قلب مُغلق للصيانة / كاملة

By FatmaSultan947

1.2M 134K 18.9K

رواية اجتماعية رومانسية💜 شعبية💜😍 More

اقتباس《١》
اتنشن💜
اقتباس 《٢》
المقدمة
هام..
الفصل الأول
تلخيص الشخصيات
الفصل الثاني
الفصل الثالث
مساء الخير يا جماعة
النشر في فترة الامتحانات💜
الفصل الرابع
اقتباس من الفصول القادمة
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
هام
الفصل التاسع
عيد أضحى مبارك💜
الفصل العاشر
هام❤
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
صباح الخير🤍
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
مساء الخير
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
وحشتوني جدا
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
مهم
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
مهم جدا
الفصل الثلاثون
هام جدا
الفصل الحادي والثلاثون
مساء الخير اتنشن بليز🤍
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
مساء الخير يا حلوياتي
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
هام
الفصل السابع والثلاثون
تحديث مهم
الفصل الثامن والثلاثون
هام
وحشتوني هام جدا
أخر تحديث...
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
تث تث
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل الخامس والأربعون
الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون
الفصل الخمسون
الفصل الحادي والخمسون
الفصل الثاني والخمسون
الفصل الثالث والخمسون
مهم جدا💜
الفصل الرابع والخمسون
الفصل الخامس والخمسون
الفصل السادس والخمسون
الفصل السابع والخمسون
الفصل الثامن والخمسون
مهم
الفصل التاسع والخمسون
الفصل الستون
الفصل الحادي والستون
الفصل الثاني والستون
الفصل الثالث والستون
مساءكم لذيذ🥹🩷
الفصل الرابع والستون
الفصل الخامس والستون
اقتباس من الفصل القادم
رواية كاملة هدية اهم من الفصل يا حلويات❤️
الفصل السادس والستون
الفصل السابع والستون
الفصل الثامن والستون
الفصل التاسع والستون
الفصل السبعون
الفصل الحادي والسبعون
الفصل الثاني والسبعون
الفصل الثالث والسبعون
الفصل الرابع والسبعون
الفصل الخامس والسبعون
الفصل السادس والسبعون
مساء الخير.
الفصل السابع والسبعون
الفصل الثامن والسبعون
الفصل التاسع والسبعون
الفصل الثمانون
الفصل الحادي والثمانون
الفصل الثاني والثمانون
الفصل الثالث والثمانون
الفصل الرابع والثمانون
الفصل الخامس والثمانون
الفصل السادس والثمانون
الفصل السابع والثمانون
الفصل الثامن والثمانون
الفصل التاسع والثمانون
الفصل التسعون
الفصل الحادي والتسعون
الفصل الثاني والتسعون
الفصل الثالث والتسعون
الفصل الرابع والتسعون
مساء الخير.
الفصل الخامس والتسعون -الأخير-
تنوية هام
مهم🩷..
الخاتمة -الجزء الأول-
مهم
الخاتمة -الجزء الثاني-
تحديث🩷
الخاتمة -الجزء الثالث-
الخاتمة-الجزء الرابع-
الخاتمة -الجزء الخامس-
الخاتمة -الجزء السادس والأخير-
اقتباس من الرواية الجديدة
غلاف الرواية الجديدة🥹🩷
الاقتباس (١) من الرواية الجديدة (الغير مشتركة)
هام
موعد نشر الرواية الجديدة.
رواية ديجور الهوى روايتي الجديدة🩷
هام جدا🩷🩷
هام لمتابعي قلب مغلق للصيانة
مشهد خاص / قلب مغلق للصيانة
هام لمتابعي الرواية
مشاهد خاصة لابطال الرواية

الفصل التاسع والثلاثون

8.1K 1K 91
By FatmaSultan947

الفصل التاسع والثلاثون
من #قلب_مغلق_للصيانة
بقلم #fatma_taha_sultan

__________

اذكروا الله

___________

"‏كارثة حين يجتمع الصمت مع دقة الملاحظة."
- عبدالوهاب الرفاعي

"مشاعرُ الانسانِ قد تكونُ غيرَ معدودةٍ مثل حباتِ الرمالِ و قطراتِ المحيط."
- نيكولاي غوغول

__________

صنعت "حنان" الطعام، فقامت بجعل ظافر يتناول الطعام مع عثمان في الغرفة، ثم هبطوا إلى العزاء سويًا لاستقبال الناس في اليوم الثاني بينما متولي كان لا يريد أن يستيقظ رغم محاولاتهم الكثيرة ومحاولات ظافر نفسه وكأنه يهرب من الحقيقة ومن واقعه المؤلم بفقدانه عزيزه "رشاد"، وأخبرتهم "حنان" بأن يتركوا لها هذا الأمر، وجعلت "علا" تجلس مع حليمة لاستقبال النساء التي تأتي للقيام بواجب العزاء في فقيد العائلة.

ولجت "حنان" ووضعت الطعام على الطاولة، وقامت بفتح النافذة حتى يدخل الضوء إلى الغرفة، وأقتربت من الفراش لتجد متولي الدموع تهبط من عيناه في صمت مُريب، أردفت "حنان" في نبرة عذبة وهادئة:
-وحد الله.

مسح متولي دموعه بأنامله وأعتدل قليلا في جلسته، وغمغم في نبرة حزينة:
-لا إله إلا الله محمد رسول الله.

-عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.

قالت حنان ذلك ووجدته قاطع حديثها متمتمًا:
-هو ليه مش بيخلص، وليه مينفعش أهرب من الحِزن ده وكل حاجة ترجع زي الأول.

أردفت حنان في هدوء:
-هيخلص أول ما تؤمن بأنه هيخلص وهيعدي، وتؤمن بأن ربنا استحالة يخليك تمر بيه غير وهو عارف أنك هتعديه وهتكمل وهتقف على حيلك، المسألة مسألة إيمان.

هبطت دموعه وبشدة مغمغمًا:
-قلبي موجوع أوي يا بنتي، المرة دي مش زي أي مرة أوي متشبهش أي وجع مريت بيه، قلبي واجعني أوي.

كانت نبرته متألمة بحق فتحدثت حنان وهى تحاول مواساته:
-صدقني هيعدي والله هيعدي، وبعدين ربنا يبارك ليك في ظافر، وتقربوا من بعض وتعوضوا كل اللي فات وربنا يصبركم بقربكم من بعض، وبعدين أنا بنتك  وهفضل جنبك لغايت ما تقوم وتقف على رجليك تاني، لازم تأكل وتقف على حيلك تاني

تمتم متولي في نبرة حزينة:
-سحر جت من المستشفى؟!.

أجابته حنان محاوله إلا تشرح وضعها الصعب له وأن تختصر بعض التفاصيل بقدر الإمكان:
-اه جت ونامت في اوضتها، وندى مع قريبتها برا، هي بس تحت تأثير المهدئ مش أكتر فنامت ربنا يصبرها هي أول واحده خدت الصدمة برضو.

-ايه  الصوت ده؟!!
كان هذا  تعقيب متولي على تلك الأصوات العجيبة التى لم تكن سوى شهقات وفرحة حليمة برؤية شيماء والتى أخذتها في أحضانها،  ولاحظت حنان أيضًا الضجيج الذي يحدث في الخارج، وفي ذات ولجت علا إلى الغرفة في طريقة هجومية وتمتمت:
-علام جه هو وشيماء.

رجفة أصابت الكل، وخصوصا حنان التى كانت رجفتها من نوع خاص، ذلك اللقاء التي لم تكن تريده مطلقًا أن يحدث، قلقة جدا على ظافر من أن يرتكب فعل جنوني وهذا الفعل سيكون نابع عن غيرة، لا تتمنى أن تكن في قلبه، نهض متولي في عجاله من أمره ونظر من النافذة ليجد علام يقف في وجه ظافر ويمد يده له ينتظر أن يصافحه..

____________

أتى علام بعدما دفع الأجرة للرجل، وأقترب منهم وهو يجر حقيبة اخرى وقف أمام ظافر متمتمًا وهو يمد يده ناحيته:
-البقاء لله يا ظافر.

عثمان كان يقف بجانب ظافر مذهولا من فعلته ألم يجد سوى ظافر حتى يتحدث معه أول شخص، كان الجميع يترقب رد فعله حتى فادي الذي يقف أمام بوابة المنزل وترك شقيقته تصعد بمفردها منذ زمن، هذه اللحظة كان يظن ظافر أنه حينما تحدث سيقوم بارتكاب أفعال لا تخطر على عقله، لحظة سيتحدث عنها الكثير، لحظة لن يكن لعقله وقتها مجال لأن يفكر، مازال غاضب منه مازال يريد قتله، ولكن لا يستطيع فعل شيء.

شيء حابس للأنفاس هذا اللقاء هو صعب على الجميع، المبالي والمهتم، الغاضب والبارد الجاف، الجميع قلق ولا أحد يشعر بالطمأنينة، الجميع يترقب رد فعل ظافر

مد ظافر يده وقام بمصافحته، ليصيب الراحة في قلوب الجميع ويتنفسوا براحة، أجابه ظافر وهو يشدد على كل حرف:
-ونعم بالله.

جذبه ظافر ليقوم باحتضانه تحت صدمة الجميع، وصدمة متولي، حنان وعلا، الذين يشاهدون المشهد من النافذة، دهشة علام نفسه، تحدث ظافر هامسًا له بحديث لن يسمعه أحد غيره:
-أفتكر تاريخ اليوم ده كويس، وأدعي لرشاد فيه، لأن لولا رشاد وبنته وأن عزاه مفيش أهم منه عندي ولا في حاجة في الدنيا أغلى منه عندي، مكنتش هطلعك لأختك سليم.

أحتضنه علام وهو يربط على ظهر ظافر وقال:
-والعيلة كلها متهمنيش، اللي أنا عايزه عملته من بدري أوي وكده كده رشاد مش محتاج توصيه علشان ادعيله.

أنهى حديثه وأبتعد عن ظافر الذي كان مذهولًا من وقاحته ياليته يستطيع لكمه وأن يخرج طاقة الغضب المتواجدة به.

ذهب علام تحت أنظار الجميع وسار متجهًا صوب البيت وسأل فادي حينما وصل إلى الفناء:
-سحر فين؟!

عقب فادي على حديثه في استغراب هذا العناق الغريب من نوعه بينهما:
-في شقة جدو.

_____________

بعد ساعة تقريبًا، كانت سحر تجلس في حضن علام الوحيد الذي أستطاع الحد من صراخاتها، فكانت في حالة هستيرية بعد إستيقاظها من النوم وإنتهاء مفعول هذا المهدئ، شعرت بالطمأنينة حينما رأت علام ولكنها كانت ضعيفة وهزيلة إلى أقصى درجة، هتفت سحر وهى بين أحضانه:
-صحيت من النوم أستغربت أنه راحت عليه نومه، لقيته ميت جنبي وأنا مش حاسه يا علام، ميت وأنا مش حاسه....

أمسك علام يدها التى كانت على وشك أن تضرب خديها بها، وهتف في نبرة هادئة:
-أهدي يا سحر علشان بنتك بتعيط في إيدهم محدش هيعرف يأخدها في حضنه ويراعيها غيرك، أهدي علشان خاطر نفسك كمان

بكت بحرقة، لم تستطيع ابنتها أن تشبع من حنان أبيها لم تستطيع حتى نطق أسمه، هناك الكثير الذي ينقصها في حياتها

بل حياتها لم تبدأ بعد، وقد فارق والدها الدنيا.

-عايزة أموت يا علام أنا مش هعرف أعيش من غير رشاد أنا محستش نفسي بني أدمه غير معاه، رشاد هو اللي غيرني، انا مش هعرف أكمل من غيره، حتى ملحقتش أودعه قبل ما يدفن منعوني منهم لله.

أردف رشاد في ارتباك، ارتباك من رؤية شقيقته بهذه الحالة، لا يظن أنها أنهارت بهذا الشكل من قبل، حتى مع والديها رُبما لصغر سنها في وفاة كلا منهما، ولكن تلك المرة الصدمة كانت ثقيلة عليها:
-لما تهدي وتبقى كويسة هاخدك تزوريه، صدقيني ده كان أحسن ليكي، أنا خوفت عليكي تروحي، علشان خاطري يا سحر أهدي كله هيعدي يا حبيبتي عارف أنه صعب بس صدقيني هيعدي ولازم تأكلي وتأخدي علاجاتك وتسيطري على نفسك علشان بنتك قبل ما يكون عشان أي حد.

ثم أسترسل علام حديثه في نبرة عذبة:
-فكرتني بيكي وأنتِ صغيرة نفس الشكل، ربنا يخليها ليكي هى دي اللي هتكون صاحبتك وبنتك واختك وأمك زي ما كنتي طول عمرك بتتمني تخلفي بنت.

أبتسمت سحر من وسط أوجاعها متذكرة أحلام طفولتها البائسة، ولكن فجاءة تحدثت في ذعر هى غير واعية  بأي شيء حولها، حاوطت وجه شقيقها بكفيها المليئة بالعلامات الزرقاء أثر تلك المحاليل التي كانت مُعلقة لها:
-ظافر، اوعى تخلي ظافر يشوفك.

تمتم علام متذكرًا هذا اللقاء العجيب هو نفسه كان يمد يده في ثقه ولكنه لم يكن يتوقع رده فعله السلمية البحتة:
-شوفته خلاص، وعزيته وهو سلم عليا.

حسنًا لا تصدق ما تسمعه، هل تقوم تلك المهدئات بجعلها تسمع أشياء عجيبة؟!

-أنتَ بتتكلم بجد؟! ولا بتقول كده علشان مقلقش عليك.

عقب علام وهو يمرر يده على رأسها في حنو:
-بتكلم بجد وبعدين متشليش هم حاجة خالص غير نفسك، وأن تكوني كويسه وتحاولي تتخطي الأزمة دي علشان بنتك..

تذكرت سحر في تلك اللحظة كلمات "رشاد" التي ما أن فتحت أمر ظافر وعلام وقلقها من لقاء يجمعها، كان يكتفي برده عليها بأن هناك ظروف بين العائلة سيتوجب على الجميع رغمًا عنهم الوقوف بجانب بعضهما البعض من أجل الواجب والظروف، هل كان يشعر بموته أم يتحدث في حقيقة ملموسة ولكنها عادت تتذكره، وتردد كلماته في أذنيها في قوة وهنا صرخت بكل ما بها من قوة.

حاول علام السيطرة عليها ولكنه فشل في تهدئتها جذبت أنتباه الجميع حتى أن متولي جاء وعبد الكريم والجميع، وطلب علام من أحد أقاربهم بأن يأتي له ببعض الأدوية المهدئة ليقوم بحقنها لها في أقصى سرعة بعد أن يأتوا بها، حالتها يصعب السيطرة عليها في هذه المرحلة دون فعل ذلك.

وبعد وقت قام بحقن المهدئ لشقيقته، وخلدت إلى النوم والجميع ذهب إلى ما كان يفعله قبل مجيئهم بسبب صراخاتها، طلب علام من فادي بأن ينادي شيماء من الأعلى فهى لم تهبط منذ أن صعدت بالرغم من صرخات سحر التي جذبت الجميع

_____________

نظرات حنان وشيماء كانت قاتلة لبعضهما البعض، خصوصا شيماء التى كانت تحمل ندى التى شعرت بالسكينة في أحضانها، وأخذتها من قريبة علام وسحر حينما ولجت لتؤدي فرضها فحملتها حتى عودتها، توترت حنان ولا تدري لما، وكانت تشعر بالاختناق الشديد وجودهما الآن سويًا شيء لا تتحمله حنان بالمرة رُبما حينما لم تكن أي صفة بالنسبة لظافر سوى بأنها صديقة عزيزة كانت تتحملها وتتقبلها بينما الآن الأمر في غاية الصعوبة، نهضت حنان وتوجهت إلى المطبخ حتى تنفرد بذاتها وضعفها، لحقتها علا التى كانت تلاحظ ما يحدث والنظرات المشحونة بينهما.

ولجت علا متمتمة وهى تغلق الباب الخاص بالمطبخ حتى لا يسمعهما أحد:
-أيه يا حنان مالك في أيه؟

هزت حنان رأسها في نفي محاولة جعل نبرتها عادية:
-مفيش حاجة.

-أنشفي كده مالك طبيعي كانت شيماء وعلام هيجي يوم وتشوفيهم كان قريب ولا بعيد، هى بنت عم ظافر مهما حصل وفي مناسبات كتيره هتجمعهم مش دي وبس، لو كل مرة وشك هيصفر كده وكأنك اللي غلطانة هتخلي اللي قدام يسوق فيها.

تنهدت حنان ثم غمغمت في قلة حيلة:
-أنا متوترة من وجودها ومن وجود علام حمدت ربنا لما عثمان قالي أنه معملش حاجة لما شافه بس وجود شيماء مضايقني.

قالت علا في نبرة حكيمة:
-عارفة يا بنتي وحاسه بيكي وفاهمه كل حاجة، بس أنتِ لازم تفهمي أنك دلوقتي مرات ظافر هى ماضي وأنتهى وظافر أختارك أنتِ، وهى مرات واحد تاني دلوقتي، لازم تكون قاعدة واثقة من نفسك قبل أي حاجة وواثقة من جوزك، يلا أغسلي وشك كده وأخرجي أقعدي وميهمكيش حد

أحتضنتها حنان في حب حقيقي فلا شك بأن علا أمرأة دافية لأقصى درجة تصيب كل من يقابلها ولديه هم براحة كبيرة.

بينما في الخارج صعد فادي وأخبر شقيقته بأن زوجها يريدها في الأسفل، فتركت شيماء "ندى" مع قريبة سحر وعلام فكانت قد أنتهت من صلاتها في هذا الوقت

هبطت شيماء إلى شقة جدها مُجبرة وكان هو ينتظرها بمجرد أن ولجت من الباب سمعته يهتف في نبرة غاضبة:
-البيت كله اتجمع وجه على صويت سحر إلا أنتِ كنتي بتعملي أيه؟

أجابته شيماء في تلقائية:
-كنت شايلة ندى وقاعدة فوق قالولي منزلش علشان البت متتخضش ومكنوش عارفين يسيبوها مع مين وبعدين أنا كنت قاعدة مع ماما أنتَ بتتكلم كده ليه أصلا؟!

قالت الأخيرة مستوعبة طريقته فعقب علام في نبرة ساخطة:
-معلش أنا مش في ظرف هكلمك فيه بالشوكة والسكينة، أنتِ هتقعدي هنا مكان ما أنا موجود فوق متطلعيش ولا حتى عند أمك لو هى عايزاكي تنزل، أحنا هنقعد هنا في شقة جدك.

-ما تحبسني أحسن، هو أنتَ حابسني هنا وهناك؟! وبعدين أيه الأسلوب ده مش فاهمه

تركها علام وتوجه صوب باب الشقة وقام بإغلاقه
فكانت هي تاركه أياه، وعاد ممسكًا بذراعيها جاذبًا أياها ناحيته متمتمًا:
-معلش ده أسلوبي اللي هتتحمليه لغايت ما نخلص اللي أحنا فيه ولغايت ما نخلص اللي أحنا فيه هحبسك لو دي تسميتك، وبرا الشقة دي مش عايز أشوفك علشان مش هيحصل كويس، وبلاش شغل الاستعباط وأنك مش فاهمه أيه الوضع اللي أحنا فيه.

تألمت من أصابعه التى يغرسها في ذراعيها:
-سيب إيدي طيب.

ترك علام يدها وعاد يكرر تعليماته:
-مشوفكيش برا باب الشقة دي، أنا خارج برا علشان العزاء لو حصل أي حاجة ابعتيلي حد لو سحر صحيت، ومتخرجيش أنتِ لو الدنيا بتولع..

رمقته في غضب جامح كانت على وشك قتله لعلها تشعر ببعضًا من الحرية، أو تقتل ذاتها وتتخلص منه ومن عائلتها وكل شيء، يكفي رؤيتها لغريمتها التي باتت زوجة ظافر ونجحت في الشيء الذي تمنته هى طوال عمرها، هل الدنيا غير منصفة بهذا الشكل؟!

___________

-اه يا ناري، لولا الظروف اللي أحنا فيها لكُنت بهدلت بكرامه أبن اختك الأرض.

كانت حليمة تتحدث وهى تجلس بجانب زوجها في المساء بعد أنتهاء العزاء، وأجاب عليها بعدما سحب نفس من الأرجيلة:
-بقولك أيه أنا طول اليوم في دوشه وخنقة سبيني أشرب الحجرين على رواقه، وبعدين هو عملك أيه الولد يعني؟

تمتمت حليمة في تهكم:
-أهو ده اللي أنتَ فالح فيه.

قاطعها عبدالكريم منفعلًا:
-بقولك أيه يا حليمة لمي لسانك في ليلتك دي وخليها تعدي يا تقولي في أيه يا تنقطينا بسكاتك.

لوت حليمة فمها بتهكم ثم تحدثت في انزعاج وتفسير:
-الباشا مانع البت تطلع عندنا، وحاكم عليها متخرجش من شقة جدها وقال كده في وشي مش عايزنا نشبع من البت بعد الغياب ده كله أنا من حقي أقعد مع بنتي براحتي وتطلع شقة أبوها هو فاكر نفسه أيه؟!

غمغم عبد الكريم في لامبالاة:
-هي مش مراته، ما يحكم عليها زي ما يحطم عليها أيكش يكسر رقبتها خلاص هي في حكمه وذمته هو، وأحنا ملناش فيه وبعدين عنده حق يعني أنتِ عايزاها تفضل طالعه نازله في وجود ظافر يعني هو حد يحط النار جنب البنزين.

أردفت حليمة وهي تضيق عيناها متحدثه في عفوية:
-يعني أنتَ قصدك أنه غيران مش خايف، لا ده شكله خايف.

قاطعها عبدالكريم ساخرًا:
-يخاف ايه علام ده بجح وقلبه ميت ده مد إيده وسلم على ظافر أول واحد وسط الكل ومتهز حتى مع أن كلنا كانت رُكبنا بتخبط في بعض.

تحدثت حليمة في مكرٍ:
-طب كويس، ده نعرف نلعب على الحاجة دي براحتنا، المهم أنا عايزاك تقرب من علام وسحر.

ضيق عبدالكريم عيناه وتحدث في عدم فهم وتهكم:
-اشمعنا يا ست الدكتورة؟! وبعدين ما علام ده اللي علم علينا قبل كده ومكتبش حاجة

تمتمت حليمة في دهاء:
-سحر خلاص رجعت فاضية زي زمان، وأحنا كنا عايزين نجوزها لفادي من الأول، لازم نكون جنبها ونساندها، قبل ما أخوك يفكر يجوزها لظافر اللي هيكون الأولى علشان حنان في كل الأحوال أرض بور.

تمتم عبدالكريم في دهشة:
-يا ولية جواز أيه اللي بتفكري فيه ده رشاد ملحقش يرتاح في تربته.

قالت حليمة في نبرة هادئة ولكنها كانت خبيثة بما يكفي:
-يا حبيبي أنا زعلانة عليه برضو ده شاب صغير، بس ده ميمنعش إني أفكر في مراته وفي بنته بالعكس دي أكتر حاجة تريحه في تربته وبعدين سحر صغيرة ولازم نفكر فيها الحي ابقى من الميت.

تحدث عبدالكريم ساخرًا:
-هو أنتِ فاكره أن سحر لو اتجوزت فادي هتديه المعارض وهتكتبله نصيبها؟ ما كانت عملتها مع رشاد اللي هتموت نفسها عليه.

غمغمت حليمة في منطقية بحتة:
-أفتكر أنها عرضت فعلا، سحر هبلة على قد كده وحبت رشاد فعلا، وأبصم بالعشرة أنها عرضت عليه.

تمتم عبدالكريم في عدم تصديق:
-استحاله تكون عملت كده هو علام هيسكت ليها، ولو  عملت كده محصلش ليه؟

أجابته حليمة وهى تفكر:
-عزة نفس وكرامة ابن اخوك كانت صعبة، وميعرفش مصلحته فين، وأكيد عرضت وهو رفض زي الأهطل.

ثم أسترسلت حديثها في هدوء:
-المهم أنتَ تهتم بسحر وبعلام ومتحاولش تخرب الدنيا بلسانك وأنا البت أهي جت تحت إيدي وشافت فعلا أن ظافر اتجوز، وكل ده هيفرق معاها انك تشوف الحاجة بعينها غير لما تسمعها، وأنا هحاول أنصحها شوية علشان مش عارفة طالعه خايبة كده لمين.

تمتم عبدالكريم بعد ضحكة ساخرة خرجت منه:
-هو أنتِ شكلك ناسية حاجة.

نظرت له في عفوية قائلة:
-أيه هى؟

أستطرد عبدالكريم في تهكم:
-أن أبنك خاطب وقرب يتجوز.

أردفت حليمة في استخفاف:
-سهلة دي يسيبها في أي وقت، ميقدرش يكسر ليا كلمه.

___________

صعد ظافر بعد إنتهاء العزاء، ليتناول العشاء مع والده جابرًا أياه على تناول الطعام وأن يأخذ أدويته الخاصة بالضغط، حتى لا يرتفع ضغط دمه، ولجت علا معه إلى الداخل حتى يخلد من النوم، وكانت حنان صامته، وكذلك ظافر لم يختلف عنها في الواقع، يتبادلوا النظرات المُبهمة بين الحين والأخر، تحدث ظافر في نبرة هادئة تناقض ما يشعر به من حزن قد توغل إلى أعماقه:
-يلا نمشي.

أردفت حنان في اندفاع:
-نمشي ليه مش فاهمه؟!

تحدث ظافر في نبرة عادية:
-عادي ونقعد ليه هنيجي الصبح وبابا النهاردة بقى أحسن الحمدلله، بياتنا هنا ملهوش لازمه.

ثم أسترسل حديثه مغمغمًا:
-أفتكرت أنك أنتِ اللي هتبقي عايزة تمشي أكتر مني.

تحدثت حنان دون تفكير كأي أنثى غاضبة مندفعة تشعر بالغيرة الشديدة:
-أنا اللي هكون عايزة أمشى ولا أنتَ اللي مش قادر تقعد ومش متحمل.

صمت ظافر لثواني وهو يحاول إستيعاب حديثها الذي لم يكن له سوى معنى واحد، كانت علا قد أتت من الداخل وسمعت كلمات حنان المنفعلة وحاولت أن تهتف هى:
-يلا يا ولاد روحوا وتعالوا الصبح أنتم محتاجين ترتاحوا من أمبارح يعتبر منمتوش كويس.

توترت حنان لثواني من نظرات ظافر الغاضبة الذي قال في أنفعال:
-يلا لو حابه تفضلي أنتِ خليكي وأنا همشث

أستطردت علا في هدوء وهى تجد حنان لا تجيب عليه:
-لا ولا حابه ولا مش حابه يلا خد مراتك وروحوا ربنا يهديكم يا ولاد أحنا مش حمل خناق، كل واحد فيكم مضغوط بشكل مختلف عن التاني أستهدوا بالله ويلا أجهزوا وأمشوا.

نهض ظافر وأردف في وعيد:
-يلا ولينا كلام تاني لوحدنا

______________

كان "علام" ينام في الغرفة مع شقيقته طوال اليوم وكانت شيماء تنام في غرفة أخرى وكانت تعلم بأنه قد نام في الصباح نظرًا لنوبه الهلع التى أصابت "سحر" في وقت الفجر..

وكان هاتف علام في الخارج، بعدما أستيقظت شيماء وخرجت من الغرفة، أخذت تقلب في هاتفها وجدت هاتف علام يدق ويعلن عن إتصال من رقم إجنبي، ظنت شيماء بأن المستشفى تتصل به وهناك شيء عاجل، بمجرد أن فتحت سمعت صوت أنثوي يهتف:
-علام، أنا ديانا عامل ايه؟! البقاء لله يا حبيبي.

_______يتبع_______

مبدائيا البارت قصير فمحدش يعلق على النقطة دي لأن في ضغط كبير بسبب الفاينال وبسبب رواية المعرض فمحطش يركز معايا في حجم فصل أو مواعيد لغايت إجازة نص السنة وأنا بسعى جاهدة إن الرواية متقفش💜💜💜

متنسوش الفوت والكومنت💜💜💜💜💜

بحبكم وتصبحوا على ألف خير💜

Continue Reading

You'll Also Like

2.7K 208 16
حواديت مجمعة كوميديا ....أكشن ...إثارة ... من الآخر ...مش هتندم أنك معانا 💙
648 52 13
ظَنَّ أَنهُ نَجَا ، والقَدر ابتسم لهُ أخيرًا ، فُتِحت الأبواب المَسْدُودة وما عاد هُناك ظَلام ، وَبات النُور سَرْمَدِي في جَوفه ، تَجَالَدَ على ال...
409K 33.6K 14
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
3.2K 245 19
روح حالمة ورسائل ترصفها الكلمات، وحياة أقبلها بزلّاتها علَّها تقبلني كما أنا، وعيون ترعى وأخرى تُعَرِّي، وقلب بين هذا وذاك يصارع بغريزة قوية للبقاء و...