مريض نفسى بالفطرة

By Hader3112

726K 30.6K 9.8K

مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح... More

اقتباس1( لست ليث،أنا غيث)
_١_ (صفعةُ تعارف)
_٢_ (جدى يريد عودتى)
_٣_(صدمةٌ مُبرمجةٌ )
_٤_ (أنا القاتل)
_٥_ (الإنفصالُ فرصة ثانية )
_٦_ (لا أريدك يا أمى )
_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )
_٨_(بيت جدى مجددًا)
_٩_( ما ذنبى إن كنت تحب فتاة تحبنى؟)
_١٠_( قامت بخيانتى)
التعريف بمرض غيث
_١١_ (نوبة غضب)
_١٢_(بقاءٌ قسرى)
_١٣_( أب برتبة عدو)
_١٥_ عشر(عائد لكِ يا حبيبتى)
التعريف بمرض الطبيبة منال
_١٤_( دماءُ زوجتى الراحلةُ )
_١٧_(لست ليث، أنا غيث)
التعريف بمرض ديما
_١٨_(حب من طرف واحد)
_١٩_(غارق فى دمائه)
_٢٠_( وحشتنى عنيكى )
_٢١_ (الكل عاشق )
_٢٢_(حقائق بالجملة)
_٢٣_(الانتقام الحلو)
_٢٤_(رصاصة خائنة)
_٢٥_( المواجهةالحاسمة)
التعريف بمرض مالك
_٢٦_(كان ضحية بالأمس)
_٢٧_ (وداعًا بيت جدى)
_٢٨_ ( تطاول بما فيه الكفاية)
_٢٩_ (الحقيقة المؤلمة)
_٣٠_(قابلها مجددًا)
_١_( الانطباع خاطىء)
_٢_(مشاغبة من الطرفين )
_٣_( غيث واحد لا يكفى)
_٤_ ( من المصاب ؟)
_٥_(الغيرة اللذيذة)
_٦_(باغتها بعقد القران)
_٧_(أشباح الماضى تطاردها)
_٨_(فارق الحياة )
_٩_( رفضها يصيبنى بالجنون)
_١٠_(فرصة ثانية للفؤاد)
_١١_( اكتئاب حاد )
_١٢_ (أحبك رغم أنف قبيلتى)
_١٣_(هل تقبلين الزواج بى؟)
_١٤_ (خطوبة و جثة )
التعريف بمرض مالك ٢
_١٥_( فليحترق العمل أمام حُسنكِ)
_١٦_ (حُلو مرى)
_١٧_ (أخوض لأجلكِ ألف حرب )
_١٨_(أقبلينى كما أنا )
_١٩_ (تطاول على صغيرتى أمام عينى )
التعريف بمرض محمد العدلى
_٢٠_ (أريدك رغم استحالة ذلك)
_٢١_ (زوجى السابق )
_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)
_٢٣_ (الإختطاف السعيد)
_٢٤_ (باتت حلالى و كل حالى)
_٢٥_(معركة دموية)
_٢٦_(ليلة زفاف كارثية)
_٢٧_(ليلة عيد)
_٢٨_ (كان القبول طوق نجاة)
_٢٩_ (كلانا لدية تجربة سابقة)
_٣٠_ (العديدُ من المعاركِ)
_٣١_ (كُتِبَ علينا الفراق)
_٣٢_(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )
اقتباس٥ ( فتاتى الصغيرة)
(التعريف بمرض مايا)
_٣٣_ (نتعايش أم نتداعش ؟!)
_٣٤_ (راقصة بمبادئ)
_٣٥_ ( قصيدةٌ جميلةٌ )
_٣٦_(الغضب الساطع آت)
_٣٧_(رفض من جميع الجهات)
_٣٨_(نَقَشَ فوق جسدها)
_٣٩_( لاجئ أم خائن ؟!)
_٤٠_(مَلاَك مُحْتَجَز)
_٤١_(نُقُوشٌ مُتبادلةٌ)
_٤٢_(ثلاثة قُبْل فوق ضريح الصقيع)
اقتباس_٦_ (لحن النهاية)
_٤٣_(الفَرِيسَةُ و الصَّيَّادُ)
_٤٤_(ليلةٌ مُلطخةٌ بالماضى)
_٤٥_(اختطاف أرعن)
_٤٦_(جسدٌ مُدنسٌ وروحٌ مُفارقةٌ )

_١٦_ (ذلك الوغد مجددًا)

6.5K 363 29
By Hader3112

عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت:
سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال:
(( أدوَمها وإن قلَّ ))
______________________________________

٢٣/٠١/٢٠٢٣
(ذلك الوغد مجددًا)

"Soft like ice cream
يؤلمنى الرحيل
و ينهشنى البقاء دون صباح
وبين كليهما أحتسى كأس الإشتياق
لامنكِ معى تزيحين عنى غبار الأيام
ولا منكِ بعيدة أراسلك بخطاباتِ الوردية
أبث فيها أشواقى الحارة
ماذا تفعلين بقربى ؟ ! تؤلمين قلبى
قلب لم يعرف للحب معنى إلا بقدومكِ
كونى منصفة سيدتى
فقلبى ولهان بكِ"
_غيث الحديدى

______________________________________

فى الطائرة العائدة إلى أراضى الوطن الحبيية تحدث الكابتن قائد السيارة عن طريق الميكرفون الخاص بالطائرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، معكم كابتن الطائرة " فهد حفار" يحيكيم على مدار رحلة الخطوط الجوية السعودية رقم مائة و سته و سبعون و المتجهة بإتجاة مطار القاهرة الدولى
نحلق على ارتفاع ثلاثة ألف قدم
الساعة الأن العاشرة صباحًا
و درجة الحرارة الخارجية هى ثمانية وعشرون درجة مئوية.
و استعدادًا للهبوط يرجى التوجه لمقاعدكم و ربط الأحزمة، و يمنع منعًا باتًا استخدام الهواتف الجوالة

وبعد دقائق تحدث مره آخرى معلنًا عن الهبوط بسلام:
الحمدالله على السلامة
السادة المسافرين مرحبًا بكم فى مطار القاهرة الدولى نتمنى أن تكونوا استمعتم بهذه الرحلة على مدار الخطوط الجويه السعودية

هبط من الطائرة لا يصدق أنه عاد مجددًا بعد كل ما فقده بسبب تلك البلد، من كان يظن أن وطنك الحبيب سيكون الخائن الأول ؟
لامس قدمه و علته فى آن واحد و ارتفع جانب ثغره ببسمة حزينة.
لكنه لم يقف للتفكير سوى لحظات معدودة حيث بدأ فى تنفيذ الإجراءات الروتينية لأى مواطن عائد من السفر، توقيع، تفتيش، انتظار، قائمة مملة من الأشياء التى يجب القيام بها
و بعد ساعة تقريبًا تنفس الصعداء أخيرًا برؤيته لصديقه، أسرع له محتضنًا إياه، مضى عامين منذ اللقاء الأخير، و ها هم الأن مجددًا الثلاثى المشاغب صاح "آدم"بفرحة شديدة:
وحشتنى أوى يا" غيث"
و الواد "أحمد' الأهبل فين؟ مجاش معاك ليه؟
أجابه "غيث" و بسمة هادئة زينت مُحياه:
برا بيركن العربية، دا كان هياكلنى لما عرف أنى عامل حسابى أجيلك و معرفتوش
ابتسم الآخر بخفه على هذا الثالث الذى يتلاعب بالجميع بتصرفاته الصبيانية، و قال :
مش هيكبر أبدًا الواد دا ،فاكر نفسه لسه طالب، دا خلاص بقى معيد و على وش الدكتوراه
وقبل أن يكمل الآخر حديثه، اندفع" أحمد" قائلًا بمرح :
لازم تتكلموا عنى، محتواكم يضيع لو غبت ثانية واحدة عنكم

ضحك الثلاثة بشدة، حقًا الأصدقاء مُسكن فعال لكل شىء، لولا وجودهم لباتت الحياة سوداء بأعينا، حين نقع فى مشكلة ما نلجأ لهم قبل العائلة حتى، بعض الأسرار لا يمكننا مشاركتها مع الأهل نظرًا للفارق العمرى و عدم الإتفاق فى أساسيات الحياة لكن الأصدقاء شىء أخر، يختلف الأمر معهم، بدونهم الحياة مستحيلة بوجودهم قد نتمكن من النجاة وربما لا، فهناك بعض الأعداء يتظاهرون بأنهم من الأصدقاء و هنا يكمن العبث.

صاح " آدم" فى النهاية قائلًا بمرح و هو يستدعى الأيام الخوالى :
لسه زى ما أنت متغيرتش، أهبل و كلنا عارفين
ليجيبه صديقه والابستامة لم تفارق وجهه:
بذمتك فى أهبل حلو كدا؟
دا البنات بتقطع نفسها عليا، بس هى النفس مش رايده غير واحده بعينها
تأفف" غيث" من حديثه و قال بينما كان ينحنى بجذعه يحمل حقائب صديقه كى لا تكون ثقيلة عليه خاصة بإصابته :
مش هنخلص النهاردة
هات الشنط اشيلها يا "آدم "و بينا على العربية دا هيعد يتغزل فى نفسه لسنه قدام أنت عارفه أهبل
ذهب جميعهم أخيرًا إلى السيارة المركونة بعد العديد من المناوشات السخيفة مع ذلك الطفولى .

جلس "غيث" فى الأمام أمام عجله القيادة و قال وهو يحكم قبضته عليها :
ها على فين يا "آدم" ؟ مكانى و لا مكانك بإعتبار الاهبل دا مش محسوب ؟
رد "آدم" عليه بود:
على شقتى، بس طبعًا هتساعدونى فى تنضيفها دى بقالها سنتين مقفوله
رد عليه "غيث" دون أن ينظر له لإنشغاله بالقيادة فورًا بعدما علم بوجهتهم :
متقلقش بعت حد ينصفها من يومين
طالعه "آدم" بامتنان و قال :
طول عمرك بتحسبها بالملى يا صاحبى، مهندس بقي، هنعمل ايه ؟!

"كلامكم تقيل على صباع رجلى الصغير، أنا هنام وصحونى لما نوصل و تعملوا الأكل "
صدح صوت "أحمد" بذلك و هو يستلقى فوق المقعد الخلفى للسيارة متخذًا إياه كفراش صغير، و لم ينتظر أى إجابة من أحد، التفت مواليًا ظهرهه لهم و غفى فى نوم سريع.

______________________________________

فى منزل جارتها و صديقتها الوحيدة، تشكو لها من وحدتها و إبتعاد ابنتها عنها، قائلةً بدموع منهمرة:
وحشتنى أوى يا "فاطمة"، مش مصدقه انه يعدى يوم واحد من غيرها فى البيت، ربنا ينتقم منك يا "راشد" على كل اللى بتعمله فينا دا
أقتربت من مقعدها مُربتة على كتفها ف محاولة بائسة لتهدئتها و هى تقول بألم حاولت إخفاءه تحت رداء الأمل :
هترجع يا "منى"، صدقينى هترجع، ربنا كبير و حقك هيجيلك منه فى حياته و حتى بعد مماته، ربنا عادل و رحيم و نهاية الظلم وحشه و مسيره يجى يومه

" نفسى يا "فاطمة"، نفسى ترجعلى و يبعد عنا
"راشد " كل ما أقول خلاص ارتحنا منه يدخل حياتنا تانى و يبوظها، مشوفناش منه غير الأذية، حسبى الله ونعم الوكيل فيه "
قالت بصوت مضطرب من كثرة بكائها و نحيبها و الدموع التى تتهاوى على الأرضية دون أى تهاون

لم يكن ذلك المشهد سوى لوحة معتمة بلون واحد، الأسود الداكن لا غيره.
ما العمل إن كان كل ما يحيط بنا هو الألم ؟ أيمكن للمرء الإستسلام و العودة لنقطة الصفر ؟
قطع وصلة البكاء تلك جرس الباب لينبأ عن قدوم زائر ما، ذهبت "ديما " لترى من الطارق و لكنها تفاجأت به، تلك المرة الأولى التى تراه فى منزلهم ، ماذا يفعل هنا؟
قالت بترحاب يخالطة بعض التعجب :
"عمو جمال"!
اذيك، حضرتك عامل ايه ؟
قال ببشاشة:
الحمدالله يا بنتى ، معلشي هى الست "أم رنا" هنا؟
اجابته بهدوء و هى تشير له كى يدخل :
أه جوه يا عمو، اتفضل
نظر بحزن لذلك المنزل، فكيف يدلف و من حطمت فؤاده تسكنه، قال بخفوت فى النهاية بعدما خشى أن تظهر حقيقة مشاعره أمام ابنتها :
طب معلشي اندهيلها، محتاجها دقيقه ضرورى
أومأت برأسها و قالت بإقتضاب :
حاضر يا عمو
تركت الباب مفتوحًا لكى يدخل و لكنه ظل مكانه بالخارج، لم تطأ قدماه ذلك المنزل من البداية و لن تطأها الأن، كان عهدًا أخذه على نفسه و لن يكسره اليوم و لا أى يوم

جاءت من كان ينتظرها و لكن خلفها شخص آخر تمنى ألا يختلط به، تمنى بشدة ألا يرى طيفها أمامه، فكيف له أن يصمد أمام الخائنة ؟! من خانت الحب و العهد القديم.
"اتفصل أدخل يا "جمال" ،واقف برا ليه؟"
قالتها "فاطمة" بعفوية متناسية الحقيقة المؤلمة أو لنقل ربما أرادت أن تنسى و لكنه أجابها بجفاء صريح :
"أنتِ عارفة أن عمرى ما هدخله يا "فاطمة"
و لم يكن الموقف يسمح لتذكر هفوات الماضى وألامه فأسرعت الست "منى" تقول بقلق :
ايه يا"جمال "فى ايه؟ فى حاجه حصلت؟
رد عليها و مقلتاه معلقة بالآخرى معلقة بحبل وصل قطع منذ زمن :
أنا روحت للمحامى يا "منى "،و محتاج أنك تيجى معايا عشان نرفع القضية و نمشى بسرعة فى الإجراءات
ردت عليه بغباء شديد :
قضية ايه ؟
و كان ردها ذلك أحر من الجمرِ على فؤاده، و انتفض يعنفها بلسانه و نظراته :
ايه اللى قضية ايه؟ أنتِ بتهزرى يا"منى" ، بنتك نستيها و لا ايه؟
ردت "منى"عليه بنبرة حزينة يغلبها القهر و العجز :
يا "جمال" قولتك مش هعمل حاجة دلوقتى و لا هعرف أعمل حاجه.
أزعجه ردها لا يتحمل استسلامها للأمر بتلك الطريقة المهينة، فهتف متسائلًا بضيق و مقلتاه تشع بغضب :
و بنتك هتسبيها يعنى؟ هتسبيها ليهم يخلصوا عليها ؟!
هتفت"منى" سريعًا تنفى حديثه :
لا مش هسبها ولا عمرى فى يوم هعملها
بس أفهمنى يا "جمال" مش فى إيدى حاجه دلوقتى

" بس أنا فى إيدى "
قال ذلك بحده بعد أن ألقى نظرة خاطفة على الواقفة بقربها مطأطأة رأسها تخشى أن تتلاقى أعينهم مجددًا.
ابتسم على سخرية القدر و رحل و فؤاده يعنفه على الحنين الضائع خلف خائنة، خائنة مازال يعشقها.

رحل و عيناه تتحدث بصمت و ألم
"و أه على قلب عشق لحد الجنون، حارب الجميع فقط لينال نظرة خاطفة، لكن نال الجميع منه بالنهاية ووقف الحبيب بشرفته يتطلع بفراغ دون أن يمد يد العونِ"
و ظلت هى بمكانها، واقفة خلف عتبة الباب تصرخ بألم دون أن تصدر صوتًا
"أتمنى لو كان بإمكانك العيش ليوم واحد فقط بداخلى، عندها ستعلم كم أحببتك، كم كان لك بقلبى، و بات الأن فارغًا لا يحمل سوى الضغينة، لكن لمن؟ يا لسخرية القدر "

______________________________________

وصلوا للمنزل أخيرًا بعد عدد لا بأس به من الوقت الضائع نظرًا للإزادحام المرورى الشديد حقًا تستحق اسمها" العاصمة المزدحمة"
أخرج" غيث" الحقائب من السيارة و بدأ كل منهم بحمل واحدة ثم الصعود إلى المنزل، كان" آدم" أول من دخل، وقف يتأمل ما تركه بالماضى و ها هو قد عائد إليه بالحاضر
أخرجه من سحابة أفكاره تلك صوت صديقه قائلًا:
ورايا مشوار فى السريع هخلصه و أجى، أوعى حد فيكم يروح مكان تانى، أنا نصاية و هاجى
التفت لثالثهم و قال محذرًا إياه بإقتضاب :
سامعنى يا "أحمد"
لكن عارضه المعنى بالأمر صارخًا بغضب و حدة:
أشمعنى أنا يعنى؟! أنت متعرفشي تزعق لحد غيرى
و لا هو مقدرش على الحمار اتشطر على البردعة؟!

"يا ابنى هو أنا زعقت و لا جيت جمبك حتى ؟!"
رد الآخر متعجبًا من هذا الهجوم
ابستم" أحمد" حين وصل لما أراده و قال بسخرية :
لا ما أنا بستعد، معاك الواحد لازم يبقي فى وضع الهجوم دايمًا
ضرب"غيث" كفًا بكف كدلالة على اليأس منه ثم قال:
لاحول و لا قوة الا بالله، أنا ماشى يا "آدم بدل ما أخسر آخر ذرة عندى و أضرب الواد دا، و ساعتها مش بس هكسر أيده

ابتعد "أحمد" للخلف عدة خطوات، مُتظاهرًا بالخوف و هو يقول بطريقة درامية غايته منها مضايقة الواقف أمامه :
ياما ياما، خاف يا "عيد"

نظر له بغضب شديد ورحل دون التفوة بكلمة واحدة، لكن "آدم" انتقم له شر انتقام حيث قام بصفع الأخر على مؤخرة رأسه، و هو يقول بحده:
بطل تضايق فيه، هتفرح يعنى لما يكسرلك دراعك زى أخر مرة
ليصحح الآخر معلومات صديقه مطلعًا إياه على كل ما هو جديد :
لا ما أحنا لسه ضاربين بعض من يومين و فى هدنه دلوقتى، فمظنش يعملها
تفاجىء " آدم "من هذا الحديث ، و أردف متسائلًا بتعجب:
ليه ؟ ايه اللى حصل لكل دا ؟!
أدرك أنه أوقع نفسه فى مأزق كبير و حاول الهروب منه قائلًا:
خناقه عاديه يا "آدم" متشغلس بالك
وصل للآخر بأنه لا يريد التحدث و لم يشأ أن يضغط عليه أكثر من ذلك، فاكتفى بإيماءة رأسه خفيفة و انصرف لغرفته ليفرغ ما بالحقيبة و لحق به "أحمد" ليساعده بعد لحظات قليلة .

______________________________________

ف مكان أخر، بجامعة القاهرة خرجت الفتاتان و يبدو على أحداهما الضيق الشديد، فهى لا تستثيغ إحدى أعضاء هيئة التدريس،بل أن " لا تستثيغ" لا تكفى لوصف مشاعرها لها، إن كان المُفت انسان لتجسد بها، دونًا عن غيرها، "مايا إبراهيم راشد " تلك الأفعى الصغيرة التى تشبه والدتها

هتفت "وعد" بكره و غضب بعد أن جلست على إحدى المقاعد العامة أمام الجامعة :
عجبك منظرنا دا ؟! بنت عمك دى عايزه اللى يربيها و يوقفها عند حدها
و جلست"رنا" بقربها ثم قالت بتشفى  :
تستاهلى، عشان تحرمى تطولى لسانك عليها، أصلًا طبيعى اللى هى عملته بعد عملتك الهباب عندهم فى البيت
لم يعجبها الحديث و التفتت تحدجها بغضب و لسانها يقذف بكل الكلمات دون تفكير :
أعمل ايه ؟! مجرد ما بشوفها بضايق، ببقي عايزه أشدها من شعرها، سبحان من صبرنى عليها و مضريتهاش، دا أنا يدوبك شديت فى الكلام بسيط بسيط، هى لو برا بس كنت عرفتها مقامها، لكن أنا هنا محكومة

زفرت "رنا " أنفاسها بضيق و يأس من صديقتها و قالت :
أنتِ فى معلومة غايبه عنك يا "وعد"
عقدت "وعد"حاجيها نابسة بدهشة لم تخل من الضيق :
معلومة؟! معلومة ايه؟
احنا لسه فى أول السنه ملحقناش ناخد حاجة مهمة يعنى و بعدين كله من تحت رأس بنت عمك ما هى لسه طردانا من سكشنها، معيدة الهم و الغم
صفعتها الأخرى على مؤخرة رأسها و هى تقول  :
أنتِ ناسيه انها معيدة علينا و لازم نحترمها؟!
عيب كدا بجد
زمت "وعد" شفتيها و قالت بسخرية غافلة عن كونها تذم نفسها بنفسها :
"إن طلع العيب من أهل العيب ميبقاش عيب"

"وعد" أنتِ مدركة أنتِ قولتى ايه دلوقتى  ؟"
صدح صوت " رنا" و هى تتسائل بدهشة لم تخل من التهكم
و هتفت الأخرى بحنق ردًا عليها :
أه طبعًا، أنتِ فاكرانى جاهلة و لا ايه ؟
لتقول رنا بنفاذ صبر :
اطلاقًا، دا أنتِ حتى أعقل العاقلين 

انصرفا للمقهى الصغير الخاص بالجامعة  بعد وصلة التهذيب الطويلة التى ألقتها عليهم تلك المتعحرفة، من قال أن الدرجات كل شىء؟ على أى أساس يتم التعيين بالجامعة ؟ مجرد ترتيب عقيم، ماذا عن حب الطلبة؟ ماذا عن طريقة التلقين؟ ماذا عن التواضع و الأخلاق؟ كل ذلك بصندوق المهملات لا يهم سوى نظام الواسطة أو الترتيب الذى قد يكون هو الآخر بغير استحقاق، حقًا عبث

فى الجهة المقابلة، يقف صديقان يبدوا على ملامحهم الخبث
ليقول الأول و الذى يدعى "سليم فايد" رئيس اتحاد الطلاب :
حلو قوى الورور بتوع الصبح أهم
أجابه صديقه و الذى يدعى "ياسين خلف ":
دول خارجين من مبنى هندسه يا عم، بناتنا أحنا اولى بيهم

صمت كليهما قليلًا لكن ما أن نظر "سليم" نظرة صديقه ليتبين ما يدور بعقله قال مسرعًا مرة أخرى :
أنا هاخد القصيرة، عينيها عجبانى، شبه الغزلان و أنا كان نفسى أروض واحدة من زمان
زفر الآخر بحنق و قال :
رغم أن عينى عليها من الأول بس مش مشكلة الطويلة سيكا دى تنفعنى و أهى عسلى برده، تنفع وقت زنقة محدش هيقول لا

______________________________________

ذهب لإحضار بعض المأكولات فجميعهم مرهقين للغاية وبالتأكيد لن يستطيعوا تحضير أى شىء للأكل ، وقف أمام الباب يحاول طرقه لكنه يحمل بيديه الكثير من الأشياء فقرر أن ينزل الأكياس التى يحملها على الأرض ثم يعاود طرق الباب ، لكن هاتفه أصدر صوتا معلنًا عن مكالمة ما
نظر لاسم المتصل بأعين فارغة ، لم يرد أن يجيب ولكنه أصدر صوتًا مرة أخرى لذلك لا مفر
ليجيب بتبرم :
" خير"
هتفت بحده ما أن سمعت صوته:
"مجتش امبارح ليه؟ أنا مبحبش التسيب دا"
ابتسم بسخرية ، حقًا لا علاج لتلك الحالة ، لم تقلق عليه بل كل ما يشغل بالها هى قوانينها البلهاء ، ليقول مجاهدًا ألا يظهر ضعفه وتأثره :
"ومش جاى النهارده"

وأغلق الهاتف بوحهها قبل أن تجيبه ، طرق الباب وماهى إلا ثوانى معدودة وكان أحمد يقف أمامه بابتسامة صفراء
ليهتف بسرعه:
" جبت الأكل "
وقف أمامه مستندًا بجسده على حافة الباب المفتوح قائلًا بهدوء:
"وأنت عرفت منين أنى هجيب "
ليجيبه وهو يحمل بعض الاكياس ليدخلها:
"آدم اللى قال أنك أكيد نازل تجيب "
ليقول غيث مبتسمًا وهو يحمل المتبقى من الأكياس:
" طب حلو ياريت تتعلم منه بقى "
عقد أحمد حاجبيه قائلًا :
" وأتعلم ليه هو أنا جوزك ، انجز يا عم جعانين"

لكن ولحسن الحظ أن الحوار لم يتطاول للحدة فصديقهم الثالث هتف بصوت عالى:
" هتلاقى ترنج ليك على الأنتريه يا غيث ، البس وتعالى ناكل يلا"

بعد تناولهم الطعام ، أقترح غيث أن يخلدوا للنوم قليلًا نظرا لإرهاقهم الواضح وبالمساء يكملون سهرتهم
لكن أحمد هتف بضيق واضح :
"ورايا سكشن تمانية بكرا يا ذكى ، أنت عشان بقيت دكتور تدوس على المعيدين اللى زى حالاتى"
زفر غيث بتأفف ،ثم قال:
" نسيت يا ابنى ، ايه بلاعة واتفتحت ، طب تحبوا نعمل ايه الوقتى ؟"
رد أحمد بإقتضاب :
"ننام من هنا لبكرا وبس كدا ، هو فى ايه أحسن من النوم ؟"
مطَّ آدم شفتيه بحنق قائلًا:
"دا أحنا لسه العصر يا أحمد، وبعدين أهدوا بقى خناق من أول ما شوفتكم تعبتوا أعصابى ، أفصلوا شوية"

وقبل أن يكملوا حديثهم سمعوا طرقات خفيفه على الباب ، اتجه غيث للعين السحرية ليرى من الطارق ؟لكن لم يظهر أحد رغم أن الطرق مازال مستمرًا ، حينها فتح الباب وصُدم من هذا الكائن الصغير الواقف أمامه بخدوده الحمراء للغاية
كان هشًا لينًا كقطعة المارشيملو

الطفل بسعادة غريية:
ممكن ياعمو تجبلى الكورة بتاعتى ، هى وقعت عندكم فى البلكونة
ليجيه غيث بإبتسامة :
طب استنى هنا هجبهالك
ذهب للشرفة ووجد بالغعل كورة بلاستيكية صفراء ، أخذها وأعادها للطفل لكن أدم لحق به ليرى لمن تلك الكرة التى خرج بها من شرفته ؟
أدم بحنان :
انتى اسمك ايه ياصغير؟
ليجيبه الطفل بعفوية :
"اسمى زين عادل وماما اسمها سهام أحمد وبابا اسمه عادل صالح وتيته اسمها سعاد محمد وصحابى أحمد وعلاء وريهام
وأنا فى سنه أولى kgو بحب اللون الأصفر و "

وقبل أن يكمل حديثه الطفولى قاطعه أحمد قائلًا : ايه كل دا؟ أنا أول مره أشوف حد رغاى أكتر منى لا ونص شبر كمان

ثم هبط لمستواه لتسمح له الفرصه بمداعبة خدوده تلك قائلًا:
ليك مستقبل ياكتكوت
هتف الصغير بحده :
مش اسمى كتكوت اسمى زين عادل قولت
حمله غيث بين يديه محدثًا اياه بحنان:
تمام يا شطور اسمك زين عادل ، متزعلشي بقي
ابتسم له الصغير قائلًا :
مش زعلان ياعمو
ثم صمت قليلًا يلعب بأصابعه كأنه يحاول أن يقول شىء ما
فهم غيث ما يدور بذهنه ليقول له بهدوء بينما يداعب وجنتيه :
عايز تقول ايه يا صغير ؟
ليهتف الصغير بمرح :
"عمو ينفع تلعب معايا تحت بالكورة بتاعتى "
ابستم له قائلًا :
طبعًا ينفع
واتجه به للأسفل لكنه توقف بعد أول خطوتين لينظر لاصدقائه بالخلف ويقول :
" ايه واقفين ليه مش هتيحوا نلعب؟"
نظر له أحمد بضيق ثم أدرف قائلًا:
أنت مش شايف أحنا لابسين ايه؟ لا مش هنزل بالترنج ، برستيجى ميسمحليش والدكتور اللى جمبنا دا برده مينفعشى

لكنه ما إن التفت بجانبه لم يجده حيث أسرع الآخر ليلعب معهم دون الإهتمام بالمظهر أو تلك التحكمات الطبقيه التى لا يهتم بها من الأساس، لقد تربى بملجأ من الصغر رغم وجود أقرباء له وورث خاص به لكن الجشع والطمع دمرا حياته وها هو الأن يحاول العيش بماضى مشوه على أمل أن يكون حاضره أفضل أو طمعًا فى المستقبل

______________________________________

عادت الفتاة لمنزلها أخيرًا بعد يوم طويل ، لا تنكر أن الحياة الجامعية رائعة حتى وإن كان أغلب اليوم أمضته برفقة وعد فى تناول الطعام ، لكن كان هناك شىء آخر يشغل عقلها ، خطتها فى التخلص من هذا المكان بأسرع ما يمكن ، ابتسمت بسخرية حين وضعت يدها على حقيبتها فبداخلها شىء مهم للغاية وستبدأ فى التنفيذ مساءًا حتى يكون ظلام الليل غطاءًا لها

حين تمنحك الحياة فرصة لصفع من قام بإيذاءك أتفعلها أم تظل برداء الفضيلة ؟

وقبل أن تدلف لغرفتها أوقفتها ابنة عمها قائلةً بتكبر :
"أتمنى اللى حصل النهارده يكون درس ليكى ولصاحبتك السوقية دى "
لتهتف رنا بحده قائلةً:
"وهو أنك تخلطى مابين الأمور الشخصية والعمل دى حاجه تخليكى فخورة قوى كدا"
ابتسمت الآخرى قائلة بفخر :
"أه جدًا مش قادره أوصفلك مدى فرحتى وأنا طرداكم قدام الكل كدا ، وعلى فكرة أنا قولتلك لو عايزه تطلعى معاها اطلعى، أنا مشكلتى مع صاحبتك يا رنا مش معاكى، بس أنتِ اللى أخترتى بقى "
نظرت لها بغضب شديد قالت:
"أنتِ مريضة ومحتاجه تتعالجى "
رمقتها بطريقة غريبه كأنها تفحصها عن قرب من أسفل قدمها لأعلى رأسها ثم قالت بخبث:
بس على حد علمى مش أنا اللى اتحجزت فى مستشفي الامراض العقلية ولا ايه ؟
صُدمت من تطرقها لذلك الموضوع لم تتخيل أنها قد تسخر منها بعد كل ما حدث وخاصة كونها تعرف الحقيقة كاملة ، لتقول بصوت ضعيف مضطرب :
"بس أنتِ عارفة الحقيقة يا مايا"
لتهتف الآخرى بلا مبالاة:
" بس مش كل الناس عرفاها ، فبلاش تلعبى معايا، أنت مش هدفى وأنا مش بكرهك ، فأبعدى"

أنصرفت تاركة الفتاة تجاهد نفسها بصعوبة ، لا تريد أن تبكى هى قوية ولن تستسلم بسهولة لتلك العائلة البغيضه، ستتحرر بالتأكيد تاركة اياهم يعضون على أصابعهم ندمًا
أفسدت فرحتها بلقاء والدتها، عادت سعيده والفضل كله للسائق الذى وافق على أن يمر بمنزلها لبضع دقائق لتراها ،وها هى الأن تملك الغضب والحزن من روحها بفضل قريبتها
بتنا فى زمن الغريب أحن عليك من القريب ، يا له من عبث

______________________________________

حل المساء أخيرًا، كان يغُط فى نوم عميق و صديقاه يراقبانه بسخرية أمام باب الغرفة، ينام كطفل مشاغب، فى النوم و الصحيان مشاغب يلا منازع
قال" آدم "بمرح و هو يصفه :
شبه الطفل و هو نايم لكن لما يصحى استغفر الله محدش بيقدر عليه
ابتسم "غيث" و قال و هو يغلق الباب كى ينعم ثالثهم بالنوم دون أن يقطاعه حديثهم عنه:
بس أهبل و طيب، حكالك عن خناقتنا صح؟
أكيد استلم و دنك و نزل عليها كلام
رد عليه " آدمر بهدوء غريب غير مبرر :
مش بالتفصيل بس أعتقد أنى عارف، "مايا" صح؟
حرك "غيث" رأسه دون أن ينبس ببنت شفة و كان ذلك أكثر من كافى ليقول الآخر بسخرية::
يعنى أخيرًا عرفت أنها بتحبك
تسمر" غيث"بمكانه، لم يصدق أن الجميع من حوله يعلمون بهذا الأمر، و أدرك صديقه ما يعتريه من استفسارات، فقال هو كى ينهى التعجب البادى فوق وجهه :
كل اللى اتعامل معاكم عارف يا "غيث"، أنت اللى كنت مطنش أو عامل نفسك مطنش، البنت واضحه جدا، بس أنت فى عالم موازى
كز"غيث" على أسنانه بغيظ شديد و هو يتحدث ردًا على كلماته الجافة بالنسبة له :
أنا مش بتاع حب يا" آدم "، و صاحبى بيعشقها عشق مفيش زيه، دا غير أنها من النوع اللى مقدرش أستحمله كل دا يخليها خط أحمر بالنسبالى، و المفروض أنها تفهم كدا قبل ما تضيع حد زى "أحمد "من ايدها

و لم يهتم "آدم"بأى شىء قاله سوى تحدثه عما يفضله، طالعه بتسلية و هو يقول بتحاذق :
وايه نوعك بقى يا "غيث "؟ و أصلًا نوعك دا موجود فى الكاتولج بتاع البنات و لا لسه منزلشى السوق ؟! شكله كدا هيبقي Limited edition
(Limited edition/إصدار محدود )
أجابه ببساطة و هو يهز كتفه بلا مبالاة:
مش عارف و مش عايز أعرف و skip الحوار دا مش عايز صداع
أدرك ما يحاول فعله، ليقول بروتينيه معتادة فهذا اسلوب حياه صديقه :
تمام أهرب، بس بالمناسبة آسف أنى مجتش بدرى عن كدا كان مفروض أكون جمبك من الأسبوع اللى فات، أعذرنى
اعتلت الدهشة ملامح "غيث" و هتف متسائلًا:
ليه يعنى ؟
فربت "آدم" على كتفه و هو يقول بهدوء:
عشان السنوية يا " غيث"
آسف مكنتش جمبك بقالى سنتين بعيد عنك و عارف أنك بتبقي محتاجنى فى اليوم دا

ابتسم له خاصة أنه تذكرها فى تلك اللحظة، و قال بسخرية:
عمرك ما بتنسى أبدًا، بس متشتغلشى بالك، فى حد تانى خفف عنى أو بمعنى أصح ضايقنى لدرجة أنى نسيت كل حاجة

صمت لثوانى ثم قال بالتزامن مع ارتفاع جانب ثغره كدلالة على التهكم :
بنت مجنونه ظهرت قدامى فجأه و ......
قاطعه "آدم" سريعًا بإلحاح شدي لمعرفة كل شىء :
ايه دا ؟ل ا أحكيلى الحوار كله من الأول مش قادر أتنفس، مين دى ؟ و شوفتها فين ؟ اسمها و عنوانها أنها الخطوبه امتى ؟
و لكن "غيث "أوقفه عن نسج تلك الخلايا و قال بجفاء:
حيلك حيلك ايه كل دا ؟ و بعدين و لا حوار و لا حاجة، دى واحده ظهرت قدامى فجأة و معرفشى حصل ايه بالظبط غير أنها ضربتى بالقلم و هربت، ملحقتش أحصلها، بس مش أكتر
قال ذلك و ذهب للشرفة ليتنفس بعض الهواء المنعش لكن صديقه لحق به و هو يهتف بغير تصديق :
أنت بتهزر صح، أكيد دا محصلشي ؟!

أكمل "غيث" تلاعبه به و هو يقول بتسلية جلية :
طب بذمتك دا منظر واحد بيهزر ؟
ابتسم آدم ابتسامة جانبية حين أدرك ما يحاول صديقه فعله به، ثم قال بهدوء يتنافى مع حالته منذ ثوانى معدودة :
أنا عايز أشوف البنت دى، دى بطلة لا يمكن تكون انسانه عاديه أبدًا
التفت له و على وجهه نظرة غضب صريحة و لسانه يتمتم بضيق :
أنت هتعمل زى المتخلف التانى و تقف فى صفها؟!
أنا غلطان أنى عرفتكم أصلًا

نظر " آدم" بتسلية حين وصل لما أراده و راح يسأله بعدها بإستفزاز صريح:
طب هى حلوه؟

سأم "غيث "من تلك الطريقة التى يستعملها معه دائمًا حين يريد معرفة شىء و الأسوء أنه على يقين بأن صديقه سيعرف كيف يأخد المعلومة منه دون أن يبذل أى جهد و هذا ما يضايقه، ليقول بحدة:
مش بقولك زيه متخلفين زى بعض، ومش هرد عليك، متتعاملشى معايا بالطريقه دى مبحبهاش، أنت دكتور أه بس مش عليا يا "آدم"
أنهى حديثه مقررًا الرحيل و ترك المكان لكن أوقفه صديقه ممسكًا بذراعه بحدة و هو يقول :
"غيث " حلوه و لا لا؟ سؤال واضح و صريح
فابتسم الآخر بخفة قائلًا دون وعى:
عنيها
نظر "آدم "له نظرة خاطفة، مُبتسمًا من أعماقه لكنه عاد و ارتدى قناع الجدية قائلًا :
مش دا اللى بسألك عليه على فكرة بس مفيش مشكلة، مالها عنيها يا سيدى ؟
أجابه الآخر بلوع:
مش قادر أنساها

ابتسم "آدم "و لم يعلق، فكان الصمت أبلغ من الحديث فى تلك اللحظة.
و ظل الآخر يفكر بها، تلك الفاتنة، فاتنة العينين، المُهلكة.

______________________________________

دخلت للغرفة فى الخفاء، تتحرك بخفة شديدة متجهة لخزانة الملابس، أخرجت من جيب بنطالها شيئًا ما، و قامت بنثره على كل الثياب الموجودة بشكل عشوائى
أسرعت للخروج بعد أن أتمت مهمتها بنجاح لكنها سمعت صوت خطوات قادمة؛ فأسرعت تختبىء أسفل الفراش، فطالما كان مكان الغميضة الخاص بها منذ كانت صغيرة.

دخلت صاحبة الغرفة و هى تتحدث بالهاتف و تقول بلهفة :
وحشتنى أوى هترجع امتى ؟ مش قادره أعيش هنا، مش قولت شغلك هيخلص بسرعة ؟!

تسمرت "رنا" بمكانها محدثة نفسها بغضب و الصدمة تعتلى صفحة وجهها :
بتخونى جوزك يا "سهير" ؟! و فين؟! فى أوضتكم دا أنتِ بجحه بشكل !
و لم تكد تنهى"رنا " تنهى حديثها حتى صدح صوت الثانية مبددًا ظنون الأولى :
هتيجى امتى يا "مالك" ؟
و لم تكمل حديثها، حيث انقطع الخط فجأة لتخرج من غرفتها غاضبة، تاركةً خلفها فتاة ترتجف أسفل الفراش من الذعرِ و شبح الماضى يلوح أمامها دون أى رحمه

"هل سيعود مجددًا ؟ ذلك الوغد المُعتدى، يبدو أن الكابوس الحقيقي قد وصل، و باتت على مقربة مع المعاناة الحقيقة، فترقبوا و بشدة "
_يتبع_
_الجزء الأول، الفصل السادس عشر
_مريض نفسى بالفطرة _

______________________________________

Don't forget the vote, please
أتمنى الفصل يعجب حضراتكم و مستنيه أرائكم، تصبحوا على خير

Continue Reading

You'll Also Like

12.7K 1.3K 25
زينب سلامة _ روضة مجدي العمل مأخوذ من احداث حقيقة .. لم أتحدث عنها كثيرًا٬ ولكن بإمكاني قول انك ستدخل الي عالم جديد لم تأتي إليه من قبل بقلم /زينب...
152K 12K 48
ما بينَ محاولة نسيان خذلانٍ قديم، ومحاولة الالتفات لحُبٍ جديد.. كان التناقض طرفٌ ثالث، فأضحت هذه العلاقةُ أكثر الأمور تعقيدًا. Cover by Anobeass.
192K 10.1K 65
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
1.5K 136 11
للعشق قيود، فــختلف عشقي كان ك بحراً عميقٍ ملئ بالامواج التي تُسقِط من لا يعرف العوم في بحر الحب ... من لا يحب اخاه ؟ كُلنا نحب اخواتنا حتا وان فع...