تَعَافَيْتُ بِكَ

By ShamsMohamed969

15M 639K 219K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... More

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️
تجميعة الحلقات الخاصة

الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)

62.6K 3.4K 691
By ShamsMohamed969

"الفصل الخامس و السبعون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

"أجد في ضيق ذراعيكَ المتسع من دنياي"
_________________________

ربما لو اختلفت أوضاعنا لـ تفاجئنا بحقيقة الأمر من منظورٍ آخر، لربما اكتشفنا أن ما ظنناه يسير بكل يُسرٍ هو أكثر ما يعيقنا و يقف بكل عُسرٍ، قد تظن أن حقيقة الأمر مكشوفة و في الحقيقة أن حقيقة الأمر كانت مثل الصفعةِ المدوية.

حرب نظراتٍ نُشبت بينهما و الربح بها للطرف الأقوىٰ الذي استطاع قراءة من يحاربه بنظراته، حيث كان «وليد» يجلس بكل ثباتٍ أمامه رافعًا أحد حاجبيه مُمعنًا النظر به حتى قرأ من هو و كأن أحد الكتب التي تَعمقَ هو بقرائتها، فيما تحدث «هشام» بنبرةٍ جامدة يشوبها اهتزازٍ طفيف يدل على خوفه منهما:

"هو انتوا مين ؟! مش هتبطل جو البلطجة دا يا يوسف ؟! يا أخي اكبر بقى و احترم سنك و وظيفتك"

رفع «يوسف» حاجبه و هو يقول متهكمًا:
"شوف مين بيتكلم ؟! مش لما تحترم أنتَ الرجولة يا هشام ؟! يا أخي دا أنتَ عار على صنف الرجالة كله"

رفع صوته في وجهه و كأنه بذلك يثبت عدم اهتزازه بوجودهما:
"أنت لو ملميتش لسانك دا أنا هضيع الباقي من مستقبلك و على ما أظن كدا إنك مش فارق مع حد أصلًا، يعني محدش هيزعل و يدور عليك أصلًا"

كان الحديث مثل نصل السكين الحاد يمزق في روحه و هو يذكره بأنه في تلك الدنيا مثل من وجد بها لقيطًا، تدفقت الدماء إلى وجهه حتى انعدمت الرؤية أمامه و في لمح البصر انقض على «هشام» يمسك عنقه بيده و باليد الأخرى يُرجع ذراعه للخلف و هو يقول بـ هسيسٍ يشبه هسيس الأفعىٰ و الأخر يتلوى في يديه:

"عظيم بيمين أنا ممكن دلوقتي أضيع رجولتك و مستقبلك و أي حاجة تخليك تفكر تشوف نفسك في يوم عليا، و زي ما قولت مش فارق معايا حد، أنا واحد رامي نفسه في وش الموت، اتقي شري علشان نفسك"

ابتعد عنه و عاد لموضع جلوسه مرةً أخرى بجوار «وليد» فيما سعل «هشام» بشدة و هو يدلك عنقه بعدما ابتعد عنه «يوسف» حتى تحدث «هشام» بعنجهيةٍ:

"أنتَ عاوز إيه ؟! مش مكفيك إن ملفك فيه نقطة سودا لو روحت حتى لأصغر شركة مش هتقبل بيك ؟! نسيت إنك ضاربني و متهجم عليا في مكتبي ؟!"

غمز له بخبثٍ و رافق تلك الغمزة قوله الخبيث أيضًا:
"طب ما تقول ضربتك فين و ليه ؟! لو راجل فعلًا زي ما بتقول"

اقتدح الشر في نظرات الأخر حتى أضاف «يوسف» بثباتٍ و لامبالاةٍ:
"أقول أنا حتى علشان وليد يعرف هو كمان، البيه المحترم كان لسه واصل الشركة جديد و اتمنظر علينا و شاف نفسه قولنا مش مشكلة، كنت ساعتها واقف على درجة نائب المدير العام، البيه بقى كان بيطول في الشركة على قد ما يقدر دا مش علشان سواد عيون الشركة"

سأله «وليد» بتعجبٍ و هو يتابع الأخر بنظراته:
"اومال علشان إيه ؟!"

"علشان خاطر عيون سحر، سكرتيرة غلبانة حاول يتهجم عليها، كان فاكرها زي اللي خلفته كدا"

قبل أن يقف «هشام» أوقفه «وليد» بقوله الجامد و نبرته الحادة:
"اقعد بدل ما أخليك تقعد العمر كله، اقعد دا أنتَ وقعتك سودا، كمل يا يوسف"

رد عليه «يوسف» بثباتٍ يُكمل سرد القصة:
"كل الحكاية إن من حظه المهبب أني كنت هناك اليوم دا، و الحمد لله لحقتها من أيده علشان البيه كان سكران، و من بجاحته تاني يوم طلع قرار برفد ليها و قرار بـ احالتي للتحقيق، و أخر حاجة رسيوا عليها كانت أني انزل مشاريع من تاني بعدما ما كنت نائب المدير، و ضاعوا من عمري سنتين و ٣ شهور بس على مين ؟!"

رد عليه «هشام» بطريقته المعتادة و أسلوبه البارد:
"على مين ؟! على نفسك، افتكر إن الجزاء من جنس العمل و أنتَ طايح في الكل مش راحم حد،  جرى إيه يا يوسف ؟!! هتشوف نفسك عليا ؟! دا أنا أخليك تشحت و أضيعك"

تحدث «يوسف» مندفعًا في وجهه بنبرةٍ جامدة:
"طب و ياسين ؟! برضه طايح في الكل ؟! و لا أنتَ اللي مش مستحمل حد يعلم عليك، بما إنك ناقص في الرجولة ؟!!"

رد عليه بغيظٍ:
"مش هو شاطر و مهندس قد شغله ؟! طالما هو مهندس يبقى يشوف شغله احنا مش فاتحينها سبيل"

تلك المرة اندفع «وليد» يمسكه من تلابيبه و هو يصيح بهتافٍ حاد:
"لأ يا روح أمك مش سبيل، زريبة علشان يشتغل و يأكل المواشي اللي زيك كدا، حوار إنك تشغل الناس على كيفك دا عند اللي خلفوك، إنما هنا أنا أديك على دماغك"

وقف «يوسف» خلفه يحاول ابعاده عنه حتى تحدث «وليد» بنبرةٍ جامدة و صوتٍ عالٍ:
"يــوسـف ؟! هو أنا قولتلك بنعمل إيه في القافلة لما الكلاب تعوي ؟!"

رد عليه الأخر بتيهٍ يمتزج بالحيرة من حديثه و هو يمسك بتلابيب الأخر:
"بنركن القافلة و ننزل للكلاب"

رد عليه بهدوء ما قبل العاصفة:
"غير الخِطة يا يوسف، اسمع مني الجديد"

_"هو إيه الجديد ؟؟ ناوي على إيه يا وليد ؟!"
تفوه «يوسف» بذلك يسأله بقلقٍ حتى أجابه الأخر بثباتٍ:
"هنكسر القافلة على دماغهم"

تفوه بها ثم سحب الأخر يلقيه على المقعد و هو يضربه حتى علم رجاله في الخارج بذلك من خلال ركض الفتيات و الشباب، و حينها أخرج «يوسف» السلاح الخاص به "المطوة" ثم وقف في وجه الرجال و قبل أن يقترب أيًا منهما من «وليد» يضربه «يوسف» بيده حتى كسر زجاجةً على رأس أحدهما و دفع الأخر على الطاولة الزجاجية حتى تهشمت تمامًا فور اصطدام جسده بها.

كان «وليد» إبان ذلك يضرب «هشام» حينما أدرك هويته و أنه هو من تسبب في رحيل «ياسين»، و الأخر لم تسعفه قوته الزائفة بسبب ترنح جسده نتيجة المشروبات التي يحتسيها و يداوم عليها، حينها اندفع «يوسف» يبعده عن «هشام»  عنوةً عنه و هو ينبهه بخطورة فعله.

ابتعد عنه «وليد» يلهث بقوةٍ فتحدث «يوسف» بصوتٍ متهدجٍ:
"فيه إيه ؟! مالك اندفعت كدا ليه ؟! اومال لو الموضوع يخصك بقى ؟!"

رد عليه «وليد» بصراخٍ و صوتٍ عالٍ حيث انفجر أخيرًا بعدما أخبره «ياسين» بما حدث معه:

"لأ يخصني، بسببه كنت هخسر ياسين و وراه كنت هخسر خديجة، بسببه ياسين اترفع عليه السلاح و لو كان حصله حاجة كنت هخسر أختي هي كمان، بسببه فضلت شهر و نص تعبانة و مش عارف ابسطها، علشان إيه ؟! علشان واحد *** زي دا بيدوس على الناس و فاكر نفسه بيلعب، اللي زي دا حلال فيه الموت"

أشار على «هشام» و هو يتأوه بألمٍ بالغٍ على الأريكة، حتى سحبه «يوسف» من عليها و هو يقول أمرًا لـ «وليد»:

"كلم ياسين و قوله يقابلنا ضروري، خلينا نخلص من الحوار دا كله بقى، هي كدا جابت أخرها"

أخرج «وليد» هاتفه يهاتف «ياسين» و طلب منه القدوم لذلك المكان بعدما أخبره «يوسف»، كان «ياسين» حينها في شقته مع زوجته و حينما هاتفه «وليد» استأذن منها و ذهب بعدما تحجج باحيتاج «يوسف» له قبل العودة إلى عمله.

رحل من أمامها حتى نظرت هي في أثره بقلة حيلة ثم جلست على الأريكة تفكر فيما قد يستدعى نزوله في ذلك الوقت بتلك الطريقة، أما هو فـ حينما علم بتواجد الاثنين مع بعضهما حينها ركض فورًا لهما حيث الوجهة التي أخبره بها «وليد».

في ذلك المكان الذي تعود ملكيته لـ «هشام» جلس على المقعد و «وليد» بجواره يقف على ردع حركته، فيما تدبر «يوسف» أمر الرجلين حتى وصل لهما «ياسين» و أخوته بعدما طلب منهم المجيء معه نظرًا لعدم معرفته بما يحدث و كم عائق يقف في وجوههم !!

وصل الأربعة سويًا فوجدا الاثنان معًا يقفا حول «هشام»، دلف «ياسين» أولًا لهما يسأل منفعلًا بنبرةٍ جامدة:
"انتوا ليه أغبيا ؟! ليه تعملوا كدا ؟! ليه تضيعوا نفسكم ؟!"

رد عليه «وليد» ببروده المعتاد الذي امتزج بتهكمٍ طفيفٍ:
"لا ضيعنا نفسنا و لا حاجة، كل الحكاية بس إن الكلاب عوت و القافلة تسير، وقفنا القافلة و نزلنا ليهم، زعلان يا ياسين ؟!"

نظر له «ياسين» بحدة فتحدث «عامر» بسخريةٍ:
"ليه كدا بس يا وليد ؟! كنت رميت ليهم شوية عضم و خلصنا"

زفر «خالد» بقوةٍ ثم اقترب من منتصف المكان يقف مقابلًا لـ «هشام» يطالعه بشررٍ و يحتويه بنظرةٍ ثاقبة و على حين غرة صفعه على وجهه حتى دوى صوت الصفعة بالمكان و تبدل نظرة الشباب جميعهم حتى غلفت الدهشة نظراتهم، حينها اقترب «خالد» منه يمسكه من تلابيب قميصه حتى اوقفه و هو يقول بصوتٍ جهوري النبرة:

"أنا على أخري منك و يدوبك ماسك نفسي أني مقتلكش، ياسين عمره ما هيفكر يقل منك و ياخد حقه، بس أخواته يعموا كدا عادي، عارف ليه ؟! علشان أنتَ ناقص"

دفعت على المقعد مرةً أخرى ثم التفت إلى «وليد» يسأله بنبرةٍ جامدة:
"أنتَ اللي عملت فيه كدا ؟!"

حرك رأسه موافقًا بحركةٍ خافتة حتى رد عليه «خالد» بفخرٍ:
"جدع !! و تستاهل يتقال عليك أخ بجد، سواء أنتَ أو يوسف"

اقترب «ياسين» منه يوجه حديثه للأخر:
"عرفت ليه لحد دلوقتى أنا ماخدتش حقي ؟؟ علشان عارف إنهم مش هيسيبوك، بس أقسم بالله لو حقي مرجعش و اترد اعتباري أنا هولع في جثتك"

رد عليه «هشام» ببرود:
"عندك إيه تعلمه ؟؟ و لا أي حاجة، ريح نفسك يا ياسين"

رد عليه «ياسين» بثقةٍ و ثباتٍ:
"لأ !!  عندي كتير أوي يخليك تقعد في بيتكم تشحت زي الكلب، هوريك بنفسي"

أخرج هاتفه بعد جملته تلك الجملة ثم قام بفتحه على مقطع فيديو له يترنح بجسده بعدما سَكر كعادته بعدما تناول الخَمر و كانت تجاوره فتاةٍ في ذلك المقطع حتى ركبا السيارة سويًا.

أغلق «ياسين» الهاتف فورًا و هو يقول بثباتٍ جعل الأخر يزدرد لعابه بخوفٍ:
"فيديو زي دا لو وصل لممتاز ساعتها أنتَ هتقعد في بيتك، و مش بس كدا ؟! فضيحتك هتبقى بجلاجل، بس أنا متربي و اللي ستره ربه ميفضحهوش عبده، علشان كدا تسمع كل كلمة هقولها لو واحدة بس سقطت منك أنا هسلمك ليهم ياخدوا حقي و حق الرجالة، و لا ليه ؟! أنا أسلمك لرجالة البدو و هما ساعتها ياخدوا حقهم منك صح، قولت إيه يا إتش ؟!"

_________________________

جلست «عبلة» في شقة «طارق» حتى يعود لها زوجها و يأخذها، جلست على مقربةً منهما تتصفح هاتفها و تحاول التواصل معه حتى زفرت بقوةٍ و حركت رأسها للجهة الأخرىٰ فوجدت «طارق» يجلس في يده المصحف الشريف و «جميلة» أمامه تجلس بهدوء تتلو القُرآن بصوتٍ خاشع و هو يبتسم بهدوء و عينيه تتابعها عن كثبٍ و هي تجلس أمامه ترتدي الاسدال و تقوم بتسميع القُرآن بعدما طلبت منه أن يعاونها في ذلك حتى لا تنشغل بدنياها و تنسى ما حفظته من القُرآن الكريم.

اتسعت بسمته تلقائيًا حينما توقفت لبرهةٍ عابرة تتذكر تكملة ما توقفت عنده حتى ابتسم هو بهدوء و هو يقول:
"﴿وَأَنزلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾"

أكملت هي بعدما توقف حتى نهاية ما اتفقا عليه سويًا، تنهدت هي بعمقٍ بينما هو اقترب منها يقبل رأسها ثم أمعن النظر في وجهها و هو يقول بنبرةٍ هادئة:

"بارك الله فيكِ و جمعني بيكي في جنته يا جميلة، فرحان بيكي أوي و الله، جعل الله القُرآن شفيعًا لكِ يوم القيامة"

ابتسمت له بِحبٍ ثم قالت بهدوء:
"طب يلا زي ما اتفقنا أنا اسمع و أنتَ تفسرلي و تساعدني أني افهم مقصد السورة، و لا محضرتش زي المرة اللي فاتت ؟!"

حرك رأسه نفيًا ثم تحدث يجاوبها بهدوء بعدما ابتسم لها:
"لأ طبعًا هسيبك تشمتي فيا زي المرة اللي فاتت ؟! عيب عليكي"

حركت رأسها موافقةً فسحب هو نفسًا عميقًا ثم قال بنبرةٍ هادئة:

"سورة النور من السور اللي سيدنا محمد صل الله عليه و سلم وصى بحفظها و الدليل على ذلك قوله:
"علِّموا رجالكم سورةَ المائِدةِ، و علِّموا نساءِكُمْ سور النور، لأن مقاصدها كتير و خصوصًا للنساء، بمعنى إن مقاصدها العفاف و الستر و صفاء المجتمع المسلم و تحصينه من أسباب الفاحشة و كيد المنافقين"

سألته هي بتركيزٍ بالغٍ و اهتمامٍ تقطره حروفها:
"طب و ليه النور تحديدًا ؟!"

رد عليها مفسرًا بنبرةٍ هادئة:
"اسمها سورة النور لتكرار لفظ النور بها سبع مرات و لـ اشتمالها على ضرب المثل بنور الله الذي يهدي إليه من الإيمان و القرآن و هو من أعظم مقاصد القُرآن"

حركت رأسها موافقةً فأضاف هو من جديد بنفس الهدوء:

«سُورَةٌ أَنزَلۡنَـٰهَا وَفَرَضۡنَـٰهَا وَأَنزَلۡنَا فِیهَاۤ ءَایَـٰتِۭ بَیِّنَـٰتࣲ لَّعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ»

يَقُولُ تَعَالَى:
هَذِهِ ﴿سُورَةٌ أَنزلْنَاهَا﴾

فِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى:
(١) الِاعْتِنَاءِ بِهَا وَلَا يَنْفِي مَا عَدَاهَا.

﴿وَفَرَّضْنَاهَا﴾ قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ: أيْ بَيَّنَّا الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ وَالْأَمْرَ وَالنَّهْيَ، وَالْحُدُودَ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ:

وَمَنْ قَرَأَ "فَرَضْناها" يَقُولُ:

فَرَضْنا عَلَيْكُمْ وَعَلَى مَنْ بَعْدَكُمْ.
﴿وَأَنزلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ أَيْ: مفسَّرات واضحَات،
﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾"

حركت رأسها موافقةً فاستكمل هو تفسير مقاصد السورة و شرحها لها و هي تتابعه بفخرٍ على الرغم من كونها تعلم كل ذلك إلا أنها أرادت مشاركته تلك اللحظة و أن تأخذ بيده حتى ينتهي بهما العمر سويًا في طريق النور، فيما استمر هو في التفسير حتى أضاف هو:

"السورة دي شرحت الحجاب كما يجب أن يكون فرض على كل مسلمة، العفة و الستر اللي واجب على كل مسلمة إنها تحارب علشان توصله، ربنا يكرمنا كلنا و يهدينا لطريق الحق إن شاء الله، كدا تمام !؟!"

سألها بمرحٍ طفيف حتى حركت رأسها موافقةً و هي تبتسم له فاقترب هو منها يقول ممتنًا لها:
"شكرًا علشان أنتِ بشكل مش مباشر بتساعديني، و شكرًا علشان وجودك اللي كان كل خير ليا في الدنيا، أكرم حاجة يحصل عليها الراجل هو وجود زوجة صالحة تعينه على الطاعات و أنتِ وجودك جميل أوي زي اسمك خلى حياتي جميلة"

أقتربت منه هي تمسك كفه بين كفيها و هي تقول بنبرةٍ هادئة:
"منكرش أني ساعات بقول إنك ملبوس شوية و عندك سلوك لامسة في بعض، بس أنا بحبك، و نفسي نكمل الطريق سوا، يمكن قابلتك في وقتي الصح أو يمكن جيت ليك متأخر بس برضه دا الخير لينا سوا، كنت ساعات بتمنى اتجوز واحد يساعدني في الدين و يكون عارف أكتر مني، بس لما جربت الطريق و احنا ماشيينه سوا حسيت بمتعة أكبر، حاسة إننا مع بعض طريقنا احلى، بفرح أكتر لما تنافسني و تكسبني"

أبتسم هو لها حتى اقتربت منهما «عبلة» بتوترٍ و خجلٍ و هي تفرك كفيها معًا، فانتبه لها «طارق» لذلك قال بعدما حمحم بخشونةٍ:
"تعالي يا عبلة، تعالي يا حبيبتي"

اقتربت تجلس معهما و هي تبتسم لهما حتى قالت بصوتٍ مهتز:
"أنا عجبتني أوي قعدتكم كدا سوا، و كنت عاوزة بس اسألكم حاجة، بما أنكم ماشيين الطريق دا مع بعض، هي حميلة لبست الخمار ازاي ؟!"

انتبهت لها «جميلة» و هي تبتسم باتساعٍ فأضافت «عبلة» تفسر بتوترٍ:
"اقصد يعني... ازاي خدني خطوة زي دي رغم إن سنك صغير، يعني أنتِ بتقولي إنك من تالتة اعدادي مختمرة، ازاي، مفكرتيش في الخطوة دي انها ممكن تقيدك شوية ؟!"

ردت عليها بحماسٍ تنفي ظنونها:
"لأ خالص، بصي هو طريق أنا خدته واحدة واحدة، بمعنى أني بدأت ألتزم بالصلاة و بعدها بالنوافل بعدها بأذكاري بعدها بأمور ديني، بعدها بالورد اليومي، بعدها بدأت أحفظ، لحد ما مرة قرأت آية من سورة العنكبوت، معرفش ليه اتشديت أوي للآية دي و حسيت أني عاوزة أعرف أكتر تفسيرها و مقصدها"

سألتها «عبلة» باهتمامٍ:
"آية إيه دي ؟!"

ابتسمت لها و هي تقول:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}

المؤمن يقطع عمره كله يحاول ترويض نفسه للخير و يفضل يجاهد فيها، هي تهزمه مرة و هو يهزمها مرة و كل أمله في الدنيا أنه يقابل ربنا و هو غالب مش مغلوب، لأن في هزيمتها انتصاره و في هزيمته هلاكه، الآية دي معناها اننا نجاهد نفسنا و نحاربها، مرة اقطع و مرة اثبت و مرة التزم، كل الحكاية في قوة جهادك لنفسك، الفكرة إنك هتفضل طول عمرك بتحارب النفس و تجاهد الهوىٰ، و الهوىٰ مخالفته نجاة لأن النفس أمارة السوء لصاحبها، أنا بعد ما لبست الخمار سنة و نص جت عليا فترة فتور من العبادات لدرجة خلتني اقطع الصلاة خالص، نهاية الطريق دا لو كنت سيبت نفسي فيه كانت هتبقى آخرته أني ممكن أقلع الحجاب كمان، بس ساعتها فضلت ادعي و احارب و علشان مكسلش عن الفرض كنت بسهر و اطبق علشان اصلي القيام و الفجر، اتولدنا فيها نحارب علشان نلقى الراحة في الجنة يا عبلة"

حركت «عبلة» رأسها موافقةً و لمعت عينيها بوميضٍ و هي توزع نظراتها بينهما و هي ترى تلك العلاقة التي يسعى كليهما للوصول إلى الجنة ممسكًا بيد الأخر معه يسحبه نحو الضوء.
_________________________

خرجوا الشباب معًا بعدما قاموا بـ الاتفاق مع «هشام» على عودة حقوقهم و حقوق كل من سعى هو لظلمهم، حيث يقوم بتقديم اعتذارًا رسميًا لـ «يوسف» و تقديم مكافأة مالية لـ «ياسين» مع إقامة حفلًا للشهادة به و بعمله و تعويض كليهما عن ما تسبب هو في نتائجه السلبية التي لحقت بهما.

وقف «يوسف» أمام الشباب يبتسم لهم، فتحدث «عامر» بنبرةٍ ضاحكة:
"كان ليه حق ياسين يخاف منك و من وليد مع بعض، بس الحمد لله الحق رجعلكم اهوه، هتمشي ليه بقى ؟!"

رد عليه «يوسف» بقلة حيلة:
"همشي علشان مش هعرف أعيش هنا يا عامر، أنا مليش حد، و اللي ليا مستحيل أعيش وسطهم، أنا بهرب من نفسي قبل الكل"

رد عليه «عامر» بلهفةٍ:
"أحنا معاك أهو !! اقصد اننا هنا أهلك كلنا، و أخواتك كمان، وافق إنك ترجع مهندس هنا تاني و سيبك من الرمية في الصحرا، ياسين حكالنا عن الوضع هناك، ليه الخطر دا ؟!"

ابتسم «يوسف» له و هو يقول بنبرةٍ هادئة مُعجبًا بطيبته:
"سبحان الله، طلعت طيب أوي، شكرًا يا عامر، بس أنا صعب افضل هنا و الله، هستنى كام يوم كدا يترد اعتباري و همشي إن شاء الله، أكيد هنتقابل تاني و أكيد دي مش نهاية اللي بيننا"

تدخل «ياسر» يقول مؤكدًا ما تفوه به:
"طبعًا إحنا كلنا معاك و أي وقت كلنا في ضهرك، المهم أنتَ متنسناش بس، و لو احتاجت اخواتك هتلاقينا معاك"

حرك رأسه موافقًا فسأله «وليد» و كأنه انتبه لتوه:
"صحيح هو أنتَ إيه حكايتك ؟! أنا معرفش حاجة عنك، معقول تبقى أخونا و منعرفش عنك حاجة ؟!"

رد عليه بثباتٍ:
"لأ دي حكاية طويلة، و أنا حكايتي لسه مبدأتش، بس وعد مني لما تبدأ هقولكم، مش هنسى أخواتي برضه"

ابتسموا له فاقترب هو يحتضنهم و يودعهم قبل رحيله، و بمجرد ما التفت يوليهم ظهره عاد من جديد يقول بخجلٍ:

"أنا بس عاوز اعترف بحاجة صغيرة، أنا اللي شجعني اني انزل القاهرة هو ياسين، بصراحة قولت حِجة علشان اتحامى فيه هنا و أعرف أخد حقي و أرد اعتباري، أنا مش استغلالي بس بصراحة من كلامه عنكم كنت متأكد أني هلاقي أخوات في ضهري، متزعلوش مني بقى"

رد عليه «ياسين» بثباتٍ:
"أنا كنت متأكد من حاجة زي دي، علشان كدا خليتك تتأكد أنهم لا يمكن يتخلوا عنك، و في النهاية أنتَ أخونا يا يوسف، مرحب بيك وسطنا"

ودعهم مرةً اخرى و اتفق معهم أن يقضي الأيام الباقية قبل الرحيل إلى عمله معهم، فيما تحرك الشباب نحو مساكنهم بفخرٍ بسبب تواجدهم مع بعضهم.
_________________________

وصل «ياسين» شقته مع شروق الصباح و هو يتثاءب، فوجدها تنام على الأريكة تنتظر قدومه، حينها اقترب منها محاولًا ايقاظها لكن بدون فائدةٍ حينها حملها على يده مثل الطفل الصغير و هو يبتسم على عبوس وجهها أثناء نومها، دلف الغرفة و وضعها على الفراش و من كثرة الألم في جسده خلع سترته ثم تمدد بجوارها و هو يتنهد بعمقٍ حتى واجهت عينيه وجهها و حينها ابتسم بخفةٍ ثم اقترب منها يحتضنها و يضمها بأحد ذراعيه و هو يفكر في كيفية استغلال أخر أيام اجازته برفقتها، و حينما توصل لما يريد ابتسم باتساعٍ و هو يشدد عناقه عليها ثم قبل جبينها و رفع كفه يمسح على خصلات شعره بحنوٍ بالغٍ كأبٍ يعامل طفلته الصغيرة، أما هي فاختلط واقعها بحلمها حتى غفيت بين ذراعيه مُطمئنة البال قريرة العين.
_________________________

في بعض الأحيان يكون رزق المرء في وجود شخصًا مناسبًا يأخذ بيده نحو طريق الحق و النور لـ يخرجه من الظلمات و عتمة دربه و ظلام روحه، و ها هي تمسكت برزقها و حاربت لأجله و هي تتمنى دوام وجوده بقربها، نزلت «هدير» من السيارة برفقة «حسن» حينما وقفا أمام الفندق ثم دلفا سويًا كانت عيناها تجول في المكان بفرحةٍ غريبة و ضيٍ أشبه بضي النجوم في سواد الليل المعتم، أما هو فشدد على مسكة يدها و هو يبتسم لها حتى تنتبه له اثناء سيرها معه.

انتبهت هي له فاشار لها بعينيه أن تنتبه لذلك حركت رأسها موافقةً حتى انهيا كافة الإجراءات الروتينية و منها توجها نحو غرفتهما، دلفت هي ركضًا للداخل حتى قامت بازاحة الستار عن زجاج الشرفة ليظهر لها المنظر البديع من حولها، أكثر المناظر الذي يعيش المرء منا مُحاربًا حتى يراه أمام عينيه.

تلك الرحلة التي تتوقت نفسها للذهاب إليها و اشتاقت لها من كل داخل قلبها حتى تسكن الراحة في جوفها، و مع منظر الحرمين الشريفين من زجاج النافذة و على الفور نزلت دموعها و هي تبتسم بمشاعر مختلطة بين الفرحة و الدهشة و الاستنكار حتى وقف هو خلفها يقول بصوته الرخيم:
"إيه رأيك ؟؟ أكيد طبعًا المنظر مطيرك من الفرحة"

حركت رأسها موافقةً عدة مراتٍ بقوةٍ فاقترب هو منها يُقبل رأسها ثم قال بهدوء:
"يلا علشان ننزل نقضي اليوم كله تحت، و لا نقعد هنا ؟!"

ردت عليه بلهفةٍ قاطعة:
"لأ ننزل يلا علشان خاطري، المنظر من هنا مخليني مش قادرة استنى يا حسن، يلا"
حرك رأسه موافقًا و هو يتبسم لها فيما تحركت هي من أمامه بحماسٍ
_________________________

أنهى «ياسين» صلاة الجمعة ثم صعد لشقته حيث كانت تنتظر قدومه هي بعدما أعدت الفطور حتى يتناولا الفطور سويًا، فدلف و هو يقول بصوتٍ عالٍ:

"يا كتكوتة !؟ خديجة ؟!"

خرجت له من المطبخ و هي ترد عليه بتعجبٍ من صياحه:
"إيــه ؟! فيه إيه يا سيدي ؟!"

اقترب منها يقول بحماسٍ:
"يلا شوفي هتلبسي إيه، لحد ما أقلع الجلبية دي و أغير هدومي، بسرعة يلا لسه هتقفي كدا متسمرة ؟!"

رمشت ببلاهةٍ فسحبها من يدها يدلف بها للداخل حتى تبدل ثيابها و هي تنظر في أثره بعينين مُتسعتين حتى سألته بصوتٍ عالٍ:

"بالراحة طيب !! فيه إيه البيت هيقع علينا طيب ؟! مالك مسربعنا كدا ليه ؟!"

رد عليها هو بنبرةٍ هادئة تتنافى مع هزل كلماته:
"واخدك ابيع اعضاءك البايظة دي و أجيب مكانها حاجة تعيش معايا و تستحمل"

تبدلت ملامح وجهها للسخرية فقام هو بفتح الخزانة و وقف ينتقي لها ملابسها التي ستذهب بها معه حتى استقر أخيرًا على مِعطفًا شتويًا باللون البيج"و معه بنطال أسود من خامة الجينز فأخرج حجاب مزيج باللونين مع بعضهما ثم فتح الدُرج اللأخير في الخزانة يخرج من حذاءًا رياضيًا باللون الأبيض لم ترتديه من قبل.

كانت هي تطالعه بدهشةً حتى وقف مقابلًا لها و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"الطقم جهز اهوه و بقى سكر زيك طبعًا علشان دا ذوقي، هدخل أخد دش سريع يفوقني تكوني لبستي و ظبطتي نفسك، اقسملك بالله لو خرجت لقيتك لسه مخلصتيش هعلقك"

ردت عليه هي بدهشةٍ:
"ياسين ؟؟ هو فيه إيه ؟! مالك مش مديني فرصة لأي حاجة و احنا رايحين فين و الجاكيت دا ليه ؟! هو أنتَ عليك تار ؟!"

حرك رأسه موافقًا ثم التفت حتى يدخل المرحاض الخاص بالغرفة فسألته هي ببلاهةٍ:
"طب و الفطار ؟! دا أنا عملته"

_"عبيه في كيسة سودا"
رد عليها بايجازٍ و اختصار و هو يدلف للمرحاض فيما بقيْت هي تنظر في أثره بدهشةٍ حتى ضربت كفيها ببعضهما و هي تقول بغير تصديق:

"الواد دا سلوكه لمست في بعض و لا إيه ؟؟! إيه المرار دا ؟!"

بعد قليل خرج هو المرحاض يلف جسده بمنشفة كبيرة و كانت هي تضبط حجاب رأسها حتى وقف بجوارها يقول بمرحٍ:

"أشطر كتكوت في الدنيا كلها، كدا أنتِ حبيبة قلبي و مراتي و أشيلك في عيوني"

التفتت تنظر له وهي تقول بضجرٍ منه و من طريقته حتى رفعت صوتها دون أن تدري:
"بص بقى !! علشان أنا مش فاهمة حاجة و عمال تسحب فيا زي الجاموسة، قولي احنا رايحين فين ؟! و بعدين كل شوية  تختفي تظهر و تختفي، هو أنا متجوزة الأصول ؟!"

عقد ما بين حاجبيه يسألها بتعجبٍ من كلمتها الأخيرة:
"أصول ؟! إيه علاقته بأني أظهر و اختفي ؟!"

ردت عليه مفسرةً بتلقائيةٍ:
"علشان الأصول كل شوية تظهر و تختفي مش محتاجة يعني"

أمسك وجهها بكفيه و هو يقول ساخرًا و كأنه يحدث طفلًا صغيرًا:
"ياختي سكر و عسل ؟! بتقلشي عليا يا كتكوتة ؟! ماشي هتيجي أخر اليوم و تبوسي راسي"

رمقته بسخريةٍ فدفعها هو بخفةٍ و هو يقول ببرودٍ أثار استفزازها:
"يلا يا عسل روحي نقيلي حاجة البسها، بلاش بِدل"

ردت عليه بمعاندةٍ:
"لأ مش هنقي حاجة و مش هتحرك من هنا، ساعد نفسك"

تبدلت نظرته إلى الخُبث حتى أطاح برأسه عليها فنثر قطرات الماء العالقة بين خصلاته عليها حتى ركضت من أمامه نحو باب الخزانة و هي تفتحه بنبرةٍ ضاحكة، حتى ابتسم هو بظفرٍ و هو يراها تنتقي له ملابسه و هي تبتسم بفرحةٍ.

بعد مرور تقريبًا نصف ساعة نزلا سويًا من الشقة و ركبا السيارة بعدما ارتدى هو معطف جلدي أسود اللون  و بنطال من خامة الجينز، طالعته هي بتعجبٍ و هو يتمم على خصلات شعره في المرآة، فسألته هي بسخريةٍ:

"هو الأستاذ وراه ميعاد و لا إيه ؟؟ ياسين ؟! احنا رايحين فين ؟! طمني"

غمز لها و هو يقول بمراوغةٍ:
"آه ورايا مقابلة، خارج مع كتكوتي"

عقدت ما بين حاجبيها بتعجبٍ حتى قام هو بتشغيل الموسيقى بالسيارة على إحدى الأغنيات و هو يقول بمرحٍ:
"بتخبي ليه حبيبي عليا.... دا أنا كلي ليك.....بصلي في عنيا....و قول اللي نفسك تقوله و استنيتك تقوله دا أنا بحلم طول حياتي باللحظة ديا"

ضحكت هي رغمًا عنها و هي تطالعه بتعجبٍ حتى غمز لها ثم أمسك يدها و هو يقول بضجرٍ زائفٍ منها:
"اشتغلي معايا كدا و اتدلعي شوية، إيه دا كتكوتة على ما تُفرج ؟!"

ردت عليه هي تشاكسه بنبرةٍ ضاحكة:

"ازاي بقى ؟! دا أنتَ الخير و البركة برضه"
_________________________

جلست «سلمى» فوق سطح البيت و بجوارها «خلود» تارةٍ تذاكر كلًا منهما و تارةٍ تتحدثا معًا حتى قامت «خلود» بسرد ما حدث مع «عمار» و «وليد»، كانت «سلمى» تتابعها باهتمام حتى سألتها بغير تصديق:

"أنتِ بتتكلمي جد يا خلود ؟! عمار مين دا اللي طلب ايدك ؟!"

ردت عليها بحماسٍ:
"و الله زي ما بقولك كدا يا سلمى، عمار طلب ايدي و أنا وافقت"

شهقت «سلمى» بقوةٍ و هي تضع كفيها معًا على فمها و في تلك اللحظة وصلهما أخر صوتٍ توقعا الاستماع إليه في تلك اللحظة و هو يقول بنبرةٍ جامدة:

"عمار مين دا اللي اتقدملك يا خلود ؟! أنتِ بـتـقـولي إيــه"

تجمدت أطراف كلتاهما عند الاستماع لصوته بتلك النبرة فابتلعت «خلود» ريقها بخوفٍ و هي ترى شحوب وجه «سلمى» التي بللت شفتها بطرف لسانها و في تلك اللحظة أجزمت أن الموت قادم لرفيقتها لا محالة.
      _________________

أنا متأسفة جدًا الفصل صغير، بس أنا تعبت فجأة والله دور برد مفاجيء بس حق حضراتكم عليا.

يُتَبَع
#الفصل_الخامس_و_السبعون_الجزء_الثاني
#رواية_تَعَافَيْتُ_بِكَ

Continue Reading

You'll Also Like

7M 355K 73
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
311K 7.2K 31
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
801K 64.4K 70
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
975K 61.2K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...