تَعَافَيْتُ بِكَ

Від ShamsMohamed969

15.3M 644K 221K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... Більше

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️
تجميعة الحلقات الخاصة

الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)

97.8K 3.7K 1.7K
Від ShamsMohamed969

"الفصل الثالث و الثلاثون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

كُلما سَـرىٰ طَـيْـفُكِ أمّـام العَـيْن، خَـفقَ القـلـب وَ تَـسألتْ الـرَوح حُـبكِ سيأخدنا إلـىٰ أيْـن؟
_________________________

أنا من أقسم عن كل طرق الحب أن يتوب، الآن أصبحت أمام أعينها أذوب،و بعد أن عشتُ عن العشق والهوى زاهدًا، الآن أصبحت لمحياها عاشقًا، وجدتُ فيكِ ملاذي و دنياي....يا من يفيض شوقي لها من عيناي، يا ليت قلبي آمنٌ بالحب، يا ليتني لم أنكر خفقة القلب.

تلك الراحة التي يشعر بها بالطبع جديدة عليه، لا يدري لماذا يريد التحليق في السماء مثل الطيْر الذي لأول مرّةٍ يعرف مذاق الحرية، بعدما عاش سجينًا طوال عمره، وقف «حسن» في شرفته يفكر بتلك الطريقة بعدما استيقظ مُبكرًا حتى يطلب منهم إجازة من العمل بعدما تحجج بمرضه الكاذب، ابتسم هو حينما تذكر مشاكسة «وليد» له ثم استنشق الهواء و هو يخطط لـ برنامج اليوم لهما سويًا، و قبل أن يندمج في التفكير وجدها تخرج له من الداخل و هي ترتدي إسدال الصلاة، فابتسم هو بسخريةٍ هو يقارن هيئتها الأمس بما هي عليه اليوم، اقتربت منه تسأله بتشككٍ بعدما ضيقت جفنيها فوق أعينها:

"خير بتضحك على إيه يا أستاذ حسن؟ أصلها ضحكة متطمنش بصراحة"
كانت تتحدث وهي تقترب منه حتى توقفت أمامه في الشُرفةِ، فوجدته يقول بنبرةٍ مرحة ممتزجة بسخريةٍ طفيفة:
"منظرك دلوقتي مقارنةً بامبارح فكرني بفيلم حسن و مرقص، بصراحة مفيش مقارنة"

رفعت كفها تمسك ذقنه وهي تقول بدلالٍ أنثوي:
"طب و أنهي أحلى بقى يا أبو علي"

أخفض بصره نحو موضع كفها ثم رفعه من جديد يطالعها ببلاهةٍ فوجدها تقول ببسمةٍ هادئة:
"ها، أنهي أحلى بقى؟ هدير دي ولا دي؟ أنا بقول خلينا في هدير دي طالما أنتَ تنحت كدا"

رد عليها هو بلهفةٍ قاطعة:
"و الله ما حصل، بصي...الاتنين حلوين، بس شكلك إمبارح كان حاجة تانية، هتفضل أحلى صورة صورتها في حياتي"

ابتسمت له هي بسمةً صافية ثم سألته تغير مجرى الحديث لعل ذلك يزيل خجلها منه:
"طب قولي بقى مروحتش شغلك ليه رغم إنك صاحي بدري؟ استغربت بصراحة"

رد عليها هو بنبرةٍ هادئة يجاوب سؤالها و يرضي فضولها:
"هعتبر نفسي عريس جديد و هاخدك و ننزل شوية مع بعض، دا لو أنتِ موافقة طبعًا، مش موافقة هلبس و أنزل شغلي"

ردت عليه بلهفة ممتزجة بحماسٍ يُشبه حماس الطفلة الصغيرة:
"لأ استنىٰ بس، هاجي معاك طبعًا، هو إحنا نطول؟ بس قولي هنروح فين؟"

اتسعت بسمته عند رؤيته لحماسها فجاوبها بمرحٍ:
"طالما وافقتي يبقى الباقي عليا بقى، المهم جهزي نفسك و ألبسي حاجة تتحمل المرمطة"

حركت رأسها بقوة و كأنها تحاول استيعاب ما تفوه هو به، فوجدته يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"أيوا زي ما سمعتي كدا....حاجة تستحمل المرمطة، علشان اليوم هيبدأ من دلوقتي"

اقتربت منه هي ثم لفت ذراعيها حول عنقه و هي تسأله بنبرةٍ مدللة:
"طب و دا بقى علشاني و لا علشان تعوض فترة الاستهبال اللي فاتت؟"

ابتسم هو على طريقتها العفوية تلك و سرعان ما تحولت نظرته إلى أخرى و كأنه يفكر في جواب سؤالها، بينما هي حركت رأسها تستفسر منه بصمتٍ فوجدته يقول بنبرةٍ ظهر بها مرحٍ طفيف:

"دا علشاني أنا أولًا، و علشانك أنتِ ثانيًا، و علشان فيه كلام كتير عاوز أقوله ليكي، ها إيه رأيك؟"

امتعض وجهها من جوابه المغرور لذلك ردت عليه هي بحنقٍ طفيف:
"علشانك أولًا؟ يعني أنتَ اللي سكت كل دا و جاي كمان تقول علشاني أولًا؟"
قالت جملتها تزامنًا مع إزاحة ذراعيها من على عنقه، بينما هو ابتسم بسمةٍ أكثر اتساعًا على تذمرها ثم وضع ذراعه على ظهرها يقربها منه وهو يقول بنبرةٍ خافتة:
"ما هو علشان سكوتي دا أنا هعوضك الليلة دي، و علشان كلامك ليا إمبارح أنا قررت مبقاش غبي أكتر من كدا"

رفعت عينيها تطالعه بتعجبٍ ممتزجًا باستفسارٍ لم تُفصح عنه، فوجدته يقول بخبثٍ:
"هاتي بوسة كدا و عوضي معايا الفترة اللي فاتت"

ابتسمت هي بخجلٍ و لكنها وأدت بسمتها تلك و هي تقول بنبرةٍ هامسة:
"طب غمض عيونك الأول يا حسن"

امتثل هو لمطلبها ثم أغلق جفنيه فوق مقلتيه وهو يبتسم متخيلًا ما ستقوم بفعله هي، لكنه تفاجأ حينما ضربت بـ مخيلته عرض الحائط حينما صفعته بخفة على وجنته، فتح عينيه بسرعةٍ من مفاجأته فوجدها تقول بضجرٍ:

"يلا يا أستاذ علشان ننزل، قال بوسة قال، احترم إسدال الصلاة اللي أنا لبساه دا حتى"
قالت حديثها ثم حدجته بنظرةٍ حانقة و من بعدها انسحبت من أمامه وهو ينظر في أثرها بدهشةٍ، و بعدما اختفى أثرها من أمامه، رفع صوته يقول متوعدًا:

"طب مفيش نزول بقى من هنا من غير البوسة يا هدير، بقولك عاوز أعوض فترة الاستهبال"
قال جملته ثم ركض من موقعه حينما ارتفعت ضحكتها عليه، بينما هو رغمًا عنه ابتسم على ضحكتها تلك.
_________________________

في كلية الصيدلة أمام المُدرج الخاص بالطلاب وقف «عمار» وهو يشعر بحالةٍ أخرى تنافي تلك التي تمكنت منه خلال اليومين الماضيين، حينها شعر أن حديث الشيخ «أيوب» كان في وقته الصحيح، فها هو يبدأ مرةً أخرى و هو يحاول جاهدًا محو تلك الفترة من ذاكرته على الرغم من شعوره بالحزن لما كان على وشك الحدوث له، لكنه أيقن أن الله سبحانه و تعالى هو من يملك الحكمة في أمره، حينها ابتسم رغمًا عنه ثم دلف المُدرج الخاص بالمحاضرات العملية بمفرده و معه الأدوات الخاصة به، و بعد جلوسه أقترب منه أحد الشباب وهو يقول بمرحٍ:
"يا عم فينك، بدور عليك من بدري، أنا حاجزلك جنبي"

رفع «عمار» رأسه بتعجبٍ يسأله بنبرةٍ سيطر عليها الاستنكار:
"هو حضرتك بتكلمني أنا؟ حضرتك تعرفني طيب؟"

جلس بجانبه وهو يقول بنبرةٍ ودودة و كأنهما صديقين منذ عدة أعوام:
"أيوا يا عم عارفك، أنا عيني لقطتك كدا من أول يوم و حسيتك متربي، معاك عبد الرحمن، أنتَ إسمك إيه بقى؟"

ابتسم له رغمًا عنه و هو يجاوبه بنبرةٍ هادئة:
"عمار، أنا عمار فهمي، اتشرفت بمعرفتك يا عبد الرحمن"

رد عليه الأخر بفخرٍ:
"الشرف ليا أنا، صدقني أنا من أول ما شوفتك و أنا حسيت أني مرتاح ليك، حسيت إنك زيي، كلهم هنا مش شبهي"

ضيق «عمار» ما بين حاجبيه وهو يقول بنبرةٍ مستفسرةٍ:
" زيك إزاي يعني؟ و إشمعنا أنا؟"

رد عليه الأخر مُردفًا بنبرةٍ تحمل المرح بين طياتها:
"العين صيادة يا عمار، كلهم هنا فاكرين نفسهم بقى كبروا و بقوا في جامعة علشان كدا مش هعرف أندمج معاهم، لكن أنتَ شكلك مصروف عليك أصول و تربية، لو متضايق مني ممكن أقوم عادي"

سأله بترقبٍ و حذرٍ، فوجده يقول بلهفة يقطع حديثه:
"لأ خالص، أنا كمان ارتحت ليك و الله، و فرحان أني لقيت حد تفكيره كدا، متقولش كدا؟"

تنهد الأخر بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ مقررة:
"بقولك إيه أنا لفيت الجامعة كلها و حفظتها، عرفت الأماكن كلها و الأكل و الشرب، يعني معايا أنتَ في أمان هنا"

حرك رأسه موافقًا و لازال ثُغره مُزينًا ببمسةٍ هادئة و سرعان ما تذكر أمرًا هامًا لذلك سأله بنبرةٍ متلهفة:
"طب معلش سؤال مهم، المسجد اللي هنا فين؟ يعني الضهر قرب و هما حاطين فاصل بين المحاضرتين، نصلي فيهم الضهر أحسن"

طالعه الأخر بنظرةٍ غريبة لا يدري إن كانت فخورةً به؟ أما أنه تعجب من حديثه، لذلك حرك رأسه يسأله بصمتٍ، فالتقتط الأخر سؤاله، لذلك رد عليه بتأثرٍ:
"مش قولتلك العين صيادة؟ أنا من ساعة ما جيت هنا مشوفتش حد سأل على المسجد، بس أنتَ غيرهم، اطمن أنا عرفت مكانه و هنروح نصلي سوا"

ابتسم «عمار» له من جديد ثم حرك رأسه موافقًا بحماسٍ ، فـ ابتسم له ثم ربت على كتفه، بينما «عمار» في تلك اللحظة شعر لوهلةٍ أنه فاز بـ صديقًا يمر معه بتلك المرحلة الجامعية، و على الرغم من ذلك لم ينسى تحذير «وليد» له بالحذر من ذلك المجتمع الجديد عليه كُليًا.
_________________________

في بيت آلـ «الرشيد» كانت «هدى» في غرفتها تشعر ببعض الآلام و التشنجات في بطنها، لكنها تحاملت على نفسها و قررت ترك التفكير في الآلم و التوجه نحو تلك الأشياء التي جلبها زوجها معها لـ طفلهما وهي تبتسم بحنوٍ بالغٍ عند رؤيتها لتلك الأشياء الصغيرة ذات الألوان المُبهجة، و لكن رغمًا عنها تبدلت ملامحها للانقباض من شدة الألم الذي تشعر به، فها هي في الشهر السابع من حملها لذلك شعرت بمخاوف عديدة، لذلك توجهت نحو الأريكة تجلس عليها وهي تتنفس بصعوبةٍ، فوجدت كلًا من «مروة» و «زينب» يطرقا باب الغرفة، تحدثت هي بصعوبةٍ من شدة ألمها بعدما استمعت لصوتهما
"ادخلي يا ماما مروة، الباب مفتوح"

دلفت كلتاهما فتحدثت «مروة» تقول بلهفةً واضحة:
"طمنيني عليكي يا حبيبتي، وئام قالي إنك من الصبح حاسة بتعب"

تنفست هي بعمقٍ ثم أجبرت شفتيها على التبسم و هي تقول بنبرةٍ تجاهد حتى تخرج منها متوازنة:
"الحمد لله يا ماما، بس شوية ألم كدا، يمكن علشان دخلت الشهر السابع و عمالة أفكر كتير، أنا كويسة"

تدخلت «زينب» تقول مقررةٍ بنبرةٍ لا تقبل النقاش:
"بقولك إيه أنا هقوم أجهزلك الأكل و الدوا و بعدها تشربي عصير علشان شكلك الهفتان دا، أنتِ مش عجباني بقالك كام يوم"

ردت عليها هي بنبرةٍ ظهر بها الامتنان و الشكر:
"شكرًا يا طنط زينب، ربنا يباركلي فيكم، و الله تعبتكم معايا"

ردت عليها «زينب» بلومٍ و عتابٍ:
"اخس عليكي يا هدى، دا كلام يتقال برضه؟ ما تشوفي يا مروة أخرتها؟"

طالعتها «مروة» بعتابٍ هي الأخرى فوجدتها تقول بنبرةٍ باكية و رافق حديثها عبراتها المنسابة:
"غصب عني والله، كان نفسي ماما تكون معايا و تشوف حفيدها و تفرح بيه، بس هي سابتني، و على قد كل حاجة حصلت انتو معايا و معاكم طنط سهير، مفيش واحدة فيكم سايباني، غصب عني حاسة بحاجات كتير أوي"

ربتت «مروة» على كتفها وهي تقول بتأثرٍ مُجاهدةً حتى لا تبكي هي الأخرى:
"إحنا معاكي كلنا لحد ما تقومي لينا بالسلامة يا هدى، محدش فينا هياخد مكان فاطمة الله يرحمها، بس و الله يا بنتي أنتِ في غلاوة وئام و وليد، متزعليش نفسك، و أدعي ربنا يرحمها و يجمعكم بيها في الجنة"

ألقت بنفسها بين ذراعي «مروة» وهي تبكي بقوةٍ، بينما كلتاهما بكت رغمًا عنها من تأثرهما بالموقف، فشددت هى العناق على «مروة» وهي تقول من بين شهقاتها:
"وحشتني أوي....كان نفسي تكون معايا في اليوم دا، غصب عني و الله"

اقتربت منها «زينب» ثم ربتت على ظهرها وهي تقول بتأثرٍ بعدما رفعت كفها تمسح دموعها:
"دا قضاء ربنا يا هدى، هي عمرها كدا و الحمد لله على حكمته و قدره، و هي أكيد هتبقى فرحانة لما تعرف إنك مخلية بالك من نفسك و من اللي في بطنك، ادعيلها يا هدى أحسن"

ابتعدت عن حماتها ثم رفعت كفيها تمسح وجهها، فوجدت «مروة» تربت على كفها وهي تقول بمرحٍ حتى تغير تلك الأجواء:
"بقولك إيه أوعي تعمليها يا هدى و تولدي في السابع، هيطلع خلقه ضيق زي عمه وليد، كفاية ابني عليا"

ابتسمت رغمًا عنها فوجدت «زينب» تقول بتذمر:
"مالك و ماله يا مروة؟ مش عاجبك وليد؟ دا حبيب قلبي ليدو دا"

لوحت لها بذراعها وهي تقول بحنقٍ:
"ياختي روحي بقى أنتِ و هو، أهو مطلع عنينا كلنا بشقاوته"

ردت عليها «هدى» بنبرةٍ هادئة:
"و حامينا برجولته، وليد طول عمره حامي لكل اللي حواليه، و أنا مش ناسية وقوفه مع هدير و لا معايا"
ابتسمت لها والدته بينما «زينب» تحدثت تقول بفخرٍ:
"طول عمره يقولي أنا راجلك هنا، و طول عمره واقف في ضهري، و أهو هنشوفه أحسن عريس في الدنيا كلها"

تألمت «هدى» رغمًا عنها من جديد، لكنها حاولت الانخراط في الحديث متجاهلةً ذلك الألم الذي اشتد عن ما سبق.
_________________________

في شركة أحفاد «الرشيد» كان «وئام» يتحدث مع والدته يطمئن على زوجته بعدما تركها صباحًا تشعر بالألم، و كان «وليد» جالسًا أمامه يتابعه بكامل تركيزه، أنتظر حتى أغلق شقيقه الهاتف و حينها سأله بنبرةٍ مهتمة:
"ها طمني عليها ؟! كويسة و لا لسه تعبانة و لا إيه الدنيا؟"

تنهد هو بقلة حيلة ثم حرك رأسه موافقًا وهو يقول بنبرةٍ خافتة:
"ماما قالتلي إنها كويسة الحمد لله، بس برضه حاسة بوجع لو فضلت كدا هنروح للدكتور يطمننا أحسن"

حرك «وليد» رأسه موافقًا ثم قال بنبرةٍ حاول صبغها بالثبات:
"وئام، بابا قالي إنك دفعت الفلوس لعمو محمد من معاك ليه عملت كدا؟"

طالعه «وئام» بتعجبٍ فوجده يتابع حديثه بنفس النبرة:
"قصدي يعني ليه؟ أنا كنت هدفعهم من معايا أصلًا"

رد عليه هو بنبرةٍ هادئة:
"علشان أنتَ أخويا و دا حقك عليا يا وليد، أنا دفعت الفلوس علشان دي هدية فرحك مني، و بعدين أنتَ مالك؟"

رد عليه الأخر بضجرٍ:
"يا بني مراتك على وش ولادة، يعني عاوز كل مليم علشان اللي جاي عليك، و بعدين أنا مبحبش حد يدفعلي حاجة"

طالعه شقيقه باستنكارٍ وهو يقول بتعجبٍ ممتزج بالعتاب:
"حد !! أخرتها بقيت حد يا وليد؟ تشكر يا سيدي، مكنتش أعرف إني حد غريب عليك"

شعر «وليد» بالحنق من نفسه لذلك ترك مقعده ثم اقترب من شقيقه يجلس على ركبتيه أمامه وهو يقول متأسفًا:
"متزعلش مني، حقك عليا يا وئام، بس و الله أنتَ عارفني نفسي عزيزة و مش بعرف أخد حاجة مش من حقي، أنا لسه مردتش ليك فلوس المصحة و اللي صرفته عليا ساعتها و دي كانت فلوس جوازك، و مش ناسي العلاج النفسي اللي أنتَ اتحملته علشاني بعد ما خرجت و مش ناسي الأوضة اللي جددتها ليا أنتَ و حسن و طارق، اللي عليا كتير أوي، و أنا مش هقدر أعيش بكل الجمايل دي في رقبتي"

رد عليه «وئام» بحنقٍ من حديثه:
"جمايل إيه يا وليد ؟! من إمتى في أخ بيشيْل أخوه جِميلة، فوق يا وليد و بطل عَبط، و بعدين أنتَ مش أخويا، أنتَ ابني اللي ربنا كرمني بيه، عيب يا وليد لما تقول كلام زي دا ليا"

ابتسم رغمًا عنه لشقيقه فوجده يتنهد بعمقٍ وهو يقول بنبرةٍ خافتة:
"عارف على قد حبي ليك، على قد خوفي عليك، بحس ساعات أني عاوز أراقبك و أمشي وراك علشان أأمنك، بس أنا قلبي مطمن عليك، علشان أنتَ مبتعملش حاجة وحشة في حد"

ارتمى «وليد» بين ذراعيه وهو يقول بنبرةٍ متأثرة:
"أنا بحبك أوي و الله، عارف أني مش بقولها ليك كتير بس أنا بحبك و عاوزك متزعلش مني، أنا أسف، و خليك عارف إن وليد الرشيد مبيتأسفش غير للغالليين عليه بس"

ابتعد عنه شقيقه وهو يقول بخبثٍ:
"عبلة ها ؟! حقك عليا و على قلبي يا عبلة"

ضحك «وليد» رغمًا عنه وهو يقول بيأسٍ:
"طارق الفتان هو اللي قالك أكيد، بس هي فعلًا اللي أنا بتأسف ليها علشان هي أكتر واحدة جيت عليها يا وئام"

تحولت جملته الأخيرة إلى لوم نفسه فوجد شقيقه يسأله بتعجبٍ:
"بس أنا شايف إنك بتعاملها كويس، و شايف إنك مش مقصر معاها"

رد عليه هو ينفي حديثه:
"لأ مقصر يا وئام، تعبتها كتير و علطول مخوفها مني بسبب خوفي، بس غصب عني و الله، أنا واحد مش عارف يدي لنفسه الأمان، عاوزني إزاي آمن للناس و الزمان؟"

ربت شقيقه على كتفه وهو يقول بنبرةٍ هادئة ممتزجة بإصرارٍ:
"أدي لنفسك الفرصة علشان تعيش معاها صح، عبلة طيبة و بتحبك، و حرام عليك تخسرها علشان شوية حاجات عدت و فاتت، مش هقولك أنسى اللي فات علشان محدش بينسى، بس هقولك صالح ماضيك علشان تقدر تستمتع باللي أنتَ فيه"

حرك «وليد» رأسه موافقًا ثم قال مقررًا:
"أنا قررت أبطل أشكي من اللي حصل فيا علشان مفيش حاجة هتتغير، و همشي بمبدأ إن لم تستطع المقاومة لما تعايشه، فاستمتع بما تتعلمه"

ابتسم له شقيقه فوجده يقول بلهفةً واضحة:
"بقولك صح هو أنا ينفع أروح مشوار مهم و أرجع تاني؟ بس حاسس أني عاوز أروح المشوار دا"

سأله «وئام» بتعجبٍ:
"مشوار إيه دا اللي عاوز تروحه و إحنا يدوبك لسه مصليين الضهر؟"

رد عليه هو بسخريةٍ:
"إيه علاقة إننا مصليين الضهر بالمشوار؟ هو أنا بقولك رايح كباريه يا وئام؟"

امتعض وجه شقيقه وهو يقول بضجرٍ منه:
"شوفت أسلوبك زفت إزاي؟ غور مكان ما أنتَ عاوز، عيل حيوان"

ضحك رغما عنه وهو يقول بنبرةٍ مرحة:
"طب أنا هغور بقى، لو طارق سأل عليا قولوا راح عند عبلة و جميلة خليه يتشل شوية"

رد عليه «وئام» بإشفاقٍ:
"يا بني اتهد بقى كفاية عمك محمد عليه، طارق جاب أخره خلاص"

ابتسم له وهو يحرك رأسه موافقًا ثم ودعه و خرج من أمامه، بينما «وئام» نظر في أثره بتأثرٍ و داخله يتمنى له الراحة، و لكنه يعلم كل العلم أن معجمه لم يحتوي على تلك الكلمة.
_________________________

في شقة «رياض» قامت «خديجة» بترتيب البيت بأكمله ثم جلست أمام التلفاز وهي تفكر في أعمال اليوم، و قبل أن تتصل بـ «زُهرة» وجدتها تدلف الشقة، وقفت هي احترامًا لها وهي تقول بنبرةٍ خافتة:

"حمدًا لله على سلامتك يا ماما، كنت لسه هكلمك دلوقتي"

ردت عليها «زهرة» بنبرةٍ هادئة من وجهها المبتسم:
"الله يسلمك يا روح قلبي، خير فيه حاجة كنتي عاوزاها مني؟"

ردت عليها هي ببساطة:
"لأ خالص كنت هسألك بس نعمل أكل إيه علشان أحضره، أنا عارفة إنك هترجعي تعبانة"

ردت عليها هي بشرٍ و توعد في نبرتها:
"مش هنعمل أكل، أنا مش ناسية حركة رياض و بدور، هو يجيب لينا أكل و يعوضنا، إحنا مش هنطبخ"

ردت عليها هي بنبرةٍ ضاحكة:
"يلهوي !! أنتِ لسه منسيتيش؟ خلاص فات كام يوم على الموضوع"

ردت عليها هي بنبرةٍ جامدة:
"لأ أنا قلبي أسود و مبنساش حاجة، و بعدين دي أشكال ينفع الواحد ينساها؟ طب و الله قولتلهم هي و المسلسل اللي هي مخلفاه دا أخرتهم هتبقى سودا"

ضحكت «خديجة» رغمًا عنها فوجدت «زهرة» تقول بتوعد:
"خليه بقى علشان أعرف انتقم، أنا هخليه يجيب أكل و يظبطنا النهاردة"

فور انتهاء جملتها صدح صوت هاتف «خديجة» برقم زوجها، فقالت «زهرة» بهدوء حتى تترك لها مساحتها الشخصية:
"طب أنا هدخل أغير هدومي و أنتِ ردي على تليفونك يا خديجة"

أومأت لها موافقةً ثم أجابت على مكالمته فوجدته يقول بتذمرٍ بمجرد فتحها للخط الهاتفي:
"لأ لأ يا خديجة، أنا كدا هتجوز عليكي أو أبص برة، جرى إيه يا ست الكل؟"

سألته هي بنبرةٍ تائهة غير مُدركة سبب تذمره:
"هو أنا عملت حاجة يا بني؟ مالك داخل فيا كدا ليه؟ أنا مجيتش جنبك أصلًا"

رد عليها هو مردفًا:
"ما هو علشان كدا، كلميني كدا أو انكشيني أو لاغيني، أعملي أي أكشن كدا"

ردت عليه بنبرةٍ ضاحكة بعدما فهمت مقصده:
"فهمتك يا سيدي، حاضر بكرة بقى هكلمك و انكشك و ألاغيك، حاجة تانية؟"

رد عليها هو بسخريةٍ:
"أنتِ بتاخديني على قد عقلي يا كتكوتة؟ ماشي يا خديجة، شكرًا"

سألته هي بحنقٍ:
"أنتَ عاوز إيه دلوقتي يا ياسين؟ نعم يا سيدي؟"

رد عليها هو مردفًا بنبرةٍ عادية:
"كنت بقولك أني هتأخر شوية؟ علشان خالد كلمني و عاوزني أنا و عامر في الشركة عنده، قولت أعرفك علشان متقلقيش"

بعد جملته الأخيرة قررت هي إثارة حنقه و مشاكسته:
"عادي يعني هقلق ليه؟ هو أنتَ عيل صغير؟"

رد عليها هو بضجرٍ:
هو أنا مكلمك علشان أحرق دمي يا ست أنتِ؟ سلام يا بت"

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:
"خلاص خلاص بهزر، كويس إنك قولت علشان منقلقش كلنا، أنتَ الخير و البركة برضه"

تهكم هو في رده عليها بقوله:
"الخير و البركة ؟! دي مستحيل تكون مكالمة واحد لمراته، أكيد دي مكالمة واحد لحفيدته"

و قبل أن ترد عليه هي تفاجئت به يغلق في وجهها بعدما قال كلمةً واحدة "سلام" و قبل أن يصله ردها أغلق الهاتف بسرعةٍ كبرى، أما هي فشهقت بقوةٍ وهي تقول بنبرةٍ خافتة:
"يا وقعتك السودا !! لما تيجي"
_________________________

في منطقة المُقطم و تحديدًا في أحد الكافيهات التي تطل على الجبال مباشرةً و تم تصميمها على الطراز البدوي من خلال الحُصر البدوية الموجودة على الأرض الجبلية و بعض المقاعد الصغيرة التي صُممت بنفس الخامات البدوية و ما أكمل تلك الجلسة هو مظهر الغروب و قرص الشمس بلونه البرتقالي، جلس «حسن» يتابع المنظر حوله براحةٍ احتلت ملامحه بينما «هدير» تحدثت تسأله بنبرةٍ مرحة:
"جايبني المُقطم يا حسن؟ شكلك كدا كنت خاربها، جيت كام مرة مت غيري و مع مين، انطق"

حرك رأسه للأمام يطالعها بعدما كان يراقب المنظر حوله، فوجد نظراتها لا زالت متسائلة، حينها تنهد هو بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"جيت كتير لوحدي يا هدير ، كل الأماكن اللي هتيجي معايا فيها محدش غيرك شاركني فيها، و مش عارف ليه، بس حاجة جوايا مأكدالي إنك هتشيلي كل الوِحش اللي شوفته قبلك"

تنهدت هي بعمقٍ ثم قالت بنبرةٍ مهتزة تحاول إيقاظه من أحلامه تلك قبل أن ينتبه هو:
"حسن أنا موافقة أكمل معاك و بحبك بجد و شايفة إنك فرصة العمر ليا، بس لازم تفهم أنا كنت إيه يا حسن؟ لازم تعرف إن أنا أذيت ناس كتير، لازم تعرف أني مش ضحية زي ما أنتَ مقتنع"

نظر أمامه مرةً أخرى وهو يقول بنبرةٍ غير مُبالية:
"و أنا مش فارق معايا هدير اللي فاتت، اللي يهمني هدير اللي معايا دلوقتي، هدير اللي لما باخدها في حضني بحس إن أنا مرتاح و دي حاجة أنا عمري ما جربتها، الراحة اللي لقيتها معاكي تخليني واثق إنك ضحية"

ردت عليه هي ببكاء:
"لأ مش ضحية، المؤذي مش ضحية يا حسن، أنا عمري ما هنسى أني كنت قاسية، عمري ما هنسى أني كنت ظالمة و بوظت حياة ناس"

زفر هو بقوةٍ ثم اقترب منها يرفع كفه يكفكف دموعها وهو يقول بنبرةٍ هامسة:
"و أنا شايف قصادي واحدة ندمانة و حاولت تغير من نفسها، مليش دعوة باللي كنتي فيه، أنا ليا دعوة بيكي من بعد ما دخلت حياتك، سيبي اللي فات بقى يا هدير و خلينا نعيش اللي جاي و نفرح بيه"

حركت رأسها موافقةً، فوجدته يقول بمرحٍ:
"نكدتي علينا يا بومة و نستيني كنت هقولك إيه، حرام على أهلك كلهم"

مسحت دموعها وهي تسأله بنبرةٍ مختنقة إثر دموعها:
"طب وهو كنت عاوز تقولي إيه أصلًا؟ مش أنتَ جايبني علشان تفرحني؟"

أومأ لها هو موافقًا ثم أنزل كفه وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"أنتِ بقيتي مراتي يا هدير قدام ربنا و قدام الناس، غصب عني مقدرتش أفرحك زي كل البنات و أعملك فرح و فستان أبيض، و غصبٍ عني مقدرتش أعمل أي حاجة تثبت حُبي دا، حتى شبكة مجبتش ليكي و....."

قبل أن يُكمل حديثه قاطعته هي بنبرةٍ تائهة:
"كل دا أنا مش عاوزاه أصلًا، أنا مش فارق معايا فرح و فستان و لا كل دا، أنا اللي فارق معايا هو أنتَ، طالما أنا مبسوطة معاك يبقى خلاص، تغور الدنيا كلها قصاد عينك و هي مطمناني، و بعدين شبكة إيه دي؟"

زفر هو بقلة حيلة ثم أخرج من جيب سترته السوداء علبة قطيفة باللون الزيتي، أما هي قطبت جبينها بحيرةٍ فوجدته يمسك كفها ثم قام بإدخال دبلة من الذهب في إصبعها و في الأصبع المجاور له خاتم أسر عينيها وهو عبارة عن كفين كلًا منهما يعانق الأخر، رفعت عينيها تطالعه بتأثر سيطر عليها فوجدته يضع دبلةً رجالية باللون الأسود في يدها وهو يقول بنبرةٍ خافتة:
"لبسيني الدبلة يا هدير، أنا لبستك دبلتك و الخاتم بتاعك"

ضغطت على جفنيها تحاول ردع تلك الدموع التي تهدد بالنزول، ثم امتثلت لمطلبه و قامت بإدخال الدبلة في إصبعه، فوجدته يبتسم باتساعٍ وهو يتابع الحرف الذي تم حفره عليها باللغة الإنجليزية وهو "H" حركت رأسها هي تراقب موضع بصره فرأت الحرف المطبوع على خاتمه لذلك سألته بنبرةٍ ثابتة:
"و إشمعنا حرف الـ H يا حسن؟ للدرجة دي حرفي عاجبك؟"

رد عليها هو بنبرةٍ غير مُبالية:
"أنا مالي و مال حرفك؟ H دي علشان أسمي حسن، إيه علاقتك بالموضوع؟"

شهقت بقوةٍ من جوابه و الذي يصدمها به للمرة التالية فوجدته يقول بنبرةٍ ضاحكة بعد رؤيته لتبدل ملامحها:
"بهزر و الله، دا حرفك أنتِ و أنا طلبت إمبارح يتحفر على الدبلة زي ما اتحفر جوايا، يعني أهيه حاجة بسيطة علشان تأكدلي إنك معايا و ليا"

ابتسمت بخجلٍ له وهي تُخفض رأسها فوجدته يبتسم هو الآخر وهو يقول بمراوغة حتى يُشاكسها:
"اللي يشوفك و أنتِ مكسوفة دلوقتي، ميشوفكيش الصبح و أنتِ متعلقة في رقبتي، و لا شكلك بالفستان إمبارح"

ردت عليه هي بجرأة زائدة:
"مش أنتَ جوزي برضه يا حسن؟ ولا أنا بتدلع عليك غلط يعني؟ و بعدين الفستان دا هو اللي فك عقدتك"

رد عليها هو بتهكمٍ:
"لأ ياختي و أنتِ الصادقة أنا كنت جايلك بعقدتي مفكوكة خِلقة، بس أنتِ كملتي بقى"

طالعته هي بتعجبٍ فوجدته يقول بنبرةٍ هادئة حينما شرد في مقابلته مع «ميمي»:
"اللي فكرت فيه طلع صح و هي اللي طلع عندها الجواب، القلب دليل صاحبه و يا بخت اللي مصدق قلبه"

سألته هي بحنقٍ:
"مين دي إن شاء الله ؟! شايفاك هايم و سرحان كدا، مش مالية عينك مثلًا؟"

سألها هو بنبرةٍ تائهة:
"هدير هو أنتِ بتغيري أوي كدا ليه؟ و لا بتغيري عليا أنا بس؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ جامدة:
"أنا عمري ما غيرت على حد في حياتي، بس أنت حاجة تانية، حاسة أني بغير عليك من الهوا، حسن أنا حُبك دا هيلبسني في الحيطة و الله"

رد عليها هو بنبرةٍ متأثرة:
"و أنا طول عمري كان نفسي أجرب إحساس إن حد يغير عليا و على حبي، كنت عاوز حد يعتبرني كل حاجة ليه، لو أنتِ هتحسسيني بكدا يبقى أنا خدت اللي أنا عاوزه خلاص"

ابتسمت له ثم أمسكت كفه و هي تقول بنبرةٍ هادئة ممتزجة بمرحٍ طفيف:
"اطمن هكبس عليك علشان أنا مش هسيب حد يبصلك بس،  استحمل أنتَ بس يا أبو علي"

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة:
"الوحيدة في الدنيا كلها اللي مسموح ليها تقولي يا أبو علي، غير كدا مستحيل، بس علشان عيونك الحلوين أنا قابل أي حاجة منك"

تنهدت هي بعمقٍ ثم سألته تغير مجرى الحديث:
"متشتغلنيش بقى و قولي هناكل إيه في الجو البدوي دا؟"

رد عليها مُردفًا بمرحٍ:
"طلبت حواوشي يا هدير، وحشني أوي و الله أيام أكل الشوارع و العشوائية"

ردت عليه هي بحماسٍ:
"الله !! كان نفسي أجرب حاجة زي دي، بقولك إيه بقى زود طحينة و هات بيبسي"

طالعها هو بدهشةٍ فوجدها تقول بنبرةٍ أهدأ:
"خلاص بلاش بيبسي، خليه شويبس رومان"
_________________________

في عيادة الطبيبة النفسية كان «وليد» جالسًا في الخارج ينتظر دخوله للطبيبة، لكنه تفاجأ بالعدد الموجود، فوجد نفسه يبتسم بسخريةٍ و هو يفكر هل جميع من رآهم يعانون مثله؟ هل جميعهم مرضى بالفعل أم أن العالم هو من أوهمهم بذلك؟ قبل أن يغرق أكثر في شروده وجد دوره و كان هو أخر الحاضرين، حينها دلف للطبيبة وهو يقول ساخرًا من الوضع:

"ما شاء الله، المرضى زادوا ربنا يوسع رزقك، عاوزين ندبحلك عجل على باب العيادة"
ضحكت هي بيأسٍ على طريقته وهي تشير له بالجلوس، بينما هو امتثل لمطلبها فوجدها تسأله بنبرةٍ هادئة:
"قولي بقى يا سيدي؟ طلبت تيجي تقابلني ليه؟ فرحني و قولي إنك سمعت كلامي و إنك بدأت تمشي على الخطوات"

حرك رأسه نفيًا وهو يقول بطريقةٍ تمثيلية ممتزجة بالمرح:
"لأ و الله كان نفسي بس محصلش، أنا جاي علشان أقولك أني ضربت بكل كلامك عرض الحيطة، و أني مش هقدر أثق في حد، ليه بقى؟ علشان لما موثقتش في حد، انقذت واحد من الموت، و دا دليل إني مينفعش أثق في حد"

رفعت كفيها تضعهما على رأسها بيأسٍ من حديثه، فوجدته يقول بنبرةٍ خجلة:
"بس دا ميمنعش أني عاوز أثق في الناس، يعني عاوز أتكلم برضه"

تنهدت هي بعمقٍ ثم أشارت له نحو المقعد الكبير حتى يجلس عليه و تبدأ جلستها معه، انصاع هو لأمرها ثم تركها و توجه نحو المقعد و هي تلحقه و في يدها دفترها، و بعدما تأكدت من استرخاء جسده سألته بنبرةٍ عملية:
"احكيلي بقى حصل إيه يا وليد علشان نرجع لـ ورا كدا تاني؟ و إيه اللي خلاك تقول كلامك دا؟"

تنهد هو بعمقٍ ثم حرك رأسه موافقًا و من بعدها بدأ في سرد ما حدث مع «عمار» و محاولة اغتياله على يد «زيكا» و كيف من خلال عدم الوثوق به استطاع انقاذ حياة فتى بريئًا، أنهى سرده للحكاية ثم تابع قوله بنبرةٍ تائهة تُعبر عن حيرته:

"أنا ساعتها اتلجمت و وقفت أفكر لو مكنتش شكيت في زيكا دا كان إيه الوضع دلوقتي؟ كان زمان عمار دا ميت أو مرمي في المستشفى، كان زمان أبوه و أمه و أخواته كلهم قلبهم محروق عليه، الثقة دي البشر ميستاهلوهاش، علشان ببخونوها"

زفرت هي بقوةٍ ثم قالت بنبرةٍ هادئة تحاول السيطرة على انفعالاتها:
"يا وليد كل الحكاية إن الثقة شيء متبادل، بمعنى أني أثق في اللي حواليا علشان هما آهلين بالثقة دي، يعني مرتبطة بالأشخاص، مينفعش تيجي أنتَ بناءًا على موقف نادر الحدوث و تقول إن محدش يستاهل الثقة دي، مينفعش علشان موقف واحد أوقف عليه حياتي كلها، كدا غلط، هتفضل طول عمرك تعاني من قلة الثقة يا وليد"

تنفس هو بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ متألمة و بوجعٍ ظهر جليًا على تقاسيم وجهه:

"كل الحكاية إن اللي شوفته وحش كان أكتر من الحلو، أنا مع كل وجع لأي حد بشوف وجعي أنا كمان، كل ما أقول الجرح قفل و خلاص، ألاقيه بينزف من جديد، و أنا مش عاوز أفضل أعيط على وجعي، عمار دا فكرني بنفسي لما كنت مسالم، حاسس أني عاوز أخده في حضني، يمكن كلهم عارفين معاناته بس أنا الوحيد اللي حسيت بيه، أنا الوحيد اللي حسيت بكسرته و هو بيقول إنه موجوع، هو أنا لسه مش بنسى؟ كلهم بينسوا و يفرحوا بس دماغي رافضة دا، نار جوايا كل ما أقول خلاص هتطفي ترجع تولع من جديد مع أي جرح لأي حد و كأنها عدوى بتتنقل ليها، أنا عيشت بوجعي و بوجع اللي حواليا بعدما اتعديت منهم"

زفرت هي بقوةٍ ثم سألته بنبرةٍ جامدة:
"قولي كدا يا وليد بما إنك قربت على فرحك، إحساسك هيكون إيه؟ أو تقدر تقولي طريقة تعاملك مع عبلة هتكون إزاي و أنتَ مش عاوز تتعافى كدا؟"

حرك رأسه حتى يتسنى له رؤيتها وهو يقول بنبرةٍ تائهة:
"أنا دماغي مش قادرة تساعدني افرح بحاجة زي دي، كل ما أفكر أني هبقى معاها في بيت واحد و يضلل علينا نفس السقف أفرح و أحس أني عاوز اليوم دا يجي النهاردة قبل بكرة، و فجأة خوف غريب يسيطر عليا إن هي مش هتستحمل العيشة معايا، خوف مسيطر عليا إنها هتتعب مني، أنا بحبها و الله، بس غصب عني مش عارف أثق في دنيتي اللي بتقلب عليا"

وهو يتحدث و دون أن يشعر بنفسه وجد دموعه تنزل على وجهه، بينما الطبية تنهدت بأسى ثم قالت بنبرةٍ عملية جاهدت حتى تُخفي تأثرها بها:
"عبلة ليك هتفضل الدينامو زي ما أنتَ قولت يا وليد، خليها هي اللي تحركك، هقولك دلوقتي على خطوات لازم تكون عندك علشان تعرف تعدي فترة اللي حصل مع عمار، و اللي للأسف عقلك بعتلك بيه إنذار خطر و خلاك ترجع تاني في الخطوات"

أومأ لها موافقًا بقلة حيلة فوجدها تقول مفسرةً له:
"أول حاجة لازم تفكر إن قلة الثقة و الشك عواقبهم وخيمة أوي عليك و على اللي حواليك، بمعنى إنها محرك أساسي في كل العلاقات، و علاقتهم طردية، فيه ثقة فيه إستمرار في العلاقة، مفيش ثقة يبقى مفيش استمرارية في العلاقة، مينفعش أكون بعامل حد و أنا مش عارف آمن ليه"

ابتسم هو بسخريةٍ وهو يقول:
"طب و آمن لنفسي إزاي بقى؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ ثابتة:
"حبها و شجعها و اقبلها بعيبها قبل مميزاتها، افتكر هي استحملت إيه و عدت بإيه"

زفر هو بقوةٍ فوجدها تتابع من جديد:
"فكر كدا في اللي أنتَ مستنيه من الناس التانية هتلاقي إن توقعاتك أعلى من من اللي مفروض يكون حاصل، بمعنى إن اللي حواليك مش بيقرأوا أفكارك يا وليد، يعني اللي أنتَ ممكن تكون مستنيه منهم هما معندهمش أدنى فكرة بيه، بمعنى إنهم مش هيعملوا الحاجة اللي أنتَ عاوزها لأن ببساطة هو شيء مجهول ليهم، دا غير إنك أحيانًا بتفشل في التعبير عنها"

حرك رأسه يطالعها من جديد بنظرةٍ متعجبة، فوجدها تتابع من جديد:
"الفكرة في العقل نفسه اللي بقى بيقارن بين الخذلان اللي فات و بين اللي بيحصل حاليًا، قلة الثقة دي مرض غريب دوره بس إنه ينكد عليك حياتك و يحجم طاقتك"

ابتسم هو بسخريةٍ وهو يقول:
"تعرفي إن الفكرة دي مأثرة عليا، لدرجة خلتني أفكر جديًا أني أسيب عبلة؟ حسيت للحظة كدا أني مش جدير بحبها"

سألته هي بتعجبٍ:
"هو أنتَ لسه بتخاف من عبلة يا وليد؟ لسه قلبك مش عارف يأمن ليها؟"

رد عليها هو بثباتٍ:
"تعرفي أني إمبارح قبل ما أنام كنت بفكر في الإجراءات اللي ممكن أخدها ضدك لو حصل و غدرتي بيا؟ حتى أنتِ مَسلمتِيش من تفكيري"

أغلقت دفترها وهي تقول بنبرةٍ جامدة:
"قوم روح أحسن، أنا بقول كفاية كدا قبل ما أموت مجلوطة"

اعتدل في جلسته حتى لمست قدميه الأرض وهو يقول بنبرةٍ مُتعبة:
"أنا فعلًا تعبت و الله و محتاج أرتاح، بس كلامك حلو و وعد مني هعمل بيه، أكيد أنا مش حابب نفسي و أنا مقسوم نصين كدا"

تنهدت هي بعمقٍ ثم قالت:
"يا بني أنتَ اللي تاعب نفسك و الله، أسمع مني و حارب علشان اللي في حياتك كلهم"
_________________________

في مقر عمل «خالد» كان جالسًا في انتظار صديقيه بملامح وجه مُقتضبة و في يده قلمًا يضغط عليه بقوةٍ حتى يُحد من توتره، حتى فُتح باب مكتبه و دلف كليهما و أول من تحدث بضيق كان «عامر» وهو يقول:

"نعم يا ابن عليان ؟! خير إن شاء الله ؟ و لو أني أشك إنه خير أصلًا"
رد عليه «خالد» بضجرٍ:
"اترزع يا عامر أنا مش ناقص، مش جايبك علشان تجلطني"

رد عليه «ياسين» متدخلًا:
"يا عم مالك فيك إيه؟ و ليه جبتنا دلوقتي و إحنا المفروض نروح"

رد عليه بقلة حيلة:
"سمير جايب محاسب قانوني و جاي يراجع معايا ملف مهم في الحسابات في الصفقة الأخيرة اللي كانت بينه و بين الشركة، و أنا مسئول عن الملف دا"

تأهب جسد كليهما و ظهر ذلك في حركتهما و تبدل ملامح وجهيهما، بينما «خالد» تابع من جديد:
"أنا جايبكم علشان أنا هقابله لوحدي، هو كان عاوزها مقابلة ودية بس أنا صممت إنها تكون هنا علشان خاطر ياسر"

رد عليه «عامر» بنبرةٍ جامدة:
"و هو أنتَ عاوزنا نشوفه و نتعامل عادي؟ أنتَ مجنون يا خالد؟"

رد عليه بضجرٍ:
"أومال أنا جايبكم ليه؟ أنا مش هقدر أمسك نفسي و علشان كدا عاوزكم معايا، عامر أنا مش عاوز مشاكل علشان ياسر ميعرفش"

سأله «ياسين» بنفس النبرة المحتدة:
"فوق يا عم خالد، أنتَ كدا بتحط النار جنب البنزين و عاوزهم ميولعوش، أنتَ عارف كل واحد فينا موقفه إيه؟ بصراحة مش ضامن نفسي أسكت"

نفخ وجنتيه بقوةٍ ثم قال بنبرةٍ جامدة:
"عامر و ياسين، أنا مش عاوز هبل علشان خاطر ياسر حتى، عاوزكم بس تقعدوا تشوفوا الوضع إيه؟ أي حاجة تاني هتحصل هتبقى بنهاية اللي بينا"

طالعه كليهما بقلة حيلة و أبان ذلك طُرق مكتبه فعلم هو هوية الطارق لذلك سمح له بالدخول بنبرةٍ جامدة، و فجأة فُتح الباب ليظهر منه ذلك الرجل الذي يبغضه ثلاثتهم، رجلٌ يملك من الهيبة و الوقار قدرًا كبيرًا، يشبه صديقهم إلى حدٍ كبير، و لكن ذلك نظرته جامدة تخلو من اللين ، على عكس الأخر تقطر عينيه حنانًا أغدق الجميع به، دلف هو المكتب أولًا وهو يقول بنبرةٍ عملية تخلو من الود:

"مساء الخير، أنا سمير الغزولي"
طالعه كليهما بتقززٍ، بينما «خالد» طالعمها بتحذير ثم وجه بصره نحوه وهو يرد عليه بنفس الجمود:
"أهلًا وسهلًا يا فندم، اتفضل اقعد"

جلس أمامه و مقابلًا له مساعده الخاص، فحرك رأسه يطالع الجالسين بالخلف، فقال «خالد» بنبرةٍ جامدة:
"دا البشمهندس ياسين رياض الشيخ، مسئول قسم المعمار في شركة الفاروق للهندسة، و دا أستاذ عامر فهمي مدير شركة الفاروق للسياحة فرع القاهرة"

ابتسم لهما باقتضابٍ و كأنه بذلك يبدأ التحية لهما، بينما هما نظرا لبعضهما ثم بادلوه التحية بنفس الطريقة، و قبل بداية العمل، مال «عامر» على أذن «ياسين» و هو يقول بنبرةٍ خافتة:
"الراجل دا مبقع كدا ليه يا ياسين؟ وشه عمل زي علبة الكوكتيل من فوق موز كتير و في النص فراولة"

رد عليه «ياسين» بنفس النبرة:
"يخربيت أمك أسكت، هتودي اللي خلفونا في داهية، كوكتيل إيه يا جاموسة؟"

رد عليه مُفسرًا:
"بص عليه كدا؟ وشه ملون و إيه شعره دا؟ تحس إنه تيشيرت أبيض باهت عليه لون أحمر؟ يكونش هو دا مستر كنتاكي و دا صاحب سر الخلطة"

عض «ياسين» على شفته السفلى فوجد «عامر» ينظر له من جديد وهو يراقب ملامح وجهه، أما على الجهة الأخرى بدأ العمل على دراسة الملف و شرح تفاصيله من قِبل «خالد» فوجد «سمير» يسأله بنبرةٍ جامدة:

"أنتَ متأكد من الحسابات دي يا أستاذ خالد؟ أنا معنديش تهاون في الشغل و دي صفقات كبيرة"

رد عليه «خالد» بنبرةٍ جامدة:
"الملف معاك أهو تقدر تراجعه براحتك، و أظن المحاسب اللي معاك شاطر و يقدر يراجع كلامي، أنا هنا مش عمره مسك عليا غلطة واحدة"

رد عليه هو بلامبالاةٍ:
"أتمنى كلامك يبقى صح، على العموم هنشوف"

زفر «خالد» بقوةٍ، بينما «عامر» شعر بالغضب لأجل «خالد» و حينها أخرج هاتفه و قام بتمثيل مكالمةً هاتفية و هو يقول بنبرةٍ عالية:
"ما هي دي غلطتك أنتِ، قولنا ١٠٠ مرة اللبس الأبيض يتغسل لوحده و الألوان لوحده علشان منبقاش عالم مبقعة، كل حتة فينا لون"

اتسعتا حدقتي «ياسين» بقوةٍ حينما رآى الجميع موجهون بصرهم نحوهما، بينما «عامر» تابع من جديد:
"يعني من برة ابقى أبيض في أحمر و من جوة أسود شبه كياس الزبالة؟ هبقى استفدت إيه أنا بقى؟"

رفع «سمير» حاجبه وهو يحرك رأسه يطالع «عامر» الذي أبعد الهاتف عن أذنه وهو يقول بنبرةٍ مرحة:
"معلش دي الشغالة بتاعتنا، تخصص حاجات مبقعة"

تدخل «خالد» يقول بنبرةٍ جامدة:
"طب أنا كدا خلصت معاكم مراجعة الملف، و النسخة دي أنا مجهزها علشان تراجعوا الملف براحتكم، دلوقتي أحنا مضطرين نستأذن"

أومأ له «سمير» ثم وقف و هو ينهي ذلك الاجتماع و من بعدها خرج هو و مساعده تاركًا الشباب خلفه في الغرفة، أما «خالد» فسار خلفهم حتى وصل إلى الباب و قام بغلقه بالمفتاح، أما «عامر» حينما لاحظ نظراته كان الأسرع حينما ركض يقف على المكتب الخاص بصديقه وهو يقول بخوفٍ:

"ياسين أنا في حمايتك، الحقني منه أبوس راس أبوك رياض"

اقترب منه «خالد» وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"الغلط مش عليك، الغلط عليا علشان جبت عيل زيك و كنت فاكر إنه هيسد، مبقع !! بقى دا مبقع؟"

رد عليه «عامر» بضجرٍ:
"أنا غلطان علشان اتحمقت لواحد زيك، مستحملتش إنه يعصبك و يعلي صوته عليك، ما ترد يا زفت أنتَ كمان"

قال جملته الأخيرة لـ «ياسين» الذي مد يده له وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"انزل يا عامر و بطل هبل، الكلام دا في شقة ميمي مش هنا، انزل"

رد عليه «عامر» بحذرٍ و خوف:
"خالد يديني كلمة شرف إنه مش هيعملي حاجة، بدل ما قسمًا بالله أفضحكم هنا أنا مجنون و ممكن أعملها"

زفر بقوةٍ ثم قال:
"أنزل يا عامر مش هعملك حاجة، هو راجل مستفز و عاوز الحرق"

قفز «عامر» لهما وهو يقول بنبرةٍ مرحة:
"كدا أنتَ حبيبي، قولي بقى هو علطلول كدا مش طايق نفسه؟"

حرك رأسه موافقًا وهو يقول:
"راجل راكن مشاعره على جنب و ماشي مش همه حد، ياسر ميعرفش حاجة عن اللي حصل، ماشي؟"
حركا رأسهما على مضضٍ يدليا بموافقتهما على حديثه، و كلًا منهم رأسه تفكر ماذا سيكون الحل إذا تمت تلك المقابلة؟"
_________________________

في شقة «رياض» دلفها «ياسين» بإنهاكٍ واضح فوجد والدته و زوجته يجلسا سويًا تتابعا التلفاز على أحد المسلسلات التركيه التي دومًا تتابعهم زوجته، زفر هو بيأسٍ ثم اقترب منهما يقبل رأس كلتاهما على حدة، ثم جلس في منتصفهما وهو يقول بمرحٍ:
"خدوني جنبكم بقى علشان أنا مش قادر أتنفس، و جعان"

ربتت والدته على كتفه وهي تقول بنبرةٍ هادئة:
"سلامتك يا حبيبي، قوم غير هدومك دي بس و خد دش لحد ما رياض يجي"

سألها هو بتعجبٍ:
"هو بابا لسه مرجعش لحد دلوقتي؟ غريبة يعني؟"

ردت عليه والدته مردفةً:
"هو جه بس نزل تاني علشان يجيب حاجات و زمانه على وصول"

أومأ لها موافقًا ثم قال لزوجته بسخريةٍ حتى يشاكسها:
"إزيك يا كتكوتة؟ الخير و البركة ها ؟! صبرك عليا، هخلي الخير و البركة دول يهبلوكي حاضر"

حاولت هي كتم ضحكتها فوجدت والدته تحدثه بحنقٍ:
"ملكش دعوة بيها يالا، قوم شوف أنتَ رايح فين أجري"

رد عليها هو بنبرةٍ هادئة:
"أنا هقوم أغير لحد ما تسخنوا الأكل، علشان أنا جعان أوي"

ردت عليه والدته بلامبالاةٍ:
"مفيش أكل علشان مطبخناش، غير هدومك بس و تعالى"

سألها هو بحنقٍ:
"مفيش أكل ؟! يعني إيه إن شاء الله؟ سايب اتنين ستات علشان أرجع ملاقيش أكل؟"

ردت عليه «خديجة» بخجلٍ:
"طنط جت تعبانة و لما سألتها قالتلي إنها ملهاش نفس تاكل من البيت"

رد عليها هو بنبرةٍ جامدة:
"خديجة !! قعدتك مع أمي هتفسد أخلاقك و أنتِ زوجة صالحة، بلاش تسمعي كلام أمي علشان أمي غاوية حقوق مرأة و المرأة جابت أخرها و الله"

ردت عليه والدته بضجرٍ:
"آه غاوية حقوق مرأة، و يا أنا يا أنتَ و أبوك في الشقة دي؟ و بقى معايا خديجة أهو يعني اتنين قصاد اتنين"

رد عليها هو بنبرةٍ جامدة:
"ملكيش دعوة بخديجة و خليها في حالها، خليكي أنتِ كدا يا زُهرة لما نشوف أخرتها، و بعدين أنتِ طول عمرك بتكرهي المسلسلات التركيه، بقيتي بتتفرجي عليها إمتى؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:
"خديجة خلتني اتفرج على المسلسل دا و تابعته، أنتَ مالك؟ مش كفاية عمري اللي ضاع هنا معاك أنتَ و أبوك لما نستوني يعني إيه مجمتع نسائي"

كرر هو كلمتها خلفها بتعجبٍ:
"مجمتع نسائي !! و هو أنتِ عاوزاني أنا المهندس ياسين الشيخ و أبويا المحامي و مدير الشئون القانونية رياض الشيخ نعيشك في مجتمع نسائي إزاي؟ نلبسلك چِيب و لا ندهنلك الحيطان بمبى مسخسخ؟"

أبان ذلك دخل «رياض» و في يده الحقائب وهو يقول بنبرةٍ مرحة:
"جبت الأكل أهو، أكلونا بقى بدل ما آكلكم انتم، يلا"

وقفت «خديجة» وهي تقول بنبرةٍ هادئة من وجهها المبتسم:
"تسلم إيدك يا بابا، حالًا هجهز الأكل أهو"

ابتسم هو لها ثم اقترب منها يقبل قمة رأسها، فاخفضت رأسها بخجلٍ، فتحدث «ياسين» بحنقٍ:
"و دا إيه إن شاء الله ؟! أنا بقالي أسبوع مش عارف أخد بوسة؟ جرى إيه يا جدعان هو أنا هنا مين بالظبط؟"

ردت عليه والدته بلامبالاةٍ:
"أبو طويلة هتكون مين يعني؟"

طالع والدته باستنكارٍ واضح فوجدها تتركه ثم توجهت نحو المطبخ بعدما أمسكت يد زوجته تسحبها خلفها، أما «رياض» فجلس بجانبه وهو يقول بنبرةٍ خافتة:
"أمك طلعت سلاح المرأة و بتنتقم مني على البارد، بس على مين؟"

سأله «ياسين» بتعجبٍ سؤال لم يمت الحوار بصلةٍ:
"هو أنتَ مش هتبوس راسي أنا كمان؟ و لا هي خديجة بس؟"

ضحك والده عليه فوجده يضحك هو الأخر لكن «رياض» أخذه أسفل ذراعه يضمه إليه وهو يقول بعاطفةٍ أبوية:
"هبوس راسك و أحضنك كمان، أنتَ حبيب بابا"

ابتسم «ياسين» باتساعٍ وهو يتذكر صغره حينما كانت تلك هي جلسته المفضلة بين ذراعي والده الذي رفع يده يربت عليه بحبٍ بالغ، و أبان ذلك كانت «خديجة» تراقبهما من على بعدٍ و هي تبكي دون إرادةٍ منها، حتى شعرت بكف «زهرة» على كتفها، حينها التفتت لها تطالعها بعينيها الدامعتين فوجدتها تقول بتأثرٍ:

"رياض طول عمره ملوش حد في الدنيا يا خديجة، لا أهل ولا أخوات من بعد ما ساب البلد و جه القاهرة، رياض لما بيحضن ياسين بيبقى هو اللي محتاج الحضن دا، لما كنت بشوفهم كدا كنت بسيبهم في حضن بعض علشان عارفة إن واحد فيهم محتاج التاني، أنا عيشت عمري كله بصلح في حياة رياض و أحافظ على حياة ياسين، و واثقة إنك هتعملي كدا و تكملي محافظة على حياة ياسين"

حركت رأسها موافقةً بقوةٍ فوجدتها تربت على كتفها وهي تقول بمرحٍ:
"طب يلا نجهز الأكل علشان مياكلوناش إحنا".
_________________________

في شقة «فهمي» وصل «عمار» إلى بيته بعد انتهاء يومه الدراسي لكنه تفاجأ حينما وجد شقيقه الأكبر في شقتهم و معه زوجته، فسأل هو بتعجبٍ:

"عامر !! بتعمل إيه هنا؟"
كان يتحدث تزامنًا مع اقترابه منهما فرد عليه شقيقه بنبرةٍ هادئة:
"قولت أجيب سارة و أجي نقعد معاكم شوية و بعدها هنروح متخافش"

جلس بجانبه وهو يقول بسخريةٍ:
"أخاف من إيه يا عم أنتَ منورنا، إزيك يا سارة عاملة إيه؟ عامر عامل معاكي إيه؟"

ردت عليه هي بقلة حيلة:
"الحمد لله، لسه متجننتش، بس على وشك خلاص مش بعيد"

خرجت والدته من الداخل وهي تقول بطريقةٍ مضحكة و كأنها تهدهد طفلًا صغيرًا:
"عمار حبيب ماما !! روح قلب ماما يا ناس، نور البيت يا ناس"

رد عليها «عامر» بتذمرٍ:
"و إشمعنا أنا لما جيت مقولتيش ليا كدا ؟! هو عمار أحسن مني؟"

ردت عليه هي بنفس الطريقة:
"عامر قلب ماما يا ناس، روح قلب ماما يا ناس، نور البيت يا ناس"

ضحك «عمار» و «سارة» عليهما بينما «عامر» قال بحنقٍ طفيف:
"مش حاسسها بس ماشي، يلا"

وقف «عمار» وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"طب عن إذنكم بقى هدخل أغير هدومي و أرجع تاني ليكم، عن إذنك يا سارة"

ردت عليه هي بودها المعتاد:
"اتفضل يا عمار، براحتك"
انسحب من أمامها هو، بينما «عامر» تبعه للداخل نحو غرفته، فسأله «عمار» بتعجبٍ ثم قبل أن يدخلا الغرفة:

"فيه إيه يا عامر؟ داخل أغير عاوز حاجة ولا إيه؟"

رد عليه «عامر» موافقًا:
"ادخل علشان أنا عاوزك يا عمار في كلمتين ضروري"

انتاب القلق ملامحه و شعر بريبةٍ من طريقة شقيقه الجادة و التي قلما وجدها عنده، و بعد دلوفهما الغرفة سأله بقلقٍ:
"ها يا عامر خير؟ أنا أصلًا أعصابي بايظة لوحدها"

رد عليه هو بثباتٍ:
"متخافش يا عمار، أنا بس عاوز أسألك حصل إيه علشان حسن و وليد يروحوا معاك عند ميمي؟"

ازدرد لُعابه بتوترٍ فوجده يتابع من جديد:
"و مش عاوز لف و دوران علشان لو عاوز هعرف بطريقتي، قولي حد منهم كان ناويلك الغدر؟"

تنهد هو بقلة حيلة ثم حرك رأسه موافقًا على مضضٍ، فوجد «عامر» يسأله بنبرةٍ جامدة:
"عملوا إيه بقى ؟! و حصل إيه علشان دماغي متقفش"

أمام اصراره قرر «عمار» مصارحته و قام بسرد ما حدث تلك الليلة بأكمله و أثناء حديثه كانت نبرته تهتز بين الحين والآخر، حتى أنهى سرده فتابع من جديد:
"لولا وليد و حسن كان زماني الله أعلم بيا بقى ميت ولا مرمي في الشارع، بس بالله عليك يا عامر مش عاوزك تعمل حاجة تاني، و ياريت وليد و حسن ميعرفوش أني قولتلك علشان ميبقاش شكلي وحش، أنا لو مش عارف إنك ممكن تعمل أي حاجة علشان تعرف كان زماني معرفتكش حاجة"

أغمض عينيه بألم وهو يتخيل ما كاد يحدث لشقيقه و رأسه ترسم أمامه ألاف السيناريوهات و كلًا منهم أسوأ من الأخر، ثم فتح جفنيه على مضضٍ يطالع شقيقه بتركيزٍ واضح و كأنه يتأكد من سلامته، و على حين غرة احتضنه فجأةً وهو يقول بنبرةٍ متأثرة:

"الحمد لله إنك رجعتلي تاني يا عمار، علشان دا لو كان حصل أنا كان زماني ميت وراك، المهم إنك تبقى كويس"

رد عليه هو بنبرةٍ مسالمة:
"الحمد لله على كل حال، أنا روحت للشيخ أيوب و اتكلمت معاه و رجعت من عنده مرتاح يا عامر، بس لوهلة كدا حسيت نفسي صعبت عليا، لما أبقى معملتش حاجة وحشة و الدنيا بتيجي عليا كدا؟ أومال لو بقيت وحش هيحصلي إيه؟"

ربت على ظهره وهو يقول بسخريةٍ:
"هي كدا يا عمار مبتجيش غير على الغلبان، إنما الجامد دا بيسلك فيها عادي، أنا أصلًا جاي هنا علشانك، و علشان عارف إن نفسيتك مش هتكون متظبطة، قولت نقضي اليوم سوا"

حرك «عمار» رأسه بتشككٍ فوجده يقول بنبرةٍ مرحة:
"و الله جيت علشانك أنتَ، و علشان اطمن عليك، ماهو مش هيجي على قلبي أعز منك برضه"

إبتسم له «عمار» بسمة صافية فوجده يشرأب برأسه وهو يقول بتعجبٍ:
"إيه دا !! إيه اللي على التسريحة دا يا عمار؟"

حرك «عمار» رأسه للخلف ثم نظر له مرةً أخرى وهو يقول:
"دا غسول علشان الجامعة بدل ماتبوظه و اللي جنبه دا كريم للقشرة"

اقترب «عامر» يمسك تلك الأشياء في يده وهو يقول بتفكيرٍ:
"غسول !! يا بني دا أنا فضلت أربع سنين جامعة بروح بعماصي، و أنتَ جايبلي غسول !! و كمان للوسامة؟"

رد عليه «عمار» بحنقٍ:
"أنتَ كنت معفن أنا مالي بيك ؟!"

سأله «عامر» بلهفةٍ و كأنه انتبه لتوه:
"بقولك يا عمار، لو حطيت من الغسول دا هيخليني شبه الواد ياسر كدا ؟!"

رد عليه «عمار» بيأسٍ:
"ما تسيب ياسر في حاله بقى !! عينكم جابت الواد الأرض خلاص"

أومأ له موافقًا ثم وضع العبوة في جيبه حينها اقترب منه شقيقه وهو يقول بنبرةٍ مستنكرة:
"أنتَ بتعمل إيه يا حبيبي؟ سيب يا حبيبي علشان مزعلكش، يلا"

ابتسم له باستفزازٍ ثم خطى بقدمه اليسرى حتى يرحل من أمامه و قبل أن يحدث ذلك قفز عليه «عمار» وهو يقول متوسلًا:
"سيب يا عامر إلهي يا رب ربنا يفتحها في وشك، مش معايا فلوس أجيب تاني"

أمسكه «عامر» بقوةٍ وهو يقول بمرحٍ:
"تعالى ألف بيك الشقة و نغني زي ما كنا بنعمل زمان !! يلا"

حاول «عمار» النزول من على ظهره وهو يقول بخجلٍ:
"معلش مخدتش بالي إني على ضهرك، نزلني علشان أنا تقيل عليك"

رد عليه «عامر» دون أن يلتفت و ينظر له:
"ياريت حمل الدنيا كدا زي خفة وجودك، أنتَ مش تقيل يا عمار و لا حاجة، أخوك كتفه موجود يشيلك العمر كله"

تأثر «عمار» بذلك الحديث لكنه تفاجأ حينما وجد «عامر» يركض به نحو الخارج وهو يضحك بقوةٍ تزامنًا مع تلك الجلبة التي أحدثها في المكان بمرحه و نبرته، أما «سارة» فطالعتهما بدهشةٍ حتى وجدتهما يدورا في المكان و «عمار» على ظهر «عامر» و كلًا منهما يغني مع الأخر أحدى الأغنيات الكرتونية القديمة و في تلك اللحظة شعرت و كأنها ترى طفلين أمامها و ساعدها على ذلك التخيل اقتراب والدتهما منهما تضحك بقوةٍ وهي تداعبهما.
_________________________

أوقف «حسن» السيارة في منطقةٍ ما، بينما «هدير» حركت رأسها تتفحص المكان حولها بتعجبٍ ثم سألته هو بنبرةٍ حائرة:
"هو إحنا فين هنا ؟! و وقفنا ليه يا حسن؟"

حاول هو إيجاد كلماتٍ مناسبة، لكنه لم يستطع، لذلك قال لها صراحةً:
"طول عمري كنت بحلم باليوم اللي أدخل على أمي فيه بالبنت اللي بحبها و قلبي أختارها، بس حتى اللحظة دي الدنيا حرمتني منها يا هدير، من فترة كدا أنا كان معايا البنت اللي بحبها بس، لكن من كام يوم أنا بقى عند الأم اللي أقدر أعرفها عليكي و أعرفك عليها علشان أحس باللي كان نفسي أجربه، مش عارف دي أنانية ولا لأ بس ممكن تيجي معايا؟"

استطاعت هي التقاط نبرته المتألمة لذلك حركت رأسها موافقةً على مطلبه دون ترددٍ، فابتسم هو لها ثم أشار لها حتى تتبعه، و بعد مرور دقيقة من خروجهما من السيارة، كانت هي تمسك بذراعه بقوةٍ أثناء صعودهما الدرج، فمد هو كفه يربت على كفها الممسك بذراعه، حتى وقفا أمام الشقة و حينها تذكر هو موضع المفتاح كما أخبرته هي، فقام بفتح الباب وهو يقول بنبرةٍ عالية:
"ميمي !! أنتِ صاحية ؟!"

رفعت صوتها تجاوبه هي بمرحٍ:
"صاحية يا سيدي تعالى أنا في البلكونة أهوه"

ابتسم هو باتساع ثم حرك رأسه للخلف فوجد نظراتها تحمل العديد و العديد معها حينها أمسك كفها بعدما أغلق الباب ثم توجه بها نحو «ميمي»  التي اتسعت بسمتها أكثر عند رؤيتها لهما معًا أمامها و كفيهما متعانقين بشدةٍ، فوجدته هو يجثو على ركبيته أمامها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"دي هدير يا ميمي، مراتي"

ابتسمت له حينما فهمت مقصده، ثم حركت رأسها تطالع تلك التي تنظر لها بحيرةٍ حتى اقتربت منها تقول بنبرةٍ خافتة و كأنها تجاهد حتى تتحدث:
"إزي حضرتك عاملة إيه ؟! أنا أسفة أني جيت من غير ميعاد بس أنا مكنتش أعرف و الله"

ردت عليها هي بنبرةٍ ضاحكة:
"محدش هنا بياخد مواعيد في بيت ميمي يا هدير، و بعدين مالك خايفة كدا ليه؟ مش أنتِ واثقة في حسن؟"

حركت رأسها بتوترٍ حينما رآت نظرته لها، فتحدثت «ميمي» تقول بنبرةٍ هادئة ممتزجة بمرحٍ طفيف:
"طب اقعدوا قصادي كدا، الزمن بيعيد نفسه تاني، سبحان الله"

جلسا كليهما أمامها فقالت هي:
"فكرتوني بأول مرة ياسين جاب خديجة فيها هنا، كانت برضه عاملة كدا و قلقانة، كأن الشقة دي بيت الرعب"

ابتسم «حسن» لها بينما «هدير» عند ذكر اسم «خديجة» رفرفت بأهدابها و هي تحاول التوصل لما يصير حولها، فوجدت «ميمي» تقول بنبرةٍ هادئة:

"أنا هريحك و أقولك أنا مين و أعرف خديجة منين و حسن كمان عرفني إزاي، علشان أريحك"
حركت رأسها موافقةً و هي تتلمس منها الجواب لـ أسألتها، فبدأت «ميمي» بسرد حكايتها بإيجازٍ ثم قصت عليها كيف تعرفت على «حسن» و البقية دون أن تخبرها بحديثهما عنها، هي فقط اكتفت بقص الحديث المفيد الذي يرضي فضولها، بينما «هدير» وجهت بصرها نحوه فوجدت نظراته خجلة بعض الشيء، حينها تحدثت «ميمي» تقول بنبرةٍ مقررةٍ:
"أنا بعتبرهم كلهم ولادي يا هدير، حتى حسن رغم أني أعرفه من أيام، بس أنا قلبي أتفتح ليه و ليكي أنتِ كمان، أنا بس عاوزة أقولك حافظي عليه و على قلبه زي ما طلبت منه يحافظ عليكي قبل ما تروحي منه"

حرك رأسه ينظر لها بتعجبٍ فوجدها تقول بنبرةٍ جامدة بعض الشيء:
"مش أنتَ معتبرني أمك ؟! يبقى دوري أوصي مرات أبني على أبني بقى"

سرت قشعريرة في جسده بعد استماعه لحديثها فوجدها تتابع من جديد:
"حسن بيحبك بجد يا هدير و اللي أنا شايفاه إنك أنتِ كمان بتحبيه، اعتبريني بسلمك أمانة و طالبة منك تحافظي عليها"

أومأت لها موافقةً لكنها تفاجأت به يبكي رغمًا عنه ثم اقترب من «ميمي» فوجدها تمسح دموعه بيدها و بكفها المُجعد، ثم ربتت على رأسه، فاجهش هو في البكاء من جديد يعلن لحظة ضعفه أمامهما، فوجد «ميمي» تقوم بوضع رأسه على فخذها ثم ربتت ظهره بحنانها وهو يبكي بقربها بكاءًا لا يدري سببه، كانت «هدير» تطالع الموقف ببكاءٍ هي الأخرى و دون أن تشعر لنفسها وجدت ذراعها يتحرك حتى استقر فوق رأسه تربت عليها بكفها و «ميمي» تبتسم لها من بين دموعها.
_________________________

في شقة «رياض» بعد تناول وجبة العشاء جلسوا جميعًا في الشرفة و هم يلعبون سويًا لعبة "الكوتشينة" و كانت «خديجة» صاحبة الحظ المتعسر حيث وقعت في يدها ورقة "الشائب" و بالتالي سيتم إصدار الحكم ضدها، و مع توتر ملامحها استطاع «ياسين» فهم سبب ذلك التوتر لذلك حرك رأسه يسأله بصمتٍ، فوجدها تحرك رأسها بخوفٍ حينها أومأ لها بأهدابه ثم قام بسحب تلك الورقة من يدها حينما أتى دوره في السحب، و مع استمرار اللعبة. انتهت بهزيمة «ياسين» أمام الجميع، فتحدث «رياض» متشفيًا به:

"عامل نفسك جامد و أنتَ أهبل أصلًا، يلا يا حلو كل واحد فينا هيحكم عليك علشان متبقاش تنفخ نفسك تاني"

حرك رأسه ينظر لزوجته و كأنه يقول لها "أرأيتي؟" فوجدها تطالعه بأسفٍ، فحرك رأسه وهو يقول بنذقٍ:
"يلا بقى هتحكموا بإيه ؟!"

تحدث والده يقول مُقررًا:
"نبدأ بمراتك، ها يا خديجة هتحكمي بإيه؟!"

ردت عليه هي بنبرةٍ متوترة بالطبع لن تستطع إصدار الحكم ضده و هو من انقذها من تلك الورقة:
"بصراحة مش هقدر أحكم عليه، أنا مسمحاه"

صفق «ياسين» بكفيه وهو يقول بمرحٍ:
"و رب الكعبة أنا مختار صح، طب و الله مش بحبها من فراغ يا جماعة"

ابتسموا على حديثه جميعهم، بينما والده تحدث متذمرًا بحنقٍ:
"خليكي كدا هبلة و بيتضحك عليكي، أنتِ حرة"

رد عليه «ياسين» بحنقٍ زائف:
"يا عم هو أنتَ مش أبويا ؟! ما تسيبها تنصفني"

لوح له والده ثم قال:
"يلا يا زهرة احكمي عليه الأهبل أبو طويلة دا"

ابتسمت والدته وهي تقول بنبرةٍ مقررة:
"بدل ما تمشوا يوم الجمعة الصبح، تمشوا بليل و مش هقبل الرفض"

راقص له والده حاجبيه، بينما هو زفر بقوةٍ ثم حرك رأسه موافقًا على مضضٍ بقلة حيلة فهو لن يقوى على الرفض، أما والده وقف وهو يقول بنبرةٍ مرحة:
"أنا بقى هروح أجيب حاجة العقاب و أجي، صبرك عليا"

طالعوه بريبةٍ بينما «ياسين» حرك فمه يمينًا و يسارًا تزامنًا مع كفه الذي يلوح بسخريةٍ و تهكمٍ، فوجد والده يأتي مرةً أخرى وهو يقول بنبرةٍ مرحة:
"محضرلك حكم ياض يا ياسين حلو زيك كدا"

أنهى حديثه ثم قام بوضع طبقًا من الطحين الأبيض (الدقيق) وهو يقول مفسرًا:
"دلوقتي حضرتك مطلوب منك تجيب الـ ٢٠٠ جنيه اللي جوة الطبق دا بس ببوقك يا ياسين"

شهقت «خديجة» بقوةٍ، بينما «زهرة» ضحكت بخفةٍ حينما رأت ملامح ابنها الممتعضة، فتحدث «ياسين» بثقةٍ:
"طب و بعد ما أطلع الـ ٢٠٠ جنيه؟ هيحصل إيه؟"

رد عليه والده بنبرةٍ جامدة:
"طلعهم بس و نبقى نشوف بعدين إيه اللي هيحصل"

أومأ له موافقًا ثم وضع وجهه في طبق الطحين الأبيض و بعدما جاهد مع نفسه، استطاع أخيرًا التقاط الورقة المالية و حينما رفع وجهه استمع لصوت ضحكاتهم عليه حتى زوجته التي لم تستطع تمالك نفسها هي الأخرى، و أول من أوقف الضحكات كان والده وهو يقول بنبرةٍ جاهد حتى يتحدث بها:

"شاطر ياض طالع لأبوك، دلوقتي بقى تلبس و تاخد مراتك و ....."

"و نروح بيتنا بقى صح؟"
قاطعه «ياسين» بذلك و هو يقولها بلهفةٍ فوجد والده يحرك رأسه وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"لأ يا روح أمك، تنزلوا سوا تجيبوا لينا حاجات بالـ ٢٠٠ جنيه دي، يلا"

زفر بقوةٍ فوجده يقول بسخريةٍ:
"و أنا اللي قولت أخليك تنزل تفك رجلك شوية و تتمشوا مع بعض، شكلك مش وش خير، أقولك هاخدها و أنزل أنا"

رد عليه هو بلهفة يقاطعه:
"لأ أنا ما صدقت، هنزل أنا و هي، قومي يا ست الكل البسي يلا".

قال جملته ثم ركض من أمامهم، بينما هم ضحكوا عليه من جديد.
_________________________

في بيت آلـ «الرشيد» دلف «وليد» شقتهم و قبل أن يدخل غرفته سمع صوت جرس الباب، عاد مرةً أخرى يفتحه ظنًا منه أن الطارق أحد أفراد أسرته، لكنه تفاجأ حينما وجد «مشيرة» أمامه، فسألها بنبرةٍ جامدة:
"نعم يا مشيرة ؟! محدش هنا غيري عاوزة حاجة؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ متوترة:
"أنا جاية علشانك أنتَ يا وليد، أنا عارفة إنهم عند هدى تحت"

حرك رأسه باستنكارٍ فوجدها تمد يدها له بطبقًا ممتليء بالحلويات وهي تقول بنبرةٍ خافتة:
"الـ...الحلويات دي أنا اللي عملاها و لما و شيلت نصيبك منها، أنا....أنا عارفة إنك بتحب أم علي اللي أنا بعملها....بألف هنا و شفا"

تنفس هو بعمقٍ ثم قال بنفس الجمود:
"أنا كلت برة و شبعان الحمد لله، ممكن تديه لجميلة أو طارق هما أكيد بيحبوها"

ردت عليه هي بنبرةٍ شبه باكية:
"هما كلهم خدوا نصيبهم يا وليد، دا نصيبك أنتَ، أنا مستنياك من بدري علشان تيجي و أديك نصيبك"

تحدث هو بلامبالاةٍ:
"خلاص سيبيه بس أنا مش هاكله أصلًا، و بعدين مليش في الحلويات أصلًا"

حركت رأسها موافقةً ثم وضعت الطبق على الطاولة وهو يتابعها فوجدها تبكي تأثرًا بموقفه معها، و قبل أن تعتدل في وقفتها مسحت دموعها قبل أن تنزل من وجهها، بينما هو حينما رآى وضعها ذلك، انتظر حتى اعتدلت في وقفتها و قبل أن تهم بالمغادرة أوقفها يقول بنبرةٍ جامدة:
"استني !! هدوقها علشان لو حلوة أشرب جنبها شاي"

ابتسمت هي ببلاهةٍ فوجدته يأخذ قطعة من الطبق و للحق لم ينكر هو مذاقها الشهي و مهارتها في صنع الحلويات، ابتلع هو الطعام ثم قال لها ساخرًا من نفسه و منها:

"أنا دوقتها بس علشان أتأكد إنك بتعملي الحاجات دي حلو و لا لأ، و قولت بدل ما أكون دوقت منك المُر بس أكون دوقت حاجة حلوة"

قبل أن ترد عليه هي استمعت لصرخةً عالية هزت أرجاء البيت و كانت تلك الصرخة متألمة، فركضا الأثنين معًا للأسفل فوجد «خلود» تقول بخوفٍ:
"تعالى بسرعة هدى شكلها بتولد و مش عارفين نجيب الإسعاف"

اتسعت حدقتيه بقوةٍ بينما «مشيرة» تركتهما ثم ركضت للداخل حتى تطمئن عليها و لكن الأخرى استمرت في الصراخ بنفس الألم.

يُتَبع
#الفصل_الثالث_و_الثلاثون_الجزء_الثاني
#رواية_تَعَافَيْتُ_بِكَ

Продовжити читання

Вам також сподобається

32.7M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...
344K 16.7K 30
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
759K 22.3K 38
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
393K 9K 35
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...