قلب مُغلق للصيانة / كاملة

By FatmaSultan947

1.2M 134K 18.9K

رواية اجتماعية رومانسية💜 شعبية💜😍 More

اقتباس《١》
اتنشن💜
اقتباس 《٢》
المقدمة
هام..
الفصل الأول
تلخيص الشخصيات
الفصل الثاني
الفصل الثالث
مساء الخير يا جماعة
النشر في فترة الامتحانات💜
الفصل الرابع
اقتباس من الفصول القادمة
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
هام
الفصل التاسع
عيد أضحى مبارك💜
الفصل العاشر
هام❤
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
صباح الخير🤍
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
مساء الخير
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
وحشتوني جدا
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
مهم
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
مهم جدا
الفصل الثلاثون
هام جدا
الفصل الحادي والثلاثون
مساء الخير اتنشن بليز🤍
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
مساء الخير يا حلوياتي
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
هام
الفصل السابع والثلاثون
تحديث مهم
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
هام
وحشتوني هام جدا
أخر تحديث...
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
تث تث
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل الخامس والأربعون
الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون
الفصل الخمسون
الفصل الحادي والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
مهم جدا💜
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والخمسون
الفصل السابع والخمسون
الفصل الثامن والخمسون
مهم
الفصل التاسع والخمسون
الفصل الستون
الفصل الحادي والستون
الفصل الثاني والستون
الفصل الثالث والستون
مساءكم لذيذ🥹🩷
الفصل الرابع والستون
الفصل الخامس والستون
اقتباس من الفصل القادم
رواية كاملة هدية اهم من الفصل يا حلويات❤️
الفصل السادس والستون
الفصل السابع والستون
الفصل الثامن والستون
الفصل التاسع والستون
الفصل السبعون
الفصل الحادي والسبعون
الفصل الثاني والسبعون
الفصل الثالث والسبعون
الفصل الرابع والسبعون
الفصل الخامس والسبعون
الفصل السادس والسبعون
مساء الخير.
الفصل السابع والسبعون
الفصل الثامن والسبعون
الفصل التاسع والسبعون
الفصل الثمانون
الفصل الحادي والثمانون
الفصل الثاني والثمانون
الفصل الثالث والثمانون
الفصل الرابع والثمانون
الفصل الخامس والثمانون
الفصل السادس والثمانون
الفصل السابع والثمانون
الفصل الثامن والثمانون
الفصل التاسع والثمانون
الفصل التسعون
الفصل الحادي والتسعون
الفصل الثاني والتسعون
الفصل الثالث والتسعون
الفصل الرابع والتسعون
مساء الخير.
الفصل الخامس والتسعون -الأخير-
تنوية هام
مهم🩷..
الخاتمة -الجزء الأول-
مهم
الخاتمة -الجزء الثاني-
تحديث🩷
الخاتمة -الجزء الثالث-
الخاتمة-الجزء الرابع-
الخاتمة -الجزء السادس والأخير-
اقتباس من الرواية الجديدة
غلاف الرواية الجديدة🥹🩷
الاقتباس (١) من الرواية الجديدة (الغير مشتركة)
هام
موعد نشر الرواية الجديدة.
رواية ديجور الهوى روايتي الجديدة🩷
هام جدا🩷🩷
هام لمتابعي قلب مغلق للصيانة
مشهد خاص / قلب مغلق للصيانة
هام لمتابعي الرواية
مشاهد خاصة لابطال الرواية

الخاتمة -الجزء الخامس-

8.5K 1.1K 154
By FatmaSultan947

حابة اقول أن الجزء الجاي هيكون السادس أو باسم النهاية لكن في كل الاحوال هو الأخير..

هينزل على يوم السبت أو الحد لو التفاعل حلو، لأن الرواية بيتابعها تقريبًا ٨٥٠ شخص بيعمل فوت بقالنا فترة بنوصل ل ٦٠٠ بطلوع الروح...

فأرجو مضايقنوش على أخر الرواية خلاص🫣
فياريت اللي معملش فوت على الأجزاء اللي فاتت أو الفصول يعمل🩷🩷

دمتم بألف خير...

__________

الجزء الخامس من #الخاتمة
#قلب_مغلق_للصيانة
بقلم #fatma_taha_sultan

__________

اذكروا الله
دعواتكم لأهلكم في غزة🩷

_________

أن تُعاملني كأنني كُل شيء بحثت عنهُ طوال حياتك، هذا هو نوع الحُب الذي أريد أن احتفظ بهِ للأبد.
#مقتبسة

وما الحُب إلّا لمن أختارنا في وسط الزّحام، لمن جعلنا استثناءًا، لمن قبضَ على أيدينا في الوقت الّذي أفلتها الجّميع، لمن كانَ سندًا لنا في عثراتنا، لمن شاركنا تيهنا ورُشدنا، لمن كان لنا في وقت الضّيق ملاذًا ومسكنًا، من شدّ على أيدينا كُلّما أوشكنا على السّقوط، لمن تقبّلنا بنقصنا وأحبّنا بعيوبنا، لمن جعلنا نُحب أنفسنا من حبّه لنا، لمن رأى الجّمال فينا حتّى ونحن في أسوأ حال، لمن تحمّل مزاجيّتنا المفرطة وشاركنا مشاكلنا وأحزاننا التّافهة أحيانًا، لمن كان لنا في وسط العتمة ضوء ينير لنا.
#مقتبسة

‏لا يُغريني العُنف، لكَن يُمكنني شن حربًا لأجلَك.
#مقتبسة

أُحب أن أراك سعيدًا وأُحب أن أحضر كل إنجازاتك وأُحب أن أستشعر كيف للأيام الحنونة أن تتتَالى عليك دون توقُف.
#مقتبسة

_____________

عاد متولي إلى المنزل بعد حديث طويل مع ظافر، كان يعلم أن زوجته (علا) ليست بالمنزل فهي ذهبت إلى زيارة ابنتها، لذلك قام بقرع الجرس ففتحت له ندى بهيئة عشوائية وخصلات مبعثرة تمامًا...

فمازالت بملابس الروضة، تحدث متولي في إبتسامة ترافقه عند رؤيته تلك الشقية فهو بالرغم من رغبته الشديدة لرؤية ابناء ظافر ستظل ندى الغالية على قلبه وتمتلك مكانة خاصة جدًا لن يصل لها أي شخص:
-أهلا يا جدو تعالي شوف بنت أختك دي علشان أنا عايزة أنام وهي مش عايزة تسيبني في حالي.

أنهت حديثها وجذبته من يدها ليدخل إلى الداخل وهي بالكاد تلتقط أصبعه بيد يدها وتمسكه بقوة كما لو أنه كان صديقها بينما سحر أتت من الداخل وفي يدها منشفة وملابس لها، فهي قامت بتحضير الحمام لصغيرتها...

هتف متولي في نبرة مشرقة فبعد سماعه إلى خبر حمل يقين بات يشعر بالسعادة الشديدة:
-مالك يابت يا سحر مضايقة ندى ليه؟!.

كانت ندى تقف بجانب جدها وملامحها أصبحت قوية بعد أن كانت على وشك البكاء أمام والدتها فقد أتى من يدللها ولا يخضع لأحكام والدتها..

غمغمت سحر بهدوء:
-والله أبدًا يا خالو وبعدين أنا اللي هضايق ندى دي تضايق بلد بحالها، كل الغارة دي علشان بقولها تخش تستحمى وتأخد دش قبل ما تنام.

قالت ندى في رفضٍ وتذمر:
-أنا مش عايزة أستحمى أنا استحميت أول امبارح، الجو ساقعة.

أردفت سحر في استنكار:
-سيبتك امبارح وخلاص خلصنا أنتِ ناوية تقعدي أسبوع ولا أيه لغايت ما يطلع ليكي ريحة؟!.

أقتربت ندى من جدها أكثر متمتمة في انزعاج:
-جدو أنتَ شامم ريحة وحشة فيا؟!.

هز رأسه نافيًا وهو يضحك مما جعلها تعقب في تذمر:
-أهو جدو مش شامم ريحة وحشة فيا، سبيني أنام بقا حرام عليكي.

هتف متولي وهو يداعب خصلاتها:
-خلاص يا سحر سبيها تنام وتستحمى لما تصحى.

أردفت سحر في تهكم:
-والله أنتَ طيب يا خالو فاكر أنها هترضى تستحمى لا هنخش في نفس الموال من تاني.

تمتم متولي مدافعًا عن الصغيرة:
-لا هي وعدت جدو أنها هتسحمى لما تصحى مش كده يا ندى؟!.

غمزت له وهي تهز رأسها في إيجاب ثم ركضت إلى غرفتها تحت صراخات سحر وهي تسير خلفها حتى تجعلها على الأقل تبدل ملابسها تلك الكسولة...

وبعد أن خلدت صغيرتها إلى النوم أغلقت المصباح ثم خرجت من الغرفة، لتجد متولي يجلس على الأريكة مما جعلها تستغرب؛ فهو ليس معتاد على ذلك...

فهي دائمًا من تصعد لهما حتى أنها أحيانًا تبيت معهم في نفس الشقة، ولكن ظنت بأن اليوم استثناء بسبب عدم وجود علا؛ رُبما أراد أن يجلس معهما اليوم عوضًا عن الجلوس بمفرده في الأعلى....

أردفت سحر في عتاب:
-كده يا خالو، أهي عملت اللي في دماغها ونامت من غير ما تستحمى بسببك.

غمغم متولي في إبتسامة هادئة:
-كل العيال الصغيرة كده يا بنتي بيقعدوا يقلبوا الدنيا علشان ميستحموش، وبعدين هي لما تصحى هتستحمى أكيد.

-متهايقلك يا خالو دي لما صدقت.

ضحك متولي ثم قال:
-لو مرضيتش تستحمى أنا هنزل ليها يا ستي وبعدين أنا كنت عايزاها تنام علشان عايز أتكلم معاكي في موضوع كده.

ضيقت سحر عيناها وسألته بفضول:
-موضوع أيه ده؟!.

ثم قالت في اعتذار:
-شوف جننتني ونسيت أسالك تشرب أيه؟! أعملك قهوة ولا شاي ولا تشرب عصير؟!.

غمغم متولي في نبرة جادة:
-أنا مش ضيف يا بنتي لو عايز حاجة كنت قولت ليكي، المهم أنا عايز أتكلم معاكي.

هناك شيء عجيب في نبرته...
فهي لا تفهم ما الشيء الجاد إلى تلك الدرجة؟!.

-أتفضل يا خالو سمعاك.

أردف متولي في نبرة مكتومة:
-النهادة جالي المكتب واحد اسمه سعد بيقول أنه كان شغال معاكي في المكتب وأن صاحب المكتب عمه يعني وقعد يرغي وقال أنه عايز يتجوزك وكان جاي يطلب أيدك..

في البداية أخذت تحاول أن تتذكر هاويته فقد نست أمره بالفعل مرت أشهر طويلة جدًا رُبما عام على تركها العمل...

فقد أنشغلت بشقيقها والكثير من الأمور ورُبما ما ساعدها في النسيان تغييرها لرقمها الشخصي وجميع حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي وباتت لا تفتح حساباتها القديمة ولم تضيف أي شخص من العمل إلا قلة قليلة منهم إلى حساباتها الجديدة حتى لا يقوم أحد بجعله يصل لها؛ فالأمر وكأنه قد أنقطع بالنسبة لها وذهب من عقلها تمامًا.

لا تدري هل هذا الرجل معتوة أو يُعاني من خلل ما لما كل هذا الإصرار على شخص لا يبادله المشاعر نفسها، شخص لا يستطيع تقديم أي شيء له؟..

ولن يكن بينهما أي شيء مهما فعل...
لما هذا العناء والجنون؟!!!...

ولما يُصيبها بالحرج بعد كل هذا الوقت ويأتي إلى (متولي) ألم يجد غيره حتى يقوم بفتح جرحه؟!...

سألته سحر في ثبات محاولة تبرير وجهة نظرها في توتر وخجل رهيب:
-أصلا أنا مش عارفة أيه اللي جابة بعد الوقت ده كله هو عرض عليا خلال فترة شغلي هناك بس أنا رفضت، وسيبت الشغل.

-سيبتي الشغل بسببه؟!.

هزت رأسها نافية وهي تقول بجدية:
-لا علشان أنا كنت محتاجة أهتم ببنتي أكتر من كده وهي محتاجة مني رعاية لغايت ما تخش المدرسة وتوصل لمرحلة معينة والشغل كان بيأخد كل وقتي، الموضوع منتهي من بدري معرفش ليه رجع يفتحه من تاني، أنا والله ما وافقت على حاجة ولا كنت أعرف.....

قاطعها متولي بهدوء:
-ملهوش داعي تبرري يا بنتي عمومًا دي حياتك وأنتِ حرة.

ثم تذكر كلمات ظافر ليسترسل حديثه بكلمات تؤلمه ولكن عليه قولها:
-في النهاية أنتِ لسه صغيرة ومن حقك تشوفي نفسك مش هتفضلي حزينة وتضيعي شبابك مش عايز أكون أناني معاكي.

غمغمت سحر وهي تعقد ساعديها في ثبات شديد:
-ذكرى رشاد تستاهل أني أفضل مضيعة شبابي وعمري كله عليها، وندى تستاهل أن محدش يقاسمني فيها أنا مش محتاجة لوجود راجل في حياتي.

تحدث متولي في ضيقٍ:
-يا بنتي بلاش وجع قلب ربنا يعلم أنا بقول الكلام ده ازاي، بس أنتِ لسه صغيرة والعمر قدامك ولو خوفك على ندى أحنا ممكن نبقى نشوف حل، تقعد معانا و....

قاطعته سحر في رفض تام حتى أن تسمع ما يريد قوله:
-يا خالو أنا مش موافقة ومش عايزة أتجوز رغبة شخصية مني ومش عايزة أتجوز علشان بنتي أولى بأهتمامي لسه ندى هتمر بمراحل كتير أوي في حياتها هي أولى من أني أشوف نفسي وأشوف حياتي، وصدقني أنا مش عايزة أتجوز ولا عايزة حلول ياريت منتكلمش في الموضوع تاني، ولو جالك تاني قوله إني مش موافقة.

____________

بعد مرور خمسة أشهر تقريبًا...

وبعد سفر مفاجئ للطبيبة التي تتابع الحمل معها وقامت بنقل حالاتها لطبيبة أخرى بالقُرب من عيادتها مؤكدة على كفائتها العملية وأنها مثلها تمامًا...

كانت تقف يقين أمام الإستقبال والتي تجلس به أحدى العاملين بالمستشفى وهي تبتسم لها متمتمة:
-حضرتك تبع دكتورة أمل؟!.

أجابت يقين عليها بهدوء وهي تقف أمامها وبجانبها يقف ظافر فهو يأتي معها في كل فحص ولا يتركها أبدًا وأحيانًا ترافقهما دنيا وأحيانًا علا وفي الغالب يأتي نوح ويجلس مع الطبيبة المعالجة ويصر على أن يسألها في كل شيء عن صحة الجنين وعن صحة شقيقته ولكنه لم يكن بوسعه دومًا فعل ذلك بسبب الجامعة ولكنه لا يكف عن الإتصال في يوم المتابعة..

ويذهب لزيارتها في منزلها كثيرًا..

أردفت يقين بهدوء وهي تضع يدها على بطنها المنتفخة:
-أيوة أنا اللي أتصلت بيكم الصبح حجزت.

غمغمت الفتاة في نبرة هادئة وبشوشة، هي فتاة قس الثانية والعشرين من عمرها حديثة التخرج وتلك أيامها الأولى في العمل:
-أيوة أنا اللي رديت على حضرتك الصبح، معلش بس إني موقفاكي بس لازم نملى الابلكيشن ونعمل لحضرتك فايل جديد لأن دي أول مرة لحضرتك هنا.

قالت يقين بملل من تلك الخطوات الروتينية:
-بس ملفات دكتورة أمل قالت أنها موجودة هنا عشان تعرف الدكتورة ميرنا الحالة من أولها؟!.

أجابت عليها الفتاة في نبرة عادية وهي تنظر لها ولذلك الراجل الواقف بجانبها:
-معلش حضرتك لازم نعمل فايل جديد هكتبه حالًا.

هزت يقين رأسها في إيجاب بينما الفتاة غمغمت وهي تسألها بعملية:
-الاسم والسن؟!.

-يقين راضي، ستة وعشرين سنة.

عقبت الفتاة بعد أن دونت تلك المعلومات:
-أنسة ولا مدام ؟!..

سؤال أصاب يقين بصدمة وهي ترمق (بطنها) المنتفخة من هذا السؤال العجيب، وهنا عقب ظافر في نبرة ساخرة ومتهكمة:
-يعني لمينا العيلتين وعملنا قراءة فاتحة على الضيق، نعتبر مخطوبين بس في مشاكل عائلية واحتمال نفركش فجايين نشوف حل للبالونة اللي في بطنها دي أعتقد القالون هو السبب في النفخة دي.

رفعت الفتاة رأسها وعقبت في عفوية شديدة منها وبراءة رهيبة:
-ليه بس ربنا ما يجيب مشاكل.....

رددت الأخيرة مستوعبة حماقتها وهي تنظر إلى بطنها المنتفخة بينما يقين كانت تضحك رغمًا عنها على كلماته...

تحدث ظافر في نبرة هادئة:
-شكلك لسه متخرجة جديد أنا مجرب دماغ الناس حديثة التخرج دي، بس شهادة لله أول مرة أشوف واحده بطنها قدامها مترين وجوزها واقف جنبها في عيادة نساء وتوليد ويسألوها أنسة ولا مدام.

غمغمت الفتاة في حرج:
-أنا أسفة جدًا يا فندم أنا بس بملى الابلكيشن بتاعها ودي معلومات لازم أخدها.

عقب ظافر في تسلية:
-اه بس دي بديهيات الأسئلة دي تتسأل لما نكون عايشين في شيكاغو.

أردفت يقين في نبرة هادئة:
-خلاص يا ظافر بقا، عادي مأخدتش بالها.

ثم وجهت حديثها إلى الفتاة بهدوء:
-خلصنا ولا لسه وقدامنا قد أيه؟!علشان أنا تعبت من الوقفة.

قالت في الفتاة في نبرة مكتومة:
-حضرتك في حالة هتدخل  بعد الحالة اللي جوا وأنتِ هتكوني بعديها أتفضلي استريحي وأنا هنادي على حضرتك.

هزت يقين رأسها في إيجاب وأخذت ظافر من يده الذي كان على وشك أن ينقض على الفتاة وجلست بجانبه على أحد المقاعد المخصصة للاستراحة..

-براحة على البت شوية عادي جديدة وباين عليها متوترة مش لازم كل حاجة تتريق.

أردف ظافر في غيظٍ:
-والله لو عملت أي حاجة تانية كنت ممكن اعديها وأقول متوترة لكن دي مسطولة يا يقين، هو أيه اللي أنسة ولا مدام بجد؟!!.

أسترسل حديثه في استنكار:
-ده سؤال طبيعي يعني ومنطقي؟! دي جاحدة.

-أنا مش هجيبك معايا تاني أجي مع دنيا أو نهال لوحدي أحسن.

قال ظافر في غرور وتعالي:
-أنا أصلا مش جاي معاكي أنا جاي مع ابني حبيبي.

-الكلام ده لما يكون ابنك مش جوايا لكن دلوقتي أنا اللي ليا الكلمة.

أسترسل حديثه في نبرة ساخرة لا تدري لما أغضبته الكلمة إلى تلك الدرجة:
-ولا أيه يا أنسة يقين؟!.

لم تكن تعلم أنه بالفعل انزعج من حماقة تلك الفتاة وعدم تركيزها ولكن السبب الأساسي هو أنها ذكرته بزواج يقين من فادي، لم يكن ظافر أول رجل في حياتها، هذا شيء يزعجه...

نعم يتقبله ويعلم بأنه ليس من حقه وأنها مرحلة أنتهت منذ زمن ولكنه يشعر بالغيرة الطفيفة ياليته كان أول رجل يظفر بها...

ضيق لحظي ولكنه عاد إلى طبيعته فهو يدرك جيدًا بأن يقين له وكل شيء يأتي في وقته الصحيح لا يأتي أي شيء متأخرًا أبدًا..

رُبما لو قابل يقين منذ سنوات لم تكن وقتها المرأة الصالحة له أو كان هو الرجل الصالح لها...

هذا القدر وهو يقبل به وإن لم يكن الرجل الأول فسيكون الأخير.

________________

في المساء...

كان يضع أمامها بعض العلب البلاستيكية الموضوع فيها بعض الأطعمة الصحية التي تكون مفيدة لها في تلك الفترة من حملها فهو من يقوم بطهيها بنفسه...

وأتى بالأدوية التي طلبها الطبيب منها ولم تجد أغلبها هي وظافر، وكان وقتها معها على الهاتف أخبرها بأنه سيبحث مع الدكتور (جورج) الذي بات يعمل معه في الصيدلية التي يمتلكها، في الصيدليات المجاورة...

يعاملها نوح وكأنها طفلة...

فالجميع يهتم بها عائلتها وعائلة ظافر حتى أن ندى تخبرها بأن تحرص على الحفاظ على طفلها التي ستقوم باللعب معه وسوف تكون شقيقته الكبرى وتعهد بحمايته..

لكن كل هذا الاهتمام كله في كفة والكفة الأخرى هو اهتمام نوح وكأنه أخذ مكان والدتها، لا يهدأ أبدًا إذا علم من أنها تعاني من أي شيء طبيعي قد تمر به المرأة التي تحمل جنينًا في أحشائها...

تحولت غيرته من ظافر إلى اهتمام وهوس غير طبيعي على شقيقته وأنتظار وترقب...
فهو يتتوق لرؤية ابن شقيقته، فلقد أتضح جنس المولود منذ مدة بأنه ذكر ليضرب أمنية يقين وظافر عرض الحائط في البداية ولكن في النهاية المُراد والدعوة الصادقة بأن يرزقهما الله بطفل سليم وبصحة جيدة.

تمتم نوح باهتمام شديد وهو يلقي عليها الأوامر فأتى لزيارتها بينما ظافر كان في الأسفل في معرضه:
-أهم حاجة تأخدي الأدوية في ميعادها يا يقين، أنا كتبت ليكي على كل علبة علشان متنسيش، الميعاد وكام مرة وكل التفاصيل، وكمان الأكل مهم أوعي تعكي وتأكلي أي حاجة يا يقين، وبلاش أكل من برا خالص أنتِ سامعة؟!.

هزت يقين رأسها في إيجاب تمنع ضحكة على وشك الخروج منها فهي لا تفهم أبدًا تلك الحالة العجيبة التي يُعاني منها شقيقها.....

أردفت يقين محاولة تغيير الموضوع:
-أنا عملت رز بلبن علشان بابا بيحبه كنت هاجي بيه بكرا اديهوله، كويس أنك جيت أبقى خد وأنتَ ماشي علشان هو مبيحبهوش يقعد مع أن كل ما يقعد بيبقى أحسن بالنسبالي.

تحدث نوح معترضًا ومُنفعلا بشكل مُريب:
-رز بلبن أيه اللي تعمليه وأنتِ حامل؟! هو أنتِ لازم تفركي مينفعش تقعدي كده وترتاحي زي الناس

هذا كله بسبب أنها فعلت حلوى بسيط مثل (الرز باللبن) لا تصدق جنونه فهو فاق الجميع...

عقبت يقين في نبرة هادئة:
-هو أنا بفحت في الصخر يا نوح وبعدين مش طول النهار هنام على السرير يعني، الحمدلله مفيش حاجة والدكتورة مطمناني فلازم أتعامل طبيعي همرض نفسي ليه وأفضل نايمة؟! وفي نفس الوقت أنا مش بجهد نفسي متقلقش عليا.

أستغفر نوح ربه ثم جلس على المقعد المتواجد بجانب الأريكة التي تقبع شقيقته عليها...

أردفت يقين في نبرة حنونة:
-بلاش تشغل بالك يا نوح صدقني كل حاجة كويسة وأنا مش بتعب نفسي وواخده بالي من صحتي.

أبتسم لها نوح ثم قال:
-ماشي أهم حاجة خلي بالك من نفسك يا حبيبتي ولو حسيتي بأي حاجة اتصلي بيا أو روحي للدكتورة أوعي تستني أو تتجاهلي أي حاجة مفهوم؟!.

يبدو بأن هناك خلل لا تفهمه...

نوح هو من يعطي لها الأوامر وكأنها هي شقيقته الصغرى أو أنه والدها فحتى والدها لا يتحدث معها بتلك الصيغة..

-ماشي يا نوح متقلقش من حاجة أنا واخده بالي من كل حاجة بتحصل وبسأل الدكتورة في كل حاجة وأبسط حاجة.

قال نوح بهدوء:
-ماشي يا حبيبتي عايزة حاجة؟! أنا هروح بقا.

-ليه خليك أتعشى معانا.

هز نوح رأسه في رفضٍ ثم قال:
-لا هبقي أعدي أسلم على ظافر تحت مش هينفع أقعد أكتر من كده علشان أروح وأعمل العشاء وأتعشى مع بابا.

________________

بعد مرور ساعة ونصف تقريبًا...

أنهي ظافر بعض الأشياء التي تتواجد على عاتقه في المعرض وترك الشباب وصعد لها، ليجدها جالسة على الفراش تشاهد التلفاز...

أردف ظافر في نبرة مرحة وهو يجلس بجانبها على طرف الفراش:
-ياريت لو نوح ميعرفش آني اتأخرت عليكي لمدة ساعة ونص علشان ميقلبش عليا تاني أصل زعله وحش بحس أنه حمايا اللي مش نازله من زور وحماتي اللي مش طايقاني وعمتو العقربة ومضروبين في الخلاط يمكن علشان مجربتش أحساس الحاجات دي نوح جه عرفني الميكس ما بينهم بيبقى عامل ازاي.

ضحكت يقين مما جعله يسترسل حديثه بسخرية ومرحٍ:
-جه سلم عليا قبل ما يمشي وأداني التعليمات واني أخد بالي منك، وإني مسبكيش لوحدك خوفت منه يسحب مني الرخصة وياخدك معاه بيتكم من كتر الجدية اللي بيتكلم بيها.

وضعت يقين على بطنها وهي تضحك بقوة فهي تتخيل الوضع أمام عيناها، مما جعلها تتحدث في خفة:
-متقلقش مش هقوله أنك أتاخرت عليا.

جلس بجانبها وأخذها في أحضانه متمتمًا:
-كده أنا قلقي بدأ يخف شوية.

أردفت يقين في نبرة مرحة:
-كويس جدًا يا أستاذ ظافر.

تذكر حديث تلك الفتاة مما جعله يعقب تعقيب ساخر:
-العفو يا أنسة يقين.

قالت يقين من بين ضحكاتها وهي تتذكر تذمره منذ الصباح:
-خلاص يا ظافر أنتَ مخك كبير يعني هتفضل اليوم كله معلق على كلامها.

-لا أنا عقلي صغير مين قالك أنه كبير؟!.

-لا حبيبي عقله كبير جدًا ومتفهم جدا جدا.

تركت قُبلة على وجنتيه، فهبط هو  هبط برأسه قليلًا وترك قُبلة بجانب صغرها وهو يضيف بكل فخر:
-وديمقراطي جدًا.

-هعديها المرة دي، وبعدين يا ظافر أنتَ مش ملاحظ حاجة؟!.

نظر لها بعدم فهم سائلا أياها باستغراب:
-حاجة أيه اللي مش ملاحظها دي؟!.

غمغمت يقين في توضيح وتفسير:
-أن أحنا لغايت دلوقتي مفكرناش هنسمي الولد أيه؟!!.

سألها ظافر في نبرة عادية:
-مش عارف أنا مش شغوف في حكاية الأسامي مفيش في بالي اسم معين يعني، أنتِ في اسم في بالك؟!.

هزت يقين رأسها في نفي متمتمة:
-لا مفيش اسم معين في بالي.

أجابها ببساطة وهو يترك قُبلة على رأسها:
-خلاص يبقى نفكر.....

_____________

بعد يوم تقليدي مر بصحبة أطفالها فذهب الصغار إلي المدرسة وذهبت هي إلى العمل...

بعدها ذهبت لهم في المدرسة وأخذتهم بالسيارة وذهبوا إلى النادي، وبعد وقت طويل قضته برفقتهم عادت إلى المنزل وبدأت في تحضير العشاء لهم بمساعدة المرأة التي تساعدهما في المنزل...

كانت العلاقة بينهما رائعة كزوج يهتم بزوجته وبأطفالها وهي كزوجة تهتم بواجباتها تجاهه، العلاقة كانت مثالية وعقلانية من الدرجة التي جعلت مشاعر شروق الغاضبة بمثابة بركان على وشك الانفجار في أي وقت...

كانت غبية، غبية جدًا حينما رأت به زوج بعقلها وأب لأطفالها، ونست أنها أمراة لديها مشاعر وأحاسيس وقلب لن يقبل تحديدًا بأن القلب الذي أحبه لا يبادله الشعور وحتى أن الكرة والحقد يشغل قلبه...

يبدو أنها ارتكبت خطأ فادح في حق نفسها بموافقتها على زواج أحمق بتلك الشروط هي لا تريد علاقة مثالية عقلانية وأب جيد لأطفالها فقط فهو يقوم بتلك المهام على أكمل وجه وتعلق أطفالها به بشكل رهيب..

لكن ماذا عنها؟!..
بعد حمام أخذته حتى تتخلص من الإرهاق الجسدي ولم يؤثر إطلاقًا على الإرهاق النفسي التي تشعر به كانت تصفف خصلاتها أمام المرآة فهو لم يأتي بعد ففي تلك الأيام يجلس ساعات إضافية في العمل..

أنتهت من تصفيف خصلاتها وصعدت إلى الفراش أخذت تقلب في الهاتف بلا هدف لعلها تتخلص من الأفكار الموجودة في عقلها...

ولج إلى الغرفة بعد مرور ساعة تقريبًا وهي بنفس الوضع والحالة ابتسم لها متمتمًا بهدوء:
-مساء الخير.

أجابت عليه وهي تنظر له في نبرة هادئة:
-مساء النور.

أردف وهو يخلع قميصه وحزامه الجلدي ويخرج ملابسه من الخزانة:
-دخلت أوضة الولاد لقيتهم ناموا.

أجابته في لُطفٍ رغمًا عنها:
-أه ناموا النهاردة كان في مدرسة ونادي ورا بعض فتعبوا شوية.

سألها قبل أن يذهب ناحية المرحاض:
-وأنتِ منمتيش ليه؟! هتلاقيكي تعبتي أنتِ كمان.

عقبت شروق بعفوية:
-معرفتش أنام مجاليش نوم غير لما تيجي.

ابتسم لها فهي أمراة مفعمة بالمشاعر بينما هو انتهكت روحه أكثر من مرة والمشاعر السلبية تسيطر على كيانه، لا يستطيع أن يعطيها كما تعطيه هي.....

-ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.

سألته بحنين لن تتخل عنه حتى ولو كانت على وشك قتله بسبب تصرفاته إلا أنها لا تكف عن الاهتمام به:
-أحضر ليك العشاء ولا كلت في الشغل؟!.

-كلت معاهم لما عرفت أن النهاردة كمان هتأخر وعارف أنك بتتعشي مع الولاد بدري.

ولج إلى المرحاض بعد أن أخذ ملابسه وأغراضه التي يحتاجها، وخرج بعد عشر دقائق تقريبًا بعد أن أخذ حمامه وقام بتغيير ملابسه..

سألته شروق في استفسار:
-هو السهر ده هيفضل مستمر كتير؟!.

-لا أخره يوم الثلاث الجاي خلاص.

عقبت في تلقائية وهو يجلس بجانبها على الفراش:
-كويس علشان أنا حاساك تعبت الفترة دي أوي.

لم يتفوه ولو لمرة واحدة أمامها بأنه مرهق ولكنها تشعر به بالفعل:
-أنتِ على طول حاسة بيا يا شروق.

يا ليته يشعر بها كما تفعل هي....
تمنتها بداخلها ولكنها صمتت وهو يأخذها في أحضانه وهنا قالت بهروب فهي باتت تبتعد عنه قليلًا رُبما حتى لا تنهار ذات مرة بين يديه معترفة بمشاعرها:
-أنا تعبانة وعايزة أنام.

تحدث فادي بهدوء:
-أنا بس عايز أتكلم معاكي شوية.

سألته في نبرة هجومية:
-تتكلم معايا في أيه؟!.

أخذ نفس طويل ثم قال وهو ينظر في عيناها ويمرر أصابعه على وجنتيها وهو يقول بأكثر نبرة جادة وحنونة في الوقت نفسه، وشعرت بأنها نابعة من قلبه:
-أنا حجزت يوم الخميس عند دكتور.

رفعت يديها الناعمة وحاوطت به وجهه وملامحها تحولت إلى أخرى مذعورة هل أصابه شيء؟!

-دكتور ليه؟! أنتَ في حاجة تاعباك يا فادي؟!.

أجابها ببساطة تليق مع رقتها في التعامل معه:
-لا مفيش حاجة تعباني الحمدلله غير دماغي، دكتور نفساني يا شروق مش ده اللي كنتي عايزاه وبطلتي تتكلمي فيه معايا؟!.

ظنته يمزح ولكن عقلها يدرك بأنه لن يمزح ولن يصل حسه الفكاهي إلى تلك الدرجة في أمر حساس جدًا عنده..

أردفت شروق في نبرة جامدة بعد أن أنزلت يديها التي كانت تحاوط بها وجهه:
-اديك قولت بطلت.

غمغم فادي بألم شديد وهو يبوح بتلك الكلمات التي لم تكن سهلة عليه أبدًا:
-بطلتي تقوليها بلسانك بس مفيش مرة مشوفتهاش في عينك، أنا هبدأ أروح يا شروق وياريت الخطوة دي تكون كويسة زي ما أنتِ متخيلة علشان أنا عايز أكون انسان طبيعي، عايز أكون انسان مفيد أكتر من أنه مضر للناس اللي حواليه، عايز أكون انسان يستحق يكون جوزك ويكون معاكي، لأنك كتير أوي عليا يا شروق.

أبتلع ريقه وأسترسل حديثه وهو ينظر لها:
- كل حاجة بتديهاني أنا مش قادر أديكي قد ما بأخد منك يمكن تكوني مليتي الفترة اللي فاتت وبقيتي تبعدي عن حضني واحده واحده وبتفكري في الطلاق لأنك متغيرة معايا أوي، وأنا مش عايز أخسرك لمجرد إني واحد مش عارف يواجه نفسه.

قالت بمشاعر فياضة تغدق عليه بها:
-أنا استحالة أبعد عنك يا فادي أنا أصلا مش هقدر أبعد عنك حتى لو كان عقلي عايز كده، أنا بطلت أتكلم في الموضوع ده خوفي أنه يزعلك بس مستسلمتش وعندي أمل لأخر وقت أنك هتتحسن لأنك كويس وأنا مش كتير عليك يا فادي كل الحكاية أنك مش عارف قيمة نفسك.

رفع فادي كف يديها وقام بتقبيله بحنان:
-أنا فعلا مش عارف قيمة نفسي شوفتها في عينك وبس وعلشان كده أنا هعافر وأتعالج علشان أقدر أكون زوج صالح ليكي يا شروق وعلشان أشوفك مبسوطة وصدقيني هحاول بأقصى جهدي..

أحتضنته ليضمها باحتياج رهيب، وهي تقول:
-صدقني يا فادي أنتَ هتعمل الصح علشان نفسك قبل أي حاجة وأنا واثقة فيك، واثقة فيك أوي وعارفة أنك قدها وأنك هتتخلص من كل العقد اللي جواك، دي أول خطوة في طريقك الصح، وأنا هفضل جنبك يا فادي بكل ما فيا علشان أشوفك كويس.

________________
بعد مرور ثلاثة أشهر...

[لو حصلي أي حاجة أهتم بيه يا ظافر، أهم حاجة الولد ينزل سليم وكويس وأنا مش مهم].

[يا يقين ليه التفكير بالطريقة دي ان شاء الله هتخرجوا أنتم الاتنين بالسلامة يا حبيبتي هو أنتِ أول واحدة تدخل تولد يعني؟! وبعدين ده أنتِ دخلتي أوضة العمليات قبل كده مش أول مرة يعني المفروض عندك مناعة].

[أنا خايفة أوي يا ظافر].

[هتخرجي بخير يا يقين بإذن الله بلاش الكلام ده وهدي نفسك كده].

بكاء شديد أحتلها قبل دخولها غرفة العمليات وانهيار رهيب مرت به يقين....

ليس هناك سبب حقيقي وواضح، لتلك الحالة التي كانت بها، رُبما هي مشاعر قد يمر بها البعض في تلك المرحلة، وبعد وقت استطاع ظافر برفقة عائلتها، عائلته وصديقاتها تهدئتها ولجت إلى غرفة العمليات، تاركه قلب ظافر قلقًا فهو كان يتمالك أعصابه بصعوبة بالغة أمامها بعد كلماتها المؤلمة تلك...

لا تدري أن أمامها قلب قد بدأ يتحسن، بعد الصيانة التي خضع لها لا يتحمل فكرة انتكاسة أو فقدان شخص جديد عليه سيموت وقتها.....

تنفس الصعداء هو والجميع بعد وقت طويل حينما خرجت الطبيبة من غرفة العمليات تخبرهم بأن كل شيء على ما يرام ومرت الولادة بسلام.

بعد مرور وقت كان ظافر يجلس على طرف الفراش بجانبها ممسكًا بيديها وهي تبكي في صمت أحتارت في تفسير دموعها تلك المرة رُبما كانت سعيدة ومتأثرة جدًا.....

كان الجميع في صوت واحد عائلة ظافر وعائلتها، دنيا ونهال التي كانت تترك طفلتها "عائشة" في الإستقبال مع عثمان..

الجميع يبارك لهما ويهتف في صوت واحد تقريبًا.
"ألف مبروك يا يقين"
"حمدلله على سلامتك يا يقين".

لم تستطيع الرد على كل شخص منهما فأكتفت بتعقيب واحد:
-الله يسلمكم يارب، شكرا يا جماعة تعبتكم معايا وقلقتكم.

لم تتغير تلك الصفة بها ولن تتغير...
شعورها بالقلق من أن تكن ثقيلة على أي شخص أو تسببت له أي نوع من المتاعب....

غمغمت يقين في نبرة خافتة:
-هما هيجيبوه أمتى عدى كتير أوي أنا عايزة أشيله وأشوفه وأخده في حضني يا ظافر.

أجاب ظافر عليها بهدوء ومرحٍ:
-أنا كنت رايح أجيبه ليكي بس نوح وندى جريوا وراحوا قبلي متقلقيش ان شاء الله الممرضة هتجيبه المرة دي علشان تخلص من زنهم.

عقبت نهال على حديث يقين:
-متقلقيش وبطلي عياط بقا الواد كويس والله والدكتور فحصه وكل حاجة تمام الحمدلله.

قالت يقين في الوقت نفسه الذي تحدث فيه ظافر:
-الحمدلله.

فُتح باب الغرفة لتهتف الممرضة:
-ممكن بس تخفوا النفس شوية علشان البيبي لما يدخل وهي لسه خارجة من العمليات.

كانت الممرضة متعجبة..
فالجميع يتواجد في الغرفة، لذلك خرجت دنيا وصادق، لحقهما متولي وعلا، وسحر، فقبل راضي رأس ابنته قبل خروجه من الغرفة...

بقى ظافر فقط معها، ولج نوح وندى بجانب الممرضة التي كانت تحمل الطفل، حاول ظافر بأن يجعل يقين تجلس قليلا وتعتدل بناء على رغبتها فهي تريد أن تأخذه في أحضانها، أخذته من الممرضة وبكت أكثر وهي تتأمل جسده الصغير وعيناه التي مازالت مغلقة تظهر منها جزء بسيط جدًا يحرك أصابعه الصغيرة بشكل جميل جدًا هبطت دموع من عيناها وهي تبتسم بمشاعر فياضة...

غمغمت ندى مقاطعة جمال اللحظة:
-هتسموه أيه؟ ده صغير خالص أصغر من العرايس بتاعتي أنا عايزاه يكبر بسرعة علشان ألعب معاه.

قالت يقين بهدوء وهي تبتسم لها:
-محمد..

قاطعتها ندى بعفوية شديدة:
-راشد أحسن صاحبي في الفصل أسمه راشد عرفت أنه زي اسم بابا رشاد بنعكس الألف والشين بس.

تبادل الجميع النظرات تحديدًا ظافر الذي نهض وضمها في أحضانه، كان يتمنى وجود شقيقه معه تلك اللحظة، وجوده كان سيشكل فارق ولكن بالتأكيد عوضه الله بنوح المتذمر الذي تكن علاقته به غريبة نوعًا ما، اما صادق علاقته به رائعة، غير عثمان الذي يكون بمثابة شقيق له.

غمغمت يقين وهي تمسح دمعة فارة من عيناها:
-يعني أنتِ عايزة يكون اسمه راشد؟!.

هزت الصغيرة رأسها في إيجاب فقالت يقين في عفوية رغمًا عنها:
-خلاص اللي تشوفيه يبقى هنسميه راشد.

نظر لها نوح في استغراب وفي نفس الوقت يعلم أن هذه هي شقيقته العاطفية التي لن تتغير حتى في تلك اللحظة ستفضل إسعاد طفلة صغيرة..

غمغم ظافر في إبتسامة وامتنان حقيقي من فعلتها تلك:
-شكرا يا أم راشد.

غمغم ظافر في إبتسامة وامتنان حقيقي من فعلتها تلك:
-شكرا يا أم راشد.

أبتسمت له وهنا أقتربت ندى من الفراش الموجود عليه يقين متمتمة:
-يلا يا راشد أكبر بسرعة بقا علشان تلعب معايا وتروح المدرسة وتبقى شاطر زيي.

عقب نوح في غرور:
-أو يبقى دكتور زي خاله يارب بس يعرف يكون في تفوقي الدراسي.

تزامنًا مع كلمته الأخيرة كان راضي يلج إلى الغرفة وسمع تعقيب نوح الأخير:
-لا بعد الشر على الواد بلاش فقر.

ضحك نوح وهو يقول:
-هيفضل طول عمره بيفتخر بيا في كل مكان كده.

أقترب راضي من يقين، لتمد يقين يدها بطفلها الصغير إلى والدها ليحمله في حب ودمعة هبطت منه فهو أول حفيد يأتي في أحضانه...

غمغم راضي بهدوء:
-عايزين نأذن في ودنه، ربنا يبارك فيه ويحفظه ليكم ويجعله الذرية الصالحة ليكم يارب.

تعقيب خرج من يقين التي نظرت ناحية ظافر:
-اللهم أمين.

____________

بعد مرور عامين تقريبًا...

أتى من الجيش (الخدمة العسكرية)...

وهذا هو الشهر الأخير له، وبعدها ستنتهي خدمته، مازال مستمرًا في مراقبتها لمدة ثلاثة أعوام تقريبًا منذ أخر حديث مر بينهما...

لم يحصل منها على إشارة ولكن لم يمل قلبه بالرغم من ذلك، ظل شغوفًا جدًا، كان هذا بمثابة تأكيد لمشاعره بالنسبة له، بأنها تمتلك مكانة خاصة في قلبه مختلفة، لولا ذلك لم يكن حتى الآن يريد وجودها في حياته والارتباط بها....

يأتي من الجيش يقوم بالعمل مع الدكتور (جورج) في الصيدلية خلال فترات اجازته حتى يقوم بتغطية مصاريفه فهو يسعى في أي شيء يستطيع جلب النقود منه، فشقيقته باتت متزوجة، وشقيقه أيضًا تزوج ولديه بيت والتزامات ولا يستطيع أحد منهم مساعدته كما كان يفعلوا في السابق رغم استمرار صادق في مساعدته...

لكن يقين يرفض مساعدتها لأنها لم تعد تتصرف في مالها، ورُبما أيضًا هو نضج وكبر بما يكفي ولا تسمح له كرامته بقبول أن يكون عبئًا على أي شخص.....

المميز في صيدلية دكتور جورج ليس دكتور جورج نفسه، ولا المكان القريب من بيته، ولا الخبرة التي يكتسبها منه، بل الرائع في الأمر هو أن البناية التي تتواجد بها الصيدلية في الطابق الثاني منها تتواجد (حضانة) ولجمال الحظ الذي يرافقه بأن مروة باتت تعمل بها إلى حين أنتظار وظيفة مناسبة في أحدى المدارس.

رُبما لا تعلم هي بأنه يعمل هنا، فأغلب الأوقات يكن في جيشه وحتى لو كان هنا يكتفي بمراقبتها من بعيد وهي ترحل وهي تأتي ولم تلاحظه في مرة...

لكن اليوم قرر بأن يجعلها تعلم فهو تنتظره فرصة عمل بعد إنهاء خدمته في أحدى شركات الأدوية، وعلى حسب محاولاته القوية خلال تلك المدة مع نهال ويقين عرف بأنها لم ترتبط بأي شكل أن كان....

ولم توافق على أي رجل تقدم لخطبتها رغم إصرار والدها عليها بشكل كبير فلا يعجبه بأنه حتى الآن ليست مخطوبة أو متزوجة على حد قوله..

أتى مبكرًا قبل موعد عمله وصعد إلى الطابق المنشود ليجد الباب مفتوحًا فهي أتت حديثًا وهي من تقوم بفتح المكان تلك الأيام لأسباب لا يعرفها هو ولكنه متأكد من ذلك...

وبعدها أتت أمراة عاملة في الحضانة يبدو أنها تقوم بالتنظيف ورعاية الأطفال وتقوم بتهيئة المكان، لم يصعد إلا حينما تأكد بأن هناك أحد جاء غيرها وإلا وقتها لن تتردد وتقوم بطلب الشرطة له أو أن تعطيه درس في الأخلاق  كما تفعل دومًا.....

لحسن الحظ كان الباب مفتوحًا لأنه لم يأتي أطفال بعد فولج إلى الداخل وبمجرد دخوله وجدها جالسة على المقعد ناحية الإستقبال تقوم بترتيبه لأن من تعمل فيه لم تأتي بعد بسبب تأخيرها كل يوم لأنها تذهب لتوصيل ابنائها إلى المدرسة، وأرملة تعيش بمفردها وتعتبر جارة مروة التي تعلم عن حياتها الصعبة لذلك تحاول مساعدتها بقدر المستطاع حتى تأتي وتبدأ بالعمل فورًا وألا تأتي صاحبة (الحضانة) وتقوم بالتذمر من واجهة المكان فهي تأتي أحيانَا في نفس الوقت التي تأتي به صديقتها..

رفعت مروة رأسها بخِمارها من اللون السماوي لتجده أمامها عجزت عن النطق وقتها!!!!!!!.

غمغم نوح بابتسامة هادئة:
-صباح النور.

قالت في سعادة تخفيها ببراعة:
-صباح الخير، أيه اللي جابك هنا؟!.

ثم عقبت علي حديثها في نبرة ساخرة رغم جمودها:
-ياترى ليك حد هنا ولا جاي تقدم لحد؟!.

أجابها بنبرة ذات مغذى:
-أه كان نفسي بس أنا جاي في شغل.

تجاهلت تلميحه وسألته في استنكار:
-شغل أيه دا؟!.

-داخله في الموضوع على طول مش تسألي عامل أيه يا نوح في الجيش بقالي كتير مشوفتكش يا نوح؟!..

تود سؤاله لن تكذب ولكنها لن تترك لمشاعرها العنان..
وقالت في نبرة عادية تصنعت فيها اللامبالاة على أكمل وجه:
-هتكون عامل أيه يعني؟! زي أي حد بيكون في الجيش وبعدين أديك واقف قدامي أهو تبقى كويس، ممكن أفهم بتعمل أيه هنا بقا؟!.

أردف نوح في نبرة مشاغبة:
-شغل قولت، أنا شغال في الصيدلية اللي تحت، يعني ملقتش أحسن من المكان هنا أعمل معاه صفقة، أي طفل يتعب يسخن، عايز حقنة، أديهم الدواء وأسهر على راحتهم أصلي حنين جدًا، أغيرلهم كمان لو حابة.

شبح ابتسامة لم تظهرها بشكل واضح ولكن رغمًا عن أنفها أستطاع رؤيتها  تلك المرة فعقبت في تهكم مرح:
-أنتَ جاي تهزر يعني؟!.

-ما أنا بتكلم معاكي بجد مش بيعجبك بتكلم معاكي بهزار واضح أنه مش عاجبك برضو أحترت في أمرك.

قالت مروة في نبرة مكتومة:
-يلا يا دكتور نوح أمشي مش وقت هزار لو سمحت ده مكان شغل يعني.

غمغم نوح في نبرة جادة:
-ماشي همشي علشان ميعاد الشيفت بتاعي هيبدأ بس عايز أسالك سؤال قبل ما أمشي.

سألته في شكٍ وهي تضيق عيناها:
-سؤال أيه ده؟!.

بكل ثقة وغرور تحدث نوح بينما هي كانت على وشك الهجوم عليه وقطع لسانه لكنها أفكار لا تستطيع تنفيذها في الواقع:
-العرض اللي عرضته عليكي وداخل على ثلاث سنين تقريبًا لما جيت ليكي الجامعة، حاسس أن ساعتها مكنتيش عارفة مصلحتك وطايشة، ومش عارفة تاخدي القرار الصح فقولت أعرفك يعني أن العرض ساري أكيد عقلتي وكبرتي وزمانك عرفتي مصلحتك.

-كنت طايشة؟!..

-أكيد مدام مقبلتنيش ساعتها أو بعتي إشارة تبقي طايشة ومش عارفة مصلحتك فين، محتاجة اللي يوجهك.

غمغمت مروة وهي تكز على أسنانها:
-شايف الدباسة الكبيرة دي يا نوح، هكسر بيها مناخيرك أو هبطحك بيها لو مبطلتش أستفزاز.

رغمًا عنه تهديدها أضحكه جدًا...
حديثها لا يتناسب مع هيئتها بأي شكل...

غمغم نوح في ضيقٍ:
-طيب أنا عايز رد.

قالت بكل جدية وهي ترحل من أمامه:
-أنا مبديش رأي ولا بدي رد لأي عابر سبيل ماشي، خلص جيشك وبيتنا مش بعيد ساعتها هتعرف رأيي.

لتأتي المرأة بعد أن أنتهت من ترتيب الغُرف:
-مش أنتَ اللي شغال في صيدلية دكتور جورج؟!.

تحدث نوح في غباء:
-أنا أيوة، هو معناه أيه يا حجة اللي قالته ده؟!.

قاطع حديثه اتصال من زميله الذي تأخر عليه بسبب الحديث معها ويود العودة إلى المنزل حتى يأخذ قسط من الراحة بعد سهره طوال الليل في الصيدلية....

_____يتبع_____

الجزء الجاي والأخير...
كل ما التفاعل يكون حلو هو اللي هيحدد نزول البارت الجاي بشكل أسرع🩷🩷🩷🩷

لو وصلتم لهنا دمتم بألف خير الرحلة أنتهت يعتبر خلاص🩷

متنسوش الفوت والكومنت...

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 89.7K 35
حلقات خاصة من رواية تَعَافَيْتُ بك في كل مناسبة و كل جمعة و كل عيد و مناسبة حتى عيد العمال
19.3K 778 32
الحب كالتعويذة تقع اسيِره بدون إراده منك لا تعلم كيفية الخروج من تعويذته ولا تستطيع فك سحر تلك التعويذه يحدث الحب فجاءه وتقع فيه تعافر وتنفر وتتحدي ق...
3.2K 650 13
من مِنا المُخطىء أنا أم هم؟
135K 11.7K 22
تنوية الرواية موجودة كاملة في الحساب بتاعي وبدأت شهر فبراير وخلصت في ابريل ٢٠٢٠ بس وجدت أخطاء املائية وفي الأسلوب ولان فكرتها عزيزة عليا حبيت اكتبه...