الفصل التاسع والثلاثون

7.8K 1K 91
                                    

الفصل التاسع والثلاثون
من #قلب_مغلق_للصيانة
بقلم #fatma_taha_sultan

__________

اذكروا الله

___________

"‏كارثة حين يجتمع الصمت مع دقة الملاحظة."
- عبدالوهاب الرفاعي

"مشاعرُ الانسانِ قد تكونُ غيرَ معدودةٍ مثل حباتِ الرمالِ و قطراتِ المحيط."
- نيكولاي غوغول

__________

صنعت "حنان" الطعام، فقامت بجعل ظافر يتناول الطعام مع عثمان في الغرفة، ثم هبطوا إلى العزاء سويًا لاستقبال الناس في اليوم الثاني بينما متولي كان لا يريد أن يستيقظ رغم محاولاتهم الكثيرة ومحاولات ظافر نفسه وكأنه يهرب من الحقيقة ومن واقعه المؤلم بفقدانه عزيزه "رشاد"، وأخبرتهم "حنان" بأن يتركوا لها هذا الأمر، وجعلت "علا" تجلس مع حليمة لاستقبال النساء التي تأتي للقيام بواجب العزاء في فقيد العائلة.

ولجت "حنان" ووضعت الطعام على الطاولة، وقامت بفتح النافذة حتى يدخل الضوء إلى الغرفة، وأقتربت من الفراش لتجد متولي الدموع تهبط من عيناه في صمت مُريب، أردفت "حنان" في نبرة عذبة وهادئة:
-وحد الله.

مسح متولي دموعه بأنامله وأعتدل قليلا في جلسته، وغمغم في نبرة حزينة:
-لا إله إلا الله محمد رسول الله.

-عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.

قالت حنان ذلك ووجدته قاطع حديثها متمتمًا:
-هو ليه مش بيخلص، وليه مينفعش أهرب من الحِزن ده وكل حاجة ترجع زي الأول.

أردفت حنان في هدوء:
-هيخلص أول ما تؤمن بأنه هيخلص وهيعدي، وتؤمن بأن ربنا استحالة يخليك تمر بيه غير وهو عارف أنك هتعديه وهتكمل وهتقف على حيلك، المسألة مسألة إيمان.

هبطت دموعه وبشدة مغمغمًا:
-قلبي موجوع أوي يا بنتي، المرة دي مش زي أي مرة أوي متشبهش أي وجع مريت بيه، قلبي واجعني أوي.

كانت نبرته متألمة بحق فتحدثت حنان وهى تحاول مواساته:
-صدقني هيعدي والله هيعدي، وبعدين ربنا يبارك ليك في ظافر، وتقربوا من بعض وتعوضوا كل اللي فات وربنا يصبركم بقربكم من بعض، وبعدين أنا بنتك  وهفضل جنبك لغايت ما تقوم وتقف على رجليك تاني، لازم تأكل وتقف على حيلك تاني

تمتم متولي في نبرة حزينة:
-سحر جت من المستشفى؟!.

أجابته حنان محاوله إلا تشرح وضعها الصعب له وأن تختصر بعض التفاصيل بقدر الإمكان:
-اه جت ونامت في اوضتها، وندى مع قريبتها برا، هي بس تحت تأثير المهدئ مش أكتر فنامت ربنا يصبرها هي أول واحده خدت الصدمة برضو.

-ايه  الصوت ده؟!!
كان هذا  تعقيب متولي على تلك الأصوات العجيبة التى لم تكن سوى شهقات وفرحة حليمة برؤية شيماء والتى أخذتها في أحضانها،  ولاحظت حنان أيضًا الضجيج الذي يحدث في الخارج، وفي ذات ولجت علا إلى الغرفة في طريقة هجومية وتمتمت:
-علام جه هو وشيماء.

قلب مُغلق للصيانة / كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن