تَعَافَيْتُ بِكَ

Da ShamsMohamed969

15.2M 642K 220K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... Altro

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️
تجميعة الحلقات الخاصة

الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)

69.3K 3.6K 1.5K
Da ShamsMohamed969

"الفصل الواحد و السبعون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

ألم يحنُ للمشتاقِ عناقٍ من بعد الفراقِ ؟!
_________________________

_ألقيْتَ في طريق الخطأ دون إرادةً مني، عنوةً عني و رغمًا عن طوعي سِرتُ به لـ أتفاجأ بنفسي في القاع بعدما كدت على مشارف القمةِ، فبعدما لمست الضوء بيدي، احترقت أناملي و غطت العتمة طريقي، و انطفأ من الوجه بريقي، و ظللت في النهاية بمفردي و بقلبٍ ملكومٍ قُلت لنفسي و لحياتي كرهت و من يأسي و نفسي سئمت، فأغلى ما امتلكته يومًا كانت كرامتي و سبتقى كذلك طالما حييت.

_"إيه جاي يخطب ياسين ؟!"
تفوه بها «عامر» بصوتٍ عالٍ بعدما أخبره «وليد» عن هوية ذلك الواقف أمامهم، حتى ابتعد عنه «ياسين» فورًا فيما تحدث «يوسف» بتهكمٍ:

"إيه يا ياسين !! أنا جاي اتدبس و لا إيه ؟! أخطب مين أنا ؟!"

رد عليه «ياسين» بضجرٍ:
"يا بني عريس إيه !! عامر بس بيحب يهزر، نسيت أعرفك، دا عامر أخويا و عشرة عمري، و دا وليد أخويا الصغير، و أخو المدام"

تحدث «عامر» يتكأ على حروف كلماته مُعرفًا نفسه:
"أنا عامر، صـاحـبـه و أخوه و عشرة عمره، صـاحـبـه !!"

ابتسم له «يوسف» ثم مد يده و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"معاك يوسف الراوي، مهندس بترول تبع شركة الفاروق للبترول"

سلم عليه «عامر» و هو يبتسم له باصفرارٍ، فيما رفع «وليد» حاجبه و الأخر ينظر له شرزًا و البسمة الخبيثة تزين ثغره و تدقق من نظرته، حتى قال ياسين مُعرفًا الأخر له:

"دا بقى وليد، أخويا الصغير، يعلم ربنا غلاوته عندي زي خلاوة أخواتي تمام....اقدملك يا وليد، بشمهندس يوسف الراوي"

أعطى «يوسف» قالب الكيك و حقيبة الهدية لـ «ياسين» ثم اقترب منه يمد كفه له مُرحبًا به و هو يقول بتريثٍ:
"أهلًا أهلًا يا أستاذ وليد...شرف ليا طبعًا أني اتعرفت عليك"

نظر «وليد» لكفه الممدود ثم نظر في وجهه و رفع رأسه بشموخٍ و مد يده يعانق كف الأخر و هو يقول بثباتٍ:

"الشرف ليا أنا يا أستاذ يوسف"

تحدث «ياسين» حينها بصوتٍ مبهج و مرحٍ:
"طب يلا علشان تتعرف على الباقي، اتفضل يا يوسف، اتفضلوا يا جماعة"

دلف «ياسين» أولًا و خلفه مباشرةً «عامر» و قبل أن يلحقهما «وليد» اقترب منه «يوسف» يعارض طريقه حتى ظهر الاستنكار على وجه «وليد»، حينها مد «يوسف» يده بباقة الزهور و هو يقول بصوتٍ هامس طغت عليه السخرية الخبيثة:

"أنا اتأكدت فعلًا إنه برسيم، بس و الله ميغلاش عليك، خلي بالك دا حاجة مستوردة، بألف هنا و شفا"

أعطاه باقة الزهور في يده ثم غمز له و دلف للداخل يقف بجوار «ياسين» فيما وقف «وليد» مُتسمرًا بوجهٍ محتقن و هو يفكر كيف لشخصٍ أخر أن يعامله بتلك الطريقة ؟! حسنًا هو من بدأ حرب الكر و الفر عليه أن يتحمل صد مناواشاته.

دلف «وليد» خلفهم فوجده يُسلم على الجميع و تتم مهمة التعارف بينهم جميعًا، جلس هو على المقعد و هو يراقب بعينيه الأخر الذي جلس أمامه بعد مهمة التعارف و كلًا منهم ينظر للأخر بنظراتٍ ثاقبة، حتى تحدث «رياض» مُرحبًا به:

"نورت الدنيا يا بشمهندس يوسف، البيت نور بوجودك و الله"

رد عليه «يوسف» بنبرةٍ هادئة و وجهٍ مبتسمٍ:
"دا شرف ليا أنا يا أستاذ رياض، و ياريت بلاش بشمهندس يوسف دي، أنا زي ياسين يعني، خليها يوسف بس"

ابتسم له «رياض» و هو يقول بنبرةٍ هادئة مُرحبةً بالأخر:
"طبعًا يا حبيبي، دا شرف ليا، و أنا زي والدك طبعًا و يشرفني دا، زي ما أنتَ شايف كدا كلهم ولادي، و يشرفني إنك تكون زيهم"

ابتسم له بتأثرٍ فرد عليه بصوتٍ مختنقٍ إلى حدٍ ما بعدما حاول صبغه بالثبات:
"طبعًا دا شرف ليا، و من بختي إن أب عظيم زي حضرتك ربى تربية زي ياسين كدا يعتبرني ابنه، دي حاجة كبيرة في حقي"

تدخل «خالد» يقول بنبرةٍ هادئة:
"طب بما إنك بقيت أخونا اسمحلي اقولك شكرًا على وجودك مع ياسين، و على مساعدتك ليه أنه يرجع لينا تاني، هو مفيش شكر بين الأخوات طبعًا بس دا واجب علينا"

رد عليه «يوسف» بودٍ:
"متقولش كدا، ياسين أخويا و فضله كبير عليا، و لحقني برضه من التعب و أنا لوحدي، يعني فضله عليا كبير"

ابتسم له «ياسين» فيما مال «عامر» على أذن «خالد» يقول هامسًا بحنقٍ:
"حتى أنتَ، خلاص كلكم بقيتوا بتحبوه ؟! طب و أنا !!"

وكزه «خالد» في مرفقه و هو يقول طابقًا على أسنانه بغيظٍ:
"أنتَ تتلم و تسكت خالص، جاي يخطب ياسين ؟! دا أنا هرقصك لما ننزل حاضر"

لوح له بيده و هو يزفر بقوةٍ بينما «وليد» جلس بنفس الثبات و لم ينطق بكلمةٍ واحدة حتى أتت «زهرة» و خلفها «خديجة» و كلًا منهما تحمل في أيديها صينية تقديم كبيرة الحجم يعتليها العصائر و أطباق الحلويات الخاصة لكلٍ منهم، وقف «ياسين» يأخذ منهما الأشياء ثم قال مُعرفًا «يوسف» لهما:

" اقدملكم البشمهندس يوسف الراوي، والدتي يا يوسف، و دي المدام"

وقف «يوسف» احترامًا لهما و هو يبتسم بهدوء، فتحدثت «زهرة» بنبرةٍ هادئة:
"البيت نور بوجود حضرتك، ياسين حكالنا كتير عنك"

ابتسم هو لها ثم قال بهدوء:
"دا شرف ليا طبعًا و متشكر جدًا لحضرتك، ربنا يباركلك فيه"

ابتسمت له «زهرة» فيما أخفضت «خديجة» رأسها بخجلٍ حتى قال هو بنبرةٍ هادئة و عينيه لم تتبعها بل أبعدها عن موضع وقوف السيدات مما زاد من موقفه احترامًا من قِبل الجميع:
"كل سنة و حضرتك طيبة يا مدام، ربنا يكرمك أنتِ و ياسين إن شاء الله و يخليكم لبعض"

حركت رأسها موافقةً ثم قالت بنبرةٍ خافتة:
" و حضرتك طيب، متشكرة لحضرتك جدًا"

أشار لهما «ياسين» بالانصراف بعدما وضع الأشياء على الطاولة، فتحركتا سويًا بينما «ياسين» قام بتوزيع الحلويات و العصائر على الجميع و عاونه «ياسر» في ذلك حتى تحدث «عامر» بنبرةٍ مرحة:

"لأ أنا مش هحلي علشان أعرف أكل ورق العنب، مش هتضحكوا عليا"

ضحك الشباب عليه ضحكاتٍ هادئة، حتى تحدث «رياض» مشاكسًا له بقوله:
"إحنا عاملين ورق العنب علشان يوسف، أنتَ عاملينلك محشي كوسة"

رمقه «عامر» بغيظٍ، فتحدث «طارق» بنبرةٍ ضاحكة:
"أنتَ كدا كأنك بتضربه بسكينة، عامر عنده ورق العنب زي اللب كدا"

تحدث «ياسين» بنبرةٍ ضاحكة:
"و يوسف برضه، نقطة ضعفه في الحياة ورق العنب، كدا معانا اتنين نقطة ضعفهم روق العنب"

رمقه «عامر» بلامبالاةٍ ثم حرك رأسه بيأسٍ و هو يرى ذلك "اليوسف" يأخذ مكانه حتى في اشياءه المفضلة، و خصوصًا وجبته المفضلة لطالما كان «عامر» أقرب للأطفال في طباعهم و حركاتهم.

تحدث «حسن» في تلك اللحظة يوجه حديثه لـ «وليد» يسأله بتعجبٍ من صمته:
"خير يا وليد ؟! ساكت يعني مش عوايدك"

حرك كتفيه و هو يقول:
"عادي يعني، هتكلم أقول إيه ؟! مليش مزاج اتكلم و حاسس أني مصدع"

رد عليه «يوسف» بثباتٍ:
"معايا مُسكن حلو أوي للصداع، مستورد"

تحدث «وليد» بثباتٍ:
"مباخدش حاجة من حد معرفهوش، شكرًا يا أستاذ يوسف"

ابتسم له الأخر بنفس الاصفرار بينما الجميع تابعوا ذلك الموقف بتعجبٍ من طريقتهما الجامدة مع بعضهما، حتى تحدث «ياسر» يسأله و كأنه انتبه لتوه:

"صحيح إيه حوار العريس دا ؟؟ مين العريس يا وليد؟!"

رد عليه «وليد» بثقةٍ:
"هتلاقيه اترفض خلاص، أصل مين هيقبل بحد لسانه طويل كدا ؟! ربنا نجدها العروسة لو اترفض"

أبتسم له «يوسف» بنفس الطريقة و هو يقول بثباتٍ:
"مش يمكن تكون خسرت كتير ؟! الله أعلم بس مش كل حاجة زي ما بتكون باينة في الأول، المظاهر خداعة، ميغركش الشكل"

تحدث «وئام» بنيةٍ صافية و لم يقصد الانحياز لأيًا منهما، إنما رد بتلقائيةٍ:
"هو عمومًا وليد أخويا مش طبعه يحكم بالمظاهر، مش علشان أخويا، بس هو بيحب يدي كل حاجة حقها قبل ما يحكم، و عمومًا هو دا الصح"

رد عليه «يوسف» بإيجازٍ:
"اتمنى، اتمنى يكون دا طبعه فعلًا"

طالعه «وليد» بإمعانٍ محاولًا التوصل من خلال نظراته إلى أي شيءٍ يفهم منه طريقة تصرفاته التي تشبه طريقته إلى حدٍ ما و حينها أول ما جال بخاطره أن «يوسف» من المؤكد أنه ذاق المعاناة في حياته مثلما سبق و جربها هو، أما «يوسف» فقرر الهروب من ملحمة النظرات تلك التي ألحمت نظراتهما سويًا و كأن كليهما يقرأ أفكار الأخر.
_________________________

في المركز التعليمي اشتدت المعركة بين «أحمد» و المعلم و اقتدت عينيه بالشرر حينما لَمَّحَ ذلك الوغد عن أخته بكلامٍ مُسيءٍ، حينها انقض عليه يمسكه من تلابيبه حتى أطرحه أرضًا و توالت عليه اللكمات و الضربات وسط صراخ الطُلاب و امساك «خلود» بيد أخيها تحاول ابعاده عن المُعلم، أما هو فقد توقفت حواسه عن العمل و كل ما يتردد على سَمعه حديث المُعلم، حتى استطاع الشباب فض ذلك النزاع أخيرًا و ابعاد «أحمد» عن المُعلم الذي ظل كما هو مطروح أرضًا في محله، وقف «أحمد» يلهث بقوةٍ و عينيه تنطق بالشررٍ و تحول وجهه إلى اللون الأحمر القاتم حيث احتقنت الدماء في وجهه، ارتمت «خلود» عليه تحتضنه و هي تبكي ببكاءٍ حارٍ حتى لف هو ذراعيه عليها يحتويها و يدعم خوفها و هي تتشبث به حتى مسد على ظهرها ثم قال بصوتٍ رخيمٍ مُتحشرجٍ:

"متخافيش، أنا معاكي"

شدت عناقها عليه و هي تجهش في البكاء حتى وصل أحد الأفراد من قسم الشرطة القريب من المركز بعدما قام أحد العاملين بمهاتفتهم عن أعمال العنف و الشغب و التهجم على المُعلم، شعر «أحمد» بكف أحدهم يوضع عليه يحاول سحبه رغمًا عنه و هو يقول بلهجةٍ حادة و الفاظٍ نابية يَسبه بها:

"قدامي يا ابن****، عامل نفسك بلطجي !! قدامي يالا"

كان يسحبه من ثيابه من الخلف و «خلود» تتمسك به و هي تصرخ ببكاءٍ:
"هتاخدوه فين !! لأ علشان خاطري، متمشيش يا أحمد علشان خاطري، لأ علشان خاطري"

اقترب منها يقبل رأسها ثم قال بصوتٍ منكسر و هو يرمقها بندمٍ:
"حقك عليا، أنا آسف و الله"

صرخت و هي ترىٰ الشُرطي يسحبه عنوةً عنه و بالاجبار معه و هي تصرخ و تركض خلفه تحاول الوصول له و لكن أجساد العساكر منعتها عن ذلك حتى نزلوا به من المركز و المعلم خلفه بعدما أسنده مساعدينه لعمل محضر بقسم الشرطة، كانت «خلود» تصرخ باسم شقيقها و هي تطلب منه البقاء معها حتى صرخت بأعلى صوتها بضعفٍ:

"أنا بخاف يا أحمد، أنتَ عارف أني بخاف، متمشيش علشان خاطري"

حاول التملص من بين ايديهم حتى يذهب إليها و هي تبكي بتلك الطريقة لكنه تفاجأ بيد الشرطي تصفعه على وجهه و هو يدخله في السيارة رغمًا عنه و لسانه ينطق بأفظع السُباب المُهينة له و لوالديه، شعر «أحمد» بالإهانة و الذُل الذي لم يقبل به هو في حياته، فتشابك مع الشرطي و أمسك رقبته بكف يده و هو يقول بعدما أطبق على أسنانه:
"لم لسانك بدل ما أخد روحك في ايدي، أهلي اللي بتغلط فيهم دول أشرف منك و من اللي خلفوك كلهم"

ابتعد عنه الشُرطي و هو يسعل بقوةٍ بعدما أشار للعساكر بعدم الاقتراب منه، بينما هو لمعت عينيه بالشرر و هو يقول بخبثٍ:
"و ماله، أنا بقى هوريك ليلة تحلف بيها عُمرك كله، صبرك عليا يا شمام أنتَ"

أغلق باب السيارة بقوةٍ بعدما ركب العساكر معه يردعون حركته و يكبلان حريته و كل ذلك كانت «خلود» تحاول الاقتراب من باب السيارة و هي تصرخ باسم أخيها حتى دفعها الشرطي و هو يَسبها هي الأخرىٰ، و قبل أن تسقط أرضًا في تلك اللحظة منعها ذراعه حينما اندفع هو يلتقطها و يحول بين سقوطها و الأرض، تمسكت هي بذراعه تستند عليه حتى تعتدل في وقفتها دون أن تعرف من هو، و حينما وقع بصرها عليه و وجدته هو، تحدثت بصوتٍ باكٍ تتوسله:

"الحقنا يا عمار علشان خاطري، الحق أحمد، اتصرف أبوس ايدك"

أبعد يده عنها ثم اقترب من الشرطي الذي دفعها أرضًا يمسك تلابيبه بعدما كان واقفًا يتحدث مع صحاب المركز و هو يقول صارخًا بوجهه دون أن ينتبه مع من يتحدث:
"أنــتَ عــارف اللي بيمد أيده على واحدة يبقى إيه ؟! بيبقى عديم النخوة و الرجولة و ***** زيك كدا يا عديم الرجولة"

ابعده صاحب المركز و هو يقول بصوتٍ عالٍ:
"بس يا عمار عيب كدا، ميصحش دا زي أخوك الكبير، عيب كدا"

تركه «عمار» ثم التفت له يصرخ في وجهه هو الأخر و هو يقول:
"لأ، مش زي أخويا يا سامح، أنا أخويا راجل ميمدش أيده على ستات و لا بيغلط فيهم، و أنتَ عارف كدا كويس، لكن دا أقل من إنه يتشبه بالحيوانات كمان"

قبل أن يتحدث الشرطي تدخل صاحب المركز و هو يقول مسرعًا:
"خلاص يا سيد عندي أنا، معلش علشان هما قرايبه، عمار تبعي، امسحها فيا أنا"

رد عليه الشرطي بخبثٍ:
"و ماله، كفاية اللي معايا هاخد حقي منه تالت و متلت، أنتَ برضه صاحبي يا سامح"

ركب الميكروباص بجوار السائق و «أحمد» في الخلف يحاول فك حصار نفسه حتى يخرج لأخته خاصةً بعد موقف الشرطي، حتى وجدها تركض نحو النافذة و هي تنظر له ببكاءٍ حينها رفع صوته لـ «عمار» و هو يقول متوسلًا له:

"خلود أمانة في رقبتك يا عمار، خلي بالك منها و أوعى يجرالها حاجة، خليها تروح، بالله عليك"

حرك «عمار» رأسه موافقًا فتحركت السيارة على الفور بسرعةٍ كبرى و كأنها سرابًا غير ملموسًا أما هو فأمسك ذراعها يساندها و هي تبكي و تلوم نفسها بالحديث و كأنها في عالمٍ أخر، بينما هو أخرج هاتفه يحاول التواصل مع شقيقه أو أيًا من الشباب حتى يلحقون به و لكن لم يصله ردًا منهم حتى وقف في المنتصف حائرًا لا يدري ماذا يفعل بعدما تحمل مسئوليتها و تعاهد بالحفاظ عليها"
_________________________

في شقة «رياض» تم وضع الطعام على الطاولة بواسطة «خديجة» و «زهرة» ثم دعت الجميع للاقتراب من الطاولة بعدما قامت بترتيب كل شيءٍ عليها، حينها جلسوا معًا و «رياض» يترأس السُفرة و «ياسين» و «يوسف» على طرفيه و البقية حولهم و للحظ جاور «وليد» مقعد «يوسف» فجلسا بجانب بعضهما البعض بهدوءٍ حتى تحدث «رياض» بمرحٍ:

"يلا بسم الله، أنا مش عاوز حاجة تفضل زي ما هي، أنا بقولكم اهوه، يلا بألف هنا و شفا، أحمد و عمار بقى لما يجوا عقابهم انهم يغسلوا المواعين"

ابتسموا له جميعًا ثم شرعوا في تناول الطعام الذي قامت «زهرة»  و «خديجة» بالاعداد له، بينما هما جلستا في المطبخ يتناولا الطعام حتى لاحظت «زهرة» شرود «خديجة» و عدم تناولها الطعام، فأمسكت يدها و هي تسألها بتعجبٍ من حالتها:

"مالك يا خديجة ؟! سرحانة في إيه ؟! فيه حاجة زعلتك طيب ؟!"

رفعت رأسها و هي تُجبر شَفتيها على التبسم تزامنًا مع قولها المهتز الوتيرة:
"لأ، أنا...أنا كويسة يا ماما متخافيش، كل حاجة تمام"

سألتها باهتمامٍ و إصرارٍ:
"أومال مالك بس يا حبيبتي ؟! وشك أصفر و شكلك قلقان"

حركت كتفيها و هي تقول:
"حاسة أني قلقانة أوي و خايفة، قلبي مش متطمن مش عارفة ليه، مع إن كل حاجة كويسة"

ردت عليه «زهرة» بلهفةٍ:
"طب أنتِ كويسة ؟! يعني حاسة بحاجة تانية ؟! حاسة مثلًا إن معدتك تعباكي ؟!"

ردت عليها بتيهٍ:
"مش عارفة، بس أنا عندي القولون العصبي، يعني لما بقلق أو بتوتر بطني بتوجعني، ممكن يكون برد أو حاجة، بس أنا حاسة أني خايفة أوي"

ربتت على كفها و هي تقول بنبرةٍ هادئة و ابتسمت لها:
"خير يا حبيبتي متخافيش، تحبي ننزل نكشف و نتطمن طيب ؟! طالما أنتِ تعبانة كدا؟"

حركت رأسها نفيًا ثم قالت بنبرةٍ هادئة:
"لأ أنا تمام، ممكن بس نتكلم شوية يمكن التوتر و القلق دا يختفي، إيه رأيك؟!"

حركت رأسها موافقةً فسألتها «خديجة» بتوترٍ:
"ممكن اسأل حضرتك سؤال ؟!"

انتبهت لها «زهرة» و هي تشير لها بعينيها أن تتابع و تسأل ما تريد جوابه، فتحدثت «خديجة» بتوترٍ و خجلٍ من سؤالها:
"يعني...كنت عاوزة أسألك من بدري، من أول علاقتي بياسين، هو ازاي ابنك الوحيد و مش بتغيري عليه مني ؟! أنا آسفة أني بسأل سؤال زي دا، بس أنا واخدة فكرة إن اللي بيكون وحيد مامته دا مراته بتشوف حياة صعبة، بس دا محصلش، أو حتى حصل شبهه، أنا ساعات بحس أني بنتكم و هو اللي غريب عنكم، آسفة أني بتدخل في خصوصيات زي دي، بس بجد أنا بفضل أفكر كتير"

ابتسمت لها «زهرة» بتفهمٍ ثم تنفست بعمقٍ و هي تقول بنبرةٍ هادئة:
"يمكن علشان أنا و رياض كنا زيك أنتِ و ياسين ؟! أو بالأصح يعني أني أنا كنت زيك كدا ؟!"

رفعت «خديجة» عينيها نحوها بسرعةٍ و هي تقول بنبرةٍ طغت عليها الدهشة:
"كان عندك رُهاب اجتماعي ؟!"

حركت رأسها نفيًا ثم قالت بسخريةٍ:
"لأ، كان عندي رهاب من الدنيا كلها يا خديجة، أنا مكانش ليا حد غير بابا و ماما و أختي، الأول بابا توفى و بعدها ماما و بعدها أختي و بقيت مليش حد خالص غير رياض، كنت كل ما أقوله أني لوحدي يقولي و أنا كل الدنيا ليكي، في مرة عيطت و قولتله أني مليش حد يعني هو لو زعلني محدش هيقفله، ساعتها و الله يا بنتي قالي لو زعلتك أنا هجبلك حقك، كان نفسي قرايبه يحبوني و يكونوا أهل ليا، بس كلهم وقفوا في طريقنا، قرر هو ساعتها أنه يسيب الكل علشاني، اللي أنا شوفته منهم قولت مستحيل أخلي حد يشوفه، و بعدين أنا اللي يهمني راحة ياسين يا خديجة، و راحة ياسين في وجودك أنتِ معاه"

ابتسمت لها «خديجة» بسمةٍ هادئة و الأخرى تبادلها نفس البسمة حتى قالت لها بشرٍ زائفٍ:
"و بعدين براحتك أنتِ و هو، أنا هاخد حقي منكم في حفيدي إن شاء الله، هخطفه منكم"

ردت عليها «خديجة» بسرعةٍ:
"أنا أصلًا قررت أني هسيبه لحضرتك، علشان عاوزاه يطلع زي ياسين، مش هعرف أعمل كدا لوحدي"

في الخارج كانت الأجواء يسودها المرح و البهجة وسط مزاح الشباب و «رياض» حتى انخرط «يوسف» معهم هو الأخر و ضحك معهم أخيرًا و خاصةً حينما سأله «ياسين» بمرحٍ:
"ها يا يوسف إيه رأيك في الورق العنب ؟! أظن حاجة مُعتبرة"

ابتسم له و هو يقول بنبرةٍ ودودة:
"تسلم الايادي بجد، الأكل كله ما شاء الله يفتح النفس أكتر، تحس إنه ضد الشبع، دي جِميلة العُمر دي"

سأله «حسن» بتعجبٍ:
"اشمعنا !!"

تنفس بعمقٍ ثم قال بهدوء:
"لأ أبدًا كل الحكاية أني مش واخد على أكل البيت، العزوبية بقى يا حسن"

رد عليه «حسن» بمرحٍ:
"زيي يعني، بس الحمد لله أنا اتلميت و اتجوزت و بقيت باكل في بيتي"

ابتسم له و هو يقول بتأثرٍ:
"ربنا يسعدك إن شاء الله يا حسن، و ادعيلي بقى ربنا يفتح نفسي على الجواز، أصل القعدة دي مخلية الواحد دماغه تفكر، و ياسين لوحده أفكاره تخليني بكرة اكتب كتابي"

ابتسموا له جميعًا حتى «وليد» نفسه الذي طالع «ياسين» باهتمامٍ يوزع نظراته بينه و بين «يوسف» الذي بدا عليه الحزن و كأن قصته مُبهمة حتى الآن مجهولة الهوية.
________________________

جلست «خلود» على الرصيف أمام القسم الذي سُحب إليه أخيها و هي تبكي و كل ذلك و هو معها لم يتركها و فقط يحاول الوصول للشباب لكنه تذكر أن «رياض» يأمرهم بترك الهواتف حتى لا يزعجهما شيئٌ، جلس أمامها على ركبتيه و هو يقول بنبرةٍ هادئة ممتزجة بالحزن لأجلها:

"يا خلود أنتِ عاملة في نفسك كدا ليه ؟! روحي و اسمعي الكلام علشان أقدر أنا اتحرك و أجيب حد، وجودك مكتفني عن الحركة و حاسس إنك معقدة الموضوع، و تليفونك مقفول مش عارفين ناخد رقم حد منه، تعالي أروحك علشان أقدر أجيب حد من عيلتك"

ردت عليه هي بنبرةٍ باكية و إصرارٍ قاطع لا يقبل المناقشة:
"مش همشي و أسيب أخويا جوة، كل اللي هو فيه دا بسببي و بسبب غبائي، مش هتحرك من هنا غير و هو معايا"

مسح وجهه بكفيه معًا ثم قال:
"يا ستي روحي بس علشان هو يجيلك إن شاء الله، قعادك هنا مش هيحل حاجة، قومي أروحك يكون عبدالرحمن جه هو و باباه"

حركت رأسها نفيًا ثم وضعت رأسها بين ركبتيها و هي تبكي بقوةٍ و تجهش في البكاء، بينما هو أخرج هاتفه يحاول من جديد التواصل لأيًا منهم لعل و عسى إحدى تلك المحاولات تُكلل بالنجاح.

في الداخل وقف «أحمد» بيده الأصفاد الحديدية و باليد الأخرى تم وضعه مع أحد المُجرمين الذي ظهرت الخطورة على وجهه و نظراته، فتحدث العسكري بغلظةٍ بعد أوقفهما بجوار بعضهما:

"اقف ياض منك ليه هنا، مش عاوز نفس منكم لحد ما أشوف هيثم باشا هيعمل معاكم إيه، اتلقح هنا يا حيلتها منك ليه"

اتقدت عيني «أحمد» بالشرر و انتفخت أوداجه بغيظٍ حتى أتى الشرطي الذي تشابك معه عند المركز التعليمي، نظر له بتوعدٍ ثم دلف غرفة الضابط فورًا بعد تلك النظرة و قبل أن يدلفها وجد الضابط يخرج منها و هو يقول بنبرةٍ جامدة:

"أنا مش عاوز صداع يا سيد، ارميهم في الحجز و اكتب المحضر و بكرة يروحوا على النيابة، شوف شغلك"

خرج من القسم بأكمله بعد حديثه فابتسم الأخر بخبثٍ و هو ينظر لـ «أحمد» الذي تابعه بعينيه حتى اقترب من العسكري يهمس لهم بعدة كلماتٍ حتى حرك الأخر رأسه موافقًا ثم أقترب من «أحمد» و المجرم الأخر ثم سحب «أحمد» من ثيابه خلفه و معه الأخر الذي تظاهر بالبرود و كأنه لا يكترث لما يحدث له، وقف العسكري يحرر أيديهما من الاصفاد التي تكبلهما، ثم قام بدفعهما تباعًا و هو يقول بلهجةٍ حادة:
"يلا يا ننوس عين أمك أنتَ و هو، غوروا في داهية"

دلفا كليهما بقوة دفع الرجل لهما، بينما هو أشار لأحد الرجال في الحجز حتى اقترب منه، أشار له بعدة كلمات جعلت الأخر يغمز له ثم ابتسم بخبثٍ و هو يأخذ منه السيجار المحشي بأنواع التبغ المُخدرة يضعها خلف أذنه، أغلق الباب عليهم فزفر «أحمد» بقوةٍ ثم جلس في أحد أركان الحجز المظلم منزويًا عن الجميع و رأسه أرجعها للخلف و أغمض عينيه بألمٍ و كل ما يشغل باله هو أخته كيف حالها الآن و كيف تصرفت بعدما حدث أمامها، و هل استطاع «عمار» الحفاظ على الأمانة أم يأس من المحاولة و تركها، جلس هاديء الهيئة الخارجية على عكس زحام أفكاره التي جعلته يبتلع غِصة مريرة في حلقه و هو يتذكر بكاءها و تشبثها به و توسلها لهم أن يتركوه حتى تذكر جملتها التي أودت بثباته:

"أنا بخاف يا أحمد، أنتَ عارف أني بخاف، متمشيش علشان خاطري"

ضرب رأسه في الحائط و هو ينعت نفسه بالغباء و التسرع و تهور تصرفه حتى شعر بقدم أحدهم تضربه في ساقه و هو يقول بصوتٍ عالٍ:
"حاسب ياض من هنا، قوم ياض"

فتح عيناه بسرعةٍ و هو ينظر لذلك الذي يقف أمامه يطالعه بخبثٍ و شررٍ يقدح له من عينيه حتىٰ جلس مقابلًا له يسأله بنفس الغلاظة و الجمود:
"أنتَ جاي في إيه ياض أنتَ ؟!"

زفر هو بقوةٍ ثم قال بايجازٍ:
"جاي في ضرب"

_"حُقن و لا بودرة و لا برشام ؟؟ اوعى تكون ياض من بتوع الصنف الجديد"
سأله المجرم بذلك السؤال حتى رد عليه «أحمد» بنفاذ صبر:

"ضارب مدرس، مش الزفت اللي في دماغك"

ابتسم له الرجل بتهكمٍ و هو يقول:
"مدرس ؟! و دا ضربته بإيه بتحية العلم ؟!"

قال حديثه الساخر ثم رفع صوته يضحك بقوةٍ حتى رد عليه «أحمد» بضجرٍ:

"لأ يا خِفة ضاربه بسلاح التلميذ"

امسكه من تلابيبه و هو يقول بنبرةٍ جامدة:
"أنتَ بتتريق عليا يالا، دا أنتَ وقعة اللي خلفوك سودا، قوم يا حيلتها معايا"

رفع «أحمد» صوته منفعلًا في وجهه بنبرةٍ جامدة:
"مش رايح في حتة معاك، و غور من وشه بدل ما تحصل التاني، أنا خلاص مش قدامي حاجة أخاف عليها"

رفع الأخر أحد الأدوات الحادة "قطر" و أشهره في وجه «أحمد» و هو يقول بغلظةٍ و غضبٍ:
"أنتَ بتعلي صوتك على مين يالا يا ابن ****؟! دا أنا هدفنك هنا"

دفعه «أحمد» بيده بعدما شتمه بوالدته حتى سقط الأخر على الأرض خلفه نتيجة ترنح جسده من المواد المخدرة التي داوم على استخدامها، حينها اندفع الرجل نحو «أحمد» بالقطر حتى يطعنه به فتفاجأ بيد تُكبل حركة يده و هو يقول بنبرةٍ جامدة:

"جرى إيه يا حديدة !! هتخيب و لا إيه ؟! شكل قعدتك هنا نسيتك أصول المرجلة، نزل ياض اللي في إيدك دا"

رفع المجرم رأسه ليطالع ذلك الذي أوقف حركته حتى تفاجأ به أحد أصدقائه و هو الذي دلف مع «أحمد» وقف و هو يسأله بتعجبٍ:
"عفروتو !! بتعمل إيه هنا ؟!"

رد عليه بسخريةٍ:
"رماني الشوق يا حيلتها، نزل إيدك يالا، الاستاذ يخصني، بطل شغل المُرشدين اللي بيجري في دمك دا، مفيش فايدة في أهلك عيل معفن"

طالعه «حديدة» بالامبالاةٍ و هو يتحرك من أمامه حتى تفاجأ به يسحب السيجار المحشي من خلف أذنه ثم دفعه بيده و هو يقول بنبرةٍ جامدة:

"اتكل يالا شوفلك حتة ريح فيها، و لو كترت أنا هعرف حبيبك، و لو هفه الشوق هياخد حقه منك هنا، هو مش ناسي إنك مبلغ عنه"

رحل من أمامه فيما جلس هو بجانب «أحمد» و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"متخافش، محدش هنا هيقدر يجي جنبك، أنتَ في حمايتي"

تنفس «أحمد» بحدة ثم سأله:
"هو أنتَ تعرفه ؟!"

حرك رأسه موافقًا ثم أضاف:
"دا حديدة، عيل واطي و مرشد، يبيع أبوه علشان الجنيه، بيشتغل تبع الحكومة، و حطينه هنا مصلحة، هو هنا مش خسران حاجة، خسارته لو خرج برة، فيه بدل الواحد ألف هيموتوه"

حرك «أحمد» رأسه موافقًا ثم أرجعها للخلف، فسأله الشاب بهدوء:
"بس شكلك قلبك ميت مبتخافش، مع إن شكلك نضيف على إنك تيجي هنا"

رد عليه «أحمد» بقلة حيلة:
"هخاف من إيه ؟! مبخافش غير من اللي خلقني، كلنا بشر زي بعض، هو معندوش حاجة زيادة عنه تخوفني، و لو موت هيبقى نصيبي و حياتي كدا"

حرك رأسه موافقًا ثم قال:
"أنا معاك، بس برضه لازم تحرس، واحد زي دا ضايع و شارب و مش شايف قصاده، المهم معاك أخوك حودة عفروتو، ديلر المنطقة و المناطق المجاورة لها"

أبتسم له «أحمد» بسخريةٍ و هو يقول بنبرةٍ هادئة هزلية:
"أنتَ بتعرفني على نفسك كأنك مدرس كيميا مثلًا، فيه فخر غريب"

رد عليه بثباتٍ:
"طب ما هي كيميا فعلًا، المهم حاجتك فين ؟! معاك و لا قلبوها"

رد عليه بنبرةٍ خافتة:
"خدوا كل حاجة معايا حتى القلم اللي كان في جيبي، اديني أهوه مستني الفرج"

ربت على كتفه ثم قال بهدوء:
"متخافش، هتتحل إن شاء الله"
_________________________

في شقة «رياض» انتهوا من تناول الطعام و جلسوا سويًا يحتسون الشاي و يتسامرون معًا حتى وقف «يوسف» يقول بنبرةٍ هادئة:
"طب عن اذنكم أنا بقى علشان يدوبك هروح أرتاح علشان عندي مشوار بكرة ضروري، عن إذن حضراتكم"

وقف الشباب بجانب بعضهم يودعونه و هو يبتسم لهم حتى اقترب من «وليد» يحدثه بنبرةٍ خافتة:
"تعالى علشان العربية بتاعتك متتعبش و أنا بحرك عربيتي، مش هيفضلوا كدا في وش بعض كتير، دا حتى كدا غلط"

ابتسم له «وليد» باستفزازٍ ثم تبعه بعدما أخبر الجميع أنه سيحرك سيارته التي أغلقت على سيارة الأخر، نزلا سويًا نحو الأسفل فقام «يوسف» بركوب سيارته حتى يحركها للخلف لكنه في البداية قربها من سيارة «وليد» حتى أوشكت على صدمها لكن مهارته في قيادة السيارات جعلته يتحكم في الأمر على الحال ثم عاد للخلف و قبل أن يتحرك بها من أمامه نزل من السيارة و هو يقول بنبرةٍ هادئة:

"شوفت كله بالحنية بيمشي ازاي ؟! مكانش ليها لازمة تصد معايا خصوصًا لو اللي قدامك نفس طبعك، بتبقى وحشة أوي"

تجاهله «وليد» ثم أخرج هاتفه يقوم بفتحه بعدما أغلقه في الأعلى بينما الأخر أخرج سيجارته يشعلها ثم جلس على مقدمة سيارته ينفث هوائها خارج رئتيه فسأله حينها «وليد» بسخريةٍ:
"هو الأستاذ مش هيروح ؟! يعني موقف العربية في نص الشارع علشان سيجارة !! محدش قالك إن كدا عيب ؟!"

حرك رأسه موافقًا ثم قال:
"آه، محدش قالي، و بعدين عاوزني أشرب سيجارة و أنا بسوق علشان أولع !!"

قبل أن يرد عليه وصل لهاتفه عدة رسائل خلف بعضها متتالية بعدما التقطت بالتغطية، طالع الهاتف بتعجبٍ خاصةً مع رؤية رقم «عمار» قام بالاتصال فورًا حتى وصله رد الأخر متلهفًا و هو يقول:

"إيه يا وليد !! انتم فين، يا بني تعالى أبوس راسك بسرعة"

سأله «وليد» بقلقٍ:
"فيه إيه يا عمار كل دي مكالمات؟! حصل إيه ؟!"

رد عليه بايجازٍ يسرد الموضوع و أن «أحمد» انتهى به الأمر في الحجز داخل القسم و جلوسه في الخارج محاولًا التوصل لحلٍ و معه «خلود» تكبل حركته و تعاند الرحيل و كأنها لا تعرف سوى الأصرار و لا غيره من بديل.

اغلق «وليد» الهاتف في ثم أمسك رأسه بكلا كفيه معًا وقف مُشتتًا تائهًا في المنتصف لا يدري ماذا يفعل و كل ذلك كان «يوسف» يتابعه بعينيه حتى ركض إليه بخطواتٍ واسعة يمسك يده و هو يقول بنبرةٍ جامدة يحاول إخراجه من قوقعة تفكيره:
"أنتَ كويس !! مالك ؟!"

انتبه له «وليد» و هو يقول بضياعٍ و تيهٍ:
"أخويا !! أخويا مقبوض عليه و في الحجز !!"

اتسعتا حدقتي «يوسف» فورًا و في الحال سحبه نحو سيارته و هو يقول بنبرةٍ جامدة:
"يلا معايا، قسم إيه ؟! انطق قسم إيه بسرعة ؟!!"

رد عليه «وليد» بمكان القسم بعدما انتبه له فتحركت السيارة بسرعةٍ كبرى حتى أصدر احتكاكها بالأرض أسفلها صوتٍ عالٍ.

كانت «خلود» كما هي تجلس و عينيها تتابع القسم آملة في خروج أخيها لها و تعانقه و تتخلىٰ عن خوفها المُخيم فوق قلبها و يسكن بين ضلوعها، و «عمار» بجوارها يتابع مع صديقه الذي أخبره أن والده في إحدى مهام عمله و لكنه سيلحق به فورًا فأخبره بحلًا أخر حيث ذهب «عبدالرحمن» لعائلة الرشيد يخبرهم بما حدث حتى ذهب معه «طـه» على الفور دون أن يخبر أخوته بذلك.

أقترب هو منهما حتى نادى على ابنته بلهفةٍ و صوتٍ باكٍ جعلها تركض إليه و هي تبكي و تتشبث به و هي تقول:
"يا بابا....أحمد جوة علشان خاطري اتصرف و خرجه"

احتضنها بين ذراعيه و هو يبكي على بكاؤها فتحدث «عبدالرحمن» مسرعًا:
"بابا هيحاول يجي إن شاء الله و قالي هيكلم واحد صاحبه يتصرف، متقلقوش، بس أهم حاجة المدرس فين ؟!"

رد عليه «عمار» بثباتٍ:
"فيه عسكري راح معاه المستشفى، أمين الشرطي بعته معاه، و هييجي بيه على هنا، و وليد زمانه جاي هو عرف خلاص"

تحدث «طـه» يوجه حديثه لابنته:
"خلود !! روحي يلا، كدا مينفعش تفضلي هنا، هوقف تاكسي و أروحك علشان ماما متقلقش، الحمد لله مكانتش موجودة في الشقة، يلا يا خلود"

حركت رأسها نفيًا و هي تقول ببكاءٍ:
"مش همشي و أسيب أحمد، مش هتحرك خطوة من هنا، لو سمحت يا بابا سيبني علشان خاطري، مش هقدر اسيبه"

في تلك اللحظة اقترب منهما «وليد» بسرعةٍ كُبرىٰ يعدما لمحهم من نافذة السيارة فركض منها دون أن حتى يُغلق الباب أو يكترث به، اقترب منهم و هو يذكر اسمها بخوفٍ و لوعةٍ جعلتها تركض إليه و هي تبكي حتى أحتواها بين ذراعيه و هو يقول مُهدئًا لها:
"بس...بس علشان خاطري، متعيطيش كدا، هيخرج كمان شوية و هيبات في سريره كمان، بس علشان خاطري"

حركت رأسها موافقةً و هي تقول بصوتٍ باكٍ مختنقٍ:
"أنا واثقة فيك و الله....أنتَ مش هتسيب أخوك صح ؟!"

حرك رأسه موافقًا و هو يبتسم لها حتى ارتمت عليه من جديد و هي تجهش بالبكاء المرير، اقترب «يوسف» منهم بترددٍ ثم قال موجهًا حديثه لـ «وليد»:
"هتعمل إيه ؟! هنفضل واقفين كدا كتير ؟؟ شوف صرفة و خليهم يروحوا"

نظر له «وليد» بتيهٍ و تشوشٍ و قبل أن يرد عليه وصل المعلم للقسم و معه مساعديه و أحد رجال الشُرطة.

دلف القسم فورًا و حينها تحدث «عمار» مُسرعًا:
"هو دا المستر يا وليد، اللي راسه متعورة دا"

نظر «وليد» له ثم حرك رأسه موافقًا و ابتعد عن «خلود» التي تشبثت به أكثر و هي تتوسله أن لا يتركها و أن تذهب معه لأخيها، لم يجد بُدًا سوى الموافقة و خاصةً أنه يعلم العلاقة بينهما.

دلفوا جميعًا للقسم مع بعضهم بعدما قام «عبدالرحمن» بإخراج بطاقة والده و قام بالتعريف عنه و عن نفسه، دلفوا معًا للداخل يحاولون التوصل لأي شيءٍ.
_________________________

لاحظ «عامر» طيلة غياب «وليد» بالأسفل فتحدث بتعجبٍ:
"هو وليد اتأخر كدا ليه ؟! هو بيحرك الجراج كله ؟!"

تحدث «حسن» بلهفةٍ:
"مصيبة لا يكون ضرب يوسف تحت !! الاتنين شكلهم مش طايقين بعض"

تحدث «ياسين» بسخريةٍ:
"لأ لو دا حصل كان عم مُسعد كلمني و قالي"

رد عليه «خالد» ساخرًا:
"هيكلمنا ازاي و أبوك ساحب مننا التليفونات ؟! هو إحنا معزومين في بنزينة ؟!"

رفع «رياض» حاجبه له فاقترب «ياسين» من هاتفه يفتحه وهو يقول بنبرةٍ مرحة:
"أنا هخالف القانون و افتح تليفوني أشوف وليد فين"

جلس بجانبهم حتى فتح الهاتف فوصلته رسائل محاولة المكالمات تعجب هو من ذلك المكان حتى تفاجأ بهاتفه يصدح برقم «وليد» أجابه ساخرًا:
"جرى إيه يا أستاذ !! أنتَ فين كل دا ؟! طفشت ؟!"

رد عليه بانهاكٍ واضحٍ:
"ياسين هات أبوك و تعالى قسم **** أحمد ضرب مدرس و محجوز في القسم"

أغلق «ياسين» الهاتف فورًا ثم اخبر والده بذلك الخبر حتى نزل الشباب مع بعضهم بركضٍ للأسفل و معهم «رياض» دون أن يخبرون «زهرة» و «خديجة» اللاتي وقفتا في المطبخ يتابعا العمل و الحديث معًا.

في قسم الشرطة جلس المُعلم في أحد الغرف و هو يطالب بالاسراع في عمل المحضر حتى يحصل على حقه، حينها قام «يوسف» بإعطاء مبلغ مالي لأحد أمناء الشرطة حتى يساعدهم في مقابلة «أحمد» و بالفعل حدث ما أراد و أخرج لهم «أحمد» في غرفة من غرف القسم الفارغة لكنه لم يسمح سوى لـ «وليد» و «خلود» فقط برؤيته، جلسا كليهما في انتظاره حتى دلف هو لهما بعدما ادخله العسكري، حينها ركضت إليه شقيقته و هي تبكي حتى حملها هو بين ذراعيه و هو يقول بأسفٍ لها:
"أنا آسف و الله، حقك عليا بس أنا مقدرتش أمسك نفسي و هو بيغلط فيكي بقلة أدب، أنا مربيكي على إيدي و مقدرش أقبل حد يهينك، آسف على المرمطة دي"

ردت عليه هي بعدما ابتعدت عنه تطالعه بعينيها الباكيتين:
"أنا اللي آسفة و الله، حقك عليا علشان اللي حصلك، و الله كنت خايفة إنك تتهور علشان كدا مقولتش ليك من الأول"

ربت على رأسها و هو يبتسم لها، بينما «وليد» وقف بجوارها حتى ارتمى عليه «أحمد» و رغمًا عنه نزلت دموعه تعصي أمره عليها بالثبات حتى أحتضنه «وليد» بقوةٍ و هو يقول:
"حقك عليا و الله، لو أعرف أنك هتتصرف كدا مكنتش سيبتك لحظة، بس متخافش أخوك معاك مش هيسيبك و الله، طمني بس حد جه جنبك !!"

حرك رأسه نفيًا فأمسك «وليد» وجهه بين كفيه ثم قبل رأسه بعدها احتضنه و هو يقول بنبرةٍ مختنقة من شدة البكاء:
"حصل إيه !! قولي علشان أعرف اتصرف، الحيوان دا برة هيعمل محضر ليك، قولي يمكن ألحق أوقفه"

قام «أحمد» بسرد ما حدث على أخيه و قص عليه الحوار بأكمله و كيف نشبت النيران في قلبه باستماعه لإهانة سمعة أخته بتلك الطريقة، تنهد «وليد» بقلة حيلة ثم قال:
"متخافش !! هتخرج، عمو رياض زمانه جاي و أنا مش هتحرك من هنا من غيرك"

حرك رأسه موافقًا ثم قال بنبرةٍ خافتة:
"روح خلود يا وليد، أنا مش هستحمل أنها تفضل هنا، روحها علشان ارتاح شوية"

ردت عليه هي باصرارٍ:
"احنا نازلين من البيت سوا و هنروح سوا، مش هسيبك"

رد عليها هو بنفاذ صبرٍ:
" يا بنتي بقى !! وجودك هنا كاسرني و مكتفني، على أخر الزمن دخلتك أقسام ؟! و عمار فين ؟! سابك و مشي ؟!"

رد عليه «وليد» مسرعًا:
"عمار الله يكرمه لحد دلوقتي برة و كلم عبدالرحمن و أبوه، و مسبهاش لحظة لحد ما احنا جينا، بس هو عرف ازاي ؟! هو كان معاكم ؟!"

ردت عليه «خلود» بترددٍ:
"صاحبه شغال في السنتر و هو اللي كلمه و قاله على اللي حصل علشان عارف إن أنا و أحمد تبعه"

حرك رأسه موافقًا بتفهمٍ و حينها دلف العسكري يأخذ «أحمد» للحجز من جديد و الأخر يخضع له و لأوامره دون أن يتحدث بكلمةٍ واحدة فقط بكاء أخته و نظر «وليد» الذي تعلق به.

وقفوا جميعًا في الخارج بعدما وصل الشباب جميعهم حتى خرج لهم «وليد» و معه «خلود»، فاقترب منه «رياض» يسأله بلهفةٍ:
"ها !! أحمد عامل إيه ؟! طمني"

رد عليه بقلة حيلة:
"أكيد مش كويس، بس الحمد لله قالي إن محدش جه جنبه، سألت و أنا خارج عن المحضر قالولي إن الظابط لسه موصلش يحرر المحضر و المدرس جوة مستنيه و معاه اتنين شهود"

تحدث «رياض» يطمئنه:
"متخافش طول ما الموضوع لسه موصلش النيابة يبقى كله سهل، عاوزين بس نقابل المدرس دا علشان نلحقه قبل ما الظابط ييجي، لو كتب المحضر مش هنعرف نتصرف"

تحدث «يوسف» أمرًا لـ «وليد»:
"تعالى معايا، خليكم هنا انتوا يا جماعة، عن اذنكم"

أوقفه «حسن» بقوله المضطرب:
"استنى بس !! أنا اترميت في الحبس و عارف الدنيا جوة عاملة ازاي، خدني معاك"

التفت له «يوسف» و هو يقول بسخريةٍ:
"محسوبك شرف فيه ليالي، متخافش أنا حافظ إيه اللي هيحصل جوة"

اقترب منه «حسن» يقول بلهفةٍ:
"معلش !! أحمد دا ليه غلاوة عندي غير الكل، عاوز أشوفه، معلش دخلني معاك و أنا هتصرف"

حرك رأسه موافقًا له فدلف ثلاثتهم للداخل و حينما طلب البقية الدخول رفض «يوسف» و «وليد» معًا، فيما جلسوا في الخارج و معهم «خلود» بين ذراعي والدها و كان «عمار» يتابعها بعينيه حتى انسحب من أمام الجميع حينما رأى رجفة كفيها و لون وجهها الشاحب، حينها اقترب من الكشك الصغير وقف هناك لمدة دقيقة تقريبًا ثم عاد من جديد و بجرأة لم يدري من أين اكتسبها أو كيف تصرف بها أمام الجميع جلس أمامها و هو يقول بصوتٍ رخيم:

"خلود !! لو سمحتي قومي و فوقي كدا مينفعش، يا كدا يا تروحي"

خرجت من بين ذراعي والدها تطالعه بعينيها الباكيتين حتى قال هو بنبرةٍ أهدأ:
"أحمد لو عمل حاجة فهو عملها علشانك أنتِ، و لما تقعي من طولك مش هيبقى حلو، يبقى الحل إنك تروحي أحسن، قعدتك هنا ملهاش لازمة"

حركت رأسها نفيًا ثم قالت:
"لأ ليها، أنا مش هتحرك من غيره، أنا و هو نزلنا سوا و هنرجع سوا، لو روحتوني هاجي تاني، دا أحمد يعني كل حاجة ليا"

رد عليها هو بثباتٍ:
"خلاص !! يبقى تاخدي مني العصير و المياه دي طالما عاوزة تفضلي هنا، يا كدا يا أخلي ياسين يروحك، ها !! مفيش حل تالت قدامك و لا إيه يا عم طه؟"

نظر له «طــه» بثباتٍ ثم قال:
"صح يابني، عمار كلامه صح يا خلود، طالما مش عاوزة تمشي يبقى أشربي العصير علشان متقعيش مننا، يا كدا يا أروحك"

حركت رأسها موافقةً ثم أخذت من يد «عمار» زجاجة العصير و زجاجة المياه، فرفع حاجبه و هو يقول بتهكمٍ:
"أنتِ بتشتغليني !! اشربي...يا ياسين !! يا ياسين بيه "

رفع صوته و هو يلتفت خلفه حتى ابتسمت هي رغمًا عنها من بين دموعها فقال هو بنبرةٍ هادئة:
"اشربي علشان خاطر أحمد حتى لما يخرج يلاقيكي كويسة و ميحسش بالذنب"

حركت رأسها موافقةً على مضضٍ، بينما «طــه» ابتسم بهدوء لها و هو يراها تستمع لحديث «عمار» تلك العنيدة التي تتمسك برأيها و لا يستطع أيًا منهم مجادلتها أتىٰ «عمار» و استطاع فك ذلك اللُغز !! حتى أنها لم تجادله بل انصاعت و اقتنعت بما قاله هو، كان يوزع نظراته بينهما حتى لاحظه «عمار» فوقف بعدما حمحم بخشونةٍ ثم قال بتوترٍ من فعله:

"أنا متأسف بس أحمد موصيني قبل ما يدخل أني أخلي بالي منها، و أنا اعتبرتها أمانة لحد ما يخرج، عن اذن حضرتك يا عمي"

تحرك من مكانه ثم وقف بجوار أخيه الذي ابتسم له بحزن ثم احتضنه و هو يعلم بما يشعر أخيه حتى أنه رآى الخوف في عينيه في تلك اللحظة فأحضتنه يبثه بعد الأمان المفقود له.

بينما «ياسين» جلس بجوار «طــه» يربت على كتفه و هو يؤازره في تلك المحنة و خاصةً أنه لم يملك أي حِيْل تساعده للوصول لابنه مثلما يفعل الشباب و كذلك حال «طارق» و «وئام» وقفا بثباتٍ واهٍ يتنافى مع خوفهم على أخيهم لكنهما قررا الثبات حتى يخرجوا لهم بأخيهم.
_________________________

في الداخل وقف «حسن» مع الشباب يسأل عن عدة اشياءٍ غير متناسبة مع بعضها و كأنه يسأل عن سير العمل في القسم، حتى اقترب منه أحد أمناء الشرطة و هو يسأله بنبرةٍ جامدة:

"أنتَ عاوز إيه يا جدع أنتَ !! بقالك ساعة بتتكلم و كلت دماغي و دماغ العساكر، عاوز إيه"

أقترب منه «حسن» ثم حرك رأسه يُمنةً و يُسرىٰ ثم مال على جيب سترته يضع بها النقود و هو يقول بصوتٍ بخافتٍ:

"أنا جاي اسأل عن الايجار المفروش، ضروري لحبيبك"

اخفض الرجل رأسه نحو سترته ثم رفعها يسأله بثباتٍ:
"قد إيه !!"

_"هما ساعتين"
رد عليه «حسن» بإيجازٍ فرد عليه الأخر مقررًا:
"هي نص ساعة و تخرج تشوف حالك تاني، مش ناقص قلبة دماغ"

اقترب منه «حسن» يحضتنه ثم وضع في جيبه ورقةً أخرى و هو يقول بهدوء:
"هما الساعتين لحد ما يخلصوا الحوار و أروح مع أخويا، متكسفش حبيبك بقى، هبقى زبونك هنا"

ابتعد عنه الرجل و هو يغمز له ثم رفع صوته و هو يقول بنبرةٍ عالية:
"أنتَ بتعلي صوتك عليا !! و جاي تهزر ؟! طب أنا هرميك في الحجز علشان تتربى، قدامي يالا"

حرك رأسه موافقًا ثم مال عليه يقول هامسًا:
"لأ متكترش علشان أنا قليل الأدب، بس كله يهون علشان خاطر الغالي"

سحبه أمين الشرطة من ذراعه ثم قام بفتح الحجز و دفعه بالداخل، و على عكس المفترض كان «حسن» يشعر بالسعادة نتيجة رؤيته لصديقه و رفيقه و أخيه، لاحظ «أحمد» وجوده فهب منتفضًا و هو يقول بتعجبٍ:
"حسن !! بتعمل إيه هنا ؟! إيه اللي جابك ؟!"

احتضنه «حسن» و هو يقول بلهفةٍ:
"أنتَ كويس !! طمني عليك ؟! حد هنا زعلك أو عملوا عليك حفلة ؟!"

حرك رأسه نفيًا و سأله من جديد:
"لأ الحمد لله، بس قولي جيت هنا ازاي ؟! أوعى تكون عملت مصيبة علشان تدخلي هنا !!"

ابتعد عنه ثم قال بمرحٍ:
"أجرت مفروش علشانك، هو أنا عندي أعز منك ؟!"

ابتسم له «أحمد» ثم سأله بتعجبٍ:
"هو أنتَ عرفت حكاية مفروش دي منين ؟! كان لسه واحد بيحكي إن أخوه بيدخله كدا"

رد عليه بسخريةٍ:
"أنتَ ناسي أني مبيت في الحجز قبل كدا ؟! دي حلاوة إن يكون معاك حد صايع، المهم أنتَ كويس ؟! طمني عليك"

رد عليه بلهفةٍ:
"كويس علشان شوفتك يا حسن، أنا كنت خايف أوي لحد ما أنتَ جيت، طمني المدرس جراله حاجة ؟!"

رد عليه بضجرٍ:
"متلقح برة في أوضة الظابط لحد ما ييجي علشان المحضر، بس متخافش وليد و عم رياض و يوسف برة بيحاولوا"

حرك رأسه موافقًا لكنه انتبه لتوه على ذِكر اسم «يوسف» فسأله بتعجبٍ:
"مين يوسف !!"

وضع يده على كتفه و هو يقول بنبرةٍ مرحة يحاول تغيير حالته:
"يوسف دا صاحب ياسين، و بما إننا فاضيين تعالى يا سيدي احكيلك بقى مين يوسف"

جلسا بجانب بعضهما لكن «احمد» خارت قواه و لم يعد يقوى على الثبات و الصمود أكثر من ذلك حتى رفع «حسن» ركبتيه ثم وضعه عليهما و هو يربت على ظهره بحنانٍ و هدوءٍ ثم قال بسخريةٍ:
"الجاكيت الـ Bump لو اتقطع هاخد حقه منك، هدير ممكن تزعلنا فيها دي"

ابتسم «أحمد» بسمة طفيفة لم تصل إلى عينيه حتى ربت «حسن» على ظهره و هو يقول بنفس السخرية:

"شوفت البنات اللي بينزلوا صورهم بالبناطيل و الفساتين و يكتبوا فوقها:
"I Can do both !!"
ابقى فكرني انزل صورتنا في المكتب و صورتنا في الحجز هنا و نبقى can do both احنا كمان، هما أحسن مننا يعني؟!"

رفع «أحمد» رأسه و هو يقول بنبرةٍ مرحة:
"أنتَ جيتلي نجدة من السما !! جيت في وقتك تهون عليا الصعب و المر يا حسن، ربنا يخليك ليا يا رب"

رد عليه «حسن» بقلة حيلة:
"ياض أنتَ أخويا و صاحبي، شيتلك على أيدي من و أنتَ صغير و كنت متعلق بيك أوي، مقدرش أسيبك لوحدك هنا و قلبي بياكلني من خوفي عليك"

لمعت العبرات في عيني «أحمد» فربت «حسن» على ظهره ثم رفع كفه يحتضنه بين كفيه و هو يدلكه له حينما وجد البرودة تسري في جسده.
_________________________

في غرفة ضابط الشرطة الخالية من وجوده جلس «وليد» و «يوسف» مع المُعلم و معهما «رياض» كان المعلم بمفرده معهم حتى تحدث بنبرةٍ جامدة:

"ريحوا نفسكم أنا مش هتنازل، دا عيل صايع و قليل الادب فاكر نفسه بلطجي، البلد دي فيها قانون، و حقي مش هسيبه"

تحدث «رياض» بنبرةٍ جامدة هو الأخر أقرب للانفعال:
"ما إحنا بنقولك نحلها ودي و خلاص، دا شاب في جامعة، و أظن أنتَ اللي غلطت الأول لما قليت أدبك على أخته و دي قضية تشهير قدام الطلاب، بتهين بنت في سمعتها و شرفها، يبقى نخلص علشان سمعتك أنتَ حتى قبل الكل"

تحدث المعلم رافضًا المناقشة:
"قولت لأ، و اهانتي قصاد طلابي ؟! و تعبي ؟! تعرف إن الدكتور كاتبلي راحة و علاج ٢١ يوم ؟! يعني خسارة كمان مالية"

رفع «وليد» حاجبه و هو يقول بتهكمٍ يسخر منه:
" ٢١ يوم ليه ؟! فيه كلب عضك ؟! و بعدين أنتَ اللي بدأت لما غلطت في أختي و قليت أدبك عليها، عاوزه يجي يغسلك رجلك بعدها !! حط نفسك مكانه لو استحملت تبقى لامؤاخذة بقى"

رد عليه بصوتٍ عالٍ:
"قولت هعمل محضر و الظابط زمانه جاي، أنا مش هسيب حقي، و حقي راسي اللي اتفتحت دي، و هخليه يعتذرلي قدام الطلاب كلهم، أنا مغلطتش، أنتَ اللي أخواتك مش متربيين"

وقف «وليد» ثم اقترب منه بثباتٍ و هو يقول بتريثٍ حتى يحل تلك المعضلة:
"معاك حق، علشان كدا أنا بعتذرلك عن أسلوب أحمد و عن اللي حصل"

عقد «يوسف» ما بين حاجبيه فيما نظر له «رياض» بتعجبٍ حتى وجده يمسك رأسه بيديه و هو يقول بثباتٍ:
"و راسك أنا هحب عليها، علشان أحمد غلط لما ضربك، كان المفروض يجيب أجل اللي خلفوك و يتاويك في الطريق زي كلاب السِكك بعد ما يكسر دماغك"

اتسعتا حدقتي المعلم حيث وجد «وليد» يلكمه برأسه بقوةٍ في وجهه حتى ترنح جسده للخلف فأمسكه من ثيابه و هو يقول بنبرةٍ جامدة بعدما حاول «يوسف» أبعاده عنه:

"اقسملك بالله لسانك لو جاب سيرة أخواتي لأكون دفنك هنا، و ساعتها بقى مش هيبقى علاج ٢١ يوم، دا هيبقى علاج للأبد، علاج ملوش وقت، بتموت بيه زي الملعون كدا"

مسح المعلم وجهه و هو يقول صارخًا في وجهه:
"أنا مش هسيبكم، و الله العظيم هاخد حقي منك و من الصايع التاني، و هقول للكل إنك اختكم بنت فاشلة و إخلاقها مش كويسة"

أبعده «رياض» ثم أمسكه من تلابيبه و هو يقول بنبرةٍ جامدة:
"اسمع ياض أنتَ !! أنا عمال اقول شاب صغير و من دور ابني، بس واضح إنك قليل الأدب و اللي زيك مينفعش حتى يكون مدرس في مدرسة رقص، متنساش إنك مش مدرس"

طالعه بريبةٍ فتدخل «يوسف» يبعد «رياض» عنه ثم مال عليه و هو يقول بثباتٍ:
"زي ما سمعت كدا، أنتَ مش مدرس من الأساس، يعني اسمك مش في نقابة المُعلمين، و ملازمك من غير رقم إيداع و عليك تهرب ضريبي، دا غير إنك مُزور كبير على أبوه"

سأله بتعجبٍ:
"مزور !! مزور إزاي يعني ؟!"

تحدث «وليد» بتهكمٍ:
"هي دي اللي فرقت معاك !! كل الزبالة اللي عدت دي موجعتكش و مزور دي هي اللي تعبتك ؟!"

غمز له «يوسف» بثباتٍ ثم قال:
"هعرفك ازاي مزور !!"

عقد المعلم ما بين حاجبيه و قبل أن يدرك ما يحدث فاجئه «يوسف» حينما سحب اللاصق الطبي من على رأسه و معها الشاش لتظهر رأسه بجرحٍ بسيطٍ في رأسه، لكنه قام بتزوير التقرير حتى تصبح تلك المشاجرة جُنحة قانونية يحصل «أحمد» من خلالها على حكمٍ يتراوح ما بين العام إلىٰ ثلاثة أعوام، هكذا ظن أن خدعته ستنفك على الجميع حينما تحايل عليهم بنصوص القانون مستغلًا أحد القواعد الهامة و هي:
[القانون لا يحمي المغفلين]، لكنه لم يعلم أن القانون تم وضعه لحماية حقوق من لم يملكون حول و لا قوةٍ، لذلك قرروا استخدام أساليبه لردعه عن استكمال الباقي، فتحدث «يوسف» بثباتٍ:
"قولي كدا يا وليد !! إيه اكتر عنوان يفرقع التريند و يخلي الباشا يبقى مسمع في مصر كلها"

فهم «وليد» عليه فورًا فتحدث بنبرةٍ ثابتة يتكأ على حروف كلماته باللغة العربية الفصحىٰ:
"مُعلم لاحدىٰ الصفوف الثانوية يتعدى على إحدى طالباته لفظًا و حينما دافع عنها شقيقها تطاول بينهما الموضوع حتى أصبح شقيقها مثالًا للشرف و النزاهة أمام عديمي النخوة و المروءة"

أبتسم «يوسف» بانتصارٍ ثم قال بهدوء:
"سمعت !! عديم النخوة و المروءة، إيه رأيك ؟! تحب نذيع"

رد عليه مُسرعًا:
"بس أنا معتدتش على حد !! دا كدا كدب و تزوير و تشهير بيا"

تدخل «وليد» يقول بسخريةٍ انهاها بوقاحته المعتادة:

"الله !! طب ما أنتَ كنت بتشَهر بأخواتي !! و بعدين هو أحمد يعني اللي ضربه كتير أوي كدا علشان الموضوع ياخد  ٢١ يوم ؟! بعدين دا دكتور أهطل اللي ضربلك التقرير دا، كان بحبحها شوية و خلاها شهر تبقى مبلوعة، مع إن شهر كتير، دا لو اغتصبك مش هتاخد علاج شهر"

حاول «يوسف» كتم ضحكته ثم ربت على كتف «وليد» و هو يقول بنبرةٍ ضاحكة:

"خلاص، مشيها تحرش"

تحدث المعلم في تلك اللحظة يقول منفعلًا:
"أنتَ عاوز إيه أنتَ و هو !!"

قبل أن يرد عليه أيًا منهما أو «رياض» الذي تابعهما باعجابٍ فتح باب الغرفة و طل منه أحد العساكر و هو يقول بنبرةٍ جامدة:

"سيادة العقيد عز وصل برة، داخل ليكم"

ابتسم «وليد» بانتصارٍ ثم قال:
"حظك حلو العقيد عز بنفسه هيحل المشكلة، مكتوبالك"

دلف والد «عبدالرحمن» بثباتٍ و هيبة تتناسب مع وقاره و عمله، دلف الغرفة لهم و هو يقول بثباتٍ:
"مساء الخير يا جماعة !! ها إيه المشكلة ؟!"
_________________________

نام «أحمد» بين ذراعي «حسن» و الأخر يحرسه و كأنه السد المنيع الذي بُني لحمايته، و هو يفكر هل استطاعوا في الخارج حل تلك المشكلة أم لا، و قبل أن ينغمس في تفكيره تفاجأ بـ باب الحجز يفتح من قبل أمين الشرطة و هو يذكر اسم «أحمد» هب «حسن» منتفضًا حتى فُزِعَ «أحمد» في نومه و وقف هو الأخر، فأخذهما الشرطي للخارج نحو غرفة الضابط.

دلفا كليهما فركض «وليد» عليهما يطمئن على هيئتهما الخارجية سويًا و حينما اطمئن احتضن كلًا منهما علىٰ حِدة فتحدث «رياض» براحةٍ:
"الحمد لله الموضوع خلص على خير و البركة في والد عبدالرحمن خلص كل حاجة بس هو خرج برة، يلا بقى علشان نخرج من هنا"

تحدث «أحمد» بلهفةٍ:
"بجد !! يعني أنا مش هبات هنا ؟! هروح معاكم ؟!"

رد عليه «يوسف» بثباتٍ:
"الحمد لله، وراك رجالة يا أحمد، حمدًا لله على سلامتك، يلا بقى خلينا نخرج، إيه يا حسن ؟! مش هتاخد خلو رجل ؟!"

وجه حديثه لـ «حسن» يمازحه فيما وضع «حسن» يده على كتف «أحمد» و هو يقول بثباتٍ:
"كله فِدا عيون أحمد، المهم إنه يخرج من هنا بألف سلامة، يلا بقى الجاكيت هيتقطع يا جماعة"

في الخارج خرج المعلم فورًا مع مساعديه و خلفه «عز» والد «عبدالرحمن» طمئن الجميع بحديثه و أن كل الأمور على ما يرام، فتحدث «طه» يعتذر منه بقوله:

"أنا متشكر لحضرتك جدًا و متأسف على تعبك و تعب عبدالرحمن، دا جميل في رقبتي العمر كله"

رد عليه الرجل بودٍ:
"لأ متقولش كدا يا أستاذ طه، و بعدين أظن يعني إن العلاقات بينا مش محتاجة رسميات كدا، عبدالرحمن فرحان معاكم و حاسس إنه مش غريب و دي عندي بالدنيا"

اقترب منه «ياسين» و هو يقول بهدوء و لباقةٍ:
"بس منصب حضرتك برضه حساس و أكيد حاجة زي دي غلط، إحنا مش عاوزين نتسبب في ضرر"

ابتسم له و هو يقول:
"اطلاقًا، أنا بشوف شغلي، و بعدين أحمد لا هو مجرم و لا هو صايع علشان اتضر، أحمد صاحب حق و موقفه شجاع، أي راجل عنده نخوة مكانه هيتصرف كدا، هو بس محتاج يهدا شوية، على العموم الحمد لله عن اذنكم"

رد عليه الجميع التحية فتحرك هو و خلفه ابنه مباشرةً بعدما ودع الجميع و عانق رفيقه يودعه.

خرجوا جميعًا من قسم الشرطة للخارج حيث مكان وقوفهم ينتظرونهم حتى خرج «أحمد» أولًا بلهفةٍ يبحث عنها بعينيه حتى التقطته هي فورًا و ركضت إليه و هي تضحك بملء شدقيها و كأنها زهرةً ترقص فرحًا بالتقاء الأمطار، عانقها هو بقوةٍ و تلك المرة بحريةٍ ثم قبل رأسها و رفع كفها يقبله و هو يبتسم بسعادةٍ، حتى تحرك له «طه» يحتضنه و هو يقول بقلبٍ ملكومٍ على فلذة كبده:

"يا حبيب أبوك و روحه، الحمد لله يا رب أنه خرجلي بالسلامة، الحمد لله يا رب"

احتضنه «أحمد» ثم قبل كتفه و هو يقول بصوتٍ منكسرٍ:
"أنا أسف و الله حقك عليا، متزعلش مني يا بابا"

ربت على ظهره و هو يقول:
"بس متقولش حاجة، الحمد لله إنك معايا و في حضني، الحمد لله يا حبيبي"

اقترب منهم البقية و كانا «يوسف» و «وليد» بجوار بعضهما حتى اقترب منهما «ياسين» يسألهما بنبرةٍ هادئة:
"ها !! اخباركم إيه ؟! ضربتوا كام حد جوة ؟! ما أنا عارف الدماغ دي لما تتقابل مع اختها يولعوا في الدنيا كلها"

ابتسما كليهما له فتحدث «حسن» مسرعًا:
"عن اذنكم بقى علشان تيلفوني فصل و مراتي في البيت لوحدها، حمدًا لله على سلامته يا عم طـه، عن اذنكم"

اقترب منه «وليد» يقول ممتنًا له:
"ألف شكر يا حسن، ربنا يخليك لينا يا رب، كفاية إنك مسيبتش أحمد في الحجز لوحده"

ضربه على وجهه بخفةٍ و هو يقول بسخريةٍ:
"يا شيخ !! بطل هطل يالا، من إمتى الأخوات فيه بينهم شكر !! سلام علشان اتأخرت و هدير زمانها عملت حداد عليا"

ابتسم له «وليد» فتحرك هو مسرعًا بعدما ودع الشباب، أما «يوسف» فقال بنبرةٍ هادئة:
"الحمد لله إن الموضوع خلص على خير، ربنا يديم ستره عليك، و يبعد عنك ولاد الحرام اللي زي المدرس دا"

اقترب منه «ياسين» يعتذر منه و هو يقول بخجلٍ:
"حقك عليا يا يوسف، معلش بقى ضيعت عليك اول يوم في الأجازة، ربنا يكرمك يا رب"

ابتسم له و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"أنتَ أخويا يا عم، و بعدين أنتَ أكلتني ورق عنب، يعني تاخد كليتي مش هتكلم عادي"

أقترب في تلك اللحظة «وليد» منهما و هو يقول ممتنًا له:
"أنا عاوز أشكرك، أنا روحي في أخواتي و مليش غيرهم، بس وقوفك معايا كان كبير أوي في حقي، شكرًا يا يوسف"

ابتسم له «يوسف» ثم قال بثباتٍ:
"مش عاوز شكر، هشيلك للتقيلة، شكلي كدا يوم ما احتاجك هلاقيك، صح ؟!"

سأله بحذرٍ و تخمينٍ حتى رد عليه «وليد» مؤكدًا حديثه:
"برقبتي، أفديك برقبتي طبعًا"

ربت على كتفه ثم قال:
"بعد الشر عن رقبتك، بس إن شاء الله لو احتاجتك هلاقي واحد يدافع عني زيي بالظبط، أصل تربية ياسين مش واكلة معايا، أنا بموت في الناس قليلة الأدب، لامؤاخذة، أصل أنا محدش كان فاضي يربيني"

أبتسم له «وليد» ثم مد يده يعانق يد الأخر و هو يقول:
"اقدملك وليد الرشيد، أبويا كسل يربيني"

تعانق كفيهما سويًا و كلًا منهما ينظر للآخر بثباتٍ و بسمةٍ هادئة تنذر أن القادم لم يكن خيرًا البتة، و كأنه تحالف جيشين بأكملهما ضد عدوٍ مستعار الهوية، إذا تحالفا عليه معًا سيؤديان بحياته.
________________________

وصل «حسن» شقته مسرعًا بعدما تركها بمفردها و مراعاةً لخوفها ركض إلى الشقة ظنًا منها أنها ستجلس مع خوفها لكنه ضربت بمخيلته عرض الحائط حينما دلف الغرفة الجديدة الذي قام بتغييرها، اشرأب برأسه من الباب بعدما فتحه مسافةً قليلة فوجدها مندمجةً مع التلفاز و أمامها طبقٌ كبير الحجم به "فشار" و الإضاءة مُغلقة و فقط قامت بتغشيل الإضاءة الخافتة، وقف يراقبها و هو يبتسم بسعادةٍ، أما هي فتحدثت بضجرٍ:

"ادخل يا حسن ربنا يهديك، تعالى يا بابا، تعالى"

دلف هو بوجهٍ ممتعض و هو يقول بسخريةٍ و تهكمٍ:
"يخربيت ثباتك الانفعالي !! واقف كل دا و متأثرتيش حتى ؟!"

حركت رأسها نفيًا حتى جلس هو بجوارها فارتمت عليه تعانقه و هي تبتسم بسعادةٍ و سرعان ما ابتعدت عنه و هي تقول بحنقٍ:

"ريحتك سجاير !! و سجاير معفنة كمان، إيه القرف دا"

رد عليها هو بسخريةٍ:
"علشان كنت في التخشيبة، عاوزاها تبقى سجاير نضيفة ازاي ؟! دا عفروتو لوحده شارب علبتين في ساعة"

رمشت هي ببلاهةٍ و هي تسأله:
"أنتَ بتقول إيه !! هو عمو رياض كان عازمكم في غُرزة و لا إيه ؟! حسن أنتَ سكران ؟!"

رد عليها بسخريةٍ:
"من ساعة ما حبيتك و أنا مسطول و الله، أنا ماكنتش كدا"

اتسعتا حدقتيها بقوةٍ فقال هو بنبرةٍ هادئة:
بصي !! بجد اعتبريني مسطول و الله، الواد اللي كان جنبي كان بيشرب سيجارة غريبة، أنا دماغي خفيفة، هو شرب و أنا اتسطلت، ماشي !!"

_"ماشي !! يابني هو أنتَ جاي من درس فيزيا !! تخشيبة إيه و واد مين ؟! حسن مالك يا بابا !!"
سألته هي بتعجبٍ من حالته حتى وضع رأسه فخذيها و هو يقول بصوتٍ ناعسٍ يغلب عليه التيه:

"ما تحضنيني يا هدير"

اتسعتا حدقتيها بقوةٍ حتى تثاءب هو بقوةٍ ثم قال بصوتٍ خافتٍ:
"هدير...؟!"

ردت عليه بقلة حيلة:
"نعم يا حسن !! خير حضنتك أهو عاوز إيه تاني ؟!"

رد عليها هو بتيهٍ:
"أنتِ و عيونك حلوين أوي، هو أنا كنت عايش ازاي قلبكم ؟!!"

ابتسمت هي رغمًا عنها ثم وضعت كفها في رأسه و هي تقول بقلة حيلة:
" للأسف ماكنتش عايش يا حسن، أو أنا اللي كنت ميتة، مش عارفة مين فينا اللي لحق التاني أنا و لا أنتَ !!"

لم يستمع هو لجملتها حيث ذهب في ثباتٍ عميقٍ بينما هي ابتسمت بهدوء ثم أخفضت صوت التلفاز حتى لا تزعج نومه العجيب و لكنها انتبهت لتوها لما قاله حتى تحدثت ببلاهةٍ:
"تخشيبة !! هو قال إنه كان في تخشيبة ؟!"
_________________________

توقفت سيارة «يوسف» أسفل شقة «رياض» و كان معه في السيارة «وليد» و «ياسين»، نزلوا من السيارة و كذلك السيارات الخلفية لهم نزلوا منها جميعًا، فتحدث «طارق» مسرعًا:
"يلا يا عم طـه، يلا هوصلكم البيت و وئام و وليد يروحوا سوا، يلا علشان أحمد و خلود يرتاحوا"

حرك رأسه موافقًا له ثم شكر الشباب جميعًا و رحل مع ابن أخيه و ابنائه، و الشباب أيضًا قاموا الرحيل بعدما ودعوا البقية حتى ظل «يوسف» و «ياسين» و «وليد» و «وئام» معهم.

تحدث «يوسف» بنبرةٍ مرحة:
"عن اذنكم بقى علشان أنا راجل نازل في فندق  و يدوبك أروح، أنا محلتيش غير سُمعتي"

رد عليه «ياسين» بسخريةٍ:
"طبعًا بإمارة العيون السودا !! روح نام يا يوسف"

ابتسم له «يوسف» و قبل أن يرحل صدح صوت هاتف «ياسين» برقم والده ففهم على الفور طلب والده حينها اقترب من المصعد يفتحه و يأخذ ما به، ثم عاد لهم من جديد و هو يمد يده لـ «يوسف» و يقول:
"دي حاجة بسيطة تتسلى فيها لحد ما تروح"

مد يده له بعلبة طعامٍ قامت «زهرة» بتحضيرها له، أخذها هو منه و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"أنا هاخدها علشان أنا نقطة ضعفي أكل البيت، ألف شكر يا ياسين، و ابقى أشكرلي والدتك"

حرك رأسه موافقًا و هو يبتسم له، فتحدث «وليد» مُسرعًا:
"هو أنتَ هتمشي على شغلك إمتى ؟!"

رد عليه بحيرةٍ:
"همشي بعد ٩ أيام كدا، ليه خير"

اقترب منه يقول بثباتٍ:
"طالما كدا بقى !! اسمحلي اعزمك على ماتش كورة ؟! و تقضي الأيام اللي هنا برعاية عيلة الرشيد ؟! إيه رأيك ؟!"

ابتسم له «يوسف» و هو يقول بعد تفكيرٍ لم يدم طويلًا:
"عرض مُغري، و أنا شخص انتهازي أوي بستغل العروض، موافق"

مد «وليد» يده له بعد موافقته و هو يقول بثباتٍ طالبًا منه إثبات العهد:
"يبقى دا تاني عهد بينا، بعد عهد إنك لو احتاجتني هتلاقيني"

عانق كف «يوسف» كف «وليد» بنفس الثبات و نفس الملحمة التي تدور بين نظراتهما حتى مال «ياسين» على أذن «وئام» يهمس بخوفٍ زائفٍ:
"اقولك على حاجة !! أنا خايف أوي من التحالف دا"

رد عليه «وئام» بثباتٍ يتنافى مع هزل كلماته الساخرة بمرحٍ:
"عيب يا ياسين، خوف إيه يا جدع بس ؟!.... المفروض تموت من الرعب، دول الخبث و الخبائث مع بعض"

طالعه «ياسين» بتعجبٍ فأومأ له «وئام» بأهدابه ثم أضاف مؤكدًا بنبرةٍ هامسة:

"اقسملك بالله أني خايف أكتر منك، لو تعرف تطمني أكون متشكر ليك و لكرم أخلاقك "

حرك «ياسين» فمه يمينًا و يسارًا بتهكمٍ فمن المؤكد أن ذلك التحالف لن يفيد بشيءٍ سوى الدمار لأعصاب الجميع.

يُتَبَع
#الفصل_الواحد_و_السبعون_الجزء_الثاني
#رواية_تَعَافَيْتُ_بِكَ

Continua a leggere

Ti piacerà anche

1M 63.4K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
1.3M 4.3K 64
⚠️ القصة دي شبه واقعية وتحكي أحداث معظمها حدث معي شخصياً بالفعل،⚠️ يعني معظم الشخصيات اللي فيها موجودة بمواصفتها لكن الخيال فيها إن مش كلهم بل معظمه...
180K 17K 49
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
81.7K 2.5K 16
الكاتبة ألين ‏انتي دليل الشعر لا حَل هوجاس ‏أحيان أصب الشعر وأحيان أصبّتس ‏شوفتس يشد العين ويشدّ الأنفاس ‏مفتون منهو ذاق جرحتس وطبتس ‏الياس ما يدخل...