مريض نفسى بالفطرة

Oleh Hader3112

723K 30.5K 9.8K

مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح... Lebih Banyak

اقتباس1( لست ليث،أنا غيث)
_١_ (صفعةُ تعارف)
_٢_ (جدى يريد عودتى)
_٣_(صدمةٌ مُبرمجةٌ )
_٤_ (أنا القاتل)
_٥_ (الإنفصالُ فرصة ثانية )
_٦_ (لا أريدك يا أمى )
_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )
_٨_(بيت جدى مجددًا)
_٩_( ما ذنبى إن كنت تحب فتاة تحبنى؟)
_١٠_( قامت بخيانتى)
التعريف بمرض غيث
_١١_ (نوبة غضب)
_١٢_(بقاءٌ قسرى)
_١٣_( أب برتبة عدو)
_١٥_ عشر(عائد لكِ يا حبيبتى)
التعريف بمرض الطبيبة منال
_١٤_( دماءُ زوجتى الراحلةُ )
_١٦_ (ذلك الوغد مجددًا)
_١٧_(لست ليث، أنا غيث)
التعريف بمرض ديما
_١٩_(غارق فى دمائه)
_٢٠_( وحشتنى عنيكى )
_٢١_ (الكل عاشق )
_٢٢_(حقائق بالجملة)
_٢٣_(الانتقام الحلو)
_٢٤_(رصاصة خائنة)
_٢٥_( المواجهةالحاسمة)
التعريف بمرض مالك
_٢٦_(كان ضحية بالأمس)
_٢٧_ (وداعًا بيت جدى)
_٢٨_ ( تطاول بما فيه الكفاية)
_٢٩_ (الحقيقة المؤلمة)
_٣٠_(قابلها مجددًا)
_١_( الانطباع خاطىء)
_٢_(مشاغبة من الطرفين )
_٣_( غيث واحد لا يكفى)
_٤_ ( من المصاب ؟)
_٥_(الغيرة اللذيذة)
_٦_(باغتها بعقد القران)
_٧_(أشباح الماضى تطاردها)
_٨_(فارق الحياة )
_٩_( رفضها يصيبنى بالجنون)
_١٠_(فرصة ثانية للفؤاد)
_١١_( اكتئاب حاد )
_١٢_ (أحبك رغم أنف قبيلتى)
_١٣_(هل تقبلين الزواج بى؟)
_١٤_ (خطوبة و جثة )
التعريف بمرض مالك ٢
_١٥_( فليحترق العمل أمام حُسنكِ)
_١٦_ (حُلو مرى)
_١٧_ (أخوض لأجلكِ ألف حرب )
_١٨_(أقبلينى كما أنا )
_١٩_ (تطاول على صغيرتى أمام عينى )
التعريف بمرض محمد العدلى
_٢٠_ (أريدك رغم استحالة ذلك)
_٢١_ (زوجى السابق )
_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)
_٢٣_ (الإختطاف السعيد)
_٢٤_ (باتت حلالى و كل حالى)
_٢٥_(معركة دموية)
_٢٦_(ليلة زفاف كارثية)
_٢٧_(ليلة عيد)
_٢٨_ (كان القبول طوق نجاة)
_٢٩_ (كلانا لدية تجربة سابقة)
_٣٠_ (العديدُ من المعاركِ)
_٣١_ (كُتِبَ علينا الفراق)
_٣٢_(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )
اقتباس٥ ( فتاتى الصغيرة)
(التعريف بمرض مايا)
_٣٣_ (نتعايش أم نتداعش ؟!)
_٣٤_ (راقصة بمبادئ)
_٣٥_ ( قصيدةٌ جميلةٌ )
_٣٦_(الغضب الساطع آت)
_٣٧_(رفض من جميع الجهات)
_٣٨_(نَقَشَ فوق جسدها)
_٣٩_( لاجئ أم خائن ؟!)
_٤٠_(مَلاَك مُحْتَجَز)
_٤١_(نُقُوشٌ مُتبادلةٌ)
_٤٢_(ثلاثة قُبْل فوق ضريح الصقيع)
اقتباس_٦_ (لحن النهاية)
_٤٣_(الفَرِيسَةُ و الصَّيَّادُ)
_٤٤_(ليلةٌ مُلطخةٌ بالماضى)
_٤٥_(اختطاف أرعن)
_٤٦_(جسدٌ مُدنسٌ وروحٌ مُفارقةٌ )

_١٨_(حب من طرف واحد)

6.4K 340 70
Oleh Hader3112

٣١/٠١/٢٠٢٣
(حب من طرف واحد)

"القهوة أم من تهوى؟!
أحببتكِ حين لم يكن للحب حيز بحياتى
أصارع الماضى طمعًا فى النجاة بالحاضر
و لا وجود للمستقبل حتى الممات
فلست سوى مجرد منبوذ لا هوية له
شبح أو مسخ أو ربما  كومة من الندوب الغير مستحقة.

إلى أن حل طيفكِ، بلقاء أول كالإعصار العاتى
و ثانى كالهلاكِ
و رغم ذلك كنتِ طريق النجاةِ
أنرتى عتمتى
تلاعبتى بالنفق المعتم المؤدى لقلب لم يعرف العشق
فقدت سلطانى أمام سحركِ
و بت كدمية من الدمى الخاصة بصغيرة تجيد التلاعب
ربما كان الفارق العمرى كبير و لكنه لصالحكِ
فكنت أنا الصغير أمام هالتكِ
هالة تخطف الأنفاس و القلوب، حتى العقول لم تتركها سليمة .
حقًا صغيرة أجتاحت كهلًا لا يعرف فى أمور الوَجْد

أحبك كقهوتى الصباحية التى لا غنى عنها
و لا أمل منها
يقولون "من صَبَرَ ظَفِرْ"!
و مالى و مال الصبر حين يتعلق الأمر بهواكِ يا مُهلِكتى !"
_غيث   الحديدى
.....................................................................

كان يسير بلا هوادة فى طريق لا يعرف نهايته، أراد أن يصرخ بأعلى صوت يمتلكه، لم عليه العيش بتلك الطريقة المزيفة؟ له اسم آخر وحياة آخرى ، هواية مختلفة أحلام متناقضة عن التى حُكمت عليه ، حتى أحلامه لم يكن له سلطان عليها ، سأم ذلك بشدة ، انفجاره ذاك لم يكن سوى شعلة صغيرة من البركان بداخله، والسىء هنا أنه لا يعرف موعد الإنفجار، ومن سيصيب هذه المرة؟
لا يعرف لم بحث فى جيب معطفه ؟ كأن عقلة الباطن أجبره على ذلك ، ليجد تلك الأقراص التى وضعها صديقه، ظل يفكر لثوانى معدودة لكن غضبه وصل لذروته ،لذلك أخذ قرصين فى لمح البصر ، ثم أكمل طريقه بدون تخطيط ،كأن جسده يتحرك بدون أى إرادة منه
ذهب لأكثر مكان يبكى بجواره ، للأرض التى دفن بها نصفه الآخر ، كلما ضاق به الحال وشعر باليأس والضياع كان يأتى لهنا
واقف بجسد يقاوم بشدة ألا يفقد صوابه ودموعها يجاهد ضدها بضراوة ألا تهزمه وتهبط لمعالم وجهه لتكمل تلك اللوحة المأساوية
لوحة لم يرسمها بيده بل فرضت عليه بأصابع الكل ، شارك بها كل من بحياته إلا هو رغم كونه المعنى الوحيد بالأمر ، حقًا عبث وليس كأى عبث
سمع صوت خطوات بجانبه ،ألتفت ليرى من ؟ لكنه تفاجئ بيد رجل مسن تربت على كتفه ليقول "غيث"بحب وألفة واضحة وضوح الشمس : عم طاهر، أذيك ياراجل ياطيب؟
نظر له بود قائلًا بحنان: الحمدالله يا ابنى ، أذيك أنت؟ وأذى أحوالك ؟ مش بعوايدك تجى الأيام دى ، دى السنوية كانت لسه الأسبوع اللى فات
ابتسم "غيث"بسخرية قائلًا: أعمل ايه الدنيا مش عيزانى أعدى أسبوع واحد كويس؟فجيت هنا عشان أرتاح
أشفق عليه فنبرة صوته تحمل الكثير من الألم ، ليقول بمواساة:
حقك عليا يا ابنى ، هى الدنيا كدا متعرفشي ايه اللى بيحصل فيها ؟ولا تقدر تفهم ليه؟ لكن كل حاجة بتحصل لحكمة من ربنا سبحانه وتعالى ورحمة من ربنا أننا غافلين عنها ، الدنيا دى متساويش جناح بعوضة
كان تائه لا يعرف ماذا يفعل؟ وبما يفكر ؟لكن كلامه أراحه قليلًا ليقول "غيث" بهدوء: كلامك بيريحنى يا راجل يا طيب ، بس الدنيا مش بالسهولة اللى أنتِ فاكرها ، برا المكان دا الناس وحوش بياكلوا فى بعض ، دى غابة ، أنا مش عايز أكون زيهم ولا أقادر أكون عكسهم ،أنا ضايع يا عم طاهر، تائه ومش لاقى مرسى
تطلع"العم طاهر" إلى السماء بغموض وأخذ تنهيدة حارة ثم قال بحزن :
يا ابنى سيب كل اللى وراك ، ليه شايل حمل مش حملك ، أنت مش هتصلح الكون كله ، اللى وراك مش ملكك فمتحفظش عليه لأجل غيرك ، عيش حياتك بعيد عنهم طالما تعبان يا ابنى
ابتسم "غيث" بسخرية ثم قال:
مش ملكى لكن لو سبته معرفشى مين هياخده، فى رقبتى كتير يا حج طاهر ، كتير لدرجة خنقانى ، كان نفسى أمشى وأسيب كل دول ،بس لحظة ما سبتهم آخر مره رجعت على كارثة، مش ذنبهم أن أصحاب السلطة جاشعين ولا ذنبى أنِ أتذيت منهم عشان أحميهم
صمت قليلًا كأن الكلام توقف بحلقه شعر بالجفاف الشديد ، لكن جاهد ذلك بقوله :
عارف يا عم طاهر أنا عامل زى اللى بترقص على السلم
وأنفجر ضاحكًا بعد تحدثه بذلك ، تلك هى الكوميديا السوداء ، حقًا أسوأ أنواع المعاناة هى تلك ، تعانى لأجل الآخريين ولكنهم لايقدرون ذلك كأنه حق مكتسب
هتف "العم طاهر" بدون إدراك:
هى الست هانم زعلتك تانى ؟
وضع يديه فى جيب بنطالة وهتف بسخرية:
الست هانم مش شيفانى أصلًا ، متعرفشي حد اسمه غيث، بالنسبالها أنا ليث وبس
كان الصمت أبلغ من الحديث فى تلك اللحظة ،عجز عن إيجاد الكلمات المناسبة التى قد تُحسن من وضعه قليلًا ،لم يجد أمامه سوى التعامل وكأن شيئًا لم يكن ،ليقول بإبتسامة هادئة:
حقك عليا يا ابنى ، تجى أعملك كوباية شاى تظبطلك دماغك ، والله أنت سيد الرجالة كلهم،وهو حد يطول يبقى عنده ابن ذيك
ابستم له بمجاملة كأنه أدرك مدى تسرعه حين لفظ بسبب معاناته الحقيقة ليقول "غيث"بهدوء: أخيرًا دا أنا قولت هتنسى وتروحنى من غير الشاى الحلو بتاعك
نظر له مبتسمًا ليقول بحنان جلى: وأنا أقدر برده، دا أنت الغالى ابن الغالى

ذهب" العم طاهر "لإعداد الشاى بغرفته المتواضعة تاركًا إياه مع سحابة أفكاره وذكرياته ، يأتى هنا للهروب، حين يقف أمام قبر أخيه ونصفه الآخر يتألم بشدة ، لا يعرف أيكرهه أم يشتاق إليه أم ياتى لمعاتبته ؟
منذ رحيله وحياته تغيرت تسعين درجة ،يشتاق له بشدة وفى نفس الوقت يمقت حياته التى أقحمه بها ، لا يريد هذا العمل ولا تلك المشاريع ولا هذا الاسم الذى لصق به كالغيرة شديدة الإلتصاق
أين غيث من كل هذا ؟ كان ذلك السؤال يتردد عليه فى كل لحظة من حياته، لم لا يتمكن من العيش كأى شخص طبيعى ؟ لم كل هذا التعقيد والأسرار؟

"خود يا ابنى ،وروق كدا محدش واخد منها حاجة، دى فانية "قال "العم طاهر "ذلك بعد ما أعطاه كوب الشاى الساخن
ابستم له بود قائلًا: يا بختك يا عم طاهر ،عايش هنا بعيد تعرف الميتين أرحم مليون مره من اللى برا
قطب حاجبيه ،ثم قال بطريقة مضحكة يحاول التخفيف بها عنه : "ايه دا هتقر عليا بعينك العسلى دى تجبنى الأرض "
انفجر ضاحًكا ما أن سمع حديثه وطريقته تلك ليقول من بين ضحكاته :"متخفش دا أنا عينى باردة"

ليقطع صوت ضحكاتهم تلك سؤال غيث الذى لا يعرف لما خرج منه فى تلك اللحظة بالتحديد:
عم طاهر ، هو أنا وحش؟وحش لدرجة أن أمى رفضانى ورافضه اسمى

هتف الآخر بحزن شديد: لا يا ابنى ، لا وألف لا ، دا أنت أحسن واحد فى الدنيا ، دا كفاية طيبة قلبك وخوفك على كل اللى حواليك
ابستم بحزن قائلًا بصوت مضطرب مجاهدًا دموعه كى لا تسقط وتكشف ضعفه :
أومال ليه مش حبانى ؟ ليه رافضة وجودى فى حياتها؟ أنا بعمل كل حاجه بتطلبها منى، أنا لغيت وجودى عشانها يا عم طاهر ، أنا بس عايش بشبح ليث وبرده مش حبانى ، ليه ؟
ليه يا عم طاهر؟ أنا عارف انى عصبى وأوقات كتير بتصرف بشكل عنيف وبأذى اللى حواليا بس غصبن عنى مش بايدى لكن برجع أعتذر وأصلح كل اللى كسرته إلا هى مصرة تكسرنى ومتداونيش ،مصره تحطمنى وتقف تتفرج عليا وأنا بنزف
أنا حتى مش قادر أكرهها ، مش قادر أكره أكتر حد أذانى فى حياتى

قال ذلك ثم انصرف ، لم يرد البقاء أكثر من ذلك ، يعلم أن الشفقة ستكون على وجه كل من يعلم بمعاناته وهذا أكثر ما يكرهه ، لا يريد أن يكون شكاءًا بكاءًا ، ولا يعلم كيف ينفس عن غضبه سوى بالخروح عن طوره ؟ وهذا ما يكرهه.
فما العمل ؟أيسلك طريقًا يكرهه فى سبيل الراحة ؟ أم يظل تائه مبعثر الوجدان والفكر فى طريق ملىء بالأشواك السامة ؟
عبث

.............................................................

ذهب لمنزل صديقه، أدار المفتاح ودخل ،وقف فى منتصف الردهة يفكر لما جاء هنا بالتحديد؟ كان بإمكانه الذهاب لمنزله الخاص بعيدًا عن أى أحد أو يذهب لوالده فقد اشتاق لشقيقته لكن لما فضل المجىء له؟ أخائف من أن يقترف بحق نفسه شيئًا ما؟
لكنه فجأه سقط مغشيًا عليه آثر ضربة متوسطة القوى من قبل صديقه، معتقدًا بأنه لص وجاء فجرًا ليقتحم المنزل
لكن ما أن أدرك آدم هوية السارق وأنه ليس بسارق حتى صرخ بفزع محدثًا نفسه ببعض التعبيرات الاستنكارية على فعلته تلك :
"يالهوى، غيث ، مكنتش أعرف، يلهوى، أنا لازم أجيب دكتور ، لا ثوانى طب ما أنا دكتور "
لم يكن يدرك ما يتفوه به وقف أمام جسده الملقى على الأرضية بدون حراك، توقف عقلة للحظات ،كان يشبه الطفل الصغير الذى شهد حادثة ما و وقع تحت تاثير الصدمة، وليست أى صدمة فهو صديقه و وقع بسببه

ولكن بعد دقائق معدودة كانت كالدهر عاد لوعيه متعجبًا من مكانه، كيف أتى لهذا السرير؟ وضع يده خلف رأسه ليتحسس مكان الضربة مصدرًا تأوهًا عالى
"آسف والله آسف ،معرفشى أنه أنت، افتكرتك حرامى وجاى تسرقنى،أنت كويس؟ حاسس بحاجة طيب؟" قال " آدم" ذلك بلهفه ما أن وجد صديقه يعود لوعيه ويتحرك
لكن وللمفارقة العجيبة لم يصدر منه سوى ضحك ، ضحك بطريقة هستيرية ، كأنه أُصيب بالجنون والخرف المبكر

هتف آدم بقلق ما أن وجد حالة صديقه وصلت لتلك الدرجة ليقول بينما يحاول مساعدته للنهوض سحابًا إياه خلفه:
" غيث أنت كويس؟ أنا كدا هبدأ أقلق ،الخبطة كانت جامدة صح؟ قوم ننزل على أقرب المستشفي نعمل أشعه نطمن مش طبيعى حالتك دى ، قوم معايا"

نهض " غيث" معه ولكنه أوقفه ممسكًا بيده ليقول بسخرية:
"يا ابنى أهدى أنا كويس ، مفيش داعى لكل دا ، هى الخبطة وجعانى شوية بس مش لدرحة المستشفي يعنى وبعدين تيجى ايه دى جمب خناقاتى أنا والواد أحمد، أنت صاحى ليه أصلًا؟ "
تنفس الصعداء أخيرًا ما إن قال صديقه ذلك ، ليقول "آدم"بهدوء:
"طب الحمدالله ،أنا كنت مرعوب لتكون الخبطة جت جامدة ، يا عم كنت بتوضى عشان أصلى الفجر ولقيت فجأة صوت برا وناسى خالص أن معاك نسخة أنت وأحمد ، ايه اللى جابك الساعة دى أصلًا؟"
نظر"غيث" له بغضب مصتنع ،ثم قال بإستهجان:
"ما تطردنى يا آدم، ايه الطريقة دى؟ دا أنا حتى زى صاحبك"
أسرع "آدم "فى إجابته قائلًا بتوضيح :
"يا ابنى مش قصدى ، بس مستغرب جاى فى وقت زى دا ، طب ما كنت تخلص شغلك وتعدى بدرى يعنى ، ليه متأخر كدا "

تأفف "غيث" بتذمر قائلًا:
"ما أنا خلصته وروحت بس حصل حاجه كدا وقررت أجى هنا وخلاص مش حوار يعنى"

حين نظر له علم ما حدث معه ، ظَهَرَ الأَمْرُ واضِحاً لِلْعِيانِ ليساله بصوت خافت رغم معرفته بالإجابة:
" اتخانقت معاها صح؟"
لكنه أجابه ببساطة متحدثًا بلا مبالاة:
" سييك من الكلام دا ، بالمناسبة الحبوب طلعت كويسه فعلًا"
تسمر فى مكانه، لايصدق أن صديقه قبل أخيرًا، ليقول "آدم" بسعادة عارمة:
"بجد، جربتها، أنا كاتبلك المواعيد اللى تاخدها فيها بالظبط، وهخدلك ميعاد مع دكتور صاحبى تتابع معاه، للآسف أنت عارف دا مش تخصصى بس مش هسيبك طبعًا "
ليهتف "غيث" مسرعًا :
"حيلك حيلك مش رايح لحد أنا ، بس هاخد الحبوب دى كل ما أحتاجها وخلاص ، يعنى متتحمسشى على الفاضى أنى أمشى على علاج وبتاع ، خلاص كان فى وخلص "
تأفف "آدم"من طريقته، دائمًا ما يلجىء للهروب حين يتعلق الأمر بالماضى والعلاج منه،لكنه لن يسمح له بذلك ليقول بعملية:
"غيث أفهم ، انت كنت بتتعالج غلط ، مع شخص مش مناسب خالص مش عيب فيها طبعًا، لكن عامة يفضل الدكتور ميربطوش بمريصه اى علاقة شخصية، ومفيش حد معصوم عن الغلط"
نظر له واجمًا ثم قال بنبرة حادة تخلو من أى مشاعر:
"الشخص اللى مش مناسب دا هى أمى على فكرة ، أشهر دكتورة نفسية فى القاهرة، ومتتكلمشى فى الموضوع دا تانى يا آدم لو لسه باقى على صحوبيتنا"

قطب "آدم" حاجبيه قائلًا بطريقة استنكارية: أنت بتهددنى يعنى ؟
زفر "غيث" بحنق قائلًا: لا بهددك ولا نيلة، أنا بس جاى تعبان بقالى أيام مبنمشي كويس عندك مكان أنام فيه ولا اروح شقتى أنجز
ربت على كتفه قائلًا بحنان:أكيد طبعا البيت كله تحت أمرك ،دا أنا انام على الأرض وتنام أنت على سريرى يا صاحبى ، تعالى بس نصلى الفجر حاضر وبعدين نام براحتك
ابتسم "غيث"له ثم دفعه أمامه قائلًا: طب يلا

بعد الصلاة اتجه غيث لأقرب غرفه لينال قسطًا من الراحة ولكن صديقه وقف أمام باب الغرفة وقال بصوت هادىء:
"على فكرة يا غيث أنت مش وحش، أنت أبعد ما يكون عن الكلمة دى ، تصبح على خير"

أغلق الأنوار و ذهب للشرفة يستنشق بعض الهواء ويفكر فى معضلة صديقة ، يشفق عليه ويتمنى لو كان بإمكانه التخفيف عنه .
حقًا الصديق قبل الطريق

..................................................................

حل الصباح أخيرًا ، دخلت للمطبخ تبحث عن ضالتها ،وما أن وجدتها حتى أسرعت بتنفيذ مخخطها ، لتسرع بعذ ذلك فى خطواتها لغرفتها ، تنظر خلفها بإستمرا لتتأكد من عدم وجود شخص ما يراقبها ويعرف بفعلتها

وما أن دلفت لغرفتها حتى تنفست الصعداء أخيرًا، لتبدأ فى الإستعداد لبداية يوم جديد يحمل فى طياته الكثير والكثير.

اجتمعوا حول مائدة الطعام، موقف صباحى متكرر منذ أن خطت قدمها هذا المنزل ولكن كانت تنتظرة بلهفة ،لترى أثر فعلتها ، وما هى إلا لحظات وأسرعت المعنية بالأمر بالهرولة إلى الحمام
تراقبها رنا بتسلية وفرحة شديدة وهى عائدة لمجلسها ، لم تمر سوى دقيقة واحدة لتسرع مرة أخرى إلى الحمام

نهض "الجد راشد" غاضبًا يهتف بصوت حاد قائلًا ما أن رأها عائدة للطاولة : ايه ياسهير مش هنعرف نطفح النهاردة ولا ايه؟مالك كدا ؟
أجابته بصوت خافت بينما كانت تحاوط معدتها بكلتا يديها من قوة الألم :
"معرفشى ياحج معدتى مقلوبة مش قادرة أشم رائحة أى حاجة خالص "
"ايه يا مرات عمى هو أنتِ حامل ولا ايه؟ "
ألقت" رنا " تلك القنبلة ، ثم اخذت تراقب أعين الجميع بتسلية واضحة .
ثم تابعت حديثها بهدوء قاتل :
"ألف ألف مبروك يا عمو لو بنت سموها على اسمى، ولو ولد سموه على اسم بابا الله يرحمه"
هتفت" سهير" بحدة على كلامها قائلة بغضب شديد:
"ايه الكلام الفارغ اللى أنتِ بتقوليه دا ؟ أنتِ أتجننتى ؟"
تظاهرت "رنا"بالآسف الشديد لتردف قائلة بشكل ساخر:
"يا الله آسفه بجد نسيت خالص أنك أصلًا عديتى سن اليأس"

وقبل أن تجيبها تلك الأفعى أسرعت مرة آخرى للحمام ،الجميع قلق إلا صاحبة الخطة فى أوج لحظات السعادة والفرح ولكن هاتفها أصدر صوتًا ينبأ عن مكالمة جديدة من صديقتها وقبل أن تحيب انترعه جدها منهل قائلًا بحدة:
" جبتى التليفون دا منين؟ أنا مسمحتش أنك تشترى واحد"

"وجنت على أهلها مراكش" بالظبط
تلك هلى الجملة التى تصف حالتها فى هذه اللحظة بسب إتصال صديقتها ، لم تعرف كيف تخبره؟ أو بماذا تخبره؟ خاصة بحالته تلك والشر والغضب يتملكانه

وقفت وهمت بالرحيل هروبًا من تلك المواجهة الغير مستعدة لها ، لكنها أمسك بيدهل مكررًا سؤاله مرة أخرىولكن بصراخ عالى : "جبتى التليفون دا منين يا رنا ؟ انطقى "
لم تعرف ماذا تقول لكن ابنة عمها انقذتها بشكل غريب قائلة:
ياجدو أنا اللى جبته ليها، أنت ناسى أنها فى الكليه وبيعملوا جروبات كتير عشان المذاكرة والجداول والشغل بتاعهم

ابتسمت لها ابتسامة بلهاء تشكرها على أنقاذها فى تلك اللحظة
اومأ الجد راسه قائلًا بتفهم : تمام يا مايا، بس رنا حسك عينك أعرف أنك كلمتيها ولا روحتى ليها
هتفت رنا بتذمر :يا جدو بس دى أمى
صاح "الجد راشد"بغضب شديد ما أن سمعها تتفوه بذلك: أمك ماتت خلاص ،أنت فاهمه
جاوبته "رنا"بنفس غضبه وحدته قائلة: لا مامتتش ، عايزنى أتيتم و هى لسه عايشه ، حرام عليك دا ظلم
لم تكمل حديثها حيث تلقت صفعة شديدة أخرصتها
ليكمل هو تعنيفها قائلًا: صوتك ميعلاش فى بيتى ، الظاهر منى معرفتش تربى بس أنا هعرف كويس قوى

قال ذلك وأنصرف ، تاركًا ضحيتها خلفه، لم تبك ظلت قوية صامدة ، لن تضعف مع أول مواجهة
.................................................................

أسرعت لغرفتها تحضر حقيبتها للهرب للجامعة ،لم تعد تتحمل البقاء بهذا المنزل أكثر من ذلك
اوقتها ابنة عمها قبل الخروج قائلة لها : خرجى ماما من دماغك يا رنا ، مش هيا اللى هتخرجك من البيت
تسمرت مكانها لثوانى معدودة ، حاولت أن تجيبها بصوت هادىء لتبعد الشبهة عنها : مش فاهمه قصدك
لكن "مايا" لم تترك لها المجال للهروب لتكمل حديثها قائلة:
لا أنتِ فاهمة كويس قوى ، صدقينى لو كانت تعرف كان زمانك برا من زمان بس للآسف كله بايد جدى
تطرقت "رنا" لموضوع آخر كمحاولة للهرب لتقول بإمتنان مزيف :
" بالمناسبة شكرًا على كلامك عن الفون على السفرة، أنا استغربت إنك ساعدتينى أصلًا"
ابتسمت الأخرى بينما تتلاعب ببعض الخصلات من شعرها قائلة:
"وأنا كمان ، عامة أنا مبكرهكيش يا رنا ،يمكن أه مش بحبك بس مش كره برده، يلا سلام أنا ماشية"

........................................................

اكتفى بنوم ساعات معدودة وهرول بعدها للجامعة بأقصى سرعة، فاليوم أول محاضرة سيلقيها على طلابه
دخل من باب القاعة بهيبته المعهدوة ، لم يكن حليق الذقن ربما يظن البعض عدم اتزانه وغضبه الملحوظ بتوتر لأنها المرة الأولى لكن فى الواقع كان إرهاق شديد ويحاول إخفاءه بقدر استطاعته
ليقول عبر الميكرفون الخاص بالقاعة:
السلام عليكم ،أنا دكتور غيث سامح دكتور مادة "هيدروليكا "
فى جزء منكم يعرفنى وسبق وأتعامل معايا فى سكاشن قبل كدا وجزء تانى لا ، عامة أنا هنا زى أخوكم الكبير مش هقول زى ولادى ، الكلمة اللى مش بيجى من وراها غير الغدر دى
أنا كنت زيكم من كام سنة وفى منكم اللى هيقف مكانى بعد فتره بسيطة ، فخلينا نتعامل كويس سوا وفى النهاية كل الى يهمنى أنك تخرج من الباب دا فاهم ودى هى رسالتى
يلا بينا نبدأ

.................................................................

خرجت من المحاضرة بوجه مشرق للغاية ، اشتاقت له بشدة ولا تصدق كم إزدادت وسامته بذقنه الغير حليقة تلك ،لم يكن يحب الملابس الرسمية حين كان معيدًا كان يرتديها فقط عند الضرورة لكنها رائعة عليه من وجهة نظرها ، لم تركز فى حرف واحد مما قاله هى فقط تحفظ ملامح وجه فى مخيلتها حتى لا تنساها أبدًا

Flash back
خرجت مسرعة من الكافتيريا تبكى بشدة بسبب تعليق فتاة من المفترض أنها زميلة لها تحاول مصادقتها قائلًة:
ايدك علطلول عرقانه كدا؟ هو أنتِ ازاى بتسلمى على الناس عادى كدا ؟ اغسلى ايدك قبل ما تسلمى عليا بعد كدا

لتجاريها فتاة أخرى بقربها قائلة: دى حاجة مقرفة قوى بجد ، روحى أكشفى يا ديما ، مش ذنبنا أنك مريضة

كانت تلك الجمل تترد على أذنها بألم حقيقى، لا يمكنها تحمل كل تلك السخرية من شىء لا دخل لها بها ، أعتقدت أن ما حدث بالماضى لن يتكرر ، فالأطفال لا يعرفون ما يتفوهون به لكن الكبار يعرفون وهذا أسوء بكثير ، وأكثر إيلامًا

لم تنبته أثناء هرولتها لذلك الجسد الذى اصدمت به ، أعتقدت أنه سيعنفها هو الآخر لكنه أخرج من جيب بنطاله منديلًا قماشيًا مزخرفًا عليه اسم ما وقال : امسحى ايدك يا انسه ، ومتسمحيش لحد أنه يضحك عليكى ، كلنا مرضى وكلنا بنعانى بس مينفعشي نسمح لحد يجرحنا ونقف ساكتين ، أنا آسف أنا كنت موجود و سمعتهم ، وصدقيني لو حد فعلًا محتاج يتعالح فما مش انتى

ثم انصرف تاركًا اياها بنبضة قلب للمرة الأولى، وذلك المنديل الذى ستحتفظ به للأبد مدون عليه "غيث"ليذكرها بفارسها الوسيم

Back

أعلن هاتفها عن اتصال من أختها لتجيبها بملل قائلة:
عايزه ايه؟ أفتكرتى أن ليكى أخت معاكى فى الجامعة أخيرًا ولا الست رنا واكله كل دماغك طبعًا
أجابتها " وعد" بطفولية شديدة :
أه واكله كل دماغى ، أصلًا هى اللى قالتلى أكلمك وتيجى تقعدى معانا
هتفت" ديما" بغيظ شديد من أفعال أختها :حقيرة
لم تهتم بما نعتتها به لتكمل حديثها وكأن شىء لم يكن:
حقيرة حقيرة هتيجى نطلبك أكل أحنا فى الكافتيريا
ابتسمت "ديما"قائلة: أه وكترى التومية
لتهتف الآخرى بحب :من عيونى حاضر

بعد فترة قصيرة انضمت لهما ، ليتناولوا طعامهم ويشاركون تفاصيل يومهم بدون ملل

فترة الجامعة والأصدقاء والطعام الذى يتشاركونه والحكايات السعيدة منها والحزينة أيضًا كل تلك الذكريات تلمس القلب بدون أى مجهود وتحفر مكان خاص لها
حقًا المرء دون ذكريات أصدقائه ضائع حزين
نظرت "رنا " بمرح لصديقتها تراقب ملامحها المشرقة لتقول بسعادة : بس شكلك مبسوطة يا ديما ، دى الضحكة مش مفارقه وشك من وقت ما جيتى ، ما تفرحينا معاكى يابنتى دا أحنا صحابك برده باعتيار البت دى مش أختك الوقتى
هتفت "وعد"بتذمر شديد :
مش أختها ليه يعنى دا أحنا حتى راضعين نفس اللبن

قطبت ما بين حاجبيها من ردها ذلك ، دائمًا ما تفاجئها بمستوى ذكائها أول لنقل بإدعائها بالغباء لتقول رنا بحنق شديد: أنتِ متخلفه يا بنتى أنا وهى اللى راضعين سوا، هى اختى أنا فى الرضاعة، لكن أنتِ أختها عادى

جزت"وعد" على أسنانها بغيظ قائلة: ما أنا برده راضعه نفس اللبن بس بعد سنتين يعنى

لم يعد بإستطاعتها التحمل لتقول بغضب: يا ولى الصابرين بت بت مكنتش كلمه قولتها
هتفت "ديما ", بنفاذ صبر قائلة بحدة محاولة إخماد تلك النيران الناتجة عن مناوشتهم دائمًا:
بس اسكتوا خالص ، ايه علطول كدا ناقر ونقير أنا تعبت منكم
وقفت وعد فى المنتصف بينهما تنظر بتسلية واضحة، تحب حديثهم مهما وصلت حدته المزيفة ،لتقول بهدوء :
طب سييك من هبلنا دا كله ، وقولي فرحانه ليه؟
ابتسمت ببلاهة قائلة بشجن تحاول تغليفه بعملية مزيفة :
مفيش يعنى ، محاضرة النهارده كانت لدكتور جديد شرحه كويس جدًا، و فهمت منه يعنى ، بس هو دا كل الحوار
هتفت "وعد" مسرعة بإستفهام: اسمه ايه الدكتور دا يا بنت؟
أجابتها "ديما"بولع واضح غير مدركة : دكتور غيث
لكن "رنا'"هتفت بتعجب شديد فور سماعها بذلك الاسم:
غيث
وقفت الثالثة تنقل نظرها بين الاثنين بغموض واضح ، ماذا هناك؟ أستقوم الحرب ؟

أهناك سلطة على الحب ؟
أيمكننا أن نختار من نحب بكل بساطة ؟
و لو تمكنا من ذلك هل سنعاود اختيار أحبائنا أم سنلجىء للطرف الثالث الذى قاسى آهات الحب وسيعامل شريكه برفق؟
غريب الحب مين فاهمه!

_يتبع_
_الجزء الأول، الفصل الثامن عشر_
_مريض نفسى بالفطرة _

______________________________________

Don't forget the vote, please
أتمنى الفصل يعجب حضراتكم و مستنيه أرائكم، تصبحوا على خير

Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

7.4K 323 32
كيف تحيي الفتاة فى حماية المتملك، فهو متملك يعشقها ويحبها حد الجنون، وهى تحتاج الامان والحماية ولكنها لاتعرف الحب فهل ستتعلم الحب على يد المتملك ام س...
9.8K 617 39
• بعد إنهاء المكالمه سهيله بتذهب الي مكان تواجد فارس عند الاستدج وبتصفعه صفعه قويه علي وجهه تحت نظرات تعجب من الجميع... • وقال بنبره مخيفه وساخره : ا...
178K 9.2K 63
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
12.7K 1.3K 25
زينب سلامة _ روضة مجدي العمل مأخوذ من احداث حقيقة .. لم أتحدث عنها كثيرًا٬ ولكن بإمكاني قول انك ستدخل الي عالم جديد لم تأتي إليه من قبل بقلم /زينب...