عُمارة آل نجم.

By MariamMahmoud457

207K 13.1K 21.9K

عادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، مح... More

الفصل الأول ( بر الوالدين )
الفصل الثالث
الفصل الرابع ( من يملُك الحق )
الفصل الخامس ( إرضاء الأقرب للقلب؟ )
الفصل السادس ( طريق التهلكة )
الفصل السابع ( ماذا فعلوا بحقها؟ )
الفصل الثامن ( بداية جديدة خالية من الفساد )
الفصل التاسع ( تِكرار الخطأ عواقبه كبيرة )
الفصل العاشر ( خيبة الأهل )
الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )
الفصل الثاني عشر ( عُطلة عائلية )
الفصل الثالث عشر ( موافقة بالإجبار )
الفصل الرابع عشر ( بيعة مُشتراه )
الفصل الخامس عشر ( عودة العلاقات )
الفصل السادس عشر ( إصلاح ما قامت الحياة بإفساده )
الفصل السابع عشر ( صدمة غير متوقعة )
الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )
الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )
الفصل العشرين ( أمل يُضيء القليل من النور )
الفصل الواحد والعشرين ( قد تتغير الموازين )
الفصل الثاني والعشرين ( لا بأس من المحاولة مرة أخرى )
الفصل الثالث والعشرين ( بنهاية الدرب راحة )
الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )
الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )
الفصل السادس والعشرين ( حُب غير مرغوب )
الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )
الفصل الثامن والعشرين ( ضائِعة من نفسها تائِهة بين البشر )
الفصل التاسع والعشرين ( زواج لرد الشُكر )
الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )
الفصل الواحد والثلاثين ( عاد مُهاجر الدار إلى داره )
الفصل الثاني والثلاثين ( جاء من يحمل الحُب في قلبه وقوله وفعله )
الفصل الثالث والثلاثين ( لم نعُد نلوم الغرباء، فالمقربون فعلوا الأسوء )
الفصل الرابع والثلاثين ( عواقب انتماءِها لهذا الحُب )
الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )
الفصل السادس والثلاثين ( مُناضل في حرب السعادة )
الفصل السابع والثلاثين ( لا نُحاسب على سذاجة القلب )
الفصل الثامن والثلاثين ( نهاية قصة محسومة لن يُفيدها الأسف )
الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )
الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )
الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )
فصل إضافي ثاني وأربعين ( بورِكتّ معك فاتِحة العُمر )
فصل إضافي ثالث وأربعين ( بورِك مسعى سِرناه سوياً )
فصل إضافي رابع وأربعين ( يزداد نصيب العُمر به حياة )
الأخير، مِسك الخِتام ( خير حصاد التربية الصالحة )

الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )

5.4K 288 214
By MariamMahmoud457

مازالت نائِمة على فراشِها، تضم إلى جسدها بكلتا يديها فُستان زفافها الثقيل الذي لم تقوى على خلعه مُنذ أمس، لتُقرر النوم به وكأن ما من شيء أفضل منه ليجعلها سعيدة ولو قليلاً، بالرغم من بُكاءِها طوال الليل، حتى حل عليها الصباح، لتفتح أعيُنها بوهن عندما شعرت بدقات باب الغُرفة، سُرعان ما أنتفضت عندما أدركت أنه هو من يقوم بدقه، لتذهب سريعاً إلى باب الغرفة لكي تقوم بفتحه.

نظر لها بلال من أسفل إلى أعلى مُتعجباً من عدم تبديلها لذلك الفستان أو حتى إزالة حجابها، ليعود بنظره لها وهو يقول ببرود:

-" أمك أتصلت بيا وقالت إنها كلمتك، مردتيش عليها ليه؟".

إبتلعت وئام ريقها وهي تنظر له بأعينها اللامعة، لتقول بنبرة مُرتعشة:

-" كنت نايمة ".

تنهد بلال بملل ليقول بعدم إهتمام:

-" أبقي كلميها ".

حتى كاد أن يذهب من أمامها، ولكنه عاد مرة أخرى ليقول بنبرته الجامدة:

-" وغيري هدومك دي علشان تحضريلنا فطار، ولا ناوية تقضي بقيت حياتك بيهم؟".

نفت وئام برأسها وهي تحاول كتم دموعها أثناء ضغطها على شفتيها، ليذهب من أمامها دون أن يتحدث في أي شيئاً آخر، حتى ولجت هي إلى الغرفة لتبكي بصوت غير مسموع، حتى قامت بمسح دموعها بكفها المُرتعش، ثم توجهت لتخرج لها ملابس أخرى.

كان هاشم يجلس بالمعرض الخاص بوالده، ليقوم بتسجيل تلك الفاتورة على الحاسوب من أمامه وهو يقوم بنقل بعض الكلمات بإحدى الأوراق المزدوجة، لينظر للرجل من أمامه قائلاً برسمية:

-" كدة تلاجة وغسالة وغسالة أطباق، السعر بالظبط ٦٣ ألف ٩٢٠".

أومأ له الرجل وهو يستمع إليه بتركيز وإنصات، لينظر هاشم إلى الحاسوب ثم عاد بنظره إليه مرة أخرى قائلاً بنفس نبرته:

-" حضرتك ناوي تقسط ولا كاش؟".

أخرج الرجل الأموال من حقيبة زوجته قائلاً بنبرة هادئة:

-" لا كاش إن شاء الله".

أومأ هاشم برأسه، ليقوم بإخراج دفتر المشتريات، ثم قام بإعطاءه للرجل وهو يُشير بيده ليقول بنبرة هادئة:

-" هتكتب بيانات حضرتك هنا وبعدين هطلع لحضرتك الفاتورة".

أومأ الرجل برأسه، ثم بدأ بكتابة بياناته بذلك الدفتر، ليقوم بإعطاءه إلى هاشم مرة أخرى بعد مرور عدة دقائق، ليتم الدفع بينهما ثم قام هاشم بإعطاء الرجل الفاتورة، ليقرأها الرجل إلى آخرها حتى توقف عند تلك الإمضاء، ليعقد حاجبيه بتعجُب حتى عاد بنظره إلى هاشم ليقول بنبرة مُتعجبة:

-" هو مش الحج صاحب المعرض عابد نجم بردوا؟".

أومأ هاشم رأسه بهدوء، ليبتسم وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أيوة أنا إبنه".

عقد الرجل حاجبيه بتعجُب أكثر لينفي برأسه وهو يقول بنبرة أظهرت تعجبه:

-" لو حضرتك إبنه يبقى المفروض الإمضة تبقى بأسم هاشم عابد نجم، مش كدة؟".

نظر له هاشم ولم يدري بماذا يجب عليه أن يُجيب، لينفي الرجل رأسه بعدم إقتناع، حتى إبتلع هاشم ريقه سريعاً ليقول بنبرة مُتلهفة:

-" طيب حضرتك ممكن تستريح شوية وأنا هجيب الحج يمضي بنفسه على فاتورة تانية، أتفضلوا أستريحوا".

نظرت المرأة إلى زوجها، ليجلس كلاً منهم بهدوء، حتى خرج هاشم من خلف مكتبه ليقف بعيداً عنهم وهو ينظر إلى هاتفه يقوم بإخراج رقم والده، حتى جاءه صوت عابد يقول:

-" أيوة يا هاشم".

نظر هاشم للرجل وزوجته، ليتنهد بعمق حتى قال بنبرة هادئة:

-" معلش يا حج محتاجك هنا في المعرض".

عقد عابد حاجبيه ليتساءل بجدية:

-" خير في إيه حصل حاجة عندك؟".

نفى هاشم برأسه وكأنه يراه ليقول بنبرة حاول جعلها ثابتة:

-" مفيش يا حج متقلقش، سوء تفاهم بسيط بس محتاجين هنا إمضتك".

عقد عابد حاجبيه بتعجُب أكبر ولكنه أومأ برأسه عدة مرات، لينهض لكي يتجهز بعدما ودع هاشم.

خرج بلال من الغرفة بعد مرور بعض الوقت، ليجد طعام الفطار أمامه على الطاولة، نظر له بهدوء ثم رفع رأسه ليجدها تخرج من المطبخ وهي تمسك بيديها صينية بها كوبين من الشاي بحليب، لينظر لها بلال قليلاً بعدما قامت بتغيير ملابسها إلى أخرى عبارة عن بيجامة من اللون الوردي لا تظهر منها شيئاً أثر وسعها، لتنظر له بإرتباك حتى قالت بنبرة مضطربة:

-" أنا كنت هحط الشاي وهخبط عليك".

جلس بلال ليبدأ بتناول الطعام غير مستمعاً لها، لتقترب منه حتى قامت بالجلوس على الأريكة من جانبه وهي تضع أمامه كوب الشاي خاصته، لتنظر له بإرتباك وهي تجده يأكل غير مهتم بأي شيء من حوله، حتى مدت يدها لتبدأ هي الأخرى بتناول الطعام وهي تشعر بالجوع منذ أمس، ليندمج كلاً منهم في تناول الطعام دون النظر أو الحديث مع بعضهم البعض.

مضغ بلال الطعام بفمه وهو ينظر لها بطرف عينه، حتى وجدها تأكل بنهم ولكن بشكلٍ هاديء أثر حرجها منه الذي لاحظه هو، حتى وجه نظره إلى شعرها الذي كانت تربطه بربطة شعر وردية اللون، ويسقط شعرها من بعد ذلك على ظهرها بأكمله، أمعن النظر به قليلاً وهو يتذكر طول شعرها عندما كانت صغيرة، فدوماً ما أحبه أثر شكله المميز بطوله ولمعته السوداء التي تشبه شعر الأحصنة الثقيل، ليبتلع الطعام من فمه وهو مازال ينظر لها، حتى وجهت نظرها إليه ليُشيح هو بنظره عنها.

إبتلعت وئام الطعام بفمها، لتنفض يديها بهدوء، حتى قامت بضم قبضة يديها لتقول بنبرة مضطربة:

-" أشرب الشاي قبل ما يبرد، أنت بتحبه سخن".

ظل بلال يأكل غير مبالياً بحديثها، ليتساءل بجمود وهو ينظر للطعام:

-" أتصلتي بأمك".

نظرت له وئام بإرتباك، لينظر لها في ذلك الحين، حتى نفت هي برأسها بخوف، ليلوح رأسه بسخرية حتى عاد بنظره إلى الطعام ليقول بنبرة هادئة:

-" متقلقيش أنا كلمتها".

ليعود بنظره إليها مرة أخرى وهو يطالعها بنظرة أدركتها جيداً وهو ينفض يديه قائلاً بنبرة ساخرة:

-" علشان عارفك مبتعرفيش تكدبي".

لمعت الدموع بأعيُنها مرة أخرى، لينهض من جانبها مُتجهاً إلى المرحاض، حتى نظرت هي في أثره بأعيُن أغرورقت بالدموع.

ليخرج من المرحاض بعد مرور دقيقة، حتى وجدها تقف أمامه وهي تمسك بكوب الشاي خاصته بين يديها وهي تُحيد بنظرها عنه قليلاً قائلة بنبرة حاولت عدم مزجها بحشرجة صوتها:

-" أشربها قبل ما تبرد".

نظر بلال للكوب ثم وجه نظره لها، ليتنهد حتى قام بأخذه من بين يدها ليذهب من أمامها من بعد ذلك.




كان عابد يجلس على السفرة يتحدث مع كلاً من يحيى وجنة وهم يضحكون معه، حتى أتت إليهم شادية ومن خلفها كريمة وأفنان وأحلام، ليقومون بوضع الطعام أمامهم حتى نظرت شادية إلى أفنان لتقول بنبرة سريعة:

-" أطلعي أندهي لهاشم ورشاد يلا علشان ينزلوا الأكل جهز".

أومأت أفنان برأسها حتى كادت أن تتحرك لتقول كريمة بنبرة مُتلهفة:

-" خلاص هطلع أنا أنادي هاشم واخليه يشوف رشاد بردوا".

رفعت شادية حاجبها بإستنكار لتقول بنبرة ساخرة:

-" دة إيه النشاط دة، لا ياختي أفنان خفيفة هتطلع وتنزل بسرعة".

رمقتها كريمة بغيظ، ليقول عابد بجدية:

-" أقعدي أنتِ وهي محدش يطلع، هاشم بيصلي ورشاد كلمته وقال نازل، اقعدوا بقى".

أومأوا برؤوسهم جميعاً، ليجلس الجميع حتى هبط إليهم كلاً من رشاد وهاشم أيضاً، وكذلك مالك الذي خرج من غرفته، ليجتمعوا حول المائدة يتناولون الطعام، ليبتلع مالك ما بفمه حتى قال بنبرة مرحة:

-" أومال مفيش حلويات من إللي كانت إمبارح في الفرح ولا إيه".

نظرت له والدته وهي تأكل لتجيب قائلة بنبرة هادئة:

-" وهنجيبلك منين، الحاجات دي بتروح لأخوك".

ضيق مالك عيناه ليقول بنبرة مُتلذذة:

-" وهنروحله أمتى، عايز أتضايف منهم".

نظرت شادية إلى عابد لتتساءل بجدية:

-" ألا صحيح يا حج، هنروحلهم ولا نعزمهم علطول".

إبتلع عابد ما بفمه ليقول بنبرة هادئة:

-" نعزمهم علطول أحسن بدل ما نروح ونتقل عليهم من أولها".

أومأت شادية برأسها، لتنظر كريمة إلى هاشم الذي كان يأكل غير مستمعاً للحديث، لتعود بنظرها إليهم وهي تقول بنبرة حانقة:

-" وأشمعنى بقى متعزمناش علطول أنا وهاشم؟".

نظرت لها شادية حتى كادت أن تتحدث، لينظر عابد إلى كريمة بنظرة أربكتها وهو يتساءل بنبرة هادئة:

-" وإحنا لما طلعنالكم كنا متقلين عليكم؟".

شعرت كريمة بالحرج والخوف منه لتبتلع ريقها وهي تقول بنبرة مرتبكة:

-" مش قصدي يعني يا بابا، بس الأصول أن أم العريس بتروح وتشوف إبنها، روحوا أتطمنوا عليهم الأول وبعدين أبقوا أعزموهم".

نظر عابد إلى شادية ليقول بنبرة هادئة:

-" أبقي شوفي هتعمليلهم إيه علشان نبقى نجيب الطلبات".

إبتسمت شادية لتربت على كتفه قائلة بنبرة مُحبة:

-" ربنا يخليك لينا ويبارك لنا في عمرك يا عبودي".

غمز مالك بعينه ليقول بنبرة مرحة وهو ينظر للجميع:

-" شوفتوا عبودها إمبارح خطف الأنظار إزاي في الفرح؟".

وضعت شادية يدها على كتف عابد لتقول بجدية وفخر:

-" طبعاً لازم يأكل الجو بحلاوته عندك شك ولا إيه؟".

نفى مالك برأسه وهو يتصنع الخوف ليضحك الجميع حتى تحدثت أحلام تقول بنبرة مرحة:

-" لا بس بصراحة أبيه هاشم ورشاد إمبارح كانوا مزز الفرح".

أيد عابد حديثها ليقول بنبرة حانقة وهو ينظر إلى رشاد:

-" قوليلهم ياختي، قولتله ينقي عروسة بس طبعاً رشاد بيه لسة صغير على المواضيع دي".

أغلق رشاد جفنيه وهو يأكل ليتنهد بهدوء وهو يستكمل طعامه، لينظر لهم مالك قائلاً بنبرة مرحة:

-" رشاد بس؟ هشومة ولع الفرح بشياكته، مكنش ناقصه غير عروسة".

قال مالك كلماته وهو ينظر إلى كريمة بإستفزاز، لترمقه بسخط وهي تعود إلى تناول طعامها، حتى قالت أفنان بنبرة مرحة:

-" والله يا أبيه هاشم أنت لو روحت جيم وظبطت جسمك شوية بس هتبقى شبه الممثلين الأجانب".

ضحك هاشم ليقول بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" جيم إيه بس يا أفنان، الحاجات دي ليكي ولمالك لكن إحنا كبرنا على الحاجات دي".

نظر يحيى إلى والده ليقول بنبرة هادئة:

-" لا يا بابا أنا صحابي أبهاتهم بيروحوا جيم، وكمان عمو رشاد بيروح، روح أنت كمان".

ضيق هاشم عيناه ليقول بنبرة مرحة:

-" للدرجة دي شكلي مش عاجبك يا سي يحيى ".

لينظر هاشم إلى جنة وهو يحدثها بلغة الأشارة قائلاً:

-" وأنتِ يا آنسة جنة مش عايزاني أروح جيم أنتِ كمان".

ضحكت جنة لتنفي برأسها وهي تحدثه بنفس اللغة، ليضحك عابد حتى وجه نظره إلى هاشم ليقول بنبرة مرحة:

-" أبسط يا سيدي جنة حباك في كل حالاتك".

ضحك هاشم وهو ينظر له، ليوجه نظره إلى جنة وهو يبتسم لها بحُب كذلك يحيى الذي ضحك.

أنتهى الجميع من تناول الطعام بعد وقت، لتقوم شادية بإعطاء أفنان صحن به طعام وهي تقول لها بنبرة هادئة:

-" خدي يا أفنان طلعي الطبق دة لزيد علشان حرام كان قايلي أن نفسه في بطاطس باللحمة، وقولي لمرات عمك ورزان ينزلوا يقضوا السهرة معانا".

أومأت أفنان برأسها، لتأخذ منها الصحن وهي تخرج من باب المنزل تتوجه إلى الأعلى أثناء تفكيرها به وبما من الممكن أن يحدث، لتحدث نفسها قائلة:

-" أياً كان إللي هيفتحلي بقى هقوله يديله الطبق هو".

أومأت وهي تشعر بالراحة قليلاً، لتدق باب المنزل حتى قام بفتح باب المنزل لتتفاجىء هي عندما وجدته أمامها، نظر لها زيد قليلاً ليمسك باب المنزل بيده والذراع الأخر يستند على الناحية الأخرى من الباب، لتبتلع أفنان ريقها وهي تمد يديها بالصحن له قائلة بنبرة مضطربة:

-" ماما بعتالك الطبق دة".

أخذه منها زيد، ليقوم بإزالة الطبق الآخر الذي يُغطيه، سُرعان ما إبتسم ليقول بنبرة مرحة:

-" والله شادية دي أجدع من أمي".

إبتسمت أفنان بإضطراب، ليعود زيد بنظره إليها وهو يُطالعها مُطولاً، حتى تنهد ليقول بنبرة هادئة:

-" آسف على أسلوبي معاكي، مش عايزك تزعلي مني، بس أنا بقالي كام يوم عندي مشاكل في الشغل".

عقدت أفنان حاجبيها لتتساءل بنبرة متعجبة:

-" هو أنت نزلت شغل؟".

أومأ زيد برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" نزلت شغل في شركة من غير عقد، بقالي فيها كام يوم بس شكلي هسيبها علشان مش جايبة همها".

نظرت له أفنان قليلاً، لتومىء رأسها بقلة حيلة، حتى أقترب منها قليلاً ليقول بنبرة مُحبة:

-" شكلك إمبارح كان زي القمر، ولفة الخمار عليكي بعد ما طولتيها بقت جميلة".

إبتسمت أفنان بخجل منه، لتنظر له بإضطراب حتى قالت بنبرة سريعة:

-" هي فين أبلة سامية ورزان، عايزاهم".

ضحك زيد، ليقوم بإفساح الطريق لها، لتولج للمنزل من جانبه وهي تبتعد بجسدها لكي لا تلتصق به وسط نظراته المُعلقة عليها وهو يبتسم.

بالأسفل، كانوا جميعهم يجلسون معاً بعدما هبطت إليهم والدة رزان ورزان، ليجلس الجميع وسط ضوضاء أثر حديثهم بنفس الوقت بمرح، لتخرج شادية من المطبخ وهي تمسك بيديها صينية كبيرة بها كيك من الشوكولاتة أثناء غناءها وهي تقول بصوت مرتفع:

-" يلا حالاً بالاً بالاً حيو أبو الفصاد".

نظروا لها جميعهم ليرددون خلفها بسعادة وسط نظرات هاشم المصدومة وهو يضحك على ما يفعلوه، لتقترب منه بالكيك تضعه أمامه حتى جلست بجانبه تربت على كتفه وهي تغني وسط غناء الجميع معها، لتتحدث أحلام قائلة بنبرة مرحة:

-" يا ماما لسة المفروض الأول نقول Happy birthday to you ".

أمتعضت معالم وجه شادية، لتقول بنبرة حانقة:

-" ما تتكلمي عدل يا بت، ولا علشان متخرجة من كلية لغات هتقرفينا".

لوحت أحلام رأسها بيأس، لينظر هاشم إلى والدته قائلاً بنبرة ضاحكة:

-" هو كل سنة لازم تفاجئيني كدة مفيش مرة تنسي؟".

عانقت كتفه لتقول بنبرة مُحبة:

-" أنسى إزاي عيد ميلاد أول فرحتي بس، دة أنا هفضل أحتفل بيكم كدة لحد ما أموت".

أقترب هاشم ليُقبل رأسها حتى عانقها ليقول بنبرة مُحبة:

-" ربنا يخليكي ليا يا ست الكل وميحرمنيش منك ويباركلنا في عمرك دايماً ".

ربتت والدته على ظهره بحُب، ليقترب عابد يقف أمامهم وهو يقول بنبرة مرحة:

-" والحُب كله للشوش وأنا مليش حاجة ولا إيه؟".

ضحك هاشم لينهض لكي يعانقه حتى قبل يده من بعد ذلك وهو يقول بنبرة لينة:

-" ربنا يبارك في عمرك يا حج دة أنت الخير والبركة".

ربت عابد على ظهره، ليقول يحيى بنبرة مرحة:

-" يلا يا بابا طفي الشمع قبل ما ينزل على الكيكة".

أقترب هاشم ليقوم بنفخ الشمع بفمه لكي ينطفىء، حتى نظرت شادية إلى كريمة تقول بجدية:

-" إيه يا ست كريمة مش هتقولي لجوزك حاجة".

نظرت لها كريمة ليتحدث يحيى قائلاً بنبرة مُتعجبة:

-" ماما أنتِ مش بتعملي لبابا كيكة ليه أو تجيبي تورتة في عيد ميلاده زي ما هو بيعملك؟".

كادت كريمة أن تتحدث لتستوقفها أحلام التي قالت بنبرة ساخرة:

-" علشان إحنا إللي بنفكرها بعيد ميلاد أبيه هاشم لما بنهيصله يا يويو".

تنهدت كريمة بملل وهي تقلب عينيها بنفاد صبر، حتى تحدث عابد وهو ينظر إلى أحلام بتحذير وسط توزيعه لنظراته بينها وبين هاشم الذي كان يظهر عليه الضيق:

-" أحلام .. روحي هاتي الأطباق يلا ".

نظرت أحلام إلى هاشم مثلما ينظر والدها، حتى تنهدت بضيق لتذهب من أمامهم، سرعان ما تحدث مالك قائلاً بنبرة مرحة وهو ينظر إلى كريمة:

-" كل سنة وأنتِ طيبة مقدماً يا خالتي كريمة".

نظرت له كريمة بحِدة، لتتحكم بأعصابها وهي تقول ببرود:

-" وأنت طيب".

عقد مالك حاجبيه ليتصنع التفكير وهو يقول بنبرة مغيظة:

-" هتتمي الأربعين مش كدة؟".

حاولوا جميعهم كتم ضحكاتهم عدا رشاد الذي ضحك بصوت مسموع نسبياً، لتنظر له كريمة بغيظ حتى عادت بنظرها إلى مالك لتقول بنبرة حانقة:

-" لا وأنت الصادق هتم الـ ٣٥، أنا لسة صغيرة".

تحدثت أفنان وهي تذهب تجلس بجانب هاشم قائلة بنبرة مرحة:

-" وأبيه هاشم كمان لسة صغنن وهيتم الـ ٤٠ سنة بس".

نظر لها هاشم وهو يبتسم ليربت على ظهرها بحُب، حتى جاءت أحلام من الداخل بعدما أتت لهم بالأطباق، لتُعطي تلك الحقيبة إلى هاشم وهي تقول بنبرة مُتأسفة:

-" معلش بقى يا أبيه هديلك هديتك دلوقتي علشان نازلة مع محمد، يارب تعجبك".

نظر لها هاشم ليقول بجدية:

-" تعبتي نفسك ليه يا أحلام؟ مش كان الأحسن توفري الفلوس دي لجهازك".

اقتربت منه أحلام لتقول بنبرة مُحبة:

-" جهازي كله من خيركم يا أبيه ودي أقل حاجة أقدمهالك، يلا أفتحها".

إبتسم هاشم ليقوم بأخذ الحقيبة منها حتى قام بفتحها، ليجده عبارة عن جاكيت شتوي جلد من اللون الأسود، لتتوسع أعينهم بإعجاب حتى تحدث رشاد قائلاً بنبرة مرحة:

-" وأنا بردوا أقول ناقصك إيه علشان تبقى ظابط".

ضحك هاشم لينظر للجاكيت حتى تحدث يحيى قائلاً بنبرة مُعجبة:

-" حلو أوي يا بابا".

لتومىء جنة برأسها عدة مرات وهي تطالعه بسعادة، لينهض هاشم حتى أقترب ليعانق أحلام وهو يقبل رأسها قائلاً بنبرة لينة:

-" تسلم إيدك يا حبيبتي، عقبال ما أشوفك أحلى عروسة في الدنيا".

تنهدت أحلام بعمق لتقول بنبرة حالمة:

-" يـارب يا أبيه ".

نظر لها رشاد وهو يرفع حاجبه بإستنكار، لتحمحم هي بحرج حتى قالت بنبرة سريعة:

-" طيب أستأذن أنا بقى علشان متأخرش، أبقوا سيبولي من الكيكة".

ضحكوا جميعهم لتذهب هي من أمامهم، حتى جاءت أفنان بصندوق صغير إلى هاشم وهي تقول بنبرة مرحة:

-" يلا يا أبيه هديتي أنا كمان يارب تعجبك".

لوح هاشم برأسه وهو يضحك ليأخذها منها يقوم بفتحها، حتى وجه نظره إليها يطالعها بتعجُب، لتتحدث هي قائلة بنبرة سعيدة:

-" دي محفظة علشان حضرتك كنت قولت هتجيب واحدة، ودعيت ربنا متجيبهاش علشان أجيبها أنا، ودة مج حراري علشان تشرب فيه حاجات سخنة وأنت في المعرض بما أن الجو ساقعة".

ضحك هاشم ليرمش بأعينه بعدم تصديق حتى أقترب ليقوم بمعانقتها وهو يقول بنبرة لينة:

-" مش عارف أقولك إيه والله يا أفنان، المفروض أنا إللي أجيبلك".

ضحكت أفنان لتقول بنبرة مُحبة:

-" خير حضرتك وبابا وأبيه رشاد مغرقني والله ربنا يخليكم ليا".

إبتسم هاشم لينظر إلى جنة التي كانت تحاول التحدث وهي تحادثه بلغة الإشارة، لتبتسم أفنان بسعادة حتى عادت بنظرها إلى هاشم تقول بنبرة مُحمسة:

-" جنة هي إللي هتملالك المج كل يوم قبل ما تروح الشغل كمان".

إبتسم هاشم لتقترب منه جنة حتى قام بمعانقتها وهو يُقبلها بحُب، ليقترب يحيى يقوم بإعطاءه هديته هو الآخر قائلاً بنبرة سعيدة:

-" ودي هديتي أنا وجنة يا بابا، حوشنا وجيبناها مع بعض".

أخذ هاشم الحقيبة من يده، ليفتحها حتى قام بإخراج ذلك البراوز الصغير الذي كان يحتوي على صورة هاشم مع أولاده وهو يحمل جنة ومن جانبه يحيى الذي كان يمسك به وهم يضحكون بسعادة، ليبتسم هاشم بسمة صافية وهو يُطالع الصورة يتحسسها بأنامله، حتى تحدث عابد قائلاً بنبرة مرحة:

-" أهي دي بقى أحلى هدية لحد دلوقتي، حطها بقى قدامك على المكتب هناك".

أيده الجميع وهم يبتسمون بسعادة وحُب، كذلك هاشم الذي كان يبتسم حتى تنهد بعمق مزجه إرتجافة بسيطة لينظر إلى صغاره حتى أقتربوا ليجلسوا بجانبه وهم يعانقونه بحُب يبادلهم هو العناق وسط نظرات الجميع السعيدة بهم.

لتوجه شادية نظرها إلى كريمة التي كانت تنظر إلى هاتفها وهي تضحك بخفوت غير مُهتمة بما يحدث من حولها، لتلوح شادية برأسها وهي تتنهد بعمق.

نظر مالك إلى رشاد ليقول بنبرة هادئة:

-" إيه يا عم رشاد يلا عايز أنزل أشوف مصالحي".

رفعت والدته حاجبها بإستنكار لتقول بنبرة ساخرة:

-" مصالح إيه يا أبو مصالح، أومال لو مكنتش مقضيها نوم وتنزل بليل تصيع متجيش غير وش الصبح".

رفع مالك حاجبيه وهو يستمع إلى الحديث المُعتاد، لتنظر سامية التي كانت تقوم بتقطيع الكيك من جانب شادية تقول بنبرة مُفكرة:

-" طيب ما ينزل مع زيد الشركة إللي بيشتغل فيها دي".

نظر لها مالك ليقول بنبرة ساخرة:

-" إذا كان إبنك هيسيبها يا سامية، عايزة توديني مكانه".

أحتدت نظرات والدته لتقول بنبرة حادة:

-" أنت يالا مش قولتلك متقولش إسمها كدة تاني!".

أومأ مالك برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" حاضر يا شادية".

نظرت له شادية بدهشة من تبجحه لتضحك سامية وهي تنظر لهم، حتى أعتدل رشاد للأمام قليلاً ليقوم بإخراج تلك الورقة من جيب بنطاله ليضعها على الطاولة من أمام هاشم قائلاً بنبرة هادئة:

-" أتفضل يا سيدي".

عقد هاشم حاجبيه بتعجُب وهو ينظر لهم، ليمسك بالورقة حتى تحدث مالك يقول بنبرة مرحة:

-" دة إشتراك جيم لمدة سنة، يلا يا عم هشومة هيص".

نظر له هاشم بدهشة ليقول بجدية:

-" جبتوه أمتى دة؟ دة إحنا كنا لسة بنتكلم على الغدا".

غمز رشاد بعينه ليقول بنبرة خبيثة:

-" وهو إحنا كنا فتحناه من غير مناسبة كدة".

ضحك هاشم وهو يلوح رأسه بعدم تصديق، وسط نظرات كريمة التي تركت الهاتف من يدها تستمع إلى حديثهم معاً منذ البداية، لتبلل شفتيها حتى نهضت لتقترب تجلس بجانب هاشم وهي توزع نظراتها بينه وبين رشاد قائلة بدلال:

-" روح بقى يا هشومي وأعمل إللي بيقولوا عليها فورمة دي، أنت أصلاً هتوصل لجسم رشاد بسرعة".

أغلق رشاد جفنيه بملل وتهكُم وهو يعود إلى موضعه، لينظر لها هاشم قليلاً، حتى ضيق جفنيه ليتساءل بجدية:

-" يعني أنتِ عايزاني أروح".

أومأت له برأسها وهي تبتسم قائلة بنبرة ناعمة:

-" أه طبعاً يا حبيبي روح، هتبقى شبه الممثلين الأجانب على رأي أفنان".

إبتسم هاشم بهدوء، بسمة لم تُماثل السعادة التي شعر بها من داخله أثر تلك الكلمة التي قالتها، ليبتلع ريقه حتى عاد بنظره إلى كلاً من رشاد ومالك يقول بنبرة أظهرت قناعته وسعادته:

-" يبقى نروح، بس مش هروح من غيرك يا رشاد، أبقى قولي مواعيدك علشان أروح فيها".

إبتسم رشاد ليومىء له برأسه بهدوء وسط ملاحظاته لنظرات تلك الماكثة من جانب هاشم، لينهض وهو يقول بنبرة هادئة:

-" همشي أنا دلوقتي علشان ورايا مشوار".

أومأوا برؤوسهم، ليذهب من أمامهم حتى تنهدت كريمة بعمق وهي تطالعه لتبتعد عن هاشم وهي تعود إلى مقعدها مرة أخرى.

بدل مالك ملابسه وهو يُغني بصوت مُرتفع، ليدق هاتفه حتى أمسكه ليذهب إلى الشرفة بعيداً عن الضوضاء، ليولج إليها حتى وجد رزان تقف تتحدث بالهاتف، ولكنها ألتفت بفزع عندما لاحظت أقدام أحد، حتى وضعت الهاتف على صدرها، ليضيق مالك جفنيه وهو يتساءل بجدية:

-" كنتي بتكلمي مين؟".

إبتلعت رزان ريقها لتجيب بنبرة مرتبكة تقول:

-" مبكلمش حد".

ضيق جفنيه أكثر وهو يعقد حاجبيه لتنظر هي إلى الهاتف حتى أجابت بنبرة سريعة تقول:

-" بكلم صاحبتي".

نظر لها مالك قليلاً، لتتحدث هي قائلة بنبرة حادة:

-" وبعدين وأنت مالك أصلاً، مش قولتلك تخليك في حالك بدل المرة مليون".

لوح برأسه وهو يقول بنبرة هادئة:

-" أنتِ إللي بتيجي قدامي بقى نصيبك كدة".

نظرت له رزان ببرود حتى كادت أن تتحرك من أمامه، ليستوقفها مالك قائلاً بنبرة خبيثة:

-" أبقي سلميلي على صاحبتك".

نظرت له بغيظ وغضب، لتذهب من أمامه على الفور حتى عاد هو بنظره إلى هاتفه بعدما قام بفتح المكالمة.




بإحدى الكافيهات، كانت تجلس أحلام مع خطيبها محمد، لتتنهد وهي تقول بنبرة أظهرت ضيقها:

-" طيب وبعدين يا محمد، يعني مفيش ولا قاعة فاضية الشهرين دول؟ إزاي طيب!".

وضع محمد يده على رأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" والله يا أحلام معرفش، دة حتى نوادي الظباط القاعات إللي فيهم محجوزة لـ ٣ شهور قدام".

نظرت له أحلام بإرتباك، لتبتلع ريقها حتى قالت بنبرة متوددة:

-" طيب ما نشوف القاعة إللي بابا وريهالنا، وهو هيكمل معا...".

كادت أحلام أن تستكمل حديثها ليتحدث محمد قائلاً بنبرة حادة:

-" أحلام قولتلك مش عايز شفقة ولا مساعدة من حد! الفرح عليا ودة كان إتفاق ما بيننا من الأول".

عقدت أحلام حاجبيها لتقول بجدية:

-" شفقة إيه يا محمد؟ هو علشان الفرح يبقى بالنص أو حتى بابا يساعدك في مصاريفه يبقى كدة شفقة! أنا بنته على فكرة يعني طبيعي دة إللي يحصل، وأنا قولتلك من أول ما جيت تخطبني الفرح يبقى بالنص وأنت إللي رفضت".

أومأ محمد برأسه ليقول بنبرة صارمة:

-" أه رفضت وهرفض تاني ومش عايز حد يساعدني يا أحلام أنا إللي هعمل الفرح".

ليتنهد حتى وضع يده على رأسه وهو يفكر قائلاً بنبرة هادئة:

-" ومش عايز نتكلم في الموضوع دة كتير، أنا هدور تاني وإن شاء الله هلاقي حاجة مناسبة ترضيكي".

إبتسمت أحلام لتربت على كفه بكلتا يديها وهي تقول بنبرة مُحبة:

-" أنا هتراضى لما أعيش معاك في بيت واحد يا محمد، مش فارق معايا والله ولا فرح ولا غيره المهم إننا نكون مع بعض".

إبتسم لها محمد ليربت على كفيها بيده، حتى جاء إليهم النادل يقوم بوضع المشروبات أمامهم، ولكن وقع من يده كوباً ما على الأرض، لتشهق أحلام حتى نهض محمد ليقول بنبرة هادئة:

-" خلاص خلاص محصلش حاجة".

حتى جثى على ركبتيه ليقوم بلملمة الزجاج، ليستوقفه النادل قائلاً بنبرة متأسفة:

-" أنا آسف لحضرتك، أتفضل وأنا هلمه ".

ترك محمد الزجاج من يده ليحمله النادل على الصينية، حتى قام محمد بإخراج بعض النقود من يده ليعطيها للنادل قائلاً بنبرة هادئة:

-" أنا معرفش المشروب والكوباية دول بكام، بس خد دول علشان محدش يجازيك".

نظر النادل للأموال من بين يده، حتى عاد بنظره إليه مرة أخرى ليقول بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" متشكر لحضرتك بس أنا هتصرف وإن شاء الله مش هتجازى، عن أذنك".

ليذهب النادل من بعد ذلك، حتى نظر محمد في أثره بتعجُب ليلوح برأسه وهو يعود بالأموال إلى جيب بنطاله، ليجلس مرة أخرى حتى نظرت له احلام لتقول بنبرة قلقة:

-" حصل لإيدك حاجة؟".

نفى محمد برأسه وهو يتفحص يديه ليقول بنبرة هادئة:

-" لا الحمدلله متقلقيش".

أومأت أحلام برأسها، ليبتسم محمد وهو يضيق عينيه بعدما أمسك بيديها قائلاً بنبرة مُحبة:

-" سيبك أنتِ وقوليلي إيه الصاروخ إللي كان في الفرح إمبارح دة".

أمتعضت معالم وجه أحلام لتقول بنبرة مُشمئزة:

-" ألفاظ سوقية".

رفع لها محمد حاجبه بإستنكار لتضحك رغماً عنها حتى ضحك هو ليتبادلون الأحاديث معاً بمرح.




كانت أفنان تقوم بغسل الصحون وهي تضحك مع والدتها ووالدة رزان بالمطبخ، لتنظر إلى رزان التي جاءت لها بالطبق المتسخ حتى ألتفت أفنان تقول بنبرة غاضبة:

-" وهو إيه دة بقى إن شاء الله؟ تعالي أغسلي الطبق أنا غسلت المواعين كلها".

نظرت لها رزان لتقول بنبرة مُغيظة:

-" ما هو دة من ضمن المواعين".

تركت أفنان ما بيدها لتعقد ذراعيها وهي تقول ببرود:

-" مش هغسله، تعالي أنتِ اغسليه".

صكت رزان على أسنانها لتقترب تقوم بغسله وسط نظرات أفنان المنتصرة، لترمقها رزان بغضب حتى قامت برش المياة على وجهها، لتشهق أفنان حتى قامت بفعل ما فعلته بها بالمياة لتبتل ملابس ووجه كلاً منهم، حتى ولجت إليهم شادية التي نظرت لهم بدهشة، ليتوقف كلاً منهم عما كانوا يفعلوه، لتبتسم شادية وهي تقول ببرود:

-" خلصوا يا حبايبي يلا علشان تمسحوا المطبخ، واعملوا حسابكم محدش طالع من هنا غير لما يتمسح، يلا واحدة تمسح وواحدة تعمل الشاي".

قالت أخر كلماتها بحِدة، لتذهب من أمامهم وسط نظراتهم المصدومة، حتى دبدبت كلاً منهم بالأرض وهم يتصنعون البكاء أثر تلك الأعمال التي زادت عليهم.

دق باب المنزل، لتترك أفنان ما بيدها هروباً من رزان التي وبختها بصوت مرتفع بعد خروجها، لتضحك أفنان حتى قامت بفتح باب المنزل لتجده زيد، نظرت له بدهشة ليبادلها هو النظرات وهو يطالعها من أسفل إلى أعلى أثر ملابسها المُبتلة، حتى عقد حاجبيه ليقول بنبرة ساخرة:

-" كنتي بتحاربي بالماية ولا إيه".

نظرت أفنان إلى ملابسها، لتنفضها بيدها وهي تقول بنبرة حانقة:

-" أه كنت داخلة حرب مع أختك المستفزة".

ضحك زيد ليقول بنبرة مرحة:

-" مش دي صاحبتك والبيست فريند بتاعتك يا لوزة".

إبتسمت أفنان عندما قال كلمته الأخيرة التي دوماً ما كان يقولها، ليتنهد وهو يقول بنبرة هادئة:

-" روحي ناديلي مالك علشان ننزل".

أفسحت له الطريق لتقول بنبرة سريعة:

-" أدخل هو في البلكونة، خش وهجيبلك نايبك من الكيكة طنط سامية وماما شايلينه".

أومأ لها زيد برأسه ليولج إلى المنزل حتى أغلق الباب من خلفه، ليولج إلى الشرفة حتى وجد مالك يقف بها، ليقترب منه زيد قائلاً بجدية:

-" يلا يابني هنتأخر".

أعتدل مالك بعدما كان يستند على السور، ليرفع حاجبيه بإعجاب وهو يقول بنبرة ساخرة:

-" إللي يشوفك النهاردة ميشوفكش إمبارح".

تنهد زيد بملل ليقول بنبرة حانقة:

-" ما شغل الذُل دة مبقاش ينفعني، أنا روحت لغريب".

أنتفض مالك في وقفته ليتساءل بجدية:

-" أخدت منه إيه؟".

نظر زيد للخارج، ليعود بنظره إلى مالك قائلاً بنبرة مغيظة:

-" شريط، والراجل كتر خيره أداهوني وقالي مش لازم أحاسبه دلوقتي".

صك مالك على أسنانه بغضب ليقترب منه يقول بنبرة حادة:

-" أنت غبي! يابني دة بيجر رجلك علشان تاخد منه علطول!".

لوح زيد رأسه بعدم إهتمام قائلاً بنبرة مرحة:

-" وماله مش أحسن من الحباية إللي بتذل أمي عليها؟".

مسح مالك على وجهه بغضب، لتلوج إليهم كلاً من أفنان ورزان الشرفة وهم يمسكون بيديهم الشاي والكيك، ليتحدثون معاً بمرح وسط تهكم وجه مالك وهو يطالع زيد بغضب.




بالمساء، كان يجلس هاشم بشُرفة منزله وهو يرتشف الشاي، ليتنفض عندما وجد عابد يولج إليه الشرفة، حتى توقف هاشم أمامه ليقول بنبرة هادئة:

-" تعالى يا حج أتفضل، ثانية هقول لكريمة تعملك كوباية شاي".

أستوقفه عابد ليقول بجدية:

-" أقعد يا هاشم تعالى أنا نازل علطول".

نظر له هاشم بعدم تصديق ليقول بنبرة أظهرت سعادته:

-" يا حج دة البيت نور بوجودك والله أتفضل أقعد وأنا جايلك علطول".

ذهب هاشم من أمامه، ليأتي بعد مرور عدة دقائق وهو يمسك بيده صينية بها كوب من الشاي، حتى وضعها أمام عابد الذي ضيق عيناه ليتساءل بنبرة هادئة:

-" أومال فين مراتك".

نظر له هاشم بحرج بعدما جلس، ليلوح برأسه قليلاً وهو يقول بنبرة حرجة:

-" نايمة، متقلقش عملتهولك مظبوط زي ما بتحبه".

ضحك عابد ليلوح برأسه، حتى نظر له هاشم بهدوء، ليعود عابد بنظره إلى هاشم قائلاً بنبرة هادئة:

-" بتفكر في إيه يا هاشم، أنا فاهمك وعارفك أكتر من نفسي".

نظر له هاشم، ليتنهد بعمق حمل بثقل قلبه، ليعود بنظره إلى عابد قائلاً بنبرة هادئة:

-" مالك يخلص كليته وييجي هو يستلم الإدارة بدالي، علشان ميحصلش أي لبخ أو سوء تفاهم زي إللي حصل النهاردة، وأنا هدور على شغل في أي شركة بشهادتي، كان في فرص لمحاسب...".

أستوقفه عابد قائلاً بنبرة هادئة:

-" ومين قال إني هسلم إدارة المعرض لحد غيرك؟".

تنهد هاشم ليعود بنظره إليه وهو يقول بجدية:

-" صدقني يا حج مش هينفع، إللي هيدير المعرض لازم إمضته تبقى من إمضتك علشان أنت صاحب المعرض، يعني إمضتي مش إثبات لأي حاجة".

إبتسم عابد ليقول بنبرة هادئة:

-" ومين قال بردوا أن إمضتك مش إثبات؟ دة أنا بفتخر بيها أكتر ما بفتخر بأسم عابد نجم".

نظر له هاشم وهو يستمع إلى حديثه، ليعتدل عابد في جلسته ينظر له وهو يقول بنبرة هادئة:

-" مش سوء تفاهم زي دة يخليك تفكر بالطريقة دي يا هاشم، أنا عايزك تبقى واثق في نفسك وفي شغلك دايماً، أنت إبني وأول فرحتي .. وشك كان وش السعد عليا، من ساعة ما الحج نجم جابك ليا وأنت في اللفة ومن يومها وأنا الخير فتح في وشي، كنت كل ما أبصلك بس تحصل حاجة حلوة في حياتي أجملهم شادية إللي أبوها كان رافض إني اتجوزها علشان لسة بنت ١٨ سنة، وبمجرد ظهورك والله يا هاشم أبوها لقيته جايلي بنفسه وبيقولي هجوزهالك ولا كأنه كان حاسس إني محتاج لحد يراعيك، ساعتها قولتلها إنك إبني وإني مش هستغنى عنك مهما حصل، هي رحبت بيك أوي واعتبرتك إبنها من لحمها ودمها وأنت كنت كل ما تكبر تمسك فيها وتتعلق بيها أكتر، ورغم أننا أتأخرنا في الخلفة بس بردوا مزعلناش بالعكس رضينا بأمرنا، أنا لو كنت زعلان ف كنت زعلان علشان عايز أجيبلك أخ لأني كنت شايفك بتكبر وبتقفل على نفسك أكتر، لحد ما ربنا كرمنا برشاد، وبعديه بلال وأحلام ومالك وأفنان، شوفت ياسيدي وجودك في حياتي جه عليا بالخير والبركة إزاي؟".

كان هاشم يستمع إليه بأعينه التي لمعت بالدموع، لينظر له عابد قائلاً بجدية:

-" مش مجرد إسم في البطاقة هو إللي هيمنع أنك إبني، أنت إبني مهما حصل يا هاشم، أنت بالنسبالي هاشم عابد نجم، كبيري وأول فرحتي، عايزك تتمشي تتباهى بنفسك وبأسمك حتى عيالك بردوا يتباهوا بيه معاك، بس خليك عارف من جواك أنك إبن مين؟".

ضحك هاشم من وسط دموعه ليقول بنبرة حاول جعلها ثابتة رغم حشرجة صوته:

-" عابد نجم ".

أومأ له عابد برأسه بتأكيد، لينهض هاشم يقترب منه ليقوم بمعانقته بحُب وهو يربت على ظهره يبادله عابد العناق بأخر يماثله طغى عليه بأبوته وحُبه الذي أعطاه له أكثر من أي شخصٍ أخر.



____________________________

تعريف الشخصيات.

الطابق الأول الخاص بكلاً من عابد نجم وزوجته شادية وأولاده ( هاشم، رشاد، بلال، أحلام، مالك، أفنان )

الطابق الثاني والخاص بكلاً من عُمران نجم الشقيق الأصغر لعابد، وزوجته سامية وأولادهم ( زيد، رزان )

الطابق الثالث الخاص بهاشم إبن عابد، وزوجته كريمة وأولادهم ( يحيى، جنة )

الطابق الرابع الخاص برشاد إبن عابد.

الطابق الخامس والفارغ من ساكنيه.

Continue Reading

You'll Also Like

312K 18.6K 40
You live in a different time zone Think I know what this is It's just the time's wrong
25.5K 1K 24
[ C O M P L E T E D ] Apabila dua hati terserempak tanpa sengaja, apa yang bakal terjadi? Apabila hati mula terpaut dan terjalin satu kasih sewaktu m...
212K 10.7K 90
Being flat broke is hard. To overcome these hardships sometimes take extreme measures, such as choosing to become a manager for the worst team in Blu...
10.6K 293 13
Unicorns Don't Talk! Hagrid had said.... UNLESS You where trans... Uh Oh for our 2 Closeted trans (FtM) characters Okay if you can't guess by the nam...