قلب مُغلق للصيانة / كاملة

By FatmaSultan947

1.2M 134K 18.9K

رواية اجتماعية رومانسية💜 شعبية💜😍 More

اقتباس《١》
اتنشن💜
اقتباس 《٢》
المقدمة
هام..
الفصل الأول
تلخيص الشخصيات
الفصل الثاني
الفصل الثالث
مساء الخير يا جماعة
النشر في فترة الامتحانات💜
الفصل الرابع
اقتباس من الفصول القادمة
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
هام
الفصل التاسع
عيد أضحى مبارك💜
الفصل العاشر
هام❤
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
صباح الخير🤍
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
مساء الخير
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
وحشتوني جدا
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
مهم
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
مهم جدا
الفصل الثلاثون
هام جدا
الفصل الحادي والثلاثون
مساء الخير اتنشن بليز🤍
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
مساء الخير يا حلوياتي
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
هام
الفصل السابع والثلاثون
تحديث مهم
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
هام
وحشتوني هام جدا
أخر تحديث...
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
تث تث
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل الخامس والأربعون
الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون
الفصل الخمسون
الفصل الحادي والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
مهم جدا💜
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والخمسون
الفصل السابع والخمسون
الفصل الثامن والخمسون
مهم
الفصل التاسع والخمسون
الفصل الستون
الفصل الحادي والستون
الفصل الثاني والستون
الفصل الثالث والستون
مساءكم لذيذ🥹🩷
الفصل الرابع والستون
الفصل الخامس والستون
اقتباس من الفصل القادم
رواية كاملة هدية اهم من الفصل يا حلويات❤️
الفصل السادس والستون
الفصل السابع والستون
الفصل الثامن والستون
الفصل التاسع والستون
الفصل السبعون
الفصل الحادي والسبعون
الفصل الثاني والسبعون
الفصل الثالث والسبعون
الفصل الرابع والسبعون
الفصل الخامس والسبعون
الفصل السادس والسبعون
مساء الخير.
الفصل السابع والسبعون
الفصل التاسع والسبعون
الفصل الثمانون
الفصل الحادي والثمانون
الفصل الثاني والثمانون
الفصل الثالث والثمانون
الفصل الرابع والثمانون
الفصل الخامس والثمانون
الفصل السادس والثمانون
الفصل السابع والثمانون
الفصل الثامن والثمانون
الفصل التاسع والثمانون
الفصل التسعون
الفصل الحادي والتسعون
الفصل الثاني والتسعون
الفصل الثالث والتسعون
الفصل الرابع والتسعون
مساء الخير.
الفصل الخامس والتسعون -الأخير-
تنوية هام
مهم🩷..
الخاتمة -الجزء الأول-
مهم
الخاتمة -الجزء الثاني-
تحديث🩷
الخاتمة -الجزء الثالث-
الخاتمة-الجزء الرابع-
الخاتمة -الجزء الخامس-
الخاتمة -الجزء السادس والأخير-
اقتباس من الرواية الجديدة
غلاف الرواية الجديدة🥹🩷
الاقتباس (١) من الرواية الجديدة (الغير مشتركة)
هام
موعد نشر الرواية الجديدة.
رواية ديجور الهوى روايتي الجديدة🩷
هام جدا🩷🩷
هام لمتابعي قلب مغلق للصيانة
مشهد خاص / قلب مغلق للصيانة
هام لمتابعي الرواية
مشاهد خاصة لابطال الرواية

الفصل الثامن والسبعون

8.7K 1K 137
By FatmaSultan947

وحشتوني🩷🩷🫶

قراءة ممتعة للبارت ووصلوا الفصل ل ٦٥٠ فوت🩷

_____________

الفصل الثامن والسبعون
من #قلب_مغلق_للصيانة

بقلم #fatma_taha_sultan

_______________

اذكروا الله

______________

- إنهم يخافون الحب لأنه يخلق عالمًا ليس بإمكانهم التحكم به.
- جورج أورويل 📚.

الحبيب ليس من يُبهرنا من اللّقاء الأول، بل من يتسلّل داخلنا دون أن نشعر وكأنّك فجأة تكتشف أنّه هو الهواء الذي تتنفّسه.
#مقتبسة

أذهلت قلبيَ الذيَ لا يُذهله إلا النجوم إلا المطر إلا البحر
إلا الامور العظيمهَ .
#مقتبسة

_______________

يوم الأحد.

يقف أمام البناية جالسًا على المقعد فوق سيارته مرتديًا نظراته الشمسية.

منتظر إتيان "العم أحمد" من متجر المخبوزات لشراء ما يحتاجه ظافر من معجنات ليقوم بتوزيعها أثناء ذهابه إلى المقابر فهو كل أسبوع تقريبًا يذهب لزيارة مقابر عائلة صديقه ليقوم بزيارة حنان ومحمد وبعدها يذهب لزيارة مقابر عائلته لزيارة رشاد، حتى ولو لم يستطع فعلها كل أسبوع، يذهب مرتين في الشهر على أقل تقدير.

بينما هي كانت تخرج من المصعد في حرصٍ شديد وهى ترتدي ذلك الكعب الرفيع والعالي، فتم مفاجئتها بعد منتصف الليل في إجتماع عاجل في عملها ويجب عليها أن ترتدي زي رسمي، فأخذت تحاول البحث عما يناسبها في ملابس نهال.

فأخذت منها سترة سوداء كلاسيكية وبنطال بنفس اللون وأرتدت أسفلهما قميص أبيض كان معها من ضمن ملابسها التي في حقيبتها الصغيرة ووجدت معها حجاب متظرج الألوان يناسب ملابسها.

كانت اللعنة هو الحذاء اللعين التي تسير به بصعوبة فحينما وجدت الأمر صعب وقفت على أحد الجوانب بجانب المصعد وأخرجت من حقيبة ظهرها حذاء رياضي وقالت محدثة ذاتها:-
"أنا ألبس الجزمة هناك أحسن أول ما أوصل علشان أنا كده هتقلب على وشي الله يخربيتك يا نهال ده الكعب رفع خلة السنان، ما كان لازم يقولوا من الأول كنت لحقت أتصرفت يلا بقا هعمل أيه يعني"

وكان يرى هذا المشهد ظافر وهو في سيارته فكان باب البناية مفتوحًا على مصراعيه، مما جعله يعقب محدثًا نفسه في صوتٍ هامس:
-متمشي بيه يمكن تقعي على جدور رقبتك تنكسر ويقطعوا لسانك أن شاء الله.

وضعت الحذاء في حقيبة ظهرها التي تضع فيها الحاسوب وسترة أخرى اذا شعرت بالبرد وتحمل حقيبة يد صغيرة تتناسب مع طلتها، فالأولى ستضعها في مكتبها أثناء الاجتماع.

خرجت من البناية في كل ثقة ولم تلاحظ تواجده بسبب استعجالها فهناك السيارة التي قامت بطلبها عن طريق الاستعانة بأحد التطبيقات الشهيرة "أوبر" وركبتها ثم رحلت.

وقاطع تركيز ظافر هو العم أحمد الذي كان يطرق على زجاج السيارة حتى يقوم ظافر بفتح الحقيبة له وبالفعل ضغط ظافر على زر ما في الباب الموجود جانبه وفُتحت له، ثم هبط هو من السيارة ليعاونه في وضع الأكياس البلاستيكة والأطباق المصنوعة من "الفل" وحينما أنتهى قال عم أحمد وهو يثرثر ويشتكي له كالعادة:
-الست اللي لسه نازله دي وقاعده في شقة رشاد بيه الله يرحمه، صعبة أوي.

تمتم ظافر في استغراب:
-صعبة ازاي مش فاهم؟!.

غمغم أحمد في ضيقٍ:
- ناشفة أوي يا ظافر بيه وبخيلة بخل فظيع مع أن الست نهال مش زيها خالص، ولا حتى أستاذ عثمان ودايما تقعد تناكف معايا وميعجبهاش حاجة.

لقد ظهر الحق غالبًا ذلك ما قاله ظافر بداخله فهناك شخص أخر يشتكي من فظاظتها، ولكنه تحدث في نبرة عادية:
-يا عم أحمد هو أنتَ لازم أي حد يجي جديد تشتكي منه.

غمغم أحمد في انزعاج:
-لا أنا شوفت كتير وقليل مشوفتش زيها دي ست صعبة وناصحة.

قال ظافر في مكرٍ وقد فهم لُب الأمر:
- قول كده بقا ناصحة وهو ده اللي مضايقك علشان هي ناصحة مش عارف تعمل عليها مصلحة؟!.

أردف أحمد نافيًا:
-والله عيب اللي بتقوله ده يا ظافر بيه، بقولك ست ميتة على القرش أمبارح بليل اتخانقت معايا.

حاول ظافر الدفاع عنها بالرغم أنه يعرف كل المعرفة بأنها أمراة مجنونة ومعتوهة ومن الممكن أن تكن مخطئة:
-يمكن انتَ اللي غلطان ما تقول علطول حصل أيه؟!.

-يا بيه طلبت مني حاجات في التليفون وأنا متأخرتش عليها، وجبت الحاجة وكانت عاملة ١٨٠ جنية وادتني ٢٠٠ جنية ليه وليه بقولها معيش فكة، ما كده كده هتراضيني فرقت أيه بقا؟!.

حسنًا فهم ظافر الأمر من هنا، فهو خير من يحفظ عم أحمد فهو أكثر من يتعامل معه، فزوجته هينة عنه قليلًا.

هتف ظافر في سخرية:
-يا عم أحمد الست جديدة في العمارة مش واخدة على نظامك، في ناس هتكبر دماغها زيي وزي الست نهال اللي بتقول عليها كريمة وفي ناس لا، فأنتَ المفروض تديها الباقي وبعدها هي تديك الفلوس بس يكون في أمانة لكن أنتَ بتعمل كده أغلب الأوقات وأنا فاهم وأنتَ فاهم بس بعديها لكن مش شرط كل الناس تعديها.

_____________

أندرو معها منذ الصباح أتت يوستينا وتركته في رعايتها يا لها من مسؤولية كبيرة، وأعطتها بعض الإرشادات والنصائح التي يجب أن تفعلها معه حينما تصدر منه بعض الحركات، أخبرت علام بالأمر في الصباح قبل هبوطه والذي لم يعقب على حديثها.

فظنت لأنها لا تحتاج سؤاله لذلك لم يعقب ولأنه كان في عجلة من أمره بسبب استيقاظه متأخرًا.

أول عقبة واجهتها معه هو تغيير حفاضته يا لها من مشقة وصعوبة بالغة فكان يضحك لها أثناء فعل ذلك وكانت تحاول وضع الكريم الخاص به التي اخبرتها عنه يوستينا وكانت تشعر بالتوتر الشديد من أن تفعل شيء يؤلم جسده أو حركة قد تضره فالأمر كانت غريب بالنسبة لها وخوفها الغير مبرر في أن تؤذيه بغير قصد، لتنهر ذاتها فهناك أشخاص كثيرة تفعل ذلك بمنتهى السهولة حتى ولم تكن قد تزوجت حتى ومنهم في مرحلة المراهقة.

رُبما يرجع السبب في ذلك هو أنها لم يكن لديها أشقاء صغار، ولأنها لم يكن لديها أحد من الأقارب يصغرها فتشاهد طفولته وترى إمكانية التصرف في بعض المواقف.

فهى لم ترى سوى ابنة سحر ووقتها جلست شهر واحد معها ولم تكن تركز في أي شيء يحدث، كانت متعلقة بها الصغيرة وأحبتها وتجلس معها أغلب الأوقات ولكن لم تكن تقوم بتغيير حفاضتها أو فعل ذلك فكانت من تقوم بفعلها أحدى أقارب سحر وأصدقائها ووقتها لم تكن بتلك الهشاشة فأصابتها حالة من الهلع منذ أن سمعت بخبر حملها وهي في حالة قلق رهيبة.

أنهت تلك المهمة في نجاح بالرغم من الصعوبات ثم قامت بتشغيل التلفاز وأتت بقناة الكرتون التي أخبرتها يوستينا عنها لتأتي بها له.

ووقتها أرسلت لها يوستينا رسالة بأن تطعمه لابد أنه جاع وبالفعل حينما بدأ بالبكاء فهمت شيماء ذلك فقالت وهي تضع يدها على وجنتيه تداعبه:
-أبوس أيد اللي خلفوك متعيطش صوتك موترني أعملك أيه طيب؟!.

بدأ الطفل ينظر إلى ملامحها القلقة بحق وأنها تحدثه بجدية إلى تلك الدرجة لم يفهم حديثها ولكنه نظر لها مندهشًا وكأنه بعقله الصغير يحاول ترجمة ما تقوله ولكنه فشل فظل صامتًا مما جعلها تقلق:
-في أيه الصمت الرهيب ده أنتَ كده بتقلقني أكتر؟!، خلاص عيط يا حبيبي ما أنا شكلي مش هعرف أتصرف كان هيجرى حاجة لو كنت قولتلها بلاش تجيبه؟! كان لازم يعني أعمل نفسي جدعة.

هز رأسه في عشوائية مما جعلها تعقب في هدوء وكأنها أخذت منه إشارة:
-فعلا كان لازم أعمل كده وأرفض عادي.

ثم سألته وكأنه سيجيب عليها:
-أنتَ عايز تأكل أيه بقا؟! يوستينا جايبة كذا علبة مش عارفة المفروض أبدًا منين طب أبعت أسالها؟! أصل هي محددتش، أجيبلك العلب واللي تختاره أنتَ احطهولك؟!.

هز رأسه وهو يستمع إلى حديثها في إنصات...

أعتمدتها موافقة منه، ثم سخرت من نفسها:
-أمك مقالتش هي بتكلمك أنجليزي ولا عربي، بس شكلك فاهمني مش عارفة.

نهضت وأتت بالعلب البلاستيكية وقامت بفتحها أمامه أحدهما كان بها خضار مسلوق، والآخري بها بعض الفواكة.

أشار الصبي على العلبة التي يتواجد بها الفواكة وأرادها بشدة ولكنها شعرت بأنه يجب أن يتناول الخضار أولا..

ولكنها فتحت علبة الفواكة وضعتها أمامه فهي ستنفذ رغبته قلقًا من بكاءه، مد يده ويأخد قطعه منه ووضعها في فمه فتناولها في تلذذ شديد وتغيرت وارتخت ملامح وجهه الغاضبة فجعلته يأكل مثلما يريد يكفي أن يصمت، واتسخت ملابسه فقامت بتغييرها وبعد عادت مرة أخرى واضعه أياه على الأريكة

وأخذت تقص عليه معاناتها وما تشعر به وأنه قريبًا سيكن لديها طفل ذكر أو أنثى لا تعلم، مازالت تحدثه وكأنه أمامها رجل يبلغ الثلاثون من عمره:
-يعني علام فاهمني وحاسس بيا بس مش قادر يعملي حاجة بس هو بيسعى أنه يعمل ليا كل حاجة بس المشكلة فيا أنتَ فاهمني ولا صدعت مني؟.

كان ينظر لها بأعين ناعسة فأخذته وحملته بين أحضانها حتى يخلد إلى النوم فهذا أكثر شيء تستطيع فعله هو التمتع بأحضانه..

وبالفعل بعد وقتٍ ذهب في نومٍ عميق وخشيت أن تبعده عنها فيستيقظ، فظلت على تلك الوضعية تتمتع بدفئ روحه وبراءته.

دخل علام إلى المنزل وهو يراها على الأريكة من بعيد فخلع حذائه وحينما أقترب أتضحت له الرؤية فأردف مداعبًا أياها:
-ألف مبروك يا شيماء اللي جابلك يخليلك، ايه السرعة دي ولدتي وكبر كمان طب كنتي تقوليلي مروحش المستشفي النهاردة ألحق أي حاجة.

أجابته شيماء في بساطة:
-ده أندرو هقوم أحطه جوا على السرير.

غمغم علام في تساؤل أثناء نهوضها:
-معلومة قيمة بصراحة، بس أستاذ أندرو بيعمل أيه؟!.

تجاهلته بل ذهبت وهي تحمل أندرو ووضعته على الفراش وحاوطته بالوسائد ثم خرجت من الغرفة وعادت تجلس في مكانها مما جعل علام يكرر سؤاله:
-هو أندرو بيعمل أيه هنا من غير أمه؟!.

ضيقت شيماء عيناها وغمغمت في عدم فهم:
-أنتَ بتتكلم بجد؟ أنا قولتلك الصبح يا علام وأنتَ بتلبس أن يوستينا هتسيب ابنها معايا يوم.

لم يكن يعرف هذا فقد تركت يوستينا المستشفي التي يعمل بها وعملت بمستشفى أخرى منذ عامين:
-أنا مكنتش مركز الصبح ومتأخر ومكنتش مجمع افتكرت أنها هتيجي معاه عادي معرفش أنها هتسيبه ليكي.

قالت شيماء في نزق:
-ومتسيبهوش ليا ليه؟! هو أنا يعني مش هعرف أقعد بعيل صغير يوم؟.

هز كتفه في لامبالاة فهي مجنونة بالفعل أي تناقض هذا:
-مش قصدي، قصدي أنها غريبة.

-حصلت ليها ظروف ومينفعش أول مرة يوستينا تطلب مني طلب بعد السنين دي أقولها لا.

هز رأسه في إيجاب ثم غمغم في نبرة عادية:
-طيب عملتي أكل أيه؟ أنا واقع من الجوع.

سؤاله أعاد لها يومها كله فمنذ الصباح هي تجلس أمام أندرو لا تفعل شيء سوى تدليله وأن تفعل كل ما يجب فعله له ويحتاجه ونسيت تمامًا أمر الطعام والآن استوعبت الأمر فقالت في تردد شديد:
-مهوا أنا معملتش أكل.

-أيه؟!.

هتفت شيماء في دفاع عن نفسها:
-كنت خايفة على الواد أسيبه وأدخل المطبخ ومتوترة مكنتش هعرف ادخله معايا المطبخ وأصلا نسيت حوار الأكل خالص

تحدث وهو يكز على أسنانه رغم شعوره بالسعادة بحديثها فهي دون أن تشعر مارست أمومتها ونسيت كل شيء حولها وهذا مؤشر جيد بعض الشيء:
-طب وأنا هأكل أيه دلوقتي بقولك جعان؟!!.

قالت شيماء في بساطة شديدة:
-خلاص هدي نفسك خد شاور كده وغير هدومك وأنا هطلب ليك أكل.

ثم أضافت في تحذير جعله يريد أن يفكر في نقلها ليس إلى مصحة نفسية بل إلى مستشفي المجانين التي يأسوا من علاجهم فهى تهتم بابنه شقيقته حينما كانت معه والآن تهتم بأندرو ومع ذلك ترى نفسها لا تصلح أن تكن أم أي عبث تفعله معه:
-أياك تعمل دوشة في الاوضة جوا علشان ميصحهاش.

________________

يجلس على المقعد بينما هي كالعادة تجلس في نصف جلسة على الأريكة وتمدد ساقيها تنظر له في حيرة شديدة..

فمنذ عدة أيام وعقله مشغول جدًا قبل حتى أن تحدث تلك الحادثة تستطيع الشعور به، جزء منها يخبرها بأنه مهموم وجزء أخر يخبرها بأنه مرهق..

هي نفسها لا تستوعب أحيانًا كيف يقوم بتلك المهمات في اليوم الواحد فأحيانا يذهب للجامعة وبعدها يأتي لها، ثم يذهب إلى العمل واحيانًا إلى دار الأيتام، غير رعايته إلى جدته طوال الليل حينما يبقى معها بمفرده وتذهب المرأة التي تقوم برعايتها وتأتي في الصباح.

هو يمزق نفسه حتى لا يقصر في أي مسؤولية من مسؤولياته، ما الشيء التي من الممكن أن تفعله حتى تخفف عنه؟!!

لا تريد أن تشعر بأنها بولوجها إلى حياته قامت بتحميله عبئًا أخر بدلا من التهوين عليه حياته، لا تستطيع فعل أي شيء لتخفيف عنه أيامه عكس ما هو يفعل بكل جهده يحاول أن يشعرها بأن كل شيء بخير رغم أن مسؤولياته لا تقارن بها فهي ليس لديها مسؤولية تجاه شيء...

ومع ذلك لا تشعر بأنها تقوم بفعل ما يجب فعله معه.

غمغمت نهال في نبرة عادية:
-أنتَ ساكت ليه يا عثمان في حاجة.

أنتبه لها بعد أن كان شاردًا وقال:
-لا مفيش عادي هيكون في أيه يعني؟! أصل منمتش كويس، كانت سمية فايقة طول الليل عماله تتكلم في ذكرياتها وكل ما أنام بتصحيني.

تحدثت نهال في نبرة هادئة:
-طب مكنتش جيت على فكرة أنا أخدت على المكان، ومبقتش أخاف منه ولو قعدت لوحدي عادي وببقى قافله الباب بالمفتاح كنت نمت وارتحت علشان أنتَ لسه يومك طويل.

أردف عثمان في بساطة:
-أنا مش برتاح غير لما بطمن أن في حد معاكي وبكون مرتاح أكتر لو الحد ده أنا.

أبتسمت له وهو يسترسل حديثه قائلا:
-وبعدين أنا كل يوم بصحى في نفس ميعادي مهما كنت نايم متأخر حتى لو مكملتش ساعة جسمي اتعود على كده حتى لو قاعد في البيت.

-أيوة بس أنا مش عايزاك تضغط على نفسك يا عثمان أنتَ بتقطع نفسك علشان تلحق تعمل كل حاجة وراك وأنا مش عايزة أحس إني تقيلة عليك ووالله بقعد لوحدي عادي وبعدين أنتَ مركب كاميرا قدام الباب والعمارة أمان فعلا.

تحدث عثمان ساخرًا:
- الموضوع مش قصة اني خايف عليكي بس، طبعا جزء كبير من الموضوع اني خايف ولكن أنا حتى لو مكنش في حاجة تقلقني هحب أشوفك كل يوم وكنت فاكر يعني أنك هتقطعي شرايينك لو مجتش.

تمتمت نهال في نبرة عقلانية:
-أكيد أنا بحب أشوفك وبنبسط لما بتيجي بس مش هحب أشوفك مرهق وتعبان ومش كويس، لا لازم تأكل كويس وتنام كويس وتهتم بصحتك في المقام الأول وبعدين تهتم باللي حواليك لأنك لو معملتش كده فأنتَ مش هتعرف تعمل أي حاجة تانية.

أردف عثمان في طاعة:
-فعلا كلام سليم ويحترم جدًا.

ثم قال في نبرة عادية وهو يأتي ويجلس على طرف الأريكة التي تجلس عليها فتحاول أن تقوم بتنزيل ساقها حتى لا تكن في وجهه ولكنه منعها بيده:
-بس أنا مش هحترمه، وبعدين هو عادي يعني يوم من ضمن الأيام اللي مرهق فيها مش هتعملي عليها قصة هو الفترة دي في كذا حاجة شاغلة دماغي مش أكتر.

تحدثت نهال في عتاب طفيف:
-مش عارفة أيه اللي شاغل دماغك ومخبيه عني ده هتقوله ليا أمته.

أردف عثمان في نبرة هادئة وهو ينهض ويضع قُبلة دافئة على جبهتها ثم عاد إلى موضعه مرة أخرى:
-هتعرفي كل حاجة في الوقت المناسب.

-ماشي يا عثمان أنا عموما مش عايزة أضغط عليك، وهستناك لغايت لما تيجي تقولي.

قال عثمان في امتنان شديد:
-هو ده عين العقل يا حبيبتي.

عقدت ساعديها ونظرت له وهي تشعر بالحيرة هل تخبره بما تريد فعله أم لا وتؤجله إلى وقت أخر؟!. أستغرق الأمر منها دقيقة تفكير واحده وبعدها كانت تقول:
-أنا في حاجة في بالي يا عثمان عايزة أعملها.

نظر لها عثمان في ترقب متمتمًا:
-قولي أيه اللي في بالك.

أردفت نهال في هدوء:
-أنا عايزة أعمل عزومة بس مختلفة.

ضيق عيناه مغمغمًا في عدم فهم:
-يعني أيه عزومة مختلفة دي مش فاهم؟! وهتعزمي مين؟!.

تمتمت نهال في نبرة متوترة:
-يعني هعزم يقين ودنيا.

هل هذا ما تريد قوله؟!
فما الغريب في ذلك، فهما طوال الوقت معها.

لذلك سألها في استغراب:
-هو أنتِ بتأخدي رأيي في حاجة زي دي يا نهال؟! ما أنتم من سنين طول النهار في بيوت بعض أيه الجديد في كده؟!.

-الجديد إني عايزاك تعزم ظافر معاهم ويكون زي معاهدة صلح بينه وبين يقين.

ضحك عثمان كما لم يضحك من قبل، ترجم حديثها في عقله بأنه تريده أن يبتسم بالتأكيد ليس قرار طبيعي يخرج منها أو منطقي.

غمغمت نهال في انفعال:
-هو أنتَ بتضحك على أيه مش فاهمه، قولت أنا أيه يضحك؟!.

-أنك عايزة تعزمي ظافر اللي يعتبر متعرفهوش غير من كلامي بس وشوفتيه كذا مرة بالصدفة لا هنتجاوز النقطة دي، عايزة تعزميه مع صحابك مش أي صحاب، أنتِ عايزة تقعدي يقين وظافر على سفرة واحده ومش عايزاني أضحك؟!.

أنزعجت نهال منه فهو بتلك الطريقة يسخر من رغبتها وفكرتها فقالت في استنكار:
-أيه الغريب في كده يعني؟! أنا بتكلم بجد يا عثمان.

سألها في جدية:
-أنتِ مستوعبة بتقولي أيه؟!.

حاولت نهال توضيح وجهه نظرها:
-أيوة مستوعبة حاسة أنها مش حاجة غلط إني أعزم صحابي وأنتَ تعزم صاحبك ثم أن دي مش عزومة صحاب وبس دول أهلنا دلوقتي أنا عارفة ظافر عندك أيه وأنتَ عارف يقين ودنيا عندي ايه، طبعا المشكلة مش في دنيا اصلا، بس الفكرة أننا هنتجوز وفي فرح وفي كذا مناسبة ظافر ويقين هيتجمعوا فيها، هيحصل بينهم تاتشات لأن واضح أن محدش عارف يتجاهل التاني ومش هيكونوا مرتاحين وهما مع بعض في نفس المكان فلازم نحل الموضوع ده.

كانت نهال تتحدث في عفوية شديدة، جزء من حديثها تقبله عقله والبعض الأخر وجده مستحيلًا ولكن هناك شيء واحد قالته لم يستطع تحليله.

الكلمات كانت نهال تقولها في عفوية شديدة ولكنها لم تمر على عقله بتلك العفوية:-
"هيحصل بينهم تاتشات لأن واضح أن محدش عارف يتجاهل التاني"

لا تفهم نهال هذا الحديث التي قالته في كل تلقائية، ولكن علق بذهن عثمان متذكرًا ذلك المنام العجيب...

ظنت نهال أنه يحاول تحليل حديثها فأسترسلت:
-أنا مبقولش نعزمهم بكرا يعني، لما أفك الجبس، نعزمهم ممكن كمان مش في البيت في أي مكان برا.

أردف عثمان في نبرة هادئة:
-حاسس أنك هتتعبي نفسك على الفاضي وهتحرجينا وأصلا من قبل ما يقعدوا مع بعض محدش فيهم هيرضى، فبلاش تعملي لينا حوارات.

غمغمت نهال في إصرار:
-فكر في كلامي شوية هتلاقيه منطقي والله.

أردف عثمان في مشاغبة:
-هو الأحسن متفكريش تاني.

رمقته في عتاب ثم قالت في تلقائية:
-طب أحمد ربنا بقا ده أنا كنت هقولك تعزم معاهم أبو ظافر وتعزم عم راضي.

دهشته مما جعله يعقب:
-بس يا ماما بس أنتِ رجلك اللي فيها مشكلة دلوقت ليه دماغك عاملة تضامن معاها؟!.

-أنتَ بقيت بتغلط فيا كتير خلي بالك وبتستغل إني ست معاقة.

أردف عثمان في نبرة عادية:
- أنتِ معاقة فكريا يا نهال، والقعدة مخلياكي عماله تفكري وعايزة تبقى مينا رقم اتنين وتوحدي القطرين وده عمره ما هيحصل.

أنهى حديثه ثم شيء بداخله جعله يهتف:
-أو ليه لا؟! سبينا من الاخ ظافر وست يقين شوفي نفطر أيه أنا نزلت من غير فطار تحبي أتصل بالسوبر ماركت؟!.

قالت نهال في سخرية شديدة:
-هو كل يوم يا جبن يا فول وطعمية؟!.

-اومال المفروض اجيبلك نص فرخة على الصبح؟!.

غمغمت نهال في دلال وهي تعقد ساعديها:
-لا أعملي أنتَ فطار علشان أشوف هل مهاراتك هتخليني اكمل الجوازه ولا لا؟!.

-هو المفروض مهاراتي أنا في الطبيخ هي اللي تبين؟! هي الآية أنقلبت ولا أيه.

أردفت نهال في نبرة واثقة:
-افرض يوم أنا تعبانة حصلي ظرف ومش عايزة اكل من برا مش هتساعدني مثلا؟! وبعدين أنا مهاراتي في الطبخ معروفة وكنت بجيب الأكل لبابا الشغل وبتأكلوا كلكم.

تدلل عليه، ويعشق ذلك، فمن سيدللها غيره؟!.

تمتم عثمان في نبرة هادئة:
-بقولك أيه أعملك سلطة رنجة؟! أنا هتصل بالسوبر ماركت انا تقريبًا دي أحسن حاجة بعملها.

لم تصدقه فهتفت:
-أنتَ بتتريق؟! أنتَ بتأكل رنجة؟! وكمان بتعملها بنفسك؟!.

أردف عثمان في غرور هو الأخر:
-أنتِ مبتكليهاش؟ فايتك كتير خصوصا لو أنا اللي عاملها، انا بعمل حاجات كتير بس دي أكتر حاجة بعرف أعملها و أسالي ظافر عليا.

قالت نهال في عفوية:
-هو أنا مش أكيلة رنجة وفسيخ والكلام ده بس ظافر مش أحسن مني علشان يأكلها منك وأنا لا، أنا هبدأ أغير منه على فكرة، وبعدين التجربة خير دليل أتصل بالسوبر ماركت وشوف أيه ناقصك وتعملها ليا.

ثم تذكرت مما جعلها تسترسل حديثها:
-مش يقين اتخانقت مع البواب امبارح؟!.

أردف عثمان متهكمًا:
-ليه كان البواب ابن عم طليقها برضو ولا ايه؟!.

ضحكت نهال على دعابته ثم قالت في توضيح:
-أصل البواب عمل معاها حركة مرتين والمرة التالتة كانت امبارح، هو من عادته مثلا لو جاب حاجة بتلاتين وتيجي تديله خمسين يقولك معهوش باقي علشان ياخد الباقي طبعا بس يقين مسكتتش، وصممت تتخانق معاه المرة دي.

____________

أتت إلى المنزل بعد عملها ومعرفتها بأن نهال ليست بمفردها، دنيا معها، فأتت لتأخذ حمام دافئ في النهاية الإنسان لا يشعر بالراحة مهما ذهب إلى أماكن عديدة سوى حينما يكن في بيته.

وأخذت تضع ملابس في حقيبتها غير التي أهلكتها الأيام الماضية لتذهب إلى العمل بها وتقوم بصنع بعض الأطعمة وتقوم بوضعهم في العلب ثم تغلقهما بشكل جيد وتضعهم في الثلاجة حتى يأكلا منها.

فهي غاضبة ولولا ظروف نهال لم تكن تجلس في هذا المنزل أبدًا رُبما لو كان في منزل نهال القديم لم تكن لتشعر بهذا العناء والقلق طوال الوقت وبعض الأحيان الغضب.

رؤيته لا تكن سهلة أبدًا عليها يغضبها دون أن ينطق وأن نطق تشعر أنها على وشك قتله حالة عجيبة لم تمر بها قبل ذلك!!!.

دخل نوح المطبخ بعد أن أستيقظ من نومته فأخذ قيلولة بعد إتيانه من الجامعة وتلك الروائح التي تنبعث من المطبخ جعلته يعلم بأن اخته أتت، فهي لم تفرط في استيقاظه لذلك ظلت تعمل في صمت.

تحدث نوح في هدوء:
-مساء الخير وأنا أقول الشقة منورة ليه؟! وحشتيني على فكرة هبدأ أكره نهال علشان وخداكي مننا.

أردفت يقين في مكرٍ:
-ده أنا افتكرت أنك مبسوط يعني.

قال نوح في استنكار:
-هو أنا هكون مبسوط وأختي بعيدة عني؟!.

أستدارت له يقين متمتمة في سخرية:
-طبعا هتكون مبسوط مش بتخش تنام في اوضتي كل يوم.

تحدث نوح في ثورة:
-أقسم بالله العيلة كلها فتانة أكتر مني وترجعوا تقولوا نوح هو اللي مش بيتبق في بوقه فوله ثم دي حاجة ودي حاجة تانية وبعدين أنا بعمل كده ليه يعني؟!! مش علشان أوضتك متبقاش مهجورة ويسكنها اللهم احفظنا والله مش بتقدروا الواحد بيعمل علشانكم أيه.

-معلش يا حبيبي أدعيلنا بالهداية.

تمتم نوح وهو ينظر لها في صدق:
-معرفش ليه يا بت يا يقين أنتِ فيكي سحر والله العظيم.

تحدثت يقين في استهجان:
-سحر ازاي يعني يا فيلسوف؟!.

-أصل مجرد ما بشوفك والله العظيم ببقى عايز اعترف بالحاجات اللي بعملها واللي بفكر اعملها واللي معملتهاش قبل كده كأنك مهكراني.

قالت يقين في نبرة واثقة:
-مدام بدأنا في الكلام ده يبقى عملت مصيبة يا نوح أو هتعمل.

-هي مش مصيبة، بس بالنسبالك أنتِ هتبقى مصيبة أنا عارف ولأنك مش هتستري عليا.

صاحت يقين غاضبة:
- كل ده ومش بستر عليك يا أخي ده أنا حاسة أن سبب أي حاجة بتحصل في حياتي إني بستر عليك وبكدب على بابا ساعات بسببك قول عملت ايه خلصني.

حسنًا تأكد نوح أنه لا مفر، فأخذ يقص على يقين ما حدث وذهابه إلى الجامعة وتحديدًا كلية مروة، أراد أن يسبق مروة التي من الممكن أن تخبرها في أي وقت ولرغبته بأن يقل ليقين ما يدور بخلده فهي شقيقته ووالدته وصديقته وكل شيء له.

تمتمت يقين في ثبات تحسد عليه:
-أحب أقولك يا نوح أنك هتجيبه لينا طايح.

-أيه اللي هجيبه؟!.

أردفت يقين في توضيح:
-البلاوي أو المصايب يا نوح المصايب، أنتَ عارف هتعمل لمروة ايه لو أبوها عرف؟! وشكلي أنا ايه؟! وبعدين أنتَ عايز منها أيه الواحد مكسوف يبرر أنك بتحبها مثلا وأنتَ كل يوم تعرفلي واحدة جديدة.

قال نوح في ثقة:
-لا والله مروة غير عندي.

تحدثت يقين ساخرة فهي على وشك أن تصاب بجلطة بسببه:
-وشاهندة غير برضو؟!.

هتف نوح في نبرة عادية:
-برغم أن مش بقالي كتير بكلمها بس بتصعب عليا وهي اللي بتكلمني أغلب الوقت مش أنا والله، هي لوحدها ودماغها وحشة وأنا مبحبش احرجها.

-يا حنين، قشعرت والله يا نوح من حنيتك، نوح البت دي من كلامك هتتعلق بيك، واللي بيحصل ده غلط أديني نصحتك للمرة الألف.

أستكمل نوح حديثه:
- عارف بس عايز أخلع منها بشياكة، بس صعبانة عليا أنا عرفتها أن اخويا هيخطب بالصدفة وقالتلي أنها هتيجي الخطوبة لو عمل خطوبة.

أردفت يقين في سخرية شديدة سيصيبها بجلطة لا محال هي متأكده الآن:
-أبعد عني كده قبل ما أرقع بالصوت.

_____________
أستقبله راضي بالأحضان، فبات نادرًا ما يراه فهو يقدر حجم المسؤولية التي على عاتق عثمان ولكن يكفي أنه لا اتصالاته لا تنقطع فبين الحين والأخر يتصل به ويطمئن عليه، عثمان بمثابة ولد له يحبه مثل أولاده ولا يتوقف عن الدعاء له.

جلس عثمان على المقعد الخشبي وقال في سعادة رهيبة:
-والله زمان يا عم راضي والله وحشتني المكتبة ووحشتني القعدة معاك بس الواحد مش لاقي وقت، وأول ما جاتلي الفرصة قولت أجي أشوفك.

تمتم راضي في ترحاب وهو يجلس على المقعد الأخر:
-ربنا يقويك يا ابني، ويحميكم وتقدروا تشوفوا اللي وراكم أنا مقدر كل واحد فيكم بيتعب قد أيه علشان يعرف يعمل حاجة ده أنا حتى الواد صادق بشوفه بالصدفة والله العظيم في البيت.

- صحيح عامل أيه صادق بقالي كتير مشوفتهوش برضو، الواحد دماغه متلغبطة .

أردف راضي في ابتسامة هادئة:
-كنت أنا وهو عند أبو دنيا امبارح، اتقدملها رسمي.

قال عثمان في سعادة:
-بجد؟.

هز راضي رأسه في إيجاب ثم أضاف:
-بجد، أتصلت بأبوها وسألته لو فاضي إني عايز أجي أقعد معاه أنا وصادق طبعا الراجل أستغرب بس قالنا تعالوا وروحنا أتكلمنا معاه وطلبنا أيدها الراجل أتصدم شوية وبعدين قالنا أنه هيفكر ويأخد رأي دنيا بعدين هيكلمنا وطبعا صادق على أعصابه.

غمغم عثمان في غباء:
-ليه كده؟! مش دنيا موافقة خلاص أيه اللي مخليه يتوتر أو يقلق؟!.

أردف راضي في نبرة عملية:
-يعني أنتَ عارف أن دنيا دكتورة وأبوها تعب قد أيه علشان يدخلها طب وكمان هي بنته الوحيدة بالنسبة له ظروف صادق مش أحسن حاجة يوافق عليها أن ممكن يجي لبنته حد بظروف أحسن من كده ده اللي فهمته من كلامه لأنه كان بيقول الكلام ده بس بطريقة غير مباشرة.

أنزعج عثمان وتحدث في ضيقٍ:
-يعني أحنا لما صدقنا صادق خد خطوة يروح أبوها معقد الدنيا.

أستطرد راضي في هدوء:
-حقه يعزز بنته، وحقه يتمنى لبنته حد ظروفه كويسة، وكمان دي بنته الوحيدة ولا أخ ولا أخت ليها فمن حقه يأخد وقته وده اللي بحاول أفهمه لصادق.

-ايوة حقه بس ولا بالشهادات ولا بالمستوى أهم حاجة المودة والرحمة وأن حد فعلا يكون سند وراجل ويحافظ على بنته ده أهم من أي حاجة.

حديثه لمس قلب راضي، فكان فادي من عائلة عريقة وميسورة الحال وظن به خيرًا ومع ذلك لم يصون ابنته، هو لم يفكر بامكانيات فادي

كل ما فعله وقتها هو تنفيذ رغبة ابنته ويا ليته لم يفعل ولكنه النصيب في النهاية..

تحدث راضي في هدوء:
-هو الراجل مكنش قصده كل واحد بيتمنى لعياله أحسن حاجة؛ وبعدين في النهاية هو هيسأل دنيا، ودنيا هي اللي هتقول ومعتقدش هو هيعارض رأي بنته وادينا مستنين.

عقب عثمان في لين:
-ان شاء الله ربنا هيجبر بخاطر صادق وأبوها هيوافق وهنفرح بيهم.

تحدث راضي قائلا دعوته المعروفة ونبرته الراضية:
-اللي فيه الخير يقدمه ربنا.

-بإذن الله.

ثم غير عثمان الحديث متمتمًا في امتنان:
-شكرا ليك يا عم راضي على أنك خليت يقين تبات كل يوم مع نهال والله مش عارف أقولك أيه.

بالفعل يقين قضت أغلب الليالي مع نهال، فهى تأتي لتأخذ ملابس لها وتقوم بترتيب المنزل وعمل بعض الأطعمة وتضعهم في علب بلاستيكية حافظة للطعام ليقوموا بتسخينها كل يوم ثم تعود إلى بيت صديقتها.

قال راضي في عتاب:
-أنتَ أهبل با عثمان، نهال دي بنتي، نهال ويقين ودنيا الثلاثة كانوا بيقعدوا على كنبة واحدة في بيتنا وأقعد أتكلم معاهم من وهما عيال وأسمعهم، دول بناتي بجد وعايزهم يكونوا في أفضل حال وأن يقين تبات معاها ده أقل حاجة نعملها ليها دي واحدة مننا.

ثم أسترسل حديثه في نبرة ذات معنى:
-ويقين كانت هتعمل ده من غير ما تتردد هو بس اللي عكنن عليها هو صاحبك اللي اسمه ظافر.

غمغم عثمان محاولا الدفاع عن صديقه:
-والله يا عم راضي، ظافر مش بيعمل حاجة ليها ولو فعلا كان عمل ليها حاجة أنا مكنتش هسكت يقين دي زي اختي تمام ربنا يعلم، هي بصراحة حماقية شوية وكل ما بتشوفه عفاريت الدنيا بتنطط في وشها بسبب التجربة اللي مرت بيها.

_____________

يجلس في المعرض الخاص بها في نهاية اليوم فقد كانت الساعة الحادية عشر مساءًا وكان على وشك أن يغلقه ويصعد إلى شقته أو يذهب إلى المقهى لم يقرر بعد ماذا سيفعل ولكن أتصل به والده يخبره بأنه يتواجد بالقرب منه وسوف يمر عليه فجلس ينتظره.

وصدع صوت يعلن عن إتصال من "فادي" فأجاب ظافر عليه:
-ألو..

تحدث فادي في صوتٍ هادئ كل يوم يمر عليه يتحسن فيه قليلا ويشعر ظافر بمحاولته للاعتياد:
-"الو يا ظافر عامل أيه؟!"

أردف ظافر في نبرة عادية:
-أنا الحمدلله تمام، غريبة صاحي يعني أخر مرة قولتلي بقيت بتنام بدري؟.

قال فادي في تلقائية:
-"كنت معزوم على العشاء عند واحدة هنا مصرية، عزمت كل اللي جاي جديد زيي بنات وشباب ولسه راجع من هناك".

تحدث ظافر في هدوء:
-طب كويس أنك بدأت تأخد على الجو.

-"اه الحمدلله، أنا بس حبيت أقولك إني مش ناسي المبلغ اللي اديتهوني وفي أقرب فرصة أنا هبعته ليك".

غمغم ظافر في تعقيب بسيط دون أن يشعره بأنه قام بفعل شيء خرافي له أو يزيد من الفجوة بينهما وشعور فادي بالغيرة منه الذي أعترف به علانية ولم يخفيه:
-أن شاء الله وأنا متأكد من ده.

كان ظافر يشعر بالتردد هل يخبره بما حدث من قِبل أبيه أم لا يتدخل؟!

شعر بأنه يجب عليه القول فأردف:
-في حاجة حصلت حاسس أنك المفروض تعرفها.

-"حاجة أيه دي؟!"

-أبوك أتجوز وجاب مراته التانية وقاعد في شقتك.

تأثر فادي بالخبر كان يشعر بالصدمة لم يكن لديه أي تعبير أخر وبعد دقيقة صمت تحدث في جدية:
-"عادي براحته وبراحتهم هما ميخصونيش في حاجة ومن ساعة ما ركبت الطيارة وأنا دفنت حياتي القديمة كلها بكل حاجة فيها بما فيهم هما أنا زيي زي اللي مقطوع من شجرة مفرقش حاجة عنه، ولا عايز أسمع عنهم ولا عايزهم يسمعوا عني ولا هعوز منهم حاجة ولا هما عايشين ولا حتى بعد ما يموتوا".

كانت نبرته جاحدة، جحود لم يفهمه ظافر ولن يفهمه، ولكنه لم يكن يستطيع معرفة هل يجب أن يحزن من أجله أم يشعر بالضيق من بسبب حديثه القاسي!!

حينما وجد فادي، ظافر صامتًا تحدث في نبرة هادئة:
-"أنا هقفل بقا علشان أنام علشان بصحى بدري، وهبقى أكلمك تاني، مع السلامة."

-مع السلامة.

أغلق فادي المكالمة ووضع ظافر الهاتف على المكتب يحاول أن يضع نفسه مكان فادي للمرة الأولي، هل كان سيكون بتلك القسوة، أم أكثر، أم سيلين قلبه لوالدته؟!.

نهر نفسه على تلك الأفكار التي وردت في عقله، فليفعل الجميع ما يشاء هو لن يتدخل ولن يهمه حتى هل سيشغل باله بحليمة وابنها في النهاية؟!

هو قدم له المساعدة ليس أكثر أو أقل وذلك ليس معناه بأن يهتم لما يحدث بينهما.

ولج والده إلى المتجر وهو منزعجًا فقد رأي يقين تلج إلى البناية وهي مرتديه إسدالها فقد هبطت لشراء بعض الاشياء من السوبر ماركت عوضًا عن الاتصال بالعم أحمد بعد شجارها معه وأثناء عودتها رأها متولي وهو يصطف بسيارته أمام معرض ظافر.

شعر متولي بأنه يعرفها ولكن أخذ يحاول أن يتذكر من هي فلقد مر الكثير، ورُبما لأن فترة معرفته بها كانت قصيرة ومحدودة جدًا في النهاية هي زيجة لم تكتمل شهرين حتى ولم يكن يحتك بها.

وبعد وقت وقفه في الخارج حتى يستطيع تذكرها، بالفعل نجح.

وغضب فماذا تفعل تلك المرأة في البناية؟!.

نهض ظافر مرحبًا بوالده:
-أيه يا بابا اتأخرت كده ليه؟! تحب تشرب أيه؟!.

ولج متولي إلى صلب الأمر:
-أنا كنت واقف برا، هي مرات فادي ولا طليقته دي بتعمل أيه في العمارة؟!.

من أين علم والده؟!
كان هذا سؤاله في نفسه ولكن لا يهم فقال:
-هي صاحبة مرات عثمان وبايتة معاها بقالها كذا يوم.

-أيه لم الشرق على الغرب؟!! وبعدين أنتَ كنت عارف من الأول طبعا.

أستغرب ظافر من حديث والده الذي يظهر انزعاجه الشديد فما الذي حدث لكل ذلك؟!

تحدث ظافر في سخرية طفيفة وهو يقف أمامه:
-يعني كنت عارف أو مش عارف المعلومة دي هتفرق في أيه؟! يعني مكنتش هتخلي سحر تأجر الشقة لعثمان يعني ولا أيه مش فاهم وليه مضايق أوي كده أنك شوفتها؟!.

أردف متولي شارحًا وجهه نظره، قد تبدو أسبابه للبعض غير منطقية ولكنه يقتنع بها:
-كده البت دي أنا مبحبهاش، وكمان هي السبب في اللي فادي عمله وساب الدنيا وغيرت حياته وخليته يتنمرد على أهله وعيشته مرة واحده وحياته كلها أتقلبت ده وصلت أنه مبيردش على حليمة كل يوم تشتكي مر الشكوى ليا أنا وعلا.

ضحك ظافر في سخرية ثم غمغم:
-أه وهي السبب في اللي فادي فيه مش كده؟! مش أخوك ومراته تصدق أنا رأيي كده برضو.

أبتلع ريقه ثم أسترسل حديثه في جدية:
-على فكرة ده مش سبب كافي أنك تكرهها، أنا معاك ممكن تكون هي السبب، بس مش السبب في حالة فادي هي كانت بس الشرارة الأخيرة اللي فادي معرفش يكمل مع أهله ويستحمل أكتر من كده، اللي فيه فادي ده توابع ضغط نفسي رهيب ومحدش مُلام فيه غير أمه وأبوه.

لم يقتنع متولي بحديث ظافر لذلك قال في وضوح:
-ميهمنيش كل الللي بتقوله ده مش هغير رأيي مكان الست دي هنا غلط.

أردف ظافر في انفعال طفيف:
-هو ايه اللي مكان الست دي غلط هنا هي مسجلة خطر؟! ولا أنتَ شايفها في شقتي؟!! علشان أحكم على وجودها أحنا كنا صحاب العمارة، دلوقتي أحنا فيها سكان والشقق اللي باقية لينا هي شقتي وشقة رشاد وشقة تانية غير كده العمارة مش بتاعتنا علشان نتحكم مين يدخل ومين ميدخلش.

غمغم متولي في احتجاج:
-كان لازم تعرفني معلومة زي دي قبل ما أدي عثمان الشقة.

أردف ظافر في لا مبالاة:
-معرفش محستش أنها مهمة مكنتش أعرف أن الشقق بتتأجر للناس بوجهه نظرك عن الضيوف اللي ممكن يجوا فيها.

ثم حاول تغيير مجرى الحديث بالرغم من قُربه من والده إلا أنه يعلم كل العلم بأن هناك بعض الأمور لا يتناقش مع والده فيها حتى لا ينزعج ولا يزعجه.

-هنروح امته عند خالتو ليلى ولا غيرت رأيك؟!..

أجاب متولي على حديث ابنه في اقتضاب:
-يعني لما خالك يجي من السفر كمان كام يوم.

-أنا بأكد للمرة الأخيرة بلاش في وقتها تصرفات أو تلميحات متعجبنيش.

تحدث متولي في سخرية:
-خلاص عرفنا يا ظافر باشا أطلبلي قهوة بدل ما أنتَ عمال تحرق في دمي ولا أروح أشربها في بيتنا؟!.

-لا هطلب.

_______________

أخيرًا وبعد طول أنتظار ولج إلى البناية وصعد إلى الطابق المنشود، الذي ينتظر صعوده منذ زمن حتى أنه طال أنتظاره وفقد الأمل...

وضع يده على العين السحرية المتواجدة في الباب ثم ضغط على الجرس وبعد ثواني كان يفتح الباب أمامه ولم يجعله عثمان يستوعب ليركله بقدمه ركلة جعلته يرتد ويعود إلى الداخل وكل ذلك حدث في ثواني معدوده جعلته لا يستوعب ما يحدث، ثم ولج إلى الداخل وأغلق الباب خلفه في سرعة رهيبة....

__________يتبع_________

لو وصلتم لهنا دمتم بألف خير🩷🫶
وإلى اللقاء في فصل جديد

Continue Reading

You'll Also Like

8.2M 515K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...
530K 24.8K 36
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
635 52 13
ظَنَّ أَنهُ نَجَا ، والقَدر ابتسم لهُ أخيرًا ، فُتِحت الأبواب المَسْدُودة وما عاد هُناك ظَلام ، وَبات النُور سَرْمَدِي في جَوفه ، تَجَالَدَ على ال...
80.4K 4.1K 26
نوڤيلا 2023 (حَرم السفاح) تأليف/علياء شعبان كاملة. ••••••••••••••••• "مُقدمة" أنا مُجرد فتاة كانت تعيش حياة هادئة هانئة إلى أن رأيته فتحول هدوء يومي...