الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)

83.1K 3.7K 2.2K
                                    

"الفصل السادس و الثلاثون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

ليتكِ لقلبي الدواء كما كان حُبك الداء.
_________________________

ألم أخبركِ سابقًا أنني سِرت وحيدًا لا أبالي حتى ظفرتُ بكِ يا من سَكنتِ القلب الخالي؟ ألم أقول لكِ أنكِ أحلى ما مر بعمري و أقبحه كان غيابك؟ الآن أنا أمامك و كأني مُذنبٌ و أنتِ تُلقين عِتابك، الآن قلبي يسأل صارخًا هل ستقبلين بي حبيبك أم أنكِ سَتُغلقين بوجهي بابك؟

_"من حفر حفرةً لأخيه"
تلك الجملة التي رددها الجميع بعدما قام «عامر» بِـ فك الحبل من رقبة الماشية حتى تركض خلف من يحاول سرقتها و لكنه لم يضع في الحُسبان تحركها بقرب الباب و بمجرد فتحه للباب انقلب كل شيءٍ رأسًا على عقبٍ و ركضت خلفهم في الشارع و خاصةً الشباب نظرًا لعلمها بتواجدهم بجابنها طيلة اليوم، و لكن حينما انعكس الوضع و ركضت خلف «عامر» حينها صعد هو فوق الحوض الرخامي خوفًا منها و من نظرتها له و هو يصرخ بملء صوته:
"يـــا خـــالــد....يــا يـاســيـن....يــا يــاســر....الحقونـــي"

في الخلف كان كلًا من «ياسين» و «ياسر» يرتمي أرضًا من كثرة الضحكات و «خالد» يجاهد حتى يستطع انقاذ ذلك "الأبله" قبل هجومها عليه، و حينها توجه للماشية يحاول مسكها و هو يقول منفعلًا في صديقيه:

"قــوم يــا حَــيوان مِــنك ليه.. الحوض هيتكسر بيه و لطفي هيجي يولع في أهالينا"

كان «عامر» واقفًا فوق الحوض و هو يقول بطريقةٍ درامية:
"يا حظك الأسود يا عامر....هتموت على إيد جاموسة يا عامر !!....كل دا علشان كنت طمعان في الكوارع ؟!... خلاص مش هحطك على الفَتة هاكلك لوحدك"

بعدما استطاعا كليهما الوقوف ارتميا مرةً أخرى على الارض من الضحكات على حديث «عامر» و الاطفال في الخارج يصرخون من الخوف و الرجال يشرأبون برأسهم يحاولون مطالعة ما يحدث داخل المخزن، حتى انفعل «خالد» من جديد وهو يقول:
"يا بني منك ليه قوموا بقى، بقينا فُرجة يا بهايم، ربنا ياخدكم كلكم في ساعة واحدة"

كتم كليهما ضحكته و هو يعتدل في وقفته ثم ذهبا إلى «خالد» الذي كان يحاول جاهدًا التحكم بها حتى يقوم بربطها مرةً أخرى و حينما ساعده «ياسين» في ذلك، حينها ذهب «ياسر» إلى «عامر» ثم عاونه في النزول من على الحوض و من بعدها سادت لحظة صمت عليهم و من بعد نظرتهم لبعضهم انتشرت ضحكاتهم بقوةٍ على الموقف بأكمله حتى «خالد» الذي نزلت دموعه رغمًا عنه.

(عودة إلى الوقت الحالي)

كانت الجلسة يحتلها الضحكات و الصخب منهم جميعًا أثناء حديث الشباب عن الذي حدث في ذلك اليوم، فتحدثت «سارة» تقول بتعجبٍ:

"يا جماعة بجد إزاي صابرين عليه ؟! فيه حد يعمل كدا يا عامر، بتفكها ليه يا بني؟"

رد عليها هو بحنقٍ من حديثها:
"ما هو لو حد كان دخل يسرقها كان هيتفاجأ بيها مفكوكة، و هي كانت في أخر المخزن، معرفش إنها هتتحرك لحد الباب و تجري ورانا كدا"

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن