الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)

82.5K 3.5K 1.9K
                                    

"الفصل الخامس و الأربعون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

كُنتُ دَليلُ العُشاقِ في دِروبْ الحُب و فِي لُقياكِ تَاهَ القَلّب
_________________________

كيف لا أحزن؟!
و أنا من حسبت نفسي عليكَ عزيزًا، و ظننت أنني عليك_ لا أهون_ و في الحقيقة أنني هُنتُ و كأنني يومًا في حياتك لم أكون، أوصدت في وجهي بابك... و حكمت على قلبي بمذاق غيابك و أنتَ من كتب علينا الحرمان من وصالك ... و حتى لم تكلف عناء نفسك و تلقي أمامي أسبابك، و أتيت بعد جرحي الغائر تود محاسبتي طامعًا مني في سماعك و برفضي مطلبك تود إلقاء عتابك ؟، ألم تسأل نفسك ذات مرةٍ كيف أشعر أنا في بُعادك؟، و أنا من ذاق منك عذابك...أنا من حكمت عليه أنتَ بقسوة غيابك..
       ________________

خرج الشباب خلف بعضهم فوجدوا «عامر» يقف على سيارة النقل و في يده الألعاب النارية و بجواره «عمار» و «عبد الرحمن» و هو يقول بفرحةٍ:
"ألف مبروك يا طارق.....ألف مبروك يا ليدو.....بيت الرشيد بيفرح يا جـــدعـــان"

قال كلمته الأخيرة بمرحٍ ثم قفز من السيارة يمسك بيد «طارق» و «وليد» و هو يرقص معهما على الاغاني الشعبية و بعد مرور ثوانٍ اندمج معه الشباب بأكملهم و هم يصفقون بقوةٍ و الرجال معهم و النساء يطلقن الزغاريد و الفتيات في ردهة البيت يشعرن بالفرح و معهم «خديجة» أيضًا، كان المنظر مبهج للجميع و خاصةً منظر الشباب بجانب بعضهم و هم يرقصون سويًا، قامت كلًا من«هدير» و «عبلة» باسناد «خديجة» للخارج حتى تشاهد ما يحدث ، وقفت تستند على عكازها الخشبي و هي تضحك ببلاهة و فرحةٍ على منظر الشباب المُبهج، و خاصةً حينما أمسك «حسن» يد «ياسين» و رقصا سويًا وسط الشباب و بعدها انخرط الرجال معهم و رقصوا سويًا، و الجيران حولهم من الشُرفات يصقفون و يلقون عليهم المباركات و التهنئات، حتى قام «عامر» باشعال الألعاب النارية من جديد بعدما اعطى لـ «أحمد» واحدةً منها قام بإشعالها هو الأخر، بينما «وليد» رغمًا عنه وجد نفسه يضحك بفرحةٍ كبرى لم يتوقع أن يشعر بها يومًا ما، و عبر عن فرحته تلك حينما ارتمى بين ذراعي «ياسين» يشدد العناق عليه و هو يقول بنبرةٍ أظهرت امتنانه له بقوله:
"ربنا يباركلي فيكم و تفضلوا معايا علطول، شكرًا علشان كل حاجة"

ربت «ياسين» على ظهره وهو يقول بصوتٍ حاول جعله مرحًا حتى لا يظهر تأثره:
"متقولش كدا يلا، أنتَ أخونا و كويس إنك أكدت على عامر إنها سُكيتي"

ابتعد عنه وهو يضحك بشدة حتى تحولت ضحكته إلى القهقهات، فابتسم له الآخر بحبٍ، و على الجهة الأخرى كانت «خديجة» تراقبهما بعينيها الدامعتين تأثرًا من موقفهما، حتى قفز الشباب من على السيارة أخيرًا، ثم عادوا للرقص من جديد و خصيصًا «حسن» الذي وجد نفسه دون أن يعي لذلك يرقص معهم هو الآخر بفرحةٍ و زادت تلك الفرحة أكثر حينما اقترب منه «عامر» يرقص أمامه و معه «طارق» أيضًا، و استمر ذلك الوضع إلى ما يقرب الساعة وسط مشاهدات الجيران و تصفيقهم، حتى توقفت الموسيقى أخيرًا و بدأ الشباب في حمل الأشياء على السيارتين، و حينما اقترب «عامر» من رجال العائلة ربت «مرتضى» على كتفه وهو يقول بمرحٍ:
"جرى إيه يا عامر ؟؟ أومال لو مش وليد مأكد عليك سُكيتي كنت عملت إيه؟! دا قرايب الجيران عرفوا و جُم هما كمان"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن