مريض نفسى بالفطرة

Galing kay Hader3112

722K 30.5K 9.8K

مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح... Higit pa

اقتباس1( لست ليث،أنا غيث)
_١_ (صفعةُ تعارف)
_٢_ (جدى يريد عودتى)
_٣_(صدمةٌ مُبرمجةٌ )
_٤_ (أنا القاتل)
_٥_ (الإنفصالُ فرصة ثانية )
_٦_ (لا أريدك يا أمى )
_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )
_٨_(بيت جدى مجددًا)
_٩_( ما ذنبى إن كنت تحب فتاة تحبنى؟)
_١٠_( قامت بخيانتى)
التعريف بمرض غيث
_١١_ (نوبة غضب)
_١٢_(بقاءٌ قسرى)
_١٣_( أب برتبة عدو)
_١٥_ عشر(عائد لكِ يا حبيبتى)
التعريف بمرض الطبيبة منال
_١٤_( دماءُ زوجتى الراحلةُ )
_١٦_ (ذلك الوغد مجددًا)
_١٧_(لست ليث، أنا غيث)
التعريف بمرض ديما
_١٨_(حب من طرف واحد)
_٢٠_( وحشتنى عنيكى )
_٢١_ (الكل عاشق )
_٢٢_(حقائق بالجملة)
_٢٣_(الانتقام الحلو)
_٢٤_(رصاصة خائنة)
_٢٥_( المواجهةالحاسمة)
التعريف بمرض مالك
_٢٦_(كان ضحية بالأمس)
_٢٧_ (وداعًا بيت جدى)
_٢٨_ ( تطاول بما فيه الكفاية)
_٢٩_ (الحقيقة المؤلمة)
_٣٠_(قابلها مجددًا)
_١_( الانطباع خاطىء)
_٢_(مشاغبة من الطرفين )
_٣_( غيث واحد لا يكفى)
_٤_ ( من المصاب ؟)
_٥_(الغيرة اللذيذة)
_٦_(باغتها بعقد القران)
_٧_(أشباح الماضى تطاردها)
_٨_(فارق الحياة )
_٩_( رفضها يصيبنى بالجنون)
_١٠_(فرصة ثانية للفؤاد)
_١١_( اكتئاب حاد )
_١٢_ (أحبك رغم أنف قبيلتى)
_١٣_(هل تقبلين الزواج بى؟)
_١٤_ (خطوبة و جثة )
التعريف بمرض مالك ٢
_١٥_( فليحترق العمل أمام حُسنكِ)
_١٦_ (حُلو مرى)
_١٧_ (أخوض لأجلكِ ألف حرب )
_١٨_(أقبلينى كما أنا )
_١٩_ (تطاول على صغيرتى أمام عينى )
التعريف بمرض محمد العدلى
_٢٠_ (أريدك رغم استحالة ذلك)
_٢١_ (زوجى السابق )
_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)
_٢٣_ (الإختطاف السعيد)
_٢٤_ (باتت حلالى و كل حالى)
_٢٥_(معركة دموية)
_٢٦_(ليلة زفاف كارثية)
_٢٧_(ليلة عيد)
_٢٨_ (كان القبول طوق نجاة)
_٢٩_ (كلانا لدية تجربة سابقة)
_٣٠_ (العديدُ من المعاركِ)
_٣١_ (كُتِبَ علينا الفراق)
_٣٢_(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )
اقتباس٥ ( فتاتى الصغيرة)
(التعريف بمرض مايا)
_٣٣_ (نتعايش أم نتداعش ؟!)
_٣٤_ (راقصة بمبادئ)
_٣٥_ ( قصيدةٌ جميلةٌ )
_٣٦_(الغضب الساطع آت)
_٣٧_(رفض من جميع الجهات)
_٣٨_(نَقَشَ فوق جسدها)
_٣٩_( لاجئ أم خائن ؟!)
_٤٠_(مَلاَك مُحْتَجَز)
_٤١_(نُقُوشٌ مُتبادلةٌ)
_٤٢_(ثلاثة قُبْل فوق ضريح الصقيع)
اقتباس_٦_ (لحن النهاية)
_٤٣_(الفَرِيسَةُ و الصَّيَّادُ)
_٤٤_(ليلةٌ مُلطخةٌ بالماضى)
_٤٥_(اختطاف أرعن)
_٤٦_(جسدٌ مُدنسٌ وروحٌ مُفارقةٌ )

_١٩_(غارق فى دمائه)

6.7K 353 189
Galing kay Hader3112

٠٥/٠٢/٢٠٢٣
(غارق فى دمائه)

فى بعض الأحيان يأخذنا القدر إلى مواجهة مبكرة، لم يستعد لها كلا الطرفين فتكون النتيجة ما هى إلى إخفاق مؤكد بشكل مزرى

أيحتاج الضحية الإعتذار كى يلتأم جرحه؟
هل كلمة آسف كفيلة لعلاج جرح ينزف منذ سنوات عديدة؟
لا، صدقًا ذلك الإعتذار ما هو إلا تعقيدًا للأمور
زاد الطين بِلَّة أم يمكننا القول لم يعد هناك أى طين بل بتنا فى القاع

..................................................................

وقفت فى المتتصف يينهما حائرة عن هوية ذلك الشخص الذى بمجرد ذكر اسمه سبب كل تلك الضحة
لتقول"وعد" بتعجب واضح ممزوجًا بسخرية صريحة :
فى ايه يابنات؟ مين غيث دا ؟ يكونشى حبيب قلب البنات وأنا معرفشى
كأنها لم تسمعها ، كل ما كان يشغل عقلها فى تلك اللحظة هو تعجب رنا وملامحها الغريبة ،لتسالها بحدة نسبية قائلة:
تعرفيه منين يا رنا؟ قابلتيه فين قبل كدا؟ اتكلمتوا قبل كدا ؟ أنتِ اصلًا منزلتيش الكلية غير كام يوم و يتعدوا على الصوابع شوفتيه فين بقى ؟
قطبت"رنا" حاجبيها متعجبة من طريقة صديقتها قائلة:
يابنتى ايه كل دا حيلك حيلك ، معرفوش أصلًا أنا بس الاسم عاجبنى ، فحبيته بس مش أكتر
هتفت "ديما " بضيق وغضب واضح قائلة :
نعم حبتيه ! حبيتى مين ؟
تسمرت فى مكانها لثوانى معدودة ،لا تعرف لم تلك الطريقة التى تخاطبها بها ؟ لتقول"رنا" بغضب مماثل:
يابنتى فى ايه لكل دا ؟ حبيته ، حبيته الاسم يعنى ، ما أنتِ عارفه أنى بحب المطر ، ففى ايه يا ديما مالك كدا؟ أهدى شوية يا حبيبتى ليطقلك عرق كدا ولا حاجة
هتفت"وعد" بنفاذ صبر قائلة:
باس stop fighting لحد هنا ، أنا مش عارفه مالكم فى ايه؟
نظرت "رنا " ببعض الإستياء ثم قالت :
أنا مليش يا وعد ، أختك اللى مش طيقالى كلمة، معرفشى مين غيث اللى هناكله دا بمجرد كلمة قولناها ؟

شعرت "ديما" بفداحة ما أقترفته لتقول بآسف واضح:
أسفه يا رنا مكنشي قصدى ، حقك عليا، أنا بس استغربت أنك تعرفيه
لكن "رنا"هتفت مسرعة بالنفى :
معرفوش يا عالم ، معرفوش يا ناس
اقتربت"ديما " منها مقبلة رأسها قائلة بهدوء:
خلاص ، خلاص ،اسفه يا بنتى حقك عليا ،وأدى رأسك هبوسها
قطعت "وعد" تلك اللحظة السعيدة قائلة بمرح: بس خلاص اتصفينا، مين بقي غيث دا يا ديما؟
لهتف "رنا " هى الآخرى قائلة بتسلية :
أه، أوعى تكونى فكرانا هننسى ، لا عايزين نعرف مين دا ؟ وليه محموقه عشانه كدا؟ بصى من الأول يا سلوى، من الأول خالص
ابتسمت على طريقتها ، ثم قالت بهدوء ينافى دقات قلبها المتسارعة: دا دكتور عادى يا جماعة
لكن رنا تعرف طريقة هروبها تلك جيدًا ،لتقول بنبرة ثابته واثقة:
وهو الدكتور العادى تهاجمينى عشانه كدا، طب ياستى ماشى هنعمل مصدقينكم ، أحكيلنا عن الدكتور العادى ،عادى يعنى
غمغمت" ديما" بخفوت قائلة:
هو كان معيد ولسه النهاردة أول محاضرة ليه
زفرت "وعد"بحنق قائلة بينما كانت تتناول طعامها:
هى بتسالك عن تاريخة المهنى، ما تحكى يا ديما شكله، شخصيته، اى أكشن عشان نعرف نبلع اللقمة
أجابتها "ديما" بهدوء :
طويل وقمحى وشعره كيرلى شوية
قاطعتها "وعد" قائلة بسماجة:
خواتم يعنى
هتفت " ديما " بإعتراض قائلة:
كيرلى يا جاهلة
أكلمت "وعد" مضغ طعامها كدلالة على عدم اهتمامها بذلك التعديل اللغوى ، ثم قالت بتزمر:
تمام يا ستى كملى

أكملت " ديما " فى وصفه وكأنه يقف أمامها ،تحفظ أدق تفاصيله وتحبها :
وعينه لونها عسلى

هتفت "وعد" بطريقة طفولية:
الله زميل يعنى ، معروفه كل اللى عينه عسلى قمور زى
أومأت برأسها مأكدة على حديث شقيقتها ،ثم أكملت حديثها والابتسامة لا تفارق وجهها :
ومحترم جدا، بيحاول يساعدنا دايمًا ، وشايف أننا كلنا زى بعض مش حوار أن هو دكتور وليه سلطة علينا وكدا ،حتى وهو معيد كان بيعد يراجعلنا كتير وأغلب كلامه كنا بنلاقيه فى الامتحان وبعد الامتحان كان بيطمن علينا كلنا
بصى من الآخر دا اللى يستحق يبقي دكتور جامعة فعلًا ،وكمان عرفت أن عنده شركة انشاءات برده بس هى لسه فى بدايتها بس محققه أرقام كويسه ومعاه شريكين فيها منهم معيد هنا معانا

كانت رنا تستمع لها بإنصات غريب، متعجبة من طريقة حديثها، لم تكن تعرف أن لشخصية ديما ذلك الجانب لتقول بشكل سريع كأن الكلام أراد أن يخرج من فمها قبل أن تمنعه أو تهندمه قليلًا:
دا أنتِ مرقباه بقى
هتفت " ديما " مسرعة بنفى مضطرب بعد أن كانت على وشك الإفصاح بما بقلبها :
أه ، لا لا دا أنا عرفت كل دا بالصدفة
قاطعتها " وعد " بسخرية قائلة:
صدفه ايه؟ دا أنتِ ناقص تجيبى مقاس جزمته
تمتمت "ديما"بصوت منخفض بدون أى وعى منها :43
صاحت "وعد" بتعجب :
ياقادرة ، عرفتيها إزاى دى ؟ ! ما تقولى عنوان بيته بالمرة يابت ، والله لأعرف أمك
شعرت رنا بأن الحديث وصل لنقطة سيئة، تعرف وعد وعصبيتها وما قد يحدث أن أكملت حديثها خاصة أن ديما باتت فى موقف لا تحسد عليه ، فأسرعت تقول أى شىء لتخاول إنهاء هذا الحديث :
بس خلاص يا وعد هى شكلها عرفت بالصدفة فعلًا، يلا يا بنات نكمل أكل قبل ما يبرد
لكن وعد كعادتها لا تحب إغلاق أى حديث قبل الوصول للنهاية ، فهتفت قائلة بغضب:
صدفة ايه دى اللى تعرف منها مقاس جذمته؟ أقطع دراعى أن ما كانت مراقباه فى صمت ومش بعيدة تكون بتحبه
شحب وجه "ديما" فور سماعها حديث شقيقتها، لتهتف مسرعة :
لا لا مش بحبه لا هو بس حد كويس بحترمه ،بقدره ،لكن حب ايه ، أنتِ عارفه انى مليش فى الكلام
قطبت "رنا " حاجبيها بتعجب قائلة:
وملكيش ليه بقي يا ست ديما ؟ ناقصه ايد ولا رجل ، الحب حب على الكل
قاطعتها "ديما" مدافعة عن نفسها :
مش قصدى يا رنا بس أنا مش فى بالى يعنى
حاولت ضبط وتيرة أنفاسها ثم وجهت حديثها لشقيقتها قائلةً :
أنا مش بحب حد يا وعد، مش بحب حد
أجابتها "وعد" على الفور وعينيها تلمع بالآسف الشديد:
خلاص خلاص أنا أسفة يا ديما مش قصدى أزعلك ،أنا بس برخم عليكى ، هو أنا ليا من غيركم أطلع عينه يعنى، دا أنتم أخواتى وصحابى وكل ما ليا
هتفت "رنا"بمرح أخوى:
خلاص يا بنات حصل غير ، ولا دا شيطان ودخل بينا ، يلا بوسوا رأس بعض ، دا أحنا أخوات بردة
وبعدين لحظهة كدا ايه stop fighting دى يا بنت طنط فاطمة، دا احنا بنغمس العيش بالايس كريم يابت
ابتسمت "وعد" بفخر ثم قالت:
سمعتها فى فيلم السهرة امبارح ، أنا برده ليا فى اللغات وأعجبك

أكملوا طعامهم وكل منهما تتحدث بموضوع مختلف لكى يتفادوا ما حدث قبل قليل

انها الحياة وكل منا لها درب خاص يسير به بمفرده، الرحلة فرديه حتى وإن كانت بدايته برفقة شريك ما

..............................................................
خرج من القاعة ، بوجو شاحب بعض الشىء، أهمل فى صحته بشكل كبير ،وبدا الإعياء والتعب واضح عليه، ركب سيارته مقررًا العودة للمنزل لينال قسطًا من الراحة ،لكن رنين الهاتف الخاص به أفسد ذلك المخطط ، ليجيب "غيث" بهدوء أثناء قيادته : ايه يا أحمد بترن ليه ؟ فى حاجة؟

أجابه "أحمد" بضيق :
أنتِ فين ؟ العميل اللى رفضنا مشروعه هنا وبيزعق جامد وبيههدنى أنه يسوء سمعة شركتنا وأننا نصبنا عليه وحورات كتير
زمجر"غيث" بغضب شديد قائلًا:
بتقول ايه ؟ أنا مش قولت لا ورفضنا العرض وخلاص ،ايه لزمة البلبلة دى ؟
صاح" أحمد" بغضب حاول تداركه ولكنه فشل :
معرفشى، وعمال يزعق واضطريت ألغى الاجتماع عشان لو العملاء الجداد جم وشافوا المنظر دا ممكن يتراجعوا ،أنا ماسك نفسى بالعافيه عشان مضربوش

تضايق مما يحدث ، لا يحب تلك الطريقة فى العمل ، ليهتف بحنق قائلًا:
طب أقفل ،أقفل أنا جاى فى الطريق

قاد بأقصى سرعة ممكنة ، لا يريد أن يكون عمله مرتبط بأى شبهه أو دخل غير نظيف ، يرفض ذلك رفضًا تاما ولا يحبذ أن تثار البلبلة حول عمله ، السمعة الحسنة مهمة فى مجالهم

وصل أخيرًا بعد وقت لا بأس به ، ما أن دخل المكتب حتى أندفع العميل إليه بغضب شديد قائلًا بحدة:
ممكن أعرف ايه اللى حصل وخلاك ترفض المشروع؟ بعد ما أستاذ أحمد كان مرحب فيه فى البداية خالص، هو مش بردة شريك هنا وليه الحق
ابتسم له بهدوء شديد واتجه إلى مقعده ليجلس براحة ثم قال : باش مهندش أحمد مسؤول هنا عن تنفيذ المشروعات على الورق وأنا المسؤل عن التنفيذ على أرض الواقع، كونه وافق على مشروع وأنا موفقتش يبقي المشروع دا يترفض قولًا واحدًا وبرده العكس صحيح ، احنا هنا بنكمل بعض ولازم نوافق احنا الاتنين سوا غير كدا لا
اندفع "أحمد" قائلًا بغضب: أنا موافقتش فى الأول ،أنا قولت هدرس المشروع مع شريكى وكونى رحبت بيك دا ذوقيًا يعنى يا أستاذ محمد

هتف" الأستاذ محمد " بغضب وعنفوان شديد:
أنتم بتتشطروا على ايه ؟دا شركتكم لسه يدبوك بتبدأ، يعنى مشروع زى مشروعى مكنتوش تحلموا بيه، وهينقلكم نقلة تانية خالص
وعند هذه النقظة لم يتحمل "أحمد" مصرحًا بغضب شديد :
"وهو يعنى عشان لسه بنبدأ نقبل بمشروع مشبوه"
نظر له غيث بغضب لم يكن يريد قول الحقيقة ،لا يريد أعداء من البداية، كان يكفيه إنهاء الأمر بحيادية
توتر " الأستاذ محمد " بشدة وقال مدعيًا بأن ما تفوه به أحمد غير صحيح : مشبوة، مشبوه ايه ؟ لا محصلشي
حاول "غيث " تدارك الموقف ليقول بهدوء:
تمام يا أستاذ محمد ،شريكى اندفع بس مش أكتر، أختلط عليه الأمر ، عامة المشروع بتاع حضرتك احنا مش هنقدر نصممه بالشكل المطلوب لقصور شخصية عندنا ، أتمنى تفهم دا كويس قوى، ودا لمصلحتنا كلنا طبعا
ضغط "غيث" على على حديثه بشدة ، لينبهه بمعرفته بما يجرى أسفل غطاء الفضيلة الذى يرتديه
ابتسم لهما بسخرية ثم قال:
"تمام ، أنتم الخسرانين ، خسرانين كتير قوى يا غيث"
ليجيبه "أحمد"باستفزاز واضح:
مظنش أكتر من خسارتك يا أستاذ محمد

لم يجيبه أكتفى بنظرة غاضبة خاطفة ثم رحل
لكن"غيث" لم يمهله فرصة الفرحة والتشفى حيث صفعه أسفل مؤخرة رأسه قائلًا بحدة:
قولتك ميت مرة مبحبش كدا ، الشغل ليه اصول، مش عايزين اعداء
هتفت أحمد بإمتعاض واضح بينما كان يدلك مكان الصفعة بضيق : العداوة اللى زى دى شرف بالنسبالنا يا غيث

قاطعه "غيث"موضحًا ما يقصده:
يا ابنى أفهم ، احنا لينا فى شغلنا ، طالما تمام وماشين فى السليم خلاص ، شغل غيرنا ميخصناش ،شمال يمين ملناش فيه
قطب "أحمد" حاجبيه بتعجب قائلًا: ازاى يعنى ؟ مش مفروض نحذر الناس منه
ابتسم "غيث" ابتسامة جانبية، ثم أجابه بهدوء:
وأنت فاكر الناس متعرفشي ، ايه اللى يخلى حد يعرض مشروع زى دا بالضحامة دى على شركة لسه بتشق طريقها ، ما لأن محدش عايز يشاركه ، أنا عارف أننا معانا سيولة كبيرة ونقدر نغطي المشروع بسهولة لا ومشاريع أكبر منه كمان ،بس هو ميعرفشى؟ نلعب على النقطة دى ونرفض بشياكة بدون أى غلط ، الشغل ليه أصول، ألعب براحتك بس من غير ما تجيب كارت أحمر
ضرب"أحمد" على جبهته قائلًا: Oops ، فاتتنى دى
ابتسم له غيث وقال بجدية :
زى الشاطر أنت وال Oops بتاعتك بره مكتبى مش ناقص صداع
هتفت "أحمد" بطريقة عسكرية قائلًا:
علم وينفذ يا Boss

................................................................

عادوا ثلاثتهم سويًا بالسيارة التى خصصها جد رنا ، أوصلتهم لمنزلهم و صعدت برفقتهم لتقابل والدتها ، أمضت بعض الدقائق المعدودة معهم جميعًا ثم رحلت متظاهرة بالسعادة حتى لا تسبب لهم القلق
لكن قلبها محطم، يتأكل روايدًا رويدًا بفعل الحزن والوحدة
عادت لمنزل جدها ، أسرعت لغرفتها لا تريد الإختلاط بأحد لكن زوجة عمها لها رأى آخر ،أوقفتها محدثة اياها بطريقة ساخرة:
عشنا وشفنا أن بنت الخدامة بقت شبه بنات الذوات، الهدوم اللى جبتهالك بنتى نضفتك ،خلتك شبهنا
ابتسمت لها ، ولم تعلق أرادت إكمال طريقها لغرفتها لكن الأفعى أوقفتها قائلة بحدة: لما أكلمك تردى عليا مش تمشى وتسبينى
أدركت أنها تريد مضايقتها ولها ما أرادت بالفعل ، لتقول "رنا" بإزدراء واضح :
الكلب لما يهوهو محدش بيرد عليه يا مرات عمى

ألقت تلك القنبلة ثم انصرفت لغرفتها ، لم تعد تتحمل هذا الجو على الإطلاق

"مازال قلبى يؤلمنى حين أفكر بما يحدث من حولى
لم لا تخمد تلك النيران ؟" جملة وقعها مؤلم كالبوح بها وتعانى منها بمجرد ان تخطو قدمها لذلك المنزل

................................................................

حل المساء سريعًا ،أجتمع الثلاثة بمطعم مشهور يطل على النيل ، كانت متأنقة بشكل مبالغ فيه ، تريد لفت نظره بأى شكل ، تضع العطر الذى يفضله، ترتدى ثوب مبهر باللون المحبب لقبله، كل شىء كما يهوى إلا هو لم يهواها ولن يهواها يومًا
هتفت"مايا" بتفاخر كالمعتاد قائلة:
بس ايه رايكم فى المعطم؟ جامد صح
تعجب"غيث" من مجاملتها لمكان ما، راوده الشك بأنها صاحبة الفكرة من الأساس، لذلك سألها قائلًا:
هو أنتِ اللى اختارتيه يا مايا؟
قطبت "مايا"عاجبيها قائلةً بتعجب :
أه ، ليه ف حاجة؟

ابتسم بشكل ساخر موجهًا نظره لصديقه ،ثم أجابها بهدوء:
لا كنت فاكر أن أحمد اللى اختاره، بس عامة كويس ماشى حاله يعنى
تمتمت"مايا" بخفوت قائلة:
أه ،تمام ، طب يلا نختار هناكل ايه؟

عم الصمت لثوانى معدودة ثم قالت بنبرة أنثوية للغاية ، تميل للإغراء بشكل صريح :
غيث ممكن تختارلى على ذوقك؟
حرك رأسه نافيًا قائلًا:
لا بلاش أنا ، ذوقى مش هيعجبك
أسرعت"مايا" متلهفة لإجابته قائلةً بدلال :
إطلاقًا ،أى حاجة تختارها يا غيث هتعجنى

حين نظر لصديقه وجد معالم الحزن واضحة بشكل كبير على وجهه، أراد أن يتيح له فرصة للتقرب منها لذلك تحجج قائلًا:
لا مش الأكل صدقينى ،أحمد اللى بيفهم كويس فى الأكل ، أنا حتى هخليه هو اللى يختارلى
ثم نظر لصديقه محدثًا إياه :
اختارلى يا أحمد على ذوقك على ما أعمل مكالمه بس بسرعة
قال ذلك ثم نهض مسرعًا ليفسح له المجال قليلًا، لا يحب الحب ولا ما يفعله بصاحبه ، لكن ما باليد حيلة
هتف "أحمد"بولع:
تحبى أختارلك يا مايا، صدقينى ذوقى هيعجبك
هزت كتفيها قائلًة بلا مبالاة :
أه ،أى حاجة مش مهم

تألم من ردها ولم يعلق ، فضل الصمت

طلب الأكل ثم تحجج بمكالمة هو الآخر ، ليخرج من ذلك الجو القاتل ، لا يتحمل ما يحدث، ولا يعرف ما يفعل؟ لا يمكنه لوم صديقه ولا لومها ، فيترك اللوم كله على عاتقه لأنه أحب فتاة لا تحبه
قطب "غيث" عاجبيه بمجرد رؤيته، ليقول بإستفهام : خرجت ليه؟
أجابه"أحمد"بصوت متحشرج :
أتخنقت،قولت أخرج أشم شوية هوا
هتف "غيث"بحزن شديد قائلًا:
حقك عليا يا أحمد
ابسم له بسخرية ، لم من الأساس يعتذر؟ لا ذنب له، الذنب كله على هذا القلب الخائن ،ليقول بنبرة جاهد كثيرا فى تغليها باللا مبالة لكنه فشل بشدة :
ملكش ذنب يا غيث، أنا المغفل اللى حبتها
هتف"غيث"بحدة :
قطع لسان أى حد يقول عليك كدا، أنت مفيش ذيك يا أحمد
أومأ"أحمد" برأسه كتأكيد على حديثه ، ليقول بحزن دفين:
عندك حق ، مفيش حد يستحمل الإهانه دى كلها عشان متزفت على عينه بيحبها ، يارتنى كرهتها ، يارتنى قادر أخرج حبها من قلبى وأحرقه
ظل ينظر إليه عدة لحظات بوجه جامد ،ثم نطق أخيرًا بأسى واضح : أنا مش عارف أقولك ايه؟
ابتسم "أحمد" بسخرية قائلًا:
متقولش حاجة ، مفيش كلام يتقال

أخرج غيث علبة السجائر من جيبه وشرع فى إشعال واحدة لكن صديقه أوقفه قائلًا:
أنت مش كنت مبطل ؟ رجعت تانى ليه؟
أجابه"غيث "بهدوء دون أن ينظر له:
بشرب واحدة كل فين وفين متقلقش
أومأ له"أحمد" برأسه متفهمًا، ثم قال:
تمام، خلصها ويلا ندخل

بعد ربع ساعة دخلا للمطعم مجددًا ، كان الطعام مرصوص على الطاولة ولكن مايا لم تكن جالسة بمكانها ، تعجب كلاهما ، وما هى إلا لحظات معدودة حتى عادت لتقول بينما تحزم أمتعتها بسرعة بداخل حقيبتها:
آسفه يا جماعة مضطرة أمشى ، رنوا عليا فى البيت ، تتعود تانى يا غيث ، سلام

ابستم "أحمد" بسخرية قائلًا :
سلمت عليك ومشت، كأنى مش موجود يا غيث
ربت "غيث" على كتفه قائلًا بآسف واضح:
حقك عليا، والله يا أحمد ما تستهالك
زفر"أحمد"أنفاسه بضيق قائلًا:
يا عم بلا حقك بلا وركك ،أنا جعان ، والله لأكل أكلى وأكلها ، بلا حب لا بزفت
صمت قليلًا، بينما أمسك بقطعة الدجاج الموضوعة أمامه وقال بدلال حين شرع فى تناولها بنغم :
عارف يا غيث، لايوجد حب مخلص أكثر من حب الطعام
ابتسم"غيث" له وقال بسعادة عارمة:
تعجبنى
زم "أحمد"شفتيه بتبرم قائلًا :
ياغيث يا حبيبى أنا مليش فى العوج
هتف "غيث" قائلًا بضيق زائف:
أحمد ،اتلهى وكُل بدل ما طفحك الاكل دا
تمتم الآخر بخفوت قائلًا :
خلاص اتكتمنا، ناكل بقى

.....................................................................

عادت لمنزلها سريعًا، لا تعرف لم هاتفوها وأخبروها بالعودة حالًا؟ تقسم لو كان الأمر لا يتسحق لعادتهم جميعًا ، فقد أفسدوا العشاء ، ظلت تعد لها أسبوعًا كاملًا، كانت تريده مميزًا وأنقلب عليها فى النهاية ، وها هى تعود أدراجها خائبة

أستقبلتها والدتها بغضب شديد ، أمسكت يدها وسحبتها خلفها لغرفتها، لا تعرف ما يحدث؟ ولكن المنزل وضعه لا يبشر بالخير على الإطلاق

ما أن أغلقت والدتها الغرفة،حتى هتفت بغضب شديد قائلةً:
بنت الخدامة جايه تبوظ نظامنا وحياتنا ، وتتحكم فينا
هتفت "مايا" بقلق واضح :
أهدى يا مامى ، فيه ايه؟ حصل ايه لكل دا؟
صاحت الآخرى بغضب شديد قائلةً:
بنت منى ، بنت الخدامة خلت جدك يمنع مالك من أنه يرجع تانى البيت
قطبت "مايا" عاجبيها ثم سألتها بتعجب :
يمنعه إزاى يعنى ؟ مش فاهمه
غمغمت"سهير" بغضب شديد:
كلفه بشغل كتير تانى وهيسافر كمان مرة
هتفت "مايا"بتزمر قائلةً:
طب ما دا العادى يا ماما، مالك على طول بيسافر كتير للشغل ، أحنا كنا بنشوفه كل فين وفين يعنى
صاحت "سهير" متحججةً قائلةً بغضب:
بس ببقى عارفه أنه شغل ، مش هروب أو خوف على صحة الست الهانم بنت الخدامة
لومت "مايا"شفتيها ثم قالت بضيق:
يا مامى أفهمى ، عامة شغل أو هروب مالك و رنا مينفعشى يتجمعوا فى مكان واحد تانى
ردت "سهير" عليها بسخرية قائلةً:
ليه بقى إن شاء الله؟ ابنى هياكلها يعنى ؟ دى هى الى غويته
تنهدت"مايا"ت بضيق واضح ، ثم قالت:
مامى، احنا لوحدنا ،مفيش حد بينا عشان نمثل ونكدب علي بعض
صاحت "سهير" بعنف قائلة ً:
قصدك ايه ؟
تمتمت "مايا" بصوت منخفض قائلة ً:
مش قصدى حاجة يا مامى ،هى رنا فين؟
زمت "سهير" شفتيها بتبرم قائلة ً:
فى أوضتها، أول ما سمعت خناقتنا أنا وجدك واسم مالك قعدت تصرخ و جدك الحنين بزيادة طلبلها عفاف تديها حقنه تهديها ولا حاجة بقى معرفشى
هتفت "مايا" قائلة بشى من الحدة :
تمام، أنا راجعه تعبانه من برا ، ينفع أروح أوضتى أرتاح شوية
صاحت"سهير" بغضب قائلةً:
روحى ،أنتِ أصلًا عمرك ما حبيتى حد فينا ،إن كان أنا ولا أخوكى ، طول عمرك مبتحبيش غير نفسك وبس

لم تعلق على حديثها ،فضلت الهروب لغرفتها ،لكن ما أن مرت بغرفة ابنة عمها حتى توقفت ، نائمة بفراشها لا حول لها ولا قوة ،وعفاف بقربها تمسد على شعرها بحنان
لا تنكر أنها تشفق عليها وبشدة ولكن إشفاقها هذا لن يقدم أو يؤخر شىء، ماحدث قد حدث
ذهبت لغرفتها وبدلت ثيابها ،حاولت النوم لكن بلا فائدة ،نهضت متجهة لغرفتها ،طرقت الباب بخفه حتى لا تزعجها ،وجدتها وحيدة ،بالتأكيد ستتركها عفاف فى نهاية المطاف، فهذا ليس بيتها ، أقتربت منها وجلست بقربها وجدت نفسها تقوم بما كانت تفعله عفاف ،تمسد على شعرها بحنان ودمعة خائنة زينت وجهها

يبدو أن الانسان بداخله الأبيض والأسود وهو من يقرر أى لون يظهر
لا يوجد شخص شرير بالكامل ولا طيب بالكامل
جميعنا بداحنا الخير والشر
جمعينا مذنبين ،ولكن من الجانى اليوم؟

..................................................................

ودع صديقه ،ثم أنطلق فى طريقة، كان شارد الذهن يفكر فى حياته وتلك القصة التى حكم عليها بالفشل الذريع قبل حتى بدايتها
حاول بشتى الطريق التأقلم على ذلك ، ونسيان هذا الحب المؤلم ، لكنه فى كل مرة يجد نفسه يسرع لها ، ينقذها حين تقع فى ورطة ما ،يلبى إحتياجتها كأنه خادم لأميرة لعلها يظفر بنظرة حانية منها
ما هذا الحب ؟ حب يأكل صاحبه رويدًا رويدًا ، يتمنى لو كان بإمكانه حرق قلبه الذى أحب فتاة مثلها ، لو كان بإستطاعته نسيانها ومحوها من تفكيره ، لو فقط تمكن من الوقوف أمام سطوة حبها ومحاربته بل والانتصار عليه بشكل ساحق
لكن ليس كل ما نريده
عاد لمنزله بعد قيادة سيارته لساعة كاملة ، رغم قرب الطعم من منزله ، لكنه أراد الإختلاء بنفسه قليلًا ففضل الطريق الطويل ، طريق لم يعهده إلا حين يكون محطم الوجدان

أستقبلته شقيقته بترحاب قائلة:
حبيبى كويس أنك جيت ،الفيلم اللى بتحبه لسه هيبدأ ، تعالى أقعد، هقوم أعملك فشار ونسهر سوا
ربت على كف يديها وقال بحنان مجاهدًا ألا يظهر ضعفه:
تسلميلى يا ياسمين، بس حقيقي مليش نفس ،عايز أنام وبس

سحبته خلفها وأجلسته بقربها على الأريكة، قائلةً بحنان كأنها والدته وليست أخته الصغيرة:
تعالى يا حبيبى ، أحكيلى حصل ايه ؟ايه اللى خلاك مضايق كدا؟
صاح "أحمد" بضيق قائلًا: محصلشى أى حاجة
همست"ياسمين "بخفوت :ودا اللى مضايقك أكيد
أومأ "أحمد"برأسه قائلًا بنبرة حزينة: بالظبط
قطبت"ياسمين" حاجبيها ، لتقول بتعجب :
معلقتش حتى على البدلة ولونها؟!
هتف الآخر بحزن وضيق :
ولا كأنها شايفانى يا ياسمين، بس كانت لابسه فستان بلون غيث المفضل ، وانا ولا كأنى هنا ، أنا سراب بالنسبالها يا ياسمين
سلطت"ياسمين "تركيزها على كلماته ، لكن كان هناك حلقة ناقصة من حديثه ،لذلك سألته بهدوء:
وغيث عمل ايه؟
جز "أحمد" على أسنانه بغيظ قائلًا:
هيعمل ايه يعنى ؟ مش فى باله أصلًا، اللى فيه مكفيه يا ياسمين

التوى فمها بسخرية لتعقب على حديثه بإستهجان:
ويعنى أنت اللى حياتك فاضيه، ما أحنا عندنا مشاكل كتير قوى يا أحمد
ضيق مابين حاجبيه متعجبًا أو لنقل يحاول التظاهر بذلك، ثم قال :
قصدك ايه؟
ابتسمت "ياسمين " بتهكم على تظاهره بعدم معرفة قصدها ، لتقول بغضب :
قصدى وأنت كمان ولا كأنها فى بالك ، أحمد دى متستهالكش دى بنت مايعه ومستهتره و.......

وقبل أن تكمل حديثها أوقفها بحدة قائلًا: متغلطيش، مش هقدر أستحمل ،أنا عارف أنها مدلعة، عارف أن شخصيتها لا تحتمل، وبتستغلنى ، عارف كل دا بس مش بايدى ، صدقينى غصبن عنى ، حاولت مليون مرة أكرهها مقدرتش

تريثت"ياسمين " لبرهة وهى ترمقه بألم ، ثم قالت :
اللى بيحب عمره ما يكره يا أحمد، ممكن تنسى ،تتاقلم ،تكتشف أنه كان حب عابر ،تحب حد تانى ، تحب بحق وحقيقي ،لكن تكره حد قلبه دق ليك مستحيل
هتف "أحمد" بغضب :
مش عارف يا ياسمين ،باين أن حبها لعنه عليا، شكل دا انتقام عشان كل بنت كلمتها ، وعلقتها بيا،أنا استاهل كل اللى بيحصل ، أنا انسان بشع
صاحت "ياسمين " بغضب مماثل وحزن على حال قائلةً:
فوق يا أحمد فوق ، أنت مش وحش ولا دا نتقام، ولا أى حاجة من اللى قولتها ،أنا معاك أنك غلطت زمان ويمكن لسه بتغلط لغاية الوقتى ،بس دى مش بتشيل دى ، الدنيا مش كدا ، توب لربنا ، قرب أكتر ، قوم صلى وأدعى وفوق من الحب دا ،كلنا تعبنا معاك وليك ، وهى أصلًا متستهلكش ، دا عمره ما كان حب ، أنت بتتغير بسببها ،بتتغير بشكل غريب عنا وعن تربيتنا ، تفتكر ماما وبابا لو شافوا حالك و أنت كدا هيحسوا بايه ؟ فوق بقى من الوهم دا

هتف"أحمد" بعنفوان وألم قائلًا دون أى مراعاة لجرح الواقفة أمامه :
مش وهم ، مش وهم يا ياسمين ، لو فى حد فينا هايش فى وهم فهو أنتِ

تسمرت مكانها،لاتصدق أنه قال ذلك ، أيحاسبها على شىء لا دخل لها به؟ أحقًا يجرحها وهى من لم تفكر فى جرحه ولو لمرة واحدة؟
أسرع بإمساك يدها قائلًا بنبرة حزينة : آسف ، حقيقي مش قصدى ، حقك عليا، أنا مش عارف مالى؟ وليه بقيت كدا؟ بأذى كل اللى حوليا حتى أقرب الناس ليا

ابتسمت له ،ثم ربتت على كتفه وقالت بحنان: ولا يهمك يا أحمد، أنا عارفه أنه عمره ما هيكون قصدك ، بس دا قصدى ، أنت بتتغير يا أحمد، دا مش أحمد أخويا اللى أعرفه، أرجوك راجع نفسك
نظر لها بحزن قائلًا بآسف شديد :
يعنى خلاص ،سامحتينى
أجابته بينما تبتلع الغصه التى تشكلت بحلقها من أثر حديثه قائلةً:
عمرى أصلًا ما هزعل منك ، أحنا ملناش غير بعض يا أحمد

تركته متجهه لغرفته، ولكن قبل أن تدخل توقفت للحظات وألتفت له قائلة بجرح أليم: أحمد ،على فكرة أيمن عمره ما كان وهم
ثم دخلت مغلقهة بابها ، وقفت متسندة عليه تقاوم دموعها ،ولكنها كانت أقوى لتسقط جالسة على الأرض تبكى بحرقة، تحاول كتم صوت شهقاتها بكلتا يديها

الكل يعانى من آهات الحب
بئس الحب هذا

.................................................................

عاد لمنزله، لا يعرف ما مصير اليوم؟ أسيكون هادىء بشكل نادر ؟ أم مجددًا صراع حاد مزدوج
دخل بهدوء ، لم يكد يخطو خطوة واحدة وها هى من داخل غرفة الطعام تدعوه للقدوم قائلةً:
تعالى يا ليث، العشا جاهز، أنا مستنياك
تلاعب"غيث" بشعره بحرج قائلًا: آسف، أنا أتعيشت مع أحمد برا
نظرت"منال" له بحزن ثم قالت بصوت مضطرب :
طيب ، ماشى تمام

ولكنه تفاجىء حين وجدها تقوم بجمع الطعام من على السفرة ليسألها بتعجب : بتعملى ايه ؟
هتفت بيأس واضح : خلاص هلم السفرة ،مليش نفس أكل لوحدى
أشفق عليها، وعلى حالتها تلك ،كانت حزينة بشكل ملحوظ ،ليقول بهدوء يناقض حالته :
لا خلاص هاكل معاكى
هتفت بسعادة مفرطة قائلةً: بجد يا ليث
أومأ برأسه موافقًا، ثم قال: أه بجد

......................................................................

أشرقت الشمس بنورها الساطع، معلنةً عن بداية يوم جديد، لعله يأتى برياح تزيل كل الرمال المتراكة فوق قلوب الجميع

نهض مبكرًا كعادته، أعد قهوته كما يحب وخرج لشرفة منزله، يحب مراقبة الشروق ،يذكره بحبيبته الصغيرة واللقاء الأول، لا يعرف كيف برر لنفسه حبها؟ على مدار ثلاثة سنوات ،يستيقظ يفكر بها وكيف لرجل ثلاثينى ناصج أن يقع بحب طفلة لم تتجاوز العشرين عامًا، والأدهى أن عائلتها موافقة ومرحبة بشدة إلا هى ، المعنية بالأمر لا تعرف شىء

أكمل إحتساء قهوته ولكن صوت الطرق فوق بابه أزعج صفو تلك اللحظة ، ذهب ليرى من الطارق ولكنه تفاجىء بهويته
"أنت! أذيك يا زين ،فى حاحة حصلت؟ "
هتف "زين" بمرح قائلًا:
أنا كويس ياعمو آدم، ينفع تفطر معايا، أنا خدت أذن تيته وبعتتنى بالقرص دى، دى لسه سخنه، تاكل معايا"
ابستم وأفسح له الطريق قائلًا:
"أدخل يا صغنن، أدخل أنا كنت ناقصك أنت كمان، مش كفايه واحدة عليا"
قطب الصغير حاجبيه، ليسأل بتعجب قائلًا:
"واحدة مين ياعمو؟"
داعب وجنتيه الممتلئتين ثم قال له :
"لا متركزشى فى كلامى ، أعملك لبن لا وعصير"
هتف الصغير بسعادة قائلًا:
"عصير طبعًا، بس لو تيته سألتك هتقولها زين الشاطر شرب اللبن وخلصه كله"
تصنع "آدم" التعجب قائلًا:
أنت عايزنى أكدب!
ابستم له الصغير قائلًا بخبث طفولى :
وفيها ايه؟ ما أنا كمان مش هقول لتيته على الواحدة الصغيرة اللى بتتكلم عنها
عند هذه النقطة انفجر ضاحكًا، لا يصدق أن هذا الشقى الصغير يمكنه ربط الأحداث لتلك الدرجة لا بل ويستغلها لصالحه أيضًا، ليقول من بين ضحكاته:
"فكرنى كدا أنت عندك كام سنه؟"
صاح "زين" بطريقة طفولية مشيرًا إلى عمره عن طريق عدد أصابع يده قائلًا:
"أربعة إلا شوية حلوين يا عمو "آدم "
دفعه "آدم" للمطبخ، قائلًا بمرح:
"شكلهم عشرين وأنا مش واخد بالى يا مقروض أنت، يلا قدامى على المطبخ"

...................................................................

باتت تكره الصباح نظرًا لهذا الاجتماع السام ، كيف يمكن للمرء أن يبتلع اللقمة بوجودهم؟ هذا ليس افطارًا بل حلبة مصارعة لتبادل الكلمات السيئة والنوايا الخبيثة

جلست بجانب ابنة عمها، لاتنكر أن موقفها بالأمس أسعدها بشدة، لكنها ما زالت خائفة منها ، للجميع وجهان وذلك مؤسف

تناولت إفطارها مسرعة تحت نظراتها المسلطة تجاهها ،كان الغل والحقد يأكلها
هتفت "سهير"بغضب مكتوم: عامله ايه الوقتى يا رنا ؟ يا ترى دوا المجانين هداكى ولا لا؟
أمسكت"رنا" بالسكينة الموضوعة أمامها على الطاولة ،بدأت فى تحريكها بشكل عمودى على الطاولة محدثتًا صوتًا حادًا ،ثم قالت بهدوء:
لا يا مرات عمى ، وممكن فى أى لحظة أتجنن كدا ومعرفشى مين تحت ايدى

ارتعبت من نبرتها ،لذلك فضلت الصمت متمتمة ببعض الكلمات الغير مفهومة ولكنها بالتأكيد كان سبًا لاذعًا

انتهى أخيرًا هذا الإفطار الكارثى، أسرعت تهرب بجلدها لكنها اوقفتها قائلةً:
عامله ايه الوقتى يا رنا ؟بقيتى كويسه صح؟
ابستمت لهل "رنا " قائلةً بهدوء:
أه يا مايا ،شكرًا بجد على اللى عملتيه
هتفت الآخرى بإقتضاب:
أنا معملتش حاجة أنتِ عارفه انى.......
وقبل ان تكمل حديثها قاطعتها "رنا " قائلةً بمرح:
لا بحبك ولا بكرهك ،حفظتها خلاص

ابتمست "مايا" على طريقتها وغادرا سويًا

يبدوا أن هناك هدنة قائمة حتى بدون التوقيع علي بنودها ،لكن إلى متى ؟ إلى أن يتدخل الحب ويفرض سلطته

........................................................

ذهب لشركته فى الصباح الباكر ، أراد إعداد بعض الأوراق بخصوص تلك المناقصة الجديدة، بالنسبة له فهى فرصة رائعة ليلمع اسمهم سريعًا، يدقق فى كل شىء ، كل بند وكل رقم صغير قد يؤثر على ربحهم أو يؤدى بهم لخسارة مؤلمة

وبينما هو غارق فى أفكاره والأوراق من حوله متناثرة ، دخل أحمد بشكل مفزع قائلًا بحدة: أهلًا بالبيه اللى مجرجرنى على ملى وشى الصبح كدا من غير حتى ما أفطر
هتف "غيث" بضيق قائلًا: خد الورق دا وراجعه كويس وأنجز مش عايز لعب الوقتى
حاول "أحمد"امتصاص غضبه قليلًا قائلًا:
فى ايه ياعم ؟ الموضوع مش مستاهل كل دا ، أهدى كدا متقلقش محدش هيكسب غيرنا
نهض غيث من مكانه متجهًا للنافذة ينظر بأعين حائرة ، كان منهكًا للغاية ،أهمل فى صحته بشكل كبير ،حتى النوم بات متقطعًا بسبب كوابيس الماضى وذلك الوحش الذى أفسد طفولته بساديته

أخرجه من تلك الحالة صوت صديقه هاتفًا :
متقلقش يا ابنى ، أنا هاخد الورق وأظبطه ، وراك رجالة تاكل الزلط
قال ذلك بفخر ثم انصرف لغرفته لكن ما أن خرج مُعطيًا ظاهره للباب سمع صوت ارتطام شىء ما بعنف شديد
أسرع لغرفة صديقه لكن ما رأه جعل جسده يتصلب من هول الصدمة
كان هو واقعا أرضًا غارقًا فى دمائه المتناثرة من حوله
ماذا حدث ؟
ياله من عبث

_يتبع_
_الجزء الأول، الفصل التاسع عشر _
_مريض نفسى بالفطرة _

______________________________________

Don't forget the vote, please
أتمنى الفصل يعجب حضراتكم و مستنيه أرائكم، تصبحوا على خير

Ipagpatuloy ang Pagbabasa

Magugustuhan mo rin

12.7K 1.3K 25
زينب سلامة _ روضة مجدي العمل مأخوذ من احداث حقيقة .. لم أتحدث عنها كثيرًا٬ ولكن بإمكاني قول انك ستدخل الي عالم جديد لم تأتي إليه من قبل بقلم /زينب...
9.8K 617 39
• بعد إنهاء المكالمه سهيله بتذهب الي مكان تواجد فارس عند الاستدج وبتصفعه صفعه قويه علي وجهه تحت نظرات تعجب من الجميع... • وقال بنبره مخيفه وساخره : ا...
510 128 18
غموض وأسرار مخفيـة مع كل سر يُكشف يظهر سـر آخر أكثر غموضًا وأشد صدمة من قبله، قلوب أرهقها العشق وقلوب أخرى تتعرف على ابجادية الحُب وسط انتقام امتد لأ...
1.5K 136 11
للعشق قيود، فــختلف عشقي كان ك بحراً عميقٍ ملئ بالامواج التي تُسقِط من لا يعرف العوم في بحر الحب ... من لا يحب اخاه ؟ كُلنا نحب اخواتنا حتا وان فع...