قلب مُغلق للصيانة / كاملة

Door FatmaSultan947

1.2M 134K 18.9K

رواية اجتماعية رومانسية💜 شعبية💜😍 Meer

اقتباس《١》
اتنشن💜
اقتباس 《٢》
المقدمة
هام..
الفصل الأول
تلخيص الشخصيات
الفصل الثاني
الفصل الثالث
مساء الخير يا جماعة
النشر في فترة الامتحانات💜
الفصل الرابع
اقتباس من الفصول القادمة
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
هام
الفصل التاسع
عيد أضحى مبارك💜
الفصل العاشر
هام❤
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
صباح الخير🤍
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
مساء الخير
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
وحشتوني جدا
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
مهم
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
مهم جدا
الفصل الثلاثون
هام جدا
الفصل الحادي والثلاثون
مساء الخير اتنشن بليز🤍
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
مساء الخير يا حلوياتي
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
هام
الفصل السابع والثلاثون
تحديث مهم
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
هام
وحشتوني هام جدا
أخر تحديث...
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
تث تث
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل الخامس والأربعون
الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون
الفصل الخمسون
الفصل الحادي والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
مهم جدا💜
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والخمسون
الفصل السابع والخمسون
الفصل الثامن والخمسون
مهم
الفصل التاسع والخمسون
الفصل الستون
الفصل الحادي والستون
الفصل الثاني والستون
الفصل الثالث والستون
مساءكم لذيذ🥹🩷
الفصل الرابع والستون
الفصل الخامس والستون
اقتباس من الفصل القادم
رواية كاملة هدية اهم من الفصل يا حلويات❤️
الفصل السادس والستون
الفصل السابع والستون
الفصل الثامن والستون
الفصل التاسع والستون
الفصل السبعون
الفصل الحادي والسبعون
الفصل الثاني والسبعون
الفصل الثالث والسبعون
الفصل الرابع والسبعون
الفصل الخامس والسبعون
الفصل السادس والسبعون
مساء الخير.
الفصل السابع والسبعون
الفصل الثامن والسبعون
الفصل الثمانون
الفصل الحادي والثمانون
الفصل الثاني والثمانون
الفصل الثالث والثمانون
الفصل الرابع والثمانون
الفصل الخامس والثمانون
الفصل السادس والثمانون
الفصل السابع والثمانون
الفصل الثامن والثمانون
الفصل التاسع والثمانون
الفصل التسعون
الفصل الحادي والتسعون
الفصل الثاني والتسعون
الفصل الثالث والتسعون
الفصل الرابع والتسعون
مساء الخير.
الفصل الخامس والتسعون -الأخير-
تنوية هام
مهم🩷..
الخاتمة -الجزء الأول-
مهم
الخاتمة -الجزء الثاني-
تحديث🩷
الخاتمة -الجزء الثالث-
الخاتمة-الجزء الرابع-
الخاتمة -الجزء الخامس-
الخاتمة -الجزء السادس والأخير-
اقتباس من الرواية الجديدة
غلاف الرواية الجديدة🥹🩷
الاقتباس (١) من الرواية الجديدة (الغير مشتركة)
هام
موعد نشر الرواية الجديدة.
رواية ديجور الهوى روايتي الجديدة🩷
هام جدا🩷🩷
هام لمتابعي قلب مغلق للصيانة
مشهد خاص / قلب مغلق للصيانة
هام لمتابعي الرواية
مشاهد خاصة لابطال الرواية

الفصل التاسع والسبعون

8.3K 995 95
Door FatmaSultan947

عاملين ايه وحشتوني🩷🩷🫶

متنسوش الفوت والكومنت ووصلوا الفصل اللي فات والفصل ده ل ٦٥٠ فوت🩷🫶

_______________

الفصل التاسع والسبعون
من #قلب_مغلق_للصيانة

بقلم #fatma_taha_sultan

___________

اذكروا الله

__________

أكثر ما أعرفه عن المحبيّن «أنهم يتشابهون » تصبح نظرتهُم متشابهه، كلماتهم متقاربة وأحاسيسهم مشتركة
‏وقلوبهم، قلوبهم تُصبح واحدة.
#مقتبسة

حين يقترب قدرك في الحب منك، سيتوهج ذلك الركن المظلم بقلبك.
#مقتبسة

لا تسأل عن معنى الحب؛ فالحب لا معنى له سوى أنه قدر من أقدار الله المكتوبة للإنسان.
#مقتبسة

_____________

بعد مرور ما يقارب شهرين.

استيقظت يقين من نومتها في الثالثة صباحًا، ونهضت من فراشها قاصده الذهاب إلى المطبخ فهي تشعر بالعطش، وبالفعل ذهبت وأرتوت وأثناء عودتها شعرت بأن أحدهم يجلس في غرفة المعيشة.

فخرجت ووصلت لها فوجدت شقيقها صادق جالس في الظلام فأقتربت منه وتحدثت في نبرة مرحة وهى تجده جالسًا ينظر في اللا شيء رغم أنه قد قام بتشغيل التلفاز ولكنه لا يهتم وصوته كان منخفض:
-جرا أيه يا أستاذ صادق قاعد حزين ومهموم ليه؟! ده مين قدك يا سيدي ده خلاص الحلم اللي كنتي مستنيه جه.

قام صادق وعائلته خلال تلك الفترة بقراءة الفاتحة وينتظروا حفل الخطبة، فقد قام والد دنيا بالموافقة بعد رؤيته لميل ابنته وموافقته عليه.

غمغم صادق في اقتضاب ووجه عابس:
-ما أنا مبسوط أهو.

نهرته يقين في سخرية وكان في صوتها بقية نومٍ:
-يا راجل كل ده ومبسوط أومال لو حد قاتلك قتيل هتعمل أيه؟!.

تحدث صادق في نبرة مكتومة:
-في أيه يا يقين خشي كملي نوم، أيه مينفعش اقعد لوحدي شوية؟!.

هناك شيء بالتأكيد!
هل تشاجر مع دنيا بتلك السرعة مثلا؟!.

غمغمت يقين في نبرة هادئة:
-بابا زمان كان بيقول لينا حاجة مش بنساها هو أن لو في حاجة مضيقاكم وحاجة بتفكروا فيها لازم نقولها قدامه مهما كانت، ومهما عملنا حاجة غلط لأن الحاجة لما بيشيلها أكتر من حد بتبقى أحسن من أنها تكون فوق رأسك لوحدك.

تملك مفتاح أشقائها، ليس نوح وحده، عاطفتها وحنانها واحتوائها أحيانًا قد يفوق عقل صادق المتكبر والغاضب أغلب الوقت.

-أبو دنيا مصمم نعمل خطوبة في قاعة، وأنا كنت متخيل أنه هنعمل حاجة عائلية في البيت عندهم مثلا وتلبس فيها الشبكة ونكون كلنا مع بعض وخلاص ونبقى نعمل فرح بعدين.

سمعت حديثه ولكنها مازالت لم تستوعب ما يزعجه عفقبت تعقيب ساذج بالنسبة له:
-طب وده يضايقك في ايه؟!..

أردف صادق في توضيح:
-أنا هجيب بالجمعية الشبكة ومش هيتبقى حاجة ومعنى أن هيكون في خطوبة يعني بدلة ومصاريف تانية وفستانها والميكب والحوارات دي كلها وأبوها مصمم ده خلاص حجز قاعة باين.

صادق كان أكثر نموذج واقعي للحال الذي وصل إليه للشباب، فتحدثت يقين في رفقٍ:
-عادي يا صادق سهلة متأزمهاش يا حبيبي، الموضوع كله زي ما يتكلف أنا هديك المبلغ ده المهم أنك تفرح وتفرح دنيا بعد سنين بعدتوا فيها عن بعض، وبعدين أحنا كلنا محتاجين نفرح وهي بنته الوحيدة.

تحدث صادق في استنكار:
-تدهملي منين؟!.

تمتمت يقين في عفوية شديدة:
-مهوا لما بدخلك أنتَ وعثمان بدري في الجمعيات بدبس أنا أخد انفار قصادكم ورا وساعات بدبس بنت معايا في الشغل فأنا قابضة نفرين من الجمعية ونفر من الجمعية اللي قبلها، حطاهم في البنك وكنت بفكر اجيب منهم لاب توب لنوح بس خلاص بتاعي هيخلص قسطه الشهر الجاي وهجيب واحد لنوح.

-أنا مش هاخد منك فلوس يا يقين.

أردفت يقين في نبرة مستنكرة:
-يعني أنا لو عايزة حاجة وأنتَ في أيدك تساعدني فيها مطلبهاش منك؟ وبعدين ما أنتَ عامل اللي عليك وزيادة مرتبك كله جمعيات وبتساعد في البيت أكتر مني.

هتف صادق في نبرة رجولية حاسمة:
-لا طبعا انا اديكي عيني يا يقين بس أشوفك مبسوطة بس برضو...

قاطعته يقين في نبرة هادئة:
-مفيش بس برضو، زي ما أنتَ عايز تديني عينك زي ما بتقول، يبقى أنا زيك وفلوسي هي فلوسك بيتنا طول عمره أيد واحده كلنا إيدينا في أيد بعض علشان نعمل حاجة عمر ما حد مننا عمل حاجة لوحده، وأنا عايزة أفرح بيك يا صادق وبدنيا كمان عايزة أشوفك أنتَ ودنيا مبسوطين، ربنا يجعل أيامكم كلها فرح يا حبيبي.

ثم غمغمت في تحذير:
-الموضوع خلصان قول لدنيا تحجز سيشن وميكب ارتست وكل اللي هي عايزاه وأنتَ متشيلش هم حاجة أفرح وبس يا عريس ده أحنا لما صدقنا نفرح بيكم بقا بلاش نكد أبوس أيدك ده أبوك فرحان أوي بيك.

أردف صادق في نبرة بسيطة تطيب كل جروح يقين يتمنى من الله أن يسعدها مثلما تحاول إسعادهم بكافة الطرق حتى ولو كانت جروجها تنزف وبشدة لا تهتم بها:
-شكرا على وجودك في حياتنا يا يقين، ربنا يجبر بخاطرك زي محاولتك دايما تجبري بخاطري، ساعات بحس أنك أنتِ أختي الكبيرة مش أنا، ساعات مش ببقى عارف أعمل أيه علشان أسعدك وأكون جنبك..

غمغمت يقين في نبرة هادئة مقاطعه أياه وهي تكبح الدمعة أن تهبط من عيناها:
-أنتَ اخويا الكبير وسندي يا صادق، مش محتاج تعمل حاجة يكفيني أشوفك مبسوط ووالله هكون مرضية أنا مش محتاجة حاجة أكتر من أنكم تكونوا كويسين وبخير ويلا قوم ابعت لدنيا شوفها صاحية ولا لا وقولها تستعجل في الحجز احنا خلاص نص السنة وبيبقي الفترة دي كلها حجوزات أكيد لسه صاحية هي ونهال مناموش مهي بايته معاها النهاردة.

غمغم صادق في غيرة فهو أكثر من يعارض بيات يقين خارج منزلها هو لا يكره نهال أبدًا فهي بمثابة شقيقه له، ويعرف ظروفها جيدًا ولكنه في ذات الوقت كأي رجل لا يحب نساء منزله أن يمكثوا في بيت أخر:
-يارب نهال تتجوز بقا عثمان علشان كل واحده فيكم تقعد في بيتها.

_______________

كانت تقف أمام المرأة تنظر إلى وجهها وجسدها وكأنها كل يوم تنتظر تغيير جذري في شكل جسدها، فعلى الرغم من أنها في منتصف الشهر الثالث وتقترب من الرابع  إلا أنها لا تلاحظ سوى تغييرات بسيطة في جسدها بأن قد زاد وزنها قليلًا ولكن بطنها كانت مثل ما هي تقريبا وأخبرتها الطبيبة بأن هذا طبيعي فليست كل النساء يظهر عليهم شكل ملحوظ في النصف الأول من حملهن.

الانتظار صعب عليها، تريده بين يديها وأن تختبر نفسها تريد ذلك الطفل لتعرف من هي؟!!

هل هي ابنه حليمة القاسية أم أنها شيماء الحنونة والتي ستكن أم صالحة كما يخبرها علام، تريد أن تلد هذا الطفل لتعرف نفسها حق المعرفة ولتختبر مشاعرها.

تسأل نفسها كثيرًا هل ستشعر بالسعادة حينما تحمله أو تحملها بين يديها لأول مرة؟!.

مشاعر وأسئلة كثيرة تنتظر لها الإجابة التي ستتضح لها بعد أشهر طويلة بالنسبة لها فالوقت يمر ببطئ.

ولكن الأمر الجيد في الموضوع حسب حديث علام والطبيبة بأن حملها طبيعي، والأعراض التي تشعر بها خفيفة الحدة وقليلة جدًا، وأخبرتها أن في المرة القادمة ستحاول رؤية ما أن ظهر جنس جنينها أم لا.

اليوم أتت من المتجر تشعر بالضيق الشديد قد مر أسبوع تقريبًا لم ترى فيه أندرو التي تعلقت به بشكل كبير فقد مرضت والده مايكل زوج يوستينا  مرضًا شديدًا ولذلك أخذت يوستينا أجازة من عملها ورافقت زوجها إلى الولاية الآخرى للاهتمام بوالدته ومعاونته في ذلك.

وبالطبع معهما "أندرو" ذلك أكثر ما يزعجها فقد تقربت منه الأسابيع الماضية بل كان يجلس معها وقتًا طويلا أعتادت عليه كثيرًا ولا تقوى على فراقه.

صدع هاتفها ليقاطع أحزانها وأشواقها لذلك الطفل،  يعلن عن إتصال من رقم غريب ولكن الرقم لم يكن مصريًا أو رقم أمريكي، فلم تجب في البداية ولكنه عاود الاتصال بها مرة أخرى لتجيب في النهاية:
-ألو.

أتاها صوته:
-"الو ازيك يا شيماء، أنا فادي ده رقمي الجديد".

غمغمت شيماء في استغراب فما الذي جعله يتذكرها بعد تلك السنوات هي علمت أنه قد هاجر بسبب شكاوي والدتها المستمرة ولكنها لم تتوقع أنه سيفكر في الاتصال بها:
-أنتَ بتتصل بيا ليه يا فادي في حاجة؟! أصل مش مستوعبة أنك بتكلمني.

لم يحاول أن يدافع عن نفسه بل فعل ما هو عكس ذلك:
-"أنا مش متصل علشان أفهمك إني مكنتش أقدر اعملك حاجة لا أنا كنت جبان مش أكتر وأنا معترف بده، ومكنتش راجل ومعرفتش أحافظ عليكي، وطول السنين دي كلها أنا مكنش عندي الجراءة حتى أكلمك علشان اقولك سامحيني ولأنها كلمة ملهاش لازمة ومش هتمحو اللي فات".

لم يعد حتى بوسعها عتابه وكأنه غريب عليها لا تستطيع حتى أن تغضب منه هو لا شيء بالنسبة لها. سحقًا ما الذي أوصلها إلى هذا الحال؟!.

ورُبما لأنه ضحية مثلها لم تكن تريد أن تجعله يشعر بالذنب أكثر من ذلك:
-محدش فينا له ذنب، ده نصيبنا وأنا مش زعلانة منك يا فادي، مشكلتي مش معاك عموما، بس أنتَ جبت رقمي منين؟!!.

عقب على حديثها متمتمًا بالحل الذي أستطاع به أن يجد رقمها فهو لم يكن معه منذ أن تزوجت علام وسافرت معه، ولأنه لم يكن ليطلب من والدته شيء:
-"بعت لعلام على الفيس بوك، وهو بعتهولي".

- ما علينا المهم متشيلش ذنب حاجة يا فادي خلي بالك من نفسك وربنا يوفقك.

قال فادي في نبرة هادئة ولكنها كانت خالية من المشاعر رغمًا عنه وكأنه يقوم بواجب لا أكثر:
-"المهم مش عايز أطول عليكي أنا عايزك تعرفي إني موجود يعني حتى لو كنت بعيد وعوزتي أي حاجة كلميني متنسيش أن ليكي أخ يا شيماء".

تحدثت شيماء في نبرة عادية:
-حاضر يا فادي، وأبقى رد على ماما مهما كان ومهما عمبت هي قلقانة عليك بجد.

تمتم فادي في نبرة لا تقبل النقاش:
-"لما أكلمك تاني يا شيماء أرجوكي متجبيش سيرتهم أنا محيتهم من حياتي".

لم تستطيع هي فعلها وأن تمحيهم من ذاكرتها بالرغم من تلك السنوات التي أبتعدت فيهما عنهم

هل يستطع هو فعلها بتلك السهولة كما يقول؟!.

-مش هتعرف يا فادي للأسف محدش بيعرف يمحي ماضيه مهما عمل.

-"أنا هعرف أعمل ده يا شيماء، مع السلامة هبقى أكلمك تاني"

"مع السلامة"
كان تعقيبها بسيط جدًا ولكن أشغل عقلها بشكل كبير، هل يريد أن يكسب تعاطفها أو يصل العلاقة بينهما ويكن شقيق لها بحق وهو يتحدث بتلك الطريقة؟!.

لم تشعر بأنه بالفعل يريد فعل ذلك وكأنه يفعله دون رغبة أو إرادة وكأنه شيء وُجب عليه ليس أكثر.

سمعت صوت الباب يفتح ثم يغلق فخرجت إلى الخارج لتجد أن علام قد أتى وقابلته في نهاية الرواق وأستقبلته في حضن دافئ ليبادلها، فهو كل يوم يأتي ليجد شخصية أخرى غير التي تركها في الصباح.

أبتعدت عنه قائلة في هيام:
-وحشتني أوي.

عقب على حديثها في دهشة:
-مش كنتي مش طيقاني الصبح وشيفاني بقيت أنسان مستفز.

أردفت شيماء في ثبات وهي تضع يديها في جانبيها:
-انا لسه عند رأيي بس ممكن تعزمني على العشاء برا علشان أنا مخنوقة وساعتها هنسى أنا قولت أيه الصبح.

هز رأسه موافقًا وهو يضع قُبلة على رأسها:
-هنام ساعة وننزل أيه رايك؟!.

تتفوه بما يجعله يتأكد بأن مكانها المناسب مستشفى المجانين، بالرغم من حبها لأندرو إلا أنها مازالت بين الحين والآخر تشعر بالضيق وتخبره بأنها لا تصلح أن تكن أم:
-موافقة وأكون اتصلت بيوستينا فيديو كول عايزة أشوف أندرو أوي واحشني.

_______________

منذ ثلاثة أسابيع فقط خضعت سهيلة إلى عملية الحقن المجهري بعد أن تلقت الكثير من العلاجات وأتبعت تعليمات الطبيب، بالأمس أتت من عند الطبيب ليخبرها بنجاح العملية وبأنها تحمل جنين في أحشائها كان ذلك من دواعي سرورها.

وفرح عبد الكريم بحملها وكأنه لم يرزق بأطفال من قبل وأخبر متولي الذي بارك في عفوية وكأن هذا الرد المناسب ولكنه لا يفهم أي شيء مما يحدث!!

كانت سهيلة جالسة على الأريكة بجانب عبد الكريم الذي امتنع عن تدخين أرجيلته في الشقة بعد أن طلبت منه خوفًا على صحة جنينها، هي تتملك منه ومن عقله بسهولة رهيبة، سألته مقاطعه رؤيته للمباراة في وقت الاعادة ولم تجد أنه منهمك معها وهذا ما جعلها تتشجع للتحدث معه:
-عرفت مراتك إني حامل؟.

أردف عبد الكريم في تلقائية شديدة:
-لا وبلاش تعرف دلوقتي أحسن استني شوية بعدين نبقى نقول العملية نجحت.

تمتمت سهيلة في دهشة:
-مش أنتَ قولت لاخوك إني حامل امبارح ولا مقولتش؟.

أجاب عبد الكريم على سؤالها في هدوء:
-أيوة قولتله.

هتفت سهيلة في مكرٍ وهي تضع يديها على كتفه:
-خلاص يبقى لازم تنزل تعرفها وتقولها، أحسن لو عرفت من أخوك ومراته تزعل وبصراحة أنا خايفة عليك يا عبد الكريم.

سألها عبد الكريم في استغراب:
-خايفة عليا من أيه؟.

غمغمت سهيلة في انزعاج:
-أنتَ مش بتعدل ما بينا وبصراحة أنا حاسة أنك مهملها جدًا وأنا برضو مش عايزة حياتك تتخرب دي أم عيالك في الأول والآخر ولازم تعدل ما بينا يا عبد الكريم أحسن ده عقابه كبير عند ربنا.

أردف عبد الكريم في ضيقٍ شديد:
-مهوا بنزل بتقعد تقرفني وتلوي بوزها في وشي وتقعد تحكي وتتكلم كلام فارغ.

قالت سهيلة في خبثٍ:
-لا أنزل يا عبد الكريم وقولها إني حامل علشان متزعلش لما تعرف من حد غريب وأشرب الحجر بتاعك تحت وقضي معاها النهاردة وبات معاها كمان،  أنتَ عارف صاحبتي هتيجي تبات معايا وزمانها في الطريق أصلا وبنات خالتي جايين بكرا يباركولي.

-والله خايف أنزل تقعد تسم بدني.

تمتمت سهيلة في ثبات:
-لا أنزل بس أنتَ وطايب خاطرها بكلمتين ويا سيدي لو قالت حاجة كبر دماغك وخدها على قد عقلها وعلى فكرة الست دي بتحبك بجد مدام لغايت دلوقتي مطلبتش الطلاق منك وبتناكفك بس علشان غيرانه لكن لما تعرف أن جوزها حبيبها اللي بيعرفها كل حاجة أول  بأول ولسه هي مهمة عنده، يبقى أكيد هتنبسط لما تحس بفرحتك، ولأنك بتستحمل نكدها هتعرف أنك باقي عليها.

هتف عبد الكريم في استسلام:
-أنا هنزل علشان خاطرك وعلشان أشربلي حجر ومضايقكيش.

قالت سهيلة في إصرار عجيب من نوعه:
-ماشي يا حبيبي بس أهم حاجة متنساش تعرفها علشان لو عرفت متزعلش أنك مقولتش ليها.

لم يعقب عبد الكريم على الرغم من استغرابه الشديد من إصرارها ولكن كل ما يفكر فيه هو أن هبوطه ستكن فرصة حتى يدخن أرجيلته براحة في الأسفل وبالفعل هبط إلى شقة حليمة وفتح الباب وكانت هي تجلس على الأريكة ممسكه بخرطوم أرجيلتها من ناحية ومن الناحية الآخرى ممسكة بهاتفها ترسل الرسالة الألف تقريبًا لفادي على الفيسبوك والذي لا يكلف خاطره حتى أن يفتح رسائلها بل أنه كتم محادثتها حتى لا يصله أي شيء ترسله.

تركت حليمة الهاتف ثم خرطوم الأرجيلة متحدثة في تهكم:
-أيه ده عبد الكريم بنفسه أتفضل ومن عليا وجه ده الواحد يقوم يعمل فرح.

تحدث عبد الكريم في نبرة عادية وهو يذهب ناحية المطبخ حتى يقوم بتحضير أرجيلته:
-قولت أنزل أقعد معاكي شوية وحشتيني والبيت وحشني.

قالت حليمة في نبرة ساخرة وعالية حتى يسمعها وهو بالداخل:
- يا راجل قول كلام غير ده شكل السنيورة كرفتك فافتكرتني.

لم تجد تعقيب منه وسمعت بعض الأصوات ومحاولته بأن يخرج الفحم من الأكياس فعلمت أنه يقوم بتحضيرها.

فأنتظرت أن ينتهي ويأتي حتى تقل ما تريد قوله له، لا شيء مهم ولكنها ستخرج جام غضبها به على الأقل.

أتى بعد عشر دقائق تقريبًا وجلس على المقعد يدخن أرجيلته في إشتياق لها وللبيت وجلوسه فيه.

تحدثت حليمة في غضب:
-بقا يا راجل مش مكسوف من نفسك في السن ده رايح تخلي البت تعمل حقن مجهري ولا كأنك شوفت عيال قبل كده.

أردف عبد الكريم في تلقائية:
-وأتكسف ليه هو أنا بعمل حاجة حرام لسمح الله؟! وبعدين العيل ده هيسلينا يا حليمة ويأخد بأيدينا وسهيلة غلبانة وطيبة هتونسنا.

ضحكت حليمة في سخرية وقالت في استنكار:
-وأيه كمان يا حبيبي، ما شاء الله علينا، أسرة متحابة محتاجين نعمل سلسلة زي سلسلة يوميات ونيس كده.

كل يوم يمر عليها منذ أن سمعت بأمر العملية وهي تدعي بفشلها، لا يمكن لتلك المرأة تأتي بطفل يخرب عليها حياتها، وأن يرث مع أولادها، لا يمكن بعد كل ما حدث!!!..

ثم أخذت تدرك كلامه وتمرره علي عقلها قائلة في قلق:
-وبعدين هو خلاص أنتَ خليته عيل؟!.

تحدث عبد الكريم في عفوية:
-أه مهي سهيلة خلاص حامل والدكتور أكد علينا امبارح.

نهضت حليمة وهي تقول في ذهول فقد حدث ما كانت تخشاه:
-أنتَ بتقول ايه؟!.

-بقول اللي سمعتيه سهيلة حامل.

وقح!!
فظ يقولها بكل سهولة، صرخت حليمة في جنون:
-يالهوي ألحقوني يا ناس، ألحقوني.

صراخها جعل متولي ينهض قائلا في تحذير مقاطعًا حالتها  تلك:
-قسما بالله يا حليمة لو ما اتكتمتي وسبتيني أشرب الحجر وتباركي يا أما تخرسي ما هتشوفي وشي تاني في شقتك، بتصوتي بدل ما تقولي ليا مبروك يا حبيبي اللي يفرحك يفرحني.

قالت حليمة في استنكار:
-أنتَ بتخربها يا عبد الحريم بتخربها، البت دي كان أخرها تتجوزها يومين وتخلص منها مش علشان تخلف، ده أنتَ جوزت بنتك علشان الورث وواكل حاجات كتير من حق اخوك علشان يكون في الاخر كل ده ليا أنا وعيالي مش علشان حتة بت معفنة وجربوعة تيجي تاخد كل حاجة على الجاهز ده أنا أهد البيت يا عبد الكريم أنتَ سامع.

أردف عبد الكريم ساخرًا بعد أن عاد وجلس مرة أخرى وسحب نفس من الأرجيلة:
-ده مالي وأنا لسه حي يا حليمة وبعدين عيالك كده كده كل واحد أختار حياته بطلي أنتِ تفكري فيهم لأنهم مش بيفكروا لا فيا ولا فيكي فحاولي كده تفكي وتفرحي معايا أحسن وتتأقلمي على الوضع الجديد.

قالت حليمة في نبرة متوعدة:
-هتعود يا عبد الكريم.

-ده عين العقل.

______________

خلال تلك الفترة تقرب ظافر من خالته بشكل رهيب، هي نسخة في الشكل من والدته، والطباع أيضًا أصبح قريب منها بسرعة رهيبة شيء جعل والده نفسه يندهش فبعد معارضته على وجودهم في حياتهم بعد مرور كل هذا الوقت، هل تذكروا بأن لهم أقارب؟!.

وبالرغم من أعتراضه هذا إلا أنه هو الذي بات يذهب لزيارتها بين الحين والآخر حينما تكن بمفردها في أغلب الأوقات التي تتواجد أبنتها في الجامعة؛ لأنه يعلم كل العلم بأن والده سيرسم الكثير من القصص حول ذهابه ويضع في عقله بعض الآمال التي ليست لها أي صحة.

فهو شعر بالشفقة والضيق من أجلها حينما عرف ما مرت به هي وابنتها وما فعله هذا الرجل بهما وحتى لا يجب أن يسميه رجلًا.

تعاطف معها جدًا، وبدأ يشعر بتقارب بينهما ورُبما لأنها تذكره بوالدته ولأنه يشعر بأنها أمراة طيبة وبحق حتى أنه شعر بالراحة معها أكثر مما شعر بها مع خاله المقيم بالاسكندرية هو وابنه، على الرغم من كونه رجل جيد على ما يبدو ويأتي لشقيقته كل أسبوع ولكنه لم يرتاح لها فهذا الشيء لا يستطيع التحكم به.

يجلس معها بعد أن قامت بتحضير قهوته فهي من أتصلت به اليوم وأخبرته بأنه لو كان متفرغ فليأتي لها فهي تريد الحديث معه في أمر ما بمفردهما.

ليشعر بالدهشة فما الذي تريده منه؟!

ولم يتمهل وأرتدى ملابسه وذهب لها قبل أن يفعل أي شيء أخر وها هو جالس أمامها فتحدث في نبرة قلقة بعض الشيء:
-في أيه أنا جاي طول الطريق قلقان.

-مفيش حاجة يا ابني أنا عايزة أتكلم معاك شوية وفرصة أن شاهندة مش في البيت وفي الجامعة، بصراحة أنا مش عارفة ليه بقولك أنتَ بالذات بس أنتَ عارف من ساعة جيت عندكم وأنا بعتبرك ابني بالظبط وبرتاح ليك وبحس أنك عاقل كده، ولأني مش لاقية حد أشوره وحاجة زي دي هتخلي اخويا وابنه يقعدوا يتريقوا على تربية بنتي وإني أنا السبب وإني دلعتها.

أبتلع ظافر ريقه وبدأ يشعر بالقلق أكثر ولكنه أبتسم في رفقٍ محاولا جعل الأمر أسهل وألا يقلقها:
-في أيه طيب عرفيني وأنا بعتبرها زي أختي وأكيد هعوز مصلحتها قوليلي أيه اللي محيرك.

بدأت تلتمس فيه الأمان قليلا وهتفت:
-أنا عمري ما حكيت حاجة تخص بنتي لحد لأن دايما الكل بيلومني أنا خصوصا لما المخفي غفلني وسرقني وساعتها اخويا رغم أنه مش بيتأخر عليا في فلوس أو أي حاجة إلا أنه دايما يعايرني بفكرة غبائي وإني عملت كده وضيعت نفسي وبالنسبة ليهم بنتي مدلعة.

تنهدت ثم عادت تسترسل حديثها متمتمة:
- علشان كده لما جت الجامعة ليها في القاهرة أنا أصريت إننا نرجع علشان بنتي كبرت كمان وبقت عنادية جدا ومبقاش عاجبها أي حاجة حتى لو حد بينصحها بطريقة كويسة.

يا ليتها تدخل في صلب الأمر بدلا من تلك المقدمات التي تجعل عقله يذهب بعيدًا وبالفعل بدأت تسرد له:
-من شهرين تقريبا شاهندة أتعرفت علي واحد وبتكلمه ليل ونهار تقريبا بحجة أنهم صحاب وأنا الموضوع مش عاجبني خالص، هي بتحكيلي بصراحة كل حاجة بس مش بتسمع كلامي بتعرفني من باب أنها مبتعملش حاجة غلط من وجهه نظرها، أتكلمت معاها باللين مرة أن مفيش صداقة بين واحد وواحده، وأتكلمت معاها بالشدة مرة وكل اللي قولته مفرقش معاها وبتكلمه لا ده كمان بتقولي أنها هتروح خطوبة أخوه وأنه عزمها.

تنفس الصعداء فما جعلته يتوقعه قبل أن تشرح كان أصعب، حسنًا هو بعد تلك السنوات بات لديه أكثر  من شخصية، شخصية تنفر تمامًا من أمر الصداقة وبأن الجميع كان محق لا يوجد صداقة بين الرجل والمرأة وأنه بالفعل علاقة غير شرعية وليست لها أي أساس من الصحة، وصدق هذا الأمر أكثر تحديدًا بعدما شعر بمشاعر حنان تجاهه أثناء خطبته بشيماء وبأنها تأذت كثيرًا نفسيًا حينما كانت مجبرة على الاحتفاظ بمشاعرها وتراه مع أخرى.

فهناك طرف من الأطراف سيتأذى بشكلٍ ما، وشخصيته الآخرى تجد بعض الأعذار أحيانا فهو لا يقيم الحد على من يفعل ذلك بل يحاول نصحه من خلال تجربته بشكل لطيف.

غمغم ظافر في هدوء:
-شايف أنك تستغلي أنها بتحكي ليكي كل حاجة، وخليكي معاها لأخر الخط وروحي معاها الخطوبة عادي وأتعرفي عليه وعلى أهله وأعرفي هما مين.

-لو روحت مش هتحمل أعمل كل اللي أنتَ بتقول عليه ده أنا مش عاجبني اللي بيحصل في نفس الوقت هي مبقتش عيلة صغيرة علشان أضربها ولا علشان احبسها في البيت خصوصا انها عنيدة جدا ونفسيتها تعبانة من ساعة اللي حصل بسبب ابوها وهي كل شوية بحال.

______________

تقف بعد ذهاب الرجل الذي قام بتركيب أثاث المطبخ، فبدأت هي وعثمان بكل التجهيزات وكلاهما يأتي بما يتوجب عليه بالشروط المتعارف عليها، وكان عثمان يتمنى أن يكن لديه المقدرة التي تجعله يقوم بكل شيء ولا تقوم هي بشراء أي شيء على الرغم أن هذا هو السائد بين العائلات مهما كانت طبقتها الإجتماعية في هذا الوقت.

هتف عثمان في هدوء وهو يقترب منها وكانت توليه ظهرها وتتفحص المطبخ في حرية فأحتضنها من الخلف متمتمًا:
-أيه الأخبار كل حاجة تمام؟!

حينما تقع أسيرة في أحضانه جزء منها يشعؤ بالسكينة بشكل كبير وأخر يخجل ويتوتر ومع ذلك حاولت التحدث في ثقة:
-أه يعني كل حاجة زي ما طلبت.

أنخفض برأسه ومال ليترك قُبلة على وجنتيها متمتمًا:
-كويس.

ضحكت في خفة وأبتعدت عنه في هدوء وأستدارت له:
-وبعدين أنتَ مش هتروح ولا أيه؟!، يدوبك تروح علشان تلحق تذاكر امتحانك بعد بكرا.

جذبها من خصرها متمتمًا وهو يقبل وجنتيها قُبل صغيرة متفرقة:
-كله ليلة الامتحان هيتلم.

نبرتها كانت مدللة وسعيدة ولكنها تستغيثه أن يتوقف:
-عثمان..

أبتعد عنها قليلا وهو ينظر إلى داخل عيناها في شغف وحب شديد أبتسمت له ثم قالت:
-أنا عايزة أتكلم معاك في شوية حاجات ممكن؟.

-يخربيت الحاجات اللي مش بتيجي تقوليها ليا غير في الوقت الغلط دي.

قالت في أعتذار وهي تفك حصار يديه على خصرها وتترك قُبلة رقيقة على وجنتيه وتخرج من المطبخ:
-معلش.

خرج خلفها وجلست على إحدى المقاعد البلاستيكية الموجودة وجلس هو الأخر فبدأت هي بالحديث متمتمة:
-في حاجات لازم نتكلم فيها يعني.

-أيوة دي فهمتها أيه بقا هى الحاجات دي؟!.

قالت نهال في جدية:
-يعني مثلا أول حاجة تيتا سمية هتعمل أيه لما نتجوز خصوصا أن بليل أنتَ اللي بتبقى قاعد معاها؟.

غمغم عثمان في هدوء:
-أنا فكرت في الموضوع ده، وقولت أن أتكلم مع مدام سحر لو كده هستمر في تأجير الشقة بس سمية تعيش فيها وأشوف واحدة تاني تقعد معاها بليل وتكون قريبة مني في نفس العمارة أحسن ما تكون بعيدة عني بس في مشكلة.

-ليه بس ده الحل ده مناسب جدًا ده أنا مجاش في بالي حتى.

أردف عثمان في ضيقٍ:
-يعني أنه مش بالساهل هترضى تسيب بيتها اللي بقالها فيه أكتر من سبعين سنة، هي أه بتروح وتيجي منها ساعات بس في الموضوع ده بالذات بتفوق للأسف الموضوع لو عصلج هضطر أخليها عادي وأجيب واحده برضو تبات معاها وأروح وتجي عليها مش هيكون في حل تاني.

قالت نهال في رفقٍ:
-انا عايزاك ترتاح يا عثمان أنتَ كده برضو هتفضل قلقان وهتجهد نفسك رايح جاي كأن مفيش حاجة حصلت.

تمتم عثمان بهدوء:
-قولي يارب طيب أنها ترضى.

-لو مرضيتش أنا هحاول أقنعها لما أروح ليها تاني.

أبتسم لها، فبات الفترة الأخيرة يشعر بأنها بالفعل تعشقه، فتظهر حبها له واهتمامها به علانية، وتسمعه دون أن تقاطعه باتت تهتم بكل شيء يخصه بالفعل.

-طيب ياستي لما أجس نبضها وأتكلم معاها ونشوف رد فعلها لو معصلجة زي ما أنا متوقع أبقي كلميها أنتِ.

ثم سألها في نبرة هادئة:
-ياترى في حاجات تاني؟.

هزت رأسها في إيجاب قائلة في احتجاج وعبست ملامحها على الفور وكأن أمرأة أخرى أتت غيرها وجلست أمامه:
-أنا مضايقة منك.

ضيق ملامحه قائلا في استغراب:
-ليه عملت أيه يا نهال هانم؟.

أردفت نهال محتجة وثائرة:
-أنا محتاجة أخد عربيتي وأنزل وأروح مع صحابي أجيب حاجتي مش هينفع كل ما أنزل أجيب حاجة هنزل معاك أنتَ، عايزة أحس إني عروسة بتجهز نفسها وسط صحابها وعلشان أحنا بنات في بعض وبنلف كتير وباخد رأيهم وأنا عايزة أنزل اتحرك براحتي أنا زهقت من الحبسة.

مازال يشعر بالخوف عليها، حسنًا بات يعرف تحركات رامي، ولكنه لا يأمن صديقه بشكل كبير، ومع ذلك يرى أنه حقها بالفعل أن تهبط مع الفتيات وتقوم شراء ما تريده بحرية.

غمغم عثمان في هدوء:
-أنا مش بمنعك علشان أقيد حريتك يا نهال أنا بعمل كده علشان خايف عليكي، بس هسيبها على الله مدام أنتِ مش مرتاحة أنزلي مع صحابك وهاتي اللي أنتِ عايزاه، أهم حاجة تنزلي بدري وطبعا أبقى عارف قبلها رايحة فين وتكوني دايما معايا على التليفون وتبقي باعته ليا live location.

أبتسمت له قائلة في عفوية:
-خلاص ماشي اتفقنا، خلاص كده العلاقة رجعت زي الأول، ألحق أطلع أجهز العشاء علشان دنيا زمانها جاية في الطريق، ما تقعد تتعشى معانا؟.

غمغم عثمان في نبرة عادية:
-لا أنا هنزل علشان رايح أشتري حاجات للبيت، وبعدها رايح الدار في شوية حاجات لازم أعملها.

_______________

في اليوم التالي.

قامت بتحضير الشاي لوالدها الحبيب الذي يجلس أمام التلفاز بعد أن انتهوا من تناول الغداء، وكان نوح في غرفته يقوم بالمذاكرة من أجل امتحان الغد فقد أقتربت أن تنتهي امتحانات الفصل الدراسي الأول الخاصة بكليته.

وضعت كوب الشاي على الطاولة الصغيرة المتواجدة أمام والدها ثم سألته في اهتمام وهي تعقد ساعديها:
-هو أنتَ بتشوف عثمان يا بابا؟.

نظر لها راضي في انتباه ثم قال:
-يعني قليل لما أشوفه ربنا يعينه على اللي وراه بدأ يجهز شقته قالي من اسبوعين كده أتصل بيا، بس ليه بتسألي يعني؟!.

أردفت يقين في هدوء:
-يعني عثمان وحداني ونهال برضو لوحدها، فعايزاك تهتم أنتَ وتسأل عنهم، وكلم عثمان كتير لو محتاج حاجة يعرفنا، أحنا أهله وهو اخويا التالت، وفي فكرة في بالي حبيت أقولها ليك يعني.

سألها في فضول:
-فكرة أيه دي يعني؟!.

أردفت يقين في تفسير وتحجب الجزء التي ستساعد به شقيقها فهي لا تحب الحديث عن هذه الأمور:
-أنا معايا مبلغ هو مش كبير يعني فعايزاك تديه لعثمان أنا عايزاه يجهز شقته في أسرع وقت لأن مش عايزاهم يطولوا أكتر من كده وحل نهال علشان تعيش مستقرة أنها تتمم جوازها بعثمان حتى أخر مرة شوفته قولتله لما يخلص الحاجات اللي بيعملها ويجيب الرخام وحاجات الحمام أنه يجيب العفش قسط من **** ده أنسب حل لأن هو مش لسه هيستنى جمعية تاني وكمان أصلا هو لسه بيدفع في اللي قبضها.

يعجب بها، تفوقه أحيانا بتفكيرها في الجميع، وخصوصا بعد أن أخبره صادق في الصباح بما قالته له شقيقته، ولم تكتفي بالتفكير بهم فقط بل تفكر في صديقتها وعثمان.

تمتم راضي في هدوء:
-مقولتيش ليه الكلام ده قدامه ليه؟!.

يقين في سخرية:
-أنتَ عارف عثمان حمقي ازاي وأنا مش عايزاه يضايق مني، الكلام لما يجي منك أنتَ هيبقى أحسن كتير، وكمان ده لسه دابب خناقة مع نهال من فترة علشان عرضت أنها تساعده، لو أتكلمت انا هيعرف انها حكت ليا وهيكبر الموضوع.

ثم قالت في عقلانية شديدة:
-لكن لو الكلام جه منك أنتَ الوضع هيختلف كتير لأنه عارف أنك بتحب تساعده من غير حاجة قوله دي فلوس كانت معاك ويبقى يردها لما يعرف يردها، بصراحة هو صعبان عليا بيجاهد كتير وكمان كتب كتاب نهال وعثمان بوخ أوي وطول عارفة أنه غصب عنه والظروف هي السبب، ودايما نهال حاسة بالوحدة ولما بنبات معاها بتحس أنها تقيلة علينا، فأنا عايزاهم يتجوزوا بأسرع وقت ممكن صحيح المبلغ مش كبير بس أي حاجة هتساعد.

تمتم راضي بعد وقت كان يسمعها فيه وتاركًا لها الحرية الكاملة في الحديث:
-والله يا بنتي أنا مش عارف عثمان هيرضي ياخد حاجة ولا لا، بس أنا هعرض عليه بس انا مبحبش الكدب هعرفه أنها فلوسك لأن لازم يكون عارف الدين ده هيكون مين اللي بيدهوله.

قالت يقين في تمني:
-يارب يوافق بجد أمنية حياتي أن اصحى من النوم ألاقي صادق ودنيا متجوزين وعثمان ونهال علشان نخلص.

تحدث راضي في نبرة مارحة:
-وأنتِ هتفضلي قاعدة بقا وكله هيتجوز وهتفضلي قاعدة أنتِ؟!.

أبتسمت ثم قالت محاولة المرح مثله:
-أيه زهقتوا مني ولا أيه؟! وبعدين أنا قاعده مع حبيب قلبي اللي هو أنتَ يعني وأعمل حسابك  يوم الجمعة هننزل علشان تجيب أنتَ ونوح بدلة علشان الخطوبة مفيش وقت.

قال لها راضي:
-لا يمكنك أن تحتوي شيء وأنت مكسور، أطرافك حادّة جدًا وكل محاولاتك مؤذية بالنسبة لك.

ضيقت عيناها وسألته في عدم فهم:
-يعني أيه ده؟!.

أردف راضي في وضوح:
- دي مقوله قرأتها مرة، لازم تصالحي نفسك وتتصالحي معاها وتحبي نفسك لأنك لو حبيتي نفسك هتفكري فيها، لأن مش دايما هتنجحي أنك تفرحي اللي حواليكي يا يقين وأنتِ نفسك مش فرحانة.

زفرت يقين في ضيق ثم قالت في صدق:
-أنا فرحانة ليهم يا بابا من قلبي.

-وأنا عارف ده يا حبيبتي أنا بتكلم أنك مش فرحانة بحياتك.

قالت يقين في نبرة واثقة بعض الشيء:
-لا فرحانة بحياتي وفرحانة بأي قرار أخدته وصدقني لو رجع الزمن ألف مرة كنت هاخد نفس القرارات دي، أنا دلوقتي في حال كويسة أي حالة ممكن أعيشها مطلقة وحتى لو بقيت وحيدة عمري كله، أهون عليا إني كنت أكون عايشة وحاسه إني مكسورة الخاطر وإني أدوس على كرامتي.

ثم غمغمت في عتاب مرح:
-على فكرة أنتَ السبب في اللي أنا فيه.

لم يفهم راضي مقصدها فقال في استغراب:
-أنا السبب ازاي؟!.

-من يوم ما أتولدت عمرك ما عليت صوتك عليا، عمرك ما هنتني مهما غلطت، عمرك ما مديت أيدك عليا، عمري ما حسيت غير إني ملكة في البيت ده، حتى لما كنت بعمل حاجة غلط كنت تفهمني براحة وتزعق لصادق لو اتخانق معايا، خليتني أشوف نفسي دايما مكرمة ومينفعش أكون مهانة.

أبتسم راضي لها ثم غمغم:
-اللي حصل حصل بس أنا بتكلم على اللي جاي، لازم تغيري وجهه نظرك متقعديش ترتبي حياتك على حالتك دي لازم تحطي في بالك أنك هتتجوزي وهتنجحي في جوازتك التانية، مهما اشتغلتي ومهما ساعدتي اللي حواليكي ومهما حاولتي تسعديهم ربنا هيسألك عن نفسك.

حاولت أن ترضيه قائلة:
-في الاول والآخر هو نصيب لو ربنا رايد إني أتجوز تاني هتجوز من غير ما أعترض لو ده قدري لو مش رايد مش هتجوز.

غمغم راضي في اعتراض:
-أيوة ده أكيد بس النية فين؟! أنتِ بتقفليها على نفسك.

أنهت يقين الحديث في إبتسامة هادئة تناقض ثوران قلبها:
-الشاي شكله برد هقوم أعملك غيره.

وبالفعل رحلت وأثناء رحيلها قال راضي في ضيقٍ:
-أيوة كده كل ما أكلمك أهربي ده اللي أنتِ فالحة فيه.

______________

منذ الصباح وهي تشعر بشيء عجيب....

هناك فتيات يأتوا ويصعدوا إلى الأعلى متجهين إلى صوب شقة تلك الشمطاء التي ولجت إلى حياتها وتقوم بتدميرها ولكنها لن تصمت يجب أن تفعل شيئا.

وأثناء مرورها من جانب باب الشقة سمعت صوت أنثوي يتحدث مع شخص أخر على ما يبدو وهي تقول:
-رشي الازازة كلها علشان العمل يعمل مفعولة وتغور العقربة دي وبنت خالتك تعيش مبسوطة ورشية زي ما الراجل قالك قدام الباب وعلى العتبة.

وبالفعل قاموا برش تلك المياة وحليمة تقف خلف الباب وتراهم من "العين السحرية" ثم صعدوا إلى أعلى لتذهب حليمة على الفور إلى المطبخ وتأتي بالملح وتضعه في دلو مملوء بالماء وتقوم بمسح المنطقة المتواجدة أمام  الباب وهي تتوعد بأنها ستصعد وستقوم بتأديبها تلك الساحرة التي لابد أنها سحرت لزوجها..

أنهت ما تفعله ثم أخذت مفاتيح شقتها وصعدت إلى الشقة وكانت تقوم بقرع الجرس وتطرق الباب في أنن واحد في انفعال شديد لتقوم صديقة سهيلة بفتح الباب لها قائلة:
-حضرتك مين؟!.

قامت حليمة بدفعها ثم ولجت إلى الداخل في عنف:
-أنتِ مال اللي خلفوكي أنا مين، فين العقربة، ال****** اللي اسمها سهيلة.

صاحت الفتاة في صوتٍ جهوري:
-جرا أيه دي مجنونة ولا أيه؟؟.

غمغمت حليمة في غضب وهي تجد الفتيات يجلسوا على الأريكة في ثقة شديدة ولكن ليس بينهم سهيلة فأشارت على من رأتهما بالأسفل:
-بقا أنتم بترشوا ليا عمل يا شوية غجر؟!!!.

نهضت الفتيات وهي تشعر بالدهشة من صمتهم ونظراتهم، فمرت دقيقة تقريبًا وقبل أن تسخر منهما فهل أبتلعن ألسنتهن؟!.

صرخت الفتيات طالبين الاستغاثة قائلين:
-ألحقونا يا ناس ألحقونا، ألحقونا، أبعدي عنها يا ولية أنتِ.

أتت سهيلة من الداخل في حالة أثارت دهشة حليمة وهي لا تصدق ما تراه........

لتقترب منها سهيلة قائلة:
-أزيك يا طنط سهيلة النهاردة أخر يوم ليكي.

وقفت الفتيات بينهما وحاولت إبعادها عن سهيلة التي أخذت تصرخ في هستيرية شديدة وتبكي تحت أنظار حليمة المدهوشة لم يستوعب عقلها ما يحاولوا فعله.

فتحت صديقتها الباب وهي تستغيث بهم في الخارج:
-يا ناس حد يلحقنا هتموتها حد يلحقنا نازله ضرب فيها...

__________يتبع_________

لو وصلتم لهنا دمتم بألف خير🩷🫶

وإلى اللقاء في فصل جديد🩷🩷

Ga verder met lezen

Dit interesseert je vast

2.7K 208 16
حواديت مجمعة كوميديا ....أكشن ...إثارة ... من الآخر ...مش هتندم أنك معانا 💙
2.4K 73 18
ماذا لو إكتشفنا أننا لسنا المخلوقات الوحيدة في هذه الدنيا .. و أنه يوجد عالم آخر لا نعلم عنه شيئاً .. سوى الدول العظمى و تُخبئها و تكتم على أخبارها ب...
394K 30.8K 58
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
8.2M 517K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...