الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)

111K 4.7K 1.2K
                                    

"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ"
"الفصل الرابع و الثلاثون"
___________

"أما بعد، كل ما أنتصرتُ به في حياتي هُزم أمام براءة عيناكِ"
___________

كيف لا أحبك وأنا عيوني أصيبت بالعمى عن الجميع ويوم عاد بصرها، كنت أنتَ أول ما رآت، أخبرني كيف لقلبٍ لم يهدأ إلا بجوارك، وعقلٍ لم يجد طمأنينته إلا بكنفك ولا أحبك.

بعدما قام «وليد» بإثارة حنق عمته تركها وذهب إلى الشباب مرةً أُخرى، أما النساء فـصعدن إلى الشقة المخصصة لهن، نظرت «عبلة» حولها فألتقت أعينها بأعين «هدير» لم تستطع «عبلة» التحكم في دموعها، فركضت إلى غرفة من الغرف الموجودة بالشقة،سحبت «هدير» نفسها بهدوء خلفها ودخلت الغرفة التي تقبع عبلة بداخلها، نطقت بنبرة مهتزة:

"عـ..عبلة ، أنتِ كويسة؟"

نظرت لها «عبلة» نظرة حادة ولم تُجيبها، بينما «هدير» حاولت الإقتراب منها، فصرخت «عبلة» بوجهها وهي تقول:

"إبــعـدي عــنـي..مش عاوزاكِ تقربي مني تاني، فاهمة"

حركت «هدير» رأسها نفيًا بهدوء وقالت بتمثيلٍ مُصطنعٌ:

"أنا عملت كدا علشانك والله، كنت عاوزة أساعدك"

وقفت «عبلة» متأهبة وهي تقول:
"واللهِ؟ بتساعديني، فتدمري سمعتي؟ ولا إنك تخلي شكل أخويا و خطيبي زفت قدام صاحبهم، ولا إنك تستغلي واحد زي شهاب، ردي عــلـيـا"

خرجت كلمتها الأخيرة بصراخ، مما جعل جسد «هدير» يجفل بقوة، بينما «عبلة» مسحت دموعها وقالت:

"للأسف مفيش عندك رد، عارفة يا هدير أنا طول عمري طارق يحذرني منك، و وليد كمان، دا حتى سلمى و خلود، وأنا اقولهم هدير لو زعلت الدنيا كلها، مستحيل تزعلني، هدير دي أختي وصاحبة عمري، وكلهم يكدبوني، مش عارفة أنا كنت واثقة فيكِ إزاي"

رفعت «هدير» رأسها وهي تقول بصوتٍ متأثر بعض الشيء:
"والله كنت فاكرة إنك مش بتحبي وليد، وكمان أنا عارفة إن شهاب بيحبك بجد، بكرة لما تعرفي حقيقة وليد هتندمي والله"

صرخت «عبلة» بوجهها وهي تقول:
"بـــس، مش عاوزة أسمع صوتك، متجبيش سيرته على لسانك تاني، لاهو ولا خديجة، على الله أسمع منك حاجة عليهم تاني"

نظرت لها «هدير» بتعجب وهي تقول:
"هما لحقوا يقلبوكي عليا يا عبلة؟ غسلولك مخك؟"

إبتسمت لها «عبلة» بسخرية وهي تقول:
"اللي مش عاجبينك دول، ضحوا بكل حاجة علشاني، وليد دا إستحمل مني أسلوب زفت وكلام يتعب أي حد ومع ذلك برضه صبر عليا، وخديجة اللي كنتِ بتقوليلي بتغير مننا وبتكره قربنا من بعض، دي بقى طول الليل أنا نايمة في حضنها، وفي كتب الكتاب مسابتنيش رغم إنها بتخاف من الزحمة والناس، لأ و كمان كانت بتقولي متخافيش دا كتب كتاب عادي وهي نفسها يوم كتب كتابها كانت مرعوبة، خديجة اللي كسرنا بخاطرها أكتر ما إتنفسنا"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن