الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)

120K 5K 2.1K
                                    

"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
"الفصل التاسع والثلاثون"
___________

شيءٌ إليك يشدني لا أدري ما هو منتهاه، يومًا أراه نهايتي، ويومًا أرى فيه الحياة.

(فاروق جويدة)
___________

أنا هنا لكِ، لا تخشيني فأنا أخشى من الحياة عليكِ،و كل شيء في طريقي يجذبني إليكِ، و أصيب قلبي بسحر عينيكِ.

"إسمه محم..."

وقبل أن يكمل جملته صدح صوت هاتفه عاليًا، فنظر إلى «حسان» متأسفًا وهو يقول:

"معلش يا حسان هرد على المكالمة دي علشان تبع الشغل"

أومأ له «حسان» مُتفهمًا وهو يبتسم، فإبتعد عنه «عبده» حتى يُجيب على الهاتف، نظر هو في أثره بملامح هادئة اقتربت منه ابنته تسأله بهدوء:

"تفتكر المكان هيتعرف هنا يا بابا، ولا هناخد وقت؟"

وضع ذراعه على كتفها حتى يطمئنها ثم قال:
"إحنا نعمل اللي علينا يا جميلة، والنتيجة بتاعة ربنا سبحانه وتعالى علشان دي أرزاق ربك مقسمها، إحنا مسئولين عن السعي مش النتيجة"

التفتت تنظر له بحب ثم قالت:
"أنتَ علطول صح، وطريقة تفكيرك علطول بتبهرني يا بابا، تعرف أنا عمري ما حسيت أني يتيمة وأنتَ موجود، وعمري ما عرفت أزعل منك أصلًا"

أومأ لها بهدوء ثم قال بحذرٍ:
"يعني بجد عمرك ما زعلتي مني؟ ولا هتزعلي مني؟"

حركت رأسها نفيًا بقوة وهي مُبتسمة ثم قالت:
"مستحيل طبعًا، أنتَ روح قلبي، طول ما بتعمل اللي أنا عاوزاه، غير كدا يبقى هزعل وأجيب ناس تزعل والله"

إبتسم هو على مشاكستها له ثم قال:
"ماشي يا ستي الله يكرم أصلك، وعلى إيه أزعلك"

إبتسمت له بهدوء، وفجأة إقترب منهما «عبده» وهو يقول مُتعجلًا:
"معلش يا حسان، المخازن مقفولة ولازم أروح علشان ياخدوا البضاعة ضروري، متشيلش هم الدعاية هكلملك صاحبي دا وكل حاجة هتبقى تمام"

أومأ له «حسان» بإمتنان وهو يقول:
"تسلم يا عبده ومعلش تعبتك معايا"

نظر له «عبده» بضيقٍ زائف وهو يقول:
"متقولش كدا يا حسان، أنتَ أخويا وربنا يعلم فرحتي برجوعك إزاي، المهم همشي دلوقتي علشان متأخرش"

قام «حسان» بتوديع صديقه ثم اقترب ينظر من ابنته وهو يقول بمرحٍ:
"خلصي بقى يا جميلة، أنا جعان وعاوز آكل"

أومأت له ثم أشارت على أعينها وقالت:
"من عيوني الاتنين، طالما فيها أكل يبقى اعتبرني خلصت"

تركته وذهبت من أمامه بينما هو حرك رأسه نفيًا بيأس من افعالها.
_________________

في عيادة الطبيبة وقفت «خديجة» تنظر لهم بخوفٍ حقيقي وتوتر أوشكت على نسيانه ونسيان أنها مرت به يومًا ما، وفجأة تعرق وجهها بشدة وهاجمتها أعراضها القديمة، التفت هو ينظر لها وحينما رآى مظهرها كذلك، أخذ نفسًا عميقًا ثم إبتسم لها وهو يقول بنبرة حنونة هادئة:

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن