مريض نفسى بالفطرة

By Hader3112

725K 30.6K 9.8K

مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح... More

اقتباس1( لست ليث،أنا غيث)
_١_ (صفعةُ تعارف)
_٢_ (جدى يريد عودتى)
_٣_(صدمةٌ مُبرمجةٌ )
_٤_ (أنا القاتل)
_٥_ (الإنفصالُ فرصة ثانية )
_٦_ (لا أريدك يا أمى )
_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )
_٨_(بيت جدى مجددًا)
_٩_( ما ذنبى إن كنت تحب فتاة تحبنى؟)
_١٠_( قامت بخيانتى)
التعريف بمرض غيث
_١١_ (نوبة غضب)
_١٢_(بقاءٌ قسرى)
_١٣_( أب برتبة عدو)
_١٥_ عشر(عائد لكِ يا حبيبتى)
التعريف بمرض الطبيبة منال
_١٤_( دماءُ زوجتى الراحلةُ )
_١٦_ (ذلك الوغد مجددًا)
_١٧_(لست ليث، أنا غيث)
التعريف بمرض ديما
_١٨_(حب من طرف واحد)
_١٩_(غارق فى دمائه)
_٢٠_( وحشتنى عنيكى )
_٢١_ (الكل عاشق )
_٢٢_(حقائق بالجملة)
_٢٣_(الانتقام الحلو)
_٢٤_(رصاصة خائنة)
التعريف بمرض مالك
_٢٦_(كان ضحية بالأمس)
_٢٧_ (وداعًا بيت جدى)
_٢٨_ ( تطاول بما فيه الكفاية)
_٢٩_ (الحقيقة المؤلمة)
_٣٠_(قابلها مجددًا)
_١_( الانطباع خاطىء)
_٢_(مشاغبة من الطرفين )
_٣_( غيث واحد لا يكفى)
_٤_ ( من المصاب ؟)
_٥_(الغيرة اللذيذة)
_٦_(باغتها بعقد القران)
_٧_(أشباح الماضى تطاردها)
_٨_(فارق الحياة )
_٩_( رفضها يصيبنى بالجنون)
_١٠_(فرصة ثانية للفؤاد)
_١١_( اكتئاب حاد )
_١٢_ (أحبك رغم أنف قبيلتى)
_١٣_(هل تقبلين الزواج بى؟)
_١٤_ (خطوبة و جثة )
التعريف بمرض مالك ٢
_١٥_( فليحترق العمل أمام حُسنكِ)
_١٦_ (حُلو مرى)
_١٧_ (أخوض لأجلكِ ألف حرب )
_١٨_(أقبلينى كما أنا )
_١٩_ (تطاول على صغيرتى أمام عينى )
التعريف بمرض محمد العدلى
_٢٠_ (أريدك رغم استحالة ذلك)
_٢١_ (زوجى السابق )
_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)
_٢٣_ (الإختطاف السعيد)
_٢٤_ (باتت حلالى و كل حالى)
_٢٥_(معركة دموية)
_٢٦_(ليلة زفاف كارثية)
_٢٧_(ليلة عيد)
_٢٨_ (كان القبول طوق نجاة)
_٢٩_ (كلانا لدية تجربة سابقة)
_٣٠_ (العديدُ من المعاركِ)
_٣١_ (كُتِبَ علينا الفراق)
_٣٢_(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )
اقتباس٥ ( فتاتى الصغيرة)
(التعريف بمرض مايا)
_٣٣_ (نتعايش أم نتداعش ؟!)
_٣٤_ (راقصة بمبادئ)
_٣٥_ ( قصيدةٌ جميلةٌ )
_٣٦_(الغضب الساطع آت)
_٣٧_(رفض من جميع الجهات)
_٣٨_(نَقَشَ فوق جسدها)
_٣٩_( لاجئ أم خائن ؟!)
_٤٠_(مَلاَك مُحْتَجَز)
_٤١_(نُقُوشٌ مُتبادلةٌ)
_٤٢_(ثلاثة قُبْل فوق ضريح الصقيع)
اقتباس_٦_ (لحن النهاية)
_٤٣_(الفَرِيسَةُ و الصَّيَّادُ)
_٤٤_(ليلةٌ مُلطخةٌ بالماضى)
_٤٥_(اختطاف أرعن)
_٤٦_(جسدٌ مُدنسٌ وروحٌ مُفارقةٌ )

_٢٥_( المواجهةالحاسمة)

6.9K 339 123
By Hader3112

٠٥/٠٣/٢٠٢٣
(المواجهة الحاسمة)

غريب أمر الحياة، حين تبدأ فى الابتسام لنا بعد معاناة طويلة كان يصعب تحملها ،فيعتاد المرء السعادة والفرح ظنًا منه بأن معاناته وشقاءه انتهوا للأبد،لكنها لم تكن سوى بداية اللعنة الحقيقة ،حين تنكشف الأقنعة خلف بعضها وتظهر حقيقة كل شخص ،من عاش مظلومًا للأبد ستتاح له الفرصة ليصبح ظالمًا لمرة  ،فهل سينتهز تلك الفرصة أم أن النوم بضمير مرتاح سيهزم كل الشر ؟
.................................................................

وجد غيث  نفسه فجأة مقيدًا بإحكام ،حيث كان الرجل الأول 
يقف خلفه مُمسكًا بكلتا يديه ساحبًا اياهم للخلف بعنف ،والآخر يقف أمامه وعلى وجهه بسمة خبيثة وبلمح البصر أخرج سلًاحا مشهرًا اياه بوجه غيث، شل عقل غيث عن التفكير لثوانى لم يكن يعرف ماذا سيفعل؟  لكنه كالعادة استعاد نفسه مُسرعًا وتحرك بجسدة للاتجاة المعاكس كل ذلك حدث بثانية واحدة وتلك الرصاصة الخائنة لم تخترق جسد غيث بل اخترقت جسد ذلك الذى قيده من البداية.
حرك غيث رقبته يمينًا ويسارًا مصدرًا صوتًا عاليًا إلى حد ما وكانت تلك شعلة البداية الخاصة به
انقلب الآمر وأخذ منعطفًا مُعاكسًا لصالحه وحده فتقدم بقوة للأمام ضاربًا بالعقل والرجاحة عرض الحائط لم يهتم سوى بأخذ الثآر لم يكن غيث  يومًا من ضعفاء الشخصية بل كان أقوى مضطرب
وقف أمامه مُبتسمًا غير عابىء بذلك السلاح المصوب بوجهه،حيث هتف بسخرية:
مش غيث سامح اللى شوية عيال زيكم يعلموا عليه
وبغمضة عين لكم الرجل بقوة مسببًا جرحًا بالقرب من ثغره مما أدى إلى  ترنجه بحدة وسقط سلاحه من يده  ألقاه غيث بعيدًا بقدمه ،و واصل بلكماته العنيفة وكأنه ينفس عن غضبه وأفكاره العالقة
سقط الآخر على الأرض من فرط الألم كصديقه المُصاب برصاصته ،ولكن ذلك لم يردع غيث عن إكمال ما شرع به ،فأكمل ضربه العنيف مُتخذا معدة ذلك الجريح وكأنها كيس الملاكمة الخاص به ،لم يهتم غيث  بتلك الدماء التى تهبط من أنف ذلك الرجل ،كأنه بالأساس لم يكن يرى أى  شىء ،فقط عيناه تلمعان بشرارة الغضب الذى لم يعرف يومًا كيف يتحكم به حين يصل لذروته ؟
لكن السلاح الذى أبعده غيث عن مسرح الإعتداء بقدمه  تم استخدامه مرة آخرى ضده، حيث نهض ذلك الذى استقرت الرصاصه بجسدة فقد أصابته بقدمة ،نهض بشكل غير متزن لكن ذلك لم يمنعه عن اكمال المهمة المُوكلة له ،فرفع ذلك السلامح يإتجاه غيث  كانت يداه ترتجفان من الألم بسبب إصابة قدمة وسقوطه العنيف عل رأسه ،لكن لم يهتم وأطلق تلك الرصاصه التى ولحسن الحظ شعر بها غيث قبل أن تصيبه ، فتحرك سريعًا لكنها أصابته رغم محاولة تفاديها ،فالقدر لا يمكن التحكم به  ،يحدث مهما حاولت العبث معهم وسقط غيث ولحق به الثالث بعد أن سقط السلاح منه ،ثلاثتهم على الأرض وكل منهم مصاب بمكان مختلف ،الألم فقط من يجمعهم فى تلك اللحظة،فقط  هو

لكن ولحسن الحظ كانت إصابة غيث طفيفة الى حد ما  ،حيث جرحته  تلك الرصاصة دون أن تخترق جسده فقط مرت بجانبه مسببةً خدشًا متوسط الحجم بساعده الأيمن  لكنه سقط نتيجة رد فعل طبيعى لتلك الصدمة ومحاولة تفاديها

وفى النهاية نهض مُسرعًا بعد أن ألقى نظرة خاطفة على أعداءه وحمل سلاحهم الملقى على الأرض لغرض ما بقرارة نفسه  ،ثم رحل ،رحل فى طريق آخر غير العودة، طريقًا لا بد أن يلجأ له بعد كل إصابة،لطبيبه الخاص رغم كون تخصصه لا يمت له بأى صلة.

................................................................

(بمنزل الحاج راشد)

بعد أن أوصلها  العم جمال ،ودعته بلباقة حاولت التحلى بها ،كان يعرف جيدًا  أن هناك خطب ما ، لكنه انتظر الفرصة المناسبة ليساعدها ،رحل بعقل منشغل عليها وقلب مفطور لأجلها ،لكن ما باليد حيلة فهو غريب وهم أقربائها،وهذا العبث بحد ذاته .

دلفت للمنزل بوجه قاتم،لم يرحب بها أحد ولم تحاول  هى التحدث معهم بل صعدت لغرفتها مُسرعة مُغلقة الباب خلفها  بإحكام  متجهة لمكانها المعتاد أسفل سريرها ،تبكى بحرقة شديدة ،لكنها كالمعتاد حاولت كتم شهقاتها بكلتا يديها لكن ارتفاع السرير منعها من ذلك ،زفرت أنفاسها بضيق ثم صعدت لسريرها لتتمكن من البكاء براحة ،ماهذا اليوم الذى لا يمكن للمرء البكاء بسهوله أسفل سريره ،قررت بينها وبين نفسها أن تعيد ترتيب هذه الغرفة وتحضر سرير آخر بإرتفاع أكبر لتتمكن من ممارسة عادتها المفضلة .

بعد ساعة متواصلة من البكاء ،كفكفت دموعها ثم ارتدت خُفها المنزلى وخرجت متجهة للمطبخ لتعد شيئا  ما لتتناوله فقد انهكها البكاء بشدة ولا بد أن تسترد بعضًا من قوتها فهى أمام معركة حقيقة ولم يعد بقائها هنا  مجرد فترة مؤقته كما كانت تعتقد .
ابتسمت فجأة حين تذكرت جملة وعد المتلازمة لها :
إياك ثم إياك ثم إياك أن تخوض معاركك وإنت مش متغدّي كويس

نعم انها مُحقة
بعد أن أعدت بعض الشطائر خرجت متجهة لغرفتها مجددًا لكن صوت جرس الباب أوقفها ،تفاجأت فالوقت بات متأخرًا جدا انه تقريبًا منتصف الليل ، لكن مع استمرار ذلك الصوت لم تجد أمامها سوى أن تفتح لترى من القادم؟  ،حمدت ربها أن ملابسها كانت ملائمة للخروج فتلك الملابس الشتوية  تتميز  بقبعة معها تخفى الشعر، وبمجرد أن فتحت الباب صُدمت 
كانت هى ،والدتها ،بوجه حزين وأعين  حمراء من كثرة البكاء
هتفت والدتها بألم ملموس قائلةً:
هتقفلى الباب فى وشى زى ما عملت ؟
حركت "رنا"رأسها نافيةً وهى تقول بحزن:
لا يا ماما ،مقدرشى أعمل كدا
طالعتها أمها لبرهة ،تحاول تشفى مشاعرها ،هاتفةً فى النهاية بآسف حقيقي:
أنا آسفه،حقك عليا،أنا أم بشعة مستهلشى أن يبقي عندى بنت زيك
حركت "رنا" رأسها نافيةً مرة آخرى وهى تردد جملة واحدة والدموع تنهمر بغرزاة من مُقلتيها:
لا متقوليش كدا ،أنتِ أحسن أم فى الدنيا كلها
أنت أحسن أم
أحسن أم
بادلتها والدتها بالنفى وهى تقول :
لا متكدبيش ،مفيش أم تعمل اللى أنا عملته
كفكت "رنا"دموعها ثم قالت بهموء :
ماما ،بلاش نتكلم ف امبارح ،احنا خلاص فى يوم جديد
هتفت والدتها متسائلةً بصوت مضطرب لا يخلو من الألم :
مسمحانى
ابتسمت لها ابنتها قائلةً بهدوء:
مزعلتش منك أصلًا عشان أسامحك
ولكنها  فجأة هتفت متسائلةً بحدة كأنها تذكرت شىء للتو: 
أنتِ جايه لوحدك فى وقت زى دا إزاى؟
حركت والدتها رأسها نافيةً وهى تقول :
لا يابنتى ،عمك جمال واقف برا مستنينى

تركت الباب مفتوحًا واتجهت للخارج لترى ذلك الواقف أمام الباب الرئيسى منتظرًا والدتها حيث هتفت متسائلةً:
ينفع كدا يا عمو ؟تجيب ماما فى وقت متاخر زى دا
أجابها "العم جمال"قائلاً بهدوء:
هى اللى كلمتنى وجبتنى على ملى وشى عشانك ،قلبها مطوعهاش تنام وهى مزعلاكى
ابتسمت "رنا"على كلماته الحنونه ثم قالت :
طب روحها يا عمو، الجو وحش وأى حد هيشوفكم ممكن يقول كمله وحشه فى حقها وأنت ميرضكشى كدا
حرك "العم جمال"كتفيه بقلة حيلة وهو يقول :
قولتها كدا ، بس قلب الأم بقى نعمل فى ايه ؟
وما أن استمعت"رنا"  لحديثه ،التفت مُوجهةً حديثها لوالدتها قائلةً بتسائل:
ينفع كدا يا ماما ؟
أجابتها والدتها  قائلةً بحزن شديد :
كنت خايفه تنامى زعلانه منى
حركت "رنا"رأسها نافيةً وهى تقول بحنان:
مقدرشى يا ست الكل ،دا انتى اخر حاجة بقيالى
ابتسمت والدتها بحنان ثم قالت:
يعنى صافيه لبن
حركت "رنا"رأسها موافقةً وهى تقول بمرح:
حليب يا قشطة
ابتسم الثلاثة لبعضهم البعض ،رغم الظلام والبرد القارص لكنهم شعروا بالدفىء،فالأجواء العائلية لها دائمًا وقع خاص على القلب

هتفت والدتها فجأة متسائلةً بقلق وخوف:
مش عايزه تعرفى أنا ليه مفتحتش الباب؟
أمسكت "رنا "بيد والدتها مربتةً عليها وهى تقول بحنان جارف:
وقت مأ تقدرى تقولى هتقولى ،متقلقيش يا ماما ،مش هبقى انا واللى فوق عليكى
بادلتها والدتها الابتسام بسعادة ثم قالت :
شايفه حسام فيكى
هتفت "رنا"بتفاخر :
ما طبيعى مش أنا بنته ولا ايه ؟
هتف"العم جمال"قائلاً بمرح:
لمضة وشقيه بس بنحبك
بادلتهم الابتسامة ثم قالت :
وأنا كمان بحبكم

وانتهت تلك اللحظة السعيدة برحيلهما ودعتهم وصعدت لغرفتها دون أن تنطق بحرف آخر، فقد نالت اليوم ما يكفى ،وهذا القناع الذى ارتدته لكى يطمأن قلب والدتها لم يعد له داعى ،يمكنها العودة للصراخ والبكاء الآن   
.......................................................................

(بمنزل آدم الخاص)

كان مُستغرقًا فى النوم براحة شديدة ، فآخيرًا انه منزله وسريره الخاص ولا أحد يشاركه به ،لاوجود للضوضاء المزعجة ،فقط ه‍دوء وسكينة ولا شىء آخر

ولكنه نهض مفزوعًا حين وجد يد توضع عليه وتحركه بخفه لكى يستيقظ
هتف"آدم" قائلاً بفزع شديد:
ايه فى ايه؟ انا برىء مقتلتهاش، مقتلتهاش
ذعر "غيث"من حالته تلك ليقول بتسائل قلق:
بسم الله،فى ايه يا آدم ؟
أغمض "آدم" عينه لثوانى ثم عاد وقام بفتحهم ليتأكد مما يراه ،فهتف متسائلًا:
أنت بتعمل ايه هنا ؟
أجابه"غيث" قائلاً بهدوء  بينما كان يشير الى يده المصابة:
جايلك عشان دى
وبمجرد أن أمعن النظر حيث أشار له صديقه  ،هتف متسائلًا بفزع شديد:
هارسود ،أيه دا يا غيث؟ايه الدم دا كله؟ حصل ايه؟

قال هذا  وأسرع بعدها مباشرة  ليحضر حقيبته الطبيه لتطهير جرحه  ثم وضع بعض القطب الجراحية  ،بينما أجابه صديقه على سؤاله :
اتنين حاولو يعلموا عليا
هتف "آدم"متسائلًا بحيرة بينما كان يقوم بعمله كطبيب :
اتنين مين؟
حرك "غيث"كتفه بلا مبالاة ،ثم قال بينما كان يشير إلى السلاح الذى أخذه معه من مسرح الإعتداء:
معرفشى ،بس هعرف بدا
صاح "آدم" قائلاً بخوف وقلق مما رأى:
هارسود تانى ، ايه دا ؟
طالعه "غيث" بسخرية ثم قال بهدوء:
دا سلامة نظرك ،دا مسدس
رد "آدم" عليه قائلاً بحدة:
ما أنا عارف انه زفت، ايه اللى جايبه معاك؟
أجابه "غيث" بتوضيح :
دا بتاع العيلين اللى طلعوا عليا ،هاخد اكشف عليه وأعرف متسجل باسم مين ،واجبهم تانى
خلل "آدم" شعره بأصابع يده وهو يقول بعقلانية :
أنت فاكر عيال زى دى هتبقي شاريه مسدس مرخص
أجابه الآخر بحيرة :
معرفشى واهى محاولة وخلاص ،مع انى عارف من اللى باعته،بس عايز بس حاجة ملموسه أقدر أدينه بيها

وما أن  انتهى"آدم" من تلك القطب قام بوضع ضماد عليها ،ثم قال بهد ء:
بس خلاص خلصت ،ايديك دى تريحها اليومين دول ،بلاش دماغ ناشفه
زفر الآخر بضيق :
أنا مش عارف أنت عملت كدا ليه اصلًا؟ هو أنا قولتلك تعالجنى
فأجابه "آدم" بسخرية :
لا أسيبك لغاية ما دمك يتصفى
صاح "غيث" قائلاً بحدة:
الملافظ سعد
ربت الآخر على كتفه وهو يقول :
معلش
طالعه" غيث " بضيق ثم قال بينما اتخذ من سرير صديقه موضعه الخاص:
طب قوم،أنا  هنام هنا
زفر الآخر بضيق وهو يقول :
روح نام فى الأوضه التانية
حرك "غيث"رأسه رافضًا وهو يقول :
لا عايز أنام هنا ،مزاجى وكيفى كدا
نهض "آدم"من سريره ثم قال يينما وضع يده بخصره :
هو دا بيتك وأنا معرفشى؟
ابستم "غيث" على هيأته تلك ثم قال بسخرية:
لا بيت صاحبى ،وبيت صاحبى يبقي بيتى ،ولا عندك اعتراض؟
رد "آدم" عليه متظاهرًا بالضيق  :
سيبهالك مخضرة يا خويا
ولكنه قبل أن يخرج من الغرفه التفت قائلاً:
غيث،أنا مبسوط انك كويس ،لو لقدر الله كان حصلك حاجه مكنتش هقدر هعيش أنا والهبل التالت بتاعنا
ابتسم بحنان لكلماته ثم قال :
عارف يا آدم،ربنا يديمكم فى حياتى
بادله الابتسام مُكررًا الدعاء خلفه:
ويديمك فى حياتنا يارب ،تصبح على خير
رد عليه بهدوء:
وأنت من أهله
ولكن "آدم" هتف بتسلية واضحة بغرض استفزاه :
خليها أهلى عشان تبقي حته رومانسية وكدا
جز "غيث" على أسنانه بضيق يحاول التحكم فى أعصابه قبل أن ينهض ويفتك به هو الآخر  ،ولكنه صاح فى النهاية قائلاً بحدة:
أطلع برا أحسنلك
أجابه الآخر بمرح :
طالع يا أخويا ،طالع 

أغلق النور وخرج ،تاركًا اياه لينال قسطًا من الراحة  ،لكنه ما أن دخل الغرفة الآخرى أزال قناع البرود ذلك وبدأ قلقه وخوفه الحقيقي  بالظهور ،انه دائمًا سيظل قلقًا بشأن صديقه ،والأسوء ان هذا القلق لن يزول ،فحياة غيث محفوفة بالمخاطر دائما بسبب ذلك الذى رحل تاركًا كل شىء فوق  كتفي صديقه، يا له من عبث
.............................................................

(منزل الحاج راشد)

فى الصباح الباكر ،نهضت بنشاط وحماس شديد فاليوم ستقابله فى الجامعة،تعرف المواعيد المخصصه له للحضور فاليوم سيلقى محاضرة على الطلاب وستتعمد الحضور لرؤيته ،فقد اشتاقت له بشدة ،ولم تتمكن من الإجتماع معه منذ الحادثة،لكنها اليوم ستنفرد به أخيرًا

خرجت من غرفتها متجهة إلى غرفة ابنة عمها لتتأكد من استيقاظها وتطمأن عليها ،وبمجرد أن دلفت تفاجأت بتلك الفتاة ،كانت مايا معتقدة بأن حالتها ستكون سيئة وحزينة ،والبكاء والنحيب هو حالها لكنها ككل مرة تضرب بعرض توقعاتها الحائط لتجدها تتأنق بشكل غير معتاد عليها لم تكن تعتقد أنها تمتلك من الأساس ملابس مزركشة كتلك فكل ثيابها عبارة قمصان تشبة الخاصة بالرجال ولكن مع لمحة أنثوثية قليلًا وبناطيل واسعة إلى حد ما لكن اليوم ترتدى  ثوبًا طويلًا باللون الأحمر وبه بعض النقوشات الصغيرة التى تضيف له لمحة عصرية وأنيقة للغاية و وشاح رأسها أضاف لهذا المظهر بعض الوقار المطلوب  ،لا تنكر أنها فعلًا بدت رائعة ،كل شىء بها رائع
هتفت "مايا" بتسائل:
الحلو رايح فين؟
أجابتها "رنا"بهدوء:
راحه الجامعة يا مايا ،ف ايه؟
ردت عليها بتعجب بينما كانت تشير لمظهرها:
راحه الجامعة كدا ؟
توترت بشدة من حديثها فهتفت قائلةً:
ايه شكلى وحش، حساه over ؟ أغيره صح؟ تحسى اللون وحش عليا صح؟
ردت عليها ابنة عمها بتوضيح :
حيلك حيلك ،أنا مش شايفه غير بنت حلوه لابسه فستان حلو ولايق عليها جدًا ،ومش over ولا حاجه بشوف بنات جايين الجامعة بهدوم أقل ما يقال عنها فساتين سهرة ،بالعكس أنا شايفه أنك simple كدا ورقيقة
لم تصدق ما قالته فهتفت متسائلةً مرة آخرى:
يعنى بجد  دا عادى؟
أجابتها بهدوء:
أه عادى وجميل وشكلك حلو ،وخلاص بقى أنا مش متعودة أشكر فى حد غير نفسى
ابتسمت"رنا برقة ثم قالت:
أيوه لاحظت، ومستغرباكى
أومأت  "مايا" برأسها وهى تقول:
وأنا كمان، بس عادى أنا بكتشف حاجات كتير فيا من يوم ما جيتى هنا
ردت"رنا"عليها بتسائل:
حاجات حلوة؟
طالعتها بغموض ثم قالت :
ساعات ساعات، بس مش مهم ،يلا عشان نفطر
أوقفتها "رنا" حيث أمسكتها من يدها ثم قالت بتسائل:
أمك برا؟
سحبت "مايا" يدها بحدة نسبية ثم قالت بإستنكار:
ايه أمك دى
حركت "رنا"رأسها  كتعبير على عدم الفائدة كالمثل المتعارف عليه" عادت ميرة لعادتها القديمة" ثم قالت:
الكونتيسه برا؟
أومات برأسها وهى تقول:
أعتقد أه
زفرت"رنا" أنفاسها بضيق ثم قالت بتوتر:
طب معتقدش أننا هنعرف نقعد  على نفس السفرة بعد اللى حصل امبارح
أجابتها "مايا"بهدوء تحاول بث الطمأنينه لها دون أن تشعر:
اقعدى جمبى  أنا وبابا وملكيش دعوى،محدش ليه عندك حاجه
حركت"رنا" رأسها موافقةً ثم قالت :
اشطا
ابتسمت لها الآخرى ولم تعلق

وهبطا للأسفل لتناول الإفطار مع العائلة بهدوء غريب ،فلا أحد يريد الصراعات الصباحيه خاصة بعد ما حدث بالأمس،وآخيرًا وجبة طعام دون مناوشات عنيفة،لا بد أن الشمس أشرقت من الغرب اليوم
...................................................................

(بمنزل والدة وعد)

بداخل غرفتهما كان الوضع فوضوى بشكل كبير ،فلم تكن تعرف ما الذى سترتديه؟ تريد التأنق بشكل كبير ،تريده أن يراها وهى جميلة وأن ينبهر بها
دخلت شقيقتها وقطعت تلك الأفكار التى تلاحقها،حيث هتفت "وعد" بتعجب:
ايه كل دا؟ الأوضة اتقلبت مرة واحدة كدا ليه؟
لم تهتم بحديث شقيقتها ،حيث هتفت متسائلةً بموضوع آخر:
شكلى حلو؟
أومأت برأسها ثم قالت مُكملةً حديثها :
اه ،ايه بقى اللى قلب الأوضه كدا ؟
ابتسمت "ديما"بسعادة ولكنها عادت وسألتها مرة آخرى  :
بجد شكلى حلو صح؟
زفرت "وعد" أنفاسها بضيق وهى تقول بحدة:
يا ديما أنا مش فيقالك بجد،مين اللى هيرتب البهدلة اللى عملتيها دى ؟
ردت عليها شقيقتها بتذمر:
يا وعد هرتبها لما أرجع من الكلية، بس قوليلى بجد شكلى حلو؟
حين شعرت"وعد" بأن مظهر شقيقتها اليوم مختلف ،هتفت مُسرعة:
لحظة كدا
وبعد أن  طالعتها بنظرة متفصحة  ،قالت بتقييم  :
أه حلو ماشى حاله
صاحت شقيقتها بغضب :
أنتِ مستفزة
حركت "وعد"كتفها بلامبالاة وهى تقول :
عارفه ،ايه الجديد يعنى؟

وقبل أن يكملوا حديثهم  ،دعتهم والدتهم لتناول الإفطار وكانا أكثر من مرحبين بذلك.
......................................................................

(بمنزل آدم الخاص)

نهض مُسرعًا مُتجهًا للمقعد الذى وضع عليه ثيابه بالأمس ،ارتداها على عجالة ثم خرج من الغرفة  مُتجهًا للغرفة الأخرى ليخبر صديقه بأنه سيرحل لكنه وجدها فارغة وسمع بعض الأصوات القادمة من المطبخ فاتجه اليه
ابتسم "آدم "بمجرد أن رأه ثم قال بهدوء:
صباح الخير ،لابس هدومك بدرى كدا ليه؟أنا قولت هتفطر معايا
حرك "غيث"رأسه نافيًا وهو يقول :
صباح النور ،لا مش هفطر محتاج اروح البيت علطول
قطب "آدم" حاجبيه متسائلًا بتعجب:
ليه ،وراك حاجة فى الجامعة؟
رد "غيث" عليه مُسرعًا بينما كان يحزم متعلقاته بجيب بنطاله:
لا، كان مفروض محاضرة  الضهر بس فاكس
فعاد"آدم"  و يأله مرة آخرى :
أومال ايه ؟
أجابه "غيث" بتوتر واضح:
أصل
هتف "آدم"متسائلًا بحدة نسبية:
أصل ايه؟
زفر "غيث" أنفاسه بضيق وهو يقول :
مش عايز أسبها هناك لوحدها
تصنع "آدم" الدهشة والتعجب وهو يقول:
تسيب مين؟ هاراسود ، أنت جايب بنات فى الشقة يا غيث،خلاص كدا أخلاقك باظت ، طلعت مدورها حلاوة على راى أحمد
طالعه"غيث" بغضب ثم قال بينما كان يتجه للباب للخروج:
أنا مش هرد عليك
لكن "آدم" هتفت مُسرعًا بعد أن لحق به وأغلق الباب الذى كان مفتوحًا بفعل غيث :
طب استنى ،هى مين؟
رد "غيث" عليه ببساطة:
الدكتورة منال يا آدم
ابتسم"آدم"  بسخرية على تفكيره ثم قال :
أه ،والدتك
أنت رايح بيتك ولا بيتها ولا ايه مش فاهم ؟
حرك "غيث" رأسه نافيًا وهو يقول بتوتر:
لا  بيتى ،أصل
زفر "آدم" أنفاسه بضيق ثم صاح مرة واحدة:
أصل ايه يا غيث،متنقطنيش ،قول كله مرة واحدة
خلل "غيث" شعره بأصابع يده وهو يقول بتوتر شديد وملحوظ للغاية :
اتفقت معاها  نحاول نعيش فى بيتى  سوا ،ندى فرصة لبعض ،يمكن نعرف نكمل  يعنى
اومأ"آدم"  برأسه قائلًا بهدوء:
تمام
شعر "غيث" بالحرج الشديد فهتف مُسرعًا:
أنا معملتش كدا عشانى ،أنا عاملته عشان هى كانت عايزه كدا ،مش عشانى خالص
طالعه صديقه بنظرات متفحصه ثم قال :
تمام،أنا مقولتش حاجة
لكن "غيث" هتفت قائلاً بحدة :
لا بتبصلى كأن أنا اللى عايز دا
رفع" آدم "حاجبه الأيسر وهو يقول بمغزى:
دا على أساس أنك مش عايز دا
زفر"غيث"أنفاسه بضيق وهو يقول :
آدم ،حل عن دماغى
ابتسم على تصرف صديقه، ثم ذهب للمطبخ واحضر كوبًا به مشروب دافىء كان قد أعده منذ قليل لكى يتناوله غيث ،أعطاه اياه وهو يقول : 
طب خد اشرب
حرك "غيث" رأسه بالرفض وهو يقول :
مش عايز حاجة
ابتسم له بسخرية ثم قال:
اشرب وانزل بعدها متبقاش رخم
هتف" غيث" قائلاً  بتذمر :
مفيش رخم هنا غيرك
رد"آدم"  عليه بسامجة:
بعض ما عندكم 
زم "غيث"شفيته بتبرم وهو يقول :
أنت فاكرنى أحمد الأهبل
قاطع حديثهم صوت  الهاتف مُعلنًا عن اتصال جديد ،أخرج غيث الهاتف من جيب بنطاله ،وابتسم بسخرية على القدر ،حرك شاشة الهاتف بإتجاه الواقف أمامه ليرى من المتصل هو الآخر ،فابتسم على هذا الموقف بأكلمه ثم قال:
أهو الأهبل بيرن أهو ،رد عليه

اومأ براسه ثم أجاب على المتصل قائلاً:
ايه يا أحمد؟
هتفت"أحمد" بتذمر :
هو ايه اللى ايه يا أحمد؟ مش في حاجه اسمها صباح الخير ،عامل ايه ؟ وحشتنى
رد عليه بإيجاز:
انجز عايز ايه ؟ مش فايقلك
أجابه الآخر بشرح:
أبوك عازمنى على الغدا عندكم بكرا
أجابه"غيث"  بتوضيح:
اه عارف كنت هعرفك انت وآدم وياسمين  امبارح بس نسيت
ابتسم "أحمد" على الطرف الآخر ثم قال بمشاكسة:
طب قول لطنط همسه تعملى الحمام المحشى والجلى بالفراولة اللى بحبه
رد عليه بضيق :
أقفل يالا أنا غلطان انى برد على واحد أهبل ذيك
ثم  أغلق بوجهه وبعدها وجه حديثه للواقف أمامه حيث قال:
أظن سمعت أنك معزوم بكرا
حرك الآخر رأسه رافضًا وهو يقول :
مش هاجى
حرك "غيث"كتفه بلا مبالاة وهو يقول:
أنت حر ،بس أعتد أنها  هتزعل ؟
تصنع"آدم" الغباء وهو يقول :
هى مين دى؟
طالعه "غيث"بتفحص ثم هتفت قائلاً بمغزى صريح:
على أساس أنك مش عارف
صاح"آدم" بحدة:
غيث
ابتسم على رد فعله ثم قال بينما كان يلوح له بيده :
غيث ماشى سلام
لكن صديقه أوقفه حيث هتف متسائلًا:
استنى ،دراعك عامل ايه؟
أجابه "غيث"بهدوء:
حاسه تقيل شوية ،بس ماشى حاله
حرك "آدم"رأسه بتفهم ،ثم قال بعملية :
هو كان جرح سطحى  الى حد ما بس نزفت دم  وخدت أربع غرز بس، خد بالك بس ومتضغطش عليه ويومين وأغيرلك على الجرح تانى
استمع له بإنصات ،ثم قال بينما يلوح له بيده أثناء خروجه :
سلام يا دكتور
رد عليه بهدوء بينما كان الآخر قد رحل بالفعل:
سلام يا غيث

زفر انفاسه بضيق ،ثم قام بإكمال ما كان يفعله ليستطيع تناول الإفطار ثم يبدأ يومه بنشاط كالعادة

......................................................................

(جامعة القاهرة)

وصلت  رنا مع ابنة عمها ولكنها بعد دقائق ودعتها ورحلت لاتمام عملها
وظلت مُنتظرة صديقتها بعد أن هاتفتها وأخبرتها الآخرى بأنها فى الطريق وبضع دقائق فقط وتكون أمامها ولكن مضى نصف  ساعة ومازالت لم تأتى بعد ،بدأ القلق والخوف يتحكم بها حيث هاتفتها عدة مرات أخرى لكن وعد لم تجيب
و بعد ما يقرب من الخمسة عشر دقيقة وجدتها تقف أمامها والإنهاك والإنزعاج بدا واضحًا عليها
جلست بقربها دون أن تنطق بحرف واحد ،فأخرحت رنا زجاجة مياه من حقيبتها وأعطتها لها بهدوء،تناولتها وعد منها وبدأت بالشرب وما أن انتهت ألقتها بالسلة الموجودة بالقرب منهم
فهتفت رنا بسخرية:
دا أنت كنتى عطشانه قوى بقي
أجابتها "وعد" بغضب واضح :
لا كنت محروقة ومضايقة ومتغاظة
قطبت "رنا" حاجبيها متسائلةً بتعجب:
ايه دا ؟ليه كل دا ؟
حركت "وعد" كتفها بلا مبالاة وهى تقول :
اتخانقت مع واحده فى المواصلات
زفرت "رنا " أنفاسها بضيق وهى تقول :
تانى يا وعد، مش قولتك بطلى عادتك دى  ،بطلى تردى على كل الناس ،طنشى ،تعرفى تطنشى
حركت "وعد" رأسها بالرفض وهى تقول :
لا مبعرفش ،حد ضايقنى يبقي ياخد فوق راسه ويسكت
طالعتها "رنا"بيأس ن حالتها ثم قالت بهدوء:
طب احكيلى ،الخناقة على ايه المرادى؟
ابتسمت"وعد" بسخرية وهى تقول:
نص جنيه
ردت"رنا" عليها متسائلةً بتعجب:
ايه ؟ إزاى يعنى ؟
طالعتها "وعد" بنصف عين وهى تقول:
متضحكيش وأنا بحكيلك أنا مضايقه
ردت"رنا" عليها قائلةً  بهدوء:
مش هضحك بس فهمينى
زفرت الآخرى أنفاسها بضيق ثم قالت:
بصى ياستى هحكيلك
Flah Back
غادرت من منزلها متجهة لموقف السيارات لتتمكن من ركوب المواصلات العامة
ركبت بهدوء و جلست بالكرسى ما قبل الآخير وركب خلفها سيدة  كبيرة بسيطة ومعها فتاه وفتى  أعمارهم  تقريبا بنفس أعمار وعد  أو أقل قليلًا
وبينما هى جالسه تحاول اخراج المال المخصص للأجرة كان الاشخاص الجالسون بالمقاعد الأمامية يتهاوشون فيما بينهم فكل شخص رفض أن يقوم بتجميع مال أجرة الركوب ولكنها وجدت فجأة  السيدة خلفها تربت على كتفها بحدة نوعا ما وتقول  :
خودى الأجرة لميها
اعتذرت "وعد"قائلةً بهدوء:
اسفه مش بحب ألم
طالعتها تلك السيدة بنظرة ساخطة وهى تقول:
أومال مين هيلمها
حركت "وعد" كتفها بلا مبالاة ثم قالت:
معرفشى

حين قالت  وعد ذلك عرضت ابنة تلك السيدة أن تقوم بتجميع المال لكن والدتها عانفتها بشدة قائلةً:
متلميش حاجه ،ملناش دعوى

وفى النهايه حين رفض كل الركاب تجميع المال  عرضت فتاة ما من المقعد المجاور لوعد أن تقوم هى بتجميع المال و وافق الجميع على مضض وانتهى تلك  المهمة الشاقة ،ثم قام السائق بأخذ المال المخصص له وأعاد الباقى للخلف فأخدته تلك السيدة الكبيرة  وبدأت بتوزيع المال على أصحابه
فهتفت ابنه تلك السيدة قائلة بتسائل:
حد  لسه ليه باقى ؟
أومات وعد برأسها وهى تقول:
أه ليا نص جنيه لو فى فكه يعنى

ولكن قبل أن تجيبها الآخرى هتفت أمها قائلة:
مفيش أنصاص و اللى ليه حاجه يطلبها من السواق ،مش هتعد وتطلب فلوسها على الجاهز ست البرنسية
التفت "وعد" لها تسألها بحدة:
حضرتك بتتكلمى كدا ليه؟ اتكلمى بأسلوب أحسن  لو سمحتى
أجابتها تلك السيدة قائلة  بطريقة سيئة:
ما أنت يعنى ملكيش لسان تطلبى فلوسك من السواق
ردت "وعد" عليها بتوضيح لما حدث:
عمو السواق رجع الفلوس ورا وبنت حضرتك اللى قالت مين اللى ليه فلوس ؟ أنا غلطت فى ايه بقى ؟
طالعتها تلك السيدة بكره غير مبرر وهى تقول :
ما أنتِ اللى مرضتيش تلمى الفلوس
أجابتها "وعد" بنفس الطريقة قائلةً:
ما حضرتك كمان مردتيش ولا خليتى بنتك تلم برده
احتدت ملامح تلك السيدة وقالت :
ما أنا ست جاهلة لا اعرف اقرأ ولا اكتب ،لكن أنتِ باين عليكى متعلمه وبتفهمى
طالعتها "وعد"بملامح جامدة ثم قالت بحدة:
ملهاش علاقه ويتحرق النص جنيه مش عايزاه
حركت تلك السيدة كتفها بلامبالاة وهى تقول بخبث:
أنا مالى يا أختى أنا باقى فلوسى رجعتلى ،مش باقى فلوسنا جنيه واهو فى ايدى وخلاص شكرًا،يتحرق أى حاجة تانيه

حركت وعد رأسها برفض على هذا الحديث وعلى الموقف بأكمله ثم التفت دون أن تنظر مرة أخرى لتلك السيدة،ورغم أنها ظلت تتكلم  بكلمات لا معنى لها وطريقة سيئة لكن وعد رفضت الانصياع لهذا الفخ مجددًا واستمرت بالجلوس فى مقعدها هادئة غير عابئةً بما يحدث من  حولها

أعلن السائق عن وصولهم المحطة الآخيرة فاتجهت وعد للخروج ولكن تلك السيدة تعمدت أن تسبقها لغرض ما وما هى الا ثوانى وكانت وعد  على الأىض حيث تعثرت بقدم تلك السيدة
التفت لها لتوبخها بحدة ولكنها حفظت لسانها نظرًا لانه مهما حدث هى سيدة كبيرة ولها احترامها  وليست عدوتها ولكن ما العمل إن كان الشخص مصرًا على إهانة نفسه؟

حيث اقتربت تلك السيدة منها قايلة:
أحسن تستاهلى
وعند هذا الحد لم تتحمل "وعد" فهتفت بغضب شديد  بعد أن نهضت وحاولت هندمة نفسها قليلًا بعد ذلك السقوط :
لا دا انت بقى مصرة تجيبى التهزيق لنفسك
تدخلت ابنة تلك السيدة وهى تقول بغضب مماثل:
اتكلمى مع ماما عدل ،أحسنلك
أجابتها "وعد" قائلةً بحدة :
لما أمك تحترم نفسها ابقي اتكلم عدل
احتدمت ملامح ابنتها فهتفت متسائلةً  بنبرة جامدة :
قصدك أن ماما مش محترمة؟
تصنعت "وعد " البرود وهى تقول:
اللى على رأسه بطحه بيحسس عليها
صاحت ابنة السيدة  قائلةً بغضب شديد :
لا بقى انا مش هسكتلك
طالعتها "وعد" بسخرية ثم قالت بينما كانت تضع يدها بخصرها:
هتعملى ايه يا عينيا؟
تدخلت والدة الفتاة  فى الحوار حيث هتفت بحدة:
مش هى اللى هتعمل ،أنا اللى هعمل 
وبمجرد أن أنهت حديثها رفعت يدها لتصفع وعد ،لكن وعد أمسكتها وقالت :
مش وعد اللى تمد ايدها على ست كبيرة ،امى مرتبنيش على كدا
تدخلت ابنة تلك السيدة مرة أخرى بعد أن ابعدت والدتها  من أمام وعد ،ثم قالت بتسائل غرضه السخرية :
وهى امك ربتك برده؟
طالعتها "وعد" بسخرية شديدة،ثم قالت :
أه ربتنى على الأقل مش ماشيه أشاكل دبان وشى عشان موقف حصل عادى ،رفضت ألم الأجرة وأمك نفسها رفضت وموافقتش أنك تلميها ،ايه بقى لزمه كل القرف دا؟ أنتم ناس فاضية ومش لأيلكم شغله
صاحت ابنة تلك السيدة بغضب شديد بعد أن استمعت لكل تلك الإهانه:
أنتِ قليلة الأدب
حركت "وعد" كتفها بلا مبالاة ثم قالت بهدوء:
الله يسامحك ،كل إناء ينضح بما فيه
وآخيرًا تدخل ابن تلك السيدة ،حيث قال ديك البرابرِ  ويا ليته لم يقل:
لا ،جامدة
طالعته وعد بإشمئزاز ثم قالت بسخرية :
أمك أجمد

End of flash
تنهدت وعد بحرراة وهى تقول :
وبس يا ستى دا كل اللى حصل
حل الصمت قليلًا فهتفت" وعد "بتسائل:
مبترديش يعنى
طالعتها "رنا" بضيق ثم قالت :
سؤال واضح وصريح؟
أنتِ لو مردتيش هيحصلك حاجه؟ ما تتغافلى شويه يا وعد والدنيا هتشمى
حركت "وعد" رأسها برفض  تام وهى تقول :
مبعرفشى،مبعرفشى اسكت ،لسانى يوجعنى لو ما اتكلمتش
ابتسمت لها بسخرية وهى تقول :
طب اشربى بقى
ردت "وعد" عليها قائلةً بإستفزاز واضح:
ما انا شربت المايه بتاعتك الحمدالله
زفرت "رنا" أنفاسها بضيق ثم قالت:
ثقيله
ردت عليها الآخرى مُسرعة فتلك جملتها المفضلة:
بس بتحبينى

و انتهى حديثهم عند هذا الحد واتجها سويًا لقاعة المحاضرات فقد دقت ساعة العلم.

.................................................................

(بمنزل غيث الخاص)

دخل سريعًا كان بينه وبين نفسه يلعن ذلك الإزدحام المرورى الذى قام بتعطيله لما يقرب من الساعة كاملة ، بحث عنها بكل أرجاء المنزل لكنه لم يجدها، جلس على أقرب مقعد قابله وهو يشغر بالغضب الشديد من نفسه أراد أن يتناول الإفطار معها وأن يحظى بأوقات طبيعيه برفقتها  لكن متى كان ما نتمناه نناله بتلك البساطة؟

لفت انتباه ظرفًا موضوعًا على الطاولة اقترب والتقطه ليرى ما به ،وجدها رسالة من والدته مدون بها بعض الكلمات القصيرة

"اضطريت اسافر برا عشان مؤتمر مهم  ومردتش اصحيك  وأتعبك معايا ،سلام يا حبيبى"

ابتسم بسخرية على هذا الوضع ثم ذهب للمرأه المقابلة له،كأنه يتخيل وجودها هنا أمامه ليقول بغضب شديد :
هايل ،لا بجد هايل يا دكتورة
الأم اللى متعرفشى ابنها بات فين وكل دا فكراه نايم جوا  تستاهل تبقي أم ؟
أنا المغفل اللى كل مرة بدى فرص ،كل مرة بيحصل كدا ،كل مره برجع لنفس الوضع لنفس الوحدة، وأنتِ بتثبتى لنفسك أن غيث ضعيف قدامك ،غيث بيستحمل كل حاجه منك ،أنا بكره حقيقة أنك أمى وبكره نفسى اللى بتحبك، وبكرهك ،بكرهك يادكتورة بكرهك

قال ذلك ثم بدأ بالصراخ بعنف وتحطيم كل ما يقابله فى طريقة ،حمل مقعده الذى جلس عليه منذ قليل وقام بإلقاءه على الأرض لتنكسر قدمه ثم اتجه إلى الاناء الذى وضع به  الزهور بالأمس  مُلقيًا إياه هو الآخر لينكسر إلى عدة أجزاء  متناثرة ،ظل يحطم ويدمر ،فقد كان جريحًا بشدة حتى انه لم يهتم بألم يده اليمنى المُصابة  ،لا يهمه شىء الأن فقد تملكه الغضب بشدة
وبعد أن خارت قواه ،سقط جالسًا على الأرض ويردد جملة واحدة :
"ياريتك حبتينى زيه،ياريتنى كنت هو ،يارتنى كنت ليث"

لم يتمالك نفسه ولم يتحمل ما حدث ،فى الواقع انه محق ،دائمًا تقوم بجرحه ودائمًا ما يعود ويعطيها فرصة أخرى كأنه اعتاد على مُسامحتها ،فهو مازال يحبها
لكن أيستمر الحب بين الطفل وأمه رغم كل المعاناة؟

........................................................................

(بجامعة القاهرة)
كانت تنظر فى القاعة المخصصة ،تنتظر بلهفة وعشق ،مع كل شخص يدلف من الباب كانت نبضات قلبها تتسارع بشكل ملحوظ ،كانت الدقائق تمر عليها وكأنها أعوام طويلة ،اخفضت رأسها من هول الأفكار التى تتلاعب بها ،لكنها رفعته فجأة حين سمعت بعض الهمهمات فى الميكرفون المخصص لأعضاء التدريس بالقاعة 
ولكنها صُدمت،لم يكن هو ،لك يكن حبيبها

كان أحدًا آخر ،اتجه إلى المقعد المخصص وجلس عليه ثم قال بهدء:
طبعا مستغربين أنا بعمل هنا ايه؟ المفروض دى محاضرة زميلى الدكتور غيث، بس أنا استأذنت انى أديكم النهارده مكانه ودكتور غيث هيديكم الأسبوع  الجاى محاضرتين لانى مش هكون موجود الاسبوع الجاى لظروف شخصيه،اتمنى تكون محاضرتنا النهارة لذيذة ونسفتاد كلنا

ثم بدأ فى شرح الجزء المخصص له اليوم 
لم تنتبه له مايا من الأساس ،فكانت حزينة ،ضاع تأنقها اليوم ولم تراه، و يا له من إهدار  لهذا الجمال

....................................................................

بالطرف الآخر
جلست رنا و وعد مع بعض الفتيات بالحديقة الخاصة بطلبة هندسة،كانت معرفة سطحية،فقط يعرفون أسماء بعضهم البعض ولا شىء آخر فقد تصادف جلوسهم سويا بأكثر من محاضرة  على المقاعد المجاورة لبعضهم البعض للعديد من المرات وعند خروجهم عرضوا أن يكملوا الوقت سويًا بالخارج إلى حين موعد المحاضرة الآخرى

جلسوا سويًا ،يتبادلون أطراف الحديث بملل شديد ،اقترتب" وعد" من رنا ثم قالت هامسةً بالقرب من أذنها:
ايه العيال الخنيقة دى ،كل اللى يهمهم مين قال؟ مين عمل ؟دى لابسه ايه ؟دى باباها مين ؟
ردت"رنا"  عليها بخفوت:
أنا عاصرة على نفسى لمونه وقاعدة بجد
زفرت "وعد" أننفاسها بضيق ثم قالت مُوجهةً حديثها لرنا :
قومى بينا نشمى
حركت "رنا"رأسها برفض وهى تقول:
مينفعشى ،دى قلة ذوق
خطرت على بالها فكرة رائعة فاقتربت من أذن صديقتها مرة أخرى وقالت:
اتحججى بالحمام ونقوم
ردت"رنا" عليها  قائلةً برفض:
لا اتحججى أنتِ
زفرت" وعد" أنفاسها بقلة حيلة وهى تقول:
لا أخاف نقوم يجيبوا فى سيرتنا ،دول مش عاتقين حد
ردت"رنا"  عليها بتأييد:
فظاع بجد ،دا أنا ناقص أعرف مقاس جذمة الدكتور اللى كان بيدنا من شوية بسببهم ،مركزين قوى مع كل حاجة
حركت "وعد" رأسها موافقةً على حديث صديقتها ثم  تقول :
عالم فاضية

وقبل أن تجيبها رنا تدخلت فتاة من الجالسين معهم  تدعى "أميرة" وقالت :
بس ايه الفستان الجميل دى يا رنا؟
ابتسمت "رنا" بخفه و هى تقول بمجاملة:
بجد تسلميلى
لكن تلك  لفتاة هتفت قائلةً بسخرية :
بس غريبه أول مره نشوفك بفستان ،علطول كاجول يعنى ،فى مناسبة ولا ايه؟
حركت "رنا" كتفها بلا مبالاة وهى تقول :
لا عادى يعنى مفيش حاجة
ابتسمت"أميرة"  لها ابتسامة صفراء ثم قالت بمغزى:
أها بس مش لايق على الجامعة ،تحسيه ينفع عيد ميلاد أكتر
أيدتها فتاة أخرى من الجالسين تدعى "نهاد" حيث قالت بسخرية:
عيد ميلاد فى حارة شعبيه ،حاجة vulgar  خالص
طالعتهم "رنا" بهدوء ينافى ما يحدث الآن ثم قالت بإتسانة جانبيه:
أه أنا فعلًا عايشه فى حارة ،ايه المشكلة؟
أصدرت "أميرة"ضحكة ساخرة وهى تقول بدنائة:
بجد،مش باين خالص
متزعليش منى يا رنا هو الفستان حلو بس يعنى تحسيه over  كدا 
لكن كالعادة تدخل المنقذ الخاص بها ،حيث هتفت "وعد" بسخرية :
عينى فيه وأقول أخيه
صاحت "أميرة" متسائلةً بغضب:
ايه دا ،قصدك ايه؟
أجابتها "وعد"ببساطة شديدة:
قصدى أنتِ فهمتيه كويس قوى
حركت الآخرى رأسها نافية وهى تقول:
لا مفهمتش
ابتسمت "وعد" بسخرية ،ثم قالت بهدوء:
مش مشكلتى أنك غبيه
وعند هذه النقطة لم تتحمل أميرة ،فهتفت بغضب شديد وكره مبالغ به:
ايه ؟أنت إزاى تقوليلى أنا كدا ،أنتِ متعرفيش أنا بنت مين ؟
طالعتها وعد لثوانى ،ثم قذفت قنبلتها الموقوته بسعادة:
ايه علاقة غباءك بأبوكى ،ورثاه منه يعنى ولا ايه ؟
شعرت "أميرة"وكأن دلو ماء بارد ألقى فوق رأسها ،فهتفت بغضب شديد وكان التوتر واضحًا بشدة من نبرة صوتها :
أنت بجد انسانه مستفزة ، وأنا هعرفك ازاى تتكلمى معايا أنا كدا ؟ أنا هكلم بابا وأخليه يتصرف مع أمثالك
أجابتها "وعد" قائلةً بسماجة:
معلش ،تعيشى وتاخدى غيرها
حين شعرت "رنا" بأن الوضع وصل لنقطة لا يمكن تحملها هتفت فى محاولة بائسة لإخماد تلك النيران المشتعلة:
وعد خلاص ،كفاية
التفت "وعد" لها قائلةً بحدة:
اقعدى أنتِ على جمب الوقتى
تصنعت "رنا" الغباء وهى تقول:
ما أنا قاعدة جمبك أهو
زفرت "وعد" أنفاسها بضيق وهى تقول :
يا صبر أيوب،قومى يا رنا،قومى نمشى أنا أتخنقت، دول عالم فاضية
ثم نهضت لكى تغادر هذا التجمع الحقير ،تبعتها صديقتها  ولكن وعد التفت  مرة واحدة وهى تقول مُوجهةً حديثها للجالسين:
وناقصين ربايه كمان
قالت جملتها الأخيرة ساحبةً صديتقها خلفها دون التفوة بأى حرف آخر ،فقد قالت وكفت بحق ،سلمت يداك وفاهك يا فتاة

..........................................................

(بمنزل الحاج راشد)

حل المساء بدون أى أحداث تذكر ،فقط عادت مايا للمنزل بوجه غاضب فاللقاء الذى أعدت له اليوم لم يتم فهو لم يحضر ،دلفت لغرفتها وبدلت ثيابها بملل ثم هبطت لتبحث عن أى شىء تتناوله سريعًا و تخلد للنوم بعدها فقد كان يوم شاق ملىء بالعمل ومخيب للأمال بعدم اللقاء
وبينما هى فى المطبخ مستغرقة بالبحث عن شىء تتناوله وجدت فجأة يد توضع على كتفها ،فصرحت مُسقطةً الطبق الذى تحمله ،وصرخت الأخرى من الصدمة
هتفت "مايا" قائلةً بضيق :
حد يعمل اللى أنت عملتيه دا ؟
أجابتها"رنا"قائلةً بتذمر:
وأنا عملت ايه يعنى ؟ بقالى ربع ساعه بنادى عليكى وانتى مش سمعانى فجيت اشوف فى ايه؟
تحججت الآخرى قائلةً بهدوء:
اه معلشى كنت سرحانه
طالعتها"رنا"بنصف عين ثم قالت مُتسائلةً بمغزى:
فى ايه ؟ المز صح
صاحت "مايا" قائلةً بإعتراض :
مز ايه ؟ ايه الأسلوب دا يا رنا ؟  هى  قعدتك مع وعد خليتك تقولى ألفاظ سوقية زيها
طالعتها "رنا" لبرهة ،ثم قالت بهدوء:
أولًا أنا و وعد كنا عايشين فى نفس المنطقة فلو شايفه أن ألفاظها سوقية يبقي أنا كمان لأننا اتربينا فى نفس البيئة،ثانيًا متغلطيش فى وعد يا مايا لو سمحتى ،وعد خط احمر بالنسبالى
هتفت "مايا" قائلةً بتذمر:
أنا مش فايقه للمحاضرة دى كلها ،عن اذنك
شعرت "رنا" بأن هناك خطب ما ،فاقتربت منها وهى تقول :
استنى ،أنتِ مضايقه ليه؟
حركت "مايا"رأسها نافيةً وهى تقول:
مش مضايقة
لكن الآخرى قالت بحسم لتنهى هذا الحدال :
متكدبيش ،فى ايه يا مايا؟
أجابتها "مايا" قائلةً بألم واضح:
مش عايزه أحكى يا رنا
ولكن "رنا" ردت عليها بمشاكسة:
وأنا عايزه اسمع
ابتسمت "مايا" بسخرية ثم قالت بتسائل يحمل فى طياته الاستنكار :
هو بالعافيه يعنى ؟
حركت "رنا"رأسها نافيةً وهى تقول بمرح:
لا بس هعمل شاى ونسهر سوا فى البلكونه ،ايه رايك ؟
ردت عليها بثباث:
بس مش هحكى برده
ابتسمت "رنا" بسخرية وهى تقول :
مع أول قله هتعترفى ،متقلقيش

ابتسما لبعضهما البعض ،وأعدت رنا الشاى ثم ذهبا سويًا للشرفة يتبادلون أطراف الحديث بدون كلل أو ملل،غريب أمر الحياة يواسيك أكثر شخص مُتألم ويحنو عليك من لم يعرف الحنان طريقه يومًا.
.......................................................................

(شركة العدلى group)
وأشرقت الأرض بنور ربها مُعلنه عن بداية يوم جديد،يحمل فى طياته العديد

ذهب لشركته ليباشر عمله بنشاط ،فمشاكل الأمس وهفواته تظل بالأمس ولا يجب أن تفسد  الغد ، هذه قاعدته يتبعها فى بعض الأحيان وفى الأحيان الأخرى يتقاعس عنها

انها الحياة ليست بيضاء للأبد وكذلك ليست سوداء للأبد ،هى خليط من كل شىء و ربما رمادى بعض الشىء

دلفت ياسمين لمكتبه تعطيه بعض الأوراق وتناقش الحسابات المالية فقد لاحظت خطأ وتلاعب بالأرقام ليس كبيرًا ولكنه يظل خطأ ويجب معرفة من سببه

هتف "غيث" حين لاحظ دخولها :
طالما الدخلة الميرى دى يبقي حصل حاجة؟
ردت عليه قائلةً بإعتراض:
بتتريق حضرتك ؟
حرك رأسه نافيًا وهو يقول بهدوء:
لا اطلاقًا ،انجزى مصيبة ايه اللى ورانا النهاردة؟
أعطته الأوراق الت كانت تحملها وهى تقول:
اتفضل
أمعن النظر فى تلك الأوراق ليقول لسخرية  :
أه ،الإختلاس الصغير دا
قطبت"ياسمين" حاجبيها وهى تقول بتعجب :
أنت كنت  عارف!
حرك "غيث" رأسه بتأييد وهو يقول ببساطة:
أه والموظف المسئول استقال أمبارح ودا شيك بالفلوس اللى اختلسها حوله لشكرتنا النهارده
ردت عليه متسائلةً بتعجب :
أنت عملت ايه بالظبط؟!
ابتسم بغموض ثم قال :
أنتِ عارفانى مبسبش حقى
واصلت"ياسمين"  بأسالتها لمعرفة الحقيقة ،حيث قالت :
أه بس دا حصل إزاى وامتى ؟
زفر أنفاسه بضيق ثم قال :
متشغليش بالك يا ياسمين ،ركزى بس مع المهندسين فى المشاريع ،أخوكى منفضنا خالص
أجابته"ياسمين"  بسخرية :
وهو وراه ايه غير ست مايا بتاعته
رد "غيث" عليها بسخرية هو لآخر:
لو سمعك هيزعل جامد
حركت "ياسمين" كتفها بلا مبالاة وهى تقول:
يتفلق أنا تعبت منه ومن قصة حبه دى ،دا حتى مش حب دا مرض
قاطعها"غيث" قائلاً:
غريبه مع انك
ولكنها لم تدعه يكمل حديثه حيث هتفت مُسرعةً بحدة:
انى ايه ؟ عايشه مع وهم يعنى عشان أيمن
حرك"غيث"  رأسه نافيًا وهو يقول بتوضيح:
لا أنك بنت يعنى ومفروض تبصى للحب من وجهة نظر تانيه
زفرت أنفاسها بتوتر ،ثم قالت للهروب من المأزق الذى وضعت نفسها به بسبب تسرعها :
لما يبقي حب  حد تانى ،مش حب أخويا اللى مبهدله 
أومأ براسه وهو يقول بهدوء:
تمام يا ياسمين
لوحت له قائلةً  بينما كانت متجهة للباب كى تخرج:
سلام
لكنه أوقفها قبل أن تخرج من مكتبه ثم قال بمغزى:
ياسمين ،أيمن مش وهم ،بس اتوفى هى دى  كل الفكرة
ردت عليه ببساطة بينما كانت تتحاشى النظر لعينه حتى لا تضعف وتبكى أمامه:
ربنا يرحمه

قالت ذلك ثم رحلت مُسرعةً للإختلاء بنفسها وبذكرى رحيل حبيبها ،كم تشتاق له بشدة ،ولكن ما نفع الاشتياق إن كان الحبيب مات

.....................................................................

(بمنزل الطبيب سامح)

بحلول الظهيرة كانوا جميعهم وصلوا لمنزل والد صديقهم
اجتمع  الرجال بحديقه المنزل بينما كانت السيدة همسه و ابنتها ليلى وياسمين بالمطبخ  يضعون اللمسات الآخيرة بشغف كبير

وبالخارح كانوا يتشاجرون كعادتهم ،دائمًا حديثهم لايخلو من المزاح الثقيل ،لكن لا باس فهى عادتهم وتخفف من حدة حياتهم ولو قليلاً
حيث هتف "أحمد"قائلًا بسخرية:
بس حلوة الجامعة دى ،عقبال الاكل ما يبقي حلو يارب
رد "آدم"عليه قائلاً بسخرية:
أنت علطول كدا همك على بطنك
أجابه"أحمد" قائلاً بهدوء والابتسامة تزين ثغره:
يا آدم يا حبيبى لا شىء يضاهى جمال الطعام
نظر "آدم" له بإشمئزاز زائف ثم قال بإعتراض :
أنا مش حبيبك
زم "أحمد"شفتيه بتبرم على حديث صديقه ثم التفت مُحدثًا المجاور له بينما وضع يده على كتف:
غيث هو  اللى حبيبى
أبعد "غيث" يد صديقه عن كتفه ثم قال :
طلعنى برا الحوار دا أنا straight
تصنع "أحمد" الضيق وهو يقول :
خلاص كلكم بعتونى
هتف "الطبيب سامح" قائلًا بسخرية :
متزعلش يا أحمد ،أنا بحبك وبعتبرك زى غيث برده
رد "أحمد" عليه قائلاً بتكبر :
تسلم يا عمو، بس أنا ميشرفنيش أكون زى ابنك الدبش دا ،اللى مبيراعيش مشاعر وأحاسيس اللى قدامه
أجابه "الطبيب سامح"وهو يحاول كتم ضحكاته التى تريد أن تقتحم ثغره عنوةً بسبب حديث هذا الشقى :
تصدق يا أحمد أنت تساهل معاملتهم  دى ليك ،اتفلق يا ابنى
رد"أحمد"  عليه والابتسامة لا تفارق وجهه :
تسلم ياعمو ،كلك ذوق برده

وعند تلك الجملة حضر الطعام آخيرًا،نهص أحمد من مقعده مُسرعًا فقط جذبته الرائحة على الفور ،وبدأ فى مساعدتهم بوضع الأطباق على الطاولة
وبعد دقائق معدودة كانوا جميعهم يتناولون الطعام بنهم شديدة،مستمتعين بهذا المذاق الأكثر من  رائع

بعد فتره كانت  السيدة همسة وزوجها وياسمين يجلسون على الأرجوحة بالحديقة يتبادلون أطراف الحديث بإبتسامة بسيطة ،بينما كان غيث وأحمد بالداخل  يلعبون الألعاب الإلكترونيه ضد بعضهم البعض وصراعهم المستمر على من بينهم الأمهر
وآدم كان يقف بمنطقة منزوية قليلًا فى الحديقة ،كان يفكر بعدة أشياء مختلفة،قطع حبل أفكاره صوتها العذب وهى تقول برقة:
واقف لوحدك ليه يا آدم؟
رد "آدم" عليها قائلاً بهدوء:
مفيش سبب معين
اقتربت "ليلى"منه إلى أن وقفت أمامه مباشرة ثم هتفت متسائلةً بدلال:
تضايق لو وقفت معاك ؟
زفر"آدم" أنفاسه بتوتر شديد ثم قال بعد أن ابتعد عنها قليلا:
خليكى مع طنط همسة أحسن عشان متقلقش عليكى
اقتربت"ليلى" منه مجددًا وهى تقول بهدوء:
هتقلق ليه ؟أنا مستأذنه منها
علم "آدم" أن لا مفر منها اليوم فهتف متسائلًا :
عايزه ايه يا ليلة؟
أجابته "ليلى"بينما كانت تتلاعب بأصابع يدها من فرط التوتر :
عايزه أفهم مالك ؟ايه اللى حصل ؟ آدم أنت متغير ،هو أنا مزعلاك فى حاجة
حرك "آدم" رأسه نافيًا وهو يقول بحب :
عمرى ما أزعل منك يا ليلة
ابتسمت "ليلى" برقة ثم هتفت متسائلةً:
طب ينفع أسالك سؤال؟
حاول"آدم"  كتم ضحكاته وهو يتكلم معها كى لا يحرجها ،فقال  :
مش متعود منك على الاحترام دا بس اسألى يا ليلة
زفرت"ليلى" أنفاسها بخوف ثم هتفت متسائلةً مرة واحدة كى لا تتراجع:
ايه اللى حصل لرجلك ؟
شعر "آدم" بأن خنجرًا طعنه بقوة بصدره،ولكنه حاول صبغ وجهه بالامبالاة وهو يقول :
مضايقه منها ؟
حركت"ليلى" رأسها نافية ثم هتفت متسألةً بإستنكار كتأكيد على النفى السابق :
وتضايقنى ليه ؟
ابتسم لفعلتها ثم قال بألم صريح :
بس أنا مضايق يا ليلة ،محسسانى انى فيا عيب،انى ناقص
قاطعته مسرعةً وهى تقول :
متكملشى،آدم بص فى عينى
رد "آدم" عليها مُسرعًا وقد تملكه الخوف بشدة:
مالها؟ تعباكى؟ تحب أخدك ونكشف الوقتى
حركت"ليلى" رأسها نافيةً ثم قالت بحب واضح :
لا أنا بقولك بص فى عينى شوف صورتك يا آدم،دى صورة ناقصه ولا صورة كاملة؟
زفر "آدم" أنفاسه بضيق ثم قال بقلة حيلة واضحة:
مش عارف يا ليلة
ابتسمت له برقتها المعهودة تحاول بث الطمأنينة لفؤاده ثم قالت :
بس أنا عارفه،صورة كاملة يا آدم وجميلة ومفيش صورة غيرها فى عينى ،ومش عايزة غيرها أصلًا
هتف بتوتر واضح :
ليلة
ابتسمت له وهى تقول:
بحب اسمع  اسمى منك
شعر "آدم" بتسارع نبضات قلبه وأنفاسه المتلاحقة فهتف قائلاً بحسم:
يا ليلة كفاية
حركت "ليلى" كتفها بلا مبالاة وهى تقول ببساطة  :
خلاص متنادنيش بالاسم دا 
ابتسم بسخرية ،فكيف يمكنه أن يفعل ذلك ويحرم نفسه من الاسم الذى يروى عطشه للحياة ،لكنه قال فى النهاية :
مقدرشى
ليلة أنا تعبان الفترة دى ،فبلاش تضغطى عليا
ذعرت "ليلى" حين قال هذا ،فهتفت مُسرعةً بخوف واضح :
مالك فيك حاجة ؟ تعبان إزاى يعنى  ؟
أجابها"آدم" قائلاً بهدوء :
مفيش صديقني ،عقلى بس مشغول بكذا حوار ،ولسه ملقتش شغل ومش عارف هكمل هنا على ايه ؟
لكن بمجرد أن سمعت ما تفوه به هتفت مُسرعة والخوف يتملكها:
أنت هتسافر تانى؟
زفر "آدم" بألم وهو يطالع تعابير وجهها ثم همس بقلة حيلة:
مش عارف
لكنها هتفت قائلةً برجاء:
متسافرشى يا آدم please
رد عليه مُتسائلًا:
ليه؟
أجابته بتلاعبها المعتاد على مشاعره:
عشانى ،مين يذاكرلى لو سافرت
أدرك"آدم" ما تفعله ،فهتف بتحاذق واضح:
دكتور سامح يذاكرلك
حركت رأسها نافيةً وهى تقول بحزم:
مش عايز حد يذاكرلى غيرك ، اتعودت من الثانوى انى مبفهمش غير منك
ابتسم "آدم" بسخرية وهى يقول :
غرييه مع انى عرفت أن السنتين اللى فاتوا جايبه امتياز
خللت شعرها بأصابع يدها  ثم قالت بخجل:
جبته عشانك
قطب حاجبيه متسائلًا بتعجب:
عشانى أنا؟!
حركت "ليلى" رأسها بتأييد وهى تقول :
أه
لم يعد "آدم" يتحمل أكثر من ذلك فهتف مُسرعًا قبل أن يوقفه عقله :
ليلة كنت عايزه أفاتحك فى موضوع ،أنا عارف انه لسه بدرى ومش مطالب منك تقولى رأيك الوقتى ،بس أنا خلاص معتش ينفع استنى
شعرت بالتوتر والخوف من حديثه فهتت متسائلةً :
فى ايه يا آدم ؟ أنت قلقتنى على فكرة
قرر إنهاء هذا الأمر وحسمه بشكل واضح وصريح ،فقال:
أنا بح
ولكن قبل أن يكمل حروف كلمته الآخيرة أوقفه نداء والدتها تحثها على القدوم
فهتفت "ليلى " بصوت عالى كى يصل لأمها :
حاضر يا ماما جايه
ثم التفت للواقف أمامها وهى تقول بآسف:
معلشى يا آدم هروح أشوف ماما عايزه ايه ؟
حرك رأسه وهو يقول بضياع :
روحى ،روحى يا ليلة
وبمجرد أن رحلت ،هتف مُحدثًا نفسه بسخرية :
تقريبا هجيب واحد مكانى يعترفلك ، أحمد طلع  عنده حق فعلًا  بقلب كتكوت مبلول قدامك ،وأنتِ مبتتوصيش ما شاء الله عليكى ياليلة ،بتلعبى بيا وأنا بحب لعبك للآسف

قال ذلك ثم ذهب للداخل ليجلس برفقة أصدقاءه ،لعل الضوضاء الخاصة بهم تفوز على ضوضاء قلبه وينتهى صراع هذا اليوم دون خسائر ، ولكن هيهات فقد خسر من البداية أمامها
.....................................................................

(بمنزل الحاج راشد)

بالمساء تجمعت العائلة الكريمة لتناول العشاء كعادتهم يحافظون على موعد الطعام وكأنهم عائلة مترابطة للغاية رغم بعدهم كل البعد عن بعضهم البعض ،يا لها من عائلة رائعة

لم تكن تريد رؤيتها ،فدائمًا ما تنظر لها نظارت دونية حقيرة ،تجعلها تكره الطعام الذى تتذوقه، تكاد تجزم أن بعض اللقيمات تقف بحلقها بسبب تلك النظرات البشعة

لكنها لم تتوقف عن النظرات حيث هتفت سهير  قائلةً بحدة :
حلوة القعدة فى بيت الحج راشد يا رنا ؟
حركت "رنا " رأسها وهى تقول :
أه
ابتسمت الآخرى بإتساع وهى تقول بسخرية صريحة:
طبعًا مستحملتيش ترجعى لبيت أمك تانى ،الفرق بين هنا وهناك محدش يقدر يستحمله
طالعتها "رنا"بكره شديد ثم قالت بنفى:
لا هناك أحلى
ردت"سهير"عليها وهى تقول بتشَّدق واضح  :
ومكملتيش هناك ليه يا عينا ؟
أجابتها "رنا"بطريقة ساخرة تلائم حديثها :
ليا مزاج أفضل هنا عشان أصطبح بوشك السمح كل يوم يا مرات عمى
وعند هذا الحد صاح "الحاج راشد"مُعلنًا عن نهاية الحديث حيث قال بحدة:
خلاص بقى ،عايزين نتعشى فى هدوء
استمر الهدوء لبعض الوقت ولكنه لم يخلوا من النظرات النارية ،إلى أن هتفت "سهير"متسائلةً بمغزى:
هى أمك عامله ايه فى شغلها يا رنا؟
أجابتها "رنا"قائلةً بهدوء:
الحمدالله
زمت"سهير" شفتيها بتبرم ثم صاحت متسائلةً:
مش عارفه هى لقت شغل إزاى وهى مش مكمله تعليمها ؟
ردت "رنا"عليها قائلةً بإيجاز مُغلفًا بالإهانة الصريحة:
لا ماما مش زيك يا مرات عمى
هتفت"سهير"متسائلةً:
قصدك ايه ؟
أجابتها "رنا" قائلةً بفخر شديد :
قصدى ما ما كملت تعليمها ،بابا حبيبى قدملها فى الجامعة المفتوحة وخلصت واتعينت بشهادتها ،ماما معاها بكالريوس يا طنط سهير ،مش ذيك يعنى
وما أن سمع" العم إبراهيم " حديثها هتف متسائلًا بسعادة :
بجد منى كملت تعليملها
حركت"رنا"رأسها قائلة بإبتسامة خفيفة:
أه ياعمو ماما كملت تعليمها
بادلها الابتسام وهو يقول بسعادة:
كان نفسها من زمان تتعلم ،أبوكى فعلًا ونعم الزوج الله يرحمه
رددت "رنا" الدعاء خلفه قائلةً بهظوء:
الله يرحمه
قطع هذا الحديث هتاف "مايا" قائلةً:
جدو كنت محتاجه مبلغ كدا
رد "الحاج راشد" عليها متسائلًا :
كام
أجابته"مايا"قائلةً بهدوء:
خمس تلاف
قطب حاجبيه متسائلًا بتعجب:
ليه ؟!
ردت "مايا"عليه قائلةً  ببساطة :
فى أسوره عاجبنى وعايزه أجبها ياجدو
اومأ برأسه موافقًا وهو يقول:
تمام
ثم التفت لابنه مُحدثًا إياه:
أديها عشرة تلاف يا إبراهيم
حركت "مايا"رأسها نافية وهى تقول مُسرعةً :
لا ياجدو هى بخمسة بس
طالعها  جدها لبرهة من الزمن لغرض ما بنفسه ثم قال بهدوء:
لا ما أنتِ هتيجى لبنت عمك معاكى
تدخلت "سهير" فى الحديث حيث قالت بحدة وغضب:
نعم وهى بنت الخدامه يجلها زى بنتى  ليه ؟
صاح زوجها قائلاً بحدة مماثلة:
احترمى نفسك يا سهير ،بنت أخويا زيها زى مايا
ردت عليه زوجته بتهكم واضح وسخرية:
لا مش زى بعض ،أنت هتيجب بنت الحسب والنسب لنبت الخدامة، دى راحت ولا جت  هتفضل خدامة بنت خدامة
ومع كل ما يحدث ،هتفت"رنا "مُحدثةً جدها تسألها بهدوء ينافى الصراع القائم بين أطراف الجالسين  :
جدو هو الشاى اللى قدامك سخن ولا برد
طالعها بتعجب شديد لكنه أجابها قائلاً فى النهاية:
يعنى دافى شوية كدا مش سخن قوى
أومأت "رنا"برأسها وهى تقول بهدوء:
تمام
أمسكت ذلك الكوب وعلى حين غرة ألقت ما به بوجه سهير دون أن تنطق بحرف واحد
ثم اتجهت لتصعد لغرفتها بهدوء غريب كأنها لم تفعل فعلة شنعاء منذ ثوانى
صرخت سهير بفعل الصدمة والألم ولكنها لم تتكاسل عن الإنتقام حيث انقضت عليها مُمسكة اياها من شعرها ،وفعلت رنا المثل ،كان المنظر ساخرًا إلى حد كبير لكن القوة العظمى كانت لسهير خاصة بوزنها الزائد فكانت رنا أمامها كالحمل الرضيع
لكن ما زاد الطين بلة هو اجتماع الكل يحاولون فض هذا الاشتباك ،ولا أحد منهما يوافق على ذلك،مازالا ممسكين بشعر بعضهم البعض والعند قائم بينهما  ،ظل الوضع على ما هو عليه إلى أن قرع جرس الباب مُعلنًا عن قدوم زائر غير مرغوب به

فابتعدا عن بعضها البعض حفاظًا على صورة العائلة أمام ذلك الغريب ،هندمت رنا من وضعها قليلًا وتأكدت من إحكام القبعة  الملحقة بملابسها لإخفاء شعرها وقررت الصعود الى غرفتها وترك ما حدث بالأسفل يظل بالأسفل فقد سئمت من كل شىء،لكنها مجرد ثوانى قليلة وكان ذلك الغربب يقف أمامهم وعلي وجهه ابتسامة صفراء وهو يقول :
وحشتونى ،وحشتونى قوى
تسمرت فى مكانها بمجرد ان استمعت لصوته ،كانت مُعطية ظهرها لهم و وجهها باتجاه السلم للصعود
اقترب مُقبلًا يد الحاج راشد ومن بعده ابنه وزوجته ثم اتجه الى  مايا مُحتضنا اياها ،ومن ثم تلك الآخيرة ،اقترب وبسمة خفيفة تزين ثغره وهو يقول بخبث و وضاعة صريحة  :
اذيك يا قطتى ،ليكى واحشه
قال ذلك بينما كان يتعمد أن يلمس ظهرها بنقطة معينة بطريقة مهينة دون أن ينتبه له أحد

للاسف انه هو، ذلك المُغتصب

"ربما قد حان وقت المواجهة بعد عامين متواصلين من الهروب ،ولكن لمن النصر اليوم ،لصاحب الحق أم للظالم وأتباعة؟"

_يتبع_
_الجزء الأول، الفصل الخامس و العشرون _
_مريض نفسى بالفطرة _

______________________________________

Don't forget the vote, please
أتمنى الفصل يعجب حضراتكم و مستنيه أرائكم، تصبحوا على خير

Continue Reading

You'll Also Like

152K 12K 48
ما بينَ محاولة نسيان خذلانٍ قديم، ومحاولة الالتفات لحُبٍ جديد.. كان التناقض طرفٌ ثالث، فأضحت هذه العلاقةُ أكثر الأمور تعقيدًا. Cover by Anobeass.
9.8K 617 39
• بعد إنهاء المكالمه سهيله بتذهب الي مكان تواجد فارس عند الاستدج وبتصفعه صفعه قويه علي وجهه تحت نظرات تعجب من الجميع... • وقال بنبره مخيفه وساخره : ا...
5.7K 416 42
مُنذ الصِغر ونحنُ نعلم جيداً أن الخطان المتوازيان لا يلتقِيان أبداً ، فـ هل مِن المُمكن أن تتغير تِلك القاعِدة لـ يجتمِع قلبين معاً؟!. لما لا ؟ .. فـ...
3.4K 94 11
رواية سودانية بقلم ام الخلفاء