الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)

84.7K 3.7K 1.5K
                                    

"الفصل الثامن و الثلاثون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

كل مُدن الجمال عادية أمام عيونك....كُل الأماكن شاغرة و إن كانت مزدحمة؛ بدونك
_________________________

الطيور على أشكالها تقع و أنا طيرٌ حُر و أنتِ لم تليقين بي، سبق و قلبي طلب منكِ الوصال، فـ تعاليتي عليه بالدلال، و بعدما دار الزمان رغبتي في وجودي ظنًا منكِ أنني أصبحتُ أمرًا مُحال، صدق من قال تأتي الرياح بما لا تشتهيه السُفن، فها أنتِ أتيتِ و أنا أؤكد لكِ أن وجودي مَعكِ يُشبه الخيال.

_"أنا كمان بحبك يا أحمد، و بحبك أوي كمان"

تفوهت «منة» بذلك بعدما أمسكت كفه على عين غُرة و كأنها ترد على اعترافه لها، بينما هو رمش بأهدابه ببلاهةٍ لا يصدق حديثها، و على الطرف الأخر وقفت كلتاهما تتابع ما يحدث بعدما أخرجت «خلود» شهقةً قويةً و «سلمى» بجوارها دموعها تنزل رغمًا عنها و حينما همت بالمغادرةِ أمسكتها «خلود» و هي تقول بنبرةٍ جامدة:

"اقفي نشوف أخرتها، متكرريش غلط ناس قديمة مرة تانية و تتسببي في جروح للناس"
طالعتها بعينيها الدامعتين بنظرةٍ تائهة، فوجدتها تومأ لها برأسها تحثها على التوقف حتى تتابعا ما يحدث و قبل أن تتحدث «سلمى» أوقفتها الأخرى بقولها الصارم:
"وعد مني يا سلمى، لو حصل حاجة تزعلك أنا بنفسي هاخد حقك حتى لو منه هو"

بكت «سلمى» من جديد و هي تحرك رأسها تطالعهما سويًا، فوجدتها تسأله بتعجبٍ من صمته:
"أنتَ ساكت ليه يا أحمد ؟! بقولك بحبك أنا كمان و عارفة إنك بتحبني، رد عليا"

حرك رأسه للأسفل ينظر لكفها الذي يمسك كفه فابتسم بسخريةٍ ثم ابتعد عنها يزفر بضيقٍ منها و من تصرفاتها، فسألته هي بقلقٍ:
"أنتَ ساكت ليه؟! مش أنتَ بتحبني؟! قول و متداريش يا أحمد"
أغمض عينيه بألمٍ ثم التفت لها يقول بنبرةٍ جامدة:
"أخـــرسي !!"

اتسعتا حدقتيها بقوةٍ فوجدته يقول منفعلًا في وجهها:
"أحب مين ؟! أحبك أنتِ ؟! ليه هو أنا مجنون علشان أبلي نفسي بيكي ولا إيه ؟!"

ابتسمت «خلود» على الطرف الأخر بينما «سلمى» تبدلت نظرتها إلى الدهشة من حديثه فوجدته يتابع من جديد:
"أنتِ مينفعش تتحبي يا منة، و لا ينفع حتى أفكر فيكي مجرد التفكير، أنتِ هوا"

ردت عليه هي بلهفةٍ:
"بس أنتَ كنت مهتم بيا قبل كدا و نظراتك كمان، أنا عرفت النهاردة"

ابتسم هو بسخريةٍ وهو يقول:
"سبحان الله !! عرفتي النهاردة و أنا جايبك من خناقة شباب عليكي ؟! و بعدين أنا كنت أهبل لما فكرت فيكي، كنت فاكر نفسي بفكر في الهنا طلعت بظلم نفسي و قلبي معاكي، فوقي يا منة"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن