عهد ( ميراث الدم )

By Blackdiammond

21.1K 820 271

الرجال يخلقو مرة واحدة اما النساء فيعاد خلقهم مائة مرة ، في كل مرة تقع في يد رجل يشكلها حسب ما يريدها حتي لا... More

الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
اقتباس
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث العاشر
Note
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر ٠
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الثاني والغشرون

الفصل الاول

2.7K 36 5
By Blackdiammond

في فجر أحد ايام الشتاء من عام ٢٠٠٠

في احدي القري الريفيه في قصر الصفوانية تحديدا ، مشي رجب صفوان ومعه علي ابن اخيه في السادسة عشر من عمره في ظلام الفجر يقطعون المسافة من قصر صفوان لحظيرة المواشي ، كان البرد قارص  والسكون يسود المكان وقطرات المطر الخافتة تنزل علي وجه علي الدافئ من اثر النوم وهو يمشي خلف عمه ولا يعلم اين يذهبون في هذا الوقت وماهو الموضوع الهام الذي أيقظه من اجله 

توقف عمه امام الحظيرة ثم دخل فتبعه علي وفجأة توقف مصدوما !! 

رأي أمه وخالته التي تكون زوجة عمه كمال ايضا  مقيدتين الي الارض ومعهم رجل لا يعرفه  وجده يقف امامهم وأبيه معه ومعهم رجلين من حرس جده ، نظر لهم مصدوما ثم عاد ونظر لجده وابيه لا يفهم ماذا يحدث ، الم يخبروه ان أمه عند جده

 ... الم يخبروه انها ستعود قريبا ، 

اذن ماذا يحدث !!! 

التفت له جده الذي كان غاضبا وقال :- تعالي يا علي ، تعالي يا ولدي ، تعالي شوف أمك وأختها الفاجرة اللي هربوا مع راجل وكانو عاوزين يجيبولنا العار 

هربوا ...

.ترددت حروف تلك الكلمة علي شفتي علي بصدمة فقال جده بغضب محدش هيغسل عاركم يا بنات عاصم غيري ، نسوان فاجرة تربية شوارع عاوزينا نمشي نحط راسنا في الطين والخلق تدوس علينا بس ده بعدكم انا اللي هحطكم في الطين بيدي دي ... واحرق قلب عاصم ابوكم عليكم .....رجب ! 

انتبه عمه فاشار له ان يعطيه سلاح ....

صرخت خالته بهيستريا وهي تنظر لجده بغضب قاتل لا ينساه  

ولن ينساه علي طوال حياته  ، فمها مكمم ولكن عيناها تحمل الكثير والكثير من الحديث والغضب والصراخ وهي تنظر لجده بغل وقهر وغضب عاصف 

بينما أمه عيناها كانت معلقة به هو ، كأنها لا تخاف من ألم الرصاص بقدر ما تخاف عليه من حضوره هذا المشهد الذي سيدمره طوال حياته ...لا تهتم بقسوة سليمان عليها بقدر ما تهتم بقسوته علي ولدها !! 

لم يلبث ان يقرا المزيد من عيني امه لعله يفهم شيئا حتي شخصت عيناها فجاة و دوي صوت الرصاص وتبعها خالته ثم الرجل !! 

انتفض علي وهو ينظر لهم وارتجف جسده ثم التفت لجده والسلاح مازال في يده وقال بصدمة شديدة بعين دامعه وانفاس لاهثة :- ليه !!! 

اخذه عمه من يده وقال :- تعالي ...تعالي يا علي واخذه من يده واخرجه رغما عنه من الحظيرة للقصر ....

اخذه لغرفته وتركه فجلس في غرفته يرتجف وسرعان ما اتي الصباح ودبت الحركة في القصر وعلا صوت نحيب النساء والصراخ ، نظر من الشرفة وراي رجال ينصبون صوان عزاء في حديقة القصر وسيارات اتت وفجأة اتي منادي القرية يعلن وفاة امه واختها في انحاء القرية كلها 

كان لا يفهم شيئا وهو يسمع اسم امه يتردد في ميكروفونات المساجد وبجوارها لقب المرحومة وموعد عزاؤها هي وخالته  ، لكن هول ما حدث يجبره علي السكوت فيبدو ان لا احد يعلم انهم قتلو علي يد جدهم فكان الدفن والجنازة طبيعية كان موتهم طبيعي 

حين نزل من غرفته يبحث عن ابيه مر بين صفوف النسوة الاتي يصرخن ويندبن حتي وصل للحديقه فتفاجأ بالحظيرة متفحمة نظر لها مصدوما ثم عاد ونظر خلفه فوجد زوجة عمه تقول ببكاء وشفقة :- تعالي يا ولدي ، تعالي ربنا يصبرك انت واختك يا ضنايا ...

تركها وتوجه لصوان الرجال ، نظر له جده وعمه رحب فتجاهلهم وذهب لابيه ، لم يقدر علي النطق فقط نظر له بعينان مكسورة ومصدومة ، نظر له ابيه الذي بدا هادئا وثابتا ثم قام معه 

وقفو خلف القصر في الحقول والهواء الشديد يحرك الزرع حولهم بقسوة في هذا اليوم الشتوي الذي لم تشرق شمسه ولم تهدأ رياحه الباردة  وصوت الصافرات خلفهم مرعب فقال علي السؤال الذي مازال عالقا علي شفتيه :- ليه 

سالم :- الزريبة اتحرقت وامك وخالتك جواها 

علي بكسرة :- امي وخالتي جدي قتلهم بالرصاص 

سالم  بحدة :- يستاهلو يا ولدي 

علي بحرقة :- امي متعملش كده ، امي ست طيبة 

سالم :- صح ، امك معملتش كده بس خالتك الفاجرة عملت وامك ساعدتها وراحت معاها ، اسمع يا علي كلمه تحطها حلقة في ودنك انت راجل يا ولدي ، المرة الخاينة نهايتها الموت  والا هتعيش بعارها والخلق كلها تعايرك بيها وتبقي في عيون الكل دلدول ومش راجل فاهم .....وهما يستاهلو وصدقني امك اللي اختارت يا علي 

علي بصدمة :- وانت وافقت ، وانت عارف ان امي بريئة 

سالم بحدة  :- قولتلك  المرة اللي تخون وتهرب ملهاش عازة عندي هتحط راسي وراسك في الطين  ، وامك كانت عارفة ان دي نهايتها ومشيت ورا الفاجرة اختها ، انسي اللي حصل كانه محصلش كانه ربنا اخدامانته طبيعي يا ولدي عشان متتعبش نفسك علي الفاضي .....يلا جهز نفسك عشان توقف معايا في العزا .انا خلفت راجل يا علي 

تركه وعاد بينما بقي علي ضائعا كورقة شجر يتلاغب بها الهواء العاصف الذي حوله ينظر حوله بخوف 

فاق من شروده علي سيارات جده وخاله الذي نزل منها مهرولا يجري كالمجذوب من هول المصيبة التي حلت عليه حتي انه سقط اكثر من مرة قبل ان يصل للصوان وتعالت  اصوات الشجار بينه وسلمان صفوان والتهديدات وصوت الرجال وهم يبعدوهم عن بعض 

جده لأمه المهندس الزراعي مراد الكومي ،  اتي ليعمل في هذه القرية لفترة وجلب معه زوجته وبناته ليعجب ابيه بابنته الكبري سحر ويتزوجها رغم رفض والدها الذي تكبر علي ان يناسب سلمان صفوان فبالرغم من امواله وارضه كان يراه فلاح جاهل وقروي متعجرف مما اثار غيظ سلمان وجعله يكرهه ، ثم تبعها زواج ابنته الصغري  سهر  من عمه كمال و بعدها بعامين  حدث ما حدث ! 

كان صوت الشجار عاليا واتهامات مراد المنهار بفقد ابنتيه في وقت واحد تنهال عليهم ، وتهديداته بابلاغ الشرطة الا ان لاحظ علي فجذبه خاله واحتضنه وسعي اليه جده وهو يبكي وقال بحرقة :- أمك فين يا علي عملو فيها ايه يا ابني رد عليا ...رد عليا يا حبيبي 

جذبه سلمان من يده وقال بحدة :- سيب الواد في اللي هو فيه 

استمر الشجار قويا بينهم واستمر الصراع لعدة اسابيع عزم فيها مراد ان يبلغ الشرطة  ويأخذ احفاده علي واخته عاليا ، وعهد ابنة عمهم كمال ولكنه تراجع لسبب لا يعلمه علي في حينها 

الا ان تفاجئو يوما باختفاء رضيعة عمه تلك الصغير عهد ابنه خالته سهر التي تنقلت بين اثداء النساء بعد وفاة امها ، وعلمو فيما بعد ان عمه كمال هو من اعطي  ابنته التي لم تكمل عام له  دون علم سلمان الذي هاج حين علم ولكن فات الاوان فأخذها مراد مع عائلته وسافر دون عودة 

في الوقت الحالي 

في الصباح 

فتح علي عيناه فوجد زوجته وابنة عمه رجب منال تقف امامه ترتدي جلباب ملون وتفرد شعرها وتضح كحل اسود ثقيل يبرز لون عيناها البني وتنظر له باحترام وقالت :- صحي النوم يا اخويا ....الحمام جاهز ....والفطار تحت جاهز 

اومأ لها فغادرت ..اعتدل يحاول ان يفيق من نومه  وذهب للحمام 

نزلت منال للأسفل في القصر حيث تجلس امها نجوي وزوجة والد علي جليلة  ثم قالت :- جدي وابوي ومصطفي  صحيو ...سي علي نازل 

نجوي :- كلهم صحيوا 

منال :- اومال البت صباح الزرقة فين ، بت يا صبااااح 

اتت فتاة لا تتعدي العشرون من عمرها سمراء وذات شعر خشن وعينان بنية تنظر لها فقالت منال :- هتصوريني ، اتجري حضري فطار البنات ولا اقولك اني هحضره روحي الزريبة ساعدي النسوان مع البهايم ...يلا 

غادرت الفتاة وذهبت منال لتحضر طعام بناتها فقالت جليلة بشفقة :- بالراحة يا نجوي يا اختي ع البنت دي مهما مرات ابنك وام ولده 

نجوي بغضب :- بس ما تقوليش كده ، دي مش مرات ابني دي خدامة وهتفضل خدامه ، ابني هجوزه ست ستها ، يكش علي هو اللي حكم انه يتجوزها 

جليلة :- وهو يعني علي ظلمه ، مش ابنك اللي غلط مع البنت 

نجوي بغيظ :- وهو يعني لازم يلبسهاله ما كان سابها تغور باللي في بطنها يمكن كان اهلها قتلوها بدل ما يبلينا بيها طول العمر كده 

هزت جليلة راسها وقالت :- الكلام معاكي ملوش لازمة   ...   

نزل علي يرتدي جلباب بني وعباءة سوداء تغطي كتفيه  وشال اسود حول عنقه ، جسده مفرود وطولهه يزيد هيبته ، يرث عينان امه العسلية برموش كثيفة ويرث لون والده القمحي وملامحه المنحوتة بحدة  التفتت ناحيته جليلة وقالت :- ماشاء الله تبارك الله ، صباح الخير يا ولدي 

علي بهدوء :- صباح الخير يا أم  ليلي ، صباح الخير يا مرت عمي 

نجوي :- صباح النور يا جوز بتي 

علي :- اومال فين ليلي 

جليلة :- جوا ، ...جدك سأل عليك  افطر مع جدك زمانه صحي ...

اوما علي وذهب للمندرة حيث يجلس الرجال فوجد جده وعمه رجب فجلس معهم فقال جده :- صباح الخير يا علي 

علي :- صباح النور يا جدي ....صباح الخير يا عمي 

اوما رجب ثم قال :- هنعمل ايه يا ابوي مع ولد المركوب ده 

سلمان :- مخابرش رايك ايه يا علي 

علي :- قصدكم مصطفي الخشاب ، مش هنعمل حاجة هو اللي هيعمل وهيرضي بالعرض بتاعنا 

رجب :- بس سبق ورفضه 

علي :- هيوافق لان محدش في البر كله هيبيع له ، ومش هيقدر ياخد اللي هو عاوزه غير مننا 

سلمان :- انا كمان شايف كده ، اصلا لو دور في مكان تاني التكلفة هتزيد وهيبقي هو الخسران ...

رجب :- اللي تشوفوه ...تناولو طعامهم فقال سلمان اومال مصطفي ابنك فين يارجب 

رجب :- ها ....تلاقيه نايم 

سلمان بضيق :- مبقتش اشوفه في الديوان زي الاول بقي يغيب ويروح يصيع مع النسوان واصحابه الفاقدين ، لو مش عارف تظبطه قولي وانا اظبطهولك 

رجب :- هتكلم معاه يا ابوي ، هو لساته صغير 

سلمان :- صغير :- علي وهو في سنه كان فاتح بيت وماسك الشغل وانت تقولي صغير ! 

تنهد رجب وتناول طعامه بضيق بينما ظل علي صامتا ولم يتدخل حتي لا يظن عمه كعادته انه يملأ رأس جده ناحية ابنه 

انتهو من الافطار وغادرو لعملهم ، فاتت منال ومعها خادمة ورفعو ااطباق الطعام 

في الديوان 

جلس علي في مكتبه الذي يتابع منه اعمال عائلة صفوان في التجارة فدخل عليه شاب في الثامنة عشرة من عمره وقال :- خالي حبيبي ، وحشتني والله 

التفت له علي وقال :- متعلمتش تخبط علي الباب 

عمر :- لا انا مش غريب ولا ايه ...جلس عمر فهز علي راسه وقال :- امك عاملة ايه 

عمر :- زي ما هي لا بيعجبها العجب والصيام في رجب 

علي :- اتكلم عدل عن امك ياض بدل ما اعدلك 

عمر :- حاضر ، عشان تبقي اختك بس .

تنهد علي وقال :- جاي ليه ، محتاج حاجة ؟ 

عمر :- ربنا ما يحوجني لحد من عيلة سلمان صفوان ابدا ، انا كنت معدي وقولت اسلم عليك واقعد معاك بقالك مده مجيتش عندنا 

هز علي راسه :- ياض انت الداية شدتك من لسانك ، هقصهولك والله 

عمر :- ويرضيك ابقي بنص لسان يا خال ، ده حتي الخال والد يعني انا في مقام ابنك 

علي :- ابني ، طب قوم ....قوم انزل مع الرجالة اللي تحت دول عد كام شوال قمح هيطلعوهم العربيات واطلع 

عمر :- هو انا جايلك تشغلني 

علي :- انزل اعملك اي حاجة مفيدة ، وبعدها تعالي عاوزك 

هز عمر راسه وقال :- ماشي اللي تشوفه   ، ونزل 

عمر ابن اخته الوحيدة علياء والتي تصغره بعامين ، بعد حادثة امه شعر هو واخته باليتم والغربة داخل القصر كان جده يحملهم ذنب والدتهم ، ومع اول فرصه قام جده بتزويج علياء لأحدي الرجال الذين يعمل معهم كان يكبرها بثلاثين عام ومتزوج واولاده كبار حتي لا تجلب له العار مثل والدتها 

حينها استنجدت به علياء التي مازالت طفلة ان ينقذها من هذا الزواج ولكنه لم يفعل فقد ظن حينها ان جده محق ويجب ان تتزوج اخته وتكون في عصمة رجل ، وتم الزواج واوصلو اخته لبيت هذا الرجل الذي يعيش فيه مع زوجته الاولي ،  ولكن 

لم تعد اخته كما كانت ابدا كانهم ، لم يعلم ما الذي حدث لها خلال حياتها مع هذا الرجل لأنها لم تكن تشتكي او تحكي اي شئ طوال العشر سنوات التي عاشتها معه حتي توفي وعادت للبلد مرة اخري واستقرت مع اطفالها في بيت علي علي اطراف القرية ولم تقبل ان تعود للقصر ابدااا ، 

لم تعد علياء اخته من امه وابيه بل اصبحت امرأة اكبر من عمرها ذابلة ومنطفئة  وعلاقتهم اصبحت سطحية للغاية وشبه منقطعة مع باقي عائلة صفوان ، ولكنها ترعي ابناءها عمر ابنها الكبير ونور وفرح اختيه التوام  وتغيش لاجلهم فهم عائلتها الان 

عاد عمر وقال بتعب :- انا تعبت هتديني اجرة علي التعب ده ولا هتاكل حقي ؟ 

علي :- لا تعالي ...هنروح القصر وبعدها عاوزك في مشوار 

عمر :- قصر صفوان !!! لا 

علي :- ايوة قصر صفوان ، انت ناسي انك فيك عرق الصفوانية ولا هتتبري منه 

عمر :- لا لاجلك انت بس يا خال ، ماشي 

اخذه علي ونزلو وركب سيارته فقال :- ما تديهالي اسوق 

علي :- بعينك عاوز تجيبهالي الارض ، عارف سعرها كام دي 

علي لا مش عارف ، هعرف منين انا راجل فقير ربنا يزيدك يا خال ، البلد كلها مبتتكلمش غير علي عربياتك 

هز علي رأسه واخذه وذهب للقصر  ، حين دخلو للقصر وجد جده في المندرة يدخن الشيشة فقال :- سلام عليكم يا جدي 

سليمان :- عليكم السلام كيفك يا علي 

علي :-  الحمد لله ....

نظر سلمان لعمر ولم يسلم عليه ، توقع عمر ذلك فنظر لخاله ثم عاد ونظر امامه هذا الرجل الغليظ لن يتغير ، اتت منال وقالت :- الغدا جهز يا عمي 

قام سليمان وعلي وعمر للمائدة بعد ان غسلو ايديهم ووجدو عمه رجب ومصطفي ابنه يجلسون بانتظارهم حين راي عمر مصطفي قال بخفوت :- يادي اليوم اللي مش هيعدي 

نظر له علي فصمت وجلس بجواره ، اثناء طعامهم قال سلمان :- كنت فين يا مصطفي ، بقالي يوم مشوقتكش 

مصطفي :- كان عندي مصلحة يا جدي في المركز 

ابتسم عمر ، فراه سلمان وقال :- بتضحك علي انت التاني ضحكنا معاك 

عمر :- لا افتكرت نكته يا جدي 

هز سليمان راسه بينما نظر مصطفي لعمر وقال :- هي المدارس مبدأتش ولا التلامذه لسه مراحوش ليه 

عمر :- لا ....مبدأتش التلامذه في اجازة 

مصطفي :- طيب بدل ما انت في اجازة اتعلملك صنعة تصرف بيها علي امك واخواتك بدل ما انت بتلف مع خالك كي٥ العيل كده 

نظر له علي وهم ليتحدث فقال عمر :- سيبك مني  ، ا قولي يا مصطفي المصلحة اللي في المركز لون شعرها كان اصفر ولا احمر 

نظر له سلمان  حين اهان حفيده وقال :- اختشي يا ولد 

عمر :- انا بنصحه ، مش كل يومين يدخل بمرة علينا غلط معاها  وتجوزوه 

شعر مصطفي بالغضب وقال :- لو ملميتش لسانك ده هقطعهولك يا ولد ال ...

صاح علي غاضبا :- كلمة زيادة وقطع رقابكم انتم الاتنين .......

ترك مصطفي الطعام وضرب كرسيه وغادر وسط انظارهم فالتفت سليمان ناحية عمر بغضب فقال عمر :- والنبي يا خال هات حته فراخ كمان احسن طعمها حلو قوي 

هز علي رأسه واعطاه الطبق بينما سليمان ينظر له بحنق وغضب 

حين انتهو غادر علي وعمر خلفه نحو سيارته فقال :- انت زعلت 

علي :- هزعل من ايه ، محدش بيزعل من العيال ... وركب السيارة 

ركب عمر السيارة وقال  بجدية :- علي فكرة انا مش عيل ومغلطتش في اللي قولته ، سلمان صفوان بيحب حفيده ابن ابنه اكتر مني حتي لو كان وسخ وبيلف ورا النسوان وبيكرهنا ومبيحبناش لا انا ولا امي واخواتي 

التفت له علي وقال بتهكم  :- وانت عرفت كده لوحدك 

نظر له عمر وقال :- يا خال مفيش حد في الدار دي كلها بيزورنا ولا بيعبرنا غيرك ، لولاك مكناش عرفنا ان دول اهلنا ، ومش عارف ليه امي عملت ليهم ايه 

تنهد علي وقال :- اسمع يا غمر الكلمتين دول ده بيتك وهنا اهلك حتي لو وحشين هيفضلو اهلك طول العمر ومتفتحش الموضوع ده تاني 

نظر عمر امامه وقال :- ماشي هنقفل السيرة الغم دي عشانك انت بس ....

انطلق علي بالسيارة وخرج من القرية متوجها للمركز ثم وقف امام هايبر ماركت ونزل ، عاد بعد فترة يحمل اكياس وحقائب وضعهم في شنطة السيارة وانطلقو لبيت عليا اخته 

حيمن وصلو نزل عمر وفتح الباب وتبعه علي يحمل الحقائب ، فوجد عليا وبناتها امام التلفاز ، التفتت ناحية ابنها ولكن حين رأت اخيها قامت وقالت :- كيفك يا علي عامل ايه 

علي الحمد ، عاملة ايه يا عليا 

عليا :- بخير ، ايه ده كله ليه تعبت نفسك كده 

علي :- لا تعب ولا حاجة ، وضع الحقائب علي الطاولة ، ونظر لها  ، مازالت تتحاشي نظراته ولا تتعامل بشكل طبيعي كما هي فابتسم بحزن وهدوء وقال :- عن اذنك ، لو احتجتو حاجة كلميني 

عليا :- احنا مش محتاجين حاجة يا علي خير ربنا كتير ملوش لازمة اللي جبته ده 

علي :-ده هدية للعيال .....سلام عليكم 

خرج علي فتبعه عمر الذي دائما ما يستغرب معاملة امه لخاله وجفائها معه وقال :- رايح فين يا خال 

علي :- رايح مشوار وبعديه هروح للقصر 

عمر :- اجي معاك ؟ 

نظر له علي ثم قال :- تعالي ، بس استأذن امك الاول 

في القصر 

جلست نجلاء في غرفتها بعد ان انتهت من اعمال البيت وبدلت ملابسها لقميص من الستان الاحمر عليه روب  وفردت شعرها الاسود الطويل ووضعت كحل اسود وحمرة فاقعة ووقفت امام المرآة تنظر لنفسها وتمرر يدها علي جسدها الطويل منحنياته الممتلئة 

فلاش باك 

كانت تقف علي سلم القصر وهي تستمع لجدها وهو يخبر علي انه خطبها له ، كان قلبها يرفرف من السعادة اخيرا ستتزوج بحب حياتها والرجل الوحيد الذي عشقته ، ظلت مكانها تحتضن السلم وهي تنظر لعلي من اعلي بلهفة وحب تملكو روحها 

مازالت تشعر بهم الان وحتي بعد ثمان سنوات من الزواج ، تنهدت بحب وقامت تطمئن علي ابنتيها منه ،....عائشة الكبري ثمان سنوات وخديجة الصغري ست سنوات ، 

في احد الاراضي الزراعية البعيدة توقف سيارة علي ونزل منها وعمر خلفه فقال :- ايه يا خال ...احنا هنا ليه هتموتني ؟ 

علي :- انزل يالا 

مشي علي وسط الظلام وعمر خلفه حتي وصلو لخيمتين خلف سور من الاشجار بمجرد ما عبروه انطلق نحوهم رجال يحملون سلاح ، صرخ عمر بخوف ورفع يديه بينما بقي علي ثابتا فقال احد الرجال :- ده سي علي صفوان ...لمؤاخذه اتفضل يا سي علي 

دخل علي حيث الرجال يجلسون حول النار امام الخيمة فرحب بهم رجل في المنتصف وقال :- اهلا اهلا ...ايه الزيارة المفاجئة دي علي بيه صفوان عندنا ...مرحب بالكبير والله 

علي :- كيفك يا راضي 

راضي :- عال العال 

جلس علي وعمر بجواره خائفا ويندر للرجال فقال راضي :- مين ده يا علي ابنك ؟ .بس كبير عليك ده 

اخذ علي ابشيشة من الرجل ومسحها وقال :- لا ابن اختي 

راضي :- احنا في الروضة يا علي ، جايب ابن اختك حد قالك اني بعمل فريق ناشئين 

ضحك  الرجال فتابع :- فريق ناشئين  راضي بشلة ،  للسرقة والقتل 

نظر له عمر بصدمة وقال :- انت حرامي !!! ده حرامي يا خال 

ضحك راضي وقال :- خال ،لا الواد محترم يا علي ...ايوة يا ولدي عمو راضي حرامي وقتال قتلة ، وصاحب خالو 

ضحك الرجال مرة اخري فالتفت لعلي  وقال راضي :- فاكر يا علي ساعة ما اتعرفنا كنت قد الواد ده 

قال احد الرجال :- اتعرفتو كيف ؟ 

راضي :- اول ما نزلت البلد سرقنا بهايم من سلمان صفوان ، ساعتها طلع علي وعرف يوصلنا وقولنا هتبقي عركة بس لقيته جاي يقولي حلال عليك البهايم انا عاوزك في مصلحة تانية وخلصناه من ناس بيعادوه هو وجده ، وبدل ما يكسب عداوة كسبنا في صفه وصف جده من يوميها ،،،، معرفة الرجال كنوز برضه ولا ايه يا علي 

ومن يوميها وبقينا نتقابل هنا او في المركز وجمعتنا المصلحة وبدل ما كنا متشحططين في البلاد بقي لينا بيت وارض هنا وسابنا نعيش هنا 

علي :- خلصت ذكرياتك ....اسكت بقي غشان الحجرين ميطلعوش من دماغي 

نظر له عمر وقال بخفوت  :- وانا بقول خالي قدوة ، طلع اصحابك حرامية 

علي :- حسك عينك حد يعرف المكان ده هدبحك فاهم  ، واقعد ساكت انت كمان 

عمر :- حاضر ، الا قولي يا ريس راضي شغلة السرقة دي بتكسب ؟ 

ضحك راضي :- شكلك بتفكر تبقي واحد مننا ، اني هحكيلك .....

في القصر 

دخل علي لغرفته في وقت متأخر تفوح منه رائحة الدخان والبرد ، خلع عبائته ووضعها علي الشماعة وذهب للحمام ، حين عاد استيقظت نجلاء التي كانت تنتظره علي الاريكة وقالت :- سي علي انت جيت 

التفت لها ولم يرد فقامت نحوه واخذت ملابسه ووضعتها في الخزانه واخرجت له ملابس جديده ، كان ينظر لها ولملابسها وعيناها التي تنظر ارضا باحترام له وتلك الحمرة المقززة علي شفتيها يعرف طعمها زيوت قديمة مع عطر خافت ، اخذ الملابس وذهب للحمام ثم عاد يجفف شعره فوجدها مازالت تنتظره وتنظر له بنظرات حياء وخجل يعرفها جيدا ، فبعدها ستقدم جسدها قربان من طين  لا يسمع ولا يعترض يشكله هو حسب رغبته الا ان يكتفي منه فيتركه علي جانب السرير ويغرق في نوم عميق ....

ولكن 

تلك المرة لم يلبث انا ينام حتي  رأي طيف خالته سهر امامه ، كانت تنظر له بنفس نظره الكراهية والغضب التي راها علي وجهها أخر مرة قبل ان يستقر رصاص جده في صدرها ولكن تلك المرة كانت تنظرها له هو ، ظل يحاول ان يقترب منها ولحقها وهي تجري مضطربه وغاضبة  ولكنها التفتت لتغادر فامسك يدها وقال بخوف طفل  :- سامحيني ،ابوس يدك سامحيني ، كنت عيل معرفش 

التفتت له مرة اخري فشعر بالرعب ، هذه المرة تغير شكلها قليلا عيناها الخضراء اصبحت اكثر اتساعا ووجهها النحيف اصبح ممتلا واصبحت تبكي وقالت بحرقة وضعف شديد وقالت  :- عمري ما هسامحك  ،  ذنبي هيفضل في رقبتك طول عمرك ....

فانتفض من نومه مفزوعا 


Continue Reading

You'll Also Like

695K 14.9K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
692K 30.6K 39
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
511K 38.5K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
1.4M 129K 37
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...