الفصل الأربعون (يزيد حنقه)

115K 4.8K 2.8K
                                    

"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
"الفصل الأربعون"
_______________

صرت  في متاهات عيناكِ أهوى الوقوع، ولا أودُ يومًا منها طريقًا للرجوع.
_____________

شخصٌ مثلي يخشى الجميع، كنتُ أنتَ أمانه الوحيد، شخصٌ مثلي لم يَذق طعم الأيام، فكنت أنتَ أملُها من جديد، يا من سلمتُ لكَ قلبي، فتأنست الروح بكِ و أنرت عتمة ليلي.

بعد حديث «مُشيرة» الخبيث، إستطاعت «خديجة» رسم الثبات على وجهها مرةً أُخرى ثم اقتربت منها تقف قبالتها وهي تقول:

"تؤ، أنتِ غلطانة، عارفة ليه، علشان ياسين ميتقارنش بحد"

إن كانت الأحلام مستحيلة، فها هي تتحقق الآن، إتسعت مقلتي الجميع، ونظر كلاهما لبعضهما البعض، بينما «مُشيرة» حركت رأسها تقربها منها وكأنها تستفسر منها عما تفوهت به، فأومأت لها «خديجة» بقوة وكأنها تؤكد حديثها وهي تقول مُبتسمة:

"زي ما حضرتك سمعتي كدا، ياسين جوزي مش زي حد، وميتقارنش بحد، يعني اللي يعمل كدا أي حد غيره هو"

رُسمت بسمة فخر على شفتي «ياسين»، بينما «وليد» فنظر أمامه بخبثٍ وكأنه يرى ما تمناه قلبه يومًا ما، بينما «مُشيرة» إبتسمت بغلٍ وهي تقول:

"بقيتي بتتكلمي و تردي يا خديجة، اتغيرتي بعدما الأستاذ دخل حياتك، هي دا الأخلاق اللي كلهم بيحلفوا بيها عندك؟"

نظرت «خديجة» لكلاهما ثم نظرت لعمتها بنفس الثبات وهي تقول:

"مش معنى أني بوضح وجهة نظري أبقى مش مؤدبة ولا معنديش أخلاق، أنا بوضح الفرق بين ياسين وبين الباقي، واللي واضح جدًا إنك معندكيش فكرة عنه"

إبتسمت «مُشيرة» بسمة أكثر إتساعًا، ثم قالت بنبرة خبيثة:

"لأ ما هما صنف ملوش أمان، غدارين، وخصوصًا لو اللي معاهم  عادية، يعني فيه زيها كتير"

عند تلك النقطة لم يستطع «ياسين» التحكم في غضبه، فإقترب منها هو الأخر يقول بنبرة قوية:
"لأ أنتِ كدا مُخك سفرك بعيد أوي، مين ديه اللي فيه منها كتير، أكيد قصدك على نفسك، لكن مراتي مفيش منها اتنين في الدنيا دي لا بتتقارن بحد، ولا العين شافت زيها حد"

عند تلك الجملة، إقترب «وليد» وهو يصفق بكفيه معًا، وهو يقول بمرحٍ:
"أنا فرحان بيكم فرحة الفرخة بكتاكيتها"

قال جملته ثم وقف مقابلًا لعمته وهو يقول:
"وبعدين يا عمتو هو أنتِ مسمعتيش عمرو دياب قال إيه؟قالك أصلها بتفرق من واحدة لواحدة، فيه واحدة بتتنسي بواحدة وفيه واحدة مبتتنسيش"

غمز لها بطرف عينه، فإبتسمت هي بخبثٍ ثم قررت العزف على الوتر الأخير، فوقفت أمام «ياسين» وهي تقول بثبات:

"هما مقالوش ليك على راشد؟ شكلك كدا متعرفش"

شحب وجه «خديجة» بشدة وكأنها مريضٌ يحاول التعافي، بينما «ياسين» نظر لها مُتعجبًا من شكلها عند ذكر إسمه، لكنه تحدث بثباتٍ يُحسد عليه قائلًا:

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن