تَعَافَيْتُ بِكَ

De ShamsMohamed969

15.1M 642K 220K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... Mai multe

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️
تجميعة الحلقات الخاصة

الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)

59.5K 3.3K 938
De ShamsMohamed969

"الفصل الثاني و الثمانون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

أعِنّى عَلىّ فإنّى عَدوّي و أنتّ عَليمُ بكُلّ الخَفايا"
_________________________

"لربما يُكتَب لنا يومٌ نلمس به أحلامنا و تتحقق أمانينا، و ربما نجد كلماتٍ نلحنها  و نصنع أغانينا، فياليت ما جال بخاطري تحقق و ياليت الورد ظل في أراضينا، و ياليت وقف الزمن عند لحظةً كانت أحن علينا من أنفسنا، ياليت وقفنا عند ماضينا."

صدمةٌ حُلت على الجميع و خصوصًا "محمد" بعد حديث شقيقه الكبير عن عقد قران صغيرته في هذا اليوم ؟! عقد قران !! هكذا فكر "محمد" بعد حديث شقيقه، لذلك هب منتفضًا و هو يقول بصوتٍ عالٍ:

"نــعــم !! كتب كتاب إيه دا ؟!"

رد عليه "وليد" بثباتٍ:
"كتب كتاب أحمد على سلمى بنتك، دا وعد بيننا و مُلزم تنفذه يا عمي، و رجالة العيلة كلها أهيه حاضرة و شاهدة"

قبل أن يتفوه "محمد" من جديد تحدث "محمود" بقوله آمرًا:
"اسمع يا محمد !! كلمة الرجالة بتكون سيف على الكل، أنا لو شايف إن أحمد ميستاهلش سلمى مستحيل اسانده أو أوافق في حاجة زي دي، اسمحلي بكلمتين مع أخوك الكبير على جنب ؟!"

طلب منها بكل هدوءٍ أن يتحدثا سويًا على انفرادٍ بينهما حتى هز "محمد" رأسه موافقًا بعدما نظر في وجه "أحمد" الذي طالعه بأملٍ و توسلٍ.

فتحدث "محمود" موجهًا حديثه للأخر بقوله الثابت:
"تعالى يا وليد معانا، عاوزك"

تحركا سويًا نحو غرفة من الغرف الموجودة بالشقة و لحقهما "محمد"، فتحدث "محمود" بنبرةٍ هادئة ممتزجة بالثبات يقول:

"بص يا محمد !! أحمد لما طلب منك سلمى أنتَ شَرط شرطين، أولهم إن سلمى تركز في مذاكرتها و تدخل صيدلة، و التاني إن أحمد يراعي ربنا فيها و ميقربش منها و لا حتى يخلف بوعده و الواد وفى بوعده و زيادة !!"

طالعه "محمد" بنظرةٍ جامدة فتدخل "وليد" يقول مُسرعًا بلهفةٍ يلحق عمه قبل أن يتحول من جديد:
"بص يا عمي ؟! أنا لو عارف إني بظلم سلمى أو بظلمك أنتَ نفسك أنا مستحيل أخد خطوة واحدة في موضوع زي دا، بس تقدر تقولي الخطوبة لازمتها إيه ؟! و لا ليها فايدة، الخطوبة معمولة علشان الاتنين يعرفوا بعض، و أظن أحمد و سلمى كتابين مفتوحين قصاد بعض، لو مصمم على الخطوبة و مش عاوز كتب كتاب يبقى براحتك عادي، بس خليك عارف إنك كدا هتشيل ذنبهم، أحمد بقاله أكتر من سنة ساكت و مش بيتكلم، و مراعي ربنا في غيابك قبل حضورك، وافق يا عمي و فرح قلبهم"

زفر "محمد" بقوةٍ ثم قال بقلة حيلة و غُلبٍ:
"وليد ؟؟ دا كتب كتاب مش هزار، بنتي لو حصلها حاجة هتبقى مطلقة ؟! أنتَ مستوعب؟!"

حرك رأسه موافقًا ثم أضاف مؤكدًا:
"عارف يعني إيه، بس الكلام دا لو إحنا منعرفش أحمد مين، جرب كدا تقول إن سلمى هتكون لواحد تاني و ساعتها أنتَ بنفسك هتشوف أحمد و سلمى حالتهم هتبقى إيه، وافق الله يرضى عليك"
_________________________

في الخارج ساد التوتر و خيم على الجميع و كأن ذلك اليوم خُلق فقط ليوترهم جميعًا مرورًا بالنتيجة منذ الصباح و حتى تلك اللحظة و موضوع عقد القران، جلس "أحمد" مقابلًا لها يسألها بتوترٍ:

"بصرف النظر عن اللي بيحصل جوة يا سلمى، أنا بس عاوز أعرف رأيك أنتِ، موافقة على حاجة زي دي ؟! موافقة إنك الليلة دي تكوني على اسمي ؟! و الله العظيم لو مش موافقة أنا مش هزعل و هسيبك براحتك، أنتِ موافقة ؟؟"

سألها بنبرةٍ متوسلة يرجوها أن تطمئنه حتى تنهدت بعمقٍ و قال بصوتٍ مبحوحٍ:
"أنا مش عاوزة غير اليوم دا يا أحمد، صدقني أنا معاك في أي حاجة"

في تلك اللحظة خرج "محمود" و "وليد" بتعبيرات وجهٍ خالية لم يستدل منها على شيءٍ و خلفهما "محمد"، نظروا جميعًا له بخوفٍ و ترقبٍ و وقف "أحمد" بجسدٍ يرتعش خوفًا من القادم، فتحدث "محمد" أمرًا ابنته بنبرةٍ جامدة:

"قومي يا بت أطلعي فوق يالا"

نظروا لبعضهم البعض بخوفٍ و ترقبٍ و خاصةً "سلمى" التي سارت القشعريرة في جسدها فقال والدها بتهكمٍ:
"عاوزة تتجوزي و أنتِ لسه حتى معتبتيش الجامعة ؟! اطلعي ياختي"

تحدث "مرتضى" بسخريةٍ:
"شوف مين بيتكلم ؟! مش الأستاذ برضه خطب مراته و هي في تالتة دبلوم ؟! و لا إحنا بنتبلى عليك ؟! آه نسيت.... كانت في تانية لسه"

حاولوا جاهدين كتم ضحكتهم لكن دون جدوى خرجت الضحكة منهم جميعًا، و حينها رمق "محمد" أخيه بسخطٍ و هو يقول:
"هو أنتَ إيه يا جدع ؟! مبتسترش ؟! على أساس إنك كنت محترم أوي في خطوبتك؟"

رد عليه "مرتضى" بتبجحٍ و وقاحة:
"يا سلام !! هو أنا كنت قولت أني شيخ جامع ؟! أنا قدام أخوها بوست أيدها و أنا خاطبها قدام أخوها نفسه، أخلاقي متسمحليش أني أعمل حاجة من وراهم"

قبل أن ينطق "محمد" مُحتجًا على حديث أخيه تدخل "طـه" يقول بضجرٍ منهما:
"بــس بقى أنتَ و هو !! إيه الفضايح دي ؟! خلصونا !!"

زفر "محمد" بقوةٍ ثم قال بنبرةٍ جامدة يشوبها بعضٍ من اللين:
"يلا يا بت أطلعي فوق جهزي نفسك، كتب كتابك بعد العِشا"

انطلقت زغرودة من فم "إيمان" و "زينب" في آنٍ واحدٍ فرحةً بهما، فيما تحرك "أحمد" نحو عمه يحتضنه بحماسٍ و هو يهلل حتى عانقه عمه برضا و قلة حيلة.

أما "وليد" فاقترب من الشباب يقول بثقةٍ و ثباتٍ:
"إيه رأيكم يا سكر أنتَ و هو ؟! ها ؟! أنفع و لا لأ ؟!"

تحدث "حسن" بتعجبٍ يمتزج بالدهشة الخالصة:
"إزاي يا جدع ؟؟ عملتها ازاي دي ؟! عم محمد ؟! أقنعت عم محمد ؟!"

ابتسم بثقته المعهودة و قال بزهوٍ و شموخٍ معتزًا بنفسه:
"قولتلكم قبل كدا اللي قدامكم دا ملوش أخر يتجاب، جهزوا نفسكم بقى علشان كتب الكتاب بعد العشا"

اقترب "عامر" منه يقول بلهفةٍ:
"ماكنتش عارف تستنى سنة كمان ؟! كان زماننا كتبنا لخلود و عمار سوا ؟! هنستنى كل دا ؟!"

رد عليه "وليد" بسخريةٍ قاصدًا توجيه حديثه لـ "عمار":
"فكرني كدا يا عمار أنتَ في سنة كام ؟؟ قول لأخوك اللي قرب يموتني مشلول"

تحدث "ياسين" في تلك اللحظة بثباتٍ:
"عمار جدع و فاهم كويس الدنيا هتمشي ازاي، هو عارف إنه لسه قدامه تعليم و جيش و دا كان كلامه لعم طه، و لا إيه يا عمار ؟!"

هز "عمار" رأسه مومئًا على حديثه ثم أضاف مؤكدًا:
"بالظبط، أنا دا كان اتفاقي مع عم طه، لسه بدري، و ظروفي غير ظروف أحمد، أحمد ربنا كرمه و خلص لكن أنا لسه"

ربت "وليد" على كتفه بفخرٍ ثم أضاف معتزًا به:
"ربنا يكرمك إن شاء الله يا عمار، أنا واثق فيك و عارف إنك قدها و قدود، كلنا واثقين فيك و لو على خلود !؟ اقسملك بالله السنة الجاية عم طه لو زهق منها هيبعتلك تيجي تخلص، اسمع مني، صوتهم هيسمع في الدائري الإقليمي"
ضحك عليه الشباب جميعًا حتى هو ثم ابتسم بسمة هادئة تشكلت على محياهُ و هو يفكر في قدوم ذلك اليوم.
_________________________

في الأعلى رفعت الفتيات صوت الأغاني و بدأن في التجهز لتلك المناسبة التي لم تخطر على بالٍ من قبل سابق، كانت البهجة تعم المكان و الغرفة بأكملها، فتحدثت "جميلة" بنبرةٍ ضاحكة تسخر من الأخر:
"وليد بقاله كتير مجوزش حد، بس بصراحة كدا أحسن الخطوبة في حالتكم ملهاش أي لازمة، انتم عارفين بعض و فاهمين بعض، و أحمد بدأ في الشقة و سلمى تركز في جامعتها لحد ما أحمد يخلص أموره"

سألتها "إيمان" بتعجبٍ:
"هو أحمد لسه مش جاهز ؟!"

ردت عليها "خلود" مسرعةً:
"لو على بابا هو جاهز ، بس أحمد حابب يعتمد على نفسه و يعمل الشقة من شغله و سلمى معاه تختار كل حاجة، علشان كدا موقف كل حاجة"

ابتسمت "سلمى" بفرحةٍ كبرىٰ حتى اقتربت منها "هدير" تقول مسرعةً:
"أنتِ لسه هتسهميلي ؟! فوقي كدا يلا علشان نجهزك، أنتِ فرحتك اتنين النهاردة، ربنا يديم عليكي فرحة القلب يا رب"

وقفت "سلمى" تسألهن بغير تصديق و كأنها انتبهت لتوها لما يحدث:
"ثانية بس يا جماعة ؟؟ هو بجد كتب كتابي النهاردة ؟! قولوا و الله كدا ؟!.... طب .... طب ثانية هو أنا بجد نجحت ؟! و خلصت خلاص ؟! طب هتوتر بسبب إيه بعد كدا ؟!"

ضحكت الفتيات عليها بصوتٍ عالٍ فاقتربت منها "خديجة" تمسك كتفيها تدعم وقوفها و هي تقول بمؤازرةٍ لها:
"سلمى ؟! و حياة أمك فوقي كدا !! كل حاجة خلصت خلاص، أنتِ طالعة من أوائل الجمهورية أصلًا !! دا كويس إن ابوكِ مستخسركيش في أحمد"

تدخلت "إيمان" تقول بيأسٍ منها:
"يا جماعة سكتوا خديجة بقى دي بتعك الدنيا، عم محمد لو سمعها هيجيب لبنته مِنحة و يسفرها، بس يا كتكوتة"

ضحكت "خديجة" و هي تقول بقلة حيلة و غُلبٍ:
"أعمل إيه طيب ؟! بشجعها"

وقفت "عبلة" بجانب شقيقتها و هي تقول بحبٍ:
"أنتِ تستاهلي كل خير يا سلمى، حبك لأحمد من زمان و عمرك ما عملتي حاجة تغضب ربنا، سلمتيه أمر قلبك و ربنا كرمك بيه، و برضه دراستك حاربتي و ذاكرتي و كل ما تيأسي ترجعي من تاني علشاننا و علشان بس تفرحينا كلنا في يوم زي دا، تستاهلي إنك تفرحي يا سلمى"

بكت "سلمى" و هي تستمع لحديثها فاحتضنتها "عبلة" و بكت معها هي الأخرى و هي تربت على ظهر اختها، فتحدثت "خلود" بضجرٍ منهما:
"جرى إيه يا عيلة نكد ؟؟ هو انتوا معندكوش رحمة خالص ؟! غاويين نكد ؟! شدوا حيلكم كدا و سمعونا كام زغروطة يلا"

انطلقت الزغاريد من فم الفتيات و خاصةً "إيمان" و بدأن في تجهيز العروس حتى يستلمها زوجها في يومٍ كُتبت لهما السعادة به.
_________________________

في الأسفل كان العمل على قدمٍ و ساقٍ من قِبل الشباب يقومون بتجهيز البيت و تزيينه حتى يليق بالعروسين، و لكن ما أثار تعجب "محمد" هو تحضير كل شيءٍ على ما يرام و كأن العائلة بأكملها تأمرت عليه !!.

مر "وليد" من جانبه يحمل المقاعد الحديدية فامسكه عمه من رقبته و هو يقول بعدما أطبق اسنانه ببعضها:
"هو أنتَ يالا عملي الأسود في الدنيا ؟! جهزت كل الحاجات دي إمتى ؟! يا أخي تعبتني في عيشتي"

حاول "وليد" وأد بمسته و كتمها لكنها فضحت أمره حينما نظر في وجه عمه المُحتقن بشدة، لذلك قال بسخريةٍ:
"بالراحة يا حمايا لو سمحت !! واحد غيرك كان شالني فوق راسه، دا أنا مجوزلك عيالك التلاتة كدا، و بعدين اطمن أنا مبخالفش الأصول، و اسأل طارق ابنك كمان، يا طارق !!"

اقترب منهما "طارق" يسأل بنفاذ صبرٍ:
"نعم !! خير يا أستاذ وليد؟؟"

سأله "وليد" بتهكمٍ:
"أنا استأذنتك و لا لأ ؟؟ خدت موافقة كبير العيلة عمك محمود ولا لأ ؟! هل أنا عملت حاجة حرام ؟؟"

رد عليه "طارق" بنفاذ صبرٍ:
"لأ يا سيدي، اللي عملته دا كان عين العقل، و عداك العيب كمان، سيبني بقى أروح علشان خالد يوصل النور"

قبل أن يتحرك "طارق" من أمامهما أوقفه "محمد" بقوله:
"حتى أنتَ يا طارق ؟؟"

رد عليه مؤكدًا:
"آه يا بابا، أنا مقتنع و كلنا مقتنعين، هما مش صغيرين، و سلمى هتدخل كلية و أحمد من حقه يكون معاها، أنتَ بقى هتسيبه يقرب منها و هو خطيبها ؟!"

حينما وُضِع "محمد" في خانة اليَك و تم حصاره بزواياها حينها زفر بقوةٍ ثم قال بقلة حيلة:
"لأ يا سيدي، كدا أحسن، خلاص ارتاحتوا ؟!"

في تلك اللحظة اقترب منهم "عامر" و في يده زجاجة عصير، اقترب منه يعطيها له و هو يقول بمرحٍ:
"وحد الله يا حج محمد كدا، و اشرب العصير و ريح علشان كلنا نرتاح، أصلها مش ناقصة يعني هم بصراحة، خلينا نفوق للي إحنا فيه"

طالعه "محمد" بغرابةٍ فسحبه "عامر" معه ثم غمز لـ "وليد" الذي غمز له هو الأخر، فيما وقف "طارق" متعجبًا منهم جميعًا حتى وجد والده يجلس بجوار أخوته و "رياض" معهم.

في الأعلى تجهزت "سلمى" و ارتدت فستانًا باللون البيج و حجاب بنفس اللون و قد نزل كان الفستان ضيقًا إلى حدٍ ما حتى منطقة الخصر و فيما بعد كان مُتسعًا يلائم جسدها و لم يبرز أية تفاصيل منه، و ارتدت حذاء بنفس اللون و قامت الفتيات بوضع مساحيق التجميل في وجهها مع عينيها العسليتين التي لم تحتاج لأية اضافات.

انتهت "سلمى" أخيرًا فقامت الفتيات بإطلاق الزغاريد لها و قد ارتمت "خلود" عليها تحتضنها بفرحةٍ و كذلك الفتيات تباعًا خلف بعضهن.

في الأسفل ارتدى "أحمد" حِلته التي أختارها له الشباب و قد تناسبت مع لون فستان العروس حيث كان البنطال باللون الأسود و كذلك القميص أيضًا و سترة الحِلة "الجاكيت" باللون البيج.

دلف له "حسن" الغرفة و هو يبتسم بسعادةٍ بالغة و ما إن أبصره حتى لمعت عينيه بوميضٍ غريبٍ عليه، و في تلك اللحظة طالعه "أحمد" بتعجبٍ خاصةً أنه كان يحمل في يده باقة زهورٍ بنفس لون الحِلة، لذا سأله "أحمد" بتعجبٍ مما يحمله:

"إيه اللي في إيدك دا يا حسن ؟؟ هو مش دا بتاع العروسة ؟! و مالك فرحان كدا ليه ؟!"

اقترب منه "حسن" حتى وقف مقابلًا له و هو يقول:
"دا جايبه ليك علشان تسلمه لعروستك، خليك فَهيم بقى، و شكلي فرحان كدا علشان أخويا بيتجوز يا أحمد، صحيح اتحرمت من النعمة دي بس وجودك في حياتي كأنك أخ صغير ليا، فرحان لفرحتك، ربنا أراد يفرحنا سوا اليوم دا"

عانقه "أحمد" بشدة و هو يحرك كلا ذراعيه على ظهر الأخر تزامنًا مع قوله المُمتن له:

"ربنا يخليك ليا يا حسن، طول عمرك أخويا و صاحبي يمكن أكتر من وئام و طارق، ألف مبروك يا حبيبي، ربنا يقوم هدير بالسلامة إن شاء الله و تشوف عوضك بعينك"

ربت "حسن" على ظهره و في تلك اللحظة طُرق باب الغرفة لِـيطل منه "ياسين" و هو يبتسم لهما و في يده زجاجة عطر أقترب منهما ثم قام بنثر العطر على ثياب "أحمد" و وقف يهندم ملابسه و يتمم على هيئته ثم قال:
"الله أكبر !! عريس زي القمر"

ابتسم له "أحمد" و هو يقول بفرحةٍ طغت على نبرة صوته:
"حبيبي يا ياسين، عقبال ما نفرح بعوضك يا رب إن شاء الله، عقبال ما نباركلك أنتَ كمان"

رد عليه "ياسين" بهدوء:
"ربنا يكرم إن شاء الله يا أحمد، دا رزق و ربنا يكرم ييجي وقت ما ييجي بقى، كله خير إن شاء الله"

تدخل "حسن" يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"كله كوم و الحيوان اللي اسمه وليد دا كوم تاني، من ساعة ما عرف أنه هيبقى أب قبل ما يبقى خال لعيالي و عيال ياسين و هو نافش ريشه علينا، خليه بكرة يتربى"

رد عليه "ياسين" بسخريةٍ:
"مش هو نفسه في بنوتة علشان متبقاش شقية ؟! إن شاء الله ربنا يكرمه بولد زيه كدا يطلعه على جِتته بلا أزرق"

دلف "وليد" في تلك اللحظة و هو يقول بسخريةٍ بعدما استمع لهما:
"كتر يا سكر أنتَ و هو، ها أخرة خفة دمكم دي إيه ؟! بعدين مش دي الحقيقة ؟! أنا هبقى أب قبلكم، عارفين ليه ؟! علشان قلبي أبيض و الله و سالك"

تحدث "ياسين" بسخريةٍ يقول:
"طبعًا على يَدنا قلبك أبيض و سالك أوي، من غير حلفان يا جدع باين على وشك"

حدجه "وليد" شزرًا ثم رفع طرف أنفه و هو يسخر منه و في تلك اللحظة صدح صوت الزغاريد من الفتيات و النساء يعلنن عن نزول العروس، حينها اندفع "أحمد" بجسده حتى يخرج من الغرفة فوقف الثلاثة شباب أمامه يقطعون الطريق عليه حتى قال هو ببلاهةٍ:

"فيه إيه يا جدعان ؟! مالكم ؟!"

اقترب منه "حسن" يضع باقة الزهور على ذراعيه و قام "ياسين" بغلق زر سترته و قام "وليد" بالاتمام على خصلات شعره و ما إن انتهوا جميعًا حتى غمز له "ياسين" و أشار له بالخروج.

في الخارج وصل المأذون فصدح صوت الزغاريد مرةً أخرى، أدخله "عبدالرحمن" للبيت بعدما أرسله "وليد" حتى يأتِ به و كذلك نزلت "سلمى" و بجوارها "خلود" و خلفها بقية الفتيات و لكن ما جعل المنظر مُضحكًا هو منظر الفتيات الحوامل ببطونهن المنتفخة ينزلن خلف بعضهن الدرجات بتعبٍ و كانت أخرهن "سارة".

تفاجأت "سلمى" بالبيت المُزين و بالديكورات التي تم وضعها حتى تُلائم تلك المناسبة و تضفي للبيت منظرًا رائعًا حيث تم وضع أريكة صغيرة خاصة للعروسين و خلفها ديكوراتٍ من الزهور البيضاء يتوسطها إطار كبير الحجم و عليه اسم العروسين و بينهما خاتمٌ كبير الحجم يمتليء بمادة الهيليوم و كذلك حرفي العروسين أيضًا.

تم وضع إضاءة ذهبية مُزينة خلف أريكة العروسين و كذلك في المكان بأكمله و تم تزيين البيت منذ بدايته حتى نهايته و أمامه أيضًا، كل شيءٍ تم في غضون ساعاتٍ قليلة و كأنه مدروسًا منذ أسابيعٍ كاملة.

جلس المأذون في المنتصف و "أحمد" على يمينه و "محمد" على يساره و بدأ عقد القران بين روحٍ واحدة في جسدين، لحظةٌ مهيبة مرت على الجميع بفرحٍ و سعادة و في تلك اللحظة عاصته عينيه و ثبتت عليها كأنها تخون رغبته في حفظ العهد، حيث وقف "عمار" حالمًا و هو يراها تقف بجوار "سلمى" و الفرحة تضج من عينيها و انفعلات جسدها الحماسية و كفيها المطبوقين فوق بعضهما في محاولةٍ منها للسيطرة على حماسها.
ابتسم هو رغمًا عنه بسمةٍ هادئة حتى وكزه "عبدالرحمن" و هو يقول بسخريةٍ:
"فوق يا عم ؟! حبيت افكرك إن فات سنة و الـ ٦ هانت إن شاء الله، متقلقش"

نظر له "عمار" و حينما تلاقت نظراتهما ضحكا سويًا على حالهما معًا و كلٍ منهما يبك على ليلاه.

"بــارك الـلّٰـه لَكُما و بـارك عــليـكـمـا و جـمـع بينكما فـي خـير"

قالها المأذون لينهي بها عقد القران بعدما وقعت "سلمى" و بصمت أيضًا لتصبح في تلك اللحظة زوجته و حلاله، وقف "أحمد" أمامهم جميعًا يقول بقلة حيلة و غلبٍ:

"غلبتيني و غيرتيني يا سلمى، تعبت علشان أستاهلك في الأخر"

ضحك الجميع عليه فيما اقترب هو منها يقبل رأسها و لأول مرّة يقترب منها بتلك الطريقة و يلامسها مباشرةً و في تلك اللحظة أدرك هو الهدف من الحفاظ على حبه حتى يشعر بالبركة في تلك اللحظة.

أما هي فلمعت العبرات في عينيها تأثرًا بتلك اللحظة حتى وجدته يعطيها باقة الزهور و هو يبتسم لها أخذتها منه بخجلٍ فاقترب يهمس في أذنها:

"من الليلة دي بقيتي ليا يا سلمى، الليلة دي كل حاجة هتعرفيها إن شاء الله"

حركت رأسها موافقةً و هي تبتسم له، فاقترب "حسن" بالكاميرا الخاصة به و هو يقول بمرحٍ:

"يلا يا غاليين علشان الصور، جهزوا نفسكم كلكم يلا"

على الجهة الأخرى جلست "خلود" تتابع فرحتهما معًا بفرحةٍ تماثلهما لا تصدق أن تلك اللحظة حانت و تزوج أخيها ممن أحبها، و كان "عمار" يتابعها بعينيه فاقترب منها يقول بثباتٍ:

"أنا حجزتلك دروس تالتة ثانوي خلاص، كلها أسبوع كدا و تبدأي إن شاء الله، عاوزك متخافيش و اعرفي إن أي مساعدة هتحتاجيها أنا هكون موجود معاكِ في أي وقت"

ابتسمت له بهدوء ثم ازدردت لُعابها و هي تقول بخوفٍ و قلقٍ و تشاركه ما يجول بخاطرها:

"خايفة يا عمار، خايفة معرفش أفرحهم زي ما سلمى فرحتهم النهاردة، أنا مش بتاعة مذاكرة و لا التزام و دَح، أنا عشوائية أوي و الروتين بيخنقني"

حرك كتفيه ببساطةٍ و هو يقول:
"طول ما أنتِ مقتنعة بكدا يبقى هو دا اللي هتطوليه في الأخر، مفيش حد حاول و جاب صفر يا خلود، كل الفكرة إنك تضحي شوية، تضحي بشوية لعب زيادة، تضحي بحلقات المسلسل، ضحي بالحاجات الصغيرة علشان هييجي عليكي يوم تستمتعي بالحاجات دي كلها بس و أنتِ مرتاحة، مش و أنتِ هربانة من تأنيب الضمير ليهم، صدقيني أنا لو من أول مرة استسلمت لخوفي كان زماني دلوقتي خسران كتير أوي و بندب حظي، بس أنا فخور بنفسي و أيًا كان اللي بعمله و اللي هعمله علشان في كل مرة أنا كنت بتحدى واحد و لازم أكسبه، عارفة هو مين ؟!"

حركت رأسها نفيًا فأضاف هو مُفسرًا بإيجازٍ:
"أنا !! و أعوذ بالله من كلمة أنا"

عقدت ما بين حاجبيها فأضاف هو بهدوء:

"الشخص الوحيد اللي مطلوب منك تصارعيه هو أنتِ، و الشخص اللي يحقلك إنك تسبقيه برضه أنتِ، الدنيا دي مش سباق مع حد، السباق لازم يكون مع نفسك القديمة، لازم تتحدي كسلك و خوفك و ضعفك و قلة حيلتك، لازم تقومي و تجربي مرة و اتنين و تلاتة، لازم ترمي نفسك على الحاجة و تديها طاقتك و مجهودك علشان هي تديكي النجاح، سلمى لما اختارت طريق و ركزت عليه و حطت كل طاقتها فيه شافت نتيجة أكبر مما توقعت بكتير، لأنها حاربت نفسها، و لسه عارف بالصدفة أنها كانت شايلة ملحق كيميا في أولى ثانوي، هي ركزت على الهدف و مهمهاش نفسها القديمة، هي حطت سلمى قدام عينيها و قالت تتحداها، لو كانت ركزت مع الملحق دا و هربت كان زمانها بتلوم نفسها، أنا واثق إنك هتحاربي برضه علشان تثبتي نفسك، و واثق إن خلود هتتحدى خلود"

استطاع بحديثه اشعال حماستها و لهيب المنافسة ازداد بين نفسها حتى قالت بحماسٍ:
"كلامك خلاني عاوزة أطلع أجيب الكتب أطبق عليها، شكرًا بجد، شكرًا على كل حاجة"

ابتسم لها ثم قال بهدوء:
"لا شكر على واجب، دا واجبي".

تحرك من أمامها بعدما حرك رأسه موافقًا فيما تحدثت هي بهيامٍ تكرر حديثه من جديد:
"لا شكر على واجب....دا واجبي، و الله لو تكمل واجبك و تكتب الكتاب دلوقتي يبقى كتير خيرك"

انتبهت لنفسها فحركت رأسها عدة مراتٍ و هي توبخ نفسها بقولها:

"بس أنتِ كمان !! إيه قلة الأدب دي ؟! احترمي نفسك"
_________________________

رحلوا جميعًا من البيت يتوجهون نحو مساكنهم بعدما أحتفلوا بالعروسين و التقطوا الصور و انتشرت الأغاني و المرح بينهم جميعًا، و ظل فقط أبناء العائلة في بيت آلـ «الرشيد».

كان "أحمد" يجلس في انتظارها فوق سطح البيت بعدما زينه له الشباب و قام "وليد" بضبط كل شيءٍ به و تجهيزه ليناسب جلستهما الأولى سويًا، صعدت "سلمى" له بخطواتٍ متمهلة و لأول مرة تشعر بكل ذلك التوتر، فهي أصبحت الآن زوجته ؟! تلك الكلمة كلما رددتها لنفسها شعرت بالغرابة تجتاحها، في تلك اللحظة شعر هو بها فوق سطح البيت و عبر نسيم عطرها إلى أنفه فابتسم هو بهدوء ثم التفت لها بعدما كان يوليها ظهره.

كانت كما هي بنفس فستانها و هو بِـ حلته كما هي، أمعن النظر فيها يتفحصها و لأول مرّة يُملي عيناه منها بتلك الطريقة، في كل مرّة كان يحكم الحصار على نفسه حتى لا تخونه و تعصيه و في كل مرّة كان يتذكر أنه يملك أختًا و بالطبع لن يقبل أن ينظر لها أحدهم بنظرةٍ غريبة، في تلك اللحظة شعر بالانتصار و كأنه المنتصر الوحيد في حربٍ حصل فيها على كل السبايا.

يا الله هادئة و جميلة و رقيقة، اجتمعت بها كل الخِصال التي تمنى قلبه أن يحصل عليها، تقف أمامه و تنظر في جميع الجهات عدا هو !! هل هي معتوهة ؟؟ أم بلهاء ؟! هكذا فكر "أحمد" و هو ينظر لها لذا تحرك نحوها حتى يقف مقابلًا لها و في تلك اللحظة كانت هي تسير للخلف من فرط خجلها و توترها حتى كادت أن تسقط أو لربما سقطت حقًا؛ لكنه لحقها و وضع ذراعه حائلًا بينها و بين الحائط التي كادت تسقط عليه.

في تلك اللحظة سارت القشعريرة في كامل جسدها كما تسير الكهرباء في الأجساد، تواصلت النظرات بينهما في ملحمةٍ لأول مرّةٍ تدور بتلك المباشرة بينهما حتى استقام هو في وقفته و هي معه أيضًا لكنه لم يتركها، بل ظل كما هو يده تعانق يدها و كفه الأخر يوجد خلف ظهرها و كأنه يحتضنها.

قبل أن تسحب كفها من كفه و تنسحب من تلك المعركة التي تدور بين القلب و العقل، حيث طلب أحدهما الوقوف أمامه بهيئته الثابتة و العقل يطلب منها الرجوع و إعادة تلك المقابلة لوقتٍ آخرٍ، في تلك اللحظة ضغط على كفها و ثبت ذراعه خلف ظهرها يقربها منه و هو يقول بثباتٍ:

"استني !! أنا مستنيتش كل دا علشان تهربي مني و تمشي كدا، أنا عندي كتير عاوز أقوله و عاوزك تسمعيه، دا أنا ما صدقت الزمن حن عليا"

سكنت حركتها و ثبتت عينيها داخل في عمق عيناه فزفر هو بعمقٍ ثم قال بتوترٍ من تلك اللحظة الغريبة عليه و على قلبه:

"أنا عاوز أقولك أنا أسف يا سلمى، آسف على كل مرة وجعتك فيها و أنا بجيب سيرتها قدامك و بتكلم عنها، أسف على كل مرة كدبت فيها نظرتك ليا و افتكرتها من خيالي، أسف أني من الأول بصيت غلط لقلب مش شبه قلبي"

تأثرت من حديثه و صدق نبرته فقال هو مُضيفًا بعدما وضع كفها نحو موضع قلبه مُشيرًا إليه بقوله:
"أسف علشان دا كان بيكدبك دايمًا، كل مرة كنت بحس بعيونك بتقولها، كانت بتقول أنا أهو شوفني و ركز معايا، رغم كدا عمرك ما قولتي حاجة، كل مرة كنت ببصلك فيها كنت بشوف نفسي في عيونك و أفضل أقول أنا مستاهلهاش، أنا ماكنتش كدا، أنا حاربت نفسي علشان ابقى واحد يستاهلك، كنت عاوز أكون واحد يليق بيكي و بقلبك، كنت عاوز أبقى واحد يستاهل جمالك دا.....كنت عاوز استاهل حُبك علشان أنا....."

توقف عن الحديث لبرهةٍ و عينيه تتصل بعينيها و هي تبكي من كثرة ما تعايشه و تشعر به و لربما كانت كل تلك المشاعر كثيرة عليها حتى تنفس هو بعمقٍ و قال:

"علشان أنا بحبك .... بحبك يا سلمى و مليش غيرك في الدنيا، أنا وفيت بوعدي و حافظت عليكي حتى من نفسي، علشان اللحظة دي تيجي و أنتِ ليا، عيونك الحلوين دول ليا و أنا غلبان و مشكلتي كلها في عيونِك"

نزلت الدموع تسيل على وجنتيها بغزارةٍ حتى احتضنها و هو يتنفس بعمقٍ و كأنه يتنفس لأول مرّةٍ في الحياة، و كذلك هي رفعت ذراعيها تتشبث به و هي تقول من بين بكاؤها و صوتها المتقطع:
"و أنا....أنا كمان.... بحبك"

لم يتوقع هو أن تنطقها هي لذا ابتعد عنها يمسك كتفيها و هو يقول بلهفةٍ:
"قولتي إيه ؟؟ قوليها تاني كدا"

مسحت دموعها و قالت بصوتٍ مختنقٍ نتيجة البكاء:
"أنا كمان بحبك و الله، مش عارفة ليه أنتَ تحديدًا و مش عارفة إمتى ؟! بس أنا حبيتك من قبل حتى ما أنتَ تحس بوجودي في حياتك، كل مرة كنت بتحاول فيها علشاني كنت بفرح أوي، شكرًا إنك وفيت بوعدك و حافظت على كل الطرق اللي جمعتنا ببعض"

حملها هو بين ذراعيه و قد باغتها بفعله لذلك ثم دار بها عدة مراتٍ و هي تضحك بصوتٍ عالٍ و تتشبث بعنقه بكلا ذراعيها حتى انزلها هو و قال بصوته الرخيم:

"النهاردة اليوم اللي الدنيا كلها ضحكتلي فيه يا سلمى، النهاردة بس عرفت يعني إيه عافر توصل و عرفت يعني إيه حد لمس أحلامه بأيديه"

اقتربت منه تضع رأسها على صدره و هي تبتسم باتساعٍ و فرحةٍ تعزف على أوتار فؤادها، فيما رفع هو ذراعيه يحتويها بين أحضانه.

وقف "وليد" يتابع كل ذلك من على بُعدٍ منهما حتى ابتسم بهدوء و هو يتذكر نفسه و فرحته التي ماثلت تلك الفرحة ثم نزل بهدوء حتى لا يزعجهما سويًا، توقف المصعد في طابق عمه "محمد" و فتح الباب ليتفاجأ كلًا منهما بالأخر و لم يحتاج "وليد" وقتًا طويلًا ليدرك سبب وقوفه هنا، لذا سحبه داخل المصعد و أغلقه و الأخر يطالعه بتعجبٍ، فقال "وليد" بضجرٍ منه:

"بص بقى ؟! علشان أنا تعبت خلاص و حطيت صوابعي العشرة في الشَق منك !! سيب الواد يشم نفسه شوية، اقسملك بالله لو كترت معاهم لأخلي الفرح الخميس الجاي، سيب الواد في حاله !!"

رد عليه "محمد" بتهكمٍ:
"يعني إيه بقى ؟! هبقى شجرة وسطهم ؟! دي لسه صغيرة !!"

حرك رأسه موافقًا ثم أضاف:
"متبقاش شجرة، خليك نخلة عالية و محدش بيطولها، حمايا !! سيب الواد يشم نفسه بدل ما يمين بالله أحرمك من حفيدك"

شهق "محمد" بقوةٍ ففاجئه "وليد" حينما ضغط على زر الطابق الخاص بشقة والده.

توقف المصعد فخرج هو أولًا و ظل عمه واقفًا كما هو، حينها سحبه "وليد" من يده ثم شبك ذراعه بذراع عمه و وقف يطرق الباب، فتح له "وئام" و حينما رآهما سويًا قال بسخريةٍ:

"إيه اللي لم الشامي على المغربي ؟! اوعوا تقولوا رايحين تعملوا محضر لبعض !!"

رد عليه "وليد" بغموضٍ:
"لسه !! بس على وشك إن شاء الله"

ضحك "وئام" عليهما فدلف "وليد" و هو يمسك ذراع عمه حتى أجلسه بجوار أبيه و هو يقول بثباتٍ و نبرةٍ جامدة:
"بقولك إيه يا حج مرتضى ؟! قعدوا جنبك كدا و شربه أي حاجة، خلي الواد يفضفض بمشاعره، لو قام أنتَ حر"

ابتسم "مرتضى" بشرٍ و هو يقول:
"متخافش ياض !! لو عتب برة باب الشقة هطلع الـ CD بتاعه، و نشوف بقى بطولات ميامي"

احتقن وجه "محمد" و هو يحدج أخيه بسخطٍ و يرمقه بسهام عينيه، فيما تحرك "وليد" يتوجه نحو الداخل فأوقفه "محمد" بقوله:
"خد هنا يالا ؟! رايح فين ؟!"

رد عليه ببرود:
"رايح لمراتي اللي هي بنتك يعني و أم ابني اللي جاي في السِكة، واخد بالك ؟! أم ابـنـي"

اتكأ على حروف كلماته معاندةً لعمه ثم دندن بمرحٍ و هو على مقدمة الرواق المؤدي للغرف:

"كتبوا كتابك يا نقاوة عيني، أحلى كلام بينك يا حلوة و بيني، جه اليوم اللي تكوني فيه حلالي ما أنا أصلي طيب و أمي دعيالي"

ضحك"وئام" و كذلك "مرتضى" فيما ضرب "محمد" كفيه ببعضهما و هو يقول بضجرٍ:
"يا بجح يابن السافل ؟!"
_________________________

في الأسفل في شقة "محمود" جلس هو في الخارج يقرأ في المصحف الشريف كعادته يقضي ليله في تلاوة كلام الله عز و جل ، حتى خرجت له "هدى" من غرفتها و هي تقول بنبرةٍ هادئة:

"الحمد لله فارس نام، على ما وئام بقى يجي ينام هو يصحى، كل مرة على الحال دا"

أغلق المصحف و هو يقول مُبتسمًا:
"الحمد لله إن وئام عاقل و متفاهم، يعني بيقوم يشيله لحد ما ينام، واحد كدا أعرفه ممكن يقوم يطرد الواد و أمه"

ضحكت "هدى" و هي تقول:
"أول حرف من اسمه وليد صح؟"

حرك رأسه موافقًا فأمعنت هي النظر في وجه والدها حتى سألته بتعجبٍ من الراحة التي تشكلت على ملامح وجهه:
"إيه سر الراحة دي كلها ؟! أول مرة من بدري أشوفك مرتاح و فرحان كدا"

رد عليها مُبتسمًا:
"يمكن علشان أكتر سبب كان مخوفني في الدنيا بقى مطمني؟! هدير أختك بقت حاجة تانية خالص يا هدى، لبست الخمار و بقت بتصلي الفرض بفرضه و النوافل و عرفت كمان إنها بقت بتحفظ قرآن و جميلة بتساعدها، حياة هدير اتقلبت خالص، و النهاردة عرفت انها هتبقى أم، الدنيا مش مكفية فرحتي و الله، ربنا يكرمه حسن و يباركله إن شاء الله"

ردت عليه "هدى" بتأثرٍ:
"ربنا يكرمهم سوا يا رب يا بابا، صدقني هدير طيبة و الله بس هي كانت متأثرة بحاجات تانية، بس لما ربنا نور بصيرتها، كلنا شوفنا هدير تانية خالص"

حرك رأسه موافقًا ثم تنهد بعمقٍ فيما جلست "هدى" بجواره و هي تقول بمشاكسىةٍ:
"خدني في حضنك بقى، هنفضل في سيرة الأستاذة كتير ؟! اه‍يه جوة مع حسن مش هتعبرنا"

ربت "محمود" على ظهرها و هو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"خليهم يا ستي يفرحوا مع بعض، ربنا يكرمهم إن شاء الله"

في داخل غرفة "هدير" كان "حسن" يقف على سجادة الصلاة و هي خلفه تقف بفرحةٍ و روحها تحلق مثل الفراشة بين الزهور و عبيرها، أنهى "حسن" الصلاة ثم التفت لها و هو يبتسم و قبل رأسها و تنهد بعمقٍ، كل ذلك كانت هي تبتسم له حتى قال هو بنبرةٍ هادئة:

"أنا صليت ١٠ ركعات شكر و حاسس إنه مش كفاية، إيه الفرحة الغريبة دي ؟! حاسس إني عاوز افضل ساجد العمر كله"

ردت عليه هي تؤكد حديثه:
"معاك حق و الله يا حسن، من كل ناحية تبصلها تلاقيها خير، الحمد لله على الهدى و الحمد لله على كل حاجة جت و الحمد لله على حاجات كتير ماستجابش ليا فيها و بدلني خير عنها، فوق كل دا الحمد لله على نعمة وجودك"

احتضنها هو بين ذراعيه ثم قبل قمة رأسها و قال بهدوء:
"في كل حاجة بتحصل حكمة احنا كبشر عمرنا ما هنفهمها، واحد زيي اتعقد من الحياة كلها و قولت مستحيل أحب أو آمن لواحدة تاني و أسلمها قلبي، و حصل و حبيتك، بعدها خوفت و قولت مش هكرر غلطي و أخليها تحمل و سبحان الله ألاقي نفسي غصب عني بدعي ربنا يكرمني منك بالرزق دا، الإنسان بطبعه نمرود مبيشكرش، بس و الله من أول ما عينك دول حبوني و أنا حمدت ربنا و رضيت بيكي الرزق الحلال في الدنيا دي"

ابتسمت له فقال هو بمشاكسىةٍ:
"مش أنتِ برضه بتحبيني يا أم علي ؟!"

ردت عليه بنبرةٍ ضاحكة:
"افرض طلعت بنت ؟! هيبقى إيه الوضع يا حسن ؟!"

اخفض رأسه و رفعت رأسها حتى تقابلت نظراتهما سويًا فقال هو بهدوء:
"هيبقى وضع زي الفل إن شاء الله، كفاية إنها هتكون منك أنتِ، و يا رب تبقى شبهك كدا"

اخفضت رأسها من جديد تضعها على صدره فرفع هو رأسها للأعلى و هو يبتسم بامتنانٍ.
_________________________

دلف "وليد" غرفته بعدما آثار حنق عمه، فوجدها تجلس على الفراش و الحاسوب على فخذها، جلس بجوارها و هو يقول بسخريةٍ:

"بطيختي الحلوة عاملة إيه ؟!"

حركت رأسها بضجرٍ و هي تقول من بين أسنانها:
"بس بقى بطل استفزاز !! الله ؟! ما هو ابنك يا أخويا، دا إيه دا !!"

ابتسم هو رغمًا عنه بسبب طريقتها فأمسكت هي ثمرة التفاح من جوارها تقضم منها قطعة كبيرة فقال هو مسرعًا بتهكمٍ:
"هو أنتِ بتاكلي في أخر زادك ؟! بالراحة يا سوبيا ؟؟ بالراحة"

ردت عليه هي بغيظٍ:
"بس علشان أنا ماكلتش كويس لو سمحت !! حاسة أني مهبطة"

صرخ في وجهها بقوله:
"نــعم !! ماكلتيش كويس !! واكلة طبقي و طبقك و طبق طارق و سلمى، و ماكلتيش كويس ؟!"

ردت عليه بقلة حيلة:
"أعمل إيه باكل لينا إحنا الاتنين مع أني حاسة إن هو بياكل أكتر مني"

رد عليها بتهكمٍ:
"بطلي افترا و ظلم !! عيل في الشهر الرابع هياكل كل دا ؟؟"

ردت عليه هي بحزنٍ:
"هو أنتَ زعلان مني ؟! حاسة كدا إني مزعلاك"

رد عليها مسرعًا بلهفةٍ و هو يقدر حالتها و تقلباتها المزاجية:
"و الله العظيم ما حصل أبدًا، بالعكس أنا فرحان بيكي أوي و مبسوط و أنا شايفك كدا قدامي"

ابتسمت هي بسعادةٍ ثم ارتمت عليه تحتضنه و في تلك اللحظة طُرق باب الغرفة و تحدث "طارق" من الخارج يستأذن الدخول فسمح له "وليد" ليطل منه و معه "جميلة" تحمل صينية الطعام في أيديها.

سألهما "وليد" بتعجبٍ:
"خير ؟! و إيه اللي جميلة شايلاه دا ؟! إحنا عندنا أكل كتير برة"

رد عليه"طارق" مُفسرًا:
"دا يا سيدي أكل لعبلة علشان هي ماكلتش كويس، متشغلش بالك أنتَ بس"

اقتربت "جميلة" تجلس بجوارها و هي تقول بحماسٍ:
"يلا يا عبلة علشان آكلك، ألف هنا و شفا على قلبك يا رب"

تحدثت "عبلة" بامتنانٍ لها:
"الله ينصرك و يجبر بخاطرك يا رب يا جميلة، عقبال ما أشوفك بطيخة زيي كدا إن شاء الله"

حاول "وليد" كتم ضحكته بجهادٍ حتى نجح في ذلك فيما تحدث "طارق" مستفسرًا:
"هو عمي مرتضى ماسك أيد أبويا برة كدا ليه ؟! هو عليه تار"

رد عليه"وليد" مفسرًا:
"لأ بس أبوك عاوز يضيق الدنيا على أحمد، سلط عليه أبويا و عمك طه هو كمان، خلينا نشوف أخرتها معاه".

ضحك "طارق" رغمًا عنه ثم جلس على المقعد فتحرك "وليد" يجلس بقربه و هو يتابع زوجته التي تأكل بشراهةٍ و كأنها تأكل لأول مرّة منذ عدة أيامٍ على الرغم من كونها تناولت الطعام للمرة العاشرة على سبيل المثال في ذلك اليوم.
_________________________

أسفل عيادة الطبيبة النسائية توقف "ياسين" بسيارته و معه "خديجة" أيضًا زفرت هي بقوةٍ و خوفٍ يسيطر عليها من القادم فقال هو مُطمئنًا لها:

"مش عاوزك تخافي يا خديجة، دي دكتورة بنت صاحبة أمي، إن شاء الله تطمنا و ميكونش فيه حاجة"

ردت عليه هي بتوترٍ:
"طب هي طلبت تحاليل من قبل ما نروح ليها ليه ؟! فضلت تسألني في الموبايل على حاجات غريبة بصراحة خوفت أكتر"

سألها هو بتعجبٍ من حديثها:
"خوفتي من إيه ؟!"

_"خايفة من اللي جاي علينا، خايفة نكون مش قده علشان نستحمله، خايفة من كل حاجة"
ردت عليه بذلك تعبر عن مخاوفها حتى أمسك كفها بين كفيه و هو يقول بنبرةٍ هادئة:

"أنا مش عاوزك تخافي، الخلفة دي رزق و ربنا هو اللي بيكرم بيه، لو كتبه لينا يبقى خير و بركة، محصلش يبقى الحمد لله على كل حال، كفاية إنك معايا و أنا هعتبرك بنتي و خلاص، مش عاوزك تسلمي دماغك للشيطان و افتكري إن اللي يتفائل بالخير بيلاقيه، ابشري"

تنهدت هي بعمقٍ ثم ردت عليه بوجهٍ مبتسمٍ:

"قـبـلـت البـشـرىٰ"
ابتسم هو لها ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"بشرك الله بما تتمنيه و رزقكِ بما تُريديه"

تنفست بعمقٍ ثم سألته بحذرٍ:
"هو احنا هنا بنعمل إيه ؟! طالما هي رزق ؟!"

رد عليها مفسرًا يتفهم خوفها و قلقها:
"علشان الزرق عاوز سعي، احنا جايين نتطمن، إحنا بقالنا سنة و نص جواز و لسه مفيش أي حاجة، هنتطمن و خلاص و ربنا يكرم إن شاء الله"

حركت رأسها موافقةً ثم نزلت من السيارة بعدما نزل هو، أمسكت يده تصغط عليها من فرط قلقها فيما ابتسم هو يُطمئها حتى دلفا سويًا لدى الطبيبة التي كانت تنتظرهما من الأساس.

رحبت بهما بعد جلوسهما حتى مد "ياسين" يده لها بالأوراق و هو يقول بثباتٍ يتنافى مع خوفه:
"التحاليل اللي حضرتك طلبتيها مني و منها أهيه يا دكتور، اتمنى إن حضرتك تطمنينا، و لو فيه أي حاجة ياريت حضرتك تبلغينا سوا احنا متفاهمين و مقدرين الموقف"

حركت رأسها موافقةً و هي تبتسم لهما قرآت التحاليل الخاصة بهما ثم تنهدت بعمقٍ و سألتهما بنبرةٍ عملية:
"لو حد من حضراتكم مُصر على الخلفة و التاني عنده مشكلة فيها ؟! هل دا هيفرق في حاجة ؟!"

حسنًا لقد استطاعت بحديثها بث الرعب بداخلهما سويًا فنظرا لبعضهما البعض بخوفٍ و تحدث هو مُقررًا بثباتٍ:
"لأ طبعًا، دي أرزاق ربنا بيقسمها، محدش بياخد كل حاجة، فيه ناس رزقها فلوس و ناس رزقها شريك صالح و ناس رزقها في الأولاد و ناس رزقها في كل دول، بالنسبة ليا مفيش مشكلة، وجودي هنا بس علشان نتطمن مش أكتر"

ابتسمت له الطبيبة و هي تقول بتعجبٍ من طريقة تفكيره:
"ما شاء الله ؟! إيه التفكير دا ؟! ربنا يكرمك و يكتر من أمثالك"

عقد ما بين حاجبيه فقالت هي بسخريةٍ:
"أصل من يومين بالظبط كان فيه زوجين هنا برضه و لما عرف إن المشكلة من عند مراته رمى عليها اليمين و خرج من هنا لوحده"

شهقت "خديجة"بخوفٍ و نظر لها "ياسين" بعينين مُتسعتين فزفرت الطبيبة بقوةٍ ثم قالت بوجهٍ مُبتسمٍ:

"على العموم اتطمنوا و افرحوا لأن أنا شايفة كل حاجة تمام قدامي، مفيش أي موانع عند أي حد من حضراتكم، مجرد تأخير طبيعي جدًا بيحصل في حالات كتير زي دي، متخافوش ربنا هيكرمكم قريب إن شاء الله"

ابتهج وجه كليهما فسألتها "خديجة" بلهفةٍ:
"بجد ؟؟ يعني أكيد كل حاجة تمام ؟! أنا اعصابي باظت خلاص"

ردت عليها مؤكدةً:
"أكيد كل حاجة تمام و الله متخافيش، بصي يا ستي دا طبيعي جدًا يحصل لحد ما كل حاجة بتحصل بالنصيب، و زي ما أستاذ ياسين قال، دا رزق و جايز يتأخر، دي حكمة من عند ربنا متقلقيش أنتِ بس"

تنفست "خديجة" بعمقٍ و كذلك "ياسين" ثم نزلا سويًا من عند الطبيبة بحالٍ غير الحال و كأن الروح عادت لهما من جديد، جلست "خديجة" في السيارة بفرحةٍ كبرى و هو أيضًا حتى سألها:

"ارتاحتي ؟! الحمد لله طلع طبيعي كدا بقى نطتمن و نرتاح لحد ما الرزق يجيلنا، إيه رأيك؟"

حركت رأسها موافقةً ثم أضافت:
"معاك طبعًا، الحمد لله على كل حال، بس أنا قررت قرار تاني كدا و عاوزاك تساعدني فيه"

عقد ما بين حاجبيه فقالت هي مسرعةً:
"فاكر قولتلي قبل كدا لو عاوز حاجة و نفسك فيها تعمل إيه؟"

حرك رأسه موافقًا ثم جاوبها بتيهٍ:
"الحاجة اللي عاوزها تجيلك روح و ساعد بيها غيرك، بس اشمعنا ؟"

ردت عليه هي بحماسٍ:
"دلوقتي أنا بقيت بروح الدار و الجمعية الخيرية كتير اوي و بقيت مسئولة هناك، عاوزة أساعد الاطفال اللي بيعانوا من الأمراض النفسية و بتأثر على تشكيل شخصيتهم، عاوزة أخليهم يخلصوا من كل العقد و كل الآلام النفسية اللي عندهم، كل طفل من دول لو حد بس ركز معاه في صغره هناخد بالنا بيعانوا فعلًا و إن حياتهم كلها متوقفة على طفولتهم، هتساعدني في حاجة زي دي ؟!"

ابتسم لها و هو يقول:
"الحاجة اللي عاوزها تجيلك !! روح وساعد بيها غيرك !! حاضر هساعدك يا ست الكل"

ابتسمت بسعادةٍ ثم ارتمت عليه تمسك ذراعه و هي تقول بحماسٍ:
"الله !! أنا فرحانة أوي النهاردة، سلمى نجحت و فرحتنا كلنا و أحمد فرحان و هدير حامل و فرحانة و عبلة البطيخة فرحانة، و أنتَ دلوقتي بقيت فرحان، يا رب نفضل فرحانين علطول"

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة:
"عقبال ما نفرح بخلود و عمار يا رب، علشان تبقى كدا كملت"

ضحكت هي بملء صوتها و هو أيضًا و كلًا منهما يفكر هل من المعقول تلك الدقائق القليلة لدى الطبيبة أعادت لهما الحياة من جديد بعد توترٍ دام لليالٍ من قبل النتيجة، و لكن الآن عادت الروح تستقر داخل أجسادهن من جديد في بدايةٍ جديدة تكتب لهما سويًا.

يُتَبَع
#الفصل_الثاني_و_الثمانون_الجزء_الثاني
#رواية_تَعَافَيْتُ_بِكَ

Continuă lectura

O să-ți placă și

3.4M 51.4K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
1.2M 37.1K 29
the original story ........الرواية الأصلية 𝑩𝑬 𝑴𝑰𝑵𝑬 / 𝟐𝟐𝟎𝟏 عندما تقوم بيرلا بزيارة ألمانيا كرحلة للترفيه والمتعة تجد نفسها عالقة مع رجل...
1.2M 4K 64
⚠️ القصة دي شبه واقعية وتحكي أحداث معظمها حدث معي شخصياً بالفعل،⚠️ يعني معظم الشخصيات اللي فيها موجودة بمواصفتها لكن الخيال فيها إن مش كلهم بل معظمه...
929K 74.9K 74
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...