مريض نفسى بالفطرة

By Hader3112

724K 30.5K 9.8K

مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح... More

اقتباس1( لست ليث،أنا غيث)
_١_ (صفعةُ تعارف)
_٢_ (جدى يريد عودتى)
_٣_(صدمةٌ مُبرمجةٌ )
_٥_ (الإنفصالُ فرصة ثانية )
_٦_ (لا أريدك يا أمى )
_٧_ ( حب ناضج لمراهقة صغيرة )
_٨_(بيت جدى مجددًا)
_٩_( ما ذنبى إن كنت تحب فتاة تحبنى؟)
_١٠_( قامت بخيانتى)
التعريف بمرض غيث
_١١_ (نوبة غضب)
_١٢_(بقاءٌ قسرى)
_١٣_( أب برتبة عدو)
_١٥_ عشر(عائد لكِ يا حبيبتى)
التعريف بمرض الطبيبة منال
_١٤_( دماءُ زوجتى الراحلةُ )
_١٦_ (ذلك الوغد مجددًا)
_١٧_(لست ليث، أنا غيث)
التعريف بمرض ديما
_١٨_(حب من طرف واحد)
_١٩_(غارق فى دمائه)
_٢٠_( وحشتنى عنيكى )
_٢١_ (الكل عاشق )
_٢٢_(حقائق بالجملة)
_٢٣_(الانتقام الحلو)
_٢٤_(رصاصة خائنة)
_٢٥_( المواجهةالحاسمة)
التعريف بمرض مالك
_٢٦_(كان ضحية بالأمس)
_٢٧_ (وداعًا بيت جدى)
_٢٨_ ( تطاول بما فيه الكفاية)
_٢٩_ (الحقيقة المؤلمة)
_٣٠_(قابلها مجددًا)
_١_( الانطباع خاطىء)
_٢_(مشاغبة من الطرفين )
_٣_( غيث واحد لا يكفى)
_٤_ ( من المصاب ؟)
_٥_(الغيرة اللذيذة)
_٦_(باغتها بعقد القران)
_٧_(أشباح الماضى تطاردها)
_٨_(فارق الحياة )
_٩_( رفضها يصيبنى بالجنون)
_١٠_(فرصة ثانية للفؤاد)
_١١_( اكتئاب حاد )
_١٢_ (أحبك رغم أنف قبيلتى)
_١٣_(هل تقبلين الزواج بى؟)
_١٤_ (خطوبة و جثة )
التعريف بمرض مالك ٢
_١٥_( فليحترق العمل أمام حُسنكِ)
_١٦_ (حُلو مرى)
_١٧_ (أخوض لأجلكِ ألف حرب )
_١٨_(أقبلينى كما أنا )
_١٩_ (تطاول على صغيرتى أمام عينى )
التعريف بمرض محمد العدلى
_٢٠_ (أريدك رغم استحالة ذلك)
_٢١_ (زوجى السابق )
_٢٢_ (قُبلة و مجموعة جُثَثٌ)
_٢٣_ (الإختطاف السعيد)
_٢٤_ (باتت حلالى و كل حالى)
_٢٥_(معركة دموية)
_٢٦_(ليلة زفاف كارثية)
_٢٧_(ليلة عيد)
_٢٨_ (كان القبول طوق نجاة)
_٢٩_ (كلانا لدية تجربة سابقة)
_٣٠_ (العديدُ من المعاركِ)
_٣١_ (كُتِبَ علينا الفراق)
_٣٢_(أحدهم يبكى و الآخر يرفرف عاليًا )
اقتباس٥ ( فتاتى الصغيرة)
(التعريف بمرض مايا)
_٣٣_ (نتعايش أم نتداعش ؟!)
_٣٤_ (راقصة بمبادئ)
_٣٥_ ( قصيدةٌ جميلةٌ )
_٣٦_(الغضب الساطع آت)
_٣٧_(رفض من جميع الجهات)
_٣٨_(نَقَشَ فوق جسدها)
_٣٩_( لاجئ أم خائن ؟!)
_٤٠_(مَلاَك مُحْتَجَز)
_٤١_(نُقُوشٌ مُتبادلةٌ)
_٤٢_(ثلاثة قُبْل فوق ضريح الصقيع)
اقتباس_٦_ (لحن النهاية)
_٤٣_(الفَرِيسَةُ و الصَّيَّادُ)
_٤٤_(ليلةٌ مُلطخةٌ بالماضى)
_٤٥_(اختطاف أرعن)
_٤٦_(جسدٌ مُدنسٌ وروحٌ مُفارقةٌ )

_٤_ (أنا القاتل)

9.7K 506 19
By Hader3112

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
(( من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإنْ توضأ و صلى قُبِلت صلاته ))
[رواه البخاري] .
______________________________________

١١/١٢/٢٠٢٢
(أنا القاتل)

"أراد الهروب من سُلطتها المطلقة ، تحكمها المبالغ فيه بكل جوانب حياته، الطعام و الملابس و مواعيد النوم ، حتى الزواج.
هذه الفتاة لاتصلح، هذه تصلح و ستتزوجها دون نقاش، تضع يدها على كل شىء فى حياته، حتى أحلامه تتحكم بها، حرمته من أمنيته الوحيدة و مازالت حتى هذه اللحظة تتفنن فى التحكم و الحرمان، مثال مصغر لأبيها "

"لَيْسَ بِالْمَطْلَبِ الْكَبِيرِ
أَرَدْتُ فَقَطْ أَنْ أَطِيرَ
أَحْلَقَ بَعِيدًا عَنْ طُفُولَتِى
وَ أُحَقِّقُ أَحْلَامًا رُدِمَتْ بِتُرَابِ الْأَمْسِ
لَكِنِّى قَابِعٌ هُنَا، مُقَيَّدٌ بِأَوَاصِرِ الرَّحِمِ"
_غيث الحديدى

______________________________________

كان يقف أمامه بوجه قاتم ،ملامح غاضبة و صورة على وشك الإندلاع دون حتى أن يدرك ذلك

رمقها"غيث" بنظرات غريبة ،ثم قال بهظوء يناقش ما يشعر به :
و ياترى الدكتور عماد قالك ايه السبب و لا أكتفى بأنه يولعها و خلاص ؟
لم تعجبها طريقته على الإطلاق ،لكنها أسرتها فى نفسها و هتفت متسائلةً بوضوح :
أنا بسألك أنت يا ليث مش دكتور عماد، ايه السبب اللى خلاك تكذب عليا؟
زفر "غيث" أنفاسه بضيق شديد و قال بحدة :
طالما عرفتى منه حاجة يبقي تعرفى كل حاجة، أنا مش فاضي للتبرير الكتير ، أه نجحت و خدت الدكتوراه و دا كل اللى عندى
قال ذلك و هم بالإنصراف لغرفته ،لكنها أسرعت و أمسكت بساعده الأمين و صاحت بضيق :
أنت بتعاندنى يا ليث؟
حدجها بنظرة لو فهمت معناها لكرهت حياتها و أيقنت أنها ضيعت عمرها ،ثم تركها و ذهب لغرفته ببرود مفتعل ،أراد التظاهر بأن لاشىء حدث و لكن حين بات وحيدًا بغرفته دخل للحمام الملحق و أحضر شفرة حادة
قربها من معصمه ، أراد إحداث الأذى بأى شىء دون أن يصدر صوتًا و لكن منعه رنين هاتفه ،وقف أمام المرآه بأعين حمراء مشتعلة كالنار ،ظل يحدق بنفسه و ضوضاء الهاتف لاتهدأ ،كأنه يسأل نفسه أ يجيب أم يكمل ما أراد فعله ؟
انتصر صوت عقله أخيرًا و خرج من الحمام ،ذهب لشرفته و حاول فك أزرار قميصه ثم نظر للمتصل ، ابتسم ابتسامة جانبية لامعنى لها سوى أنه أراده أن ينقذه من نفسه حقًا ،كما كان يفعل دائمًا

أخذ "غيث"نفسًا عميقًا ثم أجاب قائلًا:
عايز ايه؟
و على الجانب الآخر كان صديقه يتسمع له ،فهتف بتذمر :
ايه عايز ايه دى ؟ اسمها اذيك ، أخبارك ايه؟ ليك واحشه ،أى كلام من باب الذوق يا ابنى
رد عليه الآخر بتأفف كاذب:
و أنا معنديش ذوق و أنت عارف ، انجز عايز ايه؟
ذم "آدم"شفتيه بتبرم ثم قال :
مع أنك حيوان بس مش مهم ،أنا راجع مصر كمان أسبوع و عايزك تستنانى فى المطار لو سيادة جنابك فاضي يعنى ،و مش هعطلك
لا ينكر أنه فرح بشدة و لكن كعادته فمشاعره يحتفظ بها بعيدًا عن الجميع ،حيث هتف متسائلًا بإقتضاب:
يوم ايه بالظبط؟
رد "آدم"عليه قائلًا بهدوء :
الأحد زى النهارده ،فاضي؟
تنهد "غيث" تنهيدة عميقة ،ثم قال بصدق :
أفضالك يا آدم
ابتسم على رد صديقه ،و لكنه شعر بشىء ما به ،فهتف متسائلًا بقلق:
أنت كويس؟ فى حاجه مضيقاك ؟
اتسعت عيني"غيث" من الدهشة ،فدائمًا ما كان واضحًا و شفافًا أمامه هو وحده ،و لكن كعادته هتف متسائلًا بمراوغة:
بتسأل ليه؟
رد "آدم"عليه قائلًا بصراحة :
مش عارف ، بس حسيت انى عايز اسألك، أنت كويس يا غيث ؟ فى حاجة حابب تحكيها ؟ أنا سامعك
ابتسم"غيث" بخفة و قال براحة بينما كان يتجه للجلوس على فراشه:
بقيت كويس بسؤالك ،متقلقش
تنفس "آدم"الصعداء و قال :
تمام ،هقفل دلوقتى عشان مشغول ،بس هستني أشوفك أول واحد، أول واحد يا غيث مش حد تانى
ذم "غيث"شفتيه بتبرم و قال :
خلاص أنت هتغنيها ،مش هعرفها أنك راجع متقلقش
ابتسم الآخر و خلل شعره بتوتر و هو يقول :
كويس انك فاهمنى
شعر بتوتره فقال بمشاكسة :
سلام يانحنوح ،متقلقش
رد عليه الآخر سريعًا :
سلام ياصاحبى ،خلى بالك من نفسك و منها

أغلق معه ، بروح مختلفة ، استطاع حديثه مع صديقه أن يكبح غضبه القوى ،و لكن ماذا عن الغد ؟ أ سيتمكن من التحكم أم سيفقد أعصابه و يخرج عن السيطرة؟ تفلح مرة و تفشل ألاف المرات ،لكن مازال هناك ضوء فى نهاية النفق ،فلا بأس

"تدور بنا الحياة فى دروب مختلفة ،بعضها حزين و مفجع و البعض الاخر مؤلم و كارثى ،لكن يوجد طريق قد نسلكه و ننال السعادة فى النهاية "

______________________________________

ثلاث فتيات، اجتمعوا لتقضية الوقت سويًا، اللعب و المرح و عرض الأزياء الخاص ،كم هو جميل أن تحاول الهروب من مشاكلك كلما سنحت لك الفرصة،
تجمعوا ثلاثتهم فوق الفراش فى حلقه دائرية ، بجانبهم الطعام و المشروبات الغازية و صوت ضحكهم الصاخب لا يخلو منه المكان

إلى أن هتفت"رنا" و هى تتناول بعض المقرمشات:
هو بمجرد ما لمس ضهرى ايدى تلقائى اترفعت لوشه و قولت اللى يعرف يلحقنى يقابلنى بعدها
انفجرت "وعد"من الضحك على وصف صديقتها و قالت :
مش ممكن يارنا ، يخربيت كدا ، مخفتيش يابنتى ليعملك حاجه ؟
حركت "رنا"رأسها بتأكيد و هى تقول :
خفت بس ؟! أنا مش عارفه دا حصل إزاى أصلًا، بس أنا بكره أن حد يلمس ضهرى فدا اللى طلع منى بقى
قاطعتها "ديما" قائلةً بعقلانية :
بس كدا غلط يا"رنا "، حتى لو اللى قدامنا غلط مينفعشي ننزل لمستواه و نرد على غلطه بغلط أكبر ، القوة مش فى العضلات ،القوة فى انك تتحكمى فى انفعالاتك و تخرجى دايمًا من أى معركة بدون نقطه دم، مش مهم نكسب أو نخسر ،المهم نخرج سُلام
حدجتها "رنا" ببلاهة و قالت :
كلام جميل ، بس هل أنا هعمل بيه ؟ لا، يبقي متتعبيش نفسك
زفرت "ديما"أنفاسها بضيق و قالت :
بجد hopeless Case
تدخلت "وعد"فى الحوار و قالت بينما نهضت و وقفت على الفراش و هى تضع كلتا يديها بخصرها :
جماعة أحنا جايين نهزر و نفرفش متخنقوناش بكلامكم دا ، أنا الصغيره و لازم تسمعوا كلامى
ثم التفت لصديقتها و قالت بتذمر :
و على فكرة أنا زعلانة منك يارنا ، بعدما فضلت مستنياكى طول المحاضرة ،مجتيش و روحت لوحدى و أنتِ عارفة أن ديما فرقه تانية و مواعيدها غير مواعدنا خالص
ضربت "رنا"كفًا بكف و هى تقول بضيق:
أقولها هربت ،تقولى سبتينى لوحدى ، هو أنا خلفتك ونسيتك يابنتى ، أكبرى شوية
طالعتها "وعد"بعدم اهتمام و قالت بينما كانت تحرك كلا حاجبيها بطريقة مستفزة:
لا أنا صغيرة و حلوة و أنا كدا ،sorry مش عايزة أكبر
رمقتها "رنا"بطريقة ساخره و هى تقول :
طب ياصغيرة قوليلى خدتى ايه فى الكليه النهاردة؟
عادت "وعد" و جلست مجددًا على الفراش و قالت :
بصي ياستي ، محاضرة اتلغت ،و محاضره الدكتور دخل يقول شوية قوانين شبه بتوع الثانوى عادى ، و سكشن دخلنا عرفنا اسم المادة و شوية كلام مقدمة كدا و خلاص ،يعنى بإختصار بلح
ابتسمت "رنا" و قالت براحة :
طب حلو دا ،طول الاسبوع تسجلى اللى بيتقال عشان لو مهم ميضعشي عليا
رفعت "وعد"حاجبها الأيسر و هى تقول متسائلةً بخبث:
و المقابل ايه؟ مفيش حاجة for free
ضيقت "رنا"عيناها و هى تقول بتهكم :
حقيرة قوى
حركت "وعد"كتفها بلا مبالاة لاهانتها الصريحة تلك و قالت :
اتعلمى أن الحياة أخذ و عطاء لا شىء بالمجان يا أخت" رنا "
رمقتها "رنا" بسخط و قالت بتهكم :
و بالنسبة لانك قاعده على سريرى و بتاكلى من خيرى
لوت "وعد" ثغرها و قالت بتبرم :
لا sorry دا من خير طنط حبيبتى ،ملكيش أنتِ فيه
زفرت "رنا"أنفاسها بضيق و قالت :
مش بقولك حقيرة ،البنت بتبيع أعز صاحبه ليها فى ثانية
لتقاطعهم"ديما " بصراخ فقد سئمت من هذه المناوشة :
بس بقى كفاية ،بطلوا تبقوا ناقر و نقير كدا ،أنا تعبت منكم
ضربت "رنا"كفًا بكف و قالت محدثةً "وعد" :
شايفه يا وعد أختك دى عامله الكبيرة علينا و ناسيه أن أكبر واحدة فيكم كلكم أصلًا ،فوقوا أنا الريسة هنا
حدجتها "وعد"بنصف عين ثم قالت بسخرية :
كبيرة أه ،بس هُزق عادى يعنى
نهضت"رنا" و و قفت على الفراش ثم قالت بينما أكنت تسمر عن ساعديها :
يابنتى و لما أجييك من شعرك اللى أنتِ فرحانه بيه دا هيبقي وضعك ايه ؟
وقفت "وعد" هى الأخرى و قالت بمشاكسة :
من يوم يومك و أنتِ غيرانه من شعرى أنا عارفة
أسرعت"ديما"و وقفت فى المنتصف بينهما و قالت بحدة :
أنا خلاص تعبت ، مفيش فايده فيكم ، الكبير كبير بحكمته يارنا مش سنه ،و لو بصينا للوضع الحالى هنلاقي أنك أصغر واحدة فينا بتصرفاتك الصبيانية دى
لتقاطعها "وعد" و تقول بتذمر طفولى :
لا أنا الصغيرة ،و محدش أصغر منى هنا معلشي
زفرت "ديما"أنفاسها بضيق شديد و قالت :
عارفين يابنات ، أنا غلطانه انى سايبه بيتى و سريرى و جايه أضيع وقتى مع شويه عيال زيكم
أنهت حديثها و اتجهت للمغادر ،لكن "رنا" أسرعت تمسك بها و هى تقول :
طب خلاص اهدوا كدا ،خلينا نطفح و.نتفرج على أى فيلم بدل ما الموضوع قلب بخناقه و تجريح و أنا انسانه حساسه برده ومرهفة المشاعر و الأحاسيس
ردت "وعد"عليها قائلةً بسخرية :
أنتِ مرهفة الشاورما مش الأحاسيس
لمعت عينى "رنا" و قالت بحماس :
طب و الله فكرة تيجوا نطلب شاورما
انضمت لها "وعد" و قالت بتأييد :
و تومية كمان يا رنا
ابتسمت "رنا" باتساع و قالت :
هو دا صاحبى التمام
فأجابتها الآخرى بنفس الطريقة :
الشق برده
بينما هتفت "ديما"قائلةً بغير تصديق :
أنتم مش بيجمعكم غير الأكل و اللبس غير كدا مفيش فايدة
حركت "وعد"كتفها بلا مبالاة و قالت :
المهم أن فى نقطة مشتركة بينا
ضربت "رنا" كفها بكف صديقتها و قالت :
أحلى نقطة دى و لا ايه
قاطعتهم "ديما"قائلةً بضيق :
تعرفوا أنكم عيال خنيقة
رمقتها "رنا" بنفور زائف و قالت :
اسمها أطفال مشاغبة ،مستوى حوارك اللغوى متدنى للغايه يا مهندسه ديما
لتنضم لها "وعد" قائلةً بتأييد :
محتاجه تاخد دروس لغه عربية و إلا هتعرنا كدا
أومأت "رنا "برأسها و قالت :
متفقة مع رأيك يامهندسه وعد ، تعرنا بحوارها دا فعلًا
تركتهم"ديما " متجهة للخارج و هى تقول بضيق :
عارفين أنا غلطانه انى بقل من نفسي و أقعد مع عيال زيكم ،أنا هروح لطنط منى حبيبتى
فنهضت "رنا"سريعًا و قالت بتذمر :
كلكم طمعانين فى أمى ،كله إلا أمى أنا بقولكم أهو

قضى الثلاثه أغلب اليوم فى الصراخ على بعضهم البعض و الضحك و اللعب ،كم هى جميله و مرحة حياة الشباب ،مفعمة بالطاقه و الحركة و لا أحد يمكنه الوقوف أمامهم الحياة و المستقبل لهم ،
لكن متى كانت الأمور سلسة و بسيطة لهذا الحد ؟ هناك دائمًا ما ينغص على المرء حياته ،لكنه فقط مجرد وقت لا أكثر

____________________________________

(منزل منال العدلى)

يوم جديد ،متوقع أن يكون بداية مشرقة ككل يوم لكن ذلك التوقع يتم نسفه أمام أول خطوة خارج حدود غرفته
استيقظ "غيث"مبكرًا و ظل يحدق بسقف الغرفة لفترة لا بأس بها ،لا يريد الخروج و مواجهة العالم ، يريد فقط أن يظل حبيس غرفته لا يتعامل مع أحد ، غارق فى سحابة أفكاره و ماضيه المؤلم ،من رحل عنه و تركه يقاسي ليالى عديدة؟ مؤلمة فى بعض الأحيان ،قاتلة فى الأحيان الآخرى ،لكن كل شىء يمر ،قد يمر فوق قسمات وجهك و لكنه فى النهاية سيمر لا محالة
دخلت والدته لتوقظه و لكن أ تلك طريقة طبيعية لايقاظ شخص؟

حيث صاحت "الطبيبة منال" متسائلةً بحدة:
ميعاد صحيانك الساعه سبعه و عدى عليه عشر دقايق ،ممكن أعرف ليه كل التأخير دا؟
أخذ "غيث"نفسًا عميقًا ثم قال بتهكم :
ايه المشكله يعنى ؟ مش فاهم ،ايه اللى هيحصل لو اتأخرت عشر دقائق ؟ الموضوع بسيط يا دكتورة إحنا مش فى الطوارئ و لا دا اختصاصك
احتدت نظرتها بشدة و قالت بغضب :
أنا مبحبش التسيب و الهرجلة دى، كل شىء عندى بنظام و مواعيد ثابتة، الثانية الواحدة من عمرنا ممكن تنقذ شخص و تموت شخص تانى ،و أظن انك أكتر واحد مدرك أنا بقول ايه كويس يا "ليث"
لوى ثغره و هتف متسائلًا ببلاهة:
مش فاهم تلميحك ،قوليها صريحة عشان نرتاح يا دكتوره
ردت عليه بعنف لا يناسب الموقف على الإطلاق :
قولتلك اسمي ماما هنا مش دكتوره، أنت بتغلط كتير أوى و أنا بعديلك، لكن بحذرك يا "ليث" ، أنا مش هقبل بالأسلوب دا بتاتًا
ابتسم "غيث"بسخرية و قال بعد أن نهض من فوق فراشه :
ما أنتِ كمان بتغلطى، بس الفرق انى مبعديش و أعمل skip، فقصدك ايه بقى بكلامك ؟
عقدت ذراعيها أمام جسدها و هتفت متسائلةً بتهكم :
يعنى عايز تقنعنى أنك مش عارف قصدى ؟ مين اللى بيغلط و يدرو فينا دلوقتى ؟
وقف أمامها و قال بلا مبالاة تعمد إظهارها بشدة :
يمكن أه و يمكن لا بس عايزك تقوليها صريحة، مش الصراحه أقصر الطرق برده يا دكتورة و لا ايه ؟
ابتعدت عنه و قالت بينما كانت تغادر غرفته بعدما أفسد يومها بسخريته :
بلاش يا "ليث"، خلينا كدا مش لازم نفتح فى الماضي
لكنه أمسك بساعدها الأيمن و منع خروجها و هو يقول بحدة :
و الله الكلام دا تقوليه لحد غيرى، أنتِ اللى اتكلمتى عن الموت و الحياة مش أنا
صمت للحظات كأنه يريد أن يمنع نفسه من البوح بما يجول بعقله، لكن هيهات فقد انتصر الغضب بداخله و الرغبة فى جعلها تعانى مثله، حيث قال :
بس عامة هريحك عشان أنا مزاجى كدا
ايوه أنا أكتر واحد مدرك لقيمة الوقت ،أيوه عارف قصدك، أيوه أنا قاتل!
اتسببت فى قتل تلت أشخاص و دمهم لسه على ايدى، ارتحتى كدا ؟!
اتمنى تكونى ارتحتى يادكتورة

و بعد قذفه لتلك الحقيقة الصادمة تركها تستشيط غضبًا و ذهب لطريقه المعتاد بكل هدوء غريب يناقض ما اعترف به منذ لحظات.

" فى بعض الأحيان قد نتفاجئ بطبيعة الشخص الجالس أمامنا ،قد يبدو مسالم لأبعد حد و لكنه السىء فى رواية الجميع ،و لى أحيان أخرى قد يبدو الشخص سىء و غير قابل للتعايش معه و لكنه فى الواقع ما هو إلا ضحية ،ضحية الجميع ،بما فيهم أنت ،نعم أنت"

_يتبع_
_الجزء الأول ،الفصل الرابع_
_مريض نفسي بالفطرة_

______________________________________

Don't forget the vote, please
أتمنى الفصل يعجب حضراتكم و مستنيه أرائكم، تصبحوا على خير

Continue Reading

You'll Also Like

866K 59.1K 25
قتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم و...
2.6M 185K 58
كان عالقًا في مستنقع سحبه للأعماق، حتى باتت يداهُ مُلطخة بالدماء، يقتل ضحيته بلا رحمة؛ للثأر مِمن كانوا السبب في قتل شقيقه ومرض والدته، حتى لُقِب بـ«...
11.5K 974 32
" مشاعرهم النقيه والتى وُلِدت فى ظلام الخوف والفقدان ، مشاعراً كُتِب لها أن تَكبُر ، كُتِب لها أن تنتصر على قسوة الأيام " -تَزول آلامُ جِراحنا وتبقى...
3.3K 389 10
_لا نرىٰ "أعين مغلقة بغشاء البؤس فغفلت عن ما يحاوطها" _بؤس "كلمة جمعت أصدقائها" _عائلة "سعادة، شقاء" وكلما أغمضتُ عيني تتقاذف الأسئلة لـ عقلي ومن...