مريض نفسى بالفطرة

Galing kay Hader3112

724K 30.5K 9.8K

مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح... Higit pa

اقتباس1( لست ليث،أنا غيث)
_١_ (صفعةُ تعارف)
_٢_ (جدى يريد عودتى)
_٣_(صدمةٌ مُبرمجةٌ )
_٤_ (أنا القاتل)
_٥_ (الإنفصالُ فرصة ثانية )
_٦_ (لا أريدك يا أمى )
_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )
_٨_(بيت جدى مجددًا)
_٩_( ما ذنبى إن كنت تحب فتاة تحبنى؟)
_١٠_( قامت بخيانتى)
التعريف بمرض غيث
_١١_ (نوبة غضب)
_١٢_(بقاءٌ قسرى)
_١٣_( أب برتبة عدو)
_١٥_ عشر(عائد لكِ يا حبيبتى)
التعريف بمرض الطبيبة منال
_١٤_( دماءُ زوجتى الراحلةُ )
_١٦_ (ذلك الوغد مجددًا)
_١٧_(لست ليث، أنا غيث)
التعريف بمرض ديما
_١٨_(حب من طرف واحد)
_١٩_(غارق فى دمائه)
_٢٠_( وحشتنى عنيكى )
_٢١_ (الكل عاشق )
_٢٢_(حقائق بالجملة)
_٢٣_(الانتقام الحلو)
_٢٤_(رصاصة خائنة)
_٢٥_( المواجهةالحاسمة)
التعريف بمرض مالك
_٢٦_(كان ضحية بالأمس)
_٢٧_ (وداعًا بيت جدى)
_٢٨_ ( تطاول بما فيه الكفاية)
_٢٩_ (الحقيقة المؤلمة)
_٣٠_(قابلها مجددًا)
_١_( الانطباع خاطىء)
_٢_(مشاغبة من الطرفين )
_٣_( غيث واحد لا يكفى)
_٤_ ( من المصاب ؟)
_٥_(الغيرة اللذيذة)
_٦_(باغتها بعقد القران)
_٧_(أشباح الماضى تطاردها)
_٨_(فارق الحياة )
_٩_( رفضها يصيبنى بالجنون)
_١٠_(فرصة ثانية للفؤاد)
_١١_( اكتئاب حاد )
_١٢_ (أحبك رغم أنف قبيلتى)
_١٣_(هل تقبلين الزواج بى؟)
_١٤_ (خطوبة و جثة )
التعريف بمرض مالك ٢
_١٥_( فليحترق العمل أمام حُسنكِ)
_١٦_ (حُلو مرى)
_١٧_ (أخوض لأجلكِ ألف حرب )
_١٨_(أقبلينى كما أنا )
_١٩_ (تطاول على صغيرتى أمام عينى )
التعريف بمرض محمد العدلى
_٢٠_ (أريدك رغم استحالة ذلك)
_٢١_ (زوجى السابق )
_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)
_٢٣_ (الإختطاف السعيد)
_٢٤_ (باتت حلالى و كل حالى)
_٢٥_(معركة دموية)
_٢٧_(ليلة عيد)
_٢٨_ (كان القبول طوق نجاة)
_٢٩_ (كلانا لدية تجربة سابقة)
_٣٠_ (العديدُ من المعاركِ)
_٣١_ (كُتِبَ علينا الفراق)
_٣٢_(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )
اقتباس٥ ( فتاتى الصغيرة)
(التعريف بمرض مايا)
_٣٣_ (نتعايش أم نتداعش ؟!)
_٣٤_ (راقصة بمبادئ)
_٣٥_ ( قصيدةٌ جميلةٌ )
_٣٦_(الغضب الساطع آت)
_٣٧_(رفض من جميع الجهات)
_٣٨_(نَقَشَ فوق جسدها)
_٣٩_( لاجئ أم خائن ؟!)
_٤٠_(مَلاَك مُحْتَجَز)
_٤١_(نُقُوشٌ مُتبادلةٌ)
_٤٢_(ثلاثة قُبْل فوق ضريح الصقيع)
اقتباس_٦_ (لحن النهاية)
_٤٣_(الفَرِيسَةُ و الصَّيَّادُ)
_٤٤_(ليلةٌ مُلطخةٌ بالماضى)
_٤٥_(اختطاف أرعن)
_٤٦_(جسدٌ مُدنسٌ وروحٌ مُفارقةٌ )

_٢٦_(ليلة زفاف كارثية)

6.1K 320 205
Galing kay Hader3112

٠٣/٠٧/٢٠٢٣
(ليلة زفاف كارثية)

"حاربت الجميع لأجلك و كنت أول من رحل بعيدًا عنى "

_____________________________________

لحظات و كانت "ديما" تهرول لوالدتها و تقول بأنفاس متقطعة لاهثة:
ماما ،الحقى بابا بيكسر ازاز العربية بتاعت أحمد

هب الشباب مرة واحدة ،مندفعين للأسفل لمعركة دموية بمعنى الكلمة .
لكن هل سيكون الانتصار حليفهم اليوم ؟
فخصمهم صاحب أكبر نفوذ بتلك المنطقة .

هبط "أحمد" أولّا فقد كان يأكل الدرجات ،قفزًا كحيوان الكنغَر ،لم يكن بمخيلته أن حديث "ديما" صحيحًا معتقدًا بأنه مجرد تهويل لا أكثر لكن ما أن رأى حالة سيارته ،صُدم بشدة حين رأى الزجاج متناثر بكل مكان و سيارته باتت كقطعة الخردة البالية لا يعرف إن كان سيتمكن من إصلاحها
و ما زاد حنقه و غضبه هو حماه المصون يقف بزهو غريب أمام السيارة و يحمل عصا حديدية كبيرة
اقترب "أحمد" منه و هتف متسائلًا بضيق شديد :
ممكن أعرف حضرتك عملت كدا ليه ؟
فى نفس التوقيت كان "غيث" قد وصل لأرض المعركة ،استند بظهره على الباب و عقد ذراعيه أمام جسده منتظرًا أى هجوم لينقض بضراوة
همس "الحسينى" بالقرب من أذن "أحمد" :
برحب بيك يا جوز بنتى
هم "أحمد" بالرد عليه لكن "غيث" تدخل فى الحوار و قال بحدة :
على فكرة الترحيب دا ممكن يسجنك
رمقه "الحسينى " بنصف عين و هو يقول بإستفزاز مشيرًا لرجال الحارة :
و أنت ايه دخلك؟ أنتم هنا على أرضى ،كل رجالة الحارة دى رهن اشارتى
زفر"أحمد" أنفاسه بضيق شديد ،ثم تقدم ناحية حماه و قال بعقلانية حاول التحلى بها رغمًا عنه :
ممكن تمشى ،و بالنسبة للعربية مش مهم ،فداها ألف عربية
دفعه "الحسنى " فى صدره بقوة و قال :
لا ما ترحيبى لسه مخلصشى
فى نفس اللحظة كانت "ياسمين" قد وصلت لهم هى الأخرى و ما أن رأت هيئة سيارة شقيقها صاحت بحدة فى وجهه:
أنت مجنون ،ايه الهمجية دى ،أنت عارف العربية دى تمنها كام ؟
احتدت نظرة "الحسينى" و صاح بغضب بعد أن دفعها بعنف لتسقط على أرض مرتطمةّ بساعدها بقوة :
معدشى غير الحريم اللى تتكلم
و إلى هنا طفح الكيل ،فاندفع"أحمد" ضاربًا بالمنطلق عرض الحائط و من خلفه "غيث" و الذى هتف بنفاذ صبر :
لا كدا أنت غلطت

باتت الأمور خارج نطاق السيطرة ،حيث اندفع الشباب لضرب كل من يقف فى طريقهم قبل الوصول لذلك الحقير الكبير
رغم حقارته و خبثه لكن الجميع هنا يكن له الإحترام أو لنقل يهابه و يخشى منه

أعاقت سترته الحركة بعض الشىء فخلعها سريعًا و شمر عن ساعديه و عاد للقتال بضرواة ،كان "غيث" يلكم كل من يقف فى طريقه و خلفه صديقه يحمى ظهرة و يصارع هو الآخر
و بالأعلى و قفت "وعد" و "رنا" فى شرفة المنزل عاجزات عن التفكير فى حل سريع
لكن بدون أى تردد تركت "وعد" الشرفة و اتجهت ناحيه الباب ،فصاحت والدتها خلفها متسائلةً :
أنتِ راحه فين ؟
لم تجبها و لم تهبط للأسفل كما هو المتوقع بل صعدت للأعلى ،حررت حيوانها الأليف و هبطت برفقته متوعدة لكن من سيقف فى طريقها

بينما بالمنزل أسرعت "رنا " بجلب إناء كبير بعد أن قامت بملئة بالمياة ثم اتجهت للشرفة ،تسكب محتوياته بعشوائية على كل من يقترب من مدرائها و دون أى تفكير فعلت "ديما " و والدتها نفس الأمر و "الست منى " من خلفهم تمدهم بالأوانى

رفع "غيث" نظره ليواجهها ،كانت خائفة ،شعر بذلك لكن الفارق هنا أنها خائفة عليه ،فابتسم متناسيًا المعركة التى تدور من حوله و على آثر ذلك تلقى لكمة قوية فى نصف وجهه

فصرخت"رنا" من الأعلى هاتفةً باسمه مذعورة ،و فى نفس التوقيت وصلت "وعد" لباب البناية الرئيسى و انطلق كلبها"ريكس" يعض كل من يقف أمامها

كل ذلك و مازال "الحسينى" يجلس على السيارة التى حطم زجاجها منذ لحظات ، يتابع ما يحدث باستمتاع ،لكن مع وصول هذا الكلب المفترس و تراجع رجاله ،اضطر للتدخل ،ترك مكانه و ذهب مباشرة لابنته و قف أمامها ،لم ترد النظر له ،اكتفت بتهديده بحيوانها الذى استمر فى النباح كأنه يأمره بالرحيل من هنا
فابتسم "الحسينى " بسخرية و قال :
بتتحامى فى كلبك من أبوكى يا وعد
ثم رفع نظرة للأعلى و صاح بغضب مخاطبًا زوجته السابقة :
هى دى تربيتك يا فاطمة

رفع يده كى يصفعها بحدة و كرد فعل طبيعى انكشمت على نفسها و تراجعت للخلف خائفةً منه ،لكن يده لم تلمس وجهها بل ظلت مرفوعة فى الهواء ،مرت ثوانى عديدة و مازالت تنتظر تلقى الصفعة كى ينتهى اليوم ،فرفعت بصرها لتعرف سبب هذا التأخير لترى مشهد أطرب قلبها ،كان زوجها واقفًا أمامها يحميها من والدها ،مواليًا ظهره لها ،لم تسنح لها الفرصة من قبل لكنها اكتشفت بأنه عريض المنكبين في خِضَمّ تلك المعركة الجارية تحدق بتفاصيله تلك بهيام صريح
بينما وقف هو أمام ذلك الرجل الذى يكره كونه والد زوجته و قال :
ايدك متترفعشى على مراتى
رد عليه "الحسينى " بعدما دفعه بقوة ليرتطم بزوجته التى تقف خلفه:
قبل ما تكون مراتك فهى بنتى و بربيها ،حد ليه شوق فى حاجة ؟
فقدت "وعد" توازنها و كادت تسقط لولا معانقة زوجها لها فى الدقيقة التسعين كهدف الفوز لتلك المبارة أو المعركة.

ابتسم "غيث" بسخرية على هذا المشهد ،و بلمح البصر كان يلكم "الحسينى " و هو يقول بحدة :
كنت ربى نفسك الأول
لتعود المعركة مجددًا لمسارها و ما زَادَ الطِّينَ بَلَّةً صراخ النساء من شرفات منازلهم

نباح الكلب على كل من يقترب و صراخ النساء و لكمات متبادلة بين كلا من "غيث" و " الحسينى " و للحق كانت قوتهما متساوية تقريبًا و المياة التى تلقيها "رنا" من الشرفة بعشوائية على كل من يفكر فقط فى التدخل ،كل تلك الضجة لم تمنع هذا العناق الطويل ، كأنهما بمكان منفصل عن تلك الرقعة و عن كل هؤلاء البشر
عانقته "وعد" بقوة و كأنها ستفقد حياتها إن انفصلت عنه ،بينما هو كان يبتسم ،فقد لانت زوجته أخيرًا ،تمكن من تحرير الفتاة بداخلها ،و التى كان يخفيها غبار القسوة و الحدة التى تلقتها على مدار سنواتها الضيئلة ،ليظفر فهو برقتها الغير معهودة

و لتنتهى تلك الأمسية نهاية سعيدة قام "ريكس" بعض قدم "الحسينى" و لم يتركه رغم صراخه المستمر برجاله كى يزيحوا هذا الكلب عنه ،لكن لم يتجرأ أحد على الاقتراب

ترك "غيث" المعركة و مال على أذن صديقه :
خف يا نحنوح ،أبو مراتك رجله هتتاكل
ليجيه الآخر و مازل يحيط بخصر زوجته و تخفض هى رأسها دافنةً وجهها بصدره تستمد الدفىء منه :
أحسن أنا مش طايقه
مع كلماته تلك انتبهت "وعد" لوضعها و ابتعدت عنه سريعًا تاركةً إياه يشعر بفراغ و يزفر أنفاسه بضيق شديد
أطلقت صافرة و على أثرها ترك "ريكس" قدم والدها و أسرع لها ،ابتسم زوجها على هذا المشهد و أشار لها بالصعود ،نفذت ما قال و بقى الشابان بالأسفل بعد أن صعدت"ياسمين"برفقة زوجة شقيقها
كان "الحسينى" محمولًا على أكتاف رجاله و يهرولون به إلى أقرب مشفى كى يعالجوا قدمه المصابة بشدة

نظر "غيث" لصديقه بتفحص فقد كان قميصه ممزق من الكتف الأيمن بالإضافة لخدش بالعرض على الكتف الآخر و طالعه "أحمد" بنفس النظرة حيث بات قميصه بلا أكمام و يوجد بعض الخدوش الطفيفة على ذراعه لكن النصيب الأكبر كان لعينه حيث لُكم بقوة بالقرب منها مما سبب كدمة واضحة وضوح الشمس
لحظة و كان كلاهما يضحكان باتساع على هيئتهم الفوضاوية تلك .
و صعدا للأعلى منتصرين و الفضل "لريكس" الشرس و صاحبته ذات العيون العسلية.
و لا يمكننا أن ننسى فضل صاحبة فكرة المياة و التى قللت الأضرر بشكل كبير .
معركة غريبة لكنها لذيذة .

.....................................................................

(بمنزل عائلة راشد )

كان "مالك" فى غرفته يبحث عن قميصه و زوجته بالأسفل تجلس أمام التلفاز برفقة "مايا" يشاهدون إحدى الافلام القديمة و يتناول بعض المقبلات الخفيفة

و تقف "سهير" بالجانب منهم تستشيط من الغضب لكن لا يمكنها فعل شىء فجميع من بالمنزل بات بصف تلك الدخيلة
تكرهها بشدة ،حاولت أكثر من مرة التخلص منها لكن دون أى فائدة

أخرجها من أفكارها تلك صوت "مالك" من أعلى السلم قائلًا :
القميص البنى فين يا عفاف
ردت عليه زوجته قائلةً:
فى اخر الدولاب عندك يا مالك
تأفف الآخر و قال :
مش لاقيه أطلعى شوفيهولى كدا
كانت ستهم بالرد عليه لكن تدخلت "سهير " و صاحت قائلةً بضيق :
ما تطلعى يا برنسيسة و لا على رجليكى نقش الحنة
لم تجيبها اكتفت بنظرة حانقة و تركت المكان ،مُتجهةً لزوجها بالأعلى
دخلت للغرفة و هى تقول بضيق:
على فكرة القميص بجد فى اخر الدولاب ،أنا لسه شيفاه الصبح
فالتفت لها "مالك" و قال متظاهرًا بالبراءة :
يعنى هكدب عليكى يا عفاف
حركت رأسها نافيةً و قالت بتوضيح و هى تتجه لخزانة الملابس:
لا مش قصدى ،أنا بس بقولك أنه أكيد موجود
لكن ما أن اقتربت منه و جدته يسحب يدها مرة واحدة مما جعلها تدور حول نفسها ثم عانقها من الخلف و قال بينما كان يعقد ذراعيه حول جسدها بإحكام شديد :
و قعتى فى الفخ يا حرمى المصون
حاولت التحرر منه خاصة بحرارة جسده التى تشعر بها كونه عارى الجذع و قالت :
أنت بتعمل ايه يا مالك ؟مينفعشى كدا
رد عليها و هو يشدد من عناقها راغبًا بأن تنصهر بداخله :
مبعملشى حاجه خالص ،دا أنا حتى ايدى بعيدة جدًا
استمرت"عفاف" فى محاولتها البائسة من التملص من ذلك الحصار و هى تقول متحججة:
مالك لو سمحت أبعد شوية ،الباب مفتوح ممكن أى حد يشوفنا
قبل جانب عنقها و قال و هو يبتعد عنها بهدوء :
يعنى مشكلتك كلها الباب
اتجه ناحية الباب و أغلقه بإحكام و هو يقول :
و أدى الباب اتقفل يا حرمى المصون
توترت من حركته تلك خاصة بنظراته الجريئة ،فالتفت سريعًا تحاول البحث عن ثيابه ،لكنه كان قد وصل لها مستندًا برأسه على كتفها متظاهرًا بمساعدته فى البحث

و ما أن وجدت ذلك القميص سحبته سريعًا كى تنهى هذه المهمة الشاقة لكنها سحبت معه شريط عقار طبى ،سقط على الأرض فهبط "مالك" بجذعه لياخذه و يا ليته لم يفعل

اتسعت حدقتيه بذهول و انفغر فاهه غير مصدق ما يحمل بين يده ،بينما وقفت هى أمامه ترتعش من الخوف ،و لم يأخذ الأمر سوى ثانيتين تحديدًا لتجد جسدها مدفوعًا ناحية الحائط و يهدر هو بقوة و عنف أمامه صفحة وجهها :
حبوب منع الحمل ! للدرجة دى مش طيقانى
لم تسعفها الكلمات للخروج من هذا المأزق ،و باتت كالجثة أمامه غير قادرة على الحركة حتى ،و هذا ما زاد اشتعاله و غضبه ،ليصرخ فى وجهها قائلًا:
ردى عليا ،لما أنتِ مش عايزه تخلفى منى وافقتى نتجوز ليه ؟
كان يتحدث و يضرب بكف يده على الحائط خلفه ،يضرب بقوة شديدة حتى جرح نفسه و رأت هى الدماء بوضوح ،و كالعادة تركت ذلك الخلاف و أسرعت تحضر أى شىء كى تضمد جرحه لكنها لم تتحرك سوى خطوة واحدة فقط و وجدت نفسها تعود لنفس الحائط و يقول هو بالقرب منها :
بطلى دور الدكتورة اللى بتعمليه عليا ،أنا هنا جوزك المخدوع اللى اكتشف أن مراته مش عايزه تخلف منه و مخبيه عليه
لانت نبرته فجأة و هتف بألم شديد :
ليه يا عفاف؟ أنتِ شيفانى وحش للدرجة دى ،لدرجة تحرمينى من أكتر حاجه نفسى فيها

ابتعد عنها و اتجه يرتدى أى شىء كى يرحل من هذا المكان ،قبل أن يتفاقم غضبه و يتصرف بشكل عنيف معها و هذا ما لن يسمح به ،لكنها أسرعت خلفه تحاول أن تمنعه ،أمسكت بساعده و هى تقول برجاء صادق:
مالك افهمنى ،أنا
لم يدعها تكمل حديثها ،دفع يدها بعيدًا عنه و قال :
مش عايز اسمع صوتك
لكنها لم تيأس و قالت بإصرار:
لا هتسمعنى ،زى ما اتهمنتى لازم تسمع تبريرى و تفهم أنا عملت كدا ليه
كان قد ارتدى قميصه بالفعل و لم يهتم حتى بإغلاق أى زر ،هم بالخروج من الغرفة ،لكنها وقفت أمامه مانعةً إياه من فتح الباب ،فصاح بحدة :
أبعد عن وشى يا عفاف ،ابعدى عن وشى أنا مش طايقك و لا طايق نفسى
ابتعدت بعض الانشات و قالت قبل أن يخطو الخطوة الأولى خارج الغرفة :
مالك أنا مش حاسه بالأمان معاك ،تقدر تقولى هخلف ازاى ؟

تسمر بمكانه للحظات ،لا يصدق أنها تفوهت بذلك ،فالتفت لها سريعًا لكنها ابتعدت بشكل أسرع و وضعت يدها فوق وجهها كأنها تتحاشى أى صفعة منه ،و ذلك ما ألمه أكثر ،كونها تعتقد ذلك بوضوح ،نبس بكلمات بسيطة :
يا ريتك ما اتكلمتى ،و يارتنى ما حبيتك

ثم رحل و قلبه ينزف دمًا و دموعًا ،و سقطت هى على الأرض تبكى بحرقة ،تعلم أنها أخطأت لكن كيف يمكنها أن تنجب منه ؟ كيف تنجب من مريض نفسى ؟ كيف للطبيبة أن تقع فى غرام مريض من البداية ؟
وقعت و حدث ما حدث و ها هى تقاسى و يلات هذا العشق المرهون بأشياء عديدة.

.....................................................................

(منزل الست فاطمة)

كانت "الست فاطمة"تراقب كل ما يحدث من الشرفة و ما أن انتهت المعركة و لاحظت صعودهم هرولت للباب تستقبلهم و هى تقول بخجل شديد اسف واضح :
أنا آسفه يا ابنى و الله ما عارفه اقولك
رد عليها "أحمد" و البسمة لا تفارق ثغره:
انتى مغلطيش عشان تعتذرى و بعدين بنتك قامت بالواجب
ابتسمت "الست فاطمة " له و أسرعت تعد الطاولة مجددًا كى يتناولوا هذا الغداء المشئوم
بينما عقدت"وعد" ما بين حاجبيه واقتربت منه تسأله ببعض الضيق :
قصدك ايه ؟أنا معملتش حاجه
همس بالقرب من أذنها بينما كان يتعمد لمس احدى وجنتيها بأنامله:
دا أنتِ عملتى و عملتى ،كفاية الحضن يا خميرة النكد
توترت بشدة من قربه و تصريحه ذلك و قالت متحججة بأول ما خطر على بالها :
أنا هروح أجبلك حاجة تلبسها بدل قميصك المقطع دا
بينما صعفه صديقه على مؤخرة رأسه و قال :
خف يا أحمد ،البت مش قدك
حدجه"أحمد" بنصف عين و قال بسخرية:
عذرك ،أصلك متغاظ مننا
لم يعلق "غيث" على حديثه ،لكنه من داخله كان سعيدًا لسعادة صديقه

عادت "وعد" سريعًا و هى تحمل قميصًا بلون الأسود ،ناولته اياه و هى تقول بخجل :
اتفضل
أخذه منها و خلع قميصة البالى أمامها متعمدًا ،فشهقت هى بخجل و استدارت سريعًا كى لا تراه ،بينما ابتسم هو بتسلية على رد فعلها و قال و هو يغلق بعض الأزرار:
حلو دا ،مقاسى بالظبط يا وعد
ردت"وعد" عليه بينما كانت تأخذ قميصة القديم الملقى بإهمال على الأريكة بقربهم و تتحاشى النظر له :
أه ،ما أنا كنت جيباه ليك هدية بعد جوزنا

كان "غيث" يتابع كل ذلك و بسمة صغيرة تزين ثغره ،ثم نظر لحالته المذرية ،رغم أن حالته أسوء من صديقه بمراحل لكنه لم يهتم ،يكفيه لمعة الحب التى شاهدها فى عيني صديقه ،رغم عدم يقينه التام بأن هذا الزفاف صحيح لكنه ترك الأمر لصديقه فليفعل ما يشاء .

قطع أفكاره تقدم تلك الصغير التى تتلاعب بقلبه و هى تعطيه قميصًا هو الآخر و تقول بحياء شديد:
دكتور غيث ،اتفضل القميص دا
كان يرمقها بنظرات غريبة فاعتقدت أن القميص لم يعجبه خاصه أنه ذو طراز قديم بعض الشىء لذلك هتفت سريعًا بتلعثم :
دا كان قميص بابا الله يرحمه
أخذه منها و قال بامتنان :
شكرًا يا رنا ،أنقذتينى
ابتسمت له و قالت بينما كانت تفرك كلتا يديها بتوتر شديد:
أنا عايزه أشكرك ،بعيدًا عن الطريقة الغلط بس عمو الحسينى دا انسان لا يطاق بصراحة
هتف "غيث" مستنكرًا بحاجب مرفوع:
طريقة ايه اللى غلط ؟
ردت عليه دون تفكير :
العنف ،الضرب ،يعنى فى مليون طريقة أكيد غير الهمجية دى
لكن مع ملامح وجهه الممتعضة و علامات الاستنكار الواضحة هتفت سريعًا :
مش قصدى ،بص أنا آسفه و كأنى مقولتش حاجه
قالت ذلك و همت بالرحيل متجهة للمطبخ لتساعد الباقي ،لكنه هتف باسمها ،فتوقفت دون أن تلتفت ،فاقترب بهدوء شديد و قال :
أنتِ ليه كدا ؟
التفت له لكنها تفاجئت بوجوده خلفها مباشرة فتراجعت للخلف كرد فعل طبيعى و مد هو كف يده كى يمنع سقوطه ،استقامت ثم رمقته بنظرة حادة و هى تقول :
كدا اللى هو ازاى ؟
سحب يده و ابتعد بعض الخطوات للخلف فقد غفل عن تلك المسافة التى تحتفظ بها دائمًا و قال بهدوء :
بعيدة ،كل ما أحس أنى قربت ،ألقينى بعدت أكتر

كان ستجيبه بسؤال و لكن والدتها قررت حسم الأمر بأكمله و هتف باسمها ،فأسرعت "رنا" لها و وقف هو يزفر أنفاسه بضيق شديد

لكنه اتجه للمرحاض بعد ما أشارت له "ديما" كى يتمكن من تبديل ثيابه ،فهو لا يحب أن يظهر جروحه أمام أى غريب.

.....................................................................

بداخل المرحاض

خلع قميصة و ارتدى الآخر و الذى كان صغيرًا بعض الشىء ،حيث لم يتمكن من إغلاق الأزار العلوية ،فابتسم بسخرية على هيئته تلك و لكنه كان سعيدًا كونها فعل ذلك لأجله
خرج بعد فترة و فى نفس التوقيت كان "ديما" تمر بالقرب منه و هى تحمل طبقًا كبيرًا رمقته بنظرة محتقنة و اتجهت للطاولة الرئيسية بالخارج وضعت الطبق و عادت أدراجها للمطبخ لكنه أوقفها و هتف متسائلًا :
أنتِ زعلانه منى ؟
وقفت أمامه ،كانت تجاهد نفسها بشدة كى لا تتحدث ،لكن كان مستحيلاً ،حيث صاحت بحدة:
اللى كنت بتتخانق معاه دا يبقي والدى ،فرد فعل طبيعى أنى أزعل
رفع حاجة الأيسر مستنكرًا قولها و صاح هو متهكمًا:
غريبة مع أن أختك عادى يعنى ،بالعكس دى كانت فرحانه
ردت عليه سريعًا بتوضيح غاضب :
وعد علاقتها ببابا متوترة دايمًا ،و مش متفاهمين ،لكن دا ميمنعشى انه بابا و مش هينفع اشوف حد بيتخانق معاه و أتعامل عادى و كأن شىء لم يكن يا دكتور
فى نفس اللحظة خرجت"رنا" و هى تحمل صينية كبيرة عليها بعض الأكواب ،ابتسمت ما أن رأته يرتدى قميص والدها و تعلقت عينه بها حتى اختفت من أمامه
لكنه انتبه لموقفه ما أن تأففت "ديما" بوضوح ،فرد عليه قائلًا:
والدك اللى بدأ يا ديما ، أنا مش هتخامق معاه من غير سبب
ردت عليه معترضة :
بس كان ممكن تتفاهم معاه
عض على جدار فمه الداخلى بغيظ شديد ثم قال :
أنتِ مصدقه اللى بتقوليه ،دا انسان بيتكلم بدراعه قبل لسانه
لاحظ انكماش ملامحها ،فتنهد تنهيدة عميقة و قال :
أنا مش عايزك تزعلى منى ،بس أنا مبتفاهمش لو الموضوع يخص صحابى ،صحابى خط أحمر
تضايقت من حديثه و لذلك هتفت بتهكم ساخر :
و يا ترى هما كان بيقولوا كدا ؟ و لا حضرتك المضحى الوحيد فيهم ،و مضحى باستماته كمان
رفع حاجبه الأيسر متسائلًا بحدة:
قصدك ايه يا ديما ؟
ردت عليه بإقتضاب كى تنهى تلك المناقشة فقد طالت بدون أى داعى :
مش قصدى حاجه ،عن اذنك

تركته و عادت للمطبخ و اتجه هو لمكان صديقه بالخارج و عقله مشوش بكلماتها تلك

.....................................................................

جلس"مالك" على إحدى المقاعد بالقهوة التى يرتادها دائمًا هو و صديقه ،طلب مشروبًا دافئًا و لم يحتسيه حتى برد تمامًا ،فقد كان عقله بمكان اخر ،شارد الذهن يفكر فيها و ما الشىء الذى فعله حتى جلعها تفتقر للأمان برفقته ؟
لم يحب غيرها و لم يتمنى الوصول لغيرها ،فلما أقدمت على ذلك الفعل الخسيس ؟ هل تحبه حقًا؟ هل يمكن للمرأة أن ترفض الانجاب من حبيبها و زوجها ؟
كان سيفقد عقله بمعنى الكلمة
نكس رأسه بين يديه كمحاولة بائسة منه للتخلص من زوبعة الأفكار تلك و التى تعصف به من كل اتجاه
لكنه وجد يد توضع فوق كتفه ،فرفع رأسه سريعًا معتقدًا بأنها زوجته ،لكنها كان يد صديقه ،فابتسم بسخرية على تخيلاته الغريبة تلك و جلس الآخر بالمقعد المجاور له و قال :
مقولتش أنك جاى القهوة ليه ؟ كنت هخلص اللى ورايا بدرى و أجيلك
حاول"مالك" اخفاء ضيقه و هتف متسائلًا بإقتضاب:
أنت كنت فين ؟
رد عليه الآخر بعد أن طلب فنجان قهوة :
كنت فى الشقة مع الصنايعيه بيخلصوا كذا حاجه كدا
حدجه "مالك"بنصف عين و هو يقول :
نقول مبروك يعنى
أومأ "عمر" برأسه و ابتسامة خفيفة تزين ثغره ،فربت "مالك" على كتفه و قال بسعادة :
شهر العسل هدية منى و قبل ما ترفض دا عشان البت الغلبانه اللى معاك مش عشانك خالص
رد عليه الآخر بعد أن ارتشف بعض القطرات من فنجانه فقد وضعه الصبى أمامه:
مكنتش هرفض أصلًا ،بس سيبك منى ،أخبارك ايه ؟
تحاشى النظر له و هو يقول بإقتضاب شديد :
تمام
كان يتابع المارة و يستمع لحديث صديقه لكن ما أن قال تلك الكلمة المقتضبة حو بصره نحوه و قال بنبرة جامدة :
دا الكدب ،بس الحقيقة ايه ؟
رد عليه الآخر بتأفف :
أنا مبكدبش
عض "عمر" على جدار فمه الداخلى بضيق ،ثم قال :
ششش من غير تحوير ،قر و أعترف أنا مش مراتك ،أنا صاحبك
لم يراوغ كثيرًا فهو منهك للغاية ،لذلك هتف بحقيقة ألمه فى هيئة سؤال :
تعمل ايه لو اكتشفت أن أقرب حد ليك خدعك؟
لم يفهم"عمر" غاية صديقه من السؤال لكنه أكمل فى الحديث كى يصل لمربط الفَرَس:
ايه السبب ؟عملت ايه خلاكم توصلوا للمنطقة دى ؟
فهتف الآخر بجملة بسيطة و لكنها كانت تلخيص لكل ما حدث :
مش حاسه بالأمان
بدأت الصورة تتشكل أمامه بوضوح ،فتنهد تنهيدة عميقة ثم قال بحيادية :
الست لو حست بالأمان تدى كل عمرها ،أحنا مش هنفهم النقطة دى ،طالما بنشتغل و بنصرف على أهل بيتنا يبقي أحنا كدا تمام ،لكن هما عاطفين يا مالك ،دى طبيعتهم ،و أحنا خشنين شوية ،و عشان كدا أحنا ضعاف قداهم
حسسها بالأمان
انتبه له بجميع حواسه و ما أن أنهى حديثه هتف هو متسائلًا بترقب شديد :
ازاى ؟
حك "عمر" جبهته بقلة حيلة و قال :
مش هقدر أقولك لأنى نفسى مش عارف بالظبط الأمان بالنسبالهم ايه ؟بس ريم بتقولى أنى حنين و دا مخليها مطمنه طول ما هى معايا
جرب تبقي حنين ، أو على الأقل حاول عشانها
مفيش حد بيحاول و يجيب صفر
زفر "مالك"أنفاسه بضيق شديد ثم قال بحزن دفين و ألم يكاد يكتب على الجبين:
أنا معرفشى يعنى ايه حنية يا عمر ،عمرى ما شوفت ابويا حنين على أمى و لا أمى شوفتها حنيه عليا ،أنا مكنشى فى حد فى حياتى واقف معايا ،كلهم ضدى إلا هى و عشان كدا ضربتها وجعتنى ،وجعتنى أوى
هو أنا مستهلشى أفرح ،عملت ايه فى حياتى عشان تبقي سوده بالشكل دا ؟
كعادته كل مره يهتف بالصراحة دون نقاش ،لذلك قال :
بنت عمك أخبارها ايه ؟
احتدت نظرة "مالك" بشدة و نهض سريعًا دون أن يَنْبَسْ بِبِنْتٍ شَفَةٍ ،لكن "عمر" لحق به و قال بينما يمسك برسغه مانعًا إياه من الابتعاد:
استنى ،شوفت اتعصبت ازاى ؟ أنا مش هنافقك و أقولك أنك ملاك بجناحات ،أنا صاحبك و مرايتك ،كلنا فينا عيوب ،كلنا لينا جانب أسود ،بس بنحاول نتحكم فيه ،بنحاول نصلح نفسنا ،أنت بقي عملت ايه عشان تصلح الجانب دا منك يا مالك ؟
أقولك أنا ،معملتش أى حاجة غير أنك بعدتها ،و كأنها هى المذنبه فى حكايتك مع أنه العكس ،أنت هربت و الهروب كان وسيلتك الوحيدة ،و دا حل مؤقت ،مش دايم
اتعالج يا مالك ،اتعالج عشان نفسك مش عشان حد تانى ،اتعالح و صلح كل اللى عملته زمان ،بأى طريقة صلحه عشان تعرف تعيش
لم يتحمل"مالك" أكثر من ذلك و دفعه بعيدًا عنه و هو يقول بحدة :
أنا مش مريض
ثم تركه و رحل قبل أن يفتعل معه أى شجار فهو بحالة غير ودية على الإطلاق ،بينما وقف "عمر"بمكانه محدثًا نفسه بألم :
كلنا مرضى ،كلنا بلا استثناء

أ هى جملة عادية ،أم لها مغزى صريح؟

.....................................................................

فى المساء

عاد "مالك" للمنزل يجر قدمًا خلف الأخرى بصعوبة ،مازال جرحه لم يلتئم بعد ،فزوجته و صديقه طعناه بنفس المكان و بنفس القوة تقريبًا ،و الخنجر كان صراحتهم
ليسقط هو بين ذكرياته و هواجس الماضى اللعين ،يسقط فى بئر لا يملك به أى حبال قد تساعده على الصعود
دلف لغرفته و أضاء المصباح معتقدا بأن زوجته نائمة لكنه لم يجدها ،منعته كرامته من البحث عنها و فضل الارتماء على فراشه دون حراك
لكن لحظات و كانت تلك الأفعى تدلف لغرفته و تحمل بين يديها كوب مشروب ملوث بأفعالها الخبيثة
كان مغمض العينين لكن ما أن جلست على الفراش بقربه نهض سريعًا معتقدًا بأنها زوجته ،ابتسم بسخرية على ظنه
وعاد ليتسطح على فراشه مجددًا دون أن يتفوه بحرف واحد ،لكن والدته اقتربت أكثر و قال وهى تناوله المشروب :
خد اشرب يا حبيبى ،أنا عارفه أن اليوم كان طويل عليك و كفايه اللى عملته اللى ما تتسمى
رمقها بنظرة حادة و قال :
متغلطيش فيها
لكنها صاحت بغضب و كره :
ازاى يعنى؟ عايزنى أشوفها مزعلاك و متكلمشى حتى ،بنت الخدامه اللى افتكرت نفسها حاجه بعد ما رضيت تتجوزها

حينها نهض من مكانه و ابتعد عنها ،لا يعرف لما و لكنه لم يتحمل وجودها بالقرب منه و هى تهين زوجته ،جلس على إحدى المقاعد الموجودة بالغرفة و قال بينما كان يشير للباب :
كلمه كمان و هسبلك البيت و امشى
اضطرت للتراجع و التظاهر باللين و هى تقول بينا كانت تناوله الكوب :
خلاص مش هتكلم ،بس خد اشرب
أخذ الكوب منها و هم بارتشاف بعض القطرات لكن "عفاف" دلفت فى الوقت المناسب و ضربت يده بحدة مما جعله يسقط الكوب و تناثرت محتوياته على الأرض ،فصاحت "سهير " بغصب و هى ترى مخططها فشل بشكل بذريع:
أنتِ اتجننتى
امسكتها "عفاف" من رسغها و قالت بينما كانت تدفعها للأمام :
اطلعى برا
حاولت الاخرى التشبث بالأرض و عدم التحرك ،لكن زوجة ابنها دفعتها بقوة و هى تقول :
بقولك اطلعى برا
تمكنت أخيرًا من طردها و اغلاق الباب بوجها ،لكن تسمرت بمكانها حين رأت نظرت زوجها لها ،فهتفت متسائلةً بتلعثم:
بتبصلى كدا ليه ؟
أخذ نفسًا عميقًا يحاول به التحكم بغضبه ثم قال :
عايزه ايه يا عفاف ؟ راجعه تانى ليه ؟ مكفكيش اللى حصل ،جايه تكملى عليا
اقتريت منه بهدوء ،كانت تخشى تلك المواجهة منذ لحظة إتمام زواجهم ،لكنها حاولت التحلى بالقوة و قالت بعد أن باتت أمامه مباشرة :
جايه ادافع عن نفسى و لازم تسمعنى يا مالك ،لازم تفهم أنا عملت كدا ليه ؟أنا عارفه انى غلطانه و مش هبرر غلطى أكيد ،بس لازم تفهم احنا وصلنا للنقطه دى ليه ؟
مالك أنت مريض و لازم تتعالج ،لازم تاخد الخطوة دى بنفسك لكن أنت بتهرب ،كل ما نتلكم تمشى و تسبنى ،و دا أكبر غلط ،خلينى أساعدك ،خلينا نوصل لبر الأمان سوا

تركها و اتجه ليغادر المكان مجددًا لكنه صُدم حين وجد الباب مغلقًا ،فالتفت لها و على وجهه شرارات الغصب ،فاقتربت هى سريعًا و قالت و هى تعانقه بقوة ،مُتشبِّثة به مانعةً أياه من دفعها :
الباب مقفول يا مالك ،مش هتخرج غير لما نتفاهم و نتصافى
أنا بحبك يا مالك ،بحب الطفل الصغير اللى كان بيحمينى ،الطفل اللى أتعلم ازاى يضفرلى شعرى عشان معيطش لما أشوف زمايلى شعرهم حلو و أنا لا عشان ماما مكنتش فاضية ليا ،اللى كان بيقسم مصروفه معايا ،و اللى عمره ما حسسنى أنى قليلة أو بنت الخدامة ،اللى لما عجبنى فستان فضل يحوش مصروفه لشهر كامل عشان يجبهولى و حرم نفسه من كل حاجة ،أنا اتعلمت الحب على ايدك يا مالك ،اتعلمت كل حاجة حلوة فى الدنيا دى على ايدك و معاك ،بس

لم يدفعها ،رغم قدرته على ذلك لكنه أحتاج هذا العناق أكثر منها ،تنهد بحرارة وقال و هو يجاهد نفسه بشدة ألا يسقط أمامها باكيًا:
بس تعبتى ،تعبتى منى يا عفاف
رفعت رأسها و قالت و هى ما تزال متمسكةً به بإحكام :
عمرى ما تعب منك
أنا آسفه ،أنا عارفه انى غلطت ،بس كنت خايفه ترفض ،أنا مش هقدر أكون أم فى وضعنا دا

فقد نفسه و فقد أخر ذرة تحمل لديه ،لذلك ابتعد عنها و هو يقول بتهكم ساخر و يجوب الغرفة ذهابًا وايابًا لعله يهدأ من روعه :
خايفه ابننا يبقي مريض زى ،مش دا اللى أنتِ خايفه منه ،يطلع مجنون زى أبوه صح ؟
كان يتنفس بشكل سريع و صدره يعلو و يهبط من فرط غضبه ،تخلى عن هروبه و أسرع لها ،صاح أمام صفحة وجهه بكل قوة و ثبات :
بس أحب أعرفك أنى أنا اللى مش عايزك ،مش عايزك يا عفاف ،اخرجى برا حياتى ،سبينى لوحدى ،أنا كنت مبسوط و أنا بعيد عنكم ،كلكم شايفنى مريض ،كلكم بقيتوا دكاتره و بتنصحونى
أنا بكرهك ،عارفه يعنى ايه بكرهك ،و بكره نفسى عشانك

حاولت أن تمسك بكف يده ،لكنه منعها ساحبًا يده سريعًا ،فوقفت بمكانها منكسة الرأس تشعر بالخزى و الألم

تنهدت بعمق بعد أن فقدت آخر أمل لديها ،و قالت:
و أنا بحبك يا مالك ،و عمرى ما هحب حد غيرك
أنهت حديثها و اتجهت للباب ،أخرجت المفتاح من جيب ثوبها و همت بالتحرك خارجًا و لكنه أسرع لها مغلقًا الباب بحدة و هو يهتف متسائلًا دون الحاجة للإجابة :
رايحه فين ؟
كانت موالية ظهرها له و تشعر بأنفاسه تلفح عنقها ،استسلمت و التفت كى تقابله ،ثم قالت و هى تخفض رأسها تخشى النظر لعينيه:
همشى و أسيبك ،مش دا اللى أنت عايزه
رفع ذقنها بأنامله و قال بسخرية:
معرفشى أنك مطيعه أوى كدا

لحظة واحدة و كانا ملتحمين بعناق طويل و مؤلم ،كلاهما يصرخ من الداخل ،متظاهرين بالثبات خارجيًا

أراد الإِتْمام بشدة و أرادت هى الهروب أو حتى استعمال ذلك العقار الطبى ،فنبست بخفوت :
مش هينفع ،أحنا كدا بنأذى بعض
لكنه قبل جبهتها و قال بنبرة ضعيفة راجية :
و لو قلتلك عشان خاطرى ،عشان خاطرى يا عفاف

و استسلم كلاهما لمشاعرهم المتضاربة ،لكنها بقرارة نفسها تعترف بالفشل الذريع ،لا تستحق لقب طبيبة و هو يعلم بأنها ستتركه فى النهاية لذلك أراد أى شىء يجلعها تبقي ،أراد تقيدها برباط دائم لا يمكنها حله مهما حاولت .

.....................................................................

وقف"غيث" فى شرفة منزله عارى الجذع يدخن بشراهة و يفكر بأحداث اليوم ،رغمًا عنه تذكر تلك الكلمة التى نعتته بها
"همجية"
حين و صل به التفكير لتلك النقطة تسرب الخوف لأواصله ،ماذا إن عهدت إحدى نوباته ؟ أ ستكرهه و هو حتى هذه اللحظة لا يعلم إن كانت تحبه ؟
غامضة و غريبة ،تجعله يفكر فى كل الاتجاهات و لا يصل لها
زفر أنفاسه بضيق شديد و ترك الشرفة ،متجهًا لغرفته ،وقف أمام ذلك القميص المعلق و قال :
يا ترى هرجعك ليها امتى؟ هو لازم أرجعك أصلًا؟!
ابتسم بتسلية و ارتمى على فراشه ليغط فى نوم عميق فقد كانت أمسية طويلة على الجميع و خاصه هو .

..................................................................

فى اليوم التالى
أنهت "رنا" التصميم الخاص بإحدى منتجعات الاستجمام و كانت تلك تجربتها الأولى ،لذلك أخذت فترة طويلة فى الإعداد لها ،بداية من البحث عن الشكل المتعارف عليه إلى طبيعة التقسيم بين الغرفة و المساحة المطلوبة

أخذت نفسًا عميقا و نهضت تحمل تلك اللوحة بين يديها متجهة لغرفة المدير و من خلفها صديقتها تشجعها بكلمات تحفيزية ،فهى تثق بقدراتها أكثر من أى شىء آخر

دخلت "رنا" بهدوء بعد أن طرقت على الباب و سمح لها
أعطته ما بيدها و جلست على المقعد المقابل لمكتبه تنتظر تعليقه بترقب شديد

و أخيرًا رفع "غيث" رأسه و قال بتشجيع :
هايل يا رنا ،التصميم ممتاز ،هكلف فريقى يبدأ فيه من بكرا
ابتسمت باتساع و قالت :
الفضل كله لدكتور أحمد ،هو اللى بيساعدنى و يرشدنى دايمًا
كزَّ على أسنانه بغيظ شديد و لكنه حاول التحلى بالصبر و قال بهدوء :
لو حابه ممكن توقفى استلام مشاريع دلوقتى عشان الفرح و مناقشة مشروع التخرج
حركت "رنا"رأسها رافضة و قالت بعد أن نهضت :
لا عادى ،أنا هقدر أوفق بينهم كلهم ان شاء الله

تقدمت خطوتين ناحية الباب و لكنها توقفت ، لم تكمل ،التفت له ،فرمقها هو بتعجب ،لتتحدث هى متسائلةً بخجل:
هو حضرتك مش مفروض تدينى حاجه ؟

نهض هو الآخر ،تحرك بهدوء شديد إلى أن وقف أمامها ،وضع كفيه فى جيب بنطاله و قال بمشاغبة:
أديكى عمرى كله لو تحبى
توترت ،و اخفضت رأسها سريعًا تتحاشى النظر له و هى تقول :
لا مش قصدى ،أنا بتكلم عن قميص بابا
ابتسم رغمًا عنه ثم ابتعد عنها قليلًا و هو يقول بخِداع:
اه نسيت ،المرة الجاية

أومأت برأسها و رحلت سريعًا وظل هو يبتسم بتسلية على فتاته الصغيرة.
................................................................

كان "آدم" فى العيادة الخاصة به ،يراجع بعض المقالات الحديثة ،فقد اعتذرت أكثر مريضة عن موعدها و قرر هو استغلال باقى اليوم فى إكمال البحث الذى يعمل عليه
يعشق مهنته و يحب مواكبة كل ما هو جديد ،ربما يسىء بعض الأطباء استغلال مهنتهم و هذا التخصص بالتحديد لكنه نزيه ،شريف ،يحب عمله

بالخارج كانت الممرضة "صفاء" تعد جدول المواعيد الخاص بالأسبوع القادم بعد أن أعتذر أغلب المرضى لليوم
و بينما هى غارقة فى عماها و جدت من تقف أمامها و تنظر لها بضيق صريح
لم تنتظرها و لم تسمح لها بالتحدث حتى ،حيث اتجهت مباشرة لغرفة خطيبها ،طرقت على الباب بهدوء و دخلت و هى تقول بابتسامة مشرقة :
ينفع ندخل ؟
لم يرفع رأسه و أعتقد أنها مريضة ما ،لذلك قال بإقتضاب:
أه طبعًا
لكنها اقترتب بهدوء و قالت بعد أن وقفت أمامه و يفصل بينهم المكتب فقط :
شكلى حلو ؟
رفع"آدم" رأسه سريعًا و ابتسم ما أن لاحظ هذا التغير الجذرى ،كنت جميلة و رقيقة بذلك الحجاب الوردى الذى يلائم تنورتها
كانت "ليلى" تنتظر إجابته بملامح مُتلهفة ،فقال هو بهيام صريح :
أحلى مرة شوفتك فيها يا ليلة
بادلته الابتسام و قالت بتوتر و هى تنظف تنورتها بكف يدها معتقدةً بأن هناك بعض الأتربة العالقة لكن ذلك ليس صحيح ،هى فقط متوترة و بشدة :
مصدوم صح ؟أنا لسه مش متعودة و حاسه أنى بعك و متغلبطه بس مبسوطة أوى
تنهد "آدم" تنهيدة عميقة و قال بينما يشير لقلبه :
ليله ، نفسى تسمعى دقات قلبى ،عشان تعرفى عملتى فيا ايه ؟
قاطع لحظتهم تلك حديث "زين" و الذى لم ينتبه له فقد سحر بطلتها و غفل عن أى شىء آخر :
أنا و طنط ليلى اتفقنا نخرج نتغدى برا و هنعزمك معانا
نبست "ليلى"بخفوت :
دا لو مفيش عندك شغل
ابتسم لكليهما و قال :
و حتى لو عندى ،مقدرش أضيع الفرصة دى
ثم قال و هو يبحث عن هاتفه :
هكلم غيث أعرفه
لكن ردت "ليلى" سريعًا:
أنا استأذنت منه أصلًا

لحظات و كان ثلاثتهم بالخارج يصعدون لسيارته و متجهين لإحدى المطاعم القريبة.

................................................................

شركة العدلى Group )

كان "سليم" يهم بالخروج من الشركة متجهًا لإحدى المواقع الميدانية برفقة مجموعة من المهندسين
لكن أوقفته "داليدا" حيث اعترضت طريقه بابتسامة جذابة و هى تقول :
Hi, handsome
رد "سليم"عليها بإقتضاب شديد بينما كان يطالع ساعة يده :
أهلا يا أستاذه داليدا
رمقته بنظرة جريئة بعض الشىء و هى تقول :
صحابى بيقولوا ديدا
زفر أنفاسه بضيق شديد فهو يكره هذا النوع من الفتيات بالتحديد و قال و هو يبتعد عنها :
بس أنا مش منهم
وقفت"داليدا" تتابع أثره بضيق و لكنها وجدت من تصفعها على ظهرها و تقول :
اتقلى شوية ،ايه البنات الواقعه دى ؟
ثم ابتسمت بخيلاء و هى تعدل من ياقة قميصها الأسود و قالت :
أومال أنا وقعت أحمد خطيبى ازاى؟
عقبت "داليدا" على حديثها :
أحمد جوزك
ابتسمت "وعد" إبتسامة جانبية و قالت :
لا أحنا لسه فى حكم المخوطبين ،قريبك دا مش هديله الأمان ،دا دحلاب توقعى منه أى حاجة.

أنهت "وعد" حديثها و سحبتها باتجاه غرفة التصميم ،خائفة من أن تفعل أى شىء آخر .

................................................................

(بالعودة للمطعم )

وصل الثلاثة و طلب "آدم" الطعام بعد أن تشاور مع الباقى
وبعد ما يقرب من النصف ساعة كان الطعام أمامهم على الطاولة ،بدأ "زين" فى تناوله طعامه بمرح شديد
بينما ظلت "ليلى" تراقب ملامح خطيبها ،هناك شىء بداخله يريد البوح به ،و كان حدسها صحيح ،حيث هتف هو متسائلًا بتوتر و ترقب :
ليلى لو حاسه أنك اتسرعتى لما وافقتى على جوازنا
لكنها قاطعت حديثه سريعًا و قالت :
متكملشى ،دا أحسن قرار خدته فى حياتى يا آدم ،أنا فعلًا كنت خايفه بس مش منك
طالعها بنظرة حنونه يحاول إيصالها لأعماقها و هو يهتف متسائلًا :
خايفه من ايه يا ليلى؟
أجابته "ليلى" بصوت منخفض به لمحة من الحزن :
أوعدنى أنك متبقاش زى بابا يا آدم ،مش هقدر أستحمل أنى أكون النسخة الثانية من طنط منال

أراح"آدم" ظهره للخلف على مقعده و قال بهدوء رغم جدية الموقف :
مقدرش أوعدك بحاجة زى دى ،لأن ببساطة ظروفنا غير ظروفهم ،و صدقينى أنا ميهمنيش فى الدنيا غير راحتك

ابتسمت "ليلى" و شرعت فى تناول طعامها ،بينما ظل هو يطالعها ،سعيدًا بهذا التغير ،تبدو كالملائكة هذا ما هتف به لنفسه
أراد أكثر من مرة محادثتها فى أمر الحجاب لكنه تراجع ،تاركًا لها الحرية الكاملة ،و يعلم أن شقيقها سيتولى هذا الأمر ،و ها هى النتيجة أمامه أكثر من مرضية

نبس "آدم" فجأة :
ليلى تحبى نعمل الفحص الطبى امتى ؟
ردت عليه بهدوء بينما كانت تقطع قطعة الدجاج "لزين" كى يتمكن من تناولها :
فى أى وقت عادى

أنهت طعامها بعد فترة و قالت بمشاكسة و هى تشير لكف يدها :
مش هتمسك ايدى ؟ و لا خلاص
خلل شعر رأسه بأصابع يده و قال بسخرية :
هو مش صح ،بس كنت بستعبط
ابتسمت بخفه و قالت هى الأخرى :
و أنا كمان

انتهى هذا الموعد بشكل رائع و أوصلها لمنزلها ،لينتهى هذا اليوم بهدوء دون أى عراك.
................................................................

فى اليوم التالى

كان "غيث" متجهًا للمصعد كى يهبط سريعًا إلى الطابق الارضى ليحضر بعض الأشياء التى تركها فى سيارته
و بينما هو ينتظر عودة المصعد للأعلى كى يستخدمه ،مرت "رنا" بجانبه ،كانت تتجه لغرفتها لكنها توقفت ما أن رأته و هتفت متسائلةً:
جبت القميص ؟
حرك رأسه نافيًا و قال بمراوغة:
لا ،نزلت متأخر و ملحقتش أخده ،المرة الجاية
لكنه ابتسم ،و ذلك ما أثار حنقها و قالت دون مراعاة :
على فكرة حضرتك قاصد

و حينها عاد المصعد ،فدلف "غيث" و قال لها غامزًا بإحدى عينيه بعد أن ضغط على زر الهبوط :
مش يمكن عايزك أنتِ اللى تيجى و تاخديه ؟

لم تتمكن من الرد عليه ،لم يصل المعنى كاملاً لها و عادت لغرفة التصميم و هى تفكر فى غايته ،إلى أن هبت مرة واحدة و قالت :
شكل قميص بابا عجبه و طمع فيه

عادت تجلس مجددًا و تفكر فى طريقة ما لاسترداد ذلك القميص غافلةً عن كونه لا يريده بل يريد مشاكسة ابنة صاحبه .
................................................................

عاد "غيث"لغرفته بعد أن أحضر ما هبط لأجله ،و لكنه ما أن أراح ظهره على المقعد وجد"بسام" أمامه بعد أن طرق على الباب
تقدم و هو يحمل عددًا لا بأس به من الملفات وضعها أمامه على المكتب و بدأ فى شرح بعض النقاط ،أومأ "غيث" برأسه متفهمًا و انخرط معه فى العمل لمدة ساعتين كاملتين

هدر "غيث" أخيرًا بعد أن أنهى مراجعة ما بيده :
تمام ،الميزانيه كدا مظبوطة
رد عليه الآخر بهدوء:
ناقص بس ادارج اخر اسبوع و بالنسبة لمشروع المول فأنا لسه شغال على الميزانية المبدئية و هخلصها أنا و استاذ حسين كمان يومين بالكتير إن شاء الله
حمل ما دخل به و هم بالرحيل ،لكن أوقفه سؤال"غيث":
غيث عامل ايه ؟ بقالى فترة مشوفتوش ،واحشنى الشقى
التفت له و قال بود غريب :
كويس الحمدالله ،مشغول فى ال playstation و الأنمى
ابتسم "غيث" باتساع و قال بعض أن نهض و وقف أمام النافذة:
تعرف أنه بيفكرنى بأخويا
عقد "بسام" حاجبيه و هتف متعجبًا:
معرفشى أن عندك أخ !
التفت "غيث" له و قال بهدوء غريب يناقض ما يقصه:
كان عندى ،بس أتوفى و أحنا صغيرين فى حادثة
عقب الآخر بنفس الهدوء المريب :
و أنا كمان والدى و والدتى أتوفوا و أنا صغير
بس والدى اتقتل على ايد واحدة مجنونة

اتسعت حدقتى "غيث" بذهول مما سمعه ،بينما شعر "بسام" بأنه تحدث بأشياء لا ضرورة لها ،لذلك قال بإقتضاب كى ينهش النقاش و يرحل :
عن اذنك
لكنه توقف مجددًا ،حيث هتف "غيث" متسائلًا :
بسام ،تضايق لو خدت غيث عندى يوم ؟
رمقه"بسام" بنظرة حارقة لكنه لم يتمكن من الرفض بالكلمات ،فابتسم "غيث "له و قال مستنكرًا :
بتبصلى كدا ليه ؟ أنا مش هضره يعنى
عض الآخر على جدار فمه الداخلى بغيظ شديد،و هدر دون تخطيط:
مش يمكن أنا اللى أضرك

قال ذلك بمنتهى البساطة و رحل ،بينما ارتمى "غيث" على الأريكة ،و قال بغموض :
يا ترى هضرنى ازاى يا حضرة الظابط بسام ؟

كان يعرف من البداية و أراد المراوغة للنهاية ،لذلك وضعه فى هذا القسم بالتحديد كى يتأكد من نظافة عمله

................................................................

بعد أسبوع

كان موعد المناقشة الخاصة بمشاريع التخرج
حيث تم تقسيمهم إلى مجموعات ،و يتم فى اليوم الواحد مناقشة ما يقرب من العشرة مشاريع لكل قسم .
كان مشروعهم فى بداية القائمة ،و انتهى بنجاح رغم بعض العراقيل و التى تتمثل فى فتاتين بالتحديد ،لكن فى النهاية مر الأمر بسلاسة .
خرجت "رنا" من القاعة ،و تنفست الصعداء أخيرًا فقد كانت متوترة للغاية و خائفة من أن يحصل أى شىء يمنع خطوتها الأخيرة لتحصل على شهادتها و تصبح مهندسة رسميًا محققةً بذلك حلم والدها الراحل .

اتجهت "وعد" مباشرة لمقصف الطعام تحضر بعض المشروبات المنعشة ،بينما انتظرتها "رنا" على إحدى مقاعد الاستراحة ،لكن صدح صوت هاتفها معلنًا عن اتصال من والدتها ،كانت تخبرها عن بعض الأشياء الضرورية التى ستحضرها أثناء عودتها
و بينما هى تهاتف والدتها وجدته يقف أمامها ،أنهت حديثها و رفعت رأسها له ،لكنه لَمْ يَنْبَسْ بِبِنْتٍ شَفَةٍ .

فنهضت هى متجهة لمكان صديقتها تخبرها برحيلها مبكرًا ،لكنه أسرع يقف أمامها مجددًا ،مد يده أخيرًا بما كان يحمله لأجلها ،فربطت ما حدث سريعًا و قالت بحماس:
أخيرًا قميص بابا
حرك الآخر رأسه نافيًا و قال بتوضيح :
لا دى هدية عادى ،بمناسبة مناقشة مشروع التخرج ،عاجبنى ثقتك بنفسك يا رنا ،تستاهلى تكونى ال leader ،فخور أنك موظفة فى الشركة معانا
كانت فى البداية تمد يدها لتأخذ ما أحضره ،لكن ما أن تلفظ بكلمة "هدية" سحبت يدها سريعًا و قالت بحدة :
و حضرتك متعود تدى لكل الطلبة هدية ؟
رد عليه بهدوء يناقض ما يشعر به:
لا مش متعود ،و معملتش كدا غير معاكى يا رنا

كانت بين نارين ،حديث والدتها و الذى شعرت من خلاله بأنها تمادت حقًا و بينه هو ،انتصر فى النهاية عقلها و قالت بثبات:
اسفه مش هقدر أقبلها ،بس عامة شكرًا
كزَّ على أسنانه بغيظ شديد و نبس ببعض الحدة دون أن يدرى :
أنتِ عندية ليه ؟ما تقبليها و خلاص
اغتاظت من طريقته تلك و صاحت هى :
متزعقليش
قاطع حديثهم ذلك وصول "وعد" و التى قالت و هى تسحب صديقتها :
يلا يا رنا
ودعها "أحمد" و الذى قابلها فى المقصف منذ لحظات ،ثم التفت لصديقه يسأله:
هتروح الشركة و لا مروح ؟
لم يجيبه ،كان يتابع من رحلت بأعين مشتلعة ،فكرر الآخر سؤاله :
رد عليا يا ابنى ،فيه ايه مالك ؟
لكنه لاحظ نظراته تلك ،فهتف بسخرية :
هى السنيورة مزعلاك و لا ايه يا غيوث؟
رمقه بنظرة حارقة ثم رحل ،بينما وقف"أحمد" يتابع هذا المشهد و يقول بطريقة مسرحية :
قطيعه محدش بيحب بالساهل

ثم رحل هو الآخر ،تاركين بعض الأعين التى تراقبهم بحقد شديد و رغبة غريبة فى الانتقام دون أى سبب مقنع لذلك.
................................................................

بعد مرور يومين

بإحدى المواقع الميدانية ،و التى أصرت "رنا" على الذهاب معهم ،تريد رؤية كيف يتم الأمر على أرض الواقع و ليس فقط تصميم على الورق كما تفعل فى العادة

كان الجو حارًا للغاية ،فهذا فصل الصيف المتعارف عليه ،لكن يتبدل الحال فى ثانية واحدة ،لتهبط أمطار غزيرة رغم شروق الشمس .

يثير المطر في القلب شجن لذيذ يشبه سمفونية عزف في ليلة مضيئة بالقمر

اقترب "غيث" منها و هتف متسائلًا :
بتحبى المطر ؟
ردت عليها بينما كانت تحاول الإمساك بقطرات المطر كأى طفلة صغيرة :
هو فى انسان طبيعى مبيحبوش ؟ المطر خير و بركة
تنهد بعمق و قال و هو يرمقها بنظرات هائمة :
أنا بقى مش بس بحبه ،أنا بعشقه
ابتسمت باتساع على جملته تلك ،و غاص هو فى جمال تلك البسمة التى تداعب قلبه بخفة
تنهد تنهيدة عميقة محاولًا بها أن يعود لجديته و هتف متسائلًا بترقب:
بتضحكى ليه ؟
ردت عليه قائلة :
أصل طبيعى تحبه ،الانسان دايمًا ليه نصيب من اسمه
ثم همست بخفوت:
غيث يعنى مطر غزير يجلب الخير

أ تلك هى المرة الأولى التى تهتف باسمه دون أى ألقاب ؟ و لم يكفيها ذلك بل شرحت المعنى بهمس

فاقترب أكثر و سأل بهدوء رغم معرفته الإجابة مسبقًا:
طب تعرفى معنى اسمك ايه ؟
أومأت برأسها و قالت ببلاهة:
رنا فى علم النفس يعنى الرقة و الجمال و فى اللغة الهندية يعنى الملكة المتوجة
وقعت فى فخه بسهولة شديدة و قال هو بلوعة:
و أنتِ جميلة و رقيقة زى اسمك

توردت وجنتيها بوضوح شديد و انصرفت تحاول فعل أى شىء كى يلهيها ،و وقف هو يبتسم بخبث و يقول :
رقيقة بغباء

أ كان ذلك هدف الفوز أم يخيل لى ؟
................................................................

أنهت "رنا" عملها و اتجهت مباشرة لمكان صديقتها ،حيث كانت تختار بعض قطع الأثاث برفقة "أحمد" زوجها .
ابتاعوا العديد من الأشياء من أكثر من مكان حتى وصلوا لآخر محل ،بدأت "رنا" فى البحث عن بعض قطع الأنتيكات الصغيرة التى ستزين بها المنزل

بينما سحب "أحمد" زوجته فى إحدى الزوايا و هتف متسائلًا :
مقولتليش أن رنا جايه معانا ليه ؟
رفعت حاجبه الأيسر مستنكرةً ما يقول و هتفت هى متسائلةً بتهكم:
ما طبيعى تيجى معانا ،هخرج معاك لوحدى ليه ؟بصفتك ايه ؟
انفغر فاهه بصدمة من حديثها للوهلة الأولى ،ثم قال :
هو أنا ابن خالتك يا وعد ،دا أنا جوزك
بس بعد كدا عرفينى لو هتخرج معانا ،عشان أجيب غيث
صاحت هى متسائلةً بحدة :
ليه يعنى ؟مش هنحتاجه معانا أصلًا ،أنت مصر تجيبه معانا فى كل مكان ليه ؟
داعب إحدى وجنتيها ببعض الغلظة و هو يقول :
غبيه و بتستغبى و تعبانى معاكى
كانت ستهم بالإعتراض و أراد هو إنهاء النقاش ، فتدراك الموقف سريعًا وقال بمشاكسة :
بس عجبنى ،و قدامى خلينا نخلص

ابتسمت بخفة دون أن يلاحظ و اتجهت لصديقتها

................................................................

انتهت مرحلة التسوق أخيرًا، فالرجال عادة يكرهون من تلك المهمة الشاقة، لكنه الإضطرار من يدفعهم لمثل هذه لأمور .
وصل إلى منزلها و ترجلت هى و صديقتها أولًا، صعدت "رنا" للأعلى و ظلت "وعد" بالأسفل أمام مدخل العمارة، أرادت أن تتحدث معه لبعض الثوانى الإضافية .

هتفت متسائلًة بروتينة بينما كانت تدخل  :
هتطلع معانا و لا هتروح ؟
و لحق "أحمد" بها و هو يقول بمشاغبة :
لا هقف أتشمس شوية هنا، الدكتور قالى عندك نقص فيتامين دال
نبست بصوت خافت و هى تهم بالصعود تاركةً إياه بعد أن أفسد الجو العام :
رخم
لكنها ثانية واحدة و كانت محتجزة بين ذراعيه أسفل السلم، و قال هو :
كنتى بتقولى ايه بقى يا " وعد "؟
سمعينى تانى كدا، بتشتمى جوزك عادى كدا من غير  خشى و لا حيا؟!
توترت بشدة من قربه و قالت و هى تحاول دفعه:
أنت بتعمل ايه ؟ أفرض حد شافنا، لو سمحت أبعد، مينفعشى كدا بجد
و لكنه ابتسم بخبث و لمعت عيناه و هو يقول بغموض :
مش هبعد غير لما أخد اللى أنا عايزه من الصبح يا خميرة النكد
أنهى حديثه و طبع قُبلة على وجنتها اليسرى، ابتعد انشًا واحدًا فقط و غمز له بتسلية، فدفعته هى بحدة و قالت :
على فكرة أنت انتهازى
لكن دفعتها تلك لم تؤثر به، حيث ظل بمكانه و قال و هو يعاود تقبيل وجنتها الآخرى:
انتهازى و وصولى و قليل الأدب كمان

قاطع تلك اللحظة هتاف "رنا" باسم صديقتها :
"وعد"، أنتِ اتاخرتى ليه ؟ طنط ......
بترت حديثها ما أن هبطت للأسفل و رأت هذا المشهد، شهقت بخجل شديد و قالت و هى تغلق عينيها :
أنا مشوفتش حاجة
صعدت مجددًا على السلم و لكن بسرعة غريبة، حتى أنها تعثرت أكثر من مره و لكنها قاومت السقوط و أكملت الطريق و هى تقول :
أنا بجد مشوفتش حاجة

بالأسفل كان "أحمد" يبتسم باتساع و هو يقول :
بتتكسف أوى زى البنات العادية، مش شبهك خالص
تبدل حالها من الخجل الشديد للغضب الأشد و قالت بعد أن تحررت منه فقد أرخى ذراعه بعض الشىء مما جعل هروبها سهلًا :
أه طبعًا ما أنت متعود على نوع معين
استند "أحمد" بظهره على الحائط خلفه و قال باستفزاز:
تعرفى أنك فعلًا عكس كل اللى كنت متعود عليه يا "وعد"

أمام وقع كلماته تلك قررت تركه و الصعود للأعلى، لكنه أمسك برسغها و قال :
استنى يا نكدية ياللى بتتغدى و تتعشى نكد
سحبها بخفه لمكانهم السابق و قال بهدوء بينما كان يداعب إحدى وجنتيها ليلطف من حدة الأجواء  قليلًا:
بس أنا زهقت من كل دا
زهقت من المظاهر و التصنع و زهقت من البنات اللى حاطين نص كيلو بويا على وشهم و بياكلوا تلت معالق رز بالعدد
زهقت من الكذب و الغش
أنتِ طبيعية أوى يا "وعد"  ،و جميلة بشكل استثنائي، عفوية و جدعة  و بنت بلد
أول مرة أقابل بنت تضرب تلت أطباق كشرى و تبقي عايزه كماله، أنا مفيش حد نافسنى فى حب الأكل قدك، تبانى عملية بس أنتِ غير كدا خالص
أنتِ هشه أوى و mix ما بين كل حاجه و عكسها
كل ما أقول خلاص فهمتها أكتشف أنى لسه فى أول الطريق، حاجة كدا شبه السهل الممتنع
رفعت حاجبها الأيسر مستنكرة حديثه و هى تقول بتبرم :
دا مدح و لا ذم دا ؟ أنت بتستغل الفرصة و عمال تغلط و أنا سكتالك من الصبح.
عض على جدار فمه الداخلى بإِمْتِعَاض منها ثم قال :
و لسانك طويل، بس برده عاجبنى
حركت "وعد" كتفها بلا مبالاة و قالت و هى على اول درجة من السلم بعد أن ابتعدت عنه و سمح هو لها برضا:
"أحمد" ، أنت مبسوط أن الفرح قرب و لا ندمان ؟!
غمز لها بتسلية و هو يقول :
هرد عليكى يوم فرحنا، بس مش بالكلام بس  يا "وعد"

كان يتحدث عن رقصتهم سويًا يوم الزفاف و الكلمات التى سيغدقها بها أثناء تلك الرقصة، لقد أعد خطابًا طويلا لتلك الليلة و لقنه "غيث" بعض الكلمات بالإضافة لبعض حركات الرقص

و لَمْ تَنْبَسْ "وعد" بِبِنْتٍ شَفَةٍ فقد اكتست الحمرة وجهها و صعدت سريعًا، تفر من كلمات ذلك الوقح
بينما وقف "أحمد" يطالع تلك اللوحة التى تكونت أمامه منذ لحظات و قال :
وشها قلب طمطمايه، بركاتك يا "أحمد "

تنهد تنهيدة عميقة ثم خرج متجهًا لسيارته و لحظات و كان ينطلق مبتعدًا عن الحارة .

................................................................

بعد مرور عدة أيام

تحديدًا فى منزل الزوجية ،بعد انتهاء حفلة الزفاف
دلف "أحمد" و هو يحمل زوجته بين ذراعيه،أغلق الباب عن طريق دفعه بقدمه ،و تحرك بهدوء شديد إلى أن وصل لغرفتهم ،أنزلها بحنان و قال :
ألف مبروك يا وعد ،أخيرًا نورتى بيتك
ابتسمت بخجل و لم تعلق ،فرفع هو ذقنها و قال :
لا مش هنبدتيها كسوف ،دا لسه الليل طويل
تحرك باتجاه خزانة الملابس و أخذ ثيابه التى أعدتها له شقيقته بالسابق ،قبل جبهتها برقة غير معهودة ،ثم قال و هو يهم بترك الغرفة لها :
أنا هسيبك على راحتك و أغير فى الأوضة التانية يا وعد
تنفست الصعداء ما أن قال ذلك ،و لكنه هتف بجرأة :
مش محتاجه مساعدة ؟ أنا خبير فى السُست على فكرة
رفعت رأسها سريعًا و قالت بحدة و هى تشير للخارج :
أطلع بره لو سمحت
أومأ برأسه متفهمًا و قال و هو يقوم بتحية عسكرية:
علم و ينفذ يا باشا

تركها أخيرًا و أغلق الباب خلفه ،و جلست هى على الفراش تحاول ضبط و تيرة تنفسها و ضربات قلبها المتسارعة ،تشعر بالسعادة و الخوف ،مشاعر متضاربة كأى فتاة .

بينما اتجه هو للغرفة الأخرى ،بدل ثيابه و اتجه للشرفة ،منتظرًا خروجها أو استدعائها له ،لكن كان لهاتفه رأى آخر ، كان ملقى بعشوائية على الأريكة بالخارج ،فأخذه و عاد للشرفة لكنه تعجب ما أن رأى اسم المتصل ،و وقع فى حيرة شديدة أ يجيب أم لا ؟
لكن انتصر ذلك القلب الضعيف و ضغط على الزر الأخضر ،ليسمع صوتها الباكى و هى تقول :
هونت عليك يا أحمد
رد عليها متسائلًا بحدة :
عايزه ايه يا مايا ؟ بتكلمينى فى يوم زى دا ليه ؟
أجابته قائلة بألم :
أنت مبتحباش يا أحمد ،أنت محبتش غيرى ،جوازك منها أكبر غلط ،وعد عمرها ما هتنفعك
كان يستمع لكلماتها و قلبه يصرخ بألم شديد ،لكن ما أن تحدثت عن زوجته ،صاح بغضب :
متجبيش سيرتها على لسانك

فى نفس التوقيت بالداخل كانت "وعد" تحاول خلع هذا الثوب لكن دون أى فائدة ،فسحاب الثوب علق بشىء ما و لم تتمكن من فتحه ،لذلك اضطرت لطلب مساعدته

خرجت من الغرفة و اتجهت للغرفة المجاورة لكنها وجدتها فارغة و همت بالذهاب للمطبخ معتقده بأنه سيتواجد هناك لكن جذب انتباهها صوت حركة صادرة من الشرفة
فاتجهت لها و كانت تلك صدمتها الكبيرة ،حيث سمعته و هو يصيح بحدة :
ايوه حبيتك ،بس تقدرى تقوليلى آخرة الحب دا كان ايه يا مايا؟

شهقة قوية صدرت منها ،فالتفت هو سريعًا بذعر ،أسقط الهاتف من يده و صدر صوت المتحدثة :
هتندم أنك اتجوزتها و أنت لسه بتحبنى يا أحمد، هتشوفنى فى كل لحظة و أنت معاها

لم يكن يعرف كيف يتصرف ،خاصه مع ملامح وجهها ،انها تجاهد البكاء بشدة ،فاتجه لها مباشرة و هو يقول :
وعد أنا
وضعت "وعد" كف يدها على ثغره مانعةً إياه من استرسال الحديث ،و قالت هى بألم و الدموع تملىء مقلتيها بوضوح :
هسألك سؤال واحد
هو أنا كنت كوبرى ؟ قربت منى عشانها

ما ذنب تلك الفتاة ؟
وقعت فى حبه منذ اللحظة الأولى ،جذبها كونه قطب مختلف ،حاولت بشتى الطرق أن تبتعد عنه ،متظاهرة بالرفض ،هرولت فى كل طريق لم يسلكه ،تمنعت بكل ما تمتلك من قوة رغم ضعفها الصريح أمامه
و لكنه تقدم لها بملىء إرادته ،فوافقت ،معتقد بأنها تكافىء على صبرها و عفتها
لحظاتها الأولى ،خجلها و توترها الشديد ،تمكن من اقتحام كل أسوارها دفعة واحدة بأسلوبه ،ظفر بقلبها و بكونه الأول به ،و فى النهاية حصلت على الألم عوضًا عن السعادة التى تغنى بها أمامها ،و تحطم حلمها فى ليلة زفافها ،فما هذا العبث؟!

_يتبع_
_الجزء الثانى ،الفضل السادس و العشرون_
_مريض نفسي بالفطرة_

_________________________________

آسفه جدًا على عدم ردى على تعليقاتكم على الفصل اللى فات ،بس مكنتش فى أفضل حالاتى صراحةً
أتمنى الفصل يعجبكم ،صباح الخير

Ipagpatuloy ang Pagbabasa

Magugustuhan mo rin

7.5K 324 32
كيف تحيي الفتاة فى حماية المتملك، فهو متملك يعشقها ويحبها حد الجنون، وهى تحتاج الامان والحماية ولكنها لاتعرف الحب فهل ستتعلم الحب على يد المتملك ام س...
3.4K 94 11
رواية سودانية بقلم ام الخلفاء
5M 439K 50
• حقيقة.!!! يتشاءمون بالغُراب إِذا نعق ويتشاءمون من الغربيب إذا زهقّ بـكّرَ بُـكُورَ الغُـرابِ أذا تَـوهَق ماكـر وحـذر، شـرس، وسـفاحٌ جاء لِيشرق ويغ...
11.5K 974 32
" مشاعرهم النقيه والتى وُلِدت فى ظلام الخوف والفقدان ، مشاعراً كُتِب لها أن تَكبُر ، كُتِب لها أن تنتصر على قسوة الأيام " -تَزول آلامُ جِراحنا وتبقى...