قلب مُغلق للصيانة / كاملة

By FatmaSultan947

1.2M 134K 18.9K

رواية اجتماعية رومانسية💜 شعبية💜😍 More

اقتباس《١》
اتنشن💜
اقتباس 《٢》
المقدمة
هام..
الفصل الأول
تلخيص الشخصيات
الفصل الثاني
الفصل الثالث
مساء الخير يا جماعة
النشر في فترة الامتحانات💜
الفصل الرابع
اقتباس من الفصول القادمة
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
هام
الفصل التاسع
عيد أضحى مبارك💜
الفصل العاشر
هام❤
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
صباح الخير🤍
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
مساء الخير
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
وحشتوني جدا
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
مهم
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
مهم جدا
الفصل الثلاثون
هام جدا
الفصل الحادي والثلاثون
مساء الخير اتنشن بليز🤍
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
مساء الخير يا حلوياتي
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
هام
الفصل السابع والثلاثون
تحديث مهم
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
هام
وحشتوني هام جدا
أخر تحديث...
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
تث تث
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون
الفصل الخمسون
الفصل الحادي والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
مهم جدا💜
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والخمسون
الفصل السابع والخمسون
الفصل الثامن والخمسون
مهم
الفصل التاسع والخمسون
الفصل الستون
الفصل الحادي والستون
الفصل الثاني والستون
الفصل الثالث والستون
مساءكم لذيذ🥹🩷
الفصل الرابع والستون
الفصل الخامس والستون
اقتباس من الفصل القادم
رواية كاملة هدية اهم من الفصل يا حلويات❤️
الفصل السادس والستون
الفصل السابع والستون
الفصل الثامن والستون
الفصل التاسع والستون
الفصل السبعون
الفصل الحادي والسبعون
الفصل الثاني والسبعون
الفصل الثالث والسبعون
الفصل الرابع والسبعون
الفصل الخامس والسبعون
الفصل السادس والسبعون
مساء الخير.
الفصل السابع والسبعون
الفصل الثامن والسبعون
الفصل التاسع والسبعون
الفصل الثمانون
الفصل الحادي والثمانون
الفصل الثاني والثمانون
الفصل الثالث والثمانون
الفصل الرابع والثمانون
الفصل الخامس والثمانون
الفصل السادس والثمانون
الفصل السابع والثمانون
الفصل الثامن والثمانون
الفصل التاسع والثمانون
الفصل التسعون
الفصل الحادي والتسعون
الفصل الثاني والتسعون
الفصل الثالث والتسعون
الفصل الرابع والتسعون
مساء الخير.
الفصل الخامس والتسعون -الأخير-
تنوية هام
مهم🩷..
الخاتمة -الجزء الأول-
مهم
الخاتمة -الجزء الثاني-
تحديث🩷
الخاتمة -الجزء الثالث-
الخاتمة-الجزء الرابع-
الخاتمة -الجزء الخامس-
الخاتمة -الجزء السادس والأخير-
اقتباس من الرواية الجديدة
غلاف الرواية الجديدة🥹🩷
الاقتباس (١) من الرواية الجديدة (الغير مشتركة)
هام
موعد نشر الرواية الجديدة.
رواية ديجور الهوى روايتي الجديدة🩷
هام جدا🩷🩷
هام لمتابعي قلب مغلق للصيانة
مشهد خاص / قلب مغلق للصيانة
هام لمتابعي الرواية
مشاهد خاصة لابطال الرواية

الفصل الخامس والأربعون

7.7K 949 148
By FatmaSultan947

قبل قراءة الفصل دعواتكم لاهالي تركيا وسوريا...

___________

الفصل الخامس والأربعون
من #قلب_مغلق_للصيانة

بقلم #fatma_taha_sultan

___________

اذكروا الله

__________

‏أخاف عليك من كُلّ شيء حتى من نفسي
رُغم معرفتي أنني أُحبك أكثر من ذاتي
وأخافُ عليك من ذاتِك رُغم ثقتي بقوتِك
ولكن قلبي يكاد لا يهدأ حينما تغيب عني
مُنشغلٌ بكِ طيلة الوقت أنا، وهذا القلب.
مدار.
#مقتبسة

___________

في يومٍ جديد تجلس يقين مع نهال في منزلها اليوم فأخبرتها نهال بأنها تنتظرها في المنزل وتريدها أن تأتي اليوم...

ومن أن أتت يقين أخذت نهال تقوم بقص ما حدث لها، وأخبرتها بدون تفاصيل عن شجارها مع والدها في الصباح..

مما دفع يقين تتحدث في سخرية لاذعة:
-هو أنتِ خلاص مبقتيش لاقية حاجة تعمليها أو مبقاش في حد فاضل غير أبوكِ فقولت أتخانق معاه هو كمان ده على كده الواحد يقلق على نفسه معاكِ

ابتسمت نهال وغضبت في ذات الوقت معقبة في ضيقٍ مدافعه عن حالها:
-يابنتي اتخانقنا الصبح قيست له الضغط كان عالي وبقاله فترة ضغطه بيعلى أوي وبيتعب وكذا عرض ظاهر عليه كل ما أقوله روح أكشف مش بيرضي فروحنا اتخانقنا الصبح، أنا خايفة عليه وهو شايف إني بعمل نفسي واصية عليه وقلب الترابيزة عليا ونزل.

أردفت يقين في نبرة هادئة وهى توضح لها الأمر فرُبما هى المخطئة ولا تدري:
-أنا عارفة أنك أكيد خايفة على عمو بس ممكن بسبب توترك والمشاكل والحوارات اللي أنتِ حطيتي نفسك فيها كنت منفعلة بكلامك الصبح وهو أكيد فاهم أنك خايفة عليه بس ممكن أسلوبك كان حاد شوية، وهما مش هيستحملوا كده فاهمه؟!.

هزت نهال رأسها في تفهم وتمتمت في ندم حقيقي:
-فعلا يمكن معاكِ حق وأسلوبي كان وحش بس أنا خايفة عليه وصحته.

-أن شاء الله مفيش حاجة وهتطلع حاجة بسيطة، لما يجي صالحيه وأتكلمي معاه بأسلوب كويس وأكيد هو هيتقبل ده.

تمتمت نهال في خفوت نابع من إرهاقها النفسي الشديد:
-أن شاء الله هعمل كده أول ما يرجع.

-وهتعملي أيه مع  رامي ؟!

قالتها يقين من باب الفضول وباب القلق في ذات الوقت، عقبت نهال على حديثها في ضيقٍ:
-مش عارفة أصدق أنه فعلا هيسافر وهيستقر برا وبلاش اضايق بابا ولا أعمل أيه ؟! المشكلة اني خايفة يكون بابا عارف أصلا زي ما عثمان بيلمح ومش مستوعبة أزاي يكون عارف وساكت.

تمتمت يقين في عقلانية:
-أعتقد أن اللي قاله عثمان صح ممكن يكون عارف وساكت فعلا حب يديله فرصة تانية ويمكن هو فعلا ندم وبطل وأكيد والدك عرف ده فعلشان كده سامحه ومحبش يفتح الموضوع وأنا مقتنعة بكده، وبقول مدام الاحتمال ده كلنا متوقعينه يبقى هو الاحتمال الأقرب من الحقيقة فأنا من رأيي تسبيه يسافر ويحل عنك وخلاص.

غمغمت نهال في عصبية تحاول كتمها بداخلها وأحيانًا تنفلت منها زمام الأمور:
-يعني كل اللي عملته ملهوش لازمة وعايزاني أسكت؟!

أستطردت يقين في عقلانية:
-انا شبة متأكده أن والدك عارف وسكت وده في حد ذاته يدل أنه بلاش أنتِ تخربي الدنيا وفعلا مفيش حد مبيغلطش وكمان متنسيش أنتِ هتفتحي على نفسك أبواب تانية أنك اتواصلتي مع عثمان وممكن تسببيله مشاكل بسبب أنه ساعدتك والراجل لما صدق يستقر في شغلانة وحياته تبقى أحسن فأرحمي نفسك وأرحميه من أي حوارات.

عقدت نهال ساعديها في ضيقٍ ثم غمغمت:
-طب وهعمل أيه في دنيا الي فاكرة إني أنا اللي فضحتها وفضحت سرها وأنا والله ما فتحت بوقي بكلمة واحده ولا نطقت.

تمتمت يقين في هدوء:
-متقلقيش انا هروحلها كمان كام يوم وهتصرف ولازم اصالحكم علي بعض مينفعش حاجة تفرقنا عن بعض أحنا اخوات وهنفضل طول عمرنا في كتف بعض وسند لبعض مهما حصل.

____________

-أنتَ لازم تروح وتغير العك اللي أنتَ عكيته ده.

قال راضي تلك الكلمات في غضب شديد بعدما أفصح نوح عن إرادته وعما فعله في الاستماره وهو الاختيار بين أدبي وعلمي التى يعطوها للطلاب في نهاية الفصل الدراسي الثاني من الصف الأول الثانوي...

تحدثت يقين مؤيدة رأي والدها متمتمة:
-بصراحة يا نوج بابا معاه حق لازم تروح تغير حوار العلمي ده وتحول لأدبي، هو أه أدبي مش سهل بس تحاول تسلك فيه مجموع يجيب ليك أي كلية المهم يبقى أسمك في كلية وخلاص، لكن علمي صعب عليك ده أنا قولت دماغك أتعدلت وبقيت لماح، ولسه بتشد حيلك يوم ما تشده تنطح علطول كده.

تحدث نوح في عدم تصديق لمدى الإحباط الذي أشعروه به:
-يا جدعان الأهالي كلهم بيغصبوا على عيالهم يخشوا علمى حتى لو هما عايزين أدبي وأنتم بتعملوا العكس للدرجة دي فاقدين الأمل فيا؟.

أستطرد راضي في ضيقٍ وتفسير:
-رحم الله إمرئٍ عرف قدر نفسه، الانسان يعرف قدرات نفسه علشان يعرف يتعايش معاها، أنتَ يدوبك لسه بتتحسن في الدرجات تروح شاطح مرة واحده كده عارف يعني رياضة وفيزياء وكيمياء وأحياء، ده أنتَ مش هتعرف تعدي من سنة تانية أصلا مش تخش تالتة وتبقى علمي علوم.

أردف نوح في ضيقٍ:
-أنتم على فكرة عمالين تجرحوا فيا وفي مشاعري وأنا بقولكم عايز أخش صيدلة، أنتم ضايقتوني أنا كنت معلم على علمي وأنا منشكح ازاي تكسروا بخاطري كده مش فاهم بصراحة، وبعدين مفيش أشطر مني أصلا.

رمقه والده، ويقين في ذات اللحظة في سخرية مما جعلها تعقب:
-أفكرك بالاتنين من خمسين؟!

فاستوعب نوح حديثه وعاد يتحدث وقد أدرك بأنه قد تمادى في الوصف:
-أه كنت في فترة من الفترات مستهتر بس ده ميمنعش إني فوقت لنفسي وباين من درجاتي، أنا كنت متخيل أنكم هتفرحوا بيا وتقولولي دكتور المستقبل راح دكتور المستقبل جه والكلام ده مكنتش متخيل أنكم هتخذلوني بالشكل ده، أهل أيه بس ودعم أيه؟!..

تحدثت يقين في هدوء:
-يا حبيبي أحنا لا بنخذلك ولا بنحبطك أحنا بننصحك، أنا كنت علمي وعارف كنت بذاكر ازاي وجيت في لحظة ندمت اني قاوحت لمجرد يبقى أسمي في علمي، وأنا خايفة عليك.

-أنا هدخل علمي وهخش صيدلة وأنا عارف أنا بقول أيه وعلموا على كلامي ده.

غمغم راضي في ضيقٍ:
-خلاص براحتك يا ابني في النهاية ده مستقبلك بس مجيش ألاقيك بتشتكي ولا شايلي مادة ولا الكلام ده كله أفتكر أننا ناصحناك وعندك فرصة تتراجع لكن لو مصمم براحتك أنا أكيد مش هغصبك على حاجة، بس حاول تقعد مع نفسك وتعرف هل هتكون قد كلامك ولا لا.

تحدث نوح في شجاعة:
-أنا قد كلامي وبكرا تشوفوا ده الأيام بينا وهتثبت وبكرا هيبقى اسمى الدكتور نوح.

_______________

ولج فادي إلى المنزل بعد شجار عنيف بينه وبين يقين، بعد مكالمتها مع حليمة أتصلت به على الفور ليلى أمس،، وحاولت بأنه تجعله يعد إلى المنزل وحينما شعر بالغضب من إصراراها وحينما ضغط عليها أعترفت له بإتصال والدته ولم يسلم من لومها له وعتابها القوي فكيف له بأن يحزن والدته بهذا الشكل، أخبرته بأن المرأة على وشك الموت بسببه وبأنها مفطورة القلب، لا تجد شيء يستحق بأن يحزن والدته بهذا الشكل المفجع بالنسبة لها...

حتى أنها أقسمت بأنه إذا لم يعد إلى المنزل وأن يقوم بمصالحة والدته أي إن كان السبب التي لا تعرفه ستتركه في الحال، إذا كان يحزن والدته بهذا الشكل فما الذي سيفعله معها؟

كان هذا عتابها له، يا لها من مسكينة لا تعرف السبب الحقيقي فلو عرفته كانت هناك العديد من الأشياء التي سوف تتغير، وعلى الرغم من عدم اقتناعه بأن والدته حزينة بهذا الشكل على غيابه، وبالرغم من وغضبه منها كونه تقوم بتهديده بشأن علاقتهما إلا أنه أراد العودة إلى المنزل في الصباح..

فلم يستطيع بأن يمكث عند صديقه أكثر من ذلك حتى لا يكن حملًا ثقيلًا عليه فلقد تحمله لما يقارب ثلاثة أيام ويكفي ذلك..

خرجت حليمة من المطبخ وبمجرد أن رأت ابنها أمامها كانت على وشك أن تخرج منها زغروطة قوية ولكنها استوعبت في اللحظة الأخيرة بحالة الوفاة التى تتواجد في العائلة وهتفت وهى تقترب من فادي وتقوم باحتضانه لم يكن حضنها يبثه الطمأنينة كشعور أي شخص بوجود أمه لطالما يبحث عن هذا الشعور ولا يشعر به حتى أنه ظن بأن الناس رُبما هى من تبالغ في هذا الوصف وأن ما به هو طبيعي...

أبتعدت عنه حليمة متمتمة:
-بقا كده يا حبيبي تسيب أمك قلقانه عليك وبعدين هى دي أول مرة نختلف في حاجة ما علطول بنتخانق ومش بيهون على أمك تزعلك وبرجع في كلامي وأعمل اللي يريحك في الآخر، ده أنا كنت هموت عليك أتصلت بكل صحابك اللي أعرفهم قالولي أنك مش عندهم وملقتش نفسي غير إني بتصل بالبت يقين علشان كل نا أتصل بيك ألاقيك مغلق أو مبتردش عليا، كنت هترتاح لو جيت لقتني ميته؟

تمتم فادي في ضيقٍ:
-بعد الشر عليكِ يا أمي بلاش الطريقة دي.

غمغمت حليمة في عاطفة شديدة:
-بلاش الطريقة دي ليه ما دي الحقيقة هو أنتَ لما توجع قلبي منتظر أيه؟!، ويا سيدي انا خلاص مش هعمل حاجة اللي أنتَ عايزة أنا هعملهولك بلاها سحر وأنسى كل حاجة أنا قولتها أنا هجوزك يقين أهم حاجة عندي تبقى جنبي وتبقى مبسوط.

لم يجيبها فادي وشعر بالدهشة أثر تغيرها الغريب، مما جعلها تسترسل حديثها في نبرة هادئة وحنونة:
-أهم حاجة تبقى جنبي وبخير يا ابني أنا مليش غيرك في الدنيا دي أديك شايف أختك بتسافر مع جوزها، أنتَ أيدي ورجلي واللي باقيلي عارفة أن طبع أمك صعب شوية بس استحملني أنا مين ليا غيرك يعني، وبعد كده يابني حتى لو اختلفنا متسبنيش قلقانة عليك كده يا حبيبي.

شعر فادي في سذاجة شديدة بأنه بالفعل قد أخطأ، وسبب في غضب  والدته يا ليته عاد إلى المنزل وتناقش معها عوضًا عن كل ذلك.

فوجد نفسه يعتذر لها هاتفًا:
-أنا أسف يا أمي متزعليش مني.

-أنا مبزعلش منك يا حبيبي أنا مش عايزة غير سعادتك وراحتك ومدام سعادتك يقين أنا هجوزهالك يا حبيبي، ويعدي بس شهرين تلاتة وهجوزهالك أهم حاجة عندي أشوفك مبسوط.

سألها فادي في شك:
-يعني خلاص لغيتي الفكرة دي من دماغك يا ماما؟

أجابت حليمة في تأكيد:
-طبعا يا ابني لغيتها انا ألغي أي حاجة في دماغي مش هتريحك وهتزعلنا من بعض، يقين برضو غلبانة وبنت حلال وبتحبك وسحر بقا ربنا يعوضها خير.

____________

بعد مرور أربعة أيام...

بدأ علام أن يلملم أغراضه فغدًا موعد طيارته، لا يدري كيف سيترك شقيقته ويغادر رُبما هو لا يحسن أن يظهر مشاعره ولكنه يتألم من تركه لها فأستطاع بصعوبة المكوث طوال تلك المدة ولا يستطيع البقاء أكثر من ذلك بسبب عمله، يحاول أن يقنع ذاته بأنه سيذهب ومن الممكن أن يحاول الهبوط من أجلها في القريب العاجل، ويتمنى أن يستطيع أن يأخذ إجازة وقت أمتحانات الفصل الدراسي الثاني التى هى على الابواب ما يفصلهم بينها عدة أيام ولا يعرف هل بإمكانه الهبوط أم سيتركها تهبط بمفردها؟!

الكثير من الأشياء المبعثرة في عقله لا يستطيع الوصول إلى حل في كافة الأمور!!

ولجت "شيماء" إلى الغرفة وجدته يقوم بتعبئة حقيبة سفره، أو رُبما هناك شيء يشغل عقله فهو ممسك ببعض الملابس بين يديه وينظر في الفراغ، قاطعت شروده متمتمة:
-بدأت تحضر شنطتك يعني؟

أردف علام في نبرة ساخرة وقد بدأ ينتبه لدخولها:
-يمكن علشان خلاص الطيارة بكرا ومفيش وقت، المفروض أنتِ كمان تكوني حضرتيها.

تحدثت شيماء في جراءة:
-وأنتَ أيه اللي مخليك متأكد إني هسافر معاك؟

-أي أنسان بيفكر في مصلحته هيعرف أن مصلحته مش القعاد هنا وفي وقت زي ده لما تخلصي دراستك أبقي شوفي أنتِ عايزة تعملي أيه وده الصح على فكرة.

قال كلماته في ثقة اغضبتها، مما جعلها تتحدث محاولة كبت غضبها:
-أنا عايزة أتكلم معاك بخصوص أخر كلام ما بينا.

وضع الملابس في الحقيبة ثم أستدار لها وغمغم في نبرة هادئة وهو يجلس على الفراش:
-خير؟؟

سألته شيماء في استغراب:
-ساعتها أنا معرفتش أرد عليك لأني اتصدمت، وكنت عماله أفكر أيه اللي يخليك تعمل حاجة زي دي مش فاهماك بصراحة؟!

أجابها في بساطة شديدة:
-تعويض عن اللي عملته.

أردفت شيماء في جحود وحدة شديدة:
-اللي عملته في حياتي ملهوش تعويض مهما كان، ولا هيكون تعويضه بفلوس زي ما أنتَ متخيل.

غمغم علام في هدوء:
-مش تعويض إني ببين ليكِ إني أحسن أو إني بحاول أثبت ليكِ إني مغلطتش، أو بقولك إنسي اللي عملته أنا مقولتش كده ولا كان قصدي كده، أنا بحاول أتلافي غلطي مش أكتر.

تمتمت شيماء في نبرة ساخرة:
-أنتَ عارف أنك شبة بابا وعمي أوي، أكتر ناس بتكرهم على حد قولك، لما بشوفك بحسك زيهم نسخة منهم، بس نسخة محدثة يمكن أنتَ الاختلاف الوحيد أنك بتحاول تعوض من ناحية مادية أو تدي اللي قدامك اختيارات مش أكتر لكن في النهاية نفس الجشع ونفس الغرور واحد وأنك شايف نفسك صح.

أردف علام في نبرة كانت باردة على الرغم أنها أشعلته وأغضبته بكلماتها أكثر مما تتوقع:
-هو أنتِ بكلامك ده قصدك تعصبيني ولا عايزة توصلي لأيه علشان أكون فاهم لأنك عارفة كويس أنك بتقولي كلام مش عاجبني ومش عايز أرد عليكِ رد يضايقك، مش معنى إني مديكِ حريتك في الكلام هتبدأي تغلطي يبقى كده أنتِ لسه متعرفنيش..

قاطعته شيماء في نبرة هادئة ومتهكمة بعض الشيء:
-أنا مغلطتش أنا بقول رأيي فيك ساعات الحقيقة بتزعلنا، أنا مفرحتش باللي أنتَ عايز تعمله معايا، أنا مش عايزة أكون زيك.

ضيق عيناه وسألها في استغراب من حديثها المُبهم ورُبما لأنه غاضب لا يستطيع فهم ما تخفيه حول حديثها:
-يعني أيه مش عايزة تكوني زيي ياريت تتكلمي كلام مفهوم مبقتش ليا دماغ للطريقة دي.

تحدثت شيماء في جراءة تحسد عليها لم تكن تمتلك تلك الجراءة من قبل، ولم تكن شجاعة في مواجهة أي شخص، تدرك بأنها تغيرت بالفعل:
-أنا مش عايزة أكون علام نمرة اتنين، أنتَ بتحاول تعمل معايا زي اللي عمك عمله بالظبط أنك تعزلني عن ناس ترتبلي حياة جديدة، وتخليني لوحدي زيك، وعايزني أعيش لوحدي وأعمل مشروعي اللي نفسي فيه بتسهلي الموضوع زي ما عمك عمل وسفرك، أنا مش عايزة أعيش الحياة دي مش عايزة أكون لوحدي.

ادهشته بحديثها مما دفعه أن تخرج منه ضحكة ساخرة وهتف في نبرة هادئة:
-أنا معرفش أنتِ حظك حلو معايا إني بسيبك تغلطي كده عادي، ما علينا من حظك الحلو ده ومحاولتك تعايريني باللي حكيته ليكِ...

قاطعته شيماء وقد أدركت بالفعل بأنها رُبما أخطأت في طريقتها:
-أنا مش بعايرك.

تحدث علام في جمود:
-وياستي أعتبريني مقولتش حاجة لو واخده أنتِ الموضوع بالطريقة دي وقت لما تعوزي أطلقك هطلقك وأرجعي عيشي مع أهلك عادي لو ده اللي هيريحك وهكون مش بقطعك من عيلتك الغالية على قلبك، وأسف إني فكرت أخليكِ وحيدة زيي، بس خديها نصيحة منى العيش لوحدك أرحم بكتير من أنك تفضلي وسط ناس عندها استعداد تبيعك في أي لحظة.

ثم أسترسل حديثه في نبرة متهكمة:
-معلومة بس حابب أقولها ليكِ مدام أنتِ بتعرفي توجعي كده، لو أهلك دول قد كلمتهم اللي كانوا مدينها لواحد أو الفلوس مش بتزغلل عينهم أو بيحبوكِ أوي كده مكنش جوزوكي ليا معتقدش أن لو أبوكِ كان قالي لا معنديش بنات الجواز كنت هاجي أتجوزك غصب عنك وعنه، بالعكس ده رحب بيا وحط إيده في ايدي، فالكلام والعتاب ده كان أولى تقوليه ليهم، لو أنا غلطت قيراط هما غلطوا أربعة وعشرين قيراط وأسف إني حاولت آمن ليكِ مستقبلك، حابه تحضري شنطتك حضريها مش حابة براحتك برضو.

يا له من جلاد ماهر ومتمكن!!!
جلدها بكلماته بشكل لا تستطيع وصفه، قد رد لها ألمه بأنها قامت بمعايرته بالنسبة له، ليجعلها تشعر بأنها بلا قيمة عند عائلتها، وإن كانت عائلتها لا تهتم لأمرها فما الذي سيهمها حتى لو العالم بأكمله قد أحبها إن لم تستطيع أن تشعر بالحب منهما؟!

يا له من وغد وقح ولكنه يقوم بقص الحقائق بشكل ذبحها به...

أخذت حقيبة سفرها كالمغلوبة على أمرها وخرجت إلى الخارج، تدرك جيدًا بأن عائلتها لن تتقبلها وبأنهم من الممكن أن يضعوا العراقيل في طريقها لاستكمال أخر فصل دراسي على الأقل هو يجعلها تمارس ما تحبه في هوايتها المفضلة في حين معارضة أهلها من وجدوا بأنها تفاهات ولم يوافقوا على أن تصور وصفاتها أو حتى توفير الأدوات التى تحتاجها، كل ذلك بالنسبة لهم هراء...

لا تدرى حتى لما خرجت بالحقيبة إلى الخارج ملابسها هنا في الغرفة التى يقف بها لا تدرك حتى فعلتها ولكنها شعرت بانكسار رهيب، لعنته، ولعنت عائلتها ألف مرة ستتخلص منه وتبتعد عنهم جميعًا رُبما هو كان محق في هذا الأمر..

____________

كانت حنان منكمشة على ذاتها في الفراش اليوم كانت تشعر بالقلق والتوتر الرهيب حتى أنه اليوم الأول التى لم تقوم بالإتصال بظافر أكثر من مرة للاطمئنان عليه كما تفعل طوال الأيام الماضية، فكان هناك الكثير من الأشياء التي تشغل عقلها بالتأكيد ليس هناك أهم منه عندها ولكنها لم تكن تريد أن تنقل له توترتها الشديد، فبعد الغد هو موعد فحصها الدوري التى تخضع له كل ثلاثة أشهر تقريبًا أو حسب ما يحدد الطبيب..

ولج ظافر إلى المنزل وعلى غير العادة لم يجد المصابيح مضيئة كما تحب أن تفعل فظن أنها خلدت إلى النوم على الرغم من أن الساعة لم تتجاوز التاسعة أنه لشيء عجيب حقًا..

خلع حذائه ثم ولج إلى الداخل حتى وصل إلى غرفة النوم وكانت هى حينما شعرت بإتيانة وفتحه للباب أمسكت الهاتف وأخذت تفتح أي تطبيق وتقوم بالتصفح عليه حتى يظهر بأن شكلها طبيعي نوعًا ما.

تحدث ظافر في نبرة هادئة ومجهدة نفسيًا إلى أقصى درجة:
-مساء الخير.

أردفت حنان محاولة رسم ابتسامة مزيفة على ثغرها:
-مساء النور.

كان ظافر نفسه يلاحظ بأنها لم تتصل به طوال اليوم ولكنه ظن أنها مشغولة في العمل كونها ذهبت إلى العمل اليوم أو بمعنى أصح إلى الطبيب وكذبت عليه مخبرة أياه بأنها ذهبت إلى المتجر وبعدها قابلت خالتها.

تمتمت حنان سائلة أياه محاولة جعل الامور طبيعية:
-أسخنلك الأكل تتعشى؟!

أردف ظافر في هدوء:
-لا واكل كبدة مع عثمان من شوية قفلتني خالص، لما قولتي هتتغدي مع أسماء كلت مع عثمان.

هزت رأسها في تفهم فهو لا يدري بأنها طوال اليوم لم تستطيع تناول أي شيء من الارتباك الذي يحل عليها ولم تستجيب لإلحاح أسماء..

أخذ ظافر ملابسه ثم توجه إلى المرحاض ليأخذ حمام دافئ لعله يرخي من أعصابه المشدودة طوال الوقت وعقله الذي على وشك أن يقضي عليه، كل شيء يذكره برشاد رُبما يتناسى الأمر لبضعة دقائق ثم يعود شريط أحزانه من جديد..

بعد ربع ساعة تقريبًا جاء ظافر وصعد إلى الفراش بجانبها ينظر لها نظرات مُريبة.

سألته حنان في توتر شديد من نظراته:
-في أيه عمال تبصلي كده ليه؟!.

غمغم ظافر في نبرة خافتة:
-أبدًا حاسس أن فيكي حاجة غريبة أوي حاجة متغيرة؟!

كان يشعر بالحماقة فهو لا يريد أن يعاتبها على عدم اتصالها اليوم به أكثر من مرة كما كانت تفعل فكيف سيفعل ذلك بينما هو كان يقوم بالغضب عليها من طريقتها مخبرًا أياها بأنه ليس طفل صغير وأنه بحال جيد وألا تقلق نفسها عبثًا، والآن هو الذي يتذمر لمجرد توقفها عن تلك العادة لمدة يوم واحد!!

أجابته حنان في هدوء بعدما أبتلعت ريقها:
-مفيش هيكون في أيه يعني، أنا بس حاسه إني مصدعة شوية وكان في حاجة عايزة أقولها ليك.

سألها ظافر في فضول:
-حاجة أيه دي؟!.

تمتمت حنان في هدوء فهى لا تريد أن تكن هنا غدًا الليلة التي تسبق فحصها تكن صعبة عليها، ولا تريد أن يراها في تلك الحالة المتوترة ولا تريد أن تزعجه وتقلقه كونه لا يتذكر شيء ولا يتذكر هذا الفحص فليس لديه عقل تلك الفترة حتى يتذكر تلك الأشياء:
-أنا عايزة أبات بكرا عند أسماء.

استغرب ظافر من طلبها ثم أستطرد:
-أشمعنا يعني؟!

أجابته في تلقائية وتفسير:
-أصلها وحشاني وأنا من ساعة ما اتجوزتك مبتش  معاها خالص، وأنتَ عارف إني متعودة أبات معاها.

هذه المرأة مجنونة أم معتوهة، أم الأثنان معًا!!
فهى تعده بأنها لم تتركه وستكن معه حتى يتخطى تلك الأزمة وفي ذات الوقت تريد تركه ليلة كاملة يقضيها بمفرده؟!.

تحدث ظافر في تهكم بسيط:
-غريبة يعني وحشاكي أيه أنتِ كنتي معاها النهاردة وكمان أصلا بتقولي أنك شبه متخانقين، وكمان أنا محبش تباتي برا البيت عندك اليوم كله ايكش تقعدي عندها لنص الليل وأجي أعدي أخدك لكن بيات لا.

-دي خالتي وأنتَ عارف إني بحب أبات معاها.

قالت كلماتها في تذمر قليلًا فتحدث ظافر في نبرة هادئة ولكنها كانت صارمة نوعًا ما:
-ياستي خالتك على عيني وعلى رأسي يعني أنا مش عارف مثلا أنها خالتك؟!، أنا محبش مراتي تبات برا البيت، طول ما الحمدلله مفيش سبب قوي لده ولا لقدر الله خالتك تعبانة ولا فيها حاجة، الأول كنت بتباتي علشان كنتي بطولك ولوحدك وبتونسوا بعض لكن دلوقتي أنتِ ست متجوزة وليكِ بيت والوضع مختلف.

عقبت على حديثه في سخرية:
-كل ده علشان بقولك أبات يوم؟!.

هز رأسه متمتمًا:
-أه.

عقدت ساعديها وزفرت في ضيقٍ ولم تعقب على حديثه مما جعله يهتف وهو ينظر لها في سخرية:
-أيوة أنفخي أنفخي، ألوي بوزك.

تحدثت حنان في نبرة خافتة ولكنها كانت غاضبة نوعًا ما:
-أنا منفختش ولا لويت بوزي.

-باين عليكِ.

أخذت نفسك عميق وطويل حتى تهدأ من حالها لم يكن حديثه هو الذي أغضبها أو أصابها بالتوتر فتلك الحالة هى لديها منذ الصباح تقريبًا مقابلتها للطبيب لم يكن هناك شيء سوى أنه طلب منها أن تخضع للفحص الذي تخضع له دائمًا حتى يطمأن على أحوالها لا شيء أكثر من ذلك ولكن الفحص ذاته يصيبها بتوتر رهيب، هذا التوتر بلغ ذروته تلك المرة، كونها تخشي بأن يصيبها هذا المرض مرة أخرى، وتخشي على ظافر أكثر من حالها..

تمتم ظافر في نبرة هادئة حينما لاحظ شرودها:
-متزعليش أنا مش قصدي أزعلك، أنا طبعي كده وبعدين أنا من ساعة ما جيت أنتِ قالبة وشك ليه في حاجة في الشغل طيب مزعلاكِ أو في حاجة شاغلة بالك؟!

-مش زعلانة حصل خير، أنا مخنوقة شوية مش أكتر مفيش حاجة في الشغل ولا في حاجة مزعلاني.

حاولت حنان أن تغير من الحديث عن حالتها، وغمغمت في خفوت:
-سحر جت النهاردة، وكان معاها بنت عمها باين حد من قرايب أبوها قابلتهم وأنا جاية من الشغل.

تنهد ظافر وتحدث في بنرة مختنقة:
-أه وبعدين؟.

أجابته حنان في هدوء:
-قالتلي أنها جت تأخد هدوم ليها ولندى وشوية حاجات محتاجاها وكانت بتقفل الشقة وبتظبط الدنيا علشان هتفضل قاعدة في شقة الحاج ظافر الله يرحمه، قالتلي أنها مش هتقدر تعيش في الشقة هنا بعد اللي حصل، واستغربت من اللي قالته في أخر كلامها.

حزن ظافر مما سمعه ولكنه عقب على حديثها الأخير:
-قالت أيه؟

تحدثت حنان في هدوء:
-بتقولي أن في واحد صاحبك كان رشاد هيبيع ليه شقة هنا في العمارة وبتقول بعد الأربعين هتعمل إعلام وراثة لأنها حابه تعرف الشقة دي مصيرها أيه علشان حابه تنفذ وصية رشاد وتبيع له الشقة وقالت أكيد أنتَ تعرفه.

تنهد ظافر تنهيدة طويلة وهتف:
-الشقة دي أنا كلمت رشاد عليها وقولتله يبيعها لعثمان ويقسطها ليه ويكسب ثوابه مكنتش متوقع أنه حكى لسحر وأنه فعلا هيسمع كلامي.

-ربنا يرحمه وأكيد هيكون في ميزان حسناته وفعلا مدام هو كان عايز كده حاولوا تعجلوا بالموضوع ده بعد الأربعين وكويس أن سحر بقت أفضل شوية وبتفكر بالطريقة دي أن شاء الله ربنا يصبر قلوبكم كلكم.

تمتم ظافر في نبرة متألمة:
-يارب.

-ظافر.

كان على وشك أن ينهض قبل ندائها ويذهب لينفرد بذاته ويدعي بأنه سيقوم بصنع فنجان قهوة له لعله يستطيع السماح لدموعه بالهبوط...

تمتم ظافر في هدوء:
-ايه؟!

غمغمت حنان في نبرة خافتة:
-خدني في حضنك ممكن؟! عايزة أطمن وعايزة أنام في حضنك.

أخذها في أحضانه دون قول شيء، عقلة الأحمق لم يتذكر موعد هذا الفحص ولكن أول شيء أتى في عقله بأنها رُبما قد رأت شقيقها في المنام أو تشعر بالضيق كما كان يحدث حينما تتذكره ولا تريد أن تقولها صراحة حتى لا تزيد من وجعه وعلته لذلك حاول أحتوائها دون سؤال وأن يبث بها الطمأنينة التي تريدها ورُبما الذي يريدها هو.

____________

يجلس تامر في العمل بعد يوم طويل شعر به في استنزاف روحه، واكنه مجبر على تحمل تلك الحياة وبأن يعمل في الصباح وحتى السابعة مساءًا في تلك الشركة ثم يعود إلى المنزل ليستريح لمدة ساعتين ويتناول طعامه ويرتدي ملابسه ويذهب للوقوف في الصيدلية في الليل ثم يذهب ويخلد للنوم لمدة ساعتين ثم يذهب إلى الشركة، وهكذا يقضي أيامه برتابه وملل شديد، ولكن اليوم للأسف تم إجباره على المكوث لمدة ساعتين في الشركة بسبب الجرد.

ولكن ما يصبره على هذا الشقاء بأنه سيقترب زواجه من الحسناء، أجمل فتاة رأها، رُبما في البداية كان يظنها فتاة وحيدة ومدللة يستطيع اللهو معها مثلما يريد، هى جذابة وشهية بالنسبة له ذات أعين تبهر كل من يراها، ولكن حينما بالفعل قد عرف ماهية أخلاقها وبأنها ليست من الفتيات التى يمكن أن يتمتع بصحبتهن قرر بالفعل أن يخبرها بأنه ينوي على خطبتها ويسعى لذلك فما سيحتاجة أكثر من فتاة مثل نهال، جميلة تتحمل المسؤولية ذات خُلق وأصل طيب.

دق هاتفة معلنًا عن الإتصال من رقم غريب..

أجاب عليه في هدوء:
-ألو.

جاءه صوت فتاة لم يستطيع تميزه:
-مش حضرتك تامر خطيب نهال؟!

أجابها تامر في استغراب:
-أيوة أنا حضرتك مين؟

-أنا دنيا صاحبة نهال أعتقد شوفتني يوم الخطوبة وأنا برضو خطيبة أبن عمها رامي.

كم يكره الحديث عن هذا الوغد الذي يكرهه دون سبب ويشعر بأن نظراته لخطيبته مختلفة ليس كتلك الذي تحاول نهال في السابق الدفاع عنه بها بأنه ابن عمها وبمنزلة شقيق لها، ولكن لحسن الحظ شعر بالراحة قليلا بسفر رامي ليلة أمس كما أخبرته نهال..

تحدث تامر محاولًا تذكرها متمتمًا:
-أيوة يا أنسة دنيا؟ في حاجة ولا أيه؟

-أنا كنت متردده جدا إني أكلمك بس حبيت أكسب فيك ثواب، أنا قررت أسيب رامي وهفسخ خطوبتي معاه وقولت لازم أنورك.

أستطرد تامر في عدم فهم:
-مش فاهم حضرتك بصراحة أيه دخل خطوبتك برامي وفسخها بيا ويعني أيه تنوريني؟!

تنهدت ثم هتفت في تأثر:
-السبب اللي هسيب رامي علشانه يهمك زي ما يهمني بصراحة أنا اتخدعت فيهم، وخصوصا نهال اللي كنت متخيلة إنها صاحبت عمري.

صاح تامر في انفعال وقلق شديد لم يهمه أن يلاحظ زملائه انفعاله:
-أنتِ بتقولي أيه وعايزة توصلي لأيه وضحي كلامك ياريت؟!

-نهال على علاقة برامي، علاقتهما واصلة لحد كبير مش مجرد علاقة واحده باخوها ولا واحده بابن عمها اللي متربي معاها، مش عايزة أتكلم أكتر من كده علشان مش حابه أدخل في تفاصيل زي دي.

تحدث تامر في صوتٍ جهوري:
-أنتِ بتخرفي بتقولي أيه؟!!

-بقول اللي سمعته عارفة أن الحقيقة صعبة وعلشان أكدلك على كلامي رامي لغايت وقت قريب كان عايش في نفس الشقة مع نهال وأبوها، لغايت ما الحاج فرغلي شافهم في وضع مش كويس وحب يفصلهم عن بعض، عارفة أن كلامي صعب عليك بس أنا شوفت وعرفت حاجات مينفعش تتقال ولا تتحكي وكان لازم أعرفك ومتفضلش مخدوع زي ما كنت أنا مخدوعة.

أبتلعت ريقها وعادت تسترسل حديثها في خبثٍ ذاكره عقدته :
-أومال تفتكر أيه اللي يخلي الحاج فرغلي بجلالة قدره يوافق أنه يجوز بنته لواحد بظروفك دي؟! مع أنه رفض عرسان كتير بس ده طبعا قبل ما يكتشف المستخبي،  ووافق غير أنه عايز بس يبعدها عن رامي وعارف أنك لا حول ولا قوة ليك هتسكت وهتداري عليها ويمكن يرميلك قرشين؛ واللي عرفته أن حتى رامي مش عايز يتجوزها ويداري الفضيحة علشان كده أبوها لبسها لأول حد خبط على بابهم.

تحدث في صدمة لا يستوعب ما يسمعه بأن نهال التى لا تسمح له بأن يمسك يدها فعلت ذلك:
-مستحيل.

-مش مستحيل ولا حاجة دي الحقيقة ياما كدبت وبعدين أحنا كنا مغفلين فكر كده مع نفسك وأوزنها أنا كبنت مقبلتش على كرامتي كده ورميت الشبكة هتقبل أنتَ بالوضع المقرف ده أنا عاملتك كأخ ليا أنا لو منك أروح أبهدل الدنيا دول ختمونا على قفانا.

_______يتبع_______

رأيكم وتوقعاتكم أرجو التفاعل على أخر فصلين وعلى الفصل ده بما يرضي الله🥹🥹🥹🥹💜💜💜💜

Continue Reading

You'll Also Like

7.7M 375K 73
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
46.9K 2.2K 26
_أمِيـلُ إلى الصمتِ لدَيَّ صعوبـَة في السَرد والاختلاط مع الملأِ لكِنني؛ لا أُمانِع من الثرثـرةِ معَك..💙 -هكذا أنتِ ‏ حنونة ‏بلمسة و كلمة منكِ ...
3.2K 650 13
من مِنا المُخطىء أنا أم هم؟
2.3K 237 16
ماذا حدث بي! كنت غريباً عن حياتي، فأصبحت كل حياتي ومالي أراك كل عالمي، بعدما كنت لا أرى حياة؟؟ ومالي أصبحت شاعراً وأنا في الحب جاهلاً؟؟ وأخذتني لعا...