تَعَافَيْتُ بِكَ

By ShamsMohamed969

15.3M 645K 221K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... More

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️

تجميعة الحلقات الخاصة

103K 2.9K 434
By ShamsMohamed969

_"الجُمعة الأولىٰ"
"جيش المرء عائلته"
_________________________

_"ما أطيب اللقاء من بعد الفراق"
_________________________

مر اسبوعين على الجميع من بعد زواج "عمار" كانت الأجواء هادئة و مرحة كما هي و كأنهم تمسكوا بالفرحة معهم، و خصوصًا في الغد، و مع ذكر الغد فهو اليوم الذي قرر به "محمود" أن يجمعهم سويًا معه حتى تتم عزومة العروسين كبقية الشباب من بعد العودة من شهر عسلهما.

اليوم هو الخميس و حل وقت تجهيزاتهم لذلك اليوم، و لكن لكلٍ منهم طريقته الخاصة في ذلك، حيث وصل "ياسين" بيته بعد نهاية دوامه كعادته وسط النهار، فوجد "خديجة" ترتدي ثيابها و بجوارها الأطفال الثلاثة، فسألها بتعجبٍ من على أعتاب البيت:

"رايحين فين كدا ؟؟ أوعي تكوني غضبانة ؟! بالله عليكي مش رايق خالص"

ردت عليه بقلة حيلة من سخريته:
"دا بعينك والله، قعدالك فيها متخافش، بس رايحين نجيب حاجات من تحت و قولت بدل ما يتخانقوا أخدهم معايا"

حرك رأسه موافقًا ثم دلف الخطوة المتبقية و أغلق الباب فيما ركضت "جاسمين" نحوه تقول بحماسٍ:
"أنا هقعد مع بابا هنا و انتوا روحوا خلاص، مش هاجي"

قال "يزن" مسرعًا بلهفةٍ:
"أحسن، هتيجي تخنقيني، هروح مع نغم و أخلي ماما تجيبلي حاجة حلوة"

أخرجت له لسانها تعانده فيما حملها "ياسين" ثم قال بنبرةٍ مرحة:
"خلاص خلوها معايا هنا و أنا هغير لحد ما تيجوا علشان ناكل سوا، هما هيمشوا امتى ؟!"

ردت عليه "نغم" بحماسٍ:
"خالو هيكلمنا نجهز قبلها"

حرك رأسه موافقًا فيما تحركت "خديجة" بهما سويًا و تركت الأخرى معه، فسألها "ياسين" بخبثٍ زائفٍ:
"عندك مصايب تعمليها لحد ما أدخل أغير هدومي ؟! ولا أغير و نعمل المصايب سوا ؟؟"

ضحكت هي بشدة على حديثه و طريقته ثم قالت بنبرةٍ هامسة و كأنها تُفشي بـ سرًا حربيًا:
"ادخل غير هدومك و تعالى عاوزاك ضروري"

حرك رأسه موافقًا ثم رفع كفه يحك فروة رأسه من الخلف ثم تحرك من أمامها و هو يفكر في حديثها، فيما ركضت هي نحو الأريكة ترتمي ثم امسكت جهاز التحكم الخاص بالتلفاز تقوم بفتحه ثم صفقت بكفيها معًا.

بدل "ياسين" ثيابه لأخرى بيتية مُريحة باللون الرمادي و خرج لفتاته الصغيرة التي قامت باطفاء الأضواء العالية و تركت فقط الخافتة، عقد ما بين حاجبيه و هو يرمقها بحيرةٍ و يقترب منها بخطىٰ متمهلة، فركضت نحوه تفرد كلا ذراعيها و هي تقول بحماسٍ:

"شيلني يلا بسرعة"

حملها على مضضٍ و قد انتبه لتوه للأغاني التي قامت هي بتشغيلها على التلفاز، فسألها بريبةٍ:
"بت ؟! هو فيه إيه ؟! فرحك النهاردة و عملهالي مفاجأة ولا إيه ؟!"

ضحكت عليه ثم طوقت عنقه بذراعيها و هي تقول بحماسٍ:
"عاوزاك بقى ترقص معايا و تدوخني، يلا بسرعة قبل ما هما ييجوا تاني و أنا مش هقول لحد"

حرك فمه يمنةً و يسارًا بتهكمٍ يسخر منها، فيما ألحت هي عليه حتى ابتسم هو رغمًا عنه ثم بدأ يتحرك بها و هي على يده و يغني بنبرةٍ هادئة بصوته العذب:

"بحس و هي بتكلمني عيونها الحلوة جاية تقولي قرب شوف يا حبيبي ازاي خلصت كل الجـمال....دي أجمل ما شافت عين....دا جمال مقسوم نصين....نص أقدر أوصفه و التاني فوق الخـيـال...دي أجمل ما شافت عين....دي جمال مقسوم نصين....نص اقدر اوصفه و التاني فوق الخـيـال"

كان يتحكرك بها و هي على ذراعيه تبتسم بسعادةٍ بالغة مع حبيبها الأول "ياسين"، أما هو فاستمر في التحرك بها و هو يُغني لها حتى قربها لعناقه و دار بها و كليهما يضحك بسعادةٍ بالغة حتى فُتح الباب و طلت منه "خديجة" بالأخرين معها، حينها شهقت "جاسمين" فيما قال "ياسين" بسخريةٍ:

"براءة أنتِ المرة دي، أنا اتفضحت خِلقة خلاص"

سألته "نغم" بحزنٍ:
"طب و أنا مش هترقص معايا"

وضع "جاسمين" على الأريكة ثم اقترب من "نـغـم" يحملها على يده ثم قال بنبرةٍ ضاحكة:
"إزاي بس من غير نغم ؟! نغم حياة ياسين"

ضحكت بسعادةٍ بالغة فيما احتواها هو بين ذراعيه يغني لها و يدور بها كما الأخرى حتى عانقته "نـغم" و هي تقبل وجنته فدار هو بها ثم وضعها على الأريكة و هو يضحك لهما، ثم حمل "يزن" الذي قال بسرعةٍ كبرى:

"مش مهم أنا هروح أرقص مع زياد و مازن"

ضحكت "خديجة" رغمًا عنها فيما وضعه "ياسين" على كتفيه ثم دار به و الأخر يضحك بصوتٍ عالٍ حتى انزله "ياسين" و هو يلهث بقوةٍ و يقول بنفسٍ متقطع:

"الحمد لله كدا رضينا كل الأطراف"

تحدث "يزن" بلهفةٍ يلفت نظره:
"طب و ماما يا بابا !!!"

اقترب منه "ياسين" يقبل وجنتيه ثم قال بمرحٍ:
"أنتَ بتفهم ياض، هات بوسة لأبوك يا روح قلب أبوك"

قبل أن يقترب منها تحدثت هي بسرعةٍ كبرى:
"بقولك إيه؟! أنتَ فاضي أنتَ و هما، خلوني أغديكم و بعدها نشوف مين هيرقص لمين"

تحركت من أمامهم فسألهم هو بخبثٍ:
"انتم هتباتوا عند خالو صح ؟!"

حرك الثلاثة رأسهم بموافقةٍ فيما قال هو بنفس الخبث:
"حبايب قلبي انتوا و خالو"
_________________________

ارتدى "وليد" ثيابًا أخرى بعد عودته من العمل و ذهابه لشقته و قبل أن يخرج من الغرفة دلف له التوأم يركضا نحوه، فقال هو مؤكدًا دون أن ينطق أيًا منهما:

"قبل ما حد منكم ينطق، لأ مش هتيجوا معايا، أنا هروح أجيبهم وأجي علطول، خليكم هنا ساعدوا ماما علشان متبقاش لوحدها، تمام يا رجالة ؟!"

وافق "مازن" بسرعةٍ فيما صمت الأخر حتى سأله "وليد" بحاجبٍ مرفوع:
"و حضرتك ؟! معترض ؟!"

حرك رأسه نفيًا ثم قال:
"لأ خلاص، هات بقى حاجة حلوة كتير و أنتَ جاي، زود العصير لنغم و الشيبسي علشان جاسمين"

ابتسم له "وليد" و هو يقول بقلة حيلة:
"سبحان الله، كنت بقول نفس الكلام و بقول زود عصير لخديجة و شوكلاتة لخلود"

قال "مازن" بسرعةٍ كبرى:
" و هات معاك فينو علشان نعمل سندوتشات أنا و يزن بليل"

حرك رأسه موافقًا ثم قبل كليهما و تحرك من المكان حتى قابل "عبلة" أمامه تأكل ثمرة الخيار فقال هو بسخريةٍ و هو يضربها بخفة على جبينها:

"بطلي أكل هتتخني كدا"

ردت عليه بسخريةٍ:
"دا خيار مش بيتخن، لو مش عاجبك اطلع عند أختي أكل براحتي و لا انزل عند أخويا"

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة يشوبها المكر و كأنه انتبه لتوه:
"أبوكِ دا سوسة، عامل نفسه رافض الجوازات و هو واخد البيت كله لعياله، مش سهل"

اقتربت منه تمسك يده تحاول عضها فيما ضحك هو بصوتٍ عالٍ ثم قبل وجنتها و رحل و هو يضحك عليها فاقتربت هي من ابنائها تقول بضجرٍ:

"يلا ياض منك ليه تعالوا ساعدوني علشان نعمل الكيكة"

سألها "زياد" بتهكمٍ:
"إحنا رجالة هنعمل معاكِ إيه ؟!"

ردت عليه بسخريةٍ:
"مفيش فرق يا حبيب أمك علشان ربنا مكرمنيش ببنت، يبقى ساعدوني و خلوا فيه دم"

دلفا معها كليهما للمطبخ فيما وقفت هي تقسم عليهما الأدوار حتى انخرطوا سويًا في العمل و هم يضحكون بسعادةٍ معها.
_________________________

أنهت "خديجة" الغداء برفقة أسرتها و قد ركض أبنائها للداخل حتى يتجهزون للذهاب إلى "وليد".

طرق باب الشقة في تلك اللحظة فركضت "نـغـم" تفتحه لخالها و لكن الطارق كان شخصًا غيره، فقالت بنفس الحماس الذي غلف نبرتها:

"يونس !! ازيك عامل إيه ؟؟"

ابتسم لها و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"كويس الحمد لله يا نغم، أنتِ عاملة إيه ؟! طنط خديجة موجودة ؟!"

أتت له "خديجة" من الداخل و هي تقول بحماسٍ:
"قولتلك بلاش طنط دي، مش متعودة عليها منك"

ابتسم لها بسعادةٍ ثم مد يده لها بحقيبةٍ بلاستيكية و هو يقول:
"هي دي الحاجة اللي ماما قالت عليها، بعتتهم معايا علشان العزومة بكرة"

حركت رأسها موافقةً و هي تبتسم له فقالت "نغم" بسرعةٍ:
"طب تعالى ادخل، بابا موجود"

قبل أن يعترض هو و يرفض الدخول شدته "خديجة" من كفه للداخل و قد أغلقت "نـغـم" الباب، جلس "يونس" على الأريكة فركض له "يزن" و هو ينادي اسمه بحماسٍ حتى أجلسه "يونس" على قدمه و هو يقول بنبرةٍ هادئة:

"جيبتلك معايا حاجة حلوة علشان كدا صممت أني أجي"

استحوذ على اهتمام "يزن" بحديثه فيما أخرج "يونس" الحلوى المفضلة للثلاثة من جيبه  يقدمها لهم، اخذها منه "يزن" بحماسٍ و كذلك "جاسمين" التي ركضت نحوه، فيما اقتربت منه "نـغم" بهدوء تأخذها منه ثم قالت بنبرةٍ هادئة:

"شكرًا يا يونس"

_"متشكرنيش، دي حاجة بسيطة"

ابتسمت هي له ثم قالت بسرعةٍ:
"طب عن اذنك هنروح نجهز علشان خالو وليد زمانه جاي"

حرك رأسه موافقًا ثم قال بسرعةٍ:
"سلميلي على مازن و زياد لحد ما أشوفهم بكرة، متتأخروش علينا بقى"

حركت رأسها موافقةً ثم رحلت من أمامه نحو الداخل فسألته "خديجة" بنبرةٍ هادئة:
"مش هيتأخروا، بكرة الصبح هيكونوا هناك"

حرك رأسه موافقًا و هو يبتسم لها فخرج له "ياسين" من الداخل و هو يقول مهللًا بفرحةٍ:
"دا إيه النور دا ؟! يونس باشا عندنا ؟! الشقة نورت يا راجل"

اقترب منه "يونس" يُحييه و يعانقه كما الصديقين المقربين، فقال "ياسين" بنبرةٍ أهدأ:
"هو أنتَ حالف متجيش هنا تاني ؟! بتوحشني يا عم"

رد عليه بوجهٍ مُبتسمٍ:
"لأ والله عادي، بس بكون في البيت مش بروح في مكان تاني علشان يسر هي كمان بتطلب تنزل زيي، لما بتيجي فرصة باجي هنا"

حرك رأسه موافقًا ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"ماشي هصدقك، البيت مفتوح ليك وقت ما تحب كمان"

تحرك "يونس" من المكان بعدما ودعهم جميعًا بلطفه المعتاد لهم، فيما سألت "خديجة" زوجها باهتمامٍ:
"مش بعرف أشوفه كبير، الوحيد فيهم اللي مش متقبلة إنه كبر"

حرك رأسه موافقًا ثم قال بثباتٍ:
"بس واعي و فاهم، لما عرف إن فيه حدود مبنعديهاش احترمها و خلانا كلنا نحترمه، يونس هيفضل دايمًا زي ما هو ببراءته و هدوئه، أظن كدا أني هشوف عمار تاني فيه"

قال جملته الأخيرة بتلميحٍ مبطن جعلها تبتسم بمكرٍ بعدما التقطت مقصد حديثه، فيما غمز هو لها حتى قالت بنبرةٍ ضاحكة:
"طلبتها و هنولها إن شاء الله"

صدح صوت جرس الباب بصوتٍ عالٍ و جلبة في تناغم ما بين الطرقات و صوت الجرس حتى تسبب به "وليد"، حتى اقتربت "خديجة" من الباب تفتحه له و هي تطالعه بيأسٍ أما هو فاحتضنها و هو يقول بنبرةٍ ضاحكة:

"الكتكوتة حبيبة أخوها"

ضحكت هي رغمًا عنها و هي تعانقه فابتعد عنها هو اقترب من "ياسين" يقول مرحبًا و مهللًا بسخريةٍ:
"جوز أختي حبيبي، وحشتني"

رمقه "ياسين" بلامبالاةٍ و هو يقول بغيظٍ منه:
"و أنتَ موحشتنيش، تتفضل تاخد نفسك و ولادك أختك معاك و تريحونا"

جلس "وليد" بجواره و هو يقول بخبثٍ:
"و على إيه ؟! ما آخد أختي هي كمان معانا ؟! إيه رأيك يا مهلبية؟"

أمسكه "ياسين" من عنقه يهزه بعنفٍ في يده فيما ضحك "وليد" و هو يتوسله بالتوقف حتى تركه "ياسين" دفعةً واحدة و على قبل أن يستفزه "وليد" ركضت "جاسمين" من الداخل تصرخ باسمه مهللةً:
"خــالو..... حبيب قلبي"

حملها "وليد" و هو يقول براحةٍ:
"حبيبي حبيبي....عيون خالو و روح قلبه"

جلست بين ذراعيه و ركض خلفها أخوتها يركضون نحوها، فقالت "خديجة" بسخريةٍ:
"يا سلام ؟! أول مرة تتفقوا يعني على حاجة، خير"

قال "وليد" بنبرةٍ ضاحكة:
"و هو فيه اتنين يختلفوا على حب وليد الرشيد ؟! عيب"

اعتدل واقفًا و لازالت "جاسمين" تتعلق برقبته، فقال "ياسين" بتهكمٍ:
"قافشين فيك كأنك بتوزع فلوس، دا إيه الهم دا ؟!"

رد عليه "وليد" بفخرٍ في ذاته:
"بيقولك الخال والد، ما بالك بوليد الرشيد ؟!"

وقف "ياسين" معهم يوصلهم نحو الباب فيما نطقت "خديجة" تحذرهم:
"مش عاوزة شقاوة، و محدش يضايق خالتو عبلة، ساعتها وليد هيجيبوا علطول هنا"

ردت عليها "نغم" مسرعةً:
"حاضر متخافيش و الله، باي"

لوحت بكفها الصغير و هي تمسك يد أخيها فيما حمل "وليد" حقيبتهم ثم ركب المصعد و "جاسمين" بين ذراعيه.

أغلقت "خديجة" الباب و هي تبتسم بسمتها الهادئة فيما وقف "ياسين" بجوارها يقول بصوتٍ عالٍ:
"روح يا وليد ربنا يفتحها في وشك من وسع يا رب، زي "
_________________________

مر على زواجهما أسبوعين فقط و ها هي تشعر بالاختناق هنا، ذلك الروتين لم تعتاد هي عليه، و ها هي تجلس تنتظر عودته من الصيدلية، زفرت "خلود" بقوةٍ حتى استمعت لصوت مفتاحه في الباب فابتسمت بسعادةٍ كعادتها كلما أتى "عمار" للبيت تبتسم براحةٍ كبرى كما الطفل الصغير الذي يجلس في مدرسته و ها هي أتت والدته حتى يحتمي في كنفها، ركضت له تتعلق برقبته و كم كانت أفعالها غريبة عليه كليًا، حتى ألجمته الصدمة و تيبس جسده لكنه أدرك الوضع سريعًا فرفع ذراعيه يعانقها و هو يقول بنبرةٍ هادئة:

"إيه وحشتك أوي كدا ؟!"

_"لأ زهقت أوي"
ردت عليه هي بذلك حتى رمش هو ببلاهةٍ ثم قال بسخريةٍ:

"هو أنتِ لو كنتي قولتي وحشتني كنتي هتخسري حاجة ؟؟ بوظتي الحضن الله يسامحك"

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:
"مليش أنا في المياعة دي، بس بزهق من غيرك، ما بصدق إنك تيجي"

ابتسم هو لها فقالت هي بنبرةٍ متلهفة و كأنها تتوسله:
"ينفع طيب ننزل و نخرج سوا ؟! نتمشى حتى و نرجع تاني، ممكن"

رد عليها بنبرةٍ هادئة:
"يلا و عزمك على شاورما كمان بس الحساب عليكِ"

رفعت حاجبيها له فقبل هو رأسها ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"بهزر معاكِ، تعالي و أنا هخليكِ تتبسطي"

تحركت ركضًا من أمامه فيما وقف هو يضحك رغمًا عنه لكن كلما أمعن التفكير ابتسم أكثر، و كأنه يخبر نفسه متحدثًا: ألم تكن تلك التي تمنيت فقط مجاوراتها و التحدث معها؟! ها هي لك و معك و بجوارك و أصبحت دارها هي نفسها دارك.

هكذا تحدث "عمار" مع نفسه و هو ينتظر عودتها من الداخل، حتى خرجت له ترتدي ثيابها الخاصة بالخروج، عبارة عن قميص باللون الأبيض و أسفل منها "جيبة" باللون الأسود بها نقوشات باللون الأبيض و الحجاب باللون البيج و الحذاء باللون الأبيض، قيمها "عمار" بنظره و قد ابتسمت عينيه قبل فمه خصوصًا أن ملابسها فضفاضة على عكس قبل زواجهما، و دون أن يتحدث هو معها راعت تلك النقطة و اهتمت بتطوير ملابسها و كم كن لها كامل الاحترام بعد تلك النقطة.

اقتربت منه تتمسك بذراعه و هي تقول بسخريةٍ:
"يلا علشان تعزمني على الشاورما و الحساب عليا"

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة:
"و الراجع ؟!"

_"يبقى عيل بيتدلع على التاني"
قالتها بنبرة دلال عليه جعله يبتسم بسعادةٍ بالغة و فرحةٍ كبرى تشكلت على مُحياه.

بعد مرور دقائق قليلة نزلا سويًا للأسفل يتوجها حيث أراد هو يفاجئها، كان يسيرا بجانب بعضهما و ضوء القمر يُضلل عليهما و تشهد على أُنسهما لبعضهما نجوم السماء.

وصلا لشارعًا يقع بالقرب من مسكنهما، لكنه يختلف عن بقية الشوارع، حيث كان هادئًا و يخلو من السكان، نظرت له بتعجبٍ فيما قال هو بثقةٍ:

"متأكد إنك هتفرحي هنا و تتبسطي"

حديثه غريب و نبرته أغرب بينما ثقته فهي تحمل كل الغرابة التي في العالم، و قد زادت دهشتها حينما أشار لها على مقصده.

شهقت "خلود" بفرحةٍ بعدما اقترب منها من الدرجات الهوائية الموجودة، ثم اختار واحدةً منهم تكفي لفردين، ركب هو أولًا و هي خلفه على المقعد  العريض المزود بالدراجة حتى تكفي لهما.

قاد "عمار" الدراجة و هو يضحك بسعادةٍ بالغة و هي خلفه تضحك بصوتٍ عالٍ يُجلجل بفرحٍ فسألها هو:
"فرحانة يا خلود ؟!"

ردت عليه مؤكدةً:
"كلمة قليلة على اللي أنا حاسة بيه معاك، أنا فرحانة أوي"

زاد هو من سرعة الدراجة و هي في الخلف تبتسم لمداعبة الهواء لوجهها و للمشاعر التي تعايشها معه.
_________________________

في شقة "وليد" وصلها بالأطفال الثلاثة حتى ركضوا نحو الأخريـْن بحماسٍ، فيما ركضت "نـغـم" نحو "عبلة" تحتضنها و هي تقول بودها المعتاد لها:

"وحشتيني أوي"

ردت عليها "عبلة" بوجهٍ مُبتسمٍ:
"أنتِ اللي وحشتيني اوي، اسبوعين كاملين مشوفتكيش فيهم، يا شيخة وحشتيني"

احتضنتها "نـغـم" فيما قال "وليد" مسرعًا:
"يلا ادخلوا غيروا هدومكم علشان تسهروا براحتكم"

دلف هو يبدل ثيابه و كذلك الأطفال الثلاثة، فيما جلست "عبلة" تنتظر قدوم أيًا منهم.

بعد مرور دقائق قليلة تبدل الوضع حيث جلس "وليد" في الخارج و زوجته تقوم بإعداد الطلبات لهم و الاطفال جميعهم في الغرفة الخاصة بالجلوس.

قامت "عبلة" بصنع المشروبات لكلٍ منهم طلبه الخاص بما فيهم زوجها يريد قهوته، دلفت الغرفة لهم و هي تقول بنبرةٍ ضاحكة:

"اتفضلوا، حد عاوز حاجة قبل ما. روح القهوجي اللي جوايا تمشي ؟! فكروا ؟!"

حركوا رأسهم سلبًا ينفون إجابة حديثها، فيما أعطت هي لكل منهم طلبه ثم خرجت لزوجها، جلست بجواره و هي تزفر بقوةٍ فقال هو ساخرًا:
"معلش يا سوبيا خليها عليكِ"

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:
"على قلبي زي العسل، دول بييجوا ينوروا البيت و تحس أنهم بيخلوه فيه طعم"

ابتسم هو لها و فور انتهاء حديثها، ركضت له "جاسمين" بتذمرٍ و هي تقول بثباتٍ لا يناسب عمرها البتة:
"خالو تعالى روحني يلا"

نظر لها بتعجبٍ و كذلك "عبلة" فيما قال هو بسخريةٍ:
"هو إحنا لحقنا ؟! مالك ؟!"

_"عيالك اللي محدش رباهم زعلوني، أنا همشي أحسن"
ردت عليه هي بذلك الحديث حتى قال هو موجهًا حديثه لزوجته:
"افرحي يا عبلة، كان نفسي أكون قدوة بقيت عِبرة، عيالي اللي محدش رباهم"

ربتت "عبلة" على كتفه بسخريةٍ فيما وقف هو ثم اقترب من الآخرى يجلس على ركبتيه أمامها و هو يقول بنبرة هادئة:
"مالك بس ؟! مين زعلك ؟!"

ردت عليه تفسر سبب ضجرها:
"مازن قعد يزن مكاني، و زياد زعقلي علشان باخد اللعبة من نغم، أنا هروح عند بابا أحسن"

قبلها على وجنتها ثم قال:
"محدش فيهم و لا حتى أنا يقدر يزعلك حتى، تعالي معايا و ناخد حقك و حق الكل منهم"

حركت رأسها موافقةً بحماسٍ و هي تركض أمامه فيما التفت هو ينظر لزوجته و هو يقول بنبرة ضاحكة في طياتها السخرية:
"بينوروا البيت و يخلوا فيه طعم ؟! أكيد بطعم الخل و الملح"

قال جملته ثم دلف للداخل و هو يتوعد للبقية، و قد وصل أمام الغرفة و فتح الباب ليجد "جاسمين" تقف أمامهم بغيظٍ ز البقية يجلسون على المقاعد الصغيرة يشاهدون الفيلم سويًا.

اقترب "وليد" منهم يجلس في المنتصف ثم سحب "جاسمين" حتى جلست بين قدميه فقال هو بنبرةٍ هادئة:
"مين فيكم يا كلاب اللي زعل جاسمين ؟!"

ردت عليه بسرعةٍ:
"الكلاب دول كلهم"

كمم فمها ثم قال بثباتٍ:
"المفروض انكم متجمعين سوا علشان تفرحوا و علشان انتم بتحبوا بعض، إنما اللي بيحصل دا كدا غلط، انتم الخمسة أخوات و كدا عيب"

ردت عليه "نغم" بهدوء:
"محدش زعلها والله، هي زعلت علشان زياد سابلي اللعبة"

حرك رأسه موافقًا ثم قال بتفهمٍ:
"أنا عارف والله، بس مش عاوزكم تكونوا زعلانين من بعض، انتم كبار خلاص....اتفقنا !!"

حركوا رأسهم بموافقةٍ و قبل أن يقوم هو أوقفته الصغيرة بقولها:
"سرحلي شعري أنتَ رايح فين ؟!"

زفر هو مستسلمًا لها ثم أمسك خصلاتها يقوم بصنع الجديلة لها و هو يبتسم بحنانٍ و كأنها قطعةً منه أو بالأحق هي قطعة صغيرة من شقيقة روحه لذا حتى إذا أرادت عيونه لن يبخل عليها بها.

انهى صنع الجديلة حتى قامت هي تقفز عدة مراتٍ فجلس محلها "يزن" بين قدمي الاخر الذي قال بسخريةٍ:
"نعم ؟! عاوزني أضفرلك شعرك أنتَ كمان ؟!"

_"ليه هو أنا اسمي جاسمين ولا إيه ؟! خليني قاعد هنا و هي تقعد على الكرسي بلاش صداع"
تفوه "يزن" بذلك حتى ضرب "وليد" كفيه ببعضهما لا يصدق أن هذا الصغير ابن شقيقته ففي كل مرة يتأكد أن "نغم" هي من حملت صفات والديها معًا على عكس الأخرين.
_________________________

أنهت "خديجة" عملها في البيت و ترتيبه بعدما استغلت رحيل سبب دماره، ثم جلست في أمام التلفاز تطالعه بمللٍ و بجوارها "خدوش" التي كبرت معهم و ترعرت في كنفهم حتى أصبحت كبيرة الحجم لكن هيئتها كما هي بريئة، جلست معها بعدما نام "ياسين" و قد قرر استغلال الهدوء المخيم عليهما.

زفرت بقوةٍ و قبل أن تقوم من محلها وجدته يخرج لها من الداخل لكن النوم لم يكن ظاهرًا على وجهه، فسألته بتعجبٍ:
"أنتَ ماكنتش نايم ؟!"

حرك رأسه نفيًا ثم أضاف:
"لأ معرفتش أنام، حاولت بس معرفتش كان فيه حاجات تبع الشغل بخلصهم  قولت علشان أعرف اقعد معاكِ"

رفعت حاجبيها باستنكارٍ و كذلك ابتسمت و هي تحاول كتم ضحكتها تلك، فجلس هو بجوارها و على حين غرة قام بسحب الرباط من شعرها ثم قام بفرد خصلاتها التي ازدادت طولًا و نعومةً على كتفيها ثم قال بنبرةٍ هادئة:

"شكلك حلو لما بتفرديه"
تجاهلت حديثه و هي تحرك رأسها موافقةً فيما أوقفها هو ثم قال بتهكمٍ:
"هتفضلي تهزي في راسك كتير يا كتكوتة ؟! يعني وليد قايم بالواجب و أنتِ وحشاني و ضرايرك مش هنا"

ردت عليه بقلة حيلة:
"نعم !! عاوز إيه سيدي ؟!"

سحبها من يدها ثم اوقفها أمامه يمسك كفها و كفه الأخر يضعه في خصرها و هو يقول بنبرةٍ هادئة يغني لها بصوته العذب:

"من أول يوم في لُقانا....خدني هواك....عيشت معاك أحلى سنين عمري يا غالي....بان علطول إيه جوانا لما العين جت في العين....و لا حسيت باللي جرالي....بينا نعيش دا العمر ليلة... متقوليش....نستنى ليلة....دي الايام جنبك جميلة.... و عمري يا غالي لقيته معاك....بينا نعيش دا العمر ليلة.... متقوليش... نستنتى ليلة....دي الايام... جنبك جميلة و عمري يا غالي لقيته معاك".

كان يغني لها بملء صوته كل كلمة تتفوه عن نفسها بصدقٍ و هي تبتسم له بسمتها المشرقة المعتادة منها حتى قربها من عناقه و هو يقول بنبرةٍ هادئة:

"يمكن العمر جري و بقيت أب لتلاتة غير بعض و كل واحد فيهم واخد غلاوة عندي غير التاني، بس غلاوتك في قلبي زي ما هي يا خديجة، بنتي الكبيرة و أول فرحتي زي ما بيقولوا، فرحتي و حبي لولادي دا علشان أنتِ أمهم"

لمعت عينيها كما تلمع النجوم في السماء و هي تطالعه و كأنها تتأكد منه عما تفوه به فحرك هو رأسه موافقًا يؤكد لها أن مكانتها كما هي ثابتة منذ البداية بل تزداد مع مرور الأيام و خاصةً و هي تعانقه و تتمسك به و كأنها تنتظر فقط حديثه لتشرق من جديد كما الشمس في الصباح.
_________________________

انهى "عمار" جولته مع "خلود" بالدراجة الهوائية وسط شوارع المنقطة الفارغة من الجميع عدا الدراجات الهوائية و التي يركبونها، ثم توجه بها نحو محل وجبتها المفضلة يجلسان سويًا.

جلست "خلود" أمامه و هي تبتسم له و هو يُملي طلباته للعامل و كم كان دقيقًا في وصف ما تريده هي حتى أدق من نفسها، رحل العامل فيما قال هو بثباتٍ:

"أظن لفة العَجَل دي جوعتك"

حركت رأسها موافقةً ثم أضافت:
"أوي بصراحة و أنا اصلا معرفتش أكل لوحدي و قولت أستناك، و بما إنك جيت قولت ننزل"

حرك رأسه موافقًا فقالت هي بتعالٍ و تكبرٍ:
"أنا أصلًا كان المفروض افهمك الكتالوج بتاعي، شكلك غلبان و لبست في حيطة معايا"

تنهد هو بعمقٍ ثم قال:
"بالعكس، مش يمكن أنا اللي كنت مستني يوم زي دا نكون سوا فيه كدا ؟! حتى لو إنك تدلعي عليا ؟! لو مش أنا اللي هتكوني على راحتك معاه، أومال مين اللي المفروض يطمنك ؟!"

ابتسمت له بسعادةٍ بالغة و ضربات قلبها تتصارع خلف بعضها حتى وُضع الطعام أمامها فقال هو بنبرةٍ هادئة:
"كلي يا خوخة بألف هنا و شفا"

ابتسمت هي بيأسٍ ثم قالت تحذره:
"خلي بالك !! مش أي حد مسموحله يقولي خوخة، بس علشان أنتَ حبيبي و غالي عليا هعديها"

غمز لها بمشاكسىةٍ و رافق فعله ذلك قوله العابث:
"لو أنا غالي عليكِ ... فأنتِ أغلى ما ليا في الدنيا في الدنيا ديا"

اقتربت منه تقول بنبرةٍ هامسة:
"مش هرد عليك هنا، لما نروح بقى أحسن علشان المنظر العام"

ضحك رغمًا عنه و هو يراقبها تغمز له ثم شرعت في تناول الطعام فيما ضحك هو من جديد و ضرب كفيه ببعضهما لا يصدق أنه أفنى سنوات عمره ينتظر تلك التي ستوقعه في مصيبة ذات يوم.
_________________________

في صباح اليوم التالي و قبل صلاة الجمعة و خاصةً في المكان المفضل الذي بدأت منه معظم القصص هيا بنا لنرى الآتي:

_انزل يا عُمر بدل ما أخلي الباقي كلهم يتفرجوا عليك لما أصورك و أنزلها ؟! انزل و أرحم السفرة"

تفوه "يونس" بذلك و هو يقف بجوار طاولة السفرة و "زين" بجواره و "عمر" فوقها و "ميمي" تتابعهم كما كانت تتابع الكبار، بينما قال "عمر" بخوفٍ:

"والله قولت لعمو خالد إن حجز الكورة باسمك علشان ميزعقش ليا، أنا بخاف من ابوك اكتر من أبويا"

ضحك "زين" بصوتٍ عالٍ فقال "يونس" بسخطٍ:
"يا زفت ماهو زعقلي أنا !! أنا من ساعة ما اتعورت وعدته مش هعمل كدا تاني، و معاه حق فكرني مش بسمع الكلام"

سألتهم "ميمي" بتعبٍ من صوتهم:
"فيه إيه يا حبيبي أنتَ و هو ؟! فهموني طيب و نحل الموضوع، السفرة دي ربت أجيال"

اقترب منها "يونس" يقول بغيظٍ:
"مش بابا آخر مرة لما اتعورت قالي مفيش حجز كورة تاني ؟! و أنا قصادك وعدته ؟! عمر كلم العيال و حجز و خلى الحجز باسمي، و بابا قالي أني مش بسمع الكلام و هو معاه حق بصراحة"

أشارت له بجوارها حتى اقترب منها فقالت هي بنبرةٍ هادئة:
"بابا روحه فيك و لما اتعورت كان هيتجنن علشانك، خايف عليك يجرالك حاجة، مش قصده يحرمك من الحاجة اللي بتحبها، متزعلش منه يا يونس"

ابتسم لها ثم قال بهدوء:
"مش زعلان منه علشان هو فاهمني كل حاجة، بس عمر اتسرع و دبسني معاه و أنا مش عاوز بابا يزعل مني"

اقترب منه "زين" يقول بلهفةٍ:
"خلاص أنا هقول لخالو و هعرفه كل حاجة و هو مش هيعمل حاجة، يلا بس علشان نصلي، الساعة خلصت من بدري اصلا"

اقترب منهم "عمر" يقول بوقاحةٍ:
"بس ياض يا خواجة أنتَ !! هو أنا هخاف ولا إيه ؟! أنا هقوله يا عمو خالد يونس بريء و أنا اللي حجزت الساعة من وراكم و دبسته"

_"يا وقعة أبوك سودا يا ابن عامر ؟! تصدق ياض حلال فيك الدبح !!"
تفوه "خالد" بذلك بعدما استمع لجملة "عمر" الذي ركض نحو السفرة فضحك البقية عليه حتى قال "ياسر" بسخريةٍ:

"صحيح اللي خلف مماتش، نفس حركات أبوك بالظبط، خليك كدا"

تدخل "عامر" يقول بغيظٍ منه:
"دي جينات وراثية خد بالك !! أصل هيطلع لمين يعني ؟! صحيح هذا الشبل من ذاك الاسد"

رد عليه "ياسين" بسخريةٍ:
"شبل و أسد ؟! إيش حال مكانتش السفرة دي هي اللي مربياكم سوا ؟!"

رد عليه "عامر" بنفس السخرية:
"مالك يا حلويات ؟! شوف مين بيتكلم ؟؟ قولي بصحيح عيالك فين ؟؟ يوه نسيت عند خالو وليد"

ضحكوا جميعًا عليهما حتى الصبية الصغار، فيما عض "ياسين" شفته السفلى بغيظٍ و قبل أن يبدأ العِراك مع "عامر" قال "خالد" مسرعًا:

"بس أنتَ و هو خلونا نلحق الصلاة علشان نروح العزومة و منتأخرش، قلة أدبنا دي نخليها هنا"
انسحبوا خلف بعضهم بالعباءات البيضاء و كذلك الصغار بعدما قاموا بتوديع "ميمي".
_________________________

في بيت آلـ "الرشيد" قامت النساء بالتعاون مع بعضهم لتقديم الطعام و تجهيزه و كذلك ذهبت فتيات العائلة منذ الصباح حتى تعاون البقية.

كانت "هدير" تجلس وسطهن تحمل "سيلينا" فركضت لها "فاطيما" تتشدق بنذقٍ:
"إيه دا إن شاء الله ؟!"

ردت عليها "هدير" و هي تحاول جاهدة كتم ضحكتها:
"خير ؟! مالك إن شاء الله ؟!"

ردت عليها بضجرٍ:
"شيليني أنا يا ماما و أديها لمامتها، بابا بيصلي و راح من غيري و علي مش هنا"

حملتها "هدير" على قدميها و هي تقول بنبرة صوتٍ هادئة:
"دي أختك أنتِ كمان و كلكم هنا أخوات مع بعض، مش أنا و خالتو هدى أخوات ؟! و بابا و عمو وئام و كلهم ؟! أنتِ كمان أختها"

حركت رأسها موافقةً ثم قبلتها في كفها الصغير و قالت بحماسٍ:
"هاتيها أشيلها بقى طالما أختي"

ردت عليها "مشيرة" بتهكمٍ:
"معندكيش وسط ؟! هتقع منك لو شيلتيها ياختي"

ظهر التبرم و الضيق على وجه "فاطيما" فركضت لها "نغم" تقبلها و تراضيها ثم أخذتها تجلس مع "جاسمين".

في الأسفل قاموا بترتيب الجزء المخصص لهم و لمناسباتهم و قاموا بوضع المقاعد الطاولات و كانوا يعانوا بعضهم البعض حتى يليق اليوم بهم.

بعد مرور ساعة تقريبًا اجتمعوا بعدما وصل "ياسين" و الشباب و الفتيات أيضًا و "ميمي" برفقتهم، بدأت الأجواء تزداد حماسًا و فرحةٍ باجتماع البقية و الصغار مع بعضهم، كان "طارق" جالسًا بجوار الشباب و صغيرته على قدمه، بينما "زياد" كان يبتسم له و الأخر يتجاهل نظرته مقررًا تجاهله بالكامل، حتى ركضت نحوه "رؤى" و هي تقول بحزنٍ:

"يا بابا العلبة بتاعة العجلة اتكسرت تاني، قولتلك خلي زياد يصلحها هو بيعرف"

تدخل "وئام" يقول بنبرةٍ هادئة:
"علي أو فارس بيعرفوا برضه شوفيهم برة كدا"

تذمرت هي فيما وقف "زياد" يقول بنبرةٍ هادئة تعكس شخصيته الأخرى:
"عادي يا عمو هصلحها أنا علشان متبوظش تاني زي ما خالو طارق بيعملها"

تدخل "حسن" يقول بسخريةٍ:
"يا واد يا أبو الشهامة !! صداع من كرم أخلاقك، صحيح أبوك مين"

قال "عامر" ساخرًا:
"قصدك جده و جيناته مين"

استمرت السخرية على البقية و "زياد" يقوم بوضع العلبة بعدما سحب المسمار الصغير الذي وضعه بها يمنع دخول العلبة و بعدما انتهى صفق له البقية فابتسم هو لها حتى قالت هي بحماسٍ:

"شكرًا يا زياد، أنا قولت لبابا إنك شاطر و هتعرف تعملها بس هو مصدقش"

تحركت من أمامه بالدراجة فيما اقترب منه "يونس" يسحب المسمار الصغير و هو يغمز له ثم وضعه في جيب بنطاله، حينها ضحك "زياد" و كذلك البقية.

و بعد مرور دقائق قليلة من الاجتماع بدأ "عمر" كعادته في نشر البهجة حيث التقاط الصور و تصوير الفيديوهات الساخرة مع الأطفال جميعهم و قد شاركهم "عامر" و "وليد" معًا.

في الأسفل وصل "عمار" و "خلود" معه و فور رؤية الصغار لهما ركضوا نحوهم يلتفون بدائرةٍ و كلٍ منهم يود أخذ الأخر حتى قال لها "عمار" بسخريةٍ:

"واضح أنهم بيحبوكي اوي يا خوخة، عاملة كبيرة علينا بس ؟! طلعتي بتحبي العيال يا تافهة"

ردت عليه بنبرةٍ هامسة:
"مش هما بس اللي بيحبوني يا عمار و أنا مش بحبهم لوحدهم، فيه كتير بحبهم و يا بخته اللي خلود تحبه"

ابتسم هو لها ثم حمل "يزن" على ذراعه و مال على أذنها يقول بنبرةٍ هامسة:
"يبقى يا بخته عمار ابن فهمي"

#يُتَبَع
#الجُمعة_الأولى
       *****************

"الحلقة الخاصة"
"تعافيت بك يوم الجمعة"
_________________________

"‏إِن غِبت لَم أَلقَ إِنسانًا يُؤنسُني
وَإِن حَضَرت فَكُلُّ الناسِ قَد حَضَروا"

_مقتبس
_________________________

كانت الجلسة مرحة و ممتعة و زادت أكثر في بهجتها بقدوم العروسين معًا، حيث التفت الفتيات الصغيرات حول "خلود" و كذلك الصبية حول "عمار" الذي جلس هادئًا كعادته يوزع الابتسامات البشوشة لكل من ينظر له، بينما "خلود" فكانت كلما يلتقي وجهها بوجهه، تشاكسه بملامحها و تعبيرات وجهها و تتصنع البراءة وسط الصغار، فيما يحاول هو جاهدًا كتم ضحكته عليها.

اقتربت منها "فاطيما" تقول بضجرٍ لا يتناسب مع طفولتها:
"خالتو خلود، يزن و جاسمين فضلوا بغيظوني علشان أنتِ ساكنة معاهم، ليه مش ساكنة معايا أنا كمان ؟!"

حملتها "خلود" على قدميها و هي تقول بنبرةٍ هادئة و كأنها نزلت لعمر التي تحدثها:
"يا فاطيما يا روح قلبي هما بيغيظوكي و خلاص، إنما أنا مش بتحرك و مش بشوف حد، حتى هما، أوعدك هخلي عمو عمار يجمعكم كلكم عندنا و نبات مع بعض"

سألتها "جاسمين" بلهفةٍ بعدما تدخلت في الحديث:
"بجد ؟! طب و عمو عمار هنعمل فيه إيه ؟!"

ردت عليها "زينة" أبنة "ياسر" بعدما تدخلت هي الاخرى:
"يروح يبات عند عمو عامر أو عند جدو فهمي"

قالت "خلود" تفكر في الحديث و كأنها تُقلبه في رأسها:
"أو ممكن نخليه يبات في الشغل علشان لو احتاجنا حاجة ؟!"

ردت عليها "نغم" تُشفق عليه:
"حرام يا خالتو !! عمو عمار طيب أوي"

تدخل "عمار" يقول مُهللًا:
"روحي ربنا ينصرك على من يعاديكِ، تصدقي بالله ؟! أنا هطرد خالتك و اكتبلك الشقة باسمك"

أرسلت له "نغم" قبلة في الهواء فبادلها هو القبلة بأخرى من جهته وسط ضحكات البقية عليهم جميعًا، بينما "جاسمين" تحركت تجلس بجوار "وليد" تُشير له كي ينخفض لمستواها حتى امتثل لمطلبها فقالت هي بنبرةٍ هامسة:

"عاوزة أروح معاك تاني"

رد عليها هو بنفس طريقتها و نبرتها الهامسة بسخريةٍ:
"ليه ؟! مش أنا عيالي محدش رباهم ؟؟ تيجي تعملي إيه عند واحد عياله متربوش ؟؟"

_"علشان أربيهم"
حركت كتفيها و هي تجاوبه ببساطةٍ بتلك الجملة التي جعلته يعض شفته السفلى بغيظٍ ثم أمسك خصلاتها يَلُفها على يده حتى توجهت الأبصار جميعها نحوهما فسأل "طه" بنبرةٍ جامدة:

"أنتَ بتعمل إيه في البت يالا ؟"

رد عليه بضجرٍ:
"بربيها، الأشكال دي عاوزة تتربى"

ابتعدت عنه هي ثم قفزت عليه تقبله عُنوةً عنه و تدخل أناملها الصغيرة في ظهره أسفل قميصه حتى ضحك هو بملء شدقيه و هو يقول من بين ضحكاته:
"خلاص....خلاص يخربيت أهلك"

ابتعدت عنه تلهث بقوةٍ ثم ارتمت بين ذراعيه تتعلق به بدلالٍ طفولي فتحدث "عامر" شامتًا بالأخر:
"مش كان نفسك في بنوتة ؟! أشرب بقى، وريني هتسد ازاي"

احتواها "وليد" بكلا ذراعيه ثم قال بنبرةٍ هادئة بعدما طبع قُبلة على قمة رأسها:
"دي نور عيني دي، أعيش و أدلعها، كل ما بشوفها بشوف خلود و هي صغيرة، نفس حركاتها"

ابتسمت "خلود" له فيما سأل "عمار" باهتمامٍ عند ذِكر اسمها وكأن سؤاله عفويًا:
"هي خلود من يومها شقية ؟؟"

رد عليه "طارق" بنبرةٍ ضاحكة:
"قصدك من ساعتها، أنا نفسي كنت بنفذ طلباتها ليها من غير تفكير، محدش يقدر يزعل خلود هنا"

حمحمت "خلود" بقوةٍ ثم قالت بحديث يحمل رسالةً مُبطنة:
"خلاص يا شباب ألف شكر"

ضحك الجميع عليها و خصوصًا "عمار" الذي ابتسم لها بعدما توقفت ضحكاته، بينما تحركت "رؤى" تجلس بجوار "مريم" زوجة "عبدالرحمن" و هي تسألها ببراءة الأطفال:

"هو أنتِ ليه مش عملتي فرح زي خالتو خلود ؟! مامتك مش راضية ؟!"

ردت عليها "مريم" بنبرةٍ ضاحكة:
"لأ والله راضية أوي، بس لسه الشقة بتتوضب، بعد العيد الكبير الفرح إن شاء الله"

حركت رأسها موافقةً ثم سألتها بلهفة طفولية:
"يعني هنلبس الفساتين البيضا تاني ؟! و هنروح الفرح ؟؟"

حركت رأسها موافقةً فيما اقترب "يزن" يجلس بجوار "عبدالرحمن" و هو يقول بمشاكسىةٍ و عبثٍ:
"على فكرة أنا مش ناسي إنك هتخليني ظابط لما أكبر، اوعى تكون بتكدب !!"

قالها مُحذرًا و هو يُشهر بسبابته في وجهه بينما "عبدالرحمن" رد عليه بنبرةٍ ضاحكة بعدما جذبه نحوه:
"عيب عليك يا معلم، أنا وعدتك خلاص، ذاكر أنتَ بس و أنا هخليك أجمد ظابط في الدنيا كلها"

تدخلت "فاطيما" تقول بحيرةٍ طفولية:
"إزاي و أنتَ مش ظابط ؟! مش أنتَ دكتور زي عمو عمار ؟!"

قبل أن يرد عليها و يجاوبها تدخلت "جاسمين" تقول بسخريةٍ:
"يعني هيخلي يزن ظابط و هو دكتور أصلًا ؟! طب ما كان هو بقى ظابط و خلاص"

انتشرت الضحكات بصوتٍ عالٍ بعد حديثها و هي تبتسم بخبثٍ لا يُلائم عمرها الصغير فيما رفع "عبدالرحمن" صوته و هو يقول بغيظٍ من هؤلاء الصغار:

"انتوا هتحلووا عليا ولا إيه ؟! طب زودوا علشان أمنع دخولكم الفرح خالص، أنا بتلكك أصلًا"

رد عليه "حسن" بلهفةٍ:
"طبعًا أنا ماليش دعوة بالعيلة دي، أنا بريء منها"

رد عليه "علي" مُسرعًا:
"خدني معاك"

عمت السخرية في الأجواء من جديد و اختلفت الأوضاع من بين صامتًا يشرد في الأخر و بين متجاهلًا رغمًا عنه، و بين زوج من الأعين يراقب البقية مع بعضهم.
_________________________

عادوا جميعهم إلى مساكنهم بعد العزيمة أخيرًا و انتهاء جلستهم المرحة و لم يكن الوقت متأخرًا للغاية، بل في مقدمة حلول الليل.

أسفل منازل الشباب توقفوا جميعًا كعادتهم يودعون بعضهم و بعد مشاكسات الصغار لبعضهم أيضًا نوىٰ "عمار" الصعود لشقته فتفاجأ بـ "خلود" تمسك يده تسحبه نحوها و هي تسأله بنبرةٍ جامدة:
"إحنا رايحين فين إن شاء الله ؟!"

رد عليها مُردفًا ببلاهةٍ:
"طالعين بيتنا"

ردت عليه هي مُسرعة:
"لأ انسى !! إحنا عرسان جداد و هنروح نتمشى سوا شوية، و من غير نقاش لو سمحت"

زفر هو بقوةٍ ثم قال بقلة حيلة:
"يا خلود أنا عاوز أنام و دماغي وارمة، تعالي بس نطلع فوق و أنا هفرحك"

نظرت له بشكٍ فيما سحبها هو نحو الداخل يقف أمام المصعد دون أن يترك لها الفرصة حتى تُدلي باعتراضها، فقط وقف ثابتًا يضغط بكفه على كفها حتى وصلا لشقتهما.

كانت هي متذمرة الملامح و التبرم يظهر عليها بوضوحٍ بينما هو التفت لها يضع ذراعيه على كتفيها و هو يقول بصوته الرخيم:
"قوليلي عاوزة إيه و نعمله هنا سوا ؟! و مش هسيبك و أنام"

نظرت له بتمعنٍ في وجهه و سرعان ما تحولت نظرتها إلى الخبث دون أن تتكلم.

بعد مرور دقائق كان "عمار" واقفًا في المطبخ و هي بجواره تراقبه أثناء تجهيزه للطعام، أما هو ففاجئها بسرعة تحركه و كأن متمرس في تلك الهواية، لذا سألته هي بانبهارٍ:

"هو أنتَ إزاي يا عمار بتعرف تطبخ و مقولتليش ؟!"

رد عليها بزهوٍ يفخر بنفسه:
"دا سر من أسرار شخصيتي، يهمك في إيه بقى ؟!"

حركت رأسها باستنكارٍ فيما قال هو بنبرةٍ مرحة يُسرد باقي تفاصيله:
"اتعلمته يا ستي من ياسين لما كنا بنروح عند ميمي، و بعدها لما عامر اتجوز ماما ساعات كانت بتتعب و بابا بيحتاج أكل في المحل، اتعلمت كذا حاجة كدا سريعة منهم الكبدة دي الاسكندراني"

حركت رأسها موافقةً بحماسٍ فيما تابع هو بقوله:
"بقيت بقى بعرف أطبخ و أساعد الحجة سيدة في البيت، أصلها مجابتش بنات"

اقتربت منه تقول بلهفةٍ:
"أنا بنتها أهو، مامتك طيبة اوي و أكيد زعلانة إنك سيبتها بعد عامر أنتَ كمان، ممكن نبقى نروح هناك و نقعد معاهم و أنا لو أنتَ في الشغل هروح اقعد معاها و تيجي تاخدني إيه رأيك ؟!"

سألها بتعجبٍ غلف نبرته و نظراته:
"بجد ؟! مش هتضايقي ؟!"

ردت عليه هي بلهفةٍ قاطعة:
"مستحيل طبعًا، بالعكس أنا هفرح أوي، خصوصًا يعني لو....لو دا هيفرحك أنتَ"

قالتها بشيءٍ من الخجل جعله يقربها منه يسألها بنبرةٍ هامسة:
"قولتي إيه ؟!"

ردت عليه بثباتٍ يتنافى مع خجلها الذي لم يَدُم طويلًا:
"بقولك لو دا هيفرحك هعمله، هو أنا بتكلم تركي ؟؟"

سألها هو بثباتٍ:
"بتحبي التركي أنتِ يا خوخة ؟!"

حركت رأسها موافقةً ثم شردت بهيامٍ و هي تبتسم بحالمية في أحلامها الوردية فيما رفع هو حاجبه بخبثٍ ثم اقترب من أذنها يهمس فيها بقوله بِـ لُغتها المفضلة:

"Seni seviyorum,
Kholoud"
"بحبك يا خلود"

شهقت هي بفرحةٍ و فرغ فاهها و هي تطالعه بصدمةٍ ألجمتها، فيما قال هو من جديد بنفس اللُغة:
"Benden ayrılığın benim hastalığımdı ve yalnız senin yakınlığın benim ilacım
كَانَ فُراقكِ عَني دَائيِّ و قُربكِ وَحدهُ هُو دَوائيِّ"

قالها باللغة التركية ثم فسرها باللغة العربية الفصحى و هو يحتضنها بنظراته و هي كذلك بفرحةٍ لمعت في عينيها، فقال هو بصوته الرخيم:

"لما عرفت إنك بتحبي التركي خليت ولد في ألسن بياخد مننا العلاج في الصيدلية لجده يعلمني أقولك كدا"

سألته بتعجبٍ نتج عن غرابة الموقف حتى خرج صوتها مُتحشرجًا:
"علشاني ؟؟ خليته يعلمك علشاني ؟"

حرك رأسه موافقًا ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"علشانك و علشان تكوني مبسوطة، صحيح أنا مش تركي و مش ملون، بس محسوبك مصري و أبو الرجولة كلها، و من رجولتي بقى إنك تكوني معايا مبسوطة و في أمان"

تعلقت برقبته بعفويةٍ و دموعها تنهمر على وجنتيها لم تصدق حلاوة ما تشعر به معه، بينما هو ابتسم بسعادةٍ نتيجة حركتها تلك التي تفعل دومًا، و للحق تأكد هو أنها أبلغ منه في التعبير عما تريد، فبتلك الطريقة أو بأخرى تُثبت له أن أمانها دومًا بجواره هو، أما "عمار" فتأكد أن نتيجة صبره و حبه الحلال، يحضتنها بين يديه كما تعانق السماء القمر و يحاوطهما النجوم في ليلةٍ صافية.
_________________________

كانت "سلمى" غافيةً في غرفتها و هي تشعر بالوخم و الوهن بسبب حملها، بينما "أحمد" أخذ "ليلى" و جلس معها في الشُرفة على المقعد و هي على قدمه تلعب بلعبتها الصغيرة و تداعبه بين الحين و الأخر حتى غفيت على ذراعيه و كذلك احتواها هو بذراعيه مُضللًا عليها.

خرجت "سلمى" من الغرفة بعدما شعرت بالفراغ من حولها و الصمت يعم المكان، فاقتربت من الشرفة ظننًا منها أنهما مستيقظان لكنها تفاجأت بهما في ثُباتٍ عميق، تنهدت براحةٍ ثم جلست على المقعد المقابل لهما تبتسم بهدوء و هي تقارن بين "أحمد" الطائش القديم و بين ذلك الرجل الناضج الذي يجلس حاملًا ابنته بين ذراعيه.

ابتسمت "سلمى" و تذكرت صبره و قتاله لأجلها و كيف تحمل مصاريف دراستها دون أن يلجأ لأي معاونات خارجية، حتى من والده، كان أكثر الشباب عملًا و محاربةً و جِدًا، لمعت العبرات في عينيها و هي تتذكر ما مر عليهما أثناء تخرجها.

(منذ سنواتٍ قليلة)

في العام الثاني من أعوام دراستها بعد زواجها شارفت الاختبارات على القدوم و أعلنت الكلية عن بدء الامتحانات دون أن تعلم "سلمى" بذلك، فقد تفاجئت بموعد الاختبارات دون أن تحصل على ما يساعدها في مذاكرة دروسها، جلست على الأريكة تهز قدميها و هي تفكر في الحل، و كعادته دلف من العمل متأخرًا، فوجد ملامحها باهتة و القلق يخيم عليها، سألها باهتمامٍ:

"مالك يا سلمى ؟! حصل حاجة زعلتك ؟! فيه حد ضايقك ؟!"

حركت رأسها نفيًا ثم قالت بتوترٍ:
"الجدول نزل و اتفاجئت بالامتحانات يا أحمد، مجيبتش ملازم و قولت المحاضرات معايا و خلاص، بس اللي حصل أني اتفاجئت، المحاضرات مش كفاية"

ابتسم هو لها ثم سألها بسخريةٍ:
"يا عبيطة ؟! هو دا اللي قالب وشك كدا ؟! أنا قولتي الأكل اتحرق ولا حاجة، و ساعتها كنت هروح اوصلك عند أبوكِ"

طالعته بدهشةٍ من حديثه، بينما هو أبتسم لها ثم أخرج هاتفه يطلب رقمًا لم تعرفه هي حتى وصله الرد و استمعت هي للمكالمة بعد ضغط هو على مكبر الصوت؛ ليصله صوت "عمار" يقول بنبرةٍ هادئة:

"أبو حميد الغالي متقلقش، طلبك جهز و بكرة هيوصلك متخافش، حتى اللي لسه هينزل نسختك محفوظة منه"

رد عليه "أحمد" براحةٍ ظهرت في نبرته:
"الله يباركلي فيك و ينجحك و يرزقك باللي بتتمناه، متشكر اوي و بكرة هقابلك و أخدهم منك"

أغلق معه الهاتف بينما هي نظرت له بتعجبٍ فقال "أحمد" بنبرةٍ هادئة:
"مش عاوزك تقلقي و لا تخافي من أي حاجة و أنا معاكِ، أنا عرفت و الملازم هتوصلك و تذاكري، و مش عاوز منك حاجة تانية، لحد ما امتحاناتك تخلص"

سألته بلهفةٍ:
"طب أنتَ عرفت ازاي ؟!"

أجابها هو بفخرٍ:
"حاجة مش جديدة، أنا متابع كل أخبار جامعتك و عارف كل حاجة، و عمار برضه بيعرفني كل حاجة، ذاكري من محاضراتك اللي معاكِ و أنا بكرة لما أخد الملازم هجيبهم هنا علشانك"

سألته هي بنفس اللهفة السابقة و قد غلف الاختناق صوتها من البكاء:
"ليه تتعب نفسك و عمال تضغط عليها كدا ؟؟ عمال تشتغل أكتر منهم، و مش قابل بمساعدة حتى، و شاغل نفسك بيا، حتى حقوقك مني صابر عليها، أنا زي الحِمل عليك هنا، صدقني لو سيبتني أنا مش هزعل"

رد عليها هو بنبرةٍ جامدة:
"أنتِ بتقولي إيه يا سلمى ؟! حِمل ؟؟ أنتِ حِمل إزاي ؟! و قولتلك كفاية وجودك معايا، انجحي و افرحي و أنا اللي هنجح و أفرح باللي هتوصليله، أنا بحبك يا بنت الناس"

ردت عليه هي بنبرةٍ باكية:
"بس دا كتير عليك، أنا بقيت أحس أني ظالمة، واحد بيحارب علشاني من كل الجهات و أنا في الأخر باخد على الجاهز"

زفر هو بقوةٍ ثم تحرك يجلس على ركبتيه أمامها و هو يسألها بنبرةٍ هادئة حنونة:

"أنا أشتكيت ؟! أو تعبت حتى ؟! أنا الحمد لله ربنا مقدرني أوي، و صحتي بقت الضِعف، و طاقتي كبرت من غير ما أعرف السبب، كل دا علشانك أنتِ، و هحارب علشانك أنتِ، و لو أخر نفس فيا أنا هحارب بيه علشانك أنتِ، اللي بيحب الورد بيراعيه مش يقطفه، و أنا قولتلك أرضي معرفتش الخير غير بوجودك فيها، بلاش هرمونات الامتحانات تطلع عليا، بدل ما أبوظ وشك دا"

ضحكت من بين دموعها، فيما ضحك هو الأخر ثم رفع جسده يحتضنها و هو يربت بكفيه عليها ثم قال بصوته الرخيم:
"يعني عمال ألمحلك بأغاني بهاء سلطان، و عمال أقول هتفهم أني بعمل كدا علشانها، و البت مفيش مُخ خالص"

سألته بصوتٍ مختنقٍ بعدما مسحت دموعها:
"فين أغاني بهاء سلطان دي مسمعتهاش، جدول الامتحانات نكد عليا و مشوفتش حاجة"

ضحك هو عليها ثم أخرج هاتفه يضعه أمامها بعدما فتحه على فيديو قصير خاص بصورهما سويًا في مختلف الأعمار يمر بتلك الصور و يرافق ذلك المرور صوت الكلمات الآتية:

"أنا مش معاهم أنا معاكِ....مطرح ما هتروحي وراكِ..... أنا كنت تايه و صغير....و الحب خلاني أتغير....أنا كنت حبيبتي كأني شيطان و بقيت ملاك و أنتِ ملاكِ.... صدقيني أنا عاوز أعمل أي حاجة علشان أرضيكي، عاوز ابقى حد يستاهل بجد يبقى ليكِ....صدقيني أنا عاوز أعمل أي حاجة علشان أرضيكي....عاوز ابقى حد يستاهل بجد يبقى ليكِ....كنت تايه و لما شوفتك أبتدت أحلامي بيكِ....و اللي فات بقى ذكريات دا أنا ابتديت عمري بـهــواكِ"

ابتسمت هي بسعادةٍ بالغة و انفرحت اساريرها، فيما قال هو بنبرةٍ صوتٍ رخيمة:
"كل ما أحب افرح بنفسي و أحس أني إنسان بجد، بعرف أني لازم أفرحك و أساعدك أنتِ"

بعد مرور ساعة تقريبًا بعدما تناولا العشاء سويًا، حينها أمرها بالجلوس حتى تستذكر دروسها، بينما تحرك هو للداخل يقوم بعمل النسكافيه لهما سويًا، ثم جلس يتابع عمله على الحاسوب و هي بجواره تُذاكر المحاضرات التي سبق و دونتها في دفترها، و سرعان ما أتت فكرةٌ ببالها لتقول بحماسٍ:

"وقف شرب بسرعة !! استنى"
توقف "أحمد" عن ارتشاف مشروبه فيما أخرجت هي هاتفها بسرعةٍ ثم أمسكت كفه تُشكل بإصبعيه نصف قلب و أكملته هي باصبعيها، و قامت بالتقاط الصورة و سط حاسوب عمله و دفتر دروسها، ثم قالت بحماسٍ له:

"أحلى US في الدنيا كلها"

خرجت من تلك الذكرى لتذهب لأخرىٰ أكثر سعادةً و فرحًا حيث
كانت "سلمى" ترتدي زي التخرج و القبعة أيضًا و تبتسم بسعادةٍ و بجوارها العائلة بأكملها و أولهم هو و على ذراعه صغيرته "ليلى".

كانت "سلمى" حينها تشعر بالفخر و الحماس و كأنها امتلكت الدنيا لنفسها، ففي كل دور فُرض عليها؛ أثبتت نفسها فيه بجدارة، ذُكر اسمها من وسط أكفأ الطالبات و أكثرهم تفوقًا في الدُفعة التعليمية، فحثها "أحمد" يشجعها بقوله:

"قومي يالا بينادوا عليكِ، قومي"

حركت رأسها موافقةً ثم أمسكت كف صغيرتها التي كانت في شهور عمرها الأولى تقبله ثم سارت حيث المكان المطلوب وقوفها عليه، حصلت على الشهادة و الدرع الذي يحمل اسمها و شهادة تقدير في إطار من الخشب و يَحفهُ من الجوانب الزجاج الذي يُغطي الشهادة خلفه.

وقفت أمام مُكبر الصوت "المايك" تبتسم و هي ترى النظرات موجهة نحوها بالفخر و الحماس و خاصةً و هو يتابعها بفخرٍ، لم يكن الفخر كونها زوجته فقط، بل نظرة تشبه فخر الأب بصغيرته في تفوقها الدراسي، تنهدت هي بعمقٍ ثم قالت بصوتٍ هاديء:

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا طبعًا عمري ما كنت أتخيل أني أقف هنا في يوم من الأيام و اتكلم قصاد حضراتكم، زي ما عمري صدقت أني ممكن أدخل كلية الصيدلة و أنجح فيها كمان، أنا بس عاوزة اقول حاجة واحدة، إن الكف لوحده مستحيل يسقف و كذلك الانسان بدون دعم مش هيحس بمتعة اللي بيعمله، الحمد لله طبعًا اولًا و أخيرًا، بس فيه ناس تستحق التقدير و الشكر، أولهم افراد عيلتي كلهم، أخواتي و ولاد عمامي و كل فرد في عيلتي، و فيه حد تاني زي الجندي المجهول، مقدرش أجحد دوره في اللي وصلتله، علشان زي ما وراء كل رجل عظيم إمرأة....فيه كمان وراء كل ست ناجحة، زوج ناجح في كل الأدوار، الشريك الداعم و المُساعد، و اللي بيبذل مجهود أكبر من الشخص الأساسي"

كان "أحمد" يبتسم لها و عينيه تلمع بالفخر و الاعتزاز و في تلك اللحظة ودَّ لو رفع صوته للعالم بأكمله يخبرهم أنها زوجته و من يحملها بين ذراعيه ابنتهما، و قبل أن يغوص في الأفكار أكثر من ذلك، قالت هي بحماسٍ:

"أنا بهدي نجاحي و كل اللي وصلتله لأحمد الرشيد، جوزي و أبو بنتي، و الشريك الداعم اللي كان السبب في اللي وصلتله"

انشترت التصفيقات الحارة و الصيحات الحماسية، فمالت "خديجة" عليه تحمل ابنته و هي تحرك رأسها له حتى يذهب لها، بينما هو أخفض جسده يحمل باقة زهور اخفاها عنها منذ الصباح حتى يُفاجئها بها، و على الجهة الأخرى خلعت هي قبعة التخرج السوداء، فاقترب منها بثباتٍ و هو يحمل باقة الزهور و هي تحمل القبعة، حينها حمل هو القبعة يضعها على رأسها و هي تنظر له بامتنانٍ فقدم لها باقة الزهور و هو يبتسم، فاقترب منهما "حسن" يلتقط لهما صورةً بمفردهما، ثم جلب "ليلىٰ" لهما لتكون صورةً عائليةً، صورة فيها ثلاثة أفراد كلٍ منهما يشكل الحياة للأخر و صوته بهمس في أذنها بكلمة:

"مبروك عليكِ التخرج يا عز أحمد و خيره"

(عودة إلى الوقت الحالي)

تنفست بعمقٍ و هي تبتسم و كأن رحلتها القصيرة للماضي شحنتها بطاقة الحب، حيث نزلت من على المقعد و جلست على ركبتيها تُملي انظارها منهما، حيث هو يتمسك بابنته بين ذراعيه بملامحه الهادئة و لحيته المنمقة، كذلك هيبته و هدوئه كما هما بل زادا مع مرور الوقت، أما ابنته فتلك الصغيرة تشبه الملائكة الصغار، خصلاتها السوداء و غُرتها التي تغطي جبينها و وجنتيها المنتفختين و شفتيها المضموتين بهيئةٍ طفولية، حركت كفيها تعانق كف الصغيرة، ثم حركت أحدهما تمسك كف "أحمد" الذي شعر بها من رائحتها، ففتح عيناه ليكون وجهها اول ما يطالعه هو حتى تشكلت البسمة على وجهه ثم قال بنبرةٍ مُتحشرجة لازال بها أثر نومه:

"صحيتي ليه؟! أنا خدتها بعيد عنك علشان تعرفي تنامي"

حملتها على يدها ثم قالت بنبرةٍ هادئة:
"تعالى يلا يا علشان تنام جوة كدا هتتعب، كفاية عليك كدا"

تنهد هو بعمقٍ ثم استند بكفيه على المقعد و هو يشعر بالآلام المتفرقة في جسده، و هي تطالعه بشفقةٍ لما يتحمله فقط لأجلها هي.

دلف الغرفة يجلس على الفراش حتى وضعت هي الصغيرة في فراشها، ثم دلفت له و هي تبتسم و دون أن يتحدث احتضنته و هي تربت على رأسه و ظهره حتى سألها هو بسخريةٍ:

"هرمونات حمل دي ولا محبة لله ثم الوطن ؟! قبل ما أتعشم بس"

ضحكت هي على سخريته ثم حركت رأسها تطالع عينيه و هي تبتسم بهما قبل فمها و تقول بنبرةٍ هادئة:
"دي محبة، محبة ليك و لعيشتي معاك هنا مُعززة مُكرمة، محبة لمحبتك ليا و لكل حاجة مستحملها علشاني، حنيتك و طيبتك و رجولتك كانوا سبب في نجاحي، مينفعش أكون قليلة الأصل معاك"
تنفس بعمقٍ ثم أغمض عيناه و هو يبتسم بفرحةٍ كبرىٰ، و كذلك هي تنهدت بعمقٍ و قلبها يتمنى دوام وجوده معها.
_________________________

كان "خالد" جالسًا في الخارج يتذكر حديث "رياض" عن ابنه و عن احتياجه له خلال تلك الفترة حيث اخبره "رياض" بنبرةٍ هادئة:

"يمكن تكون مش واخد بالك بس يونس دلوقتي محتاجك، سنه صعب و هيكون محتار، قرب منه أكتر من الأول، خليه يقولك ماله و إيه اللي مزعله، يونس مكانش كدا، بقى ساكت و بيحسب كل خطواته، الحق ابنك قبل ما التراكمات تزاحم بينكم"

زفر "خالد" بعدما تذكر ذلك الحديث و تردد على مسامعه، هو صديق ابنه و كليهما يحب الأخر بشدة، لكن تلك الفترة أصبح "يونس" غريبًا عنهم، يحب الجلوس بمفرده، و النوم في أوقات غير مناسبة، خرج من شروده على صوت "ريهام" تقول بتعجبٍ:

"يا بني !! يا عم ؟! بكلمك أنا"
حرك رأسه نحوها يطالعها بتعجبٍ فسألته هي بحيرةٍ من أمره:
"مالك يا خالد ؟! سرحان في إيه"

تنفس بعمقٍ ثم قال موجزًا:
"ولا حاجة يا ريهام، خير عاوزة حاجة ولا إيه ؟!"

حركت رأسها موافقةً ثم قالت بنبرةٍ هادئة:
"عاوزين فينو و حاجات من السوبر ماركت ضروري، هات فلوس علشان يونس ينزل يجيبهم"

حرك رأسه موافقًا ثم أخرج المال من جيب بنطاله و قبل أن تتحرك زوجته للداخل تطلب من ابنها النزول، اوقفها بقوله:
"استني يا ريهام، أنا هدخله"

عقدت ما بين حاجبيها فيما سحب "خالد" الأموال منها ثم دلف لغرفة "يونس" يطرقها بهدوء فاستمع لصوت ابنه يسمح بالدخول، تنهد "خالد" بعمقٍ ثم فتح الباب و هو يقول مبتسمًا:

"أستاذ يونس المحترم لو قولتلك عاوزين حاجات من تحت ينفع تنزل ؟!"

نظر له "يونس" بقلة حيلة ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"يعني هخلي ماما و لا يُسر تنزل يعني ؟! أكيد هنزل"

رد عليه "خالد" بتهكمٍ زائفٍ:
"أنتَ بتلقح عليا يا حيلتها ؟!!"

رفع "يونس" كفيه ببراءةٍ ينفي عن نفسه تهمة لم يقم بها، فضحك عليه "خالد" ثم اقترب منه يعطيه الورقة التي حضرتها زوجته و يرافقها الأموال، فوقف "يونس" يرتدي ثيابه عبارة عن كنزة شتوية "سويت شيرت" باللون الأبيض و البنطال باللون الأسود، ابتسم له "خالد" ثم اقترح بلهفةٍ زائفة:

"بقولك إيه ؟! الرجال للرجال، أجي معاك و نسيب أمك و يسر هنا ؟؟ إيه رأيك"

رد عليه "يونس" بثباتٍ:
"بس بشرط !! تلبس السويت شيرت الأبيض بتاعك، إيه رأيك"

غمز له "خالد" ثم تحرك من أمامه فيما ابتسم "يونس" و هو ينظر في أثره بفرحةٍ تنطق بها عينيه.

دقائق قليلة استعد فيها "خالد" و كذلك "يونس" و قبل أن ينزلا سويًا اقتربت "يُسر" منهما تقول بحزن:
"خدني معاك يا بابا علشان خاطري، اشمعنا يونس ؟!"

اخفض نفسه لمستواها يحتضن وجهها بكفيه و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"الدنيا ليل و أنتِ حلوة اخاف يعاكسوكي، أنا و الواد يونس هنروح نجيب الحاجة للبيت، و أنتِ هنا زي أميرة البرج كدا، معززة مكرمة، و هجيبلك حاجة حلوة، مرضية ؟!"

حركت رأسها موافقةً و هي تبتسم ثم رفعت نفسها تقبل وجنته، فابتسم هو لها ثم قال موجهًا حديثه لزوجته:

"طب البت و بتفهم باستني، مفيش أي حاجة خالص منك"

زفرت بقوةٍ ثم قالت بضجرٍ:
"استغفر الله العظيم على قلة الأدب و السفالة !! يقولوا عليك إيه ؟؟"

رد عليها بمشاكسىةٍ:
"أب بيفهم بيعاكس أمهم"

ضحكت و هي تضرب كفيها ببعضهما و كذلك "يونس" الذي ضحك على والده و قبل أن يفتح الباب نادته "يسر" بلهفةٍ و هي تقول:

"يونس !! هاتلي حاجة حلوة و أنتَ جاي"

حرك رأسه موافقًا ثم أرسل لها قبلة في الهواء و سبق والده الذي قال مقلدًا طريقتها:
"يونس هاتلي حاجة حلوة و أنتَ جاي، مال أبوكِ هو ؟!.... آه صحيح دا مال أبوكِ، لامؤاخذة"

قالها بعدما تذكر الأمر، ثم لوح لهما و خرج من الشقة، فالتفتت "يسر" تقول لوالدتها بمرحٍ:
"شكلهم حلوين مع بعض أوي"

ردت عليها "ريهام" بحماسٍ:
"طول عمرهم ولاد الإيه دول، مشوفتيهمش و هما رايحين يصلوا الجمعة سوا، أقسم بالله من كتر الوسواس بكون عاوزة اقفل عليهم، و خصوصًا خالودي"

_"خــالودك !!"
قالتها "يسر" باستنكارٍ واضح، فظهر التوتر على "ريهام" و هي تقول بخجلٍ من ابنتها:
"خالودنا كلنا يا ستي مالك ؟!"

ضحكت "يسر" بصوتٍ عالٍ فاحتضنتها "ريهام" و هي تضحك معها هي الأخرىٰ.
_________________________

وصل "خالد" بـ "يونس" أمام السوق التجاري فوجد به عددًا لا بأس به من الأناس، حينها قال مقترحًا عليه و هو يشير بيده على الأريكة الخشبية الموضوعة على الطريق:

"بقولك إيه ؟! تيجي نقعد هنا الزحمة تكون خفت شوية ؟؟ و نتكلم مع بعض ؟!"

حرك رأسه موافقًا ثم أمسك في كف والده يعبر معه الطريق حتى جلسا سويًا عليها، كانا ينظرا أمامهما، فتحدث "خالد" دون تزيين في حديثه:
"قولي مالك يا يونس ؟! مين مزعلك ؟! أنا و لا ماما ؟! و لا مين ؟!"

نظر له "يونس" بتعجبٍ فنظر له "خالد" هو الأخر و هو يقول:
"لو فاكر اني مش واخد بالي تبقى عبيط، أنا حاسس بيك، و ممكن أقولك اللي مزعلك بدأ من امتى كمان، قولي مالك ؟!"

تنفس "يونس" بعمقٍ و هو يفكر على يتحدث مع والده أم يظل كما هو كاتمًا على نفسه، و قبل أن يتخذ قراره، قال "خالد" بنبرةٍ هادئة:
" هبدأ أنا و أحكيلك، كنت قدك في أولى اعدادي لما أبويا سابني و مشي، سابني من غير انذار واحد يقولي بيه إني هكمل الطريق من غيره، ساعتها أنا كنت تايه، مش عارف أعمل إيه، لسه جوايا عيل صغير عاوز يفرح و يلعب و يخرج طاقته، و جوايا خالد تاني ظهر اتحكم عليه بالكبر، واحد في رقبته عيلتين و ملزوم بيهم، بقيت بحسب النفس على نفسي، بقيت راجل بيت في يوم و ليلة، إيمان بقت متعلقة بيا بسبب خوفها، و وصلت إنها بقت تقولي يا بابا، بابا ازاي بس و أنا عيل زيي زيك، كبرت و عودي اشتد و مهونش عليا الطريق غير وجودهم هما "ياسر...ياسين...عامر...عمار" كانوا كل حاجة ليا، هما اللي خالد كان بيخرج معاهم و يضحك و يرقص و يفرح، الدنيا كبرتني قبل أواني و أنا رضيت بكدا، بس أنا أبويا كان ميت، إنما أنتَ....أنا موجود معاك، ليه تكبر نفسك ؟؟"

رد عليه "يونس" بنبرة صوتٍ تائهة يغلب عليها التشوش و الضياع:
"أنا محتار.....مش فاهم نفسي و مش فاهم حاجة، أنا حاسس أني بدأت أكبر و أكون واحد تاني، و ساعات أقول اني لسه صغير، أنا يعتبر عندي ١٣ سنة، يعني كدا أنا بكبر، الحاجات اللي كنت متعود عليها، مينفعش اعملها، تصرفاتي محيراني، أنا ماكنتش عاوز أكبر"

رد عليه "خالد" بقلة حيلة:
"و مين فينا كان عاوز يكبر ؟؟ كلنا كبرنا يا يونس من غير ما نحس، مش بمزاجنا هي دنيا"

رد عليه "يونس" بقلة حيلة:
"مش عجباني، دنيا مش عجباني و مش عارف أحبها، الناس برة مش شبهي، صحابي في المدرسة مش زيي، عقلهم مش فاهم عقلي، مين اللي صح أنا و لا هما ؟!"

رد عليه "خالد" بثباتٍ:
"الحق هو اللي صح يا يونس، كونك مش شبهم ديه ميزة فيك، أنتَ متربي و عاقل و مخك أكبر من سنك، أنتَ مالك بس؟!"

سأله بقلبٍ ملتاع على صغيره ليرد عليه "يونس" بعدما تنفس بعمقٍ:
"أنا كبرت يا بابا لما عرفت اني لازم أخد بالي من تصرفاتي، كبرت لما عرفت اني مش هعرف اتعامل مع اللي بحبهم براحتي، مش هينفع اكلم نغم و لا زينة علشان أنا كبرت و كنت واخد عليهم، بس غصب عني أنا متعلق بيها"

_"هي ؟! هي مين فيهم؟!"
سأله "خالد" و هو يتصنع عدم الفهم، فرد عليه "يونس" بقلة حيلة:
"نغم يا بابا....أنا كنت صاحبها، كنت بفرح لما بتيجي عندنا، كلهم كانوا معاهم أخواتهم بس هي لأ، كانت هنا لوحدها، ليه مش هينفع أكلمها ؟! أنا مش هأذيها"

كان حديثه بريئًا للغاية فرد عليه "خالد" بعدما التفت له و وضع يده على كتفه:
"أنتَ مش هتأذيها بس علاقتك بيها هتأذيها، أنتَ في سن صعب، هو دا سن المراهقة اللي أنتَ داخل عليه، دوري أني أوجهك و أعرفك الإشارات اللي تمشي عليها، و أنتَ تختار، لما لقيناك أنا و ياسين متعلق بيها، خوفنا عليك، أنتَ صغير لسه و الكلام دا مش وقته، و هي كلها ٧ سنين شبر و نص مش فاهمة حاجة، فكراكم كلكم أخواتها، بس أنتَ مش عاوز كدا"

سأله "يونس" بلهفةٍ:
"ليه مينفعش ؟؟"

رد عليه "خالد" بعقلانية:
"علشان ربنا أمرنا بكدا، ينفع يسر اختك حد منهم يقرب منها و يبقى عاوز يلعب معاها و يشيلها ؟! ينفع عمر و لا زين و لا علي و لا فارس ؟!"

رد عليه "يونس" بسرعةٍ و غيرة فطرية يتميز بها الرجال:
"لأ طبعًا !! هي مش أختهم"

ابتسم له "خالد" ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"أنتَ قولت أهوه، هي مش أختهم، و نغم مش أختك، أنتَ بس جواك مشاعر ليها علشان هي علطول كانت معانا، كانت بتعيط و أنتَ تلعب قصادها و تطبطب عليها تضحك، لو عاوز ترتاح، أدي لكل حاجة وقتها، دا وقتك أنتَ، تفرح و تلعب و تخرج و تذاكر و تتصور و تلبس، دا سنك أنتَ، سيبك من نغم و سيبك من الكل، نغم هييجي وقتها الصح، و ساعتها النصيب هو اللي هيكرمك باللي نفسك فيه طالما رعيت ربنا فيه، و ابقى أسأل عمك عمار و هو يقولك"

عقد "يونس" ما بين حاجبيه فتنهد "خالد" بعمقٍ ثم قال:
"دنيا....أنتَ من يوم ما شوفتها و هي علقت معاك أنا عارف، لسه فاكر الجملة بتاعتك لما عرفت اسمها"

انتبه له "يونس" بلهفةٍ و سألت نظراته عن تلك الجملة، فيما تصنع "خالد" اللامبالاة ليسأله "يونس" بسرعةٍ:
"لا قول متهزرش علشان خاطري"

قلد "خالد" طريقته في صغره و هو يقول مثله تمامًا:

"نغم !! هي نغم و أنا يونس ؟!"

ضحك "يونس" بملء شدقيه على طريقه والده و هو يقلده و كذلك ضحك "خالد" فقال "يونس" من بين ضحكاته:

"أكيد مقولتهاش بالعبط دا"

رفع "خالد" حاجبيه و رمش ببلاهةٍ ثم سأله بتهكمٍ:
"أومال قولتها إزاي يا حكيم زمانك ؟!"

تنحنح "يونس" ثم نظر أمامه و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"نغم !! هي نغم و أنا يونس ؟!"

حاول جعل نبرته طفولية أكثر حتى ضحك عليه "خالد" و هو يقول بنبرةٍ ضاحكة:

"قولتلها بطريقة أعبط من اللي أنا قولتها، جتك خيبة"

ضحك "يونس" بيأسٍ ففتح له "خالد" ذراعيه حتى ارتمى عليه "يونس" يحتضنه بعمقٍ بسعادةٍ و قال ممتنًا لوالده:
"شكرًا اننا اتكلمنا سوا يا بابا، أنا ارتحت أوي، أوعدك أني هتكلم معاك علطول"

رد عليه "خالد" و هو يربت على ظهره:
"أنتَ روحي و نصي التاني و حتة مني، أنا قلبي نور بيك، ربنا يحميك يا يونس و يبارك فيك"

رفع "خالد" رأسه ينظر أمامه ليقول بنبرةٍ جامدة:
"الله يكسفك يا ابن الرغاية !! قوم يالا بسرعة"

ابتعد عنه "يونس" منتفضًا بتعجبٍ من تغير والده الذي قال بقلة حيلة:
"أنتَ لسه هتبحلقلي ؟! السوبر ماركت قفل يا ابن الموكوسة"

شهق "يونس" و ركض خلف والده نحو الوجهة، فرد عليهما العامل:
"للأسف يا فندم، مواعيد العمل خلصت، تؤمروني بحاجة ؟!'

نظر "خالد" و "يونس" لبعضهما بنفس الطريقة و ما لبثا ثوانٍ حتى انفجرا سويًا في الضحكات بنفس الطريقة و كأنهما واحدٌ و انقسم لشطرين، حتى احتضن "خالد" ابنه و هو يضحك و الأخر مثله، فسأله "يونس" بحذرٍ:

"فكرني كدا قولت إيه لما شوفتها ؟؟"

_"نغم ؟ هي نغم و أنا يونس ؟!"
قالها "خالد" بنفس الطريقة الساخرة التي قلد بها ابنه، ليضحكان سويًا من جديد و كأنهما في حالة سُكرٍ.

#يُتَبَع
#الحلقات_الخاصة
    *******************""

"الحلقة الثالثة"
"تعافيت بك يوم الجمعة"
_________________________

"و كأنني تمنيت نجمة فأكرمني بالله بالقمر"
_________________________

في شقة "ياسين" ظل "يزن" يشاكس شقيقته حتى صرخت فيهما "خديجة" و حملتهما نحو غرفتهما حتى يخلدا للنوم، بينما "جاسمين" جلست كعادتها بهدوءٍ تمسك الكتاب الذي جلبه لها "ياسين"، كتاب يحكي عن الأساطير و الأميرات في قديم الزمن، على الرغم من قرائتها الضعيفة لكنها كانت تحاول تقرأ الكلمات المكتوبة، فقد كان هوسها يزيد شغفها في الانغماس بذلك الكتاب، كانت ترى الصور الموجودة بداخله و هي تبتسم و تغلق عيناها لعلها ترى نفسها أحداهن، جلست في الشُرفة و بجوارها القطة "خدوش" التي تلزمها كعادتها لم تفارقها.

في الغرفة بالداخل نام الصغيرين كليهما على فراشه و "خديجة" امامهما على المقعد الخشبي تضم ذراعيها على بعضهما و هى تراقب احاديثهما الكبيرة و التي تتنافى مع صغر عمرهما، حيث قال "يزن" بصوته الصغير:

"يا ماما فاكرة لما قولتيلي لو عاوز حاجة اعملها لغيرك ؟! أنا عملت كدا و كنت فرحان"

عقدت ما بين حاجبيه و هي تنظر له بكامل تركيزها، فيما أضاف هو مُفسرًا:
"في الحضانة كان فيه ولد معايا مش معاه سندوتشات، كان معاه فلوس بس، أنا اديته من أكلي، و لما هو جه يديني الفلوس خدتها منه، و جيبت عصير و اديتهوله، كدا أنا حلو ؟!"

ابتسمت له بفخرٍ ثم اقتربت منه تقبل وجنته و هي تقول بمرحٍ:
"كدا أنتَ أحلى الحلوين كلهم يا روح ماما، فرحانة بيك اوي"

رد عليها مُسرعًا:
"هو قالي إن جده تعبان و مامته مش بتعرف تسيبه، و باباه مش بيعرف يعمل أكل علشان كدا بيديله فلوس، بكرة بقى اعملي لينا إحنا الاتنين أكل إيه رأيك.؟!"

ردت عليه بحبٍ:
"حاضر عيوني الاتنين، بس متقولش لحد من صحابك، طالما عملت حاجة حلوة، متعرفش حد"

قبل أن يسألها هو تدخلت "جاسمين" تسألها بتعجبٍ:
"ليه يا ماما ؟! طب ما هو عمل حاجة حلوة يقول و خلاص، مش احسن ما يعمل حاجة وحشة"

تنهدت "خديجة" بعمقٍ ثم قالت:
"بصي، لما أعمل الحاجة و امشي أقول أنا عملت، كدا أنا مش كويس، علشان أنا ممكن ازعل الشخص اللي عملتله، يعني صاحب يزن دا، صغير أكيد و متضايق علشان مامته، مينفعش يزن يقول لباقي صحابه، كدا هو هيجرح صاحبه، افتكر الجملة اللي بابا علطول يقولها، الجدع بيخدم و ينسى، و كدا كدا كل حاجة بنعملها بترجع لينا"

سألها تلك المرة "يزن" بقوله:
"إزاي ؟! يعني حد هييجي تاني يديني سندوتشات لما جدو طه يتعب ؟!"

ردت عليه هي بسرعةٍ هدأت مع خروج كلماتها:
"بس يا جزمة !! بعد الشر، مش قصدي حرفيًا كدا، بس اقصد يعني الموقف، يعني مثلًا لو اتحطيت في موقف و عاوز مساعدة، من غير ما تطلب هتلاقي اللي يساعدك، علشان أنتَ مسبق بالخير، فهمتني ؟!"

حرك رأسه موافقًا فسألتها "جاسمين":
"طب دلوقتي فيه بنوتة بتقعد لوحدها علطول شكلها حلو أوي بس رخمة، مش بتكملنا، عارفها يا يزن ؟!"

حول ملامحه للامتعاض و هو يتشدق بنذقٍ:
"يوه !! دي بت رخمة اوي، أنا كنت فاكرها خرسا"

أكملت "جاسمين" حديثها تتابعه من جديد:
"بفكر أروح اتكلم معاها، بس لو زعلتني هعمل زي خالو وليد و أمسك في شعرها"

ردت عليها "خديجة" بلهفةٍ:
"لأ أبوس ايدك، بلاش تعملي زي خالو وليد، بلاش تكلميها أحسن خلاص"

ردت عليها بقلة حيلة:
"يا ماما هي حلوة أوي زي زينة كدا، بس علطول تبصلنا بقرف، و مش بترضى تتكلم مع حد، و لما حد يكلمها مش بترد عليه، كلهم بقوا يقولوا ليها يا رخمة"

تنفست "خديجة" بعمقٍ ثم قالت بنبرةٍ هادئة تحاول توصيل مغزى الحديث لهما:
"و دا غلط، هي ممكن تكون مش واخدة عليكم، و أكيد هي جاية جديدة وسطكم صح ؟!"

_"آه بقالها شوية صغيرين"
ردت عليها ابنتها بذلك، فيما قالت "خديجة" مسرعةً:
"شوفتي بقى ؟! هي لسه مش عارفة تتعود عليكم، بصي، بكرة خدي حاجة حلوة من اللي هنا و أديهالها و اضحكي في وشها، و هي واحدة واحدة هتلاقيها بتفك معاكم"

رد عليها "يزن" يتدخل في الحديث موجهًا حديثه لتوأمه:
"بصي اديهالها و لو زعلتك، أنا موجود و هزعلها علشانك"

ردت عليه الأخرى بشغبٍ:
"و ليه ؟! أنا موجودة، لو احتجتك هجيبك"

غمز لها بمشاكسىةٍ فيما ضربت "خديجة" كفيها ببعضهما لا تصدق أن ذلك التوأم هي امهما و حملتهما في أحشائها، لولا الشبه بينهما و أنهما التوأم الوحيد الذي وُلِدَ في ذلك اليوم لكانت شكت في الأمر بِـرمته أنه قد تم تبديلهما في المشفىٰ
_________________________

في الخارج أغلقت "نـغـم" الكتاب و هي تبتسم بحالميةٍ تتخيل نفسها في وضع أميرة من تلك الأميرات، بينما "خدوش" ارتفعت على قدميها تجلس عليهما، فرفعت كفها الصغير تربت عليها.

خرج "ياسين" من الداخل بعدما استيقظ كعادته، فنظر حوله بعدما خرج من الغرفة و وجدها خاليةً منها، سار حتى وقع بصره على "نـغـم" تجلس في الشرفة مع القطة، ابتسم هو بسمته الهادئة حيث ذكرته هيئتها تلك بنفس هيئة "خديجة" قبل حملها حينما كانت تجلس بالقطة، اقترب منها يقول بنبرةٍ متحشرجة:
"مساء الخير يا قلب بابا، صاحية لحد دلوقتي ليه ؟!"

حركت كتفيها و هي تقول بتلقائيةٍ تشبه تلقائية والدتها البريئة:
"عيني مش فيها نوم"

ابتسم بقلة حيلة نفس البسمة التي يبتسمها لزوجته، ثم جلس بجوارها و هو يقول بقلة حيلة:
"أنا لو كنت عملت Copy Paste من خديجة مكانتش هتطلع كدا"

شعرت بالسخرية في حديثه لءا سألته بتعجبٍ:
"اومال اسمها إيه ؟! ماهو عيني مش بتغمض خالص"

رد عليها مُردفًا بتفسير:
"اسمها مش جايلي نوم، مش عيني مش فيها نوم"

ابتسمت هي له فيما تحرك هو بجسده يُلقيه على فخذيها ثم قال بنبرةٍ ظهر بها أثر النوم و هو يتثاءب:
"طبعًا ماما دخلت تنيم الثنائي المغامر، نيميني أنتِ بقى يلا"

ادخلت كفها الصغير في خصلات شعره الكثيفة تدلك فروة رأسه كعادتها، فيما ابتسم هو ثم أغمض عيناه تحت تأثير نعومة كفها الرقيق، في تلك اللحظة خرجت "خديجة" بعدما تأكدت من نومهما و زفرت بعمقٍ من كثرة حديثهما و تفاهة مواضيعهما حتى ناما سويًا.

خرجت حيث الشرفة حتى تُتتم على الشقة و الشرفات، لكنها تفاجأت بهما في الشرفة، فسألت باستنكارٍ لوجودهما هنا:
"بتعملوا إيه هنا ؟! و بابا نايم كدا ليه يا نغم ؟!"

ردت عليها "نـغـم" بتلقائيةٍ:
"بابا معرفش ينام و أنا بنيمه أهو، تعالي اقعدي معايا شوية مش عارفة أنام"

تنهدت "خديجة" ثم اقتربت منها تجلس بجوارها و هي تبتسم لها ثم نظرت في وجه "ياسين" الذي غفىٰ في ثباتٍ عميق، حينما لاحظت الصغيرة نظرتها نحوه سألتها ببراءةٍ:

"بتحبيه أنتِ يا ماما، صح؟!"

حركت "خديجة" رأسها موافقةً بشرودٍ و أعينها مُثبتة عليه، حتى قالت "نغم" بنبرةٍ ضاحكة:
"و أنا كمان بحبه أوي، أحلى ياسين في الدنيا كلها"

ردت "خديجة" تؤكد صدق حديثها:
"هو فعلًا أحلى ياسين في الدنيا كلها، هو كله أحلى حاجة في الدنيا أصلًا"

سألتها "نـغـم" بمرحٍ:
"هو أنتِ ليه اتجوزتي بابا ؟!"

نظرت لها "خديجة" باستنكارٍ لسؤالها فردت "نـغـم" على نظراتها المتساءلة بقولها:
"اقصد يعني ليه بابا ؟؟"

ردت عليها "خديجة" بتفسيرٍ:
"علشان بابا هو أحن حد في الدنيا كلها، مش أنا اللي اختارته، أنا طلبته من ربنا و هو كرمني بيه، كنت بقول يارب اكرمني بواحد أحن عليا من نفسي، لحد ما جِيه هو، مكانش عندي صحاب و مكنتش اعرف حد علشان جدو طه كان بيخاف عليا أوي هو و خالو وليد، بس ياسين بقى صاحبي و كل حاجة ليا، الوحيد اللي حسيت معاه بالإحساس دا"

_"احساس إيه دا ؟!"
خرج ذلك السؤال من الصغيرة لترد عليها "خديجة" بعدما نظرت في ملامح وجهه:
"أني بحس، أول مرة أحس بحاجة كانت معاه هو، طمني و أنا ماكنتش بعرف اتطمن"

سألتها "نـغـم" بفرحةٍ من حديثها عن والدها:
"طب حسيتي بإيه بالظبط معاه؟"

تنهدت "خديجة" بعمقٍ ثم قالت:

"حسيت معاه إن الدار أمان"

قالتها "خديجة" بنبرةٍ هائمة فيما سألتها "نـغـم" بمرحٍ:
"علشان كدا كل ما تزعلوا سوا و يصالحك بتقوليله الدار أمان ؟!"

حركت "خديجة" رأسها موافقةً بحماسٍ فصفقت "نـغـم" بحماسٍ و هي تقول بنبرةٍ طفولية:
"الله !! يارب اتجوز واحد زي بابا كدا يا رب"

نظرت لها "خديجة" بدهشةٍ ثم اقتربت منها تحتضنها و هي تقول بنبرةٍ هادئة نتجت عن عاطفة امومتها:
"ربنا يكرمك باللي يقدر جمال قلبك و يحط في عينه"

كان "ياسين" مُستمعًا للحوار الدائر بينهما، فانتفض مسرعًا يقول بتهكمٍ:
"يعني البت بتقولك يارب اتجوز واحد زي بابا، أمني وراها ياختي"

ردت عليه بنبرةٍ عالية:
"أنتَ بتزعقلي ليه ؟! الله ؟!"

_"علشان أنتِ مستفزة يا ست الكل، مش محتاجة يعني"
رد عليها هو بذلك و قبل أن تقترب منه أمسك هو ذراعها ثم قال بنبرةٍ هامسة:
"ها !! تحبي أضرب و اتقل ايدي، و لا تجيبي بوسة و نلم الدور ؟!"

نظرت له بتعجبٍ فيما اقترب هو منها يقبل وجنتها حتى قالت هي بنبرةٍ مرحة:
"خلاص يا مهلبية الدار أمان"

اقتربت منهما "نـغـم" تعانق والدها و هي تقول بمرحٍ:

"الدار أمان يا ياسين"
_________________________

في شقة "عامر" كان جالسًا في الخارج يتصفح هاتفه و أتت زوجته من الداخل و هي تحدثه و سرعان ما قطعت حديثها و هي تقول بغرابةٍ من عدم تواجد الأخر:
"اومال عمر فين ؟؟ مش كان معاك هنا ؟!"

حرك كتفيه و هو يقول بلامبالاةٍ:
"أنا عارف ؟؟ هتلاقيه نام ولا بيلعب في أوضته"

ردت عليه بشرٍ:
"اقسم بالله لو بيصحي ريتاج لأجيبه من شعره، أنا ما بصدق تنام بقى"

وقف "عامر" مسرعًا بلهفةٍ و هو يقول بنبرة صوت اظهرت غموضه:
"اقسم بالله لأخليه يسهر بيها علشان يتعلم الأدب"

دلف للداخل حيث غرفة ابنته و قام بفتح الباب و قبل أن يرفع صوته يعنف "عُـمر" تفاجأ به يجلس على المقعد بـقرب فراشها البلاستيكي المزود بألعاب و إضاءة لها، كان "عمر" جالسًا أمامها و هو يقول بنبرةٍ هادئة و هي تلعب بكفيها و قدميها الصغيرين تستمع له:

"و عارفة كمان لما أكبر و أدخل الجامعة أنا هاخدك معايا، علشان أنا فضلت كتير من غيرك، و البيت هنا كان وحش أوي من غيرك، صحيح كل شوية تعيطي، بس أقولك سر ؟؟ أنا بحب عياطك اوي، و لما تكبري أنا مش هخليكي تعيطي، هحبك زي ما بابا حب عمو عمار، و بحوش علشان اجيبلك عروسة تلعبي بيها، اكبري بقى !!"

قالها بقلة حيلة و يأسٍ من صغر عمرها مقارنةً بعمره، ثم زفر مستسلمًا ثم قال بنبرةٍ اهدأ من السابق:
"خلاص اكبري براحتك و أنا هستنى، و أوعدك أني هفضل أحبك لحد ما تكوني قد زينة كدا و اخدك و نروح عندهم نلعب هناك سوا"

تلاشت بسمة "عامر" ثم رفع صوته و هو يقول بغضبٍ مبالغًا فيه:
"آه يا كلب يا واطي ؟! واخد أختك كوبري علشان زينة ؟! دا أنا هرقصك يا ابن عامر"

شهق "عمر ثم ركض نحو الأريكة و هو يقول بخوفٍ:
"كانت عمالة تعيط قولت افضفض معاها، مالك بس"

رد عليه "عامر" و هو يشيح بكفيه معًا:
"يا فرحتي بيك، عاوزها تكبر علشان تروح تسرح بيها على زينة ؟! اخس يا واطي"

رد عليه "عمر" مسرعًا:
"بس متنكرش أني بحبها، ريتاج أختي و هتكون صاحبتي بس هي تكبر علشان أنا خلقي ضيق"

قبل أن يقترب منه "عامر" ركضت "سارة" تسألهما بلهفةٍ:
"فيه إيه ؟! ريتاج حصلها حاجة؟!"

رد عليها "عمر" بلهفةٍ:
"يعني هي ريتاج بس اللي هنا، طب و أنا يا أم عمر ؟!"

اقتربت منه تقف أمامه تحميه و هي تسأله بتعجبٍ:
"عمل إيه يا عامر ؟! خير"

رد عليه بقلة حيلة:
"هو دا وش خير ؟؟ العيال دي عمار لازم يديهم درس في الأدب، عمر كفاية هزار في موضوع زينة، ماشي ؟!!"

حرك رأسه موافقًا ثم قال:
"خلاص من هنا لحد ما نروح نخطبها مش هتكلم عنها والله"

ضرب "عامر" كفيه ببعضهما ثم خرج من الغرفة و قد لحقته "سارة" فيما اقترب "عُمر" من "ريتاج" يسألها بمعاتبةٍ ساخرة:

"مش لو كنتي كبرتي كان زماني واخدك و رايحين عندها ؟! خليكِ كدا جايبة لينا الكلام".
_________________________

في شقة "وئام" ببيت الشباب كان صوت ابنته و بكائها يرتفع طوال الليل، و والدتها "هدى" تسير بها في الغرفة و هي تهدهدها بكفيها و الأخرى كما هي تبكي بصوتٍ عالٍ حتى دفع "وئام" الغطاء من على جسده و قال بضجرٍ:

"ما تنامي بقى يا ستي، نامي الواد نايم بقاله ساعتين، دا إيه وجع الراس دا"

ردت عليه "هدى" بصوتٍ عالٍ:
"متزعقلهاش بقولك !! عيلة هنعمل إيه يعني ؟!"

زفر بقوةٍ ثم اندفع من الفراش يأخذها من والدتها فارتفع صوت الصغيرة، بينما هو تحرك نحو الخارج فوجد "فارس" يغط في ثباتٍ عميق، زفر مُستسلمًا ثم فتح باب الشقة و صعد للدور الخاص بشقيقه.

طرق باب الشقة حتى فتحت له "عبلة" و هي تبتسم له فيما قال هو معتذرًا:
"معلش يا عبلة أنا أسف، بس هي مش عاوزة تسكت و مش قادرين عليها، وليد صاحي ؟!"

ردت عليه بودٍ ترفع عنه حرجه:
"متقولش كدا يا وئام، دي بنتنا برضه، هاتها وليد بيصلي بيهم جوة"

حرك رأسه موافقًا ثم سلمها الصغيرة بينما "عبلة" ابتسمت له حتى نزل هو ثم أغلقت الباب و دلفت للداخل حيث كان "وليد" واقفًا على سجادة الصلاة و بجواره "زياد" و "مازن"، كان يصلي بهما قيام الليل كعادته حتى لو ركعتين في جوف الليل.

جلست "عبلة" على بعدٍ منهما تحمل الصغيرة التي انخفض بكائها بشكلٍ ملحوظ و هي ترتجف من فرط البكاء، خلعت "عبلة" حجابها و هي تبتسم لمنظر زوجها و أبنائها حتى انتهت الصلاة و قام "وليد" بالتسليم مُعلنًا نهاية الصلاة، بينما الأخرين اندفعا حتى يركضان نحو الصغيرة، فأمسكهما بيده يردع حركتهما و هو يقول من بين أسنانه:

"اقعد يا جزمة منك ليه، قولنا نختم الصلاة و بعدها نتحرك، سيلينا مش هتطير"

جلس "مازن" أمام والده و جاوره "زياد" و كلٍ منهما يمسك المسبحة الالكترونية الخاصة به يختم بها صلاته، و كذلك "وليد"

حتى انتهوا فرفع "وليد" كفيه يتضرع لله سبحانه و تعالىٰ و كذلك ابنيه اللذان ركضا فورًا نحو الصغيرة و لاحقهما "وليد" و هو يضحك بيأسٍ.

حمل "سيلينا" على يده يهدهدها حتى ضحكت بصوتٍ عالٍ و هي تحرك رأسها بشدة، فقالت "عبلة" بنبرةٍ ضاحكة:
"والله العظيم ملبوسة زيك، الله يصبرهم عليها، حالتها بقت صعب"

رد عليها "وليد" و هو يربت على ظهر الصغيرة:
"علشان محدش تحت بيلاعبها، فارس بينام بدري و هي متعلقة بيه، و وئام آخره يلف بيها شوية و هدى تزهق من كتر العياط، إنما هنا عندنا اراجوزات، يرقصوا الجن"

نظر التوأم لبعضهما و هما يضحكان على حديث والدهما، بينما "عبلة" قامت و هي تقول بحماسٍ:
"بما أنهم في إجازة يعني أنا هقوم أحضر ليها اللبن علشان نلعب معاها، و أنتَ ترتاح شوية"

قبل وجنة الصغيرة و هو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"لا مفيهاش نوم خلاص، اعمليلي كوباية قهوة لحد ما نشوف الأستاذة هتنام امتى"

دلفت "عبلة" للداخل فيما ركض لها "مازن" يجلس امامها و يلاعبها بملامح وجهه و هي تضحك عليه و كذلك "زياد" انضم لهما هو الأخر، فقال "وليد" بسخريةٍ:

"ياترى بقى لما تكبري هتقدري لعبهم معاكِ و لا هترزعيني واحدة عيالك متربوش تجيب أجلي ؟!"

ضحك "مازن" و "زياد" معًا، فيما قال "زياد" بعبثٍ:
"فاكرين سيلينا لما شافتنا أول مرة مع بعض و عيطت من الخوف ؟! بصراحة أنا كنت ميت من الضحك"

رد عليه "مازن" بغموضٍ:
"أصلًا مش كلهم بيعرفونا غير عمتو خديجة و ماما و ساعات عمو ياسين، الباقي كلهم بتيجي معاهم كدا"

رد عليهما "وليد" بثقةٍ:
"و أنا بعرفكم، و عارف مين فيكم اشتغلني قبل كدا و خد مصروف مرتين، هو أنا عيل ؟!"

نظرا لبعضهما فيما قال هو بثقةٍ:
"دا أنا بابا ياض أنتَ وهو، هتشتغلوا بابا !!"
_________________________

في اليوم التالي و مع بداية حلول الليل كانت "إيمان" تشعر بتعبٍ و البرودة تسير في جسدها، تغير الموسم الجوي أصابها في جسدها بالكامل و ارتعشت فجأةً و هي تشعر بالثقل في رأسها و الآلم عظامها، أتى "ياسر" من عمله و دلف الشقة فوجد "زين" يجلس أمام التلفاز بمفرده، فسأله عن البقية، حينها قال "زين" بهدوء:

"زينة في اوضتها جوة، و ماما خلصت الغدل و دخلت اوضتها"

حرك "ياسر" رأسه مومئًا ثم دلف غرفته، لكنه تفاجأ بزوجته تهزي اثناء نومها و تغمغم بكلماتٍ غير مفهومة، اقترب منها يتفحص حرارتها حتى صُعِق حينما وجدها مرتفعة بذلك الشكل و تحول وجهها للون الأحمر، ترك حقيبته و ركض للخارج ينادي على أبنائه حتى وقفا أمامه فقال هو بصوتٍ عالٍ:

"تعالوا شوفوا ماما مالها مفيش دم خالص كدا عندكم ؟!"

ركضا خلفه الاثنين نحو الداخل فيما جمع هو ما يريده و الإبرة الطبية اخذها من الثلاجة ثم اقترب من زوجته يقوم بعمل الكمادات الطبية لها و هي ترتعش من برودة القماشة التي تتحول إلى السخونة الشديدة في الحال، كان "زين" يمسك كفها يدلكه لها، فيما وقفت "زينة" تطالعها بعينين دامعتين حتى ارتمت عليها تحتضنها و بكت.

ربت "ياسر" على ظهرها و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"هتكون كويسة متخافيش، ماما زي الفل الحمد و هتفوق دلوقتي"

ردت عليه "زينة" بنبرةٍ باكية:
"أنا بحبها و مش عاوزة يجرالها حاجة، مش هزعلها والله تاني، بس هي صعبت عليا أوي، خليها تفوق و أنا والله هضايقها"

ربت "ياسر" على خصلاتها و هو يبتسم لها ثم ربت على كف زوجته التي تهزي في نومها و كأنها في عالمٍ أخر دون عالم البقية.
_________________________

في بعض الأحيان يكون التعب لأجل الأخرين هو أكثر أنواع التعب راحةً !! أمرٌ يجعلك تشعر بالشيء و نقيضه، هكذا كان يفكر "عمار" و هو يصعد لشقته حتى يتقابل مع تلك المغامرة كما يلقبها، "خلود" صاحبة الحب المُخلد بفؤاده، الوحيدة التي لاح طيفها أمامه في ثوانٍ ليشغله أعوامٍ.

دلف الشقة بعدما فتح الباب منتظرًا عناقها له و هي ترتمي عليه كعادتها، لكنها ضربت بمخيلته عرض الحائط حينما وقفت أمامه بتهذيبٍ على عكس طبيعتها و هي تقول بنبرةٍ هادئة ألبستها وشاح البراءة الزائفة:

"أنا حضرت نفسي و لبست أهو علشان هنروح نجيب حاجات للشقة بالموتوسيكل بتاعك"

تلاشت بسمته و سألها بتهكمٍ:
"نعم ؟! دا من إيه إن شاء الله ؟! استهدي بالله و ادخلي غيري هدومك"

اقتربت منه تستخدم دلالها الأنثوي عليه و هي تتعلق برقبته و تقول بنبرةٍ هادئة:
"طب يعني يرضيك اتعشم كدا و في الأخر تخذلني ؟! يعني معملتهاش و أنتَ عيل صغير في ثانوي، تعملها و أنتَ دكتور كبير كدا ؟! يلا يا عموري"

رفع عينيه ينظر لقسمات وجهها و هي ترمقه بسهام عينيه، فسألها بتيهٍ من تأثير كلمتها عليه:
"يلا يا إيه ؟!"

حاولت كتم ضحكة كانت على وشك الانفلات من بين شفتيها و هي تقول بنبرةٍ هادئة:
"عموري، عموري قلب خوخة"

اقترب منها هو يقبل وجنتها ثم قال بمشاكسىةٍ:
"طالما فيها عموري قلب خوخة، عمورك ميقدرش يرفضلك طلب"

صفقت بكفيها معًا ثم ارتمت عليه و رفعت قدماها عن الأرض و هي تتعلق به، و على الرغم من دهشته بفعلتها تلك، إلا أنه حاوطها بذراعيه ثم همس لها:

"Gökyüzündeki yıldızları istiyorsa aşk isteğimi reddedemem ama o ayken bu nasıl oluyor?

_لا أستطيع رفض طلب حُبي إذا كانت تُريد نجوم السماء ولكن كيف يحدث ذلك عندما تكون هي القمر؟"

ضحكت هي بسعادةٍ بالغة و هو أيضًا، حتى ابتعدت عنه تطالعه بنفس السعادة البادية على وجهها فيما قال هو بنبرةٍ هادئة:

"حبيت التركي علشانك و بقيت مهووس بيه، أنا اتكفيت على وشي في حبك يا خلود، بقيت هايم فيكِ بعدما كنت زاهد في الدنيا، تسمحي إنك تكملي معايا الكافية ؟؟"

ردت عليه بحماسٍ:
"موافقة و مدياك عمري كله كمان، اللي يحافظ عليا و على حبه في قلبي علشان ميغضبش ربنا فيا، يستاهل أني اديله عمري كله، بس لو عينك زاغت على حتة تركية كدا و لا كدا، ربنا يكفيك شر قلبتي"

رفع رأسه يفكر في حديثها ثم قلب عيناه يتصنع التفكير ثم قال بنبرةٍ مرحة:
"اطمني عيني مش مشغولة غير بيكِ، و أنتِ قولتي معملتهاش و أنا عيل صغير، هعملها و أنا دكتور كبير محترم ؟! خليكِ معايا بس أنتِ في السراء و الضراء"

ردت عليه مسرعةً:
"ربنا معاك يا سيدي، بس أنا قليلة الأصل، مش حمل ضراء، كفاية علينا السراء مع بعض"

تلاشت بسمته للمرة الثانية فيما قبلته هي على وجنته و هي تقول ببراءةٍ:
"يلا علشان نلحق السراء"

نزلا سويًا للأسفل بعدما بدل ثيابه لأخرى عصرية عبارة عن قميص باللون الأسود و بنطال بنفس اللون من خامة الجينز الاسود و الحذاء باللون الابيض، و هي كانت ترتدي بنطالًا قماشيًا باللون الاسود فضفاض و فوقه قميصٌ باللون اللافندر و حجاب يجمع اللونين سويًا، ركب هو الدراجة و وضع الخوذة الخاصة به، ثم أعطاها خاصتها فصفقت هي بحماسٍ ثم ارتدها و هي تتمسك بظهره، و قبل أن يبدأ التحرك سألها بعبثٍ:

"حاسبي تقعي !! امسكي و كلبشي فيا عِدل"

ردت عليه بنبرةٍ ضاحكة حماسية:
"ماسكة و مكلبشة فيك لأخر العمر، اتطمن"

قاد الدراجة النارية بينما هي شردت به، يبدو منذ الوهلة الأولى كما اللغز، مظهره صباحًا بملابسه الرسمية يجعلها تبتسم رغمًا عنها من وقاره، و هيئته الآن تبدو عابثة و مشاكسة، و كأنه أحد الشباب المغامرون، قيادته للدراجة بتلك المهارة و موجات الهواء البارد تلفح وجهيهما بصدماتٍ تُزيد من حماسها و تزيد من حرصه، و يظهر ذلك من خلال التفات رأسه نحوها و تمسكها به تحاوط ظهره بذراعيها.

أوقف الدراجة أخيرًا و هو يتنهد بعمقٍ بعدما وصل لوجهته المُحددة، وقفا سويًا بعدما نزلا من على الدراجة، فيما تمسكت هي بذراعه و هي تبتسم.

دلفا سويًا للسوق التجاري الكبير "السوبر ماركت" حتى يبتعيان ما يريدانه منه لشقتهما، دارا سويًا بداخله و أمامه العربة الخاصة بالسوق يضعان بها المنتجات التي وقع عليها الاختيار.

صدح صوت هاتفه باستمرارٍ حتى زفر هو بقوةٍ ثم أخرجه يُجيب على المكالمة، لكن الشبكة الرديئة أوصلت الصوت متقطع، استأذن منها بهدوء:
"معلش يا خلود، عبدالرحمن بيتصل و شكله محتاج حاجة في الصيدلية اقفي هنا أو كملي و أنا هجيلك"

حركت رأسها موافقةً بتفهمٍ فيما خرج هو نحو الخارج حتى يستطع الرد على صديقه، بينما هي استمرت في اختيار ما تريد دون أن تبتعد كثيرًا المكان حتى يسهل له العثور عليها، و أثناء وقوفها أمام إحدى الثلاجات بالمكان اقترب منها عامل من العاملين بالمكان يتصنع الاقتراب من الثلاجة فيما ابتعدت هي عنه بسرعةٍ و هي تنظر له بصدمة، لكنها لم تسيء الظن و قررت الابتعاد عنه بينما هو نظر لها نظرات لم تكن مريحة البتة و استطاعت هي تميزها على الفور حتى اقترب منها بشكلٍ ملحوظ و كأنه يأخذ أحد الأشياء من جوارها حتى دفعته هي على الفور و هي تقول بنبرةٍ عالية تنفعل في وجهه:
"جرى إيه يا حيوان أنتَ !! ما تحترم نفسك إيه قلة الأدب دي"

حدثها الرجل بطريقةٍ سوقية:
"جرى إيه أنتِ يا استاذة ؟! حد جه جنبك ؟! أنا بشوف شغلي"

ردت عليه بصوتٍ عالٍ:
"و هو أنتَ هتشوف شغلك بقلة الأدب و إنك تقرب كدا من بنات الناس ؟؟ دي قلة أدب و سفالة"

رفع صوته و هو يشيح بكفيه في وجهها:
"بالراحة على نفسك يا ست، محدش جه جنبك، أنتِ شكلك مسطولة"

قبل أن ترد عليه هي و تعنفه وجدت كف "عمار" يطبق على كفها و نظراته لا تبشر بالخير أبدًا، ثم سأله بهدوء ما قبل العاصفة:
"حصل إيه يا كابتن ؟؟!"

رد عليه بنفس الطريقة السوقية:
"الأستاذة شكلها عبيط ولا معرفش مالها، بترمي بلاها عليا، يا باشا أنا بشتغل مش فاضي للهبل دا"

ردت عليه هي بسرعةٍ:
"هو اللي كداب و حيوان و حاول يقرب مني يا عمار، و لما بعدت عن الرف، قرب مني تاني"

_"كدابة، أنتِ كدابة، شكلك مجنونة والله و عاوزة تتعالجي انتم الغلطانين"

تركها "عمار" ثم اقترب منه يقف مقابلًا له و هو يقول بنبرة صوتٍ جهورية تدل على نيرانه الداخلية:
"معاك حق، احنا الغلطانين فعلًا، الحق مش عليك"

نظرت هي له ببلاهةٍ لا تصدق موقفه بينما "عمار" أمسك رأسه و هو يقول بنبرةٍ متريثة:
"الحق علينا علشان جينا هنا و سيبتها لأشكالك القذرة و أدي راسك ابوسها"

ضربه برأسه في وجهه حتى اصطدمت رأسه بالثلاجة خلفه، فأمسكه "عمار"  من تلابيبه و هو يقول بصوتٍ متقطع:
"اثبت يا حيلتها علشان أعرف اتأسفلك كويس"

قال جملته ثم لكمه في وجهه حتى سقط الأخر أرضًا يتألم بصوتٍ عالٍ، فارتمى عليه "عمار" يضربه من جديد، أما "خلود" فتركته يهذب ذلك القذر دون أن تتدخل حتى لا يثور عليها.

#يُتَبَع
#الحلقات_الخاصة
   *******************

كدا أنا جمعت ال ٣ حلقات هنا و الباقي، و إن شاء اللينك اتثبت عندي في منصة الرسايل و هتلاقوه في الأكونت بتاعي، أنا مش عارفة احط اللينك والله لأنه مش نافع، بس اضغطوا على حسابي هتلاقوا لينك باسم (يوم الجمعة) شكرًا لحضراتكم و أسفة على التعب دا

Continue Reading

You'll Also Like

271K 24.1K 127
لا السيف يفعل بي ما انت فاعله ولا لقاء عدوي مثل لقياك لو بات سهم من الاعداء في كبدي ما نال مني ما نالته عيناك
2.5M 157K 83
ولكل منا جداراً يستند عليه
1M 64.5K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
191K 17.7K 10
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...