عهد ( ميراث الدم )

By Blackdiammond

21K 820 271

الرجال يخلقو مرة واحدة اما النساء فيعاد خلقهم مائة مرة ، في كل مرة تقع في يد رجل يشكلها حسب ما يريدها حتي لا... More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
اقتباس
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث العاشر
Note
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر ٠
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الثاني والغشرون

الفصل الحادي عشر

573 32 8
By Blackdiammond

في القصر 

جلس علي علي طاولة الغداء وحين اتي جده التفت له وقال كنت فين يا جدي 

سليمان :- كان فيه مشوار لازم اعمله 

علي :- مشوار تيه 

سليمان :- مشوىر متاخر عشرين سنة .....كان لازم اقطع دابر مراد من البلد من غير ديول 

علي بصدمة :- يعني ايه 

سليمان :- ابنه هيغور بعياله من غير بنت ولدي 

علي "- وهو وافق 

سليمان :- لازم يوافق عنده اللي يخاف عليه  ...ولاده

تنهد علي اراد ان يخبر جده باعتراضه ولكن دون جدوي فامام جده هو اول من يجب ان يحافظ علي ارصهم وميراثهم ، ذها عهد مع وليد يعني انها ستعود يوما وتطالب بميراثها ....

في منزل وليد 

صاح ادهم بعصبية :- يعني ايه هي البلد سايبة 

ناهد :- انت بالذات تسكت خالص ...فاهم ....انا مش هخسر حد فيكم 

ادهم :- بس نخسر عهد عادي !!!

ناهد :- دول اهلها 

ادهم :- واحنا ايه !!!!!

ناهد :- جدها مات احنا حي الله خالها انما هناك جدها واعمامها وولاد عمامها ....

سيدرا :- ماما بتتكلم صح 

ادهم :- حتي انتي يا سيدا!!!!!! 

سيدرا :- متنساش عهد اختارت واحنا كنا رافضين 

ادهم :- عهد اختارت شهر مش اختارت حياتها كلخا تبقي هناك ...دي لسه م٥رحتش بنجاحها 

سيدرا :- انا معنديش استعداد اخسرك .....حتي لو هخسر عهد فاهم ....انت اخويا 

ناهد :- وانا كمان ...عهد هتبقي بخير هما اهلها وناس اغنيا وواصلين ..واللي يخليها تعيش شهر هناك وتستحمله يبقي هي بخير ....فاهم يا ادهم ...متصعبش الموضوع ع بابا خلينا نغزر من هنا بسرعة....

يلا ...كل واحد يلم حاجته 

في القصر 

ظلت في غرفتها تلك الليلة تقفز فوق سريرها بصمت طوال الليل لا يسعها العالم بأكمله ، تشعر ان الهواء يدخل صدرها ويغادرها محملا بورود وفراشات والعالم بأكمله يفتح لها ذراعيها ويحتضنها ثم فجأة تذكرت جدها مراد 

ملأت الدموع عيناها لطالما كانت تلك هي أمنيته ان تصبح طبيبة مثل أمها ، كبرها ورباها ورعاها طوال هذا الوقت لكي تكون مثلها ولكنن لم يعش ليري ثمرة جهده ويري حلمه اما هي الان قد رأته ....ظلت تبكي بشوق له وتمنت لو ان خالها واولاده معها الان تحتضنهم وتحتفل نعهم ويواسوها  ولكن لا بأس فلم يتبقي سوي يومان فقط ....

في تلك الليلة نامت من كثرة التعب والمشاعر المختلطة ولم تعلم ان القدر سيرسم لها في تلك الليلة طريقا لم تكن تتوقعه وسيغير القادم من حياتها للابد 

في الصباح 

نزل علي وجلس مع جده وعمه ومصطفي يتناولون الافطار فقال سليمان :- اليوم زمان ابن مراد خد ولاده وسافر ...والبنت هتبقي معانا علي طول 

رجب :- صح يا ابوي ؟ 

سليمان ايوة ...ان الاوان اخوك بنته ترجعله ......

استيقظت عهد واعدت حقيبتها سوف تغادر غدا اخر يوم لها في هذا المكان الحقير ، ومع هؤلاء الناس وسيظل قدومها لهذا المكان خطأ لن تسامح نفسها عليه ....بدلت ملابسها ونزلت لغرفة جليلة وقالت بهدوء :- صباح الخير 

جليلة :- صباح النور 

عهد :- هو ينفع نروح ل ليلي النهاردة 

جليلة :- ليه ..

عهد :- عشان انا همشي النهاردة خلاص 

جليلة :- الشهر خلص 

اومات عهد فقالت جليلة :- خلاص نوديكي ...هقول لعلي ونروح 

ابتسمت عهد وقالت :- هطلع اجهز نفسي ...

دخل مصطفي علي امه غرفتها فقالت نجوي :- خير يا واد ايه اللي مصحيكي بدري كده 

مصطفي :- عندي ليكي خبر بمليون جنيه 

نجوي :- خير 

مصطفي :- بنت عمي كمال  .... خالها سافر وسابها وجدي هيخليها هنا ع طول 

شهقت نجوي بصدمة يا مري .....واندفعت نحو الباب وصاحت بغضب :- مناااال ...بنت يا مناااال 

اتت مسرعة وقالت :- خير يا ما ...ادخلتها الغرغة وقالت :- شوفي اخوكي بيقولك بنت كمال خالها سافر وسابها وهتفضل هنا علي طول 

صدمت منال وقالت :- جايب الكلام ده منين يا خايب انت ...علي مجابش سيرة 

مصطفي :- لسه عارف ... جدي اداهم مهلة يسافرو من غيرها وهددهم لو ما مشيوش هيقتلهم 

منال :- لييييه ما يسيبها تغور عاوز منها ايه 

نجوي :- عاوز يبلينا بالحية دي تلف علي رجالة الدار ....

ضربت منال يدها في الحائط لا تسوعب تلك المصيبة فقال مصطفي :- مالكو متضايقين ليه ....

نجوي :- ما انت مش حاسس بالمصيبة ....البنت دي كيف امها دحلابه 

ظلت منال تفكر ثم التفتت فجأة وقالت بخبث :- مش البنت دي هتكمل معانا هنا 

مصطفي ايوة 

منال :- يبقي تكمل وهي متجوزة ...متقعدش كده 

نجوي :- وهنجوزها كيف 

منال :- مصطفي ....مصطفي يتجوزها وتبقي تحت طوعنا وايدينا ...

نظر لها مصطفي بتفكير ثم قال :- وجدك هيوافق ....

منال :- وميوافقش ليه بالعكس ....ده هيوافق ونص علي الاقل ميراثها ميروحش لغريب ....

نظر لها مصطفي وتذكر عهد وجمالها فقال بخبث :-  وماله ...ده تبقي جوازة الهنا 

منال :- روح كلمه دلوقتي .. .

مصطفي :- دلوقت ؟

منال :- عايزة قبل علي ما يعرف لازم تضمن ان جدك وافق ....

جلس سلمان في المندرة يشرب الشاي وهو ينظر امامه ، الان فقط انتصر علي مراد وقطع نسله من البلد بأكملها واخذ حفيدته منه ...

فلاش باك 

وقف سلمان ينظر لمراد الذي قال بتعالي :- مستحيل علي جثتي الجوازة دي تتم ....كله الا سهر بنتي ..اسمع يا سلمان ابنك خد مني بنتي الكبيرة واتنيلت واتجوزته غصب عني وقولت ماشي يمكن الولد يفرق عن ابوه .انما بنتي التانية لا مستحيل وابنك كمال ده انا هوديه في ستين داهيه فاهم ..مش هسمحله يتجوز بنتي هي فين وهو فين كفايه انها دكتورة وبنت مراد وهو فاشل وصايع زيك ....

ابتلع سلمان الاهانة امتم الحاضرين ولكنه لم ينساها والان ...اين مراد ؟ ..اصبح جثة تحت تراب وبناته الاثنان سبقوه والان ابنه غادر ناجيا بحياته وهو من استولي علي الاموال كلها والبيت والاحفاد ...

شرب الشاي وتنهد بارتياح في هذا الصباح السعيد الذي يشبه الانتصار بعد سنوات من الحرب ..وسط جلوسه اتي مصطفي وقال :- عاوزك في كلمة يا جدي 

سلمان :- كلمة ايه يا ابن رجب 

مصطفي :- انا حفيدك يا جدي زي علي ليه دايما تقولي يا ابن رجب وتقلل مني 

سلمان :- عشان حالك مايل وطالع كيف ابوك ...تجري ورا الحريم وتضيع فلوسك عليهم ياريتك كيف علي راجل 

مصطفي :- ولو لقيت اللي هيصلح حالي ....توافق 

سلمان :- علي ايه ....

مصطفي :- يا جدي انا اتجوزت مرة مبحبهاش ولا بطيقها كانت غلطة وندمت عليها وكل يوم بندم ع الساعة السودة دي اللي اسود من وشها عشان كده بدور ورا الحريم عشان مش مالية غيني ...بس لو اتجوزت اللي مالية عيني ساعتها ههدي وهتكن وافوق للشغل 

سلمان :- اتجوز يا اخويا حد حايشك ...قولي بنت مين وانا اجوزهالك 

مصطفي بخبث :- بنت عمي 

سلمان:- بنت عمك اتجوزت يا اهطل 

مصطفي :- لا البت الجديدة ام عيون ملونة بنت عمي كمال 

نظر له سلمان بصدمة مطولا ثم قال :- انت عاوز تتجوزها 

مصطفي بحماس :- ايوة يا جدي لو بتحبني جوزهالي ...وانا حالي هيتصلح 

فكر سلمان بفرحة اين كانت غائبة عنه تلك الفكرة في هذه الحالة ستظل الفتاة تحت يديه للابد ولن يهتم باحد غريب يأخذ ميراثها ان تزوجها ....فقال :- انا موافق ...

فرح مصطفي وقبل يد جده وقال :- ربنا يخليك ليا .....

جاء علي من الخارج ووجهه واجم من كثرة التفكير فيما حدث  فاوقفته جليلة وقالت :- صباح الخير يا ولدي 

علي :- صباح النور 

جليلة :- عهد عاوزة تروح ل ليلي اختك عشان اخر يوم ليها هنا وهتمشي بكرة 

ظل ينظر لها ثم قال بهدوء :- مش هتمشي يا خالة ....هتفضل هنا 

جليلة :- كيف يا ولدي ابشهر خلص 

علي :- جدي اخدها من خالها علي طول وخالها وافق 

جليلة بصدمة :- بس البنت يا ولدي هتعيش هنا كيف ....ده شهر واحد واتبهدلت لو فضلت هنا هتموت 

علي :- زيها زي ليلي ومنال كانو اتجننو ...وبعدين خلاص جدي خد قراره ....تركها وغادر بينما ظلت جليلة مصدومة 

خرج علي فوجد جده ومعه مصطفي علي طاولة الغداء  فقال جده :- ادينا شهر نرتب حالنا وبعدها نعمل الفرح 

نظر لهم علي فقال مصطفي :- براحتك يا جدي اللي تشوفه 

سلمان :- طالع لابوك ما بيعدلش مزاجكم الا الحريم 

مصطفي :- مش اي حريم يا جدي 

نظر لهم علي وقال :- خير مين هيتجوز 

سلمان بفرحة :- مصطفي واد عمك ....طلب مني يد البت بنت كمال وانا وافقت 

نظر له علي بصدمة وقال :- كيف ...كيف....مين طلب يد مين ؟؟؟؟

سلمان :- انا وافقت يا علي 

قام علي وقال بحدة :- جدي  ... متولعش الدنيا حريقة وترمي فوقها جاز ...احنا لسه مفوقناش من خبطة خاالها جواز ايه وزفت ايه دلوقت 

مصطفي بحدة :- وانت مالك يا علي كنت ولي امرها 

علي :- واد انت متتكلمش معايا كده والا قسما بالله اكسر دماغك 

مصطفي "- ليه فاكر نفسك مين ......هم ليضربه فلكمه علي بقوة اسقطه ارضا ....

اتت منال وامها وجليلة علي الصوت وكذلك رجب فصرخت نجوي :- ولددددي 

انتبهت عهد التي كانت تصفف شعرها علي الصوت ونزلت من اعلي مسرعة لتري ماذا يحدث ...تفاجأت بمنال وامها وجليلة وصابحة يقفون وامامهم رجب يمنع علي ومصطفي علي الارض يمسح الدماء عن وجهه ....لم تفهم ماذا يحدث لكنها خافت 

هم مصطفي ليقوم ويضربه ولكن منعه ابيه لانه يعلم ان علي سيغلبه فقال بحدة :- متمدش يدك علي واد عمك الكبير يا مصطفي وفهموني ايه اللي بيحصل 

مصطفي :- جدي وافق يجوزني بنت عمي كمال ...هو معترض ليه ...عاوز يحكم علي كل حاجة كانه لوكده غي الدار 

نظر له رجب :- وانت مالك يا غلي انت مش ولي امرها يا اخي ...ابوي حسه بالدنيا ربنا يديله الصحة 

نظرت لهم عهد بصدمة ...هم حقا لا يتحدثون فيما تسمعه ....من يتزوجها مصطفي ؟؟؟؟؟ ومن وافق  ....شغرت بالرعب ان سيناريو ليلي سيتكرر معها فوجدت نفسها تركض من بين نجوي ومنال وتهرب من الباب ....فصاحت جليلة :- عهد راحة فين يا بنتي 

التفت علي وراها وهي تهرب ثم قال لجده بغضب :- عجبك كده الفضايح دي ....

ركضت وهي تشهق من الرعب وتهرب بنفسها وعلي غفلة من الحرس هربت للخارج ...خرج علي ورائها مسرعا ورآها فاخذ سيارته وغادر خلفها مسرعا .....استمرت في الركض كمن يركض من الموت وهي فرحة انها استطاعت ان تهرب من القصر اخيرا .....

في الطريق اوقف سيارة ميكروباص اجرة وقالت للسائق بلهفة :- ممكن توديني المركز ضروري ....نظر لها الركاب وقال السائق :- بنت مين يا أبله ....

عهد :- مش مهم ابوس ايدك وديني .....

قال لها الركاب :- اطلهي يا ابله ...اطلعي 

صعدت وانطلق الرجل ثم نظرت ليس معها اموال فقالت لها سيدة مسنة :- بتجري من ايه ضنايا 

عهد بخوف :- مبجرييش ....من حاجة 

السيدة :- طب معاكي فلوس ....

اومات ب لا فاعطتها السيدة اموال ...نظرت لها بامتنان وقالت :- شكرا لحضرتك .....دفعت للسائق واخذت الباقي واستندت علي الشباك ...نظرت خلفها فلم تجد احد يلحقها فتنهدت بأمان .....

في بيت وليد 

اخذ وليد يحزم امتعته بينما ادهم غاضبا فقالت امه :- ادهم ....مش وقته 

ادهم :- قولتلك مش همشي .....

ناهد :- لا هتمشي ولو ممشيتش هموت نفسي دلوقتي ....كفاية بقي اللي ابوك فيه ....حرام عليك هيموت مننا ....يلا خد اختك واسبقنا علي العربية .....يلا .....

تنهد بغضب واخذته سيدرا التي ظلت تخبره انهم بالطبع سيعودو لعهد مرة اخري حين يموت هذا الرجل واخذت تهون عليه .....فأخذها وخرجو يضعو الحقائب بالسيارة .....

حين انتهو خرج وليد الذي كان وجهه محتقن من الحزن الذي يكتمه  ونظر للبيت بحزن ثم اغلق البيت ونزل للسيارة ...كان ادهم يقود وفي الخلف سيدرا وناهد ومكان عهد فارغا بينهم لطالما كانت جزء من عائلته وابنته .....

قبل ان يركب توقفت امامهم سيارة اجرة ونزلت منها عهد تنظر لهم بفرحة وقالت بدموع وهي لا تصدق نفسها :- خااااالو ......

التفت وليد كانه يحلم فاندفعت نحوه عهد واحتضنته وقالت :- خاااالو ....وحشتني اوووووي 

صعقت ناهد ونزلت مسرعة خوفا ان يتراجع زوجها بينما هم ادهم بالنزول  من اجل عهد فاغلقت سيدرا ابواب السيارة وقالت بغضب :- ادهم كفاااااية ....

احتضنته بينما كان جامدا ولا ينطق فقالت ناهد بحدة :- ايه اللي جابك ....

لم تفهم عهد ولكنها قالت بخوف  :- هربت ....هربت يا طنط ناهد ...عاوزين يجوزوني ....حد من عندهم بس الحمدلله قدرت اهرب واجي بمعجزة ...استندت علي صدر خالها تستشعر الامان أخيرا فجذبتها ناهد بعيدا وقالت بحدة ودموع ؛- ابعدي عننا يا عهد ....ابعدي عننا ابوس ايدك وارجعب مكان ما كنتي 

نظرت لها بصدمة كانها تحلم وقالت :- ايه ؟!!!!! 

جذبتها ناهد بعيدا عنهم وقالت :- جدك هيقتل ادهم لو مبعدتيش عننا ....ابوس ايدك يا بنتي ارجعي ...عشان خاطري ابني هيموت بسببك .....وسط هذا الحديث سمعت سيدرا وهي تقول ببكاء :- بابا عشان خاطري اركب ...بابا بلييييز اركب...بابا لازم نمشي بسرعة من هنا .... ..فنظرت للسيارة حيث سيدرا وادهم هو الاخر يجلس متأففا بدو كأنهم عائلة واحدة وهي غريبة عنهم ...فنظرت مرة اخري لناهد التي تتوسل لها  وهي تبكي ان تبتعد عن عائلتها فقالت بصدمة :- وانا اعمل ايه !!!!! 

دفعتها ناهد برفق بعيدا غن وليد والسيارة وقالت  بحدة :- هما اهلك ....ارجعي لهم ....

عهد بخفوت ودموع :- مش أهلي ....والله مش أهلي  ...

ناهد :- ابعدي عننا  يا عهد ...ابعدي عننا  يا بنتي .....رأت خالها وهو يركب السيارة اخيرا وارتطم جسده بالكرسي فابتسمت ان زوجها اقتنع اخيرا  ناهد وقالت مسرعة :- مع السلامة يا بنتي ....ربنا معاك...... وذهبت مسرعة وقالت بحدة :- يلا ...اطلع  يا ادهم بسرعة .....

بدو كانهم يهربون منها وفي لمح البصر ابتعدت السيارة وهي تنظر لها ومتسمرة في مكانها حتي اختفت السيارة ...تشعر انها تحلم او في كابوس لقد غادر خالها بأولاده وتركها في الشارع حافية بمفردها وليس معها نقود...تركها بنفردها لمصير مظلم مجهول  ...ظلت مكانها لثوان ونظرت ناحية البيت المغلق بجنازير حديديه ثم عادت تنظر للفراغ حيث كانت عائلتها هنا .....

فزعت علي صوت سيارة خلفها كان يضرب من فترة ولكنها لم تنتبه فالتفتت فوجدت سيارة علي خلفها مباشرة نظرت اليه ....كان يري الموقف كله وحين رإه وليد سيارته  ركب السيارة واطمئن انها ستعود لبيت علي الاقل  ...كانت تقف حافية في منتصف الشارع وشعرها مبعثر ويديها ترتجف ومصدومة ...

نزل اخير من السيار وذهب نحوها فظلت تنظر اليه حتي وقف امامها مباشرة ورأي عيناها الممتلئة بدموع متحجرة وهي تنظر اليه بصدمة مما حدث لها ..لاول مرة يشعر بقلبه ينقبض من الحزن علي احد وفي تلك اللحظة ود لو لأحتضنها كما يحتضن بناته واخبرها انها ستكون بخير ....

دارت عيناها في الفراغ وسقط جسدها فامسكها مسرعا ثم حملها ووضعه بجواره في السيارة  .....

في القصر 

جلست نجوي غاضبة وهي تقول :- الفاجرة بتهرب وتجيبلنا العار 

منال بابتسامة:- علي وراها هيرجعها ويجيبها هتهرب علي فين يعني ...خلاص مبقاش ليها حد 

نجوي :- علي قولتك ودي مصطفي الحزين هيقدر عليها ولا هتجيبلنا القرف 

منال بضحك :- الله في سماه لخليها زي البنت صابحة خدامه في الدار ...وما حد قاصص شغرها وناحل وبرها غيرري عشان تعيشني في رعب علي علي الفترة اللي فاتت.....

في الطريق 

انطلق علي حتي وصل لاطراف القرية عند بيت لوزة حملها علي ذرعيه وطرق الباب بقدمه  ...نظرت له لوزة وقالت :- سي علي ....ايه ده مين دي 

علي :- افتحي الباب مش وقته .....دخل علي لغرفة جانبيه ووضع عهد علي السرير ثم غطاها جيدا وخرج ...فقالت لوزة :- مين دي ياسي علي 

علي :- بنت عمي 

لوزة :- ومالها 

علي :- دي حكاية طويلة .....

في القصر

ظل سليمان غاضبا مما فعلته هذه الفتاة ومصطفي بجواره فقال :- عشان كده لازم نعجل بالجوازة يا جدي ...شهر ايه ...شهر ايه دي هتفضحنا علي ما ييجي ....انا بقول نحيب المأذون واو ما علي يجيبها نكتب الكتب 

نظر رجب لابنه وخبثه ثم قال :- صح يا ابا هتهرب تاني لو استنينا شهر ايه وبتاع ايه ....خير البر عاجله 

سليمان بتفكير :- طب روح ....روح نادي علي الشيخ من داره قوله في عقد الليلة  

في المساء 

استيفظت عهد وفتحت عيناها الغرفة مظلمة وهواءها  غريب عليها فاخذت تنظر حولها ثم تذكرت ما حدث فتكورت علي نفسها ودموعها تنزل بصمت ...تائهة في ظلام يشبه ظلام هذه الغرفة بينما في الخارج كان علي يشرب الشيشة ولوزة بجواره فقاالت بصدمة :- يااااه كل ده حصل ...وانت ناوي علي ايه ؟ 

علي :- هرجعها لما تهدي ...عشان ميجرالهاش حاجة ....

لوزة :- هقوم اطمن عليها ...قامت للغرفة فوجدت عهد مستيقظة فعادت مسرعة وقالت :- صحيت يا سي علي 

انتبه علي وقام ثم قال :- اعملي لها حاجة تاكلها ....

لوزة :- عيني 

غادرت وذهب علي لعهد ..وجدها مستيقظة وصامته فجلس خلفها بهدوء ينظر لها ...دموع خافته تغادر عيناها في صمت فقال :- قولتلك قبل كده مش اهلك ....

لم ترد فلم تجد داخلها قدرة علي الحديث ....اتت لوزة بصينية طعام ووضعتها وغادرت فقال علي :- قومي كلي لقمة انتي مكلتيش من الصبح ....

لم ترد فجذبها بهدوء حتي اعتدلت وقال :' كلي ....

نظرت ناحيته بعينان ذابلتان وقالت بخفوت :- مش قادرة ....

علي :- كلي غصب ...عشان ميجرالكيش حاجة .....نظرت للصينيه مكولا وهو ينظر لها  وقالت :- عايزة ...عايزة ميه .....

علي :- حاضر .....

قام واخبر لوزة ان تحضر ماء وحين عاد تفاجأ بها سحبت السكين وتغرزه في معصمها فجذبه من مسرعا من يدها ...ارتد جسدها للخلف من قوته بينما اطبقت يده علب نصل السكين حين سحبه فجرحت يده ....قبض يديه وقال بصوت عالي :- لوزة ....

اتت امراة وقالت نعم يا سي علي 

علي :- هاتي اي شاش من عندك 

نظرت ناحيته لبديه التي تنزف وشعرت  بالذنب فاتت لوزة واعطته الشاش فاشار لها انها تذهب اقترب منها وتفاجأت حين لف الشاش علي يدها هي التي اصابها جرح صغير ....ثم لف يده في الشاش المتبقي ...وقال :- كلي عشان نمشي من هنا ...

لم تستطع فتنهد واخذها للخارج بينما لوزة تنظر له فقال :- هشوفك بعدين 

اومات لوزة واغلقت الباب خلفهم ....

طوال الطريق كانت صامته ولكن عيناها تفكر بصمت ...بينما هو لا يصدق انها حاولت الانتحار والموت مثل امهالولا ان لحقها كانت ماتت وعاش بذتبها هي الاخري  ، لا احد يستحق ان تموت لاجله لا خالها ولا عائلته ....حين وصلو للقصر لم تبدي اي ردة فعل فقال انزلي ....

نزلت وظلت تنتظره فركن السيارة ودخل وهي معه ....كانت تنظر للقصر كمن يجر لغرفة الاعدام لا تصدق انها لم يعد لها سواه ...

انتفض مصطفي وابيه وجده ومعهم الشيخ المأذون حيث مازالو يعقدون اجتماعهم بينما اتت منال وامها من المطبخ ينظرون لعلي وهو يصحبها فنظر له سلمان وقال :- عفارم عليك يا ولدي ....اما تنتي حسابك معايا تقيل يا بنت مراد 

نظرت ناحيته فقال رجب :- خلاص يا ابوي بلا حساب بلا عقاب ....بقي ليها راجل يحاسبها   .....ولا ايه 

نظر له علي وهي تقف بجواره ثم قال بشك :-  سيدنا الشيخ  بيعمل ايه هنا يا جدي 

سليمان :- ملوش لازمة نستني هتفضحنا ...لازم تبقي في عصمة راجل 

علي :- انت شايف كده ؟ 

رجب :- ده عين العقل يا علي ....ومتنساش انت مش ولي امرها والبنت دي متخصكش 

فقالت منال بحدة :- اذاكانت هتفضل هنا يا سي علي يبقي تتجوز بدل ما تبوظ بناتنا .....احنا عندنا بنات في الدار 

رجب :- خلاص يا بنتي .....جدك قال كلمته ....

كانت تقف بينهم ولا تصدق ان هؤالاء يتحكمون في مصيرها ويقررون لها حياتها علي مزاجهم لابد ان هذا كابوس ولكن الاسوا من هذا ان خالها لم يعد هنا لينقذها 

كان علي ينظر لمنال بحده ثم قال :- عندك حق يا منال  ...طول عمري بقول عليكي ذكيه ونبيهة ...هي  مينفعش تفضل هنا من غير ما تتجوز وتبقي في عصمة راجل ....عشان كده .....

أنا اللي هتجوزها ......

طلع دفترك يا شيخ عشان هتعقد الليلة 

Continue Reading

You'll Also Like

382K 14.7K 47
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
480K 38.6K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
509K 38.4K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
161K 2K 11
حب بغداديه للانباري القصه جريئه الي ميحب لا يقرة