الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)

110K 4.9K 3.2K
                                    

"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
"الفصل الواحد وأربعون"
___________

أَتيْتُ إليكَ بِـقلبٍ مَليءٌ بالندوبِ مِن البَـشرِ ، فَـكُنتُ أنتَ خَيْرَ مَـا أعّطاني القَدّرِ.
___________

سيظل شبح الماضي يطاردك، فإن كنت قوي فلن تحتاج لمن يساندك، أصغ إلى قلبك فهو خير من يساعدك في الخيار و الأختيار، حتى وإن كان عقلك يعاندك.

بعدما أشعل «وليد» نيران غيظ عمه تركه وهو يراقص له حاجبيه، بينما «مرتضى» وقف مقابلًا لـ «محمد» وهو يقول:

"خف شوية على وليد يا محمد، الواد مش حِملك ولا حِمل بهدلتك دي"

نظر له «محمد» غير مُصدقًا وهو يقول:

"أنتَ برضه فاكر إن أنا اللي مفتري، إبنك اللي مش عامل أعتبار لحد يا مرتضى"

ربت «مرتضى» على كتفه وهو يقول:
"وأنا عارف، بس هو بيحبها يا محمد، وهي مراته بشرع ربنا والناس كلها عارفة دا، هو مش بيعمل حاجة غلط، أدعيلهم أنتَ بس"

نظر له «محمد» ثم أصدر إيماءة بسيطة من رأسه ولم يُعقب.

صعد «وليد» إلى شقة «طه» مباشرةً، لإنه كان على علمًا بوجود «عبلة» مع «خديجة» دخل لهن بعدما قام بمشاكسة «زينب»، كانت «خديجة» تنتقي الثياب الخاصة بمشوارها معه، دخل هو يقول بمرحه المعتاد لزوجته:

"يا مساء التماسي على واخد قلبي وناسي"

إبتسمت كلتاهما عليه، بينما هو جلس على الأريكة بجانب «عبلة» التي كانت تنظر له بتعجب من حالته، بينما «خديجة» قالت بهدوء:

"خير؟! طلعت ليه؟ الصلاة قربت يا وليد"

إبتسم بهدوء ثم قال:
"طلعت أشوفكم وبالمرة عاوز أعرف أحمد ماله؟"

سألته «خديجة» بتلهفٍ واضح:
"هو حكالك حاجة؟ أو لمحلك حتى طيب؟"

حرك «وليد» كتفيه وهو يقول بهدوء:
"لأ، قالي بعد الصلاة هيعرفني، وأنا عارف إن ياسين جاي بعد الصلاة ياخدك، قولت أسألك"

أومأت له ثم قالت بهدوء:
"بص هو الموضوع فيه منة، أنا والله مش عارفة أعمل إيه؟"

نظر لها مُتعجبًا وهو يقول:
"منة؟ مالها منة إن شاء الله هي كمان"

قصت عليه «خديجة» ما حدث بالأمس من تلك الفتاة، وموقف أخيها ونظرة الحزن التي لمحتها في عينيه، كان «وليد» ينظر لها بضيق، و«عبلة» بإندهاش، أنهت هي حديثها ثم قالت بنبرة حائرة:

"مش عارفة أعمل إيه يا وليد؟ وصعبان عليا كسرة خاطره، بس بجد هي أسلوبها مستفز أوي وحقيقي مش مناسبة لأحمد"

سألها «وليد» بتعجب:
"هي عبيطة؟ إيه جو الحضانة دا؟ ما تروح تشتكي لأمها وتقولها سرقتي منها الألوان بالمرة؟"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن