر.

بعد كل نقاش بينهما ينهيه بتلك الطريقة...
تكن في حيرة من أمرها هل تغفر لها أم تثبت على موقفها؟!..

تنتهي الاختيارات وهو يهبط برأسه ويترك قُبلة على رأسها يلحقها بقُبلة على شفتيها قائلا:
-يلا نفطر مع بعض.

هتفت يقين ساخرة:
-يلا علشان أنا فعلا متشوقة أدوق طعم البيض في الجريل أحلى ولا الطاسة؟!.

تصنع ظافر الجدية وهو يخبرها:
-انصحك بعد كده متعمليش بيض غير في الجريل الطعم بيروح في حتة تانية يا يقين صدقيني.

حاوطت عنقه وهي تقول بنبرة لم يدري ماهيتها:
-أنا اللي هوديك في حتة تانية يا ظافر لو شوفتك في المطبخ تاني وعامل المنظر ده.

حاوط خصرها متمتمًا بهدوء:
-أنهى حتة بالظبط يمكن يعجبني الموضوع..

قاطعهم صوت بكاء صغيرها "محمد" الذي على ما يبدو قد أستيقظ مما جعل ظافر يتحدث مستنكرًا:
-أنا عايز أفهم هو بينام امته ده مبيلحقش، ايه نازل صاحي من بطنك...

___________

في المساء..
أرتدت يقين فستان من اللون الأسود وحجاب به ألوان مزركشة ومختلفة موضوعة بجانب الأسود، كانت تتجهز وتراقب في الوقت نفسه صغيرها محمد البالغ من العمر ستة أشهر...

دخل ظافر إلى الغرفة ليأتي من خلفها محاوطًا أياها، لتسأله:
-راشد فين؟!.

ترك قُبلة على وجنتيها متمتمًا:
-برا مع بابا وطنط علا وندى.

غمغمت يقين في استغراب وهي تضيق عيناها:
-أيه دا هما جم أمته؟!.

-بقالهم شوية أنتِ مسمعتيش صوت الباب ولا أيه؟!.

هزت يقين رأسها في نفي وقالت في إرهاق:
-كان أستاذ محمد بيأخد شاور وبعدها نام ولبست علطول محستش بحاجة.

أستدارت يقين ليحاوط خصرها قائلا في اشتياق ولهفة:
-حاسس أن المفروض نسافر يومين مع بعض لوحدنا بس انا وأنتِ.

ضحكت يقين وهي تقول في نبرة مرحة:
- لوحدنا ازاي شكلك نسيت يا ظافر أن معانا نفرين كمان.

ضيق عيناه متمتمًا في دهشة مداعبًا أنفها بأنفه:
-هما جم أمته دول؟!.

ثم قال بمرحٍ:
-ممكن يعني نشوف أي صرفة.

-هتشوف صرفة لمين؟! لواحد عنده ثلاث سنين وواحد عنده ست شهور؟! مين هيتحملهم غيرنا يا أستاذ ظافر، وبعدين أنا مقدرش أبعد عنهم.

غمغم ظافر في نبرة متهكمة:
-أنا غلطان أنتِ لا تستحقي العروض الثمينة اللي من النوع ده، أنا ممكن أسافر مع صحابي.

أردفت يقين وهي تترك قُبلة على أحدى وجنتيه:
-لا هتسافر معانا أحنا التلاتة..

ضيق عيناه وتصنع التفكير:
-خلاص متتحايليش عليا أكتر من كده علشان هتصعبي عليا وهتجبر أسافر معاكم علشان أنا قلبي كبير.

قالت يقين وهي تعدل من وضع ياقة قميصه:
-مش علشان قلبك كبير علشان أنتَ معندكش أي خيار تاني يا حبيبي.

أبتسم لها ثم ترك قُبلة على رأسها متمتمًا في دهشة مختلطًا بهيام:
-مش عارف الوقت بيعدي أزاي يا يقين، خلتيني أعيش أيام جميلة أوي مكنتش متوقع أني ممكن أوصل ليها.

لتعترف يقين بأن عائلتها تمدح بها طوال الوقت، أصدقائها، الكثير والكثير ولكنها تحب طريقته حينما يخبرها بأنها غيرت حياته للأفضل تحب كونه يعيش أيامه السعيدة معها، تعشق دلاله وحبها لها....

-ربنا يخلينا لبعض يا ظافر.

تمتم ظافر في حبٍ:
-اللهم أمين، في حاجة عايز أقولك عليها من ضمن الأسباب اللي خليتني أعوز أتجوزك.

سألته يقين في فضول:
-أيه هي؟!.
أبتسم لها وهو يتحدث في نبرة هامسة لا تصل إلى أحد سواها، كلمات تخرج من قلبه قبل فمه:
-علشان أنتِ ناعمة جدًا طريقتك حنينة لدرجة أن خليتني اعوز أخدك في حضني وأنام لوقت طويل أوي، كأن السكينة والحنان والعلاج من كل اللي عدى هيكون في حضنك وبين أيدك بس وده فعلا حصل، خلال الوقت اللي فات ده لما كنت بقول بيتي بيجي في بالي أنتِ مش البيت كمكان لا الأمان بيكي أنتِ.

أبتسمت له وهبطت دمعة من عيناها لتحضنه بحب ويضمها بعشق شديد يود لو لا يخرجها من بين أحضانه للأبد......

بعد ثلاث دقائق تقريبًا مرت وهي في أحضانه أبتعدت عنه ووجهت حديثها له قائلة في انتباه....

-واضح أننا نسينا حاجة مهمة جدًا، أن أهلك برا.

شدد على خصرها وهو يجذبها إلى صدره أكثر متحدثًا في مشاغبة:
-دول صحاب بيت يعني.

كانت تفك حصار يده عن خصرها متمتمة في دلال:
-يلا يا ظافر..

غمغم ظافر بحبٍ:
-طيب ينفع أقولك إني بحبك يا أم راشد؟!.

ضحكت وهي تقول:
-وأنا بموت فيك يا ظافر اللي هيفضل دول عمره ظافر.

ابتسم لها ثم غمغم بغرور شديد:
-شوفتي مستواكي أتحسن في اللغة العربية ازاي؟!.

_____________

بعد مرور ساعتين تقريبًا كانت الأغلبية من العائلتين قد أتت، وكذلك نهال أما عثمان أخبرها بأنه سيأتي بعد قليل...

أما دنيا كانت تجلس في الشرفة فهي أتت من المستشفى حديثًا برفقة صادق الذي مر عليها وأخذها من مكان عملها..

دخل صادق إلى الشرفة بعد أن قامت شقيقته بتحضير القهوة لزوجته، ووضعها أمامها على الطاولة وجلس أمامها:
-أيه يا دكتور هتنامي وأنتِ قاعدة، زوجك العزيز عمل ليكي القهو علشان تفوقي شوية

أبتسمت له دنيا وغمغمت بأعين ناعسة:
-تعبت نفسك يا صادق.

غمغم صادق في نبرة مرحة:
-تعبت جدًا بصراحة وأنا واقف جنب يقين وهي بتعمل القهوة.

ثم أسترسل حديثه في نبرة جادة:
-متقلقيش ساعة ونمشي هما عارفين أنك تعبانة ومطبقة في الشغل كان المفروض تروحي أصلا.

قاطعته دنيا في لُطفٍ:
-أنا مقدرش مجيش عيد ميلاد راشد باشا.

ابتسم لها...

فمر ما يقارب ثلاثة سنوات على زواجهم، الحياة بينهما كانت رائعة كلاهما نصف الأخر، يعاونها في المنزل مقدرًا إنشغالها في العمل في بعض الأوقات، وهي تفعل قصارى جهدها من أجل ألا تشعره بأنها مشغولة عنه، أسعد أيامهما الحقيقية حينما تأتي إجازة نهاية الاسبوع لصادق وتتوافق أجازتها معه...

قررا تأجيل الإنجاب في السنوات الأولى من زواجهم من أجل ثبوتها في العمل، ومن أجل أن يقوم صادق بإنهاء أقساطه و (الجمعيات) وكل المسؤوليات التي كانت تتواجد على عاتقه من أجل أستكمال زواجه منها...

لذلك وجد صادق ودنيا بأن هذا هو أنسب حل وأن يتحلى بالصبر وتهيئة أمورهما قبل التفكير في إنجاب طفل....

وبالفعل في الفترة الأخيرة بدأت دنيا في النقاش معه في الأمر وأخبرها انهما في أقرب وقت سيذهبا للطبيب من أجل الحصول على طفل تحديدًا بعد إستقرار أمورهما...

أردف صادق بحنان فهي حبيبته التي نُقش حبها في قلبه منذ الصغر ولم تتغير مكانتها في قلبه ولم تأتي من تستحوذ عليه غيرها:
-خلاص ساعة كده ونمشي، أشربي القهوة يمكن تفوقك.

《 بعد وقت في الخارج》
يجلس ظافر على المقعد وبين يديه صغيره محمد يقوم بالعبث في اللعبة التي أعطتها له والدته...

بينما على الأريكة تجلس يقين بين نوح ونهال فكُتب عليهما سماع شكاوي نوح من مروة، صادق ودنيا أستأذنا بالذهاب بعد وقت من الجلوس أما علا ولجت إلى الداخل لتقضى فرضها، ومتولي وراضي يجلسون في الشرفة ليلعبا (الطاولة) سويًا فالعلاقة بينهما أصبحت قوية وجيدة جدًا، سحر وعثمان لم يأتوا بعد...

أما ليلى وشاهندة كانوا في الإسكندرية وتعذر عليهما الحضور وبدأت شاهندة بكتابة قصة ظافر ومازالت تشعر في الحيرة في العنوان...

كانت ندى تمارس الأمومة وأنها فتاة ناضجة وكبيرة على أكمل وجه مع (عائشة) و (راشد) في أحدى الجوانب وهي تلعب معهما...

كان ذلك كله بعد تناول الغداء مع الجميع على مائدة واحدة، وتقطيع الكعكة الأولى وفي أنتظار الباقي لتقطيع الكعكة الثانية وكان هذا تعقيب مرح من ظافر لأنه يريد أرضاء جميع الأطراف فمازال هناك الجيران وبعض الأشخاص الذي قام ظافر بدعوتهما سيأتوا.

أردف نوح في نفاذ صبر:
-ما أنتم لازم تشوفوا ليا حل أنا بقولكم أهو، أبوها ده لازم يفهم أن من حقي اقعد مع خطيبتي وأشوفها أكتر من كده ده يدوبك بشوفها مرتين في الشهر حتى النهاردة قولت فرصة أشوفها في العيد ميلاد، سافروا البلد يوم الخميس شكل أنا اللي حظي نحس، مش عارفة منشفها عليا ليه على أساس بنته بتدي حد فرصة يتنفس.

تمت خطبة نوح ومروة منذ ثلاثة أشهر تقريبًا....
في أجواء عائلية بسيطة بعد معارضة والد مروة فهو لم يجد في نوح المقومات المادية العالية التي تجعله يقبل به، فهو يريد مستوى أفضل لابنته، ولكن بعد ضغط زوجته وابنته لأول مرة وجلوسه مع العم راضي الذي يُحبه ويحترمه قرر القُبول معتمدًا على أنه شاب ذو خُلق وفي بداية حياته المهنية..

قبل أن يخرج تعقيب من يقين أو نهال كانت هناك ضحكات تخرج من ظافر وهو يقول بمرح ويداعب وجنتي صغيره محمد:
-يا أخي أنا بحب دائرة الحياة، بحب دورانها أوي، أبو مروة ده جدع وراجل ومحتاج أتعرف عليه أكتر.

كز نوح على أسنانه مما جعله يهتف في ضيقٍ متذمرًا كطفل صغير:
-شايفة جوزك يا يقين؟!.

هتفت يقين في توتر وهي تنظر إلى ظافر بأن يكف عن استخدام تلك الطريقة:
-ظافر بيهزر.

نفى ظافر ذلك وهو يقول بكل جدية:
-لا مش بهزر، هو حرام أظهر إعجابي بالراجل، ده بيغير على أهل بيته وماشي تبع ضوابط الخطوبة الصح، وبعدين جرا أيه يا أخ نوح مالها الضوابط هو السنين نستهالك ولا أيه، كان المفروض كنت عملت حساب الزمن لما يدور.

أسترسل ظافر حديثه:
-الراجل ده يحتاج تحية وتقدير علشان بيأخد بثأري وانا معجب بيه.

رغمًا عن أنف يقين ضحكت وهي تنظر إلى نهال التي لم يكن وضعها مختلف عنها مما جعل نوح يهتف في انفعال:
-أضحكوا اضحكوا أنا غلطان إني بتكلم معاكم ما اللي ايده في المياة مش زي اللي إيده في النار.

ثم وجه حديثه إلى ظافر متمتمًا:
-وبعدين أحنا كنا بنعزمك كل أسبوع غير أنك كنت بتنزل معاها علشان تجهزوا الشقة ومكنتش بعمل معاك ربع اللي أبو مروة بيعمله واللي مروة نفسها بتعمله معايا.

غمغم ظافر في خبثٍ:
-طبعا يا نوح أنا عارف ده وبعدين هانت كلها سنتين ونص وتتجوز، لو حسبنا السنة فيها ١٢ شهر بتشوفها في الشهر مرتين يعني في السنة أربعة وعشرين مرة، وأربعة وعشرين مرة كمان، على ١٢ مرة يبقى ستين، والله الراجل أبو مروة ده متساهل معاك جدًا محتاج حد يخليه يلتزم أكتر بالضوابط.

قال نوح في تذمر طفولي:
-يقين لو جوزك مبطلش تريقة أنا هقوم أمشي.

تحدث ظافر وهو يحاول السيطرة على ضحكاته قدر المُستطاع:
-خلاص يا سيدي متزعلش نفسك، أحنا نعمل حفلة نص سنة، نص عيد ميلاد لمحمد ونعزم مروة علشان خاطرك لما ترجع من البلد.

أستطرد نوح في مرحٍ هو الأخر:
-شوفي بالرغم من أننا مش على وفاق بس ساعات جوزك بيقول حاجات تحترم، صراحة فكرة أويدها وبشدة...

_______________

-ألو يا حبيبتي.

أتاها صوت صغيرتها من الهاتف قائلة بحماس:
-أنا عند ظافر ويقين روحت مع جدو أنتِ هتيجي أمته؟!.

عقبت سحر على حديث صغيرتها بهدوء:
-شوية وجاية.

غمغمت صغيرتها بصوت منخفض حتى لا يسمعها من حولها:
-تعالي قبل ما نقطع التورتة التانية، وهاتي هدية راشد من البيت علشان أنا نسيتها جدو أستعجلني.

تمتمت سحر في نبرة هادئة حتى تبث الطمأنينة في قلب صغيرتها:
-حاضر متقلقيش هخلص بدري وهجيب الهدية وأجي، أنتِ العبي واستمتعي ومتشليش هم حاجة يا قلبي.

-ماشي يا ماما باي.

-باي.

أنهت سحر المكالمة مع صغيرتها..
وأستكملت عملها على الحاسوب الموجود أمامها، فبعد دخول صغيرتها إلى المدرسة بشكل رسمي بحثت عن عمل متوافر فيه مواعيد تناسب صغيرتها وألا يأخذ يومها كله...

في النهاية هي لا تريد أن تجني أموال هي تريد أن تشغل يومها في وجود صغيرتها في المدرسة......

أثناء انشغالها وجدت يد توضع بعض الملفات أمامها على المكتب فرفعت رأسها لترفض ذلك الأمر وأنها سوف تستكمل العمل غدًا فهي لا تريد أن تتأخر على صغيرتها بسبب مزيد من الملفات التي تحتاج العمل وهذا سيجعلها تتأخر عن (عيد ميلاد راشد) وهذا سيجعل يقين تنزعج منها فتربطهما علاقة صداقة قوية خلال فترة زواجها  بظافر...

رفعت سحر رأسها من أجل الإعتذار بأنها سوف تستكمل غدًا لكن وجدت ما لم تتوقعه، بعد هذه السنوات 《سعد》 يقف أمامها...

أخذت تحاول استيعاب الموقف أخر مرة سمعت اسمه تقريبًا منذ ثلاث سنوات حينما أخبرها متولي بأنه أبلغه برفضها لفكرة الزواج من وقتها قد تم إغلاق الأمر تمامًا فماذا يفعل هنا؟!...........

جلس سعد على المقعد المتواجد أمام مكتبها هاتفًا:
-أزيك يا سحر؟!.

أجابته في ثبات وهي تحاول استيعاب الموقف:
-الحمدلله، أنتَ بتعمل أيه هنا؟!.

عقب سعد بهدوء:
-جاي في شغل وعرفت أنك شغاله هنا فقولت أجي أسلم عليكي.

أي عمل أتى به إلى هنا؟! حديثه يحمل نوع من الصدفة التي لا تصدقها فهي غير منطقية بالنسبة لها ولكنها غمغمت في خفوت:
-الله يسلمك.

أردف سعد والابتسامة لا تفارق وجهه، أنتعش قلبه تدريجيًا بمجرد رؤيتها فهو قطع مسافة كبيرة من البحث من أجل الوصول إلى المكتب التي تعمل فيه، بعد إصراره الرهيب على صديقة مشتركة بينهم:
-ندى عاملة أيه؟!.

أجابت سحر على مضض:
-الحمدلله كويسة.

قال سعد في نبرة هادئة:
-دخلت المدرسة؟!.

هزت سحر رأسها في إيجاب، مما جعله يهتف:
-ربنا يخليهالك يارب.

-يارب.

سألته سحر في نبرة عملية:
-شغل أيه بقا اللي جاي علشانه؟!.

أردف سعد في حرج محاولًا جعل نبرته طبيعية:
-يعني واخد ميعاد من رحيم هو هيخلص ليا الحاجة، بس بعتلي رسالة أن قدامه نص ساعة لسه ويجي، فقولت نتكلم شوية.

رفعت حاجبيها قائلة في استغراب:
-نتكلم في أيه؟! معتقدش في بينا كلام.

-هو أنتِ علطول كده؟.

ضيقت سحر عيناها وسألته في عدم فهم:
-علطول كده أيه يعني مش فاهمة؟!.

-مش بتريحي اللي قدامك.

كادت أن تتحدث وتردعه ولكنه أسترسل حديثه بطريقة تلقائية وكأن من أمامه قد تهتم لمشاعره:
-ليه مش عايزة تديني فرصة؟! كل مرة بحاول أخد خطوة تجاهك بتقفليها بالضبة والمفتاح، أخر مرة حاولت فيها كانت من ثلاث سنين تقريبًا لما روحت لخالك المعرض وساعتها بلغني برفضك، تعرفي إني عاندت نفسي ساعتها.

أبتلع ريقه وتحدث في ألم:
-خلال الثلاث سنين دول أنا خطبت مرتين وأديت نفسي فرص كتير أوي إني أتعرف على بنات زي ما قولتي ملهمش تجربة زبب ويكونوا متفرغين ليا بس أنا مرتحتش يا سحر ولا نسيتك.

عقبت سحر في ذهول مما تسمعه:
-أنتَ راجل غريب جدًا، معرفش مُصر توجع قلبك ليه، من ساعة ما شوفتني وأنا لغايت دلوقتي لابسة دبلة جوزي مقلعتهاش ده معرفكش أني استحالة اتجوز؟!! أكيد مش أنتَ الراجل الوحيد اللي فكر خلال السنين فيا بس مفيش حد مُصر يتعب نفسه زيك، نفس الكلام اللي قولته ليك من أربع سنين نفس الكلام اللي هقوله دلوقتي هو هو نفس الكلام اللي هقوله بعدين ولأي حد أنا مش هتجوز بعد رشاد، أرجوك متتعبش نفسك ولا تحاول أكتر من كده.

سألها في شجن:
-ليه مصممة أوي كده؟! ليه حتى مش عايزة تدي نفسك فرصة؟! هل ده علشان جد ندى وعمها مع إني فهمت منه أنه معندهمش مانع، مش معقول حد بطريقتك دي.

غمغمت سحر في وضوح:
-أنا ست كبيرة كفاية إني مخافش من حد ولا عمرهم هيكونوا سبب في إني متجوزش ولا أنا ذكرت ليك قبل كده أن المشكلة فيهم.

قال سعد محاولًا إقناعها حتى ولو بفرصة:
-هو أنتِ أول واحدة جوزها يتوفى يعني؟!! الحياة بتكمل ومحدش قالك أنك هتتخلي عن بنتك لما تتجوزي، بالعكس هتكون زي بنتي لو اديتيني فرصة.

نبرته متوسلة بشكل رهيب مما جعلها تتحدث في نبرة متوترة وحزينة:
-فعلا مش أول واحدة جوزها يموت والحياة بتكمل، بس أنا أتجوزت رشاد أنتَ متعرفهوش، بس أنا أعرفه هو يستاهل أحزن عمري كله عليه وأعيش لبنتي بس، مش هينفع يكون في حياتي أو حياة بنتي راجل غيره، هقولك للمرة الألف أنتَ راجل كويس وألف واحدة تتمناك فمتقعدش تصر على حاجة عمرها ما هتحصل وتحط أمل عليها، السنين عدت وأنتَ مصمم لسه.

قال سعد في نبرة رجولية وحب شديد يكنه لها وهو متأكد بأنها لا تدركه:
-مصمم علشان بحبك وعلشان عايز أتجوزك واديت نفسي فرص كتير، كان زماني اتجوزت وخلفت لو اللي جوايا مجرد تصميم لكن أنا حبيتك يا سحر وأنتِ مش قادرة تفهمي ده.

أبتلع ريقه وتحدث في نبرة جادة ولكنها مفعمة بالحب:
- أنتِ حرة أنك متقبليش تتجوزي تاني، بس أنا هفضل عندي أمل ومش هتقدري تضيعي الأمل ده مني مهما حاولتي هيفضل عندي أمل أنك تدي نفسك وتديني فرصة دي الحاجة الوحيدة اللي مش هتقدري تمنعيني منها ، عن أذنك..

أنهى حديثه ونهض ملتقطًا الملفات التي وضعها على المكتب، ووضعها على المكتب المجاور التي يتواجد عليه رحيم، ثم غادر المكتب بأكمله الذي كان شبه فارغ فالوقت قد تأخر عن مواعيد العمل من يتواجد هم الأقلية من العاملين في الغرفة المجاورة....

راقبته أثناء رحيله، لا تدري لما يعذب قلبه....
هي لن تكون له، ولما كل هذا التصميم؟!!!.....
ولما اليقين في أمر لن يحدث أبدًا في نظرها....

فالقلوب جميعها تحتاج للصيانة قد تفعل ذلك بمفردها؛ أو يأتي من يفعل ذلك بنفسه محطمًا كل الحصون حاملًا فرصة لن تعوض....

تمت بحمدالله.
فاطمة طه حسن"
الشهيرة بفاطمة سلطان...
أتمنى أن تكن الرحلة قد نالت استحسانكم...
البداية كانت مايو 2022..
نهاية الرواية يوم 19/11/2023
______

《كيف بدأت الرواية؟!.》

من المقدمة: القرار المبني على اليقين شاقّ ولكن إذا وقع الاختيار بين الحب، وبين العائلة والكرامة أيهما ستختار؟! في زمن كثرت به النفوس المريضة والضعيفة التي يسهل شراء كلمة الرجال ويقينها...
فالحكاية تبدأ بقلبٍ ظن أنه يبحر في الاتجاة الصحيح ولكن وجد ذاته دون بر يناسبه وحينما قرر الإبحار مرة أخرى وجد أنه قد أهُلك من كثرة رحلاته فأستقر في أول بر حتى ولو لم يكن مرساه..وعلى الجانب الآخر قلبٍ أفسده وعبث به نصف رجل..

________

في نهاية الخاتمة  أود أن أخبرك بأنك لم تكن الوحيد الذي مر ببلاء..
هناك من فقد شخص غالي عليه وأصبحت زيارة القبور هي مواساته...
هناك من تربى في عائلة لا تهتم لأمره، لتعلم بأنك لستُ الوحيد الذي أنفصل عن شريكه ومر بتجربة سيئة حطمت حياته وقلبه، لم تكن الوحيد الذي مر بكربٍ ظن أنه لن ينجو منه، لستُ الوحيد الذي مر بمشاكل نفسية لعدم حصوله على النتيجة المرجوة في دراسته، ولم تكن الوحيد أيضًا الذي عانى من ضائقة مادية..

تذكر دومًا بأنه هناك من أخذ نصيبه من المعاناة مثلك تمامًا والآن يعيش في نعيم العوض بعد رحلة طويلة مليئة بالرضا والتوبة...

قلوبنا مفعمة بالندوب يا عزيزي ومحمله بالثقال من ميت دون وداع، من مسافر بلا عودة، من قصة حب فاشلة... الكثير والكثير، تأكد أن جميع القلوب تحتاج إلى الصيانة وأنتَ أيضًا سوف يتم معالجة قلبك أعدك بذلك، وبطريقة لن تأتي في خاطرك مهما حاولت أو تمنيت...

[بلاش نقول النهاية لأن كل قلب فيكم له حكاية ودي كانت حكايات من الواقع وبعضها مقطتف من شخصيات حقيقية، ومتأكدة أن قصصكم مع العوض سواء حصلت أو لسه هتحصل أروع من اللي أتناقش هنا بكتير🩷]

دمتم بألف خير.

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

648 52 13
ظَنَّ أَنهُ نَجَا ، والقَدر ابتسم لهُ أخيرًا ، فُتِحت الأبواب المَسْدُودة وما عاد هُناك ظَلام ، وَبات النُور سَرْمَدِي في جَوفه ، تَجَالَدَ على ال...
2.7K 208 16
حواديت مجمعة كوميديا ....أكشن ...إثارة ... من الآخر ...مش هتندم أنك معانا 💙
81.3K 4.1K 26
نوڤيلا 2023 (حَرم السفاح) تأليف/علياء شعبان كاملة. ••••••••••••••••• "مُقدمة" أنا مُجرد فتاة كانت تعيش حياة هادئة هانئة إلى أن رأيته فتحول هدوء يومي...
2.7K 5 1
وتلعب بينا الحياة بطريقه غير سويه ولكن سيكون علينا ان نتحداها ونتحدى جميع الاختبارات وننجح ونفشل وننجح ونستقبل جميع اختباراتها بصدر رحب انقلب حياه فت...