تَعَافَيْتُ بِكَ

By ShamsMohamed969

15.2M 642K 220K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... More

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️
تجميعة الحلقات الخاصة

الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)

64.5K 3.4K 1K
By ShamsMohamed969

"الفصل الثالث و الثمانون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"‏إِن غِبت لَم أَلقَ إِنسانًا يُؤنسُني
وَإِن حَضَرت فَكُلُّ الناسِ قَد حَضَروا"
_مقتبس
_________________________

قيل في أحد المراسيل سابقًا:
"أن الحُب مثل العمى يُصيب القلوب، فتنغلق رؤيتها عدا رؤية من تُحب، فسبحان من جعل قلبًا أصيب بالعمى عن الحب يبصر برؤياكِ، سبحان الله خلق القلب ساكنًا و لم ينبض سوى لِـ عيناكِ.

في اليوم التالي خاصةً في الجمعية الخيرية ازداد حماس "خديجة" في معاونة الأطفال و اتخاذ أولى خطواتها بِـ همةٍ و نشاطٍ بعدما خطط معها "ياسين" و عاونها على الرغم من كونه لم يفهم شيئًا مما تريده هي لكنه قرر معاونتها فيما تريد، فيكفيه فرحتها و حماسها و البريق الساكن بين عينيها.

جلست هي في الغرفة مع "نوف" التي قررت معاونتها هي الأخرى فيما تريد و حينما سألتها عنما تود فعله أجابتها "خديجة" بحماسٍ:
"بصي يا ستي ؟! دلوقتي بما إنك بتدرسي سيكولوجية الطفل و بما إن الدار هنا فيها أطفال كتير باين عليهم المشاكل النفسية، فأنا عاوزة أساعدهم"

عقدت "نوف" ما بين حاجبيها و هي تقول بتعجبٍ منها:
"نساعدهم ؟! طب ما إحنا بنساعدهم فعلًا، مش فاهمة قصدك !!"

ردت عليها "خديجة" بنفس الحماس تفسر لها الأمر أكثر:
"يعني دلوقتي فيه كام طفل هنا سلوكهم غريب عن الباقي، منهم اللي عصبي أوي و منهم المنطوي الساكت و منهم اللي بيتكلم كتير و ملفت للنظر، كل دول غير اللي حواليهم، الأنواع دي لو ركزنا معاها هنلاقي إن المشاكل النفسية عندهم هتكبر و تتفاخم أكتر، احنا بقى هنحاول نحجم المشكلة و نلحقها قبل ما تتطور، بمعنى إننا نفهم سبب المشكلة و نحلها....ها فهمتي ؟!"

حركت "نوف" رأسها بتفهمٍ لحديثها بعدما ادركت مقصدها، ثم سألتها بلهفةٍ:
"طب ثانية !! أنتِ تعرفي الأطفال اللي عندهم المشاكل دي ؟؟ و لا لسه هتابعي ؟!"

حركت رأسها موافقةً ثم أضافت:
"عرفتهم و كتبت اساميهم و كمان جهزت كل حاجة، عاوزة بس منك الأسباب اللي خليتهم ييجوا هنا"

قالت حديثها ثم أخرجت ورقة من حقيبتها و هي تقول بحماسٍ:
"دي الأسماء بتاعتهم أهيه، بنت و ٣ ولاد، كل واحد فيهم عنده مشكلة غير التاني، المشاكل دي لو فضلت تكبر معاهم كدا عمرهم كله هيروح بطريقة غلط"

أيدت "نوف" حديثها لذلك قالت بهدوء تحاول التفاهم معاها:
"أنا فهماكي و كل حاجة بس دلوقتي أنتِ لاحظتي إيه ؟؟"

تنفست "خديجة" بعمقٍ ثم أجابت بتريثٍ و هدوء:
"بصي !! دلوقتي فيه ريماس دي أكتر بنت لفتت نظري هنا، علطول ساكتة و قاعدة لوحدها حتى اللعب مش بتلفت نظرها، و لو قعدت وسط البنات يدوبك ١٠ دقايق و تروح تقعد تاني لوحدها"

ردت عليها "نوف" بثباتٍ:
"علشان ريماس دي كانت وسط الأطفال في الشارع، للأسف مرات باباها بعد وفاته خليتها تنزل الشارع تبيع مناديل و حاجات غريبة كدا، و ريماس وسطهم كانت مظلومة و علطول مهمشة، علشان كدا واحدة كلمتنا و خليتنا أخدناها و جبناها هنا، حاولنا كتير معاها بس برضه هي مصممة تفضل ساكتة و لما تحاول تقعد معاهم بتحس إنها مش مرغوبة"

ردت عليها "خديجة" بلهفةٍ:
"أيوا خدت بالي، و غالبًا دي عندها بوادر رهاب اجتماعي، يعني لو كبرت على كدا هيتحكم فيها و يضيع حياتها، فيه ٣ ولاد كمان منهم واحد عنيف جدًا أقل حاجة تواجهه يكسر و يضرب و لما يكون هادي أوي بيشتم، فيه واحد تاني غاوي يلفت الانتباه ليه بأي شكل، بمعنى إنه فيه انانية و عاوز يكون هو اللي ظاهر بس حتى لو معملش حاجة غاوي يظهر أنه هو اللي ضحى و لاحظت أنه كاره أي حد غيره يتشكر فيه"

ردت عليها "نوف" تتفاهم مع حديثها و تفسره لها:
"يمكن علشان هو كان مُهمش أوي وسط الناس و علطول حاسس إن كلهم ظاهرين ميعادا هو علشان كدا غاوي يعمل شقاوة و يغطي على الكل بحضوره حتى لو كلامه ملهوش لازمة"

حركت رأسها موافقةً ثم أضافت:
"بالظبط و فيه واحد تاني طباعه غريبة يعني غاوي يخليهم يتخانقوا مع بعض و يضربوا بعض و بيكون فرحان رغم إن مفيش منهم صحابه، بس هو مش طايق أنهم يكونوا كويسين مع بعض و علطول لسانه طويل"

توقفت عن الحديث ثم أضافت من جديد:
"الفكرة هنا هي أني احولهم و أخليهم حاجة تانية، بس الفكرة ازاي اصلًا هقدر اتفاهم معاهم و أقنعهم ؟!"

ردت عليها الفتاة بهدوء و هي تفكر:
"الفكرة ازاي أصلًا نستغل الفكرة، يعني حاليًا في الدار سهلة ممكن نتعامل، لكن برة العالم مليان أطفال بتعاني نفسيًا و كل واحد منهم لأسباب الأهالي مش قادرة تفهمها"

ايدتها "خديجة" ثم أضافت:
"بالظبط، كل الحكاية في برة الدار و في المدارس و ازاي المدرسين اللي معندهمش ادراك لنفسية الطلاب بيكونوا سبب من أسباب الضغط عليهم، أنا عاوزة افهم الناس حاجة هما مش واخدين بالهم منها"

_"إيه هي يا خديجة ؟؟"

"إن الطفل زيه زي الشخص الكبير، إنه بيحس و بيتأثر و بيزعل، إن الطفل عادي يعيط لأن الراجل من حقه يعيط، لازم يفهموا إنه بيواجه مشاكل على قد سِنه، لازم يفهم إن العالم الصغير بتاعه دا فيه هموم برضه و إن العالم مش مناسب برائته"

عقدت الفتاة ما بين حاجبيها فهبت "خديجة" منتفضة من مكانها و هي تقول بسرعةٍ كبرى:
"أنا عندي حل، عن اذنك يا نوف، هروح ضروري و هكلمك"

حملت حقيبة ظهرها الصغيرة ثم رحلت على الفور بعدما أخرجت هاتفها، فيما نظرت "نوف" في أثرها بتعجبٍ من حملها و طريقتها تلك لكن داخلها تأكد أن "خديجة" ستنجح فيما تريده.
_________________________

في أحد الأسواق التجارية الكبيرة التي تحتوي على الكثير من المحال التجارية التابعة لماركات عالمية و مخلية و تحتوي على كل شيءٍ كان "أحمد" يسير في الرواق الكبير بين المحال و "سلمى" معه و تسير بجواره.

ابتعيا سويًا عدة أشياءٍ تلزم كلًا منهما لأول مرّة يخرجا سويًا بمفردهما بعدما أصبحت له أخيرًا و زال كل عائق وقف في طريقهما يمنع وصولهما، أشار لها أن يجلسا معًا في أحد الكافيهات.

جلست هي أولًا بعدما سحب لها المقعد ثم جلس هو مقابلًا لها و هو يبتسم بهدوء و ثباتٍ حتى سألته هي بتعجبٍ:
"إيه ؟! بتضحك كدا ليه ؟! علطول بشوفك مكشر"

رد عليها هو بثباتٍ:
"مستغرب.... أو مش مصدق، سلمى بقت ليا و معايا و خارجين سوا لوحدنا !! إحساس حلو بصراحة"

حاولت كتم بسمتها حتى قال هو بعدما زفر بقوةٍ:
"الفكرة نفسها إن الصبر حلو و نتيجته أحلى، بفكر بصراحة لو أنا كنت عملت حاجة غلط أو لفيت و دورت كتير أكيد كان هيبقى العقاب حرماني منك، دا في حد ذاته مرعب أصلًا"

ردت عليه هي بوجهٍ مُبتسمٍ:
"ماهو علشان مش كل الناس تقدر تتحكم في نفسها و هواها، أنتَ كان عندك إرادة إنك تحافظ عليا علشان أكون ليك، طبيعي إن النتيجة تكون وجودي معاك، صحيح أنا مستغربة حكاية كتب الكتاب دي، بس يلا مشيها"

رفع حاجبه بتهكمٍ و هو يقول:
"لأ يا شيخة ؟! و الله ؟!"

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:
"خلاص متبقاش كِشري كدا و فك بهزر معاك، بس بجد أنا استغربت حكاية كتب الكتاب"

رد عليها هو مُسرعًا يفسر سبب عقد قرانهما سويًا بتلك السرعة:
"علشان اللي جاي علينا عاوز وجودي معاكِ، و أنا مقدرش أني أقدر التزم بفترة خطوبة و عارف إن عمي هيتعبني فيها، علشان كدا كتبت الكتاب و بقيتي مراتي رسمي، لكن برضه حياتك زي ما هي أنا هفرض نفسي عليكِ"

عقدت ما بين حاجبيها بحيرةٍ تملكت من ملامحها فقال هو مفسرًا:
"يعني كأنك مخطوبة، زي ما أنتِ في بيت أهلك و مع أخواتك و أنا دوري أشجعك و أدعمك و أكون في ضهرك، مش عاوزك تحسي إن جوازنا بيكتفك، طول ما أنتِ صح أنا معاكِ لحد ما تتخرجي و أكون جهزت نفسي"

ابتسمت هي بفرحةٍ و فخرٍ به حتى قالت:
"أنا كنت هتكلم معاك في كدا، كنت هقولك لسه إني محتاجة وقت علشان أخد على وضعنا سوا، بس خوفت تزعل أو تفهمني غلط"

تبدلت نظرته إلى التفهم لذلك قال بهدوء و وقارٍ يناسب ركوز شخصيته:
"واحد تاني غيري يفهمك غلط، لكن أنا حافظك و عارفك و عارف تفكيرك كويس، أنا مش عاوز علاقتي بيكِ تكوني حِمل عليكِ، عاوزك تطمني إن من الدنيا دي كلها أنا معاكِ و بدعمك و في ضهرك، عاوز نكون صحاب و حبايب، أنا و الله هحاول بكل طاقتي علشان أوفرلك كل اللي تحتاجيه في علاقتي بيكِ"

حركت رأسها موافقةً ثم تنفست بعمقٍ و قالت بهدوء:
"عارف !! أول مرة أخد بالي إن تفكيرك حلو و واعي كدا، فيك. مميزات كتير بس أنتَ مش بتظهرها"

تحدث هو بثباتٍ:
"علشان أنا مش محتاج أثبت حاجة لحد، كل واحد مصمم يشوف الناس بعينه هو، فيه واحد شايفني حلو و ذوق و مؤدب و حابب يتعامل معايا، و واحد تاني شايفني رخم و بارد و تنح و مش طايق حتى وجودي، سواء دا أو دا أنا مش مطالب أثبت لحد فيهم أي حاجة، شوفني زي ما أنتَ عاوز و أنا هعاملك زي ما أنا حابب"

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:
"دا طلع فيه وليد تاني جواك أهوه، أنا قولت قبل كدا إنك نسخة منه و الله قالولي مستحيل"

رد عليها مُبتسمًا:
"علشان أنا مداريه و مش غير بيخرج للحبايب بس"

أنهى حديثه ثم أضاف لها من جديد بثباتٍ:
"أنا بس عاوز أقولك حاجة، أنتِ داخلة على الجامعة يعني حياة تانية، أنا طبعًا واثق فيكِ و في أخلاقك بس مش عاوزك تأمني لأي حد هناك بسرعة، عاوزك تختاري الناس هناك بعناية، طبعًا ولاد ممنوع أصلًا يكون فيه تعامل معاهم"

ردت عليه هي مُسرعةٍ:
"أيوا، جميلة قالتلي حرام و إن فيه أداب اختلاط لازم أعرفها و إن لازم أغض بصري عن أي حد، بس هي متعرفش حاجة"

عقد ما بين حاجبيه فأكملت هي بتلقائيةٍ:
"أنا عيني مش شايفة غيرك"

تفاجأ هو من كلمتها التي خرجت منها بكل تلك العفوية حتى أضافت هي بتلعثمٍ:
"أقـ....أقصد يعني إني مش بشوف حد غيرك....يعني أنا بحبك أنتَ، أكيد لازم أحافظ على حبك دا، و أحلى حاجة حصلت اننا كتبنا الكتاب، علشان أكون معاك"

رد عليها هو بعدما زفر بقوةٍ:
"أنا عارف و الله كل حاجة و ساعات بفكر أني مستاهلش حبك دا، بس أنا بحارب علشانك و سيبت كل حاجة كانت بتضايقك مني و لا مش واخدة بالك !!"

حركت رأسها موافقةً ثم أضافت:
"لأ واخدة، بطلت قعدة الكافيهات و القهاوي و صحابك إياهم و كمان شلة الجامعة و البنات اللي فيهم بطلت تكلمهم، خلود فتنت و قالتلي كل حاجة"

ضحك رغمًا عنه و هو يقول بيأسٍ منها:
"أنا محدش موديني في داهية غير خلود دي و الله، ماشي.... صبرها عليا"

ردت عليه هي بثباتٍ:
"و هو أنتَ غيرت نفسك علشاني ؟! و لا حاجة تانية ؟!"

تحدث هو يجاوبها مُفسرًا:
"علشانك أنتِ و الله، أنا عارف إنك كنتي علطول تضايقي من قعدتي معاهم و عارف إنك كنتي بتعلقي على أسلوب حياتي، بس أنا لما حطيتهم في كفة و حطيتك في الكفة التانية، كفتك طبت، غلاوتك عندي كانت أهم من كل حاجة و لقيت نفسي بحارب نفسي علشانك أنتِ برضه"

ازدردت لُعابها بتوترٍ حتى أمسك يدها و هو يقول بسرعةٍ:
"تعالي معايا بسرعة علشان نلحق اليوم من أوله، يلا بينا"

أمسك يدها و الحقائب بيده الأخرى و هو يسحبها معه و هي تسير خلفه بتعجبٍ منه لكنها تعلم تمام العلم إنها معه في أمانٍ.
________________________

توقفت سيارة الأجرة أسفل بيت آلـ «الرشيد» و نزلت منه "خديجة" و هي تهاتف "ياسين" حتى رحلت سيارة الأجرة فقالت هي بصوتٍ هاديءٍ:

"الحمد لله وصلت أهو و بقيت تحت بيتنا، تعالى بعد ما تخلص شغلك و نروح سوا، بس متتأخرش"

رد عليها هو بيأسٍ:
"حاضر يا أستاذة خديجة، حاجة تاني ؟! أؤمري"

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:
"الأمر لله يا سيدي، تعالى بسرعة بس علشان عاوزاك و عاوزة وليد معاك، متتأخرش عليا"

_"مقدرش يا ست الكل"
رد عليها بذلك حتى تنهدت هي بعمقٍ ثم قالت بسرعةٍ:

"طب خلاص بقى يا سيدي، متتأخرش و أنا هطلع لبابا"

أغلقت معه الهاتف ثم دلفت البيت و وقفت أمام المصعد و قد فُتِح بابه و خرج منه كلًا من "طارق" و معه "جميلة" ابتسمت هي لهما و هي تقول:

"حبايبنا الرايقين ؟! رايحين فين كدا ؟! مش تستنوا نقعد سوا ؟!"

رد عليها "طارق" مفسرًا بنبرةٍ ضاحكة:
"هو بصراحة احنا رايقين فعلًا و رايحين فرح مُدرسة صاحبة جميلة، بس مش هنتأخر شوية و راجعين، عاوزة حاجة ؟!"

حركت رأسها نفيًا ثم قالت:
"لأ شكرًا ربنا يسعدكم إن شاء الله، أنا يدوبك هطلع أقعد مع بابا شوية يكون وليد رجع من شغله، عن اذنكم"

ردت عليها "جميلة" مسرعةٍ:
"طب خليكي هنا لحد ما نرجع تمام ؟! عاوزة أقعد معاكِ شوية"

حركت "خديجة" رأسها موافقةً ثم ودعتهما و ركبت المصعد بحماسٍ، فيما نظرت "جميلة" في أثرها بفرحةٍ يتخللها تَعجبٍ فسألها "طارق":
"مالك بتبصي كدا ليه ؟! فيه حاجة ؟؟"

ردت عليه مفسرةً:
"مستغربة خديجة بصراحة، بقت حاجة تالتة خالص غير ما حكيتولي عنها و غير ما شوفتها أنا، أنا بحبها أوي"

رد عليها "طارق" بهدوء:
"هي غلبانة أوي و تستاهل كل خير، زيها زيك كدا قلبها جميل أوي"

ابتسمت هي له حتى أمسك يدها و هو يقول بسرعةٍ:
"يلا يا ستي، علشان تلحقي ترجعي و تقعدي مع خديجة"
_________________________

في شقة "ميمي" جلس "خالد" بجوار ابنه "يونس" يعلمه كتابة أحد الحروف و لكن كل المحاولات باءت بالفشل لذا تحدث "خالد" بيأسٍ و قلة حيلة:

"يابني !! اقسم بالله الأربعة سنتين بس، مبننزلش بيها لأخر الصفحة، تعبتني يالا"

تدخل "عامر" يقول بحنقٍ و صوتٍ عالٍ:
"بالراحة يا عم !! الله ؟! ما تسيبه براحته، ينزل بيها لأخر السطر، هو بينزل بيها على دماغك !!"

رفع "خالد" حاجبه له فرجع "عامر" عن حديثه متقهقرًا بقوله:
"خلاص....ياكش ينزل بيها على الجيران هو حر هو و أبوه"

تدخل "ياسر" يقول مُعقبًا على قرار دخول "يونس" الحضانة:
"بصراحة مكانش وقته يا خالد، يونس لسه صغير أوي، دا يدوبك ٣ سنين و نص، كدا هيتخنق"

ردت "ميمي" مسرعةٍ:
"لا كدا حلو، علشان على دخول المدارس يكون اتعود و خد على الجو، يونس ما شاء الله نبيه و دماغه حلوة الأحسن يستغلوا طاقته ديه"

أيدها "خالد" ثم أضاف:
"بالظبط، الفكرة كمان إنه خد على المشاركة، بقى واخد على الناس و بقى فاهم إن فيه ناس غيره، بصراحة مش ندمان أنه دخل الحضانة غير إنه عنده عقدة مع رقم أربعة"

اقترب "عامر" يحمل "يونس" على قدمه ثم أمسك القلم بيد "يونس" و يده هو الأخر ثم قال يتفاهم معه:
"بص يا يونس عامر هيكتب ازاي، بص و أعمل زيي يلا"

حرك "يونس" رأسه موافقًا ثم صب كامل نظره على كف "عامر" و هو يكتب الرقم الكبير وسط الصفحة، كتبه "عامر" ثم كرر الكرة من جديد حتى أبعد كفه ثم ترك "يونس" يكتبها بمفرده، حاول "يونس" عدة مراتٍ حتى نجح في المرة الخامسة، حينها قبله "عامر" ثم قال مُهللًا:

"برافو يونس، برافو...صقف ياض منك ليه، صقفوا بدل ما أخليه يصقف على وشوشكم"
قال حديثه لكلٍ من "ياسر" و "خالد" حتى صفقا سويًا له فقال "يونس" و هو يصفق لنفسه بمرحٍ:

"برافو .... يونس .... برافو"

اقتربت منه "ميمي" تحمله بيدها و قد عاونها في ذلك "ياسر" حتى جلس على فخذها فرفعت كفها تمسح وجهه ثم استقرت بكفها فوق رأسه تقرأ له أياتٍ من القرآن الكريم حتى وضع هو رأسه على كتفها كعادته و هو يبتسم لهم، فقال "عامر" بتشككٍ:

"هو الواد دا بيكيدني !!"

تحدث "ياسر" بيأسٍ منه:
"يابني بقى !! طلع الواد من دماغك، بعدين دا متربي ريح نفسك مش هيكيد حد دا"

رفع "عامر" حاجبيه فوجد "يونس" يغمز له حينها شهق بقوةٍ و هو يقول بصوتٍ عالٍ:

"أهـــو !! و الله بيـكـيـدني"
نظر كلًا منهما للأخر بيأسٍ فيما ضحكت "ميمي" بصوتٍ عالٍ و كأنهما طفلين صغيرين في عمر الزهور.
________________________

في الداخل بِـ إحدىٰ الغرف الموجودة بالشقة كانت تجلس الفتيات مع بعضها و كلًا منهن تقوم بتجهيز الحقيبة الخاصة بالولادة و "ريهام" تعاونهما في ذلك، زفرت "سارة" بيأسٍ فسألتها "ريهام" بتعجبٍ:

"مالك !! أوعي تعمليها دلوقتي احنا لسه مقفلناش سوستة الشنطة، فيه إيه ؟!"

ردت عليها "سارة" بقلة حيلة:
"تعبانة أوي يا ريهام، حاسة أني مش قادرة، من ساعة ما دخلت في التاسع و أنا كل شوية اتعب"

تدخلت "إيمان" تقول بتعبٍ هي الأخرىٰ:
"طب أنتِ و بدأتي في التاسع، أنا بقى مال أمي ؟! بتعب في التامن ليه ؟!"

ردت عليها "ريهام" بضجرٍ منها:
"مشوفتش في بجاحتك، عاوزة تكوني حامل في توأم و كمان مش عاوزة تتعبي، مخبية على ياسر انهم توأم ليه ؟!"

ردت عليها بخبثٍ:
"عملهاله مفاجأة يا ستي، و بعدين احنا منعرفش هما بنتين و لا ولدين و نوعهم إيه، الدكتورة قالتلي توأم و خلاص، اللي مساعدني إن بطني طبيعية الحمد لله مش كبيرة أوي"

تنهدت "ريهام" بعمقٍ ثم قالت:
"إن شاء الله تولدوا و تقوموا بالسلامة و يكرم خديجة هي كمان إن شاء الله و جميلة معاها، علشان كدا تبقى حضانة ميمي رسمي"

ضحكت "إيمان" و هي تقول من بين ضحكاتها:

"أنا متخيلة مثلًا بعد كام سنة كدا كلنا هنا بالعيال دي كلها إن شاء الله، هتبقى حاجة سكر"
ضحكت كلًا منهن و هي تتخيل الآتِ عليهن فهل سيكون مثلما أتى بذاكرتهن ؟!"
_________________________

في بيت آلـ «الرشيد» وصلت "خديجة" شقة والدها فوجدته يجلس بمفرده و والدتها بالداخل، جلست معه بمفردها تتحدث معه حتى تحدث هو بنبرةٍ ضاحكة:

"بس الشهادة لله محمد لو مماتش مجلوط من وليد هيموت مشلول من أحمد أخوكي، الاتنين طبعهم صعب و هو الله يصبره"

ضحكت هي بصوتٍ عالٍ ثم سألته من جديد:
"يعني أحمد خرج مع سلمى من غير ما عمي محمد يعرف ؟! يا وقعة سودا ؟! استر يا رب، بابا !! أكيد هتقف في ضهر أحمد صح"

تلاشت بسمته تلقائيًا و قال مسرعًا بخوفٍ:
"ها.....آه طبعًا، بس أنا هخلي مرتضى و محمود يكونوا مكاني، محمد هيستهيفني اكمني أنا الصغير"

لوت فمها بتهكمٍ حتى خرجت والدتها من الداخل تقول بقلة حيلة:
"هما الجوز السِوَس منهم لله، كبروها في دماغه و وليد قاله اتطمن و خلود أمنت الدنيا ليهم، لسه لما محمد يعرف هو راح مشوار تبع الشغل"

ابتسمت "خديجة" تطمئنها و هي تقول بنبرةٍ هادئة:
"متخافيش يا ماما عمو محمد بيحب وليد أوي و أكيد هيقدروا، عمو محمد بيحترم دماغ وليد أوي"
_________________________

"دا أنا هكسر دماغ أبوك الليلة دي يا ابن مرتضى !! أخــرج يـالا مــن الـبـلكـونة"
صرخ "محمد" بذلك الحديث في شقته و هو يقف داخل الشرفة و "وليد" خارجها يقف ببرود حتى حرك كتفيه و هو يقول:

"قولتلك بالهدوء و أنتَ مش راضي تسمعني، حصل إيه يعني لما خد مراته يخرجها ؟! البت خارجة من كبت ثانوية عامة، بطل أفورة بقى !!"

ضرب عمه الباب من الداخل فراقص "وليد" حاحبيه له حتى اقتربت "عبلة" تقول بقلة حيلة و ضحكاتها اليائسة تتخلل حديثها:

"خلاص بقى !! هو انتوا ضراير ؟! يا ماما تعالي شوفي حل بقى أنا تعبت منهم"

خرجت "سهير" من المطبخ تتأفاف بضيقٍ و ضجرٍ من ذلك الازعاج و حينما وجدت "محمد" داخل الشرفة شهقت بقوةٍ و هي تقول بسخريةٍ:

"يا وقعتك السودا ؟! حابس عمك يا حيوان ؟! افتح يالا"

ركض "وليد" يقف خلف زوجته ثم قال بقلقٍ بالغٍ:
"طب استني ؟! أنا هقف ورا عبلة و أنتِ افتحي الباب علشان لو فكر بس يقرب مني أرمي عليه بنته و اللي في بطنها، يلا"

اقتربت "سهير" تفتح الشرفة لزوجها الذي اتقدت عينيه بشررٍ يرمق به "وليد" الذي أمسك كتفي زوجته من الخلف و هو يزدرد لُعابه بخوفٍ و قبل أن يركض نحوه عمه تحدث هو بسرعةٍ كبرى:

"حلفتك بالله تستنى !! أقف و أنا هراضيك حالًا، مقدرش على زعلك أنا و الله"

توقف "محمد" و هو يزفر بقوةٍ فاقترب منه "وليد" يقف مقابلًا له و هو يقول بنبرةٍ هادئة ثابتة:
"أنا عارف أني تعبتك و جيت عليك، بس أحمد بقى جوزها و لازم تفهم كدا، الناس كلها عرفت و صورهم غرقت الدنيا خلاص يا عم محمد، و أنا ميرضنيش زعلك، اتفضل"

وضع كفه في جيب بنطاله ثم أخرج منه حقيبة بلاستيكية صغيرة الحجم، سألها عمه بنبرةٍ جامدة:
"إيه اللي في إيدك دا ياض ؟!"

وضعه "وليد" في كفه و هو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"دا دوا الضغط يا عمي، بالشفا"

ركض بعد جملته تلك نحو باب الشقة حتى قذفه "محمد" بالدواء و هو يقول بصوتٍ عالٍ:

"يالا يا بجح يا سافل"

خرجت "عبلة" خلف زوجها من الشقة و هي تضحك عليه هي الأخرىٰ، فارتمى حينها "محمد" على الأريكة و قد اقتربت منه "سهير" تجلس بجواره ثم ربتت على كتفه و هي تحاول كتم ضحكتها و حينها قال هو بقلة حيلة:

"ربنا مسلط عليا وليد يا سهير، الواد بيخلص مني اللي عملته و أنا صغير، وليد بيربيني يا سهير....دماغي تعبت منه"

ربتت على كتفه من جديد و هي تقول بقلة حيلة:
"معلش يا محمد، أنتَ عارفه شقي و لبط بس قلبه أبيض، و عارف كمان إن أحمد عنده حاجة تانية، طول عمرهم صحاب و قريبين من بعض، طب دا الكل فاكرهم توأم"

زفر بقوةٍ ثم قال بقلة حيلة:
"دماغي صدعت منه و ورمت من تربية مرتضى"

ردت عليه هي بسرعةٍ و تلقائيةٍ:
"أجيبلك دوا الضغط ؟!!"

حرك رأسه نحوها بسرعةٍ كبرى حتى حمحمت هي ثم قالت بتوترٍ:
"آه...طب هقوم أشوف الغدا قبل ما طارق يرجع، عن اذنك"

تحركت من أمامه ركضًا نحو الداخل حتى ضرب كفيه ببعضهما و هو يقول بقلة حيلة:

"يا رب....أنتَ العالم بحالي، خدلي حقي من بيت المجانين دا"
_________________________

"صار الوَرد فِي أراضِينا....عَرِفت الفَرحة اغانينا"

عبارة دونها "أحمد" الرشيد و هو يوثق علاقته بـ "سلمى" عبر موقع الفيسبوك لتصبح الأيقونة مُثبتة بكلمة زوجته ثم بعدها بدأ في يومه الذي خطط هو له حيث وقف في المول التجاري و خاصة ّ أمام مدينة الألعاب الإلكترونية ثم سألها بهدوء:

"إيه رأيك ندخل نلعب شوية و نقضي اليوم هنا ؟! تيجي؟!"

حركت رأسها موافقةٍ بحماسٍ ثم أضافت بخجلٍ بعدما أدركت المكان:
"بس.... بس أنا مبعرفش ألعب الحاجات دي أصلًا، يعني شكلي هيبقى وحش أوي قدامك"

ابتسم هو بهدوء ثم اقترب منها يمسك كفيها و هو يقول بصوته الرخيم:
"يعني هو أنا اللي بعرف ؟! تعالي معايا بس و نجرب حظنا سوا"

ابتسمت هي له ثم حركت رأسها موافقةً و قبل أن يدلف بها المكان قال بهدوء بعدما ارجع رأسه للخلف:
"على فكرة شكلك عمره ما يبقى وحش أبدًا، أنا علطول فخور بيكِ"

ارتفعت ضربات قلبها نتيجةً لحديثه الطَرِب على أذانها فيما ضغط هو على كفها ثم سحبه خلفه، كان المكان ممتلئًا بالإضاءة الملونة و شاشات الألعاب بادواتها و بعض النظارات الكرتونية كبيرة الحجم، وقفا مع بعضهما يلعبان سويًا و هو يُعلمها طريقة اللعب دون أن يكشف مهاراته أمامها، و كلما ربحت هي كانت تقفز بفرحةٍ كبرى حتى ازداد حماسها و احتضنته دون أن تعي هي لذلك أما هو فابتسم بهدوء ثم قال بخبثٍ بقرب أذنها بنبرة هامسة:
"روحي يا شيخة ربنا ينجح مقاصدك دايمًا، كتب الكتاب دا طلع حلو أوي"

اصطبغ وجهها باللون الاحمر و هي تبتعد عنه، حتى غمز هو لها بثباتٍ ثم قال بعدما حمحم بخشونةٍ:
"تعالي نروح مكان تاني، أنا واثق إنه هيعجبك أوي، تعالي يلا"

ذهبت معه حتى خرجا من المكان و دلفا الأخر الذي يمتليء بالشباب و الفتيات، عقدت ما بين حاجبيها و سألته:
"هي إيه الزحمة دي كلها يا أحمد ؟! إيه المكان دا ؟!"

رد عليها بنبرةٍ ضاحكة:
"دي أوضة التنطيط، هنتنطط سوا أنا و أنتِ إيه رأيك ؟!"

زاد الحماس في نظراتها و انفعلات وجهها و ودت في تلك اللحظة أن تقفز و تصرخ بملء صوتها، فيما تحرك هو نحو الداخل و هي معه و بعد مرور دقائق بدأت للأصوات ترتفع و صوت الهتاف المرح من الجميع و خاصةً هي حيث كانت تقفز معه و هو يمسك كفيها معًا و صوت ضحكاتهما الرنانة تختلط بأصوات البهجة خلفهما.
_________________________

في بيت آلـ "الرشيد" جلس "وليد" مع "خديجة" و "عبلة" معهما حتى أتى "ياسين" من عمله و جلس معهم جميعًا بعدما اخبرتهم هي بأنها تريدهم جميعًا.

بعد أن حدثتهم هي عنما تريده لم يفهم أيًا منهم ماذا تريد حتى سألها "وليد" بحنقٍ منها:

"بـــت !! أنا مش فاهم منك حاجة، أنتِ عاوزة إيه يا ست أنتِ ؟! ما تشوف مراتك يا عسلية ؟!"

وجه حديثه لـ "ياسين" الذي قال بقلة حيلة:
"ماهو أنا لو فاهم هفهمك، بقولك إيه يا ست الكل ؟! واحدة واحدة كدا علينا و اعتبرينا اغبيا، عاوزة إيه ؟!"

تنهدت هي بعمقٍ ثم قالت:
"بصوا !! عاوزة انشر فكرة الوعي في التعامل مع الطفل، بمعنى أني أخلي الناس كلها تعرف إن الأطفال أنواع و مش كلهم حاجة واحدة، يعني فيه طفل عاوز المسايسة و طفل عاوز الحكمة و طفل عاوز الحنية و الهدوء، أنا هبدأ في الدار، بس عاوزة الناس كمان برة الدار، يعني الأهالي في البيوت تفهم طريقة تعامل ولادها و المدرسين في المدارس و بالتالي هيشجع الطلاب أنهم يروحوا و يذاكروا، ها فهمتوا !!"

رد عليها "وليد" مفسرًا قولها بقوله:
"بصي !! على حسب ما فهمت منك يعني إنك عاوزة تخلي الناس تتعامل مع الاطفال زي الكبار، صح ؟! عاوزة بقى تنشري الفكرة في العموم، دي بقى نعملهالك ازاي ؟!"

ردت عليه بتهكمٍ:
"دا على أساس إنك فَران ؟! أومال الدعاية و الإعلان اللي حضرتك بتشتغل فيها إيه ؟!"

رد عليها هو بتهكمٍ يماثل طريقتها:
"نَــعم !! و مين هيحاسبنا ؟! هي الشركة دي سبيل لله كدا ؟! إيه الثقة دي ؟؟"

ردت عليه بتلقائيةٍ:
"علشان دي شركة أخواتي، يعني شركتي، و لا أنتَ ليك كلام تاني"

تدخل "ياسين" يقول بسخريةٍ:
"يعني علشان هي شركة أخواتك نيجي على الناس ؟! الحملة الدعائية دي بتكلف كتير أوي"

ظهر الاحباط على ملامح وجهها و نظرة عينيها حتى لاحظها "ياسين" فوقف بجوارها و هو يقول بثباتٍ:
"بس أنا معاكِ و اللي أنتِ عاوزاه أنا هنفذه، قوليلي عاوزة إيه ؟!"

حركت رأسها نحوه مُسرعةٍ و قد تحولت نظراتها إلى أخرى متلهفة و متوسلة، حتى قال هو يُطمئنها:
"أنا هتكفل بمصاريف الدعاية، و وليد و الشباب يساعدونا، حلو كدا ؟!"

حركت رأسها موافقةً فتدخل "وليد" يقول بقلة حيلة:

"يا عم استنى بس أنا مش قصدي على الفلوس، بس عاوز خديجة تفهم حاجة معينة، إن الحكاية مش سهلة كدا، يعني لو الموضوع لا قدر الله فشل مش عاوزها تيأس و تكتئب، خديجة أنا عارفها، طالما اختارتي طريق يبقى تتحملي نتايجه مهما كانت"

ردت عليه باصرارٍ و حماسٍ في آنٍ واحدٍ:
"متخافش، حتى لو منجحش هبقى حاولت علشانهم، أنتَ مش متخيل كم الأطفال اللي حياتها بتبوظ و تطلع مُعقدة نفسيًا بسبب الإهمال النفسي، صدقني و الله أنا عاوزة أخد الخطوة دي"

تدخلت "عبلة" تقول بحماسٍ هي الأخرى:
"معاكي حق، أنا كمان موافقة و عاوزة أساعدك يا خديجة، هستغل الحاجات اللي اتعلمتها و هساعد وليد فيها، و وئام و طارق أكيد مش هيقولوا لا و حتى حسن و أحمد، اتطمني كلنا هنساعدك"

ابتسمت هي لها فقال "وليد" مسرعًا:
"خلاص أنا هعمل page خاصة بالحملة دي و الفكرة ككل، و نبدأ ننشرها و أنا هعمل تصاميم كدا تليق بالحملة دي إيه رأيك ؟!"

اقتربت منه تسأله تمسك ذراعه و تسأله بلهفةٍ:
"بجد ؟! هتعمل كدا علشاني ؟!"

حرك رأسه موافقًا ثم أضاف:
"آه هعمل كدا علشانك، المهم إنك تكوني مبسوطة و مش متضايقة"

احتضنته هي بحماسٍ حتى ربت هو على كتفها و قال بنبرةٍ هادئة:
"ربنا يفرحلي قلبك دايمًا يا رب"

في تلك اللحظة خرجت "خلود" من الداخل و حينما رآتهما مع بعضهما قالت بتهكمٍ:
"و الله ؟! أباجورة أنا هنا ؟!"

فتح "وليد" ذراعه الأخر لها و هو يضحك حتى اقتربت منه بحماسٍ تحتضنه هي الأخرى، فتحدث "ياسين" بسخريةٍ:
"مكوش على كله مش عاتق نفسه و لا عاتق حد"

راقص "وليد" حاجبيه له ثم قال موجهًا حديثه لزوجته:
"تعالي يا سوبيا أنتِ كمان في حضن أخواتك"

اقتربت منهم "عبلة" و هي تضحك فقال "وليد" يعاند الأخر:
"روح بقى يا ياسين و لا اقعد في حتة هنا على جنب زي ما أنتَ شايف احنا أخوات في بعضينا"

رمقه "ياسين" بغيظٍ فابتعد عنهن "وليد" ثم اقترب منه يقول بثباتٍ يشوبه مرحٍ طفيفٍ:
"بس دا ميمنعش إنك أخويا الكبير و حبيبي، آه أنا مش قليل الأصل"

ضحك "ياسين" رغمًا عنه ثم احتضنه و هو يقول بقلة حيلة و كأنه غُلب على أمره:
"يا أخي تعبتني بقى، مصيبتي أني بحبك و بحب عيلة الرشيد"

سأله "وليد" بخبثٍ:
"بتحبني و بتحب عيلة الرشيد برضه ؟! هنمشيها ؟!"
ضربه "ياسين" على ظهره بضجرٍ منه حتى ضحك "وليد" رغمًا عنه و هو يتأوه فضحكت الفتيات عليهما.
_________________________

توقف "أحمد" بالسيارة أسفل البيت و كانت "سلمى" بجواره تبتسم بفرحٍ حتى سألها قبل أن يخرج من السيارة:

"ها إيه رأيك ؟! فرحتي ؟!"

ردت عليه بلهفةٍ:
"فرحت بس ؟! أنا أول مرة أفرح كدا، أقولك على حاجة، الأماكن دي كنا بنروحها كتير بس مكنتش بفرح فيها، النهاردة بس فرحت فيهم و أنا معاك"

ابتسم هو باتساعٍ حتى قالت هي بهدوء تثني عليه بأخلاقه:
"عارف ؟! أنا فخورة بيك أوي يا أحمد، بجد و الله، عمري ما كنت أتخيل إنك تبقى كدا، كنت بخاف عليك أوي تضيع نفسك، علطول كنت بحس أني عاوزة اتطمن عليك، عاوزة انصحك، بس كنت بخاف أوي تزعل مني أو تفهمني غلط"

ضيق جفنيه فوق مقلتيه و هو يسألها بغموضٍ و تشككٍ:
"علشان كدا كنتي بتفضلي تعملي لينا كلنا mention على الفيسبوك علشان كدا ؟! بتدسي السم في العسل ؟!"

رفعت حاجبها و هي تقول بسرعةٍ هي الاخرى:
"يا سلام ؟؟ طب ما أنتَ نزلت أغنية أنا مش معاهم أنا معاكِ، دي كانت إيه ؟! نشرة أخبار ؟!"

حرك رأسه نفيًا ثم أضاف بوجهٍ مُبتسمٍ:
"لأ دي كانت حقيقة، كنت بوصلك رسالة أني عاوز أعمل أي حاجة علشانك أنتِ، اكتر حتة بحبها في الأغنية هي أنا كنت تايه و صغير و الحب خلاني أتغير علطول بشوفني أنا و أنتِ في الأغنية دي، لو العمى حب بيصيب القلوب، فأنا قلبي بصيرته نورت بوجودك معايا"

لمعت العبرات في عينيها تأثرًا بصدق حديثه و نبرته حتى أضاف هو بثباتٍ:
"كدا الورد فعلًا بقى أراضينا و كدا الفرحة بقت في أغانينا"

ابتسمت هي له ثم فتحت باب السيارة فنزل هو الأخر ثم حمل الحقائب من يدها و قبل أن تصر على حملهم، قال هو مسرعًا:

"لأ، أنا مش كيس جوافة، اتفضلي، أنا اللي هشيل"

صعدا سويًا حتى قابلا "ياسين" و "خديجة" و "وليد" و "عبلة" معهما أمام شقة "محمد"، انتشرت أصوات الترحيب بهم و المباركات و في تلك اللحظة فُتح باب الشقة بواسطة "محمد" و هو يقول بنبرةٍ جامدة:

"يا أهلًا يا أستاذ أحمد ؟؟ يدوبك أول يوم و راجعلي بيها بليل كدا ؟! لو الوضع هيفضل كدا يبقى دي فيها كلام تاني"

شعرت "سلمى" بالخوف و قبل أن يتحدث "وليد" أوقفه "أحمد" حينما أشار له بكفه ثم التفت يقول لعمه بثباتٍ و ثقةٍ:

"كلامك حلو و فوق راسي، بس محله غلط عندي ملوش إعراب يا عمي، دي مراتي و أنا معملتش حاجة غلط، خرجت معاها علشان دا حقي و حقها، أظن لحد أخر لحظة أنا كنت قد كلمتي و حافظت عليها و هي كمان جابت المجموع و طالعة من أوائل الجمهورية و كلها يومين و التلفزيون ييجي يصور معاها هنا، أنا مش وليد هفضل أضحك و أهزر و أعاند، لأ ... أنا يوم ما هيفيض بيا، هقولك مراتي معايا و مسئوليتي و أنا قادر اتكفل بيها، أبوس رجلك بلاش نكد و خلينا فرحانين كلنا .... تمام ؟!"

لم يرد "محمد" على حديثه فاقترب "أحمد" يقبل رأسها أمامهم جميعًا ثم قال لها بوجهٍ مُبتسمٍ:
"تصبحي على خير، بكرة إن شاء الله هروح أسأل في الجامعة و أشوف كدا كل حاجة محتاجينها علشان أجهزها ليكي....عن اذنكم"

ابتعد عنها ثم رحل بعدما استأذن منهم جميعًا و حينها ابتسم "ياسين" بيأسٍ من شباب تلك العائلة، فيما اقترب "وليد" منه عمه يقول مُتشفيًا به:

"اللهم لا شماتة، بس أنا شمتان و الله، الواد طلع جامد زيي، تربيتي"

أمسكه "محمد" من رقبته يهز جسده بعنفٍ حتى انقذه "ياسين" من بين ذراعيه و هو يضحك و يقول من بين ضحكاته:
"خلاص يا عم محمد حقك عليا أنا، نصيبك بقى إنك تلبس في عيال أخواتك، خليها عليا أنا"

تركه "محمد" على مضض فسعل "وليد" بشدة ثم قال و هو يلهث بقوةٍ و يهندم ملابسه:
"ماشي....لما أخليك تشوف أحفادك في محكمة الأسرة متبقاش تزعل بقى"

قبل أن يركض "محمد" خلفه ركض "وليد" و سحب "ياسين" معه على درجات السلم فيما ركبت كلًا من "خديجة" و "عبلة" المصعد فطالعت "سلمى" والدها بخوفٍ حتى سألها هو بسخريةٍ:

"ها يا ست ورد ؟! نورت أراضيه ياختي ؟! يلا يا حلوة ادخلي"

دلفت الشقة و هي تحاول كتم ضحكتها حتى قالت بقلة حيلة:
"بس و الله طيب و غلبان، دا كاتب Captain سكر زيه"
_________________________

في الأسفل وقف الأربعة مع بعضهم، فتحدثت "عبلة" تسألهما:
"طب انتم هتروحوا فين دلوقتي ؟!"

ردت عليها "خديجة" بتعبٍ:
"هنروح عند ميمي علشان البنات هناك و عاوزينا نروح سوا، انتو نازلين دلوقتي ليه؟!"

رد عليها "وليد" مفسرًا:
"عبلة مخنوقة و عاوزة تتمشى شوية، هنلف بالعربية نجيب شوية حاجات و أمشيها شوية و نيجي، تيجوا معانا ؟!"

رد عليه "ياسين" بأسفٍ:
"العيال مستنييني هناك و لو مروحتش هيزعلوا، مرة تانية إن شاء الله"

حرك "وليد" رأسه موافقًا فسألت "خديجة" بتعجبٍ:
"صح هي هدير فين ؟! أنا مشوفتهاش و لا حتى هدى و وئام"

ردت عليها "عبلة" مفسرةً:
"هدى خدت هدير للدكتور و حسن و وئام معاهم، زمانهم جايين"

حركت رأسها موافقةً ثم ودعتهما ورحلت مع "ياسين" و خلفهما رحل "وليد" بزوجته و هو يقول بسخريةٍ:

"ورايا يا بطيخة"
وكزته في ذراعه برمفقها بغيظٍ منه حتى ابتسم هو لها ثم شبك ذراعه في ذراعها و قال بنبرةٍ ضاحكة:

"طب و الله العظيم بقيتي سكر في الحمل، إيه العسل دا يا سوبيا"
_________________________

على أحد الكافيهات العامة على النيل جلس "حسن" و "وئام" زوجاتهما، فسألته "هدى" بيأسٍ من إصراره:
"ها يا أستاذ حسن ؟! اتطمنت ؟ قولتلك طبيعي أنها ترفض الأكل، مكبر الموضوع ليه بقى ؟!"

رد عليها مُفسرًا:
"كدا أحسن الحمد لله يا أم فارس، على الأقل أنا اطمنت انها بخير و زي الفل، ربنا بس يقومهالي بالسلامة إن شاء الله"

ابتسمت له "هدير" فسأله "وئام" بتعجبٍ:
"بس اشمعنا هنا يعني ؟! ما كنا قعدنا في مكان برة بدل دا بعيد أوي عن الطريق"

نظر "حسن" لها و شبح ابتسامة هادئة يرتسم على ملامح وجهه حتى ابتسمت له هي الأخرى و تذكرت اول مقابلة جمعتهما في هذا المكان دون حتى أن تعلم اسمه، تلك الليلة التي كانت تبكي فيها في ذلك المكان بمفردها، تواصلت النظرات بينهما و كلًا منهما يتذكر ذلك اليوم و كأنه بالأمس و لم يمر عليه سنتين حتى الآن ؟!.

سأل "وئام" من جديد بصوتٍ عالٍ:
"يا عم ؟! أنا بكلمك، اشمعنا هنا يعني ؟!"

رد عليه "حسن" بعدما حمحم بخشونةٍ و قال و لازالت نظراته موجهة نحوها:
"بحبه....بحب المكان دا....أول مرة أشوف النيل بحلاوته و جماله كان هنا، أول مرة أشوف لمعة عيونه الحلوة كان هنا"

حاولت "هدير" كتم بسمتها حتى لا يفتضح أمرها، فيما سأله "وئام" بتعجبٍ:
"أول مرة شوفت عيونه الحلوة ؟! عيون مين يا حسن ؟!"

_"النيل يا وئام، النيل"

"النيل بلمعة عيونه ؟! هو النيل عنده عيون يا حسن ؟!"

_"النيل عيونه حلوة أوي يا وئام يا أخويا، أوي، عيون تستاهل و الحرب علشانهم مش بالساهل"

رفعت "هدير" رأسها للأعلى تنظر للسقف ففهم "وئام" ما يدور حوله لذلك قال بخبثٍ:
"آااه....قولتلي....لأ و أنتَ واد محارب أوي يا ابن المهدي، واخدني مَعدية ؟!"

ضحك "حسن" رغمًا عنه و كذلك"هدير" و "هدى" و كان أخرهما "وئام" الذي ضحك هو الأخر بيأسٍ.
_________________________

بعد مرور عدة أيام كثيرة كانت "خديجة" تقابل الفتيات في الجمعية الخيرية حتى تختار من بينهن من تساعدها،  ارتمت على المقعد تشعر بالتعب، فسألتها "نوف" بنبرةٍ ضاحكة:

"خلاص تعبتي ؟؟! قولتلك ريحي بقى، أنتِ بقيتي بتيجي هنا تخلصي طاقتك و تمشي"

ردت عليها بصوتٍ مهتز:
"بصراحة تعبت شوية و صدعت، بس علشان مطبقة من امبارح بتواصل مع البنات، بس خير إن شاء الله"

ابتسمت لها الفتاة، و في تلك اللحظة دلف "ياسين" بلهفةٍ حتى وقع بصره عليها فقال مسرعًا:
"خديجة، يلا معايا سارة مرات عامر بتولد و أم عامر خدتها و مشيت، و كلهم رايحين على هناك"

انتفضت بخوفٍ من مكانها تقترب منه ثم أخذت حقيبتها و قالت بتوترٍ للفتاة:
"معلش يا نوف، ربنا معاكي بس أنا مضطرة أمشي، هكلمك"

ردت عليها الفتاة بلهفةٍ:
"طب بالراحة طيب يا خديجة، خلي بالك منها يا أستاذ ياسين، هي تعبانة"

لم ينتبه "ياسين" لما قالته الفتاة، بل تحرك معها و هي تسحبه نحو الخارج حتى تلحق صديقتها والقلق يخيم بين جنبات صدرها.

في المشفى وصلت "سارة" في سيارة أجرة و معها "عمار" و "سيدة" و بعدها لحقهم "عامر" إلى هناك ركضًا بخوفٍ و قلقٍ فقابله "عمار" يطمئنه و هو يقول بتوترٍ:

"اهدا يا عامر، هي دخلت العمليات متخافش، خير إن شاء الله، اهدا"

جلس "عامر" على المقعد و هو يرتعش من الخوف و القلق، و في تلك اللحظة دلف "خالد" و "ياسر" و معهما زوجاتهما، فركض "عامر" نحو "خالد" بخوفٍ و قد احتضنه "خالد" و هو يقول بثباتٍ:

"متخافش !! هتبقى كويسة و هيخرجوا ليك بخير، اتطمن و ادعيلهم، ربك كريم"

رد عليه بصوتٍ مختنقٍ:
"سارة قالتلي إنها خايفة من الولادة و قالتلي إني لازم أكون معاها، بس أنا ماكنتش موجود غصب عني و الله"

ربت "خالد" على ظهره مثلما يعامل صغيره فنزلت دموع "عامر" بخوفٍ حتى دلف "ياسين" و معه زوجته فركضت هي نحو الفتيات، أما "ياسين" فاقترب من "عامر" يقول مُطمئنًا له:

"خير إن شاء الله، بطل خوفك الزيادة على حبايبك دا، هيخرجوا ليك إن شاء الله بخير هما الاتنين، ادعيلها يا عامر"

جلست "إيمان" على المقعد البلاستيكي بتعبٍ و هي تمسك بطنها المنتفخة، و القلق يأكل في أحشائها، فسألتها "خديجة" بتعجبٍ:
"مالك يا إيمان ؟! إيه اللي تعبك كدا ؟! مش لسه قدامك كتير ؟!"

ردت عليها بصوتٍ متقطعٍ:
"لسه داخلة في التاسع، بقالي كام يوم بس.....، بس مش قادرة يا خديجة.....مش قادرة"

نظرت لها "خديجة" بخوفٍ و قبل أن تسألها من جديد صرخت "إيمان" بألمٍ تطلب العون حتى ركض لها "ياسر" و "خالد" معًا فصرخت هي من جديد حينها قالت "ريهام" بقلقٍ:

"دي بتولد !! الحقوها بسرعة"

صرخ "ياسر" يطلب العون حتى تم حملها على الفراش المتحرك لتدخل غرفة العمليات هي الأخرى و الجميع خلفها عدا "خديجة" التي ارتمت على المقعد و "ياسين" ، في تلك اللحظة دلف "وليد" يسألهما بلهفةٍ و خوفٍ:

"طمنوني أخبارها إيه ؟! دخلت العمليات ؟!"

رد عليه "ياسين" بقلة حيلة:
"انهي واحدة فيهم ؟! سارة و إيمان بيولدوا مع بعض"

شهق "وليد" بقوةٍ و حرك رأسه نحو "خديجة" التي ارتعشت على المقعد و شحب وجهها، فسأل هو "ياسين" بتعجبٍ من حالتها:
"هي خديجة مالها ؟! فيه إيه ؟!"

التفت لها "ياسين" و فور التفاتته وجدها تسقط من على المقعد مغشيةً عليها حتى صرخ كليهما باسمها و ركضا نحوها معًا بعدما سقطت من على المقعد تصطدم بالأرض و فور رؤيتهما لها بذلك الوضع شعر كليهما و كأن الروح تنسحب من أجسادهما.

يُتَبَع
#الفصل_الثالث_و_الثمانون_الجزء_الثاني
#رواية_تَعَافَيْتُ_بِكَ

Continue Reading

You'll Also Like

710K 21.1K 38
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
366K 8.3K 34
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
161K 6.3K 32
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
1.3M 4.3K 64
⚠️ القصة دي شبه واقعية وتحكي أحداث معظمها حدث معي شخصياً بالفعل،⚠️ يعني معظم الشخصيات اللي فيها موجودة بمواصفتها لكن الخيال فيها إن مش كلهم بل معظمه...