عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
(( من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإنْ توضأ و صلى قُبِلت صلاته ))
[رواه البخاري] .
______________________________________
١١/١٢/٢٠٢٢
(أنا القاتل)
"أراد الهروب من سُلطتها المطلقة ، تحكمها المبالغ فيه بكل جوانب حياته، الطعام و الملابس و مواعيد النوم ، حتى الزواج.
هذه الفتاة لاتصلح، هذه تصلح و ستتزوجها دون نقاش، تضع يدها على كل شىء فى حياته، حتى أحلامه تتحكم بها، حرمته من أمنيته الوحيدة و مازالت حتى هذه اللحظة تتفنن فى التحكم و الحرمان، مثال مصغر لأبيها "
"لَيْسَ بِالْمَطْلَبِ الْكَبِيرِ
أَرَدْتُ فَقَطْ أَنْ أَطِيرَ
أَحْلَقَ بَعِيدًا عَنْ طُفُولَتِى
وَ أُحَقِّقُ أَحْلَامًا رُدِمَتْ بِتُرَابِ الْأَمْسِ
لَكِنِّى قَابِعٌ هُنَا، مُقَيَّدٌ بِأَوَاصِرِ الرَّحِمِ"
_غيث الحديدى
______________________________________
كان يقف أمامه بوجه قاتم ،ملامح غاضبة و صورة على وشك الإندلاع دون حتى أن يدرك ذلك
رمقها"غيث" بنظرات غريبة ،ثم قال بهظوء يناقش ما يشعر به :
و ياترى الدكتور عماد قالك ايه السبب و لا أكتفى بأنه يولعها و خلاص ؟
لم تعجبها طريقته على الإطلاق ،لكنها أسرتها فى نفسها و هتفت متسائلةً بوضوح :
أنا بسألك أنت يا ليث مش دكتور عماد، ايه السبب اللى خلاك تكذب عليا؟
زفر "غيث" أنفاسه بضيق شديد و قال بحدة :
طالما عرفتى منه حاجة يبقي تعرفى كل حاجة، أنا مش فاضي للتبرير الكتير ، أه نجحت و خدت الدكتوراه و دا كل اللى عندى
قال ذلك و هم بالإنصراف لغرفته ،لكنها أسرعت و أمسكت بساعده الأمين و صاحت بضيق :
أنت بتعاندنى يا ليث؟
حدجها بنظرة لو فهمت معناها لكرهت حياتها و أيقنت أنها ضيعت عمرها ،ثم تركها و ذهب لغرفته ببرود مفتعل ،أراد التظاهر بأن لاشىء حدث و لكن حين بات وحيدًا بغرفته دخل للحمام الملحق و أحضر شفرة حادة
قربها من معصمه ، أراد إحداث الأذى بأى شىء دون أن يصدر صوتًا و لكن منعه رنين هاتفه ،وقف أمام المرآه بأعين حمراء مشتعلة كالنار ،ظل يحدق بنفسه و ضوضاء الهاتف لاتهدأ ،كأنه يسأل نفسه أ يجيب أم يكمل ما أراد فعله ؟
انتصر صوت عقله أخيرًا و خرج من الحمام ،ذهب لشرفته و حاول فك أزرار قميصه ثم نظر للمتصل ، ابتسم ابتسامة جانبية لامعنى لها سوى أنه أراده أن ينقذه من نفسه حقًا ،كما كان يفعل دائمًا
أخذ "غيث"نفسًا عميقًا ثم أجاب قائلًا:
عايز ايه؟
و على الجانب الآخر كان صديقه يتسمع له ،فهتف بتذمر :
ايه عايز ايه دى ؟ اسمها اذيك ، أخبارك ايه؟ ليك واحشه ،أى كلام من باب الذوق يا ابنى
رد عليه الآخر بتأفف كاذب:
و أنا معنديش ذوق و أنت عارف ، انجز عايز ايه؟
ذم "آدم"شفتيه بتبرم ثم قال :
مع أنك حيوان بس مش مهم ،أنا راجع مصر كمان أسبوع و عايزك تستنانى فى المطار لو سيادة جنابك فاضي يعنى ،و مش هعطلك
لا ينكر أنه فرح بشدة و لكن كعادته فمشاعره يحتفظ بها بعيدًا عن الجميع ،حيث هتف متسائلًا بإقتضاب:
يوم ايه بالظبط؟
رد "آدم"عليه قائلًا بهدوء :
الأحد زى النهارده ،فاضي؟
تنهد "غيث" تنهيدة عميقة ،ثم قال بصدق :
أفضالك يا آدم
ابتسم على رد صديقه ،و لكنه شعر بشىء ما به ،فهتف متسائلًا بقلق:
أنت كويس؟ فى حاجه مضيقاك ؟
اتسعت عيني"غيث" من الدهشة ،فدائمًا ما كان واضحًا و شفافًا أمامه هو وحده ،و لكن كعادته هتف متسائلًا بمراوغة:
بتسأل ليه؟
رد "آدم"عليه قائلًا بصراحة :
مش عارف ، بس حسيت انى عايز اسألك، أنت كويس يا غيث ؟ فى حاجة حابب تحكيها ؟ أنا سامعك
ابتسم"غيث" بخفة و قال براحة بينما كان يتجه للجلوس على فراشه:
بقيت كويس بسؤالك ،متقلقش
تنفس "آدم"الصعداء و قال :
تمام ،هقفل دلوقتى عشان مشغول ،بس هستني أشوفك أول واحد، أول واحد يا غيث مش حد تانى
ذم "غيث"شفتيه بتبرم و قال :
خلاص أنت هتغنيها ،مش هعرفها أنك راجع متقلقش
ابتسم الآخر و خلل شعره بتوتر و هو يقول :
كويس انك فاهمنى
شعر بتوتره فقال بمشاكسة :
سلام يانحنوح ،متقلقش
رد عليه الآخر سريعًا :
سلام ياصاحبى ،خلى بالك من نفسك و منها
أغلق معه ، بروح مختلفة ، استطاع حديثه مع صديقه أن يكبح غضبه القوى ،و لكن ماذا عن الغد ؟ أ سيتمكن من التحكم أم سيفقد أعصابه و يخرج عن السيطرة؟ تفلح مرة و تفشل ألاف المرات ،لكن مازال هناك ضوء فى نهاية النفق ،فلا بأس
"تدور بنا الحياة فى دروب مختلفة ،بعضها حزين و مفجع و البعض الاخر مؤلم و كارثى ،لكن يوجد طريق قد نسلكه و ننال السعادة فى النهاية "
______________________________________
ثلاث فتيات، اجتمعوا لتقضية الوقت سويًا، اللعب و المرح و عرض الأزياء الخاص ،كم هو جميل أن تحاول الهروب من مشاكلك كلما سنحت لك الفرصة،
تجمعوا ثلاثتهم فوق الفراش فى حلقه دائرية ، بجانبهم الطعام و المشروبات الغازية و صوت ضحكهم الصاخب لا يخلو منه المكان
إلى أن هتفت"رنا" و هى تتناول بعض المقرمشات:
هو بمجرد ما لمس ضهرى ايدى تلقائى اترفعت لوشه و قولت اللى يعرف يلحقنى يقابلنى بعدها
انفجرت "وعد"من الضحك على وصف صديقتها و قالت :
مش ممكن يارنا ، يخربيت كدا ، مخفتيش يابنتى ليعملك حاجه ؟
حركت "رنا"رأسها بتأكيد و هى تقول :
خفت بس ؟! أنا مش عارفه دا حصل إزاى أصلًا، بس أنا بكره أن حد يلمس ضهرى فدا اللى طلع منى بقى
قاطعتها "ديما" قائلةً بعقلانية :
بس كدا غلط يا"رنا "، حتى لو اللى قدامنا غلط مينفعشي ننزل لمستواه و نرد على غلطه بغلط أكبر ، القوة مش فى العضلات ،القوة فى انك تتحكمى فى انفعالاتك و تخرجى دايمًا من أى معركة بدون نقطه دم، مش مهم نكسب أو نخسر ،المهم نخرج سُلام
حدجتها "رنا" ببلاهة و قالت :
كلام جميل ، بس هل أنا هعمل بيه ؟ لا، يبقي متتعبيش نفسك
زفرت "ديما"أنفاسها بضيق و قالت :
بجد hopeless Case
تدخلت "وعد"فى الحوار و قالت بينما نهضت و وقفت على الفراش و هى تضع كلتا يديها بخصرها :
جماعة أحنا جايين نهزر و نفرفش متخنقوناش بكلامكم دا ، أنا الصغيره و لازم تسمعوا كلامى
ثم التفت لصديقتها و قالت بتذمر :
و على فكرة أنا زعلانة منك يارنا ، بعدما فضلت مستنياكى طول المحاضرة ،مجتيش و روحت لوحدى و أنتِ عارفة أن ديما فرقه تانية و مواعيدها غير مواعدنا خالص
ضربت "رنا"كفًا بكف و هى تقول بضيق:
أقولها هربت ،تقولى سبتينى لوحدى ، هو أنا خلفتك ونسيتك يابنتى ، أكبرى شوية
طالعتها "وعد"بعدم اهتمام و قالت بينما كانت تحرك كلا حاجبيها بطريقة مستفزة:
لا أنا صغيرة و حلوة و أنا كدا ،sorry مش عايزة أكبر
رمقتها "رنا"بطريقة ساخره و هى تقول :
طب ياصغيرة قوليلى خدتى ايه فى الكليه النهاردة؟
عادت "وعد" و جلست مجددًا على الفراش و قالت :
بصي ياستي ، محاضرة اتلغت ،و محاضره الدكتور دخل يقول شوية قوانين شبه بتوع الثانوى عادى ، و سكشن دخلنا عرفنا اسم المادة و شوية كلام مقدمة كدا و خلاص ،يعنى بإختصار بلح
ابتسمت "رنا" و قالت براحة :
طب حلو دا ،طول الاسبوع تسجلى اللى بيتقال عشان لو مهم ميضعشي عليا
رفعت "وعد"حاجبها الأيسر و هى تقول متسائلةً بخبث:
و المقابل ايه؟ مفيش حاجة for free
ضيقت "رنا"عيناها و هى تقول بتهكم :
حقيرة قوى
حركت "وعد"كتفها بلا مبالاة لاهانتها الصريحة تلك و قالت :
اتعلمى أن الحياة أخذ و عطاء لا شىء بالمجان يا أخت" رنا "
رمقتها "رنا" بسخط و قالت بتهكم :
و بالنسبة لانك قاعده على سريرى و بتاكلى من خيرى
لوت "وعد" ثغرها و قالت بتبرم :
لا sorry دا من خير طنط حبيبتى ،ملكيش أنتِ فيه
زفرت "رنا"أنفاسها بضيق و قالت :
مش بقولك حقيرة ،البنت بتبيع أعز صاحبه ليها فى ثانية
لتقاطعهم"ديما " بصراخ فقد سئمت من هذه المناوشة :
بس بقى كفاية ،بطلوا تبقوا ناقر و نقير كدا ،أنا تعبت منكم
ضربت "رنا"كفًا بكف و قالت محدثةً "وعد" :
شايفه يا وعد أختك دى عامله الكبيرة علينا و ناسيه أن أكبر واحدة فيكم كلكم أصلًا ،فوقوا أنا الريسة هنا
حدجتها "وعد"بنصف عين ثم قالت بسخرية :
كبيرة أه ،بس هُزق عادى يعنى
نهضت"رنا" و و قفت على الفراش ثم قالت بينما أكنت تسمر عن ساعديها :
يابنتى و لما أجييك من شعرك اللى أنتِ فرحانه بيه دا هيبقي وضعك ايه ؟
وقفت "وعد" هى الأخرى و قالت بمشاكسة :
من يوم يومك و أنتِ غيرانه من شعرى أنا عارفة
أسرعت"ديما"و وقفت فى المنتصف بينهما و قالت بحدة :
أنا خلاص تعبت ، مفيش فايده فيكم ، الكبير كبير بحكمته يارنا مش سنه ،و لو بصينا للوضع الحالى هنلاقي أنك أصغر واحدة فينا بتصرفاتك الصبيانية دى
لتقاطعها "وعد" و تقول بتذمر طفولى :
لا أنا الصغيرة ،و محدش أصغر منى هنا معلشي
زفرت "ديما"أنفاسها بضيق شديد و قالت :
عارفين يابنات ، أنا غلطانه انى سايبه بيتى و سريرى و جايه أضيع وقتى مع شويه عيال زيكم
أنهت حديثها و اتجهت للمغادر ،لكن "رنا" أسرعت تمسك بها و هى تقول :
طب خلاص اهدوا كدا ،خلينا نطفح و.نتفرج على أى فيلم بدل ما الموضوع قلب بخناقه و تجريح و أنا انسانه حساسه برده ومرهفة المشاعر و الأحاسيس
ردت "وعد"عليها قائلةً بسخرية :
أنتِ مرهفة الشاورما مش الأحاسيس
لمعت عينى "رنا" و قالت بحماس :
طب و الله فكرة تيجوا نطلب شاورما
انضمت لها "وعد" و قالت بتأييد :
و تومية كمان يا رنا
ابتسمت "رنا" باتساع و قالت :
هو دا صاحبى التمام
فأجابتها الآخرى بنفس الطريقة :
الشق برده
بينما هتفت "ديما"قائلةً بغير تصديق :
أنتم مش بيجمعكم غير الأكل و اللبس غير كدا مفيش فايدة
حركت "وعد"كتفها بلا مبالاة و قالت :
المهم أن فى نقطة مشتركة بينا
ضربت "رنا" كفها بكف صديقتها و قالت :
أحلى نقطة دى و لا ايه
قاطعتهم "ديما"قائلةً بضيق :
تعرفوا أنكم عيال خنيقة
رمقتها "رنا" بنفور زائف و قالت :
اسمها أطفال مشاغبة ،مستوى حوارك اللغوى متدنى للغايه يا مهندسه ديما
لتنضم لها "وعد" قائلةً بتأييد :
محتاجه تاخد دروس لغه عربية و إلا هتعرنا كدا
أومأت "رنا "برأسها و قالت :
متفقة مع رأيك يامهندسه وعد ، تعرنا بحوارها دا فعلًا
تركتهم"ديما " متجهة للخارج و هى تقول بضيق :
عارفين أنا غلطانه انى بقل من نفسي و أقعد مع عيال زيكم ،أنا هروح لطنط منى حبيبتى
فنهضت "رنا"سريعًا و قالت بتذمر :
كلكم طمعانين فى أمى ،كله إلا أمى أنا بقولكم أهو
قضى الثلاثه أغلب اليوم فى الصراخ على بعضهم البعض و الضحك و اللعب ،كم هى جميله و مرحة حياة الشباب ،مفعمة بالطاقه و الحركة و لا أحد يمكنه الوقوف أمامهم الحياة و المستقبل لهم ،
لكن متى كانت الأمور سلسة و بسيطة لهذا الحد ؟ هناك دائمًا ما ينغص على المرء حياته ،لكنه فقط مجرد وقت لا أكثر
____________________________________
(منزل منال العدلى)
يوم جديد ،متوقع أن يكون بداية مشرقة ككل يوم لكن ذلك التوقع يتم نسفه أمام أول خطوة خارج حدود غرفته
استيقظ "غيث"مبكرًا و ظل يحدق بسقف الغرفة لفترة لا بأس بها ،لا يريد الخروج و مواجهة العالم ، يريد فقط أن يظل حبيس غرفته لا يتعامل مع أحد ، غارق فى سحابة أفكاره و ماضيه المؤلم ،من رحل عنه و تركه يقاسي ليالى عديدة؟ مؤلمة فى بعض الأحيان ،قاتلة فى الأحيان الآخرى ،لكن كل شىء يمر ،قد يمر فوق قسمات وجهك و لكنه فى النهاية سيمر لا محالة
دخلت والدته لتوقظه و لكن أ تلك طريقة طبيعية لايقاظ شخص؟
حيث صاحت "الطبيبة منال" متسائلةً بحدة:
ميعاد صحيانك الساعه سبعه و عدى عليه عشر دقايق ،ممكن أعرف ليه كل التأخير دا؟
أخذ "غيث"نفسًا عميقًا ثم قال بتهكم :
ايه المشكله يعنى ؟ مش فاهم ،ايه اللى هيحصل لو اتأخرت عشر دقائق ؟ الموضوع بسيط يا دكتورة إحنا مش فى الطوارئ و لا دا اختصاصك
احتدت نظرتها بشدة و قالت بغضب :
أنا مبحبش التسيب و الهرجلة دى، كل شىء عندى بنظام و مواعيد ثابتة، الثانية الواحدة من عمرنا ممكن تنقذ شخص و تموت شخص تانى ،و أظن انك أكتر واحد مدرك أنا بقول ايه كويس يا "ليث"
لوى ثغره و هتف متسائلًا ببلاهة:
مش فاهم تلميحك ،قوليها صريحة عشان نرتاح يا دكتوره
ردت عليه بعنف لا يناسب الموقف على الإطلاق :
قولتلك اسمي ماما هنا مش دكتوره، أنت بتغلط كتير أوى و أنا بعديلك، لكن بحذرك يا "ليث" ، أنا مش هقبل بالأسلوب دا بتاتًا
ابتسم "غيث"بسخرية و قال بعد أن نهض من فوق فراشه :
ما أنتِ كمان بتغلطى، بس الفرق انى مبعديش و أعمل skip، فقصدك ايه بقى بكلامك ؟
عقدت ذراعيها أمام جسدها و هتفت متسائلةً بتهكم :
يعنى عايز تقنعنى أنك مش عارف قصدى ؟ مين اللى بيغلط و يدرو فينا دلوقتى ؟
وقف أمامها و قال بلا مبالاة تعمد إظهارها بشدة :
يمكن أه و يمكن لا بس عايزك تقوليها صريحة، مش الصراحه أقصر الطرق برده يا دكتورة و لا ايه ؟
ابتعدت عنه و قالت بينما كانت تغادر غرفته بعدما أفسد يومها بسخريته :
بلاش يا "ليث"، خلينا كدا مش لازم نفتح فى الماضي
لكنه أمسك بساعدها الأيمن و منع خروجها و هو يقول بحدة :
و الله الكلام دا تقوليه لحد غيرى، أنتِ اللى اتكلمتى عن الموت و الحياة مش أنا
صمت للحظات كأنه يريد أن يمنع نفسه من البوح بما يجول بعقله، لكن هيهات فقد انتصر الغضب بداخله و الرغبة فى جعلها تعانى مثله، حيث قال :
بس عامة هريحك عشان أنا مزاجى كدا
ايوه أنا أكتر واحد مدرك لقيمة الوقت ،أيوه عارف قصدك، أيوه أنا قاتل!
اتسببت فى قتل تلت أشخاص و دمهم لسه على ايدى، ارتحتى كدا ؟!
اتمنى تكونى ارتحتى يادكتورة
و بعد قذفه لتلك الحقيقة الصادمة تركها تستشيط غضبًا و ذهب لطريقه المعتاد بكل هدوء غريب يناقض ما اعترف به منذ لحظات.
" فى بعض الأحيان قد نتفاجئ بطبيعة الشخص الجالس أمامنا ،قد يبدو مسالم لأبعد حد و لكنه السىء فى رواية الجميع ،و لى أحيان أخرى قد يبدو الشخص سىء و غير قابل للتعايش معه و لكنه فى الواقع ما هو إلا ضحية ،ضحية الجميع ،بما فيهم أنت ،نعم أنت"
_يتبع_
_الجزء الأول ،الفصل الرابع_
_مريض نفسي بالفطرة_
______________________________________
Don't forget the vote, please
أتمنى الفصل يعجب حضراتكم و مستنيه أرائكم، تصبحوا على خير