مريض نفسى بالفطرة

By Hader3112

726K 30.6K 9.8K

مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح... More

اقتباس1( لست ليث،أنا غيث)
_١_ (صفعةُ تعارف)
_٢_ (جدى يريد عودتى)
_٣_(صدمةٌ مُبرمجةٌ )
_٤_ (أنا القاتل)
_٥_ (الإنفصالُ فرصة ثانية )
_٦_ (لا أريدك يا أمى )
_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )
_٨_(بيت جدى مجددًا)
_٩_( ما ذنبى إن كنت تحب فتاة تحبنى؟)
_١٠_( قامت بخيانتى)
التعريف بمرض غيث
_١١_ (نوبة غضب)
_١٢_(بقاءٌ قسرى)
_١٥_ عشر(عائد لكِ يا حبيبتى)
التعريف بمرض الطبيبة منال
_١٤_( دماءُ زوجتى الراحلةُ )
_١٦_ (ذلك الوغد مجددًا)
_١٧_(لست ليث، أنا غيث)
التعريف بمرض ديما
_١٨_(حب من طرف واحد)
_١٩_(غارق فى دمائه)
_٢٠_( وحشتنى عنيكى )
_٢١_ (الكل عاشق )
_٢٢_(حقائق بالجملة)
_٢٣_(الانتقام الحلو)
_٢٤_(رصاصة خائنة)
_٢٥_( المواجهةالحاسمة)
التعريف بمرض مالك
_٢٦_(كان ضحية بالأمس)
_٢٧_ (وداعًا بيت جدى)
_٢٨_ ( تطاول بما فيه الكفاية)
_٢٩_ (الحقيقة المؤلمة)
_٣٠_(قابلها مجددًا)
_١_( الانطباع خاطىء)
_٢_(مشاغبة من الطرفين )
_٣_( غيث واحد لا يكفى)
_٤_ ( من المصاب ؟)
_٥_(الغيرة اللذيذة)
_٦_(باغتها بعقد القران)
_٧_(أشباح الماضى تطاردها)
_٨_(فارق الحياة )
_٩_( رفضها يصيبنى بالجنون)
_١٠_(فرصة ثانية للفؤاد)
_١١_( اكتئاب حاد )
_١٢_ (أحبك رغم أنف قبيلتى)
_١٣_(هل تقبلين الزواج بى؟)
_١٤_ (خطوبة و جثة )
التعريف بمرض مالك ٢
_١٥_( فليحترق العمل أمام حُسنكِ)
_١٦_ (حُلو مرى)
_١٧_ (أخوض لأجلكِ ألف حرب )
_١٨_(أقبلينى كما أنا )
_١٩_ (تطاول على صغيرتى أمام عينى )
التعريف بمرض محمد العدلى
_٢٠_ (أريدك رغم استحالة ذلك)
_٢١_ (زوجى السابق )
_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)
_٢٣_ (الإختطاف السعيد)
_٢٤_ (باتت حلالى و كل حالى)
_٢٥_(معركة دموية)
_٢٦_(ليلة زفاف كارثية)
_٢٧_(ليلة عيد)
_٢٨_ (كان القبول طوق نجاة)
_٢٩_ (كلانا لدية تجربة سابقة)
_٣٠_ (العديدُ من المعاركِ)
_٣١_ (كُتِبَ علينا الفراق)
_٣٢_(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )
اقتباس٥ ( فتاتى الصغيرة)
(التعريف بمرض مايا)
_٣٣_ (نتعايش أم نتداعش ؟!)
_٣٤_ (راقصة بمبادئ)
_٣٥_ ( قصيدةٌ جميلةٌ )
_٣٦_(الغضب الساطع آت)
_٣٧_(رفض من جميع الجهات)
_٣٨_(نَقَشَ فوق جسدها)
_٣٩_( لاجئ أم خائن ؟!)
_٤٠_(مَلاَك مُحْتَجَز)
_٤١_(نُقُوشٌ مُتبادلةٌ)
_٤٢_(ثلاثة قُبْل فوق ضريح الصقيع)
اقتباس_٦_ (لحن النهاية)
_٤٣_(الفَرِيسَةُ و الصَّيَّادُ)
_٤٤_(ليلةٌ مُلطخةٌ بالماضى)
_٤٥_(اختطاف أرعن)
_٤٦_(جسدٌ مُدنسٌ وروحٌ مُفارقةٌ )

_١٣_( أب برتبة عدو)

7.2K 377 19
By Hader3112

عن كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال:
(( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ))
[متفق عليه]
______________________________________

٠٨/٠١/٢٠٢٣
(أب برتبة عدو)
"لن تغرق سفينة أنت قائدها"
ربما تكون جملة مبهمة، لا علاقة لها بحياتنا، القليل منا فقط من يملك القدرة المالية لشراء سفينة و يبحر بها، لكن ماذا إن لم تكن من الأساس سفينة؟! وما هى إلا حياتنا
إن كانت حياتك رهن إشارة شخص آخر، يتحكم بك و بقراراتك المصيرية حينها ستظل فى انتظار الغرق قبل الإبحار حتى!

من قال أن للأهل الحرية الكاملة فى التحكم بأطفالهم حتى الممات؟
لمَ لا تتر ك لهم حرية الاختيار ؟! حتى إن كان نهاية الطريق شقاء على الأقل اختيارهم و تحمل النتائج واجب عليهمءبدلًا من أن يظل المرء يلقى بتعاسته على أهله.

"أنتم السبب، لم أختر تلك الحياة بنفسى، بل أجبرت عليها، ما أقاسيه اليوم يعود لقراركم بالأمس"

______________________________________

أراد الرحيل بعد تفوه ابنه بتلك الجملة، أبات الآن لا يريده؟! يتذكر بالأمس حين كان طفلًا يبكى بشدة ليرحل معه، لا يريد البقاء مع أم كتلك، و الآن بكل بساطة لا يريد سوى البقاء معها، كأن ما يربطه بها علاقة حقيقية، صلة دائمة، حقًا عبث!

تفوه "سامح" بغضب و نظرة عتاب صريحة :
تمام يا "غيث"، افتكر أنى عرضت عليك نرجع سوا بس أنت اللى اخترت تفضل معاها

تركه متجهًا لباب المنزل، لا يرغب بالبقاء و لو لثانية واحدة هنا، كأنه يختنق، لا يمكن لرئته أن تستقبل هذا الهواء الملوث، و لكن يد ممدوة منعته من إكمال الطريق، و صوت حنون صدح فى نفس الثانية :
يا بابا افهمنى مش هينفع أسيبها لوحدها، أنت عندك "ليلى"، هى معندهاش حد
مش دى تربيتك ليا؟! الراجل بأفعاله قبل أقواله، مينفشعى أسيب ست لوحدها، مش أنت اللى قولتلى كد زمان
ردد جملته السابقة :
" أنا سايبك تحميها يا "غيث "
تلك الجملة التى قاسى لأجلها ويلات عديدة، و تحمل ذنب لا دخل له به، فقط ليرضى الكل على حساب نفسه و جسده، يالها من تضحية مؤلمة و ضاع هو معها.

و والدته تصرخ من خلفه بتشفى و إحتكار شديد فهى تهوى هذا الشعور :
سمعت ابنك صح؟
امشى من هنا بقى، ملكش مكان بينا، و لا هيكون ليك .

التفت"سامح" لها و عيناه لا تبشر بالخير، أراد أن يتحدث و يلقى القنبلة التى حفظها لسنوات عديدة
"أنتِ من لا مكان لها فى حياتنا، أنتِ عقدتى و معضلتى الكبرى "
لكن أوقفه صوت ابنه حيث قال بغضب:
دا مش عشانك، أنا لو عليا مش طايق أعيش هنا يوم واحد بس للأسف دا نصيبى و اختيارى
ثم أكمل حديثه موجهًا كلماته لوالده:
بابا مش عايزك تزعل منى، أنت أكيد عارف أن ميهونش عليا زعلك
ربت على كتفه فى البداية و احتضنه "غيث" بقوة كوداع و اعتذار لبق، بينما قال والده بتفهم:
مش زعلان منك يا حبيبى و عمرى ما أزعل منك
بس عايزك تزورنا يا "غيث" .
" ليلى" مصدعانى و مقموصة خالص
حرك رأسه بتأكيد قائلًا و البسمة أخيرًا تعرف الطريق لثغره:
متقلقش أنا هعرف أتفاهم مع المفعوصة الصغيرة، دى بنتى
بادله والده الابتسام و قال بدعاء :
ربنا يحفظكم
ثم وجه حديثه لزوجته معنفًا إياها بطريقة غير مباشرة، أشبه بالضرب من أسفل الطاولة،:
دا الفرق بين الحب و الواجب يا "منال" ، ابنى مربيه أحسن تربية حتى لو كنت بعيد بس عينى عليه، لكن أنتِ جمبه و برده معرفتيش تخليه يحبك زي

و كالعادة تملكتها تلك الحالة المرضية، مزاجية لأبعد حد، أشبه بالإنفصام فى بعض الأحيان
صرخت فى وجهه بكل تهكم و سخرية :
أنت بتعايرنى يعنى؟! فاكر أن دا هيفرق معايا؟!
يعرفها، و يعرف طبيعتها، تعايش معها لسنوات طويلة، يحفظ فعلها قبل أن تقوم به، لذلك تجاوب معها فى الحوار بنفس الطريقة قائلًا بسخرية :
هو للأسف عارف أنه مش هيفرق معاكى، أنتِ حجر معندكيش أى مشاعر، و دا شىء متوقع من بنت "العدلى"، متوقع جدًا
إزدادت حالتها و بدأت فى الضحك بشكل هستيرى و هى تبصق بكلمات ساخرة :
و أنت طبعًا أبو المشاعر كلها صح؟!
قلبك كل شوية يروح لحد، مره أنا ، مره "همسه" والله أعلم لسه فى و لا لا؟!
مشاعرك فياضة أوى يا دكتور "سامح"، بس فياضه حسب الإحتياج مش أكتر، أنا سطلة و نفوذ و "همسة" لل............
قاطعها قبل أن تكمل الحديث، خائفًا مما قد تبصقه أمام ابنه، لا يريد أن تهتز صورته إمامه :
متجبيش اسمها على لسانك، أنتِ حقيقي مهووسة و لازم تتعالجى

وقبل أن يستمرا فى التلاحم بالجمل والألفاظ أسرع "غيث" رافعًا صوته لكليهما :
بس خلاص كفاية كدا ، مش قدامى حتى ، حرام عليكم ، أنتم مزهقتوش من الخناق
لم تتحمل كل هذا الهجوم عليها و لأنها غير قادرة على مجاراة زوجها اتجهت للخصم الأضعف من وجهة نظرها العابثة و قالت :
ولد متعليش صوتك
تدخل والده و قال بإستهزاء :
اللى صوته عالى الوقتى أنتِ على فكرة

التفتت له، تود لو تقوم بصفعه، التفريغ عن كتلة الغضب بداخلها، تريد تلقينه درسًا لن ينساه، و لكن عن أى درس تتحدث ؟ مشكلة اليوم أم مشكلة عمرها من عمر "غيث"؟!

و كان كل ما حدث منذ لحظات و الكلمات الجارحة المتطايرة بينهما لم تعد فى مخيلتها حتى، قالت بهدوء و كأنها شخص آخر :
تمام وطيت صوتى خالص أهو، حاجة تانية تحب تضيفها للأوردر؟
لم يصدق "سامح" ما تفوهت به، هى حقًا مريضة و تحتاج للعلاج بأسرع وقت لقد سئم منها و من طريقتها
تارة تكون هادئة و تارة أخرى تكون كالإعصار يبتلع كل الجذور فى طريقه، تارة تتحدث بلطف و تارة آخرى بخبث و لؤم.
لم يكلف نفسه حتى عناء الرد عليها، أدرك أن أفضل حل الآن هو تجاهلها، التفت لابنه مخاطبًا إياه بحنان:
أتمنى متندمش على قرارك يا ابنى، أنا عارف انك راجل و قدها وقدود بس خايف عليك من نفسك
طالعه "غيث" بتشتت، كم يرغب حقًا فى تركها و الرحيل مع والده و لكنه يدرك أن من رابع المستحيلات أن يقدم على هذا الفعل، قال بهدوء فى النهاية كى ينهى الأمر بأكمله :
متخفش عليا، صدقنى لو حصل أى حاجة هجيلك أنت الأول، مليش غيرك أصلًا
احتضنه بشدة، وكأنه يريد إثبات أبوته خاصة أمامها، يعرف جيدًا أنها تتوق لتلك المعاملة سواء كانت منه أو ابنه و لكن ليس كل مانريد نحصل عليه

غادر المنزل مطمئنًا قليلًا، يعلم أن بقاء "غيث" برفقة والدته أمر خطير، لكن ما العمل؟ هذا اختياره و عليه تحمل نتائجه
شاء أم أبى، و لكنه سيظل خلفه دائمًا سندًا له و طوق نجاة.

______________________________________

بالداخل كانت العاصفة على قدم و ساق
لم تتحمل معاملته لأبيه، يعامله بكل الود الموجود فى العالم، و هى لا تقابل سوى الجفاء و الاعتراض، حين كان صغيرًا كان مثالًا للطاعة، لم يكن يرفض لها طلب، متى تغير لتلك الدرجة؟ ! أم كان من البداية هكذا ؟
هل الخوف منها سابقًا كان هو السبب ؟ أم الخوف من الوحش الأكبر؟

ما أن أغلق الباب و الفت صاحت هى بضيق شديد :
أتمنى تكون مبسوط، حققت كل اللى عايزه طبعًا
حرك كتفه بلا مبالاة و قال بإستفهام ساخر و هو يتجه لغرفته غير عابىء بها :
و ايه اللى يخليني مش مبسوط؟

"معرفشي، أنت راجع البيت امبارح مضايق و متعصب و متعور، وشك كان متبهدل، لولا اللى عملته كان زمان الوضع أسوأ بكتير "
لفظت بتلك الكلمات بغاية أن تزعزع ثباته هذا و هى تطالعه بينما كان يتحرك و يبتعد عنها، تريد أن تصل لنقطة معنية و أدرك هو هذا فالتفت و قال :
عايزة المقابل يعنى ؟
ضايقها رده، و ذلك البرود الذى يتظاهر به، تعرف طبعه جيدًا، و مع ذلك انساقت خلف حيلته و صرخت قائلةً :
كلمنى بأسلوب أحسن من كدا، ايه عايزة المقابل دى ؟ !
أنا أمك مش واحد صاحبك أو عميل فى شركتك، أنا أمك فاهم
و سئم هو من هذا الحوار الدائر، فقال كى ينهى هذا النقاش سريعًا:
ينفع منطولشي فى الكلام ؟
و بلاش جو الأم و ابنها دا، أنا وأنتِ عارفين أننا مش كدا، حتى لو دمك بيجرى فى عروقى فاحنا برده مش كدا، قولى عايزة ايه بالظبط و أنا هنفذهولك، مبحبش أبقي مديون لحد خاصة لو الحد دا أنتِ

وصلت لمربط الفرس،حدجته بنظرة مطولة قبل أن تعترف بما يضايقها :
تحترمنى قدامه، مينفعشى يحس أن علاقتنا كدا، مبحبش نظرة الشماته اللى فى عنيه
صمت، فقط يطالعها بضيق دون أى حرف، فقد الأمل بأن تكون علاقتهم طبيعية أو على أقل تقدير صحية لا يشترط أن تعامله كابن لكنها علاقة مؤذية و لا مسمى اخر لها، ليقول فى النهاية بتهكم :
أحترمك قدامه؟!
يعنى الدكتورة مش فارق معاها لو احنا لوحدنا و غلطنا فى بعض، لكن طول ما بابا موجود أحترمك و أقدرك عشان الصورة المثالية ليكى، صح ؟
كل اللى يهمك المظاهر مش أكتر، كالعادة يا دكتورة، شكلك و برستجيك فوق كل شىء .
تركها و اتجه لغرفته، صفق الباب بقوة و لكنها لحقت به، صرخت فى وجهه بعد أن اقتحمت غرفته :
اتكلم كويس أنا مسحملكش، طريقتك و أسلوب حياتك دا لازم تغيره، طالما عايش معايا تحت سقف واحد يبقي تمشى مع ال rules اللى حطاها

شرع فى تبديل ثيابه شاعرًا بالنفور من رائحة المخدر الذى حُقن به و لكن ما أن صرخت هى من خلفه التفت سريعًا و قال و هو يخلع قميصه بعنف :
أنا اللى مسمحملكيش، أنا زهقت من أم العيشة دى ، دا أسلوبى عاجبك تمام ، مش عاجبك هعيش فى شقتى لوحدى

تراجعت للخلف ما أن تقدم ناحيتها، تخشاه لا تنكر و لكنها حاولت التظاهر بعكس ذلك و قالت بسخرية :
مش هتقدر
و لكنه أجابها بهدوء مريب :
لا أقدر عادى، أنا أه مش عايز اسيبك لوحدك و دا لأسبابى أنا الشخصية اللى ملهاش أى علاقة بيكى، بس أقدر أعملها عادى، بلاش تتحدينى يا دكتورة
صدقينى أنا آخر واحد تفكرى تتحديه، أنا مش من نادى المعجبين بتوعك و لا مريض عندك، للاسف إحنا علاقتنا أسوء بكيتر، أم و ابنها .

ألقى حديثه و قرر الرحيل، فهذا المكان بات كالجحيم الآن، لكن صوتها أوقفه، حيث هتفت متسائلةً بحقارة و مراوغة :
بطلت تاخد الدوا ليه ؟ مش خايف الأعراض تزيد فجأة، أنت مريض ولازم تتعالج.
المرض دا كان السبب زمان فى إنك تخسرها ، هتستنى تخسر مين تانى عشان تفوق ؟
فتحت جرح لم يلتئم رغم مرور كل تلك الأعوام، كالعادة تتعمد تذكيره بفداحة ما اقترف فى الماضى لتضمن بقاءه معها فى الحاضر و لكنه لم ينصاع و اندفع ناحيتها و هو يصرخ فى وجهها بقوه شديدة :
متجبيش سيرتها، مش هسمحلك تفتحى فى حاجه أنا قافلها من سنين ، كفاية كل اللى حصل بسببك، كفاية أوى
كانت يده تضرب على الحائط من خلفها بعنف يخشى أن يصيبها و لكنه لا يتحملها فى نفس الوقت، و وقفت هى ترتجف للحظات قبل أن تتحلى بالقوة و تصارع شفهيًا:
شوفت دا اللى بتكلم عنه، أنت لازم تكمل علاجك ، مش كل ما تيجى سيرة "سلمى" تتصرف كدا، الحيوانات بس اللى بتلجأ للعنف بدل الكلام بهدوء

أحمرت عيناه بشدة، يكاد يقسم بأنه لا يريد فى هذه اللحظة سوى تفجير هذا المنزل بكل ما فيه
حتى هو.
يريد أن يرحل للأبد، حاول جاهدًا ألا يغضب، أن يتحمل مرارة ما قالته بداخله، أراد أن يرد لها الصاع صاعين بعدما فتحت جرحه الآن؛ فقال بنفس طريقتها المُتلاعبة:
طب ايه رأيك انا موافق أكمل علاجى؟ بس بشرط إنك تتعالجى معايا، أنتِ كمان مريضة زيى و يمكن حالتك أسوأ منى، فرق العمر بقي يا دكتورة
فقدت كل اتزانها و صرخت رافضةً ما يلمح به:
احترم نفسك، مين دى اللى مريضة؟ أنت مش واخد بالك أنت بتكلم مين؟
ابتسامة لم تصل لعينيه و تحاذق لظفى هتف به:
واخد بالى جدًا، بكلم الدكتورة "منال" أشهر دكتورة نفسيه فى القاهرة، بس مريضة و مرضها دا السبب فى كل مشاكلنا لغاية اللحظة دى.
زاد رده من حالتها السيئة و لم تتحمل كل تلك العبارت فراحت تذكره بحقيقتهم معًا:
بترميها عليا دلوقتى ؟!
مع أنى الوحيدة اللى فضلت جمبك رغم كل اللى حصل، محدش باقيلك غيرى و أنت عارف كدا، أبوك اللى أنت بتحبه أوى دا هو اللى سابك زمان بمزاجه، سابك عشان يعيش حياته بعيد عننا، سابك و هو عرف المصير اللى هتشوفه من بعده.

رد عليها بهدوء مصطنع و هو يتركها و يتجه للمطبخ كى يسحب زجاجة مياه:
طب وايه المشكلة ؟! ما هو كمان سابك، يعنى محدش فينا أحسن من حد
و لكنها لحقت به، ضربت الزجاجة التى كان يشرب منها، فسقطت على الأرض و تناثرت بعد القطرات على وجهه و لم تهتم هى سوى بالحديث الذى تريد بصقه:
لا أن محدش سابنى أنا اللى سبته، أنا محدش يقدر يرفضلى طلب،و أنا بنت "محمد العدلى".
مين هو أصلًا عشان يسيبنى؟!
دا كان يحلم بس أنه يقعد جمبى

نظر لها بشفقة ربما و لكن بغضب أكبر، كلاهما مريض و لكن هناك فرق بين شخض تقبل مرضه وحاول سابقًا العلاج لكن تراجع بعد خسارة فادحة طالته و شخص أخر لا يعترف حتى !
"لا سابك، اعترفى بدا "
صدح صوته فى النهايه بتلك الجملة المقتضبة و حركت هى رأسها يمينًا و يسارًا بقوة رافضة ما يقول و لسانها يصرخ بنفس الرفض لتكتمل الصورة :
لا محدش سابنى ، محدش يقدر يسيبنى
كان جسدها ينتفض بشدة، ومازالت تكرر نفس الجملة
"محدش يقدر يسيبنى ، أنا اللى سبته"

ما أن لاحظ حركة جسدها و رجفتها الغير منطقية أدرك أنها تعانى، لابد أن كلامه أصابها فى مقتل حقًا هذه المرة، شعر بالخزى من نفسه بعدما أوصلها لتلك الحالة، حاول أن يتدراك الموقف و قال و هو يربت على كتفها :
تمام أنتِ صح، محدش يقدر يرفضلك طلب، تمام ، أنا آسف حقك عليا
بدأت هى فى زرف الدموع كأى إمراة فى حالات الإنهيار العديدة، و تمتمت من بين شهقاتها :
"ليث" أنا تعبانة، تعبانة أوى، مش قادرة أكمل ، عايزة أموت
أنت ليه بتكرهنى ؟! مش أنا أمك ؟! ليه عايز تسيبنى ؟!

ما إن قالت ذلك حتى جذبها لأحضانه مهدئًا إياها بأى كلمة تخطر على ذهنه، لا ينكر أنها حقًا ضعيفة، مهما تظاهرت بالقوة، هى فى أمس الحاجة لوجود أحدًا بجانبها يبثها الحب و الحنان و يحاول مداواة جراح الماضى، ربما تحتاج لصديق أكثر من زوج و ابن أو حتى أب.
لكن أيمكن لشخص كانت السبب فى معاناته أن يأخذ ذلك على عاتقه ؟ أسيتحمل أن يكون هو العلاج لمسبب دائه ؟

بعدما تأكد من نومها أخيرًا ذهب.
ربما هى والدته لكنها لم تعامله يومًا كابن لها، فليس من الغريب ألا يراها كأم له و ربما كعدو
لكن فى النهاية تظل إنسانة ضعيفة تحتاج من يساعدها و هو أكثر الأشخاص معرفة بذلك الشعور المؤلم .
أراد أن يتنفس هواءًا نقيًا بعيدًا عنها، لا ينكر أنه لا يتحمل العيش معها، و مع ذلك لا يمكنه تركها .
ربما كنوع من الشفقة أو كعرفان الجميل لكونها الوحيدة التى استمرت بجانبه و لم تتخلى عنه أو كجلد الذات على غلطة سابقة، ربما حتى بعد مرور كل تلك السنوات مازال يتألم لأجلها، لن يسامح نفسه، و لن يسامح والدته، كلاهما سيعانيان سويًا رغم كونهما ضحايا فى أمس الحاجة للعلاج
و ستظل ذكرى "سلمى" تلوح فى الأفق أمامه لكى يتذكر ما اقترفه، و لا يسامح نفسه، لكن أيمكن أن يتدخل القدر و يلعب لعبته ؟

أيمكن للمرء أن يحب عائلته دون قيود ؟ يحبهم رغم كل ما يقاسيه بسببهم، أيتغاضى عن آلامه المحفورة بعمق فى جميع أنحاء جسده فقط لمجرد أنهم عائلة؟ عن أى عائلة نتحدث إنهم الجحيم بحد ذاته .

______________________________________

بعد خروجها من منزل عائلة "الحاج راشد" لم ترغب فى الذهاب للجامعة بدون صديقتها، و لكن لم تجد ما تفعله غير ذلك، كانت تسير بدون وجهة محددة
و انقضى يومها بين الجامعة و إحضار بعض الطلبات لوالدتها بعد أن أخبرتها بها على الهاتف
و فى طريق عودتها قابلت بعض أصدقائها من الحى، كانوا يتهامسون حول "رنا" و ما حدث لها، و عن كونها تستحق ذلك ففى النهاية هى مختلة عقليًا من وجهة نظرهم

"إن البشر حقًا وحوش ضارية ينتظرون اللحظة المناسبة لينقضوا على فريستهم، ينهشون فى لحمها بتمتع غريب "
حقًا غابة ،و الأسوأ أنك لا تعرف من هو ملكُها، فكلهم متنكرون، لا تتوقع الضربة القادمة من أى اتجاه.

لم تتحمل أن تكون صديقتها علكة على ألسنتهم، لذلك وقفت أمامهم جميعًا رافضة أى كلمة بحق صديقتها حتى أن الموضوع وصل للتطاول اللفظى عليها لكنها لم تصمت و تشابكت معهم بالأيدي، من كان يصدق أن فتاة ضعيفة مثلها رئتها لا تسعفها فى أغلب الحالات أن تتحول لتلك الشعلة المتمردة.
و فى نفس الوقت أسرعت إحدى جارات "السيدة فاطمة" لمنزلها لتخبرها عما يحدث بالأسفل مع ابنتها :
الحقى يا" فاطمة، "وعد" بنتك ماسكة خناقة تحت مع بنات الحارة كلهم
ما أن سمعت ذلك حتى أسقطت ما كان بيدها و هبطت مسرعة إلى الأسفل حتى وشاح رأسها لم تضبطه جيدًا.

هرج و مرج، أصوات النساء عالية تصرخ بشدة و الرجال يقفون فى الزاوية لا يمكنهم التدخل فى تلك الاشتباكات الخاصة بالنساء حتى أنهم يتراهنون على من الفائزة منهن ؟!
و "فاطمة " تحبي عن ابنتها و ما أن وجدت ضالتها حتى سحبتها من ملابسها كالجرو الشارد، اعتادت الأمر؛ فابنتها كثيرة المشاكل و لسانها الحاد يوقعها دائمًا فيما لا تحمد عليه
حاولت"وعد" أن تتحرر من قبضة والدتها كى تعود لأرض المعركة و راحت تقول بوقة :
سبينى يا ماما، سبينى لازم أربيهم واحدة واحدة، ما لو أمهاتهم كانوا فاضيين يربوهم مكنوش طلعوا قلالات الأدب كدا و ناقصين رباية و ما بيصدقوا ينهشوا فى لحم أى حد
صفعتها والدتها أسفل مؤخرة رأسها و هى تقول بغضب و تدفعها أمامها:
اسكتى بقي ، كان الأولى ربيتى نفسك يا شملولة بدل ما كل يوم و التانى مسكالى خناقة مع حد شكل لا والنهاردة مسكالى خناقة مع نص الحارة، أنتِ اتجننتى يا بنتى ؟!هو أنتِ ناقصة؟!
دا أنتِ حتى صحتك على قدك!

أجابتها بقوة و ثبات:
ربتهم عشان يحرموا يجيبوا سيرة صاحبتى أو يتريقوا عليها و يشمتوا فيها.
مش كل طير اللى يتاكل لحمه، و إحنا لحمنا مُر بقى، اللى يفكر يدوقه مَرة يندم لباقى عمره.
فى البداية كانت ستكمل تعنيفها على فعلتها الهوجاء لكن ما أن اتضحت الصورة أمامها شجعتها بفخر :
جدعة إنك اتخانقتى معاهم يا "وعد"، و الله لأشتريلك كيلو رومى بحاله لوحدك

و كانت تلك كلمة السر الخاصة بها، محركها القوى و نقطة ضعفها المُحببة، لتقول بفرحة و سعادة:
كيلو رومى مرة واحدة!
لا دا أنا أروح أكمل خناقة مع النص التانى من الحارة
دفعتها و الدتها للأمام و هى تقول بسخرية :
طول عمرك همك على بطنك، يلا قدامى على البيت كفاية فرجة الناس علينا رايح جاى
كانت الأعين مسلطة عليهم بالفعل، و تخشى هى ذلك فلا رجل معهم، ثلاث نساء بمفردهم فى منزل بإحدى المناطق الشعبية، لكنها ما أن أبصرت شخص معين يراقبهم، توترت بشدة و بدأت تتحرك بوتيرة أسرع و لكن ابنتها رفضت التقدم و صاحت متسائلةً بتصميم :
و الرومى مش هنجيبه يا ماما؟!

ضربت "السيدة فاطمة" كفًا بكف و هى تتمتم بيأس :
اللهم إنا لا نسألك رد القضاء و لكن نسألك اللطف فيه
ثم وجهت حديثها لابنتها سريعًا كى يتمكنا من المغادرة فذلك الشخص مايزال بمكانه يراقبهم عن كثب :
قدامى يا آخرة صبرى، قدامى نجيبلك الرومى اللى بتاكليه، لا أنتِ بتتعاطيه حرفيًا مفيش أى تفسير غير كدا
حركت ابنتها كتفها بدلال و هى تقول بينما كانت تتحرك بالفعل معها :
بحبه يا ماما، أعمل ايه؟
ردت عليها بغموض :
متعمليش حاجة، أنا اللى هعمل
و بعدها مباشرة توارت فى إحدى محلات البقالة المنتشرة فى المنطقة، و رحل ذلك الرجل بعدما أوصل رسالة نصية قصيرة لأحدهم محتواها
" الست و بنتها سُلام "

غموض حول تلك العائلة، غموض مثير للإهتمام .

تنبيه:
دعاء (اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه)
هذا الدعاء لا أصل له فيما نعلم، و لا ينبغي الدعاء به، بل يسأل الله الخير، و يتعوذ به من الشر، كما جاء في الدعاء الذي علمه النبي ﷺ للحسن:
اللهم اهدني فيمن هديت، و عافني فيمن عافيت، و تولني فيمن توليت، و بارك لنا فيما أعطيت، و قني شر ما قضيت.
فالإنسان يسأل ربه العافية من الشر كله، و يسأل ربه الخير كله،
اللهم إني أسألك الخير كله عاجله و آجله، و يتعوذ بالله من الشر كله عاجله و آجله، أما أن يقول:
لا أسألك رد القضاء، ولكن أسألك اللطف في القضاء، فهذا دعاء لا نعلم له أصلًا، و إنما المشروع أن يسأل الله الخير، أو يتعوذ بالله من الشر.

______________________________________

انتهت مهمة التبضع تلك و التى حاولت "فاطمة" بها أن تتأخر أكبر قدر ممكن حتى يرحل هذا الرجل، فلا تريد الاختلاط به أو بأى من اتباعه.
عادا للمنزل فى نهاية المطاف لكن "ديما" لم تعد حتى الآن، و هذا ما سبب القلق لوالدتها
تناست الأمر بسبب تلك الشقية التى أذهبت عقلها بمعركتها، لكن ما أن وطأت قدمها المنزل و لمحت الظلام يخيم على المكان و شعرت بالفراغ، دب ناقوس الخطر بعقلها و أسرعت تهافتها لكن دون أى رد، لا تجيب على الهاتف، بدأت تتوتر بشكل ملحوظ و حاولت "وعد" تهدئتها قليلًا و هى تقول :
زمانها جاية يا ماما، أنتِ عارفة المواصلات دلوقتى بتبقي صعبة و كمان هى وراها حاجات كتير النهاردة، وموبايلها أكيد عملاه silent
صاحت والدتها بغضب :
قولتلها مليون مره تبطل تحطه silent بس أعمل ايه ؟! بتتفننوا فى مضايقتى إن كان أنتِ ولا أختك، تعبتونى و شيلتونى الهم بدرى

تصنعت ابنتها البراءة و هى تقول بسخرية :
الله وأنا مالى يالمبى
نظرت لها بتحذير، فلا طاقة لها لسماع نكاتها الساخرة و لم تجد الآخرى سوى الصمت تلافيًا لأى نقاش حاد قد يحدث.

مضت ساعة، ساعتين و مازالت لا تجيب
تأخر الوقت كثيرًا و لم تكن"السيدة فاطمة " تعرف كيف تتصرف ؟ عقلها سينفجر من كثرة الاحتمالات
تجلس فى منتصف الصالة تراقب الباب على أمل أن يُفتح أخيرًا و تعود ابنتها الكبرى
و بجانبها "وعد" خائفة، ليس من تأخر شقيقتها و لكن من الاحتمال الذى يدور بعقلها ،أذهبت له؟ مجددًا لنفس المكان و ذاك الشخص السوداوى ؟!
انقضت ساعة آخرى و حينها قررت ترك المنزل و البحث عنها فى أى مكان، حتى وإن كانت ستجوب الطُرقات كلها بحثًا عنها.
ارتدت أول شىء قابلها وأسرعت لها "وعد" بالوشاح الخاص برأسها، و ما أن همت بحمل الحقيبة سمعت صوت الباب، رقص قلبها فرحًا، لقد عادت آخيرًا بأمان.

و قبل أن تتفوه"ديما"بحرف واحد اندفعت والدتها لها و هى تهتف متسائلةً بقلق :
اتأخرتى ليه يا حبيبتى؟ و مش بتردى ليه؟ قلقتينى عليكى، أنتِ كويسه؟
أجابتها "ديما " و هى تتحاشى النظر لها :
مفيش روحت مشوار كدا، متقلقيش أنا كويسة

لكن والدتها أصرت على معرفة وجهتها السابقة، و راحت تسأل بنبرة مُلحة لا تخلو من القلق :
مشوار ايه؟ طب معرفتنيش ليه ؟ عجبك منظرى أنا و أختك كدا ؟ دا أنا خلاص كنت هنزل أدور عليكى فى الشوارع
أجياتها "ديما" بمراوغة تتمنى أن تأتى ثمارها على الفور:
مشوار كدا يا ماما مش مهم يعنى، حقك عليا مش هتأخر تانى يا ست الكل، بس أنا جعانة أوى ، هو الغدا ايه؟
حاولت الهروب من هذا الحصار الشفهى بأول شىء خطر على عقلها.
و من ثم بدأت تتحرك صوب غرفتها معتقدة بأنها تجاوزت الأمر و لكن والدتها أوقفتها حين صاحت متسائلةً بغضب:
قولتلك مشوار ايه اللى رجعالى منه حداشر بالليل ؟ ردى عليا أنا مش عيله قدامك
توقفت، لم تتحرك، ظلت موالية ظهرها لوالدتها و شقيقتها لا تقوى على المواجهة، اكتفت فقط بقول :
لو قولتلك هتزعلى يا ماما، فبلاش رجاءًا

لكن و إلى هنا فقدت والدتها كل الصبر و قالت بقوة بينما اندفعت تمسك برسغها :
ملكيش دعوى، أزعل و لا لا ؟!
دا شىء يرجعلى أنا، كنتى فين كل دا ؟ ردى عليا حالًا
لم تستطع الهروب منها، لا تريد أن ينتهى اليوم بجرح للجميع ، لكن ما العمل ؟ إن كان الجميع يريد الألم
قالت فى النهاية مُنكسة رأسها للأسفل:
" كنت عند بابا"
صدر من شقيقتها إيماءة ساخرة ما أن سمعت تلك الجملة، ثم هتفت متسائلةً بإستنكار يحمل بين طياته الغضب:
روحتيله ليه؟ مش كفاية اللى عمله زمان عايزة ترجعيه لحياتنا تانى ليه؟
لم تقبل الآخرى بإهانة والدها، و راحت تدافع عنه بإستماته:
عد" متنسيش إن دا بابا، يعنى لازم نحترمه، و مش هسمحلك تغلطى فيه و لو بحرف واحد

تدافع عنه أمامها، يالسخرية القدر !
لم تتحمل هذه المثالية المُفرطة و التظاهر و كأن شىء لم يكن، ليسوا عائلة طبيعية مهما أدعت شقيقتها بعكس ذلك ستظل مجرد كذبه يجب أن تستفيق منها.
لذلك قالت باستنكار و تهكم :
مش كل الأبهات تستاهل الاحترام، ودا واحد منهم، لا واحد منهم ايه ؟! دا أول واحد فيهم

وقبل أن تكمل "وعد"حديثها تلقت صفعة أخرستها، لم تتوقع أن تقوم والدتها بذلك، إنها المرة الأولى، وبسبب من؟! بسببه
إلى متى ستظل تتألم و تعانى لكونه والدها ؟ ألا يكفيها ما قاسته سابقًا؟!
و رغم شعورها بالألم لما اقترفته بحق ابنتها و لكنها تحمالت على نفسها و قالت بثبات:
مش مسموح لأى حد منكم إنه يغلط فيه
، دا أبوكى يا "وعد" فاهمة يعنى ايه أبوكى؟
لازم تحترميه.
التفتت لابنتها الآخرى و قالت :
و أنتِ يا "ديما" أنا عمرى ما منعتك من زيارته ، أنا كل المشكلة إنك معرفتنيش أنت فين و لا بتردى عليا

" الموضوع دا لو اتكرر تانى تصرفى مش هيعجبكم ، على أوضتكم حالًا مش عايزة أشوف أى حد منكم دلوقتى"
التقطت أنفاسها بصعوبة بعد صراخها الحاد عليهمل، كلما حاولت التأقلم على عدم وجوده يظهر مجددًا ليفسد ما تحاول إصالحه منذ سنوات عديدة .
لمَ لم يرحل للأبد؟

"هل صلة الدم قوية لدرجة أن نتحمل الأذية و العنف بشكل مستمر ؟
هل مجرد اسم يسبق أسماءنا فى شهادة ورقية كفيل بأن نتهاون فى أبسط حقوقنا الإنسانية ؟
ألا يكفى ما نعانيه بشكل يومى ؟
لمَ ننهش فى الماضى ليعود للحاضر؟
لمَ كل هذا الألم؟ "

_يتبع_
_الجزء الأولى، الفصل الثالث عشر_
_مريض نفسى بالفطرة _

______________________________________

Don't forget the vote, please
اتمنى الفصل يعجب حضراتكم و فى انتظار آرائكم ، تصبحوا على خير

Continue Reading

You'll Also Like

2.6M 185K 58
كان عالقًا في مستنقع سحبه للأعماق، حتى باتت يداهُ مُلطخة بالدماء، يقتل ضحيته بلا رحمة؛ للثأر مِمن كانوا السبب في قتل شقيقه ومرض والدته، حتى لُقِب بـ«...
3.4K 94 11
رواية سودانية بقلم ام الخلفاء
12.7K 1.3K 25
زينب سلامة _ روضة مجدي العمل مأخوذ من احداث حقيقة .. لم أتحدث عنها كثيرًا٬ ولكن بإمكاني قول انك ستدخل الي عالم جديد لم تأتي إليه من قبل بقلم /زينب...
15.3K 988 16
"شيروفوبيا" "رهاب السعاده.." _ وانا صغيره كنت بسمع اغنيه بتقول "ده القلب يحب مره ميحبش مرتين" كنت بحبها وبحب ادندنها كتير، لكن بما كبرت اتغيرت نظرتي...