عهد ( ميراث الدم )

By Blackdiammond

21.1K 820 271

الرجال يخلقو مرة واحدة اما النساء فيعاد خلقهم مائة مرة ، في كل مرة تقع في يد رجل يشكلها حسب ما يريدها حتي لا... More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
اقتباس
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث العاشر
Note
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل الثامن عشر ٠
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الثاني والغشرون

الفصل السابع عشر

636 43 17
By Blackdiammond

في الصباح 

ظلت عهد مكانها بعد ان حضرت حقيبتها تنتظره ، مرتدية عباءة سوداء وحجاب اسود اتت صابحة وقالت :-ست عهد ...سي علي تحت ميتنيك في العربية 

اومات عهد ونزلت تنظر حولها تحاول ان تري ماذا حدث لمنال ، ولكن لا احد فوجدته في السيارة جلست بجواره بتردد وانطلق ....

طوال الطريق كان صامتا وهي كذلك حتي غفاها النوم ....ايقظها حين وصلو فوجدت نفسها امام برج سكني وقال :- انزلي 

نزلت معه وسلم عليه البواب باحترام وصعدوا لأعلي ....فتح علي الشقة فدخلت عهد ونظرت داخلها لأثاثها الهادئ المرتب وذوقه الرفيع ثم وضعت حقيبتها وخلعت حجابها بينما دخل علي ذهبت خلفه وقالت بتردد :- احنا جايين هنا ليه 

علي بضيق :- متخافيش مش هموتك هنا 

تمالكت نفسها وقالت :- مش قصدي ....بس يعني احنا ليه هنا 

القي عباءته :- عندي شغل ....

عهد بتوتر :- وجيبتني هنا ليه ؟ 

علي :- عشان محدش يكلمك هناك ....

.تركها ودخل للحمام فظلت ممانها ثم عادت تخرج ملابسها وتضعها في الخزانه حين انتهت اتي علي يحمل الهاتف ثم ضرب جرس الباب فتحه فاتي البواب يحمل اكياس وضعها  واغلق الباب فقال علي :- فضي الاكياس دي ....

اومات واخذتها فوجدتها طعام وخضراوات ومعهم طعام جاهز لليوم فتحته فوجدته ساندوتشات شاروما مصري نظرت له ...هل مازال يتذكر انها تحبها !!! 

عادت فوجدته نام ، نظرت للغرفة التي تجتوي علي سرير فقط وليس هناك اريكة لها مثل غرفتهم في القصر ثم ذهبت للخارج وفتحت التلفز الي ان غفت علي الأريكة .....

في القصر

 جلست منال صامته وعيناها تشتعل من الغضب ...مازالت تشعر بالام جسدها ولكن الم روحها اشد تشعر انها لم تتد تحبه كرهتت بعد ان فضل هذه الحية عليها واحرجها امام الجميع واصطحبها هي في سفره رغم انه لم يصطحب منال معه ولا مرة ....

احلامها التي عاشت تظن انها حققتها بان تصبح زوجة علي وسيدة هذا القصر ضاعت امامها حين تزوج عليها بكل برود وقلل كرامتها امام الجميع ....ولكنها لن تسمح لن ان يهينها وستظل سيدة هذا القصر رغما عنه ...

في الشقة 

استيقظت عهد فوجدت غطاء فوقها والصالة مظلمة ...ازاحت الغكاء لابد انن هو من وضعه فوقها تنهدت بهدوء ثم ازاحته وقامت ، بحثت عنه فلم تجده فذهبت للحمام واخذت شاور دافئ لأول مرة بعيدا عن القصر بمشكلاته ومنال وسليمان ، لاول مرة تشعر بالخصوصية والهدوء منذ قدومها للقصر 

حين انتهت خرجت وارتدت بيجامة رقيقة وجففت شعرها وضعت عطرها المقضل ومرطبات علي جسدها ووجهها ، ظلت تنظر لنفسها في المرآة ...هذا ما كانت تفعله دوما في بيت خالها كانت تعيش حياة مترفة وهي لا تدري ...ابتسمت بسخرية وطردت هذه الخيالات وذهبت للمطبخ 

يسيطر عليها الجوع الشديد اخرجت بعض الخضروات واللحوم واخذت تطهيها ....كانت تقطع الطعام ونزلت دمعه من عيناها حين تذكرت زوجة خالها وهي تعلمها الطهي حيث كانت تحب ان تشاركها اعداد الطعام في العطلات مسحت دموعها بحزن مازال يؤلمها وظلت تحضر الطعام بصمت .....

القصر 

جلست منال مع امها في الاسفل تستمع لخديثها وعي تقول بغضب :- أخد الحية معاه في سفره ...سابك واخدها ..ابن سليم مش ناوي يجيبها لبر 

منال :- خليه يتقل حسابه وحسابها ...وحياه ضفايري دول لهدفعه التمن غالي 

نجوي :- هتعملي ايه ...مباخدش منك غير كلام 

نظرت لغرفة عهد ثم صعدت لها لتاخذ جزء من ملابسها لتعطيه للساحر الذي تعرفه فتفاجئت بالغرفة مغلقة فنظرت امامها وقالت :- لساك زكي يا علي ....بس انا أذكي وهوريك 

في الشقة

لم يكد يفتح الباب حتي داعب انفه روائح الطعام الشهية ، توجه يبحث غنها وذهب للمطبخ فوجدها تقلب الطعام ومنهمكة بتحضيره ظل يندر لها دون ان يتحدث حتي شعرت بوجوده فانتبهت وقالت :- انت جيت امتي 

علي :- لسه حالا 

عهد :- حمد الله علي السلامة 

علي :- الله يشلمك 

عهد :- علي ما تغير هدومك الاكل هيبقي جاهز 

اوما علي ...لا يتوقع الكثير منها ومن طعامها ولكنه تركها تلعب ...من الجيد رؤيتها علي طبيعتها مرة أخري ...حين انتهب جلس امام التلفاز فأتت تحمل صينية طعام وجلست امامه يتشاركان الطعام ..تفاجأ علي من الطعام اللذيذ فقال :- مين علمك الاكل ده 

عهد :- مرات خالو 

علي :- عرفتي ان بنته اتخطبت 

نظرت له بصدمة وقالت بهدوء :- هو كلمك ؟؟

علي :- لا ....بس بعد ما سافر وصلتني اخبار انه بيبيع البيت بتوكيل عشان بنته هتتحوز ومحتاج فلوس 

ظلت تنظر له ورغما عنها تجمعت دموع في غيناها حين تذكرت ان سيدرا ستتزوج دون حتي ان تهتم بها وهما طالما حلمتا بهذا اليوم ..خين رأي دموعها قال :- مبقولكيش كده عشان تبكي ....

عهد :- اومال بتقولي ليه ...عشان تعرفني انهم نسيوني 

تنهد علي :- هو نسيكي يوم ماسابك في الشارع  ومشي 

اومات عهد زلم ترد فالجدال لن يأتي بجديد  وتابعت طعامها ...كان يلاحظ سكوتها فسكت هو الاخر ....حين انهو طعامهم قال :- انا هدخل اريح شوية اومات عهد واخذت الاطباق وذهبت للمطبخ ....

في الديوان 

جلس مصطفي مع ابيه فقال :- وهالمحروس سي علي هيقعد كام يوم هناك 

جابر :- معرفش 

مصطفي :- ياما نفسي انتقم منه واعرف جدي انه فاشل 

جابر :- كل مرة بتعمل كده انت واختك الغبية بتفشل ريح بقي واقعد ...ناسي اخر مرة روحت تتحوز بنت كمال خربتو الدنيا وجيبتوها ضرة لاختك بطلو بقي 

غضبمصطفي :- ماهو لو انت مخليتش حتة عيل يبقي اهم منك عند جدي يا ابوي مكانش ده كله حصل 

جابر :- انت بتلومني يا واد 

مصطفي :- ايوة سيبت عم سليم يسيطر علي كل حاجة ودلوقتي ابنه ركب من بعده وانت هتفضل كده تشتغل وبس وانا خليتني زيك بس لا .....انا هعرفهم مين مصطفي ويتبقي العيلة دي في يدي يا هطربقها علي دماغ الكل 

خرج مصطفي وسط صدمة جابر الذي هز راسه من ابنه الغبي الذي يسعي لعداوة علي ....

في الشقة 

استيقظ علي فوجدها تجلس امام التلفاز تتباعه فذهب للداخل وبدل ملابسه  حين رأته قالت :- هتخرج دلوقتي 

علي :- ايوة 

ترددت ان تخبره انها خائفة من الجلوس بمفردها هنا  ليلا ..شعر بها فقال :- عاوزة حاجة اجيبهالك 

عهد :- لا شكرا ...بس متتاخرش

اومات  علي وذهب للخارج  وانطلق بسيارته لاحدي المطاعم حيث يجلس بعض الرجال ، سلم عليهم وجلس معهم فقال احدهم :- نورت يا علي اخبارك ايه واخبار الحاج سلمان ايه وحشنا ....

علي :- بخير ...كيفك يا رشيد بيه 

الرجل :- الحمد لله ...حيث كده نخش في الموضوع ...انا عارف انك مستغرب السعر اللي عرضناه عليك ...بس لازم تفهم يا علي ان السوق عرض وطلب وبصراحة العروض المرة دي مختلفة 

شرب علي قهوته وقال بهدوء :- لو دي قصة عشان تقلل بيها السعر فوفر خيالك المبدع ده يا رشيد بيه 

رشيد :- ده مش خيال يا علي ..ده واقع ...واقع اسمه الشعراوي 

اوما علي حين سمع الاسم فقال الرجل :- يعني انت عارف 

علي :- عارف ...وعشان عارف بقولك ان الشعراوي ده فقاعة هوا ...جواه فاضي عاوز تتسند هلي فقاعة هوا ؟

رشيد :- انا يهمني السعر والشعراوي عارض سعر رخيص 

علي :- واشتراكم بالرخيص فعلا 

رشيد :- علي اتمني تفهمني ...البيزنس مفيهوش علاقات 

علي :- خليك انت فاكر الكلمة دي يا رشيد بيه ....تمام السعر مش هينزل مليم عاجبكم عاجبكم مش عاجبكم روحو للهوا يديكم محصول ...معاك يومين يا رشيد بيه وبعدها ....الكلام هيخلص ....عن اذنك 

تركهم علي وغادر وبقي الرجال يلتفتون بينهم وصل للسيارة وانطلق 

كانت عهد في البيت حين طرق الباب فقالت بتردد :- مين 

سمعت صوت رجل بالخارج ونظرت من العين السحرية فوجدت البواب ومعه رجل فتحت الباب فقال :- مساء الخير يا افندم انا مراد جاركم اللي فوق كنت بس بركب غاز جديد وفي حاجات محتاجة اطلعها من المطبخ عندكم ...فلو تسمحيلنا 

ترددت ولكنها قالت اتفضل 

دخل الرجل ومعه البواب وعامل التصليحات للمطبخ ووقف مراد معها وقال :- انا اسف علي الازعاج ...انا ماصدقت ان اصحاب الشقة ييجو 

اومأت عهد بتفهم فقال :- انا مراد فراج محامي ..وحضرتك ؟ 

عهد :- عهد 

مراد :- عهد !!! اسمك جميل يا انسة عهد 

عهد :- شكرا 

مراد :- بس انا كنت اعرف ان الشقة ملك راجل من الارياف مبيجيش كتير انتو اشتريتوها منه 

عهد :- مش عارفة ....

ضحك مراد :- واضح انك صغيرة اوي يا انسه عهد ....انتي كام سنة 

كانت تشعر بالتوتر من اسئلته ونظراته ولكنها قالت :- سبعتاشر 

لمعت عيناه وقال :- ياااه انتي نونو خالص 

نظرت له وقطبت حاجبيها ولكنها لم تكد حتي رأت علي خلفه 

بمجرد ما رأي الرجل تبدلت ملامحه بشكل مخيف جدا ونظر لها ثم للرجل الذي التفت علي صوت علي وهو يقول :- في ايه ...

مراد :- اهلا ....لا ابدا كنا بنوصل الغاز والانسة كانت واقفة معانا بس عل.....

قاطعه علي بحدة :- محدش قالك ان البيت فيه راجل لما تعوز حاحة تكلمه ....وانتي خشي جوا .....

نظرت له عهد بضيق لأحراجها امام الرجل ٥قالت :- الناس بتوصل حاجات وهيمشوا 

احمرت عيناه من الغضب فخافت ودخلت فنادي علي البواب بحدة وقال :- مدخل رجالة شقتي من غير علمي ليه ...مقادرش ترن عليا 

البواب بخوف :- الست فتحت وقالت اتفضلو 

شعر بالغضب اكثر فقال :- طب يلا ...يلا برا ....برا كلكم 

مراد :- علي فكرة دي اسمها قلة ذوق احنا مش بنشحت منك ....لولا الانسة كانت ذوق معانا انا كن....

لم يكد يكمل جملته حتي قاطعه علي بلكمة فامسكه البواب بخوف :- اهدي يا علي بيه ....اهدي ..

علي بغضب :- .اطلعو براااا

خرجو من الشقة واغلق الباب بينما اغلقت عهد باب غرفتها ووقفت ترتجف من الخوف حين رأت ما فعله ....دفع الباب خلفها فانتفضت فقال بغضب :- واقفة مع الرجالة تتكلمي وتتسايري في بيتي !!!! متجوزة خروف بقرون .....تراجعت للخلف بخوف من سينقذها الان فقالت :' اما ...انا كنت لابسه حجاب والله 

علي بسخرية :- هو ده المشكلة ....انتي غبية ولا هبلة ولا بتستهبلي ...مية مرة اقولك انتي مرتي وشرفي خدي بالك من تصرفاتك ....تقومي تدخلي رجالة متعرفيهاش الشقة وانا برا ....افرض حد طمع فيك ....هتتصرفي كيف 

قالت بخوف وقالت :- كانو بس هيعملو شغلهم ويمشوا 

شعر بالغضب اكثر من ردودها التي تستفزه فجذب ذراعها بقوة فاصطدمت به فقال بغضبة:- قوليلي اعمل فيك ايه دلوقتي ....ها ؟؟ ...انتي عايزة مني ايه ؟؟؟ ..ليه طلعتيلي زي الذنب في رقبتي بيخنقني كل يوم وبس ....

رغم خوفها شعرت بالاهانة من حديثها فشعر بذراعها يرتخي في قبضته ونزلت دموعها اكثر جذبها ناحيته اكثر ومسح تلك الدموع بيديه وهو ينظر لملامحها التي يراها تارة سهر خالته وتارة عهد  وقال :-  كفاية بكا....محليتكوش غيره انتي وأمك 

رفعت رأسها ناحيته بصدمة تحولت لغضب فشعر بقبضه في صدره من رؤية هذا الوجه الغاضب يلاحقه مرة أخري  ، وضع كفه علي خديها يمسكها جيدا وقست يداه كأن هذا الوجه ...هذا الوجه هو سر عذابه الذي لا يعرف كيف يتخلص منه ...

كانت تنظر له باستغراب من الالم الذي تراه في عيناه التي نادرا ما تظهر فيها مشاعر حتي شعرت به ينحني ويقبلها !! 

شعرت بالرعب مما يفعل ولم تستطع ان تتحرك فقط نزلت دموعها اكثر وهي تحاول ان تستوعب ما يفعله ولكنها خافت ان توقفه ...خافت من غضبه او ابتعاده عنها مرة اخري خافت ان تترك العنان لكلمة لا  الاسيرة علي شفتيها بين براثن الخوف منه 

فأغمضت عيناها واخفضت صوت عقلها وتركته يفعل ما يريده بها ....

دون اعتراض .....

دون مقاومة .....

دون حق في قول لأ ....

في القصر 

جلس مصطفي في الحديقة يدخن بشراهة وغضب في وقت متأخر رن هاتفه فرأي رقم غريب ، ظل ينظر له ثم قال :- الو ايوه مين 

رد الصوت الاخر وهو يقول :' لو عايز تخلص من واد عمك قابلني الخميس بعد الساعة ١٢ عند الساقية ....

اغلق الخط فنظر مصطفي مستغربا من سيكلمه بهذه الطريقة  ، ومن اين علم بخلافه مع علي !!! 

في الصباح 

وقفت عهد في الحمام تنظر لنفسها ولأول مرة تشعر انها لا تعرف المرأة التي تراها ....لم تعد تلك الفتاة التي تبني احلاما وتتبعها لم تعد فتاة حتي بل أصبحت أمرأة ..امرأته هو ...ارتجفت يداها وهربت من عيناها الذابلة دموع حارقة مسحتها مسرعة 

علي هو سبيلها الوحيد ان تعيش في هذا العالم الذي تركت به وحيده وسط أهل لا تعرفهم ويكرهونها مقدما ، هو السبيل لحمايتها وسط هذا العالم كما أخبرتها عاليا وليلي والمواقف التي عاشتها من دونه ....كان يجب ان يحدث ذلك ، كانيجب ان تدفع له ثمن حمايتها ان تكون زوجته ....لا داعي للدموع او الندم فعهد القديمة انتهت بمجرد ان تركها خالها وعائلته في الشارع وادارو ظهرها لها ورحلو ....فتحت المياة وتركتها تنسدل لي جسدها تخفف حدة الليلة الماضية عليها 

في الخارج 

وقغ في الشرفة لا يعلم عدد السجائر التي دخنها ولكنه مازال يشعر ان رأسه سينفجر ، لا يعلم لما فعل ذلك ولم يتمالك نفسه وترك اوهامه تسيطر عليه ، خالته وماضيه سيصبوه بالجنون وتلك اللتاة التي تذكره بهم اتت لتسهل عليهم الامر بالانتقام منه ....لم يرد ان يحصل ذلك ، علي الاقل بتلك الطريقة ولكنه لن يستطع ان يخبرها بذلك ...لن يستطع ان يخبرها بشياطينه وكوابيسه وخطيئته التي يدفع ثمنها كل يوم 

دخل للغرفة فراها تجلس امام المراه وتصفف شعرها وجد نفسه يذهب ناحيتها ويقف خلفها لا يعلم ماذا يقول ولكنه يربدها ان تقول شيئا ما ، رفعت عيناها ورأت عيناه المترددة حلفها ما بين اعتذار وجمود ظلت تنظر له ثم نظرت امامها وقالت :- انت كويس ....دخنت كتير اوي 

هيئته المتعبة وعيناه الذابلة تخبرها انه داخله امر لا تفهمه ولكنه قال بجمود :- انا كويس ...انتي كويسة ؟ ....لو احتاجتي حاجة ممكن نروح لدكتورة لو حابة او ....

هزت رأسها :- انا كويسة ....

اوما علي ثم دخل للحمام لم تمر دقائق حتي بدل ملابسه وخرج من الشقة ......

في القصر 

جلست منال مع امها وجليلة فاتت عائشة ابنتها وقالت :- هو ابوبا جاي امتي 

منال :- لسه منعرفش 

عائشة :- هي خالة عهد معاه ؟

نظرت لها منال وقالت :- عارفة لو نطقتي اسم خالتك زفت دي 

جليلة :- وماله يا منال سيبيها بتقولي ايه انتي 

منال ؛- سيبيني اربي بنتي يا خالة ....اخذتها وغادرو 

فقالت نجوي :- ايه تكونيش حابة البت دي ولا ايه ...عاوزاها تكمل هنا اياك!!! 

جليلة :- البت مرته ...وخلاص اتجوزو 

نجوي :- مرته ايوه ....بس تبقي هنا طول العمر مش هيحصل ...الريس اللي ليها مركبين بتغرق يا جليلة ...نصيحة متبقيش في النص الغرقان ....تركتها وقامت واستغربت جليىلة فحتي الان لم ترضي نجوي وابنتها بالوضع الجديد 

في الشقة 

عاد علي من الخارج متأخرا حتي تكون نامت ، دخل لغرفته وبدل ملابسه ولكنه تفاجأ انها ليست في سريرها ظل ينظر حوله فوجدها تخرج من الشرفة تلف نفسها بشال طويل من البرد حين رأته قالت بقلق :-كنت فين كل ده ...انا قلقت عليك 

توقف ينظر لها هل حقا قلقت عليه فقال :- كان عندي شغل 

اومأت وقالت :- طب يلا عشان تتعشي 

تركته وخرجت فظل ينظر لها مستغربا ما تفعله ولكنه بدل ملابسه وذهب يبحث عنها ، وجدها تضع الاطباق علي السفرة وجلست بجواره ...جلس علي ينظر للطعام ثم بدأ يتناول طعامه حين تذكر انه طوال نسي ان يتناول اي شئ سوي السجائر ...

اثناء تناول الطعام لاحظ ما ترتديه اسفل الشال من ملابس نوم صدرها مفتوح ، استغرب ارتدائها لهذا النوع من الملابس لأول مرة امامه تابع تناول طعامه فقالت :- خلصت شغلك هنا ولا لسه 

علي :- لسه 

عهد :- كويس خلينا هنا كمان شوية 

ابتسم رغما عنه :' موحشكيش القصر ...

قلبت عيناها :- لا أكيد ...ومتقولبش دول اهلك وكده انا عارفة 

علي :- مش هقول كده بس هقول ان ده بيتك زي ماهم بيتهم 

عهد :- ممكن الشقة دي تبقي بيتي انا حبيتها اكتر 

علي :- يا خسارة كان نفسي اوافقك بس مش دايمة .....

هزت رأسها وانهي طعامه ثم عاد لغرفتهم ، عادت لغرفتهم هي الاخري بعد ان رفعت الاطباق ثم نامت بجواره واطفأت الضوء .....

اغمضت عيناها متصنعة النوم ، تفكر بمشاعر متضاربة لقد تعبت من المقاومة والتعلق بالاماني الزائفة والواقع المرير يصدمها بين الحين والاخر انها اصبحت وحيدة ولم يعد امامها سوي قصر صفوان وعائلته ولكنها لم تعتاد علي ذلك ولا تعرف كيف تتصرف معهم ولا مع علي ....

علي الناحية الاخري مازال مصدوما مما حدث ولا يهلم مالذي تفكر به وكيف استسلمت له بسهولة ...يخشي ان يكون هذا عقابه ...تنهد بهدوء وقال :- ايه رايك تخرجي معايا بكرة تشوفي البلد ولو عاوزة تشتري اي حاجة ؟ 

استغربت عرضه فقالت بهدوء :- بجد ؟ 

علي ايوة 

عهد - ماشي ...موافقة 

علي :- تمام .....سكت قليلا ثم قال :- متاكده انك كويسة ...مش محتاجة تشوفي دكتورة ؟ 

شعرت بوجهها يشتعل من الخجل  فقالت :- لا ...انا كويسة 

اومأ علي ثم قال :- انتي مراتي في الاول والأخر  مفيش حاجة غلط حصلت 

شعرت بقلبها يدق سريعا ولم ترد فتابع :- انا عارف ان الطريقة كانت غلط من البدايه ...ومحدش فينا كان في دماغه الجوازة دي بس ربنا له حكمة بيجمع عليها الناس حتي لو منعرفهاش لسه 

ظلت صامته ومن داخلها ترتجف التفت ناحيتها وشعرت بعيناه عليها في الظلام وقال بصوت خافت :- انا صحيح عمري ما حسيت بحاجة زي دي ناحيتك من اول جيتي فيه القصر ، بس دايما طيف أمك كان ملازمك وانا كنت بعزها ..

شعرت بالحديث يؤذي قلبها فقالت هدوء :- انا آسفة لو كنت مغصوب علي الجوازة دي ....بس انا مفيش في ايدي حاجة 

علي :- محدش يقدر يغصبني علي حاجة انا معاوزهاش .....شعرت بيده تمرر علي وجهها فارتجفت فقال بخفوت :- معرفش اذا كنتي حسيتي بحاجة ولا لأ ....بس انا حسيت ...حسيت بحكمة ربنا اللي حطك في طريقي وكتبك علي اسمي من غير ترتيب كأنه في حاجة نقصاني وانا مكنتش اعرف ....وامبارح بس لقيتها ....

شعرت بضربات قلبها تزاد فحرك يده حتي عنقها الدافئ وشعر بها تبتلع ريقها قبل ان يحاوط عنقها بكفه وقال :- وصعب اسيبها تروح مني .....


Continue Reading

You'll Also Like

517K 38.9K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
387K 14.9K 48
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
1M 36.5K 24
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...
535K 17.8K 37
قصه شيخ عشيره عمره ٣٩ ياخذ فصليه بعمر المراهقه ١٦ سنه بسبب العادات والتقاليد