مريض نفسى بالفطرة

By Hader3112

725K 30.6K 9.8K

مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح... More

اقتباس1( لست ليث،أنا غيث)
_١_ (صفعةُ تعارف)
_٢_ (جدى يريد عودتى)
_٣_(صدمةٌ مُبرمجةٌ )
_٤_ (أنا القاتل)
_٥_ (الإنفصالُ فرصة ثانية )
_٦_ (لا أريدك يا أمى )
_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )
_٩_( ما ذنبى إن كنت تحب فتاة تحبنى؟)
_١٠_( قامت بخيانتى)
التعريف بمرض غيث
_١١_ (نوبة غضب)
_١٢_(بقاءٌ قسرى)
_١٣_( أب برتبة عدو)
_١٥_ عشر(عائد لكِ يا حبيبتى)
التعريف بمرض الطبيبة منال
_١٤_( دماءُ زوجتى الراحلةُ )
_١٦_ (ذلك الوغد مجددًا)
_١٧_(لست ليث، أنا غيث)
التعريف بمرض ديما
_١٨_(حب من طرف واحد)
_١٩_(غارق فى دمائه)
_٢٠_( وحشتنى عنيكى )
_٢١_ (الكل عاشق )
_٢٢_(حقائق بالجملة)
_٢٣_(الانتقام الحلو)
_٢٤_(رصاصة خائنة)
_٢٥_( المواجهةالحاسمة)
التعريف بمرض مالك
_٢٦_(كان ضحية بالأمس)
_٢٧_ (وداعًا بيت جدى)
_٢٨_ ( تطاول بما فيه الكفاية)
_٢٩_ (الحقيقة المؤلمة)
_٣٠_(قابلها مجددًا)
_١_( الانطباع خاطىء)
_٢_(مشاغبة من الطرفين )
_٣_( غيث واحد لا يكفى)
_٤_ ( من المصاب ؟)
_٥_(الغيرة اللذيذة)
_٦_(باغتها بعقد القران)
_٧_(أشباح الماضى تطاردها)
_٨_(فارق الحياة )
_٩_( رفضها يصيبنى بالجنون)
_١٠_(فرصة ثانية للفؤاد)
_١١_( اكتئاب حاد )
_١٢_ (أحبك رغم أنف قبيلتى)
_١٣_(هل تقبلين الزواج بى؟)
_١٤_ (خطوبة و جثة )
التعريف بمرض مالك ٢
_١٥_( فليحترق العمل أمام حُسنكِ)
_١٦_ (حُلو مرى)
_١٧_ (أخوض لأجلكِ ألف حرب )
_١٨_(أقبلينى كما أنا )
_١٩_ (تطاول على صغيرتى أمام عينى )
التعريف بمرض محمد العدلى
_٢٠_ (أريدك رغم استحالة ذلك)
_٢١_ (زوجى السابق )
_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)
_٢٣_ (الإختطاف السعيد)
_٢٤_ (باتت حلالى و كل حالى)
_٢٥_(معركة دموية)
_٢٦_(ليلة زفاف كارثية)
_٢٧_(ليلة عيد)
_٢٨_ (كان القبول طوق نجاة)
_٢٩_ (كلانا لدية تجربة سابقة)
_٣٠_ (العديدُ من المعاركِ)
_٣١_ (كُتِبَ علينا الفراق)
_٣٢_(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )
اقتباس٥ ( فتاتى الصغيرة)
(التعريف بمرض مايا)
_٣٣_ (نتعايش أم نتداعش ؟!)
_٣٤_ (راقصة بمبادئ)
_٣٥_ ( قصيدةٌ جميلةٌ )
_٣٦_(الغضب الساطع آت)
_٣٧_(رفض من جميع الجهات)
_٣٨_(نَقَشَ فوق جسدها)
_٣٩_( لاجئ أم خائن ؟!)
_٤٠_(مَلاَك مُحْتَجَز)
_٤١_(نُقُوشٌ مُتبادلةٌ)
_٤٢_(ثلاثة قُبْل فوق ضريح الصقيع)
اقتباس_٦_ (لحن النهاية)
_٤٣_(الفَرِيسَةُ و الصَّيَّادُ)
_٤٤_(ليلةٌ مُلطخةٌ بالماضى)
_٤٥_(اختطاف أرعن)
_٤٦_(جسدٌ مُدنسٌ وروحٌ مُفارقةٌ )

_٨_(بيت جدى مجددًا)

8.2K 421 9
By Hader3112

عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال:
(( يصبح على كل سلامى (أي: مفصل) من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ))
[رواه مسلم]

______________________________________

٢٠/١٢/٢٠٢٢
(بيت جدى مجددًا)

لكل شخص منا حياة نصفها مؤلم و النصف الآخر قد يكون مبهجًا و قد لا يكون، و لكن تلك هى الحياة لا أحد له سلطة عليها و يجب أن نتعايش معها، مهما كانت الظروف
و فى بعض الأحيان يأتى على المرء لحظة ضعف قد تكون نتائجها أكبر من أن يتحملها للباقى من عمره، فيقرر الرحيل مبكرًا بإرادته، و عندئذ يخسر الماضى و الحاضر و لا وجود للمستقبل بحياته
حسنًا و بعد رحيله كيف سيكون حال عائلته؟

______________________________________

اجتمعا بالغرفة، ليس هناك حديث مخطط له و لا جرح قديم مقرر فتحه اليوم، فقط كلام عابر بداخل كل واحدة منهم، و ربما كان أصدق و أبلغ من المخطط له بمراحل و لكن بألم مضاعف و دماء كثيرة خفية لا تلوث الأرضية.

جلست "وعد"بوضع القرفصاء على الفراش و قالت بضيق :
أنا مضايقة جدًا و عايزه أجيبها تحت إيدى حرفيًا،  الهانم فاكرة نفسها أحسن منى بفلوس جدك، دى أصلًا فاشلة مش فاهمه اتعينت معيدة إزاى بجد ؟!
ابتسمت "رنا" رغمًا عنها و لكنها قالت فى النهاية بحيادية شديدة  :
هى مش فاشلة، خلينا صادقين، "مايا " طول عمرها شاطرة بعيدًا عن كونها شخصية لا تطاق و مغرورة فى أغلب الأوقات و شايفه نفسها علينا و على كل البشر حرفيًا بس هى فعلًا وصلت للمكان دا فى الكلية بذكائها، دا غير أن واحدة والدتها "سهير"  عايزاها تكون إزاى يعنى ؟!
عقدت"وعد" ذراعيها أمام جسدها و قالت بتهكم :
أيوة يعنى نعملها تمثال شرف مثلًا؟!
أنا مش طايقه نفسى، يا تغلطى فيها معايا يا تسكتى خالص، جو المثالية دا مش دلوقتى خالص و متقطاعنيش و أنا بحكى بعد كدا
رفعت"رنا"اصبعها تحك أنفها بيأس من تلك الفتاة ثم تقول :
خلاص سكتنا، إحكى اللى حصل ايه بالظبط؟ و من غير ما تجملى فى موقفك عشان عرفاكى، مبتغلطيش نفسك مهما يحصل

رمقتها "وعد" بغيط شديد و قبل أن تأخذ الآخرى وضع الدفاع وجدت الوسادة ملقاة فى نصف وجهها دون أى تهاون ثم أخذت المهاجمة  نفسًا عميقًا و قالت :
احنا داخلين السكشن عادى و أنا معرفشى النظام و كلنا كدا و بنت عمك داخله تحسيها عارضة أزياء المجر الغجر ومحدش قدها و لا شايفه الناس أصلًا
و ياستي قاعدين عادى فالبنت اللى جمبى بتقول عليها قمر مش شبه بتوع هندسة و عماله اشكر فيها بشكل over،  هل اسكت بقي بعد اللى قالته ؟
صمتت "وعد" للحظات منتظرة أن تهتف صديقتها بفضول لكنها لم تتحدث، هادئة تتابعها بعينها، فهتفت هى متسائلةً بخنق :
مبترديش ليه ؟ هو أنا بكلم نفسى هنا ؟!
ردت "رنا"عليها قائلةً ببساطة شديدة  :
أنتِ مش قولتى مقاطعكيش من شوية ؟!

رمقتها"وعد" بنظرة نارية ثم أكملت حديثها مسترسلةً:
المهم بقي قومت أنا قايله للبت اللى جمبى عمك "خلف الدهشورى خلف" قال ياما ناس كتير لابسه بس جليلة الرباية و صوتى كان عالى شوية صغيرين خالص فصاحبتك سمعتنا و هوب الدنيا أسودت. فرجت السكشن كله عليا و كانت عايزه تودينى للعميد و تفصلنى كمان بس أنا مسكتش و كنت برد على كلمة تقولها بعشرة فالموضوع ولع طبعًا بس دكتور "أحمد" الله يياركله عرف يصرفنى من قدامها و إلا كان زمانى مفصوله من أول يوم و دخلت موسوعة Guinness للعباقرة
عقدت "رنا"ما بين حاجبيها متسائلةً بترقب و دهشة :
دكتور "أحمد" مين؟! أنتِ لحقتى تعرفى ناس فى الجامعة ؟!
ابتسمت "وعد" دون وعى و صاحت بكلمات متناقضة لا تتلائم مع بعضها البعض :
دا معيد فى الكلية، أسلوب كلامه تحسيه واحد جاى من حوارى لندن كدا، هو رخم شوية بس totally ماشى حاله، مهضوم
رفعت "رنا" حاجبها الأيسر وهى  تهتف متسائلةً بحيرة ممتزجة بالإستنكار العلنى :
هى دى حاجه حلوة و لا وحشة ؟ مش فاهماكى
مطت "وعد" شفتيها و هى تقول  :
هى سلاح ذو حدين كدا
ثم صمتت للحظات، كأنها تحاول التحكم بما ستقول لكن عوضًا عن ذلك ألقت ما بداخله دفعة واحدة كالعادة لا عقل يحكمها، هى فقط تندفع فى كل أنور حياتها :
على فكرة أنتِ كدابة يا "رنا"
أنتِ مش عايزه تروحى أول أسبوع عشان حاجة تانية، حوار  اللى ضربتيه دا منزليش من زور و متحاوريش عليا أنا بالذات.
أصل طول عمرك بتتخانقى عشان غيرك  و ياما ضربتى ناس
مش فاكره ابن مدير المدرسة اللى ادتيله علقة محترمة عشان ضايق البت "سهام", زميلتنا ؟!
و  لا البلطجى اللى كان على أول شارعنا اللى اتخانقتى معاه عشان ضايقنى و جبتيله البوليس و الحارة كلها اتلمت علينا ؟!
أنتِ مبتخافيش طالما معاكى حق
و دا واحد قل ضايقك؛ فطبيعى تردى، للى مش طبيعى إنك تهربى، فإيه اللى حصل بقي ؟

"أنا عارفه أنك بعد اللى حصل اتغيرتى شوية بس لسه زى ما أنتِ، لسه مثلى الأعلى "
قالت كلماتها الأخيرة و هى تمسك بكف يد صديقتها، تشد عليها، تمنحها القوة

ابتسمت"رنا" رغمًا عنها فصديقتها حقًِا تعرفها، لتجد نفسها تقول بصدق دون أى مراوغة :
معرفشى يا "وعد "حسيت فجأة إن دا مش مكانى ، الناس اللى هناك مش شبهى، و هو بصراحة خفت منه، معرفشى ليه بس حسيته "مالك" كأنى شوفت "مالك" قدامى تانى، مع أنه أبعد ما يكون عنه، بس فجأة حسيت إن "مالك" هو اللى قدامى لما لمس ضهرى
أنا فرحت أنى ضربته، فرحت أوى و فى نفس اللحظة خفت، خفت أوى

أمسكت بكف يدها سريعًا و هتف متسائلةً بقلق :
طب أنتِ كويسه؟ أنا عارفه إن سيرة "مالك" بتتعبك، بس متخافيش أنا جمبك، و هفضل طول عمرى جمبك
لمعت العبرات فى عينها و هى تقول بألم :
أنا بقالى سنتين بحاول أتعافى منه، بس مش قادره يا "وعد"، ليه شبح "مالك " بيطاردنى دايمًا ؟
كل ما أبص لنفسى فى المراية بفتكر اللى حصل، محدش غيرك يعرف هو عمل ايه ؟
مقدرتش أقول لماما، حتى الدكتورة اللى ودونى عندها مقدرتش أحكيلها كنت خايفه و لسه خايفه، أنا حياتى أدمرت من يوم موت بابا و كمل عليا اللى "مالك" عمله بس حتى دا مكنشى كفاية، مش كفاية أبدًا و حلصلى بعدها كتير، كتير أوى
صمتت"رنا" للحظات تلتقط أنفاسها اللاهثة من فرط الألم و الغضب، ثم صاحت بحدة و هى تقف على الفراش، تمسك بمقدمة ملابسها بمقت و نفور موجه لذاتها بالتحديد دونًا عن غيرها :
تحبى أوريكى أذانى ازاى ؟ما أنتِ سبق و شوفتى مرة، تحبى تكررى العرض مرة تانية؟ يمكن أول مرة مكنتش كفاية و كدا كدا العرض بالمجان

لم يكن باستطاعتها المواساة بأى شىء فهذا الماضى المؤلم الذى سيظل يلاحقهم للأبد  و حتى فكرة العناق كمواساة ممنوعة منعًا بتًا
و قفت هى الآخرى متنهدة بأسى و قالت بينما كانت تحاول التربيت على كفها فلا تملك سوى هذا :
أهدى يا "رنا"، أنا آسفه حقك عليا مش هكلمك فى الموضوع دا تانى، أنتِ كويسه يا " رنا" مفيش أى حاجه حصلت و الله أنتِ كويسه

لكنها أزاحت  يدها بعنف، و انزوت بإحدى الأركان، ضمت ساقها لجسدها، لم تبك، لا دموع بحعبتها، فلقد زرفت الكثير و الكثير حتى نضبت
و اتجهت "وعد", لمكانها، جلست برفقتها دون أن
تَنْبَسْ بِبِنْتٍ شَفَةٍ، فقط تركت الهدوء و الصمت يعالج كل ما كان.
مرت الدقائق سريعًا إلى قالت ببلاهة كى تغير مجرى الحوار فمثيلاتها لا يتحملون الصمت و لو ثوانى :
طب فى جبنة رومى ؟ أنا جعانه،  فين كرم الضيافة بتاعكم ؟ أنتم بقيتوا بخله و لا ايه ؟!
تنهدت "رنا" تنهيدة عميقة ثم قالت بعد أن هدأت بعض الشىء و اتجهت للمرأة التى تتوسط الغرفة تحاول هندمة ملامحها قليلًا بعد ما حدث  :
أنتِ بتجى تخلصى الأكل بتاعنا و تمشي على فكرة، أنا عرفت أنا خاسه الأيام دى ليه؟
وضعت"وعد" يدها فى خصرها و هتفت متسائلةً باستنكار:
قصدك إنى تخنت صح ؟
حركت الأخرى رأسها بتأييد و قلت بمشاكسة :
شويه صغيرين خالص

و لم تكد تكمل جملتها حيث انقضت عليها الأخرى لكى تنتقم منها ،فكيف لها أن تصفها بالسمينة ؟ حتى و إن كان وزنها زائد قليلًا فلا يحق لأحد نعتها بذلك حتى صديقتها المفضلة ،جعلا المنزل فى حالة فوضاوية بسبب هرولتهم خلف بعضهما البعض و صراعهما بالوسائد والأطباق ،و أى شىء يقابلهم فى الطريق

حياة المراهقات جميلة للغاية، اهتماماتهم قد تكون بسيطة و سطحية و لكن ألا يمكن أن يكون قناعًا لألم دفين؟ يأكل الروح ببطء شديد و على فترات طويلة .
الكل يعانى، لا أحد سليم، فإما أن تختار الحياة و تتحداها أو تقف أمام أمواج البحر رافضًا المحاولة حتى، منتظرًا هلاكك لا محالة، و ستأتى الموجة الخاصة بك عاجلًا أم أجلًا.
و فى جميع الأحوال هناك دائمًا فرصة للنجاة، فانتهزها .

______________________________________

فى اليوم التالى، أمام كلية الطب جامعة القاهرة
تقف برفقة زميلاتها، يتناقشون حول ببعض الأسئلة التى تركها لهم أحد أعضاء هيئة التدريس كاختبار منزلى لهم.
كانت "ليلى" تدون بعض المعلومات على هاتفها و هى تستمع لأفكارهم، إلى أن اهتز هاتفها بينما كانت تحمله، مُعلنًا عن اتصال من شقيقها، ابتعدت عنهم كى تتحدث معه.
مجرد مكالمة عادية، يطمئن عليها ليس أكثر فلقد مضى العديد من الأيام دون أن يتقابلا نظرًا لإنشغال كل منهما بحياته.
عادت بعد فترة  لتجلس معهم، لكن إحدى الفتيات لمحت خلفية هاتفها المضاء فقالت و هى تشير له :
حلوة صورة ال background، بس مين دول؟ معرفش غير أخوكى بس، الاتنين التانين مشوفتهمش معاكى قبل كدا
أجابتها و هى تشير لكل فرد تتحدث عنه :
اللى واقف على اليمين دا أبية"أحمد" صاحب أبيه "غيث" و يعتبر متربين سوا و اللى جمبه يبقي "آدم"

كانت نبرتها أرق حين تتحدث عن أحدهم، مُبطنة بإعجاب صريح لفاقد البصر قبل المُبصرِ نفسه، و هذا ما لفت انتباه الجميع، خاصة إحدى الفتيات التى تجلس معهم  و التى قالت متسائلة بفضول  :
مين "آدم"؟ و ليه حاف من غير أبيه ؟ واضح إن فى  حاجة و إحنا منعرفشى

"ملكيش دعوى "
لفظت" ليلى" بتلك الجملة المقتضبة و هى تنهض و تجمع اغراضها كى تتركهم، فلم يعد الحديث مُسْتَسَاغ بالنسبة لها، فكل شىء ينتهى أمام ذكره، هو وحده .
لكن أوقفها عن التقدم هتاف الأولى و التى قالت بهدف إثارة حنقها ليس أكثر :
بس "آدم" دا  وسيم على فكرة
عادت لها و قالت بينما كانت أناملها تلمس ذقن تلك الفتاة ببعض الحدة :
"آدم" No
كأنها تريد إيصال رسالة قوية و بالفعل أوصلتها و ظهر ذلك بشكل جلى على ملامح الفتاة حيث انكمشت كرد فعل طبيعى لهذا الهجوم الغريب.

بها بعض ذرات الغضب اكتسبتها من شقيقها و لا أحد غيره.

و على الجانب الآخر بإحدى دول الخليج
كان "آدم" قد أنهى للتو عمله و اتجه لغرفته بالمشفى كى يحمل متعلقاته و يرحل.
أضاء هاتفه و ابتسم لتلك الصورة التى جمعته معها، اقتص "أحمد" منها و أعاد ضبط الصورة مجددًا  لتظهر و هى تقف بينه و بين شقيقها.
قال بهدوء ينافى ضربات قلبه كلما تذكرها :
يا ترى لسه فكرانى يا "ليله " ؟ لسه فاكره "آدم" يا أشقى بنت شافتها عينيا  ؟

"و أحلاهم بدون أى منازع......"
تمتم بخفوت بتلك الكلمات البسيطة  قبل أن يغادر لمنزله الخاص بتلك الدولة الغريبة عنه و الموحشة مادام بعيدًا عنها.
______________________________________

استيقظ"غيث" فى منزل غير منزله، ظل يحدق بالسقف لفترة ليست بالقصيرة، هل سيظل الهروب طريقته فى كل مرة ؟!
اليوم كان بيت صديقه هو الملجأ، غدًا من سيكون؟
ألم يحن الوقت لتأسيس حياة خاصة بعيدة عن كل ما يؤلمه ؟ و لكن أيمكنه تركها للأبد؟ حتى و إن عانى بسببها الكثير، ستظل الوحيدة التى تمسكت به، لم يعرف أمًا غيرها رغم عدم استحقاقها لهذا اللقب .

غارق فى أفكاره و عالمه الخاص لا يريد العمل اليوم و لا الخروج و التعامل مع البشر، يريد فقط أن يبقى هكذا لا أحد يراه، لكن صوت هاتفه كان له رأى أخر، استمر فى الإهتزاز و حاول تجاهله أكثر من مرة لكن لا فائدة مُصرة للغاية، حسنًا فليكن لها ما تريد .

زفر أنفاسه بضيق شديد و بعده ألتقط هاتفه ضاغطًا على إحدى الأزرار ليسمع صوتها و هى تتسائل بحدة :
أنت فين؟ دخلت أوضتك أصحيك ملقتكش، و بقالى تلت ساعات برن عليك، أنا مبحبش التسبب دا
رد عليها بضجر  شديد :
عند" أحمد "،  فى حاجه يا دكتورة ؟
تضايقت بشدة من حديثه البارد معها و صاحت بغضب شديد :
معرفتنيش ليه؟ يعنى ايه تسيب البيت و تبات برا من غير ما تعرفنى؟ ايه عدم الاحترام دا ؟
احتدت قبضته بشدة على الهاتف ، أراد تحطيمه لعله ينفس عن الغضب الذى يعتريه الآن، تتمكن من إطاحة أى تمدن يحاول التظاهر به، تعيده لوحشيته التى ينفر منها
بدأ صدره يعلو و يهبط من فرط غضبه و هو يقول :
و أنا مش مطالب أقولك كل تحركاتى، و متكلمنيش تانى عشان مش هرد، و أحسنلك تنسيى خالص الفترة دى

أغلق فى وجهها، و ابتسم بسخرية، حقًا بداية يوم تبعث التفاؤل فى صدر المرء، إنها لعنة حياته و ليس أمه.

يقف أمام باب الغرفة يراقب انفعالات صديقه، مشفق عليه تارة، حزين لحاله، متضايق من تلك الأم ، أحقًا تستحق ذلك اللقب ؟ أخرجه من أفكاره صوت صديقه و هو يهتف متسائلًا بسخرية :
واقف عندك بتعمل ايه؟ ضاقت بيك الدنيا عشان تجى تسرح قدام الأوضة اللى نايم فيها
رفع "أحمد" حاجة الأيسر و قال بتهكم :
بتشمس، الدكتور قالى أقف هنا عشان فيتامين دال عندى ناقص
رمقه"غيث"ببُغْض ثم نهض و هو يقول بسخرية :
جميل، كل حاجة عندك ناقصه، دم و دال و إحساس
ابتسم الآخر و قال بخيلاء كعادته متجاهلًا سخريته الصريحة :
أيوه عارف أنى جميل و كل الناس مأكدنلى كمان
ضرب "غيث"كفًا بكف ثم  قال بنفاذ صبر  و هو يدفعه كى يعبر :
أنت محتاج تتعالج من خفة دمك دى، و الناس دول بيجاملوك على فكرة،  عامة مش موضوعنا جهزت الفطار؟ أحنا already  متأخرين
حدجه "أحمد" بنظرات حارقة و صاح بحدة زائفة :
هو أنا الخدامة الفلبينى اللى جبهالك أبوك؟ ما تتظبط كدا 
ابتسم"غيث" رغمًا عنه و قال بينما كان يتجه للمرحاض ليغسل وجهه و يستعد :
خلينا نلبس و نروح الجامعة، أنا مليش نفس أعمل حاجة دلوقتى و "عم سيد" هيظبطنا و خلاص

و قبل أن يجيبه أغلق "غيث" باب المرحاض  فى وجه صديقه، و ظل أحمد لثوانى يسُب و يلعن دون أى صوت

خرج من المرحاض و هو يحمل إحدى المناشفِ ليجفف بها وجهه و يده و قال و هو يتجه لغرفته :
هات أى حاجه من عندك ألبسها بس بلاش كروهات، مش عايز أبقي clown زيك
دفعه "أحمد" بحدة و قال  بتناقض بينما كان يتجه لخزانة ملابسه بالفعل تنفيذًا لما طلب:
أنت بتتشرط ليه؟ تكونشى اشترتنى و أنا معرفشى ؟!
ارتمى "غيث"  بجسده على الفراش و هو يهمس بإستهواء  :
اه و عقد البيع على المكتب هناك أهو تحب تشوفه؟!
لم يلتفت له، ظل يعبث فى خزانته كى يحل ما يناسبه و لكنه قال بتذمر :
و بتقول عليا ثقيل؟! يلا ياعم خلينا نخلص

بعد دقائق كان "غيث"يرتدى بنطالًا و قميصًا باللون الأسود و صديقه بجانبه يرمقه بفخر فهو من اختار هذا الملابس التى تليق به

و بعد فترة بسيطة كان الاثنين يتحركان بالسيارة متجهين إلى علمهم بعد أن اخبرتهم "ياسمين" بأنها هناك و تنتظرهم بالفعل .

______________________________________

على الجانب الآخر فى منزل الفتاة، بينما هما جالسان يشاهدان التلفاز و يتناولان بعض المقرمشات إذا بجرس الباب يحدث صوتًا عاليًا و الطرق عليه كان همجيًا للغاية كأن الزائر لا يعرف أى شىء عن أداب الزيارة، صدقًا لا يعرف أى شىء
انتفضت"رنا" من مكانها و هى تهتف متسائلةً بفزع:
فى ايه مين بيخبط كدا؟
ردت عليها صديقتها سريعًا بعد أن سقط الطبق الذى كانت تحمله من يدها :
مش عارفه تعالى نروح نشوف مين الحيوان دا؟

أسرعت بفتح الباب و لكن كانت الصدمة غير متوقعة، وقفت أمامه و جسدها يرتجف لا إراديًا من تلك المقابلة و قالت دون و عى:
أنت، أنت عايز ايه؟
رمقها جدها بهدوء غريب، و لحظات بسيطة قبل أن يلقى تلك القنبلة دون أى رحمة :
من غير كلام كتير لمى هدومك و تعالى معايا، خلاص ملكيش عيشة هنا تانى

"كانت المفاجأة غير متوقعة، العودة لنفس المنزل و التعايش مع ذلك الألم مجددًا، كأن الماضى أراد أن يعيد رسم نفس اللوحة المشوهة بكل تفاصيلها البشعة .
تقف مصدومة لا يمكنها التحرك، منزوعة الإرادة و العزيمة، خائرة القوى، لا تفكر سوى بأمر واحد أستجتمع معه مجددًا؟ مع ذلك الوغد تحت نفس السقف "

_يتبع_
_الجزء الأول ،الفصل الثامن _
_مريض نفسي بالفطرة _

___________________________________

Don't forget the vote, please
أتمنى الفصل يعجب حضراتكم و مستنيه أرائكم، تصبحوا على خير

Continue Reading

You'll Also Like

1.4M 116K 52
قصة حقيقة بقلمي الكاتبة زهراء امجد _شال ايدة من حلگي بعد مصاح مروان رجعت كملت جملتي اكرهك انت اناني متحب بس نفسك كأنما معيشنا بسجن مو محاضرة !!! مروا...
188K 9.8K 64
سَنلتقي .. رُبما يكون لقاءً بارداً تكتمُ فيه غيرتك وأمسكُ فيه لِساني عن اُحبّك ستنظر اليّ ، وسأنظر للجميع عداك .
3.4K 94 11
رواية سودانية بقلم ام الخلفاء
9.8K 617 39
• بعد إنهاء المكالمه سهيله بتذهب الي مكان تواجد فارس عند الاستدج وبتصفعه صفعه قويه علي وجهه تحت نظرات تعجب من الجميع... • وقال بنبره مخيفه وساخره : ا...