تَعَافَيْتُ بِكَ

By ShamsMohamed969

14.9M 636K 219K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... More

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️
تجميعة الحلقات الخاصة

الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)

71.2K 3.6K 2.1K
By ShamsMohamed969

"الفصل الثلاثون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
_________________________

خشيتُ الهزيمة طوال حياتي، و ها أنا هويت الوقوع صريعًا في متاهات عينيكِ.
_________________________

لم أجدُ يومًا طريقًا للأمان و لا زار قلبي من قبل السلام، أنا فقط مُجبر على الحرمان و على مذاق الآلام، بات قلبي في الأحزان أسيرًا، و في الندم و جلد الذات راح صريعًا، عشت في حياة الآخرين لحقوقهم مناضلًا، و ها أنا أمام ذاتي أهرب منها أود لو أصبحتُ فقط لـ حقي مُجاهدًا....و لكن كعادتي اتجهت نحو اللاشيء أسيرُ به زاهدًا

في شقة «رياض» كانت الجلسة عبارة عن سهام نارية تنبثق من الأعين تتوجه للأخرى التي تبادلها نفس السهام، حتى تحدثت «بدور» تشعل تلك الجلسة بقولها الخبيث:
"و أنتِ بقى يا زُهرة لسه شايفة نفسك و مش عاوزة تنزلي الصعيد أنتِ و ابنك؟"

طالعت زوجها أولًا بشررٍ ثم حركت رأسها نحوها وهي تقول بنبرةٍ هادئة و لكنها حادة:
"آه يا بدور، شايفة نفسي و مكبراها كمان، أنتِ لو زعلانة متروحيش في الاجازات و خليكي هنا"

مال «عامر» على أذن «ياسين» يقول بنبرةٍ هامسة:
"ما تلحق يا عم الخناقة السنوية دي، هو كل سنة نيجي نلحق عمتك من أمك كدا؟"

رد عليه الأخر بهمس:
"صبرك علينا بس، أنا مجهزلهم مفاجأة حلوة"
بعد انتهاء جملته صدح صوت جرس الباب، فقام «ياسين» يفتحه و نظرات الخبث تشع من عينيه، اقترب من الباب و فتحه و ما إن وقع بصره على الطارق حتى عنفه هامسًا:
"إيه اللي آخرك كدا يا زفت؟ أنا باعت الرسايل من إمتى؟"

رد عليه الأخر بنفس الهمس:
"يا عم كنت مع عم محمد بنقي العفش ما صدقت أجرب اللحظات دي، قولي حبايبك جوة؟"

رد عليه بتهكمٍ:
"جوة و عامر و خالد شغالين الله ينور، ورينا شطارتك بقى"

أومأ له بخبثٍ ثم دلف معه نحو الداخل، اتسعتا عيني «خديجة» حينما رآت أخيها يدلف مع زوجها لذلك وضعت يدها فوق رأسها بقلقٍ خوفًا من القادم، بينما «وليد» بعد التعارف جلس على المقعد المجاور لشقيقته، حيث أصبحت هي في المنتصف و هما على طرفيها
حينها مال «عامر» على أذن «ياسين» من جديد وهو يقول هامسًا:
"أنا بقول كفاية أنا و وليد، و الباقي يسكت أحسن"

اعتدلا كليهما في جلسته و عادا لمتابعة الحوار الدائر بين النساء أما «خديجة» فشعرت بالسهام الموجهة نحوها من «سمر» لذلك ازدردت لُعابها بتوترٍ بات واضحًا عليها من خلال انفعالات جسدها و ملامحها و حينما لاحظت الفتاةِ توترها و اضطرابها تحدثت تقول بفظاظةٍ:
"على كدا بقى يا خديجة لو جيتي الصعيد هتغرقي في شبر مياه، أصل البنات في مصر هنا متدلعين، و أنتِ شكلك طرية خالص"

يكفي، عند هذا الحد و لم تتحمل «خديجة» أكثر من ذلك و ما زاد شجاعتها تلك هو وجود «وليد» يجانبها ، و لذلك تحدثت ترد بنبرةٍ جامدة لا تدري من أين اكتسبتها:
"و الله حكمك غلط يا آنسة سمر، أظن دي أول مرة تشوفيني النهاردة فميش أي داعي لحكمك دا، غير أني مش محتاجة أثبتلك خطأ تفكيرك و دا لأني مش محتاجة ابهرك بمثليتي"

صوت صرصور الحقل هو ما يدور في تلك الجلسة بعد حديثها و طريقتها تلك حتى هي رمشت عدة مرات بقوةٍ حتى وجدت «وليد» يميل عليها يقول بنبرةٍ مرحة:
"يمين بالله فرحان بيكي فرحة الفرخة بكتاكيتها بجد"

وكزته في ذراعه بمرفقها وهي تحاول التحدث و لكن جف حلقها أمام النظرات الموجهة نحوها من قبل تلك الأسرة الغير مرحب بها، حتى تحدثت «بدور» تقول بنبرةٍ جامدة:
"لو كان ياسين و أمه سمعوا الكلام و اتجوز من عندنا في الصعيد كان زمان رياض جد دلوقتي"

وجه الجميع نظرهم نحوها بحنقٍ فرد عليها «رياض» بحنقٍ و لكنه طفيفًا حفاظًا على مكانتها:
"يا بدور دا نصيب، لازمته إيه الكلام دا؟! خديجة و ياسين نصيب بعض"

ردت عليه هي بنبرةٍ جامدة:
"بس اتجوز على كَبر، احنا عرضنا عليه الموضوع من وهو ابن ٢٠ سنة، كان زمان عياله طوله"

تدخل هو في تلك اللحظة بخبثه و وقاحته المعتادة:
"طب وهو الأستاذ مهند السوري اللي جنبك دا مخلفش ليه عيال طوله ليه؟ ولا هو تحت السن؟"

حركت رأسها تطالع «وليد» بعينيها الواسعة المتكحلة بقوة فوجدته يبادلها النظرة بجمود و ثباتٍ أوشك على وأدها في مكانها، بينما «مهند» تحدث يقول بفخرٍ:
"اتعرض عليا نص بنات الصعيد و أنا اللي رافض، أنا لسه ٢٥ سنة و البنات بيفاتحوا أمي في جوازهم مني، هي دي هيبة الرجالة"

رد عليه «وليد» بثقةٍ:
"ما احنا عندنا هنا برضه لما البنت بتحلو و تدور عرسانها بيكتروا، و أنتَ تلاقيك احلويت و اتدورت"

حاول الشباب كتم ضحكتهم بمجاهدةٍ منهم حتى «خديجة»، بينما «بدور» وجهت بصرها نحو «رياض» وهي تقول بتهكمٍ:
"و نعم النسب يا رياض"

رد عليها «عامر» بمرحٍ:
"هما فعلًا و نعم النسب، دول عيلة الرشيد، أكبر عيلة في السويس و فرع دلتا و الرشيد، بصراحة عيلة فخر لأي حد"

حركت رأسها موافقةً وهي تقول بنبرةٍ متريثة:
"ما هو باين، مش محتاج تتكلم"

تدخل «رياض» يسألها بتوترٍ طفيف:
"مقولتليش رجعتي إمتى من الصعيد؟ و إيه سبب الزيارة الجميلة دي؟"

ردت عليه هي بثقةٍ:
"عمتك هي اللي قالتلي أزورك و اتطمن عليكم، خصوصًا بعد فرح ابنك اللي محدش مننا حضره، قولت أجي اتطمن عليكم و أبارك للعرسان، مش كدا يا ياسين؟"

رد عليها هو بثباتٍ:
"كدا طبعًا، حتى من حبك فيا عينك منزلتش من عليا أنا و مراتي، بس اتطمني خديجة واعية و شاطرة أوي، و أظن الأكل اللي دوقتيه يبين قد إيه هي ست بيت شاطرة مفيش منها"

ابتسمت له «بدور» وهي تقول:
"طول عمرك لماح و بتفهمها و هي طايرة، عرفت أنا كنت عاوزة أقول إيه"

حرك رأسه موافقًا ثم قال مؤكدًا:
"بالظبط، علشان كدا بقوله لحضرتك، مراتي مش محتاجة وصاية ولا نصيحة، هي فاهمة كل حاجة كويس أوي الحمد لله"

تدخلت «سمر» تقول بخبثٍ:
"ربنا يرزقك يا مهند يا أخويا بواحدة زيي أو زي خديجة، طالما طلعت زيي و متتخيرش عني"

_"لأ تتخير، و متتقارنش بحد أصلًا ، و أظن الأستاذ مهند لو خد الكرة الأرضية من شرقها لـ غربها لف على رجله مش هيلاقي زي خديجة"
تفوه «وليد» بذلك بغلظة و نبرةٍ جامدة لا تقبل النقاش و أيده  «ياسين» بقوله:
"بالظبط، خديجة واحدة بس و محظوظ اللي هي من نصيبه و أظن أمي دعائها كان كفاية علشان أبقى أنا المحظوظ دا"

حسنًا الإنسحاب من تلك المعركة هو الحل الأسلم للطرف الضعيف و بالطبع معروف أمام الجميع من هو الطرف الضعيف، لذلك قررت «بدور» الرحيل و لكن بعد قولها الكاذب الذي أخفى خلفه حقدًا:

"ربنا يهنيكم و يكرمكم بالذرية الصالحة، البلد كلها هتفرح أوي يا بشمهندس ياسين بيك، يلا نستأذن إحنا"
و بالفعل رحلت مع أولادها و معهم «رياض» الذي قرر الهروب معهم من نظرات زوجته، و بعد خروجهم من الشقة زفرت «زهرة» بقوةٍ وهي تقول:

"داهية تاخدك يا بعيدة، أنتِ و المسلسل اللي أنتِ ماشية بيه دا"

ضحك الجميع عليها، فردت هي بحنقٍ:
"شوفتوا يا عيال كُحل عينها عامل إزاي؟ رعب و الله، دي بيخوفوا بيها العيال"

تدخل «خالد» يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"فكرتني بعمة الواد ياسر، كانت زيها كدا برضه، حتى لما ماتت صورتها على الحيطة كانت مموتانا من الضحك، حتى ياسر نفسه ضحك لما شافها"

رد عليه «ياسر» بنبرةٍ ضاحكة هو الآخر:
"متفكرنيش، كانت بتحط الكحل و عينها زرقا أصلًا يمين بالله كانت رعبانا كلنا، الله يرحمها بقى"

تدخل «عامر» يقول بفخرٍ:
"بس إيه رأيك يا زوزو ؟ مسكناهم غسيل و نشير و مكواة، كان ناقص بس نُبخ في وشهم"

ردت عليه هي بنبرة فخرٍ بهم:
"شاطرين يا عيال، فرحتوا قلبي إلهي يفرح قلبكم، تصدقوا انتو أولى بالجاتوه، أنا كنت عيناه علشانكم أصلًا"

قامت من أمامهم و هم يضحكون عليها، بينما «ياسين» تحدث يقول بفخرٍ:
"و الله وليد و خديجة عملوا الواجب، كنتوا فين انتو كل سنة و احنا بنظبط فيها لوحدنا؟"

سأله «وليد» بتعجبٍ:
"أنا بصراحة مش فاهم سبب وجودها هنا إيه، يعني جاية علشان تحرق دمها و دم عيالها"

رد عليه «خالد» مُفسرًا:
"جاية تنقل اخبارهم لأمها و أخواتها، هي مش فارق معاها غير إنها تعرف كل حاجة عنهم"

أومأ له بتفهمٍ و في تلك اللحظة صدح صوت هاتف «عامر»، أخرج هاتفه ينظر لهوية المتصل لكنه قطب جبينه بتعجبٍ وهو يقول:
"إيه دا ؟ سامح صاحب السنتر بتاع عمار بيكلمني ليه؟ هو عمار مش مستنضف يكلمني بالأيفون؟"

ضحكوا عليه بيأس، بينما فتح الخط هو على مضضٍ وهو يقول:
"أيوا يا سامح، أؤمرني"

_"الحق أخوك يا عامر، فيه ناس اتهجموا عليه في السنتر، و عاوزين ياخدوه بالعافية"

صرخ الرجل في المكالمة بذلك الحديث حينما احتد الوضع في المركز مطالبين بأخذ «عمار» من المكان، بينما «عامر» أغلق الهاتف ثم أخبر أخوته بخوفٍ و بكلماتٍ غير مفهومة و في لمح البصر ركضوا جميعهم من الشقة خلف بعضهم دون تفكير، بينما «خديجة» جلست بخوفٍ بين أحضان «زهرة» حينما لمحت هيئتهم بتلك الطريقة و كلًا منهم يركض متوعدًا لمن تطاول على شقيقهم"
_________________________

في المركز في الطابق العلوي حينما نزلت الصفعة على وجه «عمار» حينها انفلتت أعصابه فلم يشعر بنفسه سوى وهو يدفع ذلك الرجل نحو الحائط خلفه ثم شدد يده حول عنقه و فجأة هجم عليه بقية الشباب من خلفه و حينها تدخل أصدقاء و زملاء «عمار» يحاولون الفصل بينهم، حتى نجحوا أخيرًا في ذلك و حينها أخذه صاحب المركز نحو غرفةٍ منزوية عن الأنظار حينما سمع أحد المشاغبين وهو يقولها صراحةً:
"مش هنخرج من هنا من غيرك يا عمار، و حق اختنا هناخده منك قدام المنطقة كلها"

حينها اضطر صاحب العمل لمهاتفة شقيقة علمًا بأنه سيستطع حل الموقف مع أخوته، بينما في الأسفل شقت سيارتي  «ياسين» و «وليد» الأرض خلف بعضهما حتى توقفا في وقتًا قياسيًا، و أثناء توجههم نحو المركز اوقفهم أحد الشباب وهو يقول بغلظةٍ:
"محدش فيكم هيطلع فوق، اللي هيفكر يخطي خطوة واحدة يبقى يتشاهد الأول"

تملكت منهم الدهشة فهم لم يتصوروا أن الوضع بتلك الخطورة، هم فقط ظنوها مشاجرة طفيفة، لكن هيئتهم و أسلحتهم لا تدل على ذلك، و مع الحق أعصابهم لم تسمح بالهدوء فحينها قام «عامر» بلكم الشاب في وجهه وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"و أنا مبخافش و اللي قلبه ميت يقف قصادي دلوقتي"

تجمهر الشباب و بدأت المشاجرة تحتد بينهم حتى اجتمع السكان بالمنطقة يفصلون بينهم و كان الوضع غريبًا للغاية، حيث بدأ الشباب المشاجرة و كلًا منهم يضرب واحدًا و يكيل له الضربات حتى ابتعدوا عن مجال المركز و من بعدها ركضوا خلف بعضهم للأعلىٰ، و بمجرد وصولهم وجدوا ثلاثة شباب ينتظرون مجيئهم فتحدث أحدهم يقول بنبرةٍ جامدة:
"يا أهلًا أظن كدا أنا أقدر آخد حقي و أنا مرتاح، عديتوا منهم تحت بس مظنش حد فيكم هيخرج من هنا"

نظروا الشباب لبعضهم و كلًا منهم ينذر الآخر بخطورة الوضع و خاصةً مع وجود السلاح و لكن أكثرهم عنفوان في تلك اللحظة كان «عامر» حينما اقترب منه يقول بنبرةٍ جامدة:
"و أنتَ لو فاكر إنك هتخوفنا هتبقى أهبل و عبيط، فوق علشان احنا مش غلابة و لا احنا محترمين، دا إحنا صيع"

ابتسم له الرجل وهو يقول بتهكمٍ:
"و أخوكم حاول يطلع صياعته على أختي، و دي عندي ملهاش غير الدم و رقبته، دا شرف"

اتسعت أعين الشباب، فتدخل صاحب العمل يقول بنبرةٍ جامدة:
"صدقني مش عمار اللي يعمل كدا، عمار دا أنا آمنه على حريم بيتي و أنا عارف إن عينه مش هتترفع في واحدة فيهم"

قبل أن يرد عليه الرجل، تحدث «وليد» يقول بنبرةٍ جامدة وهو يجاهد نفسه حتى لا يتهور كعادته:
"قبل أي حاجة فين عمار نفسه، علشان يمين بالله لو لمحت خدش فيه هزعل الكل و أخليها سواد"

تدخل أحد الرجال المشاركين بالمركز وهو يقول بنبرةٍ متوترة:
"عمار معايا أنا قافل عليه في مخزن الملازم، اتطمن بس كدا مينفعش يا جماعة"

فور انتهاء جملته حرك «ياسين» رأسه وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"هو فعلًا كدا مينفعش، بس أنا هعرفكم إيه اللي ينفع"

قال جملته ثم حمل مقعدًا خشبيًا و هجم به على الشاب و خلفه الشباب يكررون فعلته و في تلك اللحظة كانت القوة لديهم حيث اجتمع معهم عمال المركز و أصبحوا نقطة قوة أمامهم و كما يقال الكثرة تغلب الشجاعة و هم يتحلون بالصفتين الكثرة و الشجاعةِ معًا و أبان الضرب و الشِجار صعد أحد الضباط بعدما قام أحد السكان بالمنطقة بالبلاغ عن العنف الذي صار في المنطقة بسبب المركز التعليمي و بعد مرور دقائق كان الشباب جميعهم في عربية الشرطة و معهم «عمار» الذي طالع الوضع بعينين خاويتين غير مدركًا لسبب ما حدث، وصلوا لقسم الشرطة و خلفهم «رياض» بعدما هاتفه «ياسين»، حينها تم اتهام «عمار» بالتحرش بالفتاة و هذا ما جعل الجميع في حالة دهشة و صمت، و ما زاد دهشتهم هو صمت «عمار» و كأنه قبل بتلك التهمة حتى صرخ له «عامر»:
"ما تنطق يا عمار !! أنتَ متعملش كدا و أنا عارفك، يا بني رد و دافع عن نفسك"

أخفض رأسه في صمتٍ من جديد مما جعل أخوات الفتاة يشعرون بلذة غريبة، حينها تدخل «رياض» يتفاوض معهم في إنهاء المحاضر على أن يكون الموضوع وديًا بينهم، خصيصًا أنهم يمتلكون سوابق إجرامية، كما أن الفتاة لم تكن موجودة من الأساس و ذلك لرفض أخوتها دخولها قسم الشرطة، حينها اشترط أحد الشباب أن تتم جلس صُلح تهذيبًا لـ «عمار»، اضطر هو للموافقة ثم ذهب للشباب يخبرهم و أول من رفض كان «خالد» حينما قال:
"يعني إيه يا عم رياض ؟! يضربوا أخونا و يغلطوا فينا و عاوزين قعدة صلح كمان !! ما تشوف يا عم ياسين"

تدخل «ياسين» يقول بحنقٍ:
"يعني إيه يا بابا !! مستحيل، احنا لسه هنأدبهم و لسه هناخد حق أخونا و القلم اللي نزل على وشه"

تدخل «وليد» يقول بنبرةٍ هادئة:
"بس أنا مع عم رياض، متنسوش إن عمار ساكت و مش عاوز يتكلم و الموضوع فيه إنَ، وافقوا و خلونا نمشي من هنا علشان نعرف نفكر في حل"

رد عليه «عامر» بضجرٍ ممتزج بانفعاله:
"أنا هاخد حق أخويا من بوق الأسد، يمين بالله هخربها و محدش يقولي اعقل علشان أنا معنديش عقل"

زفر «رياض» بقوةٍ فتدخل «ياسر» يقول برزانةٍ:
"الحق بيقول إن هي بنت و هو راجل، أظن مش هفكركم لما أخت خالد اتعاكست و حد ضايقها روحنا عملنا إيه؟ و عمار ساكت أصلًا، يعني نخلص ليلتنا هنا و نتطمن على أخونا و نروح نشوف حقنا بعد كدا، إنما لو فضلنا هنا إحنا اللي بنخسر"

وافقوا أخيرًا على مضضٍ و تم إنهاء المحاضر و تم حضر الصُلح بينهم و بين صاحب المركز أيضًا، و بعد خروجهم من قسم الشرطة اقترب منهم أحد الشباب وهو يقول بتوعدٍ:
"بكرة بعد العِشا لو مجتوش المنطقة اللي أديتكم عنوانها يمين بالله، عمار هيوحشكم"

قبل أن يبدأ الشباب بالهجوم عليه نتيجة حديثه، أوقفهم «رياض» وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"أظن دا كلام رجالة مفيش رجعة فيه، قولتلك هنكون عندك بكرة و الغلطان هيتحاسب"

تدخل الشاب الآخر يقول بنبرةٍ جامدة:
"عمار لو غلط في حق اختنا هيبقى قدامه حلين، يا رقبته يا تصليح غلطته، و قدام المنطقة كلها"

قالوا حديثهم ثم رحلوا من أمام الشباب الذين رمقوهم بشررٍ من عينيهم، بينما «عامر» وقف أمام شقيقه يصرخ في وجهه قائلًا:
"عجبك كدا !! بسبب و بسبب سكوتك هتشيل ليلة مش بتاعتك، رد عليا يا بني بقى حصل إيه"

زفر «عمار» بقوةٍ ثم تحدث بنبرةٍ منهكة:
"روحني يا عامر أنا مش قادر أقف على رجلي و صاحي من الفجر، روحني و خلصني"

تدخل «رياض» يقول بنبرةٍ هادئة:
"طب قولي أنا بصفتي المحامي اللي بيدافع عنك يا عمار، إيه حصل مع البنت دي علشان الأمور توصل لـ كدا"

رد عليه بنفس التعب:
"مش هقدر اتكلم و الله علشان مفيش حاجة من الأصل، روحني يا عمو بالله عليك أنا عاوز أنام"

حينما لاحظ «ياسين» انكسار و تألم نبرته وقف أمامه يسأله بحنوٍ بالغٍ:
"مالك يا عمار بس ؟! صوتك ماله مكسور كدا ليه، إحنا اخواتك برضه، قولنا و احنا معاك"

لم يتحمل «عمار» أكثر من ذلك فانفجر في وجهه يصرخ ببكاء:
"فــيـه أنــي تـعـبـت يـا يـاسـيـن، طول عمري ماشي جنب الحيط و لو هقدر هحفر جوة الحيط و ادخل كمان، أخوك النهاردة اتضرب بالقلم من واحد تاجر مخدرات، أخوك اللي عاش عمره كله متصان في بيته، واحد سوابق زي دا علم عليه في شغله"

خطفه «ياسين» بين ذراعيه وهو يشعر بما يشعر به، لذلك قال له بنبرةٍ قوية:
"لا عاش و لا كان اللي يكسرك يا عمار، يمين بالله القلم هيترد اتنين و بكف إيدك أنتَ، و هيترد اعتبارك قدام الكل، بس ساعدنا"

ابتعد عنه يمسح دموعه وهو يقول بنبرةٍ أهدأ من قبل:
"أنا مش هحارب بسمعة بنت يا ياسين، أنا راجل و الكلام في حقي هيتنسي، لكن البنت ما اظنش"

ركز «وليد» على حديثه جيدًا و تأكد من شكوكه أن «عمار» لن يجازف بسمعة تلك الفتاة، إذن هناك ضلعًا مفقودًا في تلك الحكاية، لذلك قال بنبرةٍ هادئة:
"طب نروح عمار يرتاح علشان الكلية بكرة و علشان نشوف إحنا كمان يومنا بكرة ولا إيه؟"

نظر «عامر» لشقيقه بشفقةٍ وهو يقول بنبرةٍ منهكة:
"صدقني يا عمار فيه حاجات مينفعش فيها التهاون أهمهم السُمعة، و دي سمعة و مش هتفرق بنت من ولد"

تنهد «عمار» بقلة حيلة ثم حرك رأسه موافقًا بإيماءةٍ بسيطة، و من بعدها رحلوا جميعًا، تم توصيل «عمار» لمنزله أولًا و تم تبسيط الأمر أمام والديه حتى لا ينتابهم القلق على أنها مشاجرة بين الطلاب في المركز، و على الرغم أن هيئتهم لا تنم عن ذلك و لكنهم صدقوا الأمر، و من بعدها رحلوا جميعًا نحو شقة «رياض» فسبقهم هو للأعلىٰ بينما الشباب وقفوا بجانب بعضهم، فتحدث «وليد» يقول بنبرةٍ متريثة و لكنها قوية:
"سيبكم بقىٰ من الهبل دا كله، حد فيكم شاكك إيه ممكن يكون حصل؟"

رد عليه «ياسر» بنبرةٍ تائهة:
"محدش مصدق يا وليد أصلًا، عمار طول عمره مسالم و جنب الحيط و عمره حتى ما كان بتاع مشاكل، اللي بيحصل دا كابوس"

تدخل «عامر» يقول بضجرٍ منه:
"أنا اللي مضايقني سكوته هو، يمين بالله لولا اللي هو فيه كنت ضربته قلمين فوقوه، و لسه بكرة هنبقى في منطقتهم يعني الغلط راكبنا راكبنا"

ربت «خالد» على كتفه وهو يقول مُطمئنًا له:
"متخافش، أخواتك معاكم من إمتى و فيه حد فينا بيخاف يا عامر؟ حوار زي دا هيهزنا؟"

رد عليه بنبرةٍ متألمة:
"علشان دا عمار يا خالد مش إحنا، عمار اللي اتكسر علشان اتضرب بالقلم و اتحبس في المخزن زي الفيران و اتسحب على القسم زي المجرمين، أخويا عينه اتكسرت وهو مغلطش و مش عارف يرفعها و يبصلي"

رد عليه «ياسين» بنبرةٍ جامدة لا تقبل النقاش:
"و أخوك حقه هيرجع بكرة قدام الناس كلها، إحنا على حق يا عامر و أخوك على حق، حتى لو سكوته دا علشان حد تاني، ربنا مش هيخذله"

زفر بقوةٍ فقال «وليد» بهدوء:
"يلا نروح إحنا و كل واحد فينا يحاول ينام و أنا عن نفسي هحاول أتصرف كدا"

سأله «ياسين» بتعجبٍ:
"هتعمل إيه يا وليد؟ هو أنتَ شاكك في حاجة؟"

رد عليه بهدوء رغم الخبث المُطل من نظرته:
"لأ خالص، أنا بس عمال أعصر دماغي و مش لاقي حل"

أومأ له الجميع بموافقةٍ ثم ودعوا بعضهم بعدما حاول «ياسين» أخذهم شقة والده لكنهم رفضوا بشدة و توجه كلًا منهم إلى وجهته.
_________________________

دلف «ياسين» شقة والده فوجده تركض نحوه بخوفٍ و هي تبكي بقوةٍ، زفر هو بقلة حيلة وهو يسألها بنبرةٍ هادئة:
"بتعيطي ليه بس، أنا قدامك أهوه يا خديجة، مالك؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ باكية:
"عمو كلمنا قبل ما تيجي و قال إنكم في القسم، من ساعتها و أنا خايفة عليك"

ربت على ظهرها ثم قال بنبرةٍ هادئة و بصوتٍ مبحوح:
"و أنا أهو رجعتلك كويس و زي الفل، بطلي بقى متشيلنيش ذنبك"

ابتعدت عنه ثم حركت رأسها موافقةً عدة مرات فربت هو على رأسها ثم سألها بتعجبٍ:
"أومال فين ماما ؟! غريبة يعني إنها مش معاكي؟"

حركت كتفيها وهي تقول بخجلٍ:
"أعصابها باظت من اللي حصل و زعقت من شوية و دخلت أوضتها تعيط"

زفر هو بقوة ثم أغمض جفينه يحاول تهدئة نفسه، ثم أمسك كفها و أخذها خلفها فوجد والده في الشرفة يهاتف «فهمي» بينما والدته أغلقت على نفسها في غرفتها، وقف هو أمام غرفتها يطرق الباب و زوجته معه، لكن لم يصله ردًا منها، فكرر الكرةِ من جديد و لكن دون جدوى لذلك تحدث يقول بنبرةٍ قوية لا تنم على المزاح:
"افتحي يا ماما الباب، و الله العظيم لو ما فتحتي هروح بيتي دلوقتي و ابقي اقفلي على نفسك كويس"

طالعته «خديجة» بدهشةٍ من حديثه، فوجده يكرر بنفس النبرة:
"أنا مش بتكلم و خلاص، يمين بالله هتقفل معايا و همشي، مش كل مرة تعملي كدا في نفسك"

فتحت له الباب بعينيها الدامعتين بعدما وقفت خلف الباب تحاول جاهدةً مسح تلك الدموع حتى ظهر اثرها على وجهها، فوجدته دون حديث يترك زوجته ثم احتضنها بقوةٍ فبكت هي بين ذراعيه وهي تشدد عناقها له، في تلك اللحظة نظرت لهما «خديجة» بتعجبٍ من تلك الحالة التي سيطرت عليهما، فاقترب «رياض» يقول بنبرةٍ هادئة تحمل الندم و الاعتذار معًا:
"أنا مليش ذنب يا زُهرة، هي اللي كلمتني و لما عرفت إن ياسين هنا صممت تيجي، و بعدين احمدي ربنا دي كانت عاوزة تروح شقته"

ابتعدت عن ابنها وهي تقول بنبرةٍ منفعلة:
"و أنتَ عارف اللي فيها، نسيت إنهم كانوا هيسقطوني لما روحنا هناك؟ نسيت لما عمتك خافت تطالب بالورث علشان ابنك و زقوه في المياه؟ لو أنتَ نسيت أنا مش هنسى"

زفر هو بقوةٍ ثم قال بنبرةٍ جادة:
"لأ مش ناسي يا زُهرة، و علشان كدا أنا حالف على مصحف ربنا البلد دي منروحهاش تاني، و دي ضيفة جت و مشيت و خلاص، بلاش تنكدي على نفسك"

كانت «خديجة» تتابع ما يحدث بأعين متسعة لا تصدق ما يصير أمامها، حتى وجدت «رياض» يحتضن زوجته وهو يقول يربت على ظهرها و رافق حركته تلك قوله:
"حقك عليا يا ستي، بدور لو كلمتني تاني هقولها في شهر العسل أنا و زهرة، خلاص كدا؟"

ابتعدت عنه وهي تقول بحنقٍ:
"بطل تستفز فيا، شوفت قدمها الفقر؟ الشباب كلهم نزلوا يتخانقوا و راحوا القسم"

تنهد «رياض» بقلة حيلة بينما «ياسين» رد عليها بضيقٍ:
"يا ماما أنتِ ست متعلمة عيب الكلام دا، دا نصيب، يلا أنا هدخل أنام و أنتِ كبري دماغك"

سألته هي حينما انتبهت لذلك:
"طب أنتَ كويس؟ فيه حاجة في جسمك بتوجعك طيب؟"

حرك رأسه نفيًا وهو يبتسم بخفوتٍ، فحركت رأسها موافقةً ثم قالت بنبرةٍ هادئة:
"طب يلا ادخل نام أنتَ و مراتك اللي أعصابها باظت دي، يلا"

حرك رأسه موافقًا ثم أخذ زوجته و رحل بها من أمامهما، و بمجرد دلوفهما الغرفة سألته «خديجة» بنبرةٍ حائرة:
"ياسين هو إيه اللي بيحصل؟ و إيه الكلام اللي مامتك قالته دا؟"

زفر هو بقوةٍ ثم أمسك كفها يجلسها على الفراش و جلس هو مقابلًا لها وهو يقول بنبرةٍ مترددة ممتزجة بألمٍ طفيف:
"كلام ماما صح يا خديجة، هما حاولوا فعلًا يسقطوها علشان يجوزوه واحدة من الصعيد، من ساعتها و أمي متعقدة منهم و من الصعيد كلها يا خديجة"

شهقت هي بقوةٍ فوجدته يضيف بنفس النبرة:
"و لما خلفتني و أنا عيل صغير و روحنا هناك مرة، خلت العيال يرموني في الترعة، علشان كدا أبويا و أمي قاطعوهم، معلش هي اتعصبت شوية و أعصابها فلتت بس هي بتفتكر كل ما تشوف حد من طرفهم و بتفتكر اللي حصل"

في تلك اللحظة احتضنته هي بقوةٍ و كأنها تود حمايته حينما استمعت لمآساته، بينما هو زفر بقوة ثم شرد في «عمار» و مشكلته و في ما أصابه أمام الجميع.
_________________________

عاد «عامر» إلى بيته و هو يشعر بنيران تحرق جوفه، رؤيته لنظرة الانكسار في أعين شقيقه جعلته يود الصراخ، حتى أنه فكر في العودة لهؤلاء الشباب من جديد و يأخذ حق شقيقه، لكنه تمهل في تفكيره ينتظر الغد، ارتمى على الأريكة فوجد زوجته تقترب منه وهي تتحدث مع والدته قائلة بنبرةٍ منهكة من كثرة التفكير:
"أيوا يا طنط وصل أهوه الحمد لله، خلاص أنا هكلمك لو فيه حاجة و هخليه يكلمك"

اقتربت منه بعدما أغلقت الهاتف مع والدته وهي تسأله بنبرةٍ خافتة:
"إيه يا عامر شكلك عامل كدا ليه؟ أنا أول مرة أشوفك كدا"

رد عليها هو بنبرةٍ منفعلة:
"فيه أني شوفت أخويا وهو مكسور يا سارة، عمار اللي عيشنا عمرنا كله نحافظ عليه من نسمة الهوا اتضرب بالقلم من عيل شمام، يمين بالله ما هسكت غير لما حقه يرجع، هو بس يتكلم و يحكيلي حصل إيه"

ربتت هي على كتفه وهي تقول بنبرةٍ هادئة تحاول بذلك تهدئته:
"أنا عاوزاك تهدا و تعقل كدا علشان أخوك، بلاش تهور يا عامر، كلنا عارفين أخلاق عمار، إيمان قالتلي حصل إيه و أكيد البنت دي وراها حاجة"

زفر هو بقوةٍ ثم رجع برأسه للخلف وهو يقول بنبرةٍ متألمة:
"خليته العمر كله يعيش في حاله و ملهوش في المشاكل، و جايين يتبلوا عليه إنه حاول يتحرش بالبنت دي، عمار اللي يوم ما حب خلود حافظ عليها من نفسه، كسرة ابني قصادي صعبة أوي"

ربتت على كتفه وهي تقول بنبرةٍ متألمة لأجل حزنه الذي أول مرة تعهده منه هي:
"صدقني كل حاجة هتتحل يا عامر، بس بلاش أشوفك كدا علشان أنا مبحبش اشوف زعلك"

حرك رأسه موافقًا على مضضٍ ثم تركها و ذهب من أمامها و هو يجر ازيال الخيبة خلفه، بينما هي نظرت في أثره بحزنٍ بالغٍ تود لو دخلت تمرح معه كما يفعل معها في حزنها لكنها رفضت و توقفت عن ذلك علمًا بأنه قد يفقد صوابه فهو سبق و أخبرها أنه حين يتعصب يتبدل حاله لذلك اكتفت أن تكون بجانبه وهي صامتة، و لكنها لن تتركه.
_________________________

في شقة والد «عمار» جلس في غرفته يبكي بقوةٍ كلما تذكرت الكف الذي نزل على وجهه الخطأ لم يكن له، عاش طوال سنين حياته يسعى وراء السُمعة الطيبة و التحلي بالاخلاق كما وعد أخوته و لكن تلك التهمة تصيب سمعته و تربيته، شعر بغصةٍ في حلقه حينما تذكر شكل الفتاة مع الشاب، أهذه هي نتيجته؟ نتيجة الخير الذي قام به معها؟ بدلًا من أن تكون ممتنةً له تفعل معه ما فعلته؟"
غرق في تفكيره لا يدري ماذا يفعل؟ هل يخبر الجميع بما رآهُ؟ هل يجازف بسمعة فتاةٍ و يصيب شرفها؟ بالطبع لن يفعل ذلك، و لكنه تذكر جملة شقيقها حينما قال:
"يا رقبته يا يصلح غلطته، دا شرف"
حينها انتفض من على الفراش وهو يفكر ماذا إذا ربطه قدره بتلك الفتاة؟ ماذا يفعل في حبه و قلبه و تلك التي خفق قلبه لأجلها؟ ماذا يحدث إذا علمت بما حدث؟ بالطبع سينزل من نظرها و هو من عاش محاربًا لسمعته و أخلاقه.
_________________________

وصل «وليد» بيته غارقًا في التفكير فيما حدث، الموضوع بأكمله يشبه قصيدة مليئة بالألغاز، حتى تفهم الشطر الأول عليك قراءة الشطر الثاني و لكي يكتمل المعنى تلزم بقراءة الشطرين معًا، جلس فوق سطح البيت يفكر و يفكر حتى توصل أن الفتاة هي مربط الفرس في الموضوع، جملة «عمار» و حمايته لسُمعتها جعله يتأكد الفتاة هي من ستقوم بفك تلك الشفرات، حينها فتح هاتفه فوجد «خلود» متصلة هاتفيًا بشبكة الإنترنت، حينها طلبها سريعًا تصعد له، أمتثلت لمطلبه رغم تعجبها منه و بعد مرور كانت تقف أمامه وهي تقول بمللٍ:
"نعم يا سيدي خير ؟! عاوزني ليه في نصاص الليالي كدا؟ استر يارب"

رد عليه هو بضجرٍ:
"أنا مش عاوز رغي يا خلود، اقعدي خليني أقولك أنا عاوز إيه"

نظرت له باستنكارٍ مع نظرة حنقٍ طلت من عدستيها بسبب عصبيته تلك تزامنًا مع سحبها للمقعد المقابل له حتى تجلس عليه، فوجدته يقول بنبرةٍ حاول صبغها بالثبات:
"بصي مبدأيًا متزعليش مني علشان اتعصبت، بس الموضوع كبير و يخص عمار"

عند ذكر إسمه انتابها الفضول و القلق معًا لكنها أثرت التجاهل و هي تقول بثباتٍ:
"خير ؟! ماله عمار يا وليد؟ زعلك في حاجة؟"

دون أن يمهد لها الموضوع دخل مباشرةً في حديثه وهو يسرد لها ما حدث معهم في المركز و قسم الشرطة حتى حديث «عمار» نفسه عن سُمعة الفتاةِ، بينما هي كانت تشعر بالنيران في صدرها ليس فقط لأجل «عمار» و لكن لتمادي الفتاةِ في أفعالها و حينما أنهى حديثه سألها بنبرةٍ مترددة:
"بصي يا خلود يمكن أنا طول عمري مبثقش في الناس و بسوء فيهم الظن لكن عمار دا الوحيد اللي بثق فيه، علشان كدا هقولك أنتِ تشوفي إنه ممكن يعمل حاجة كدا؟ بحكم إنه في السنتر قدامك علطول تقريبًا؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ جامدة ممتزجة بثقةٍ لا تدري مصدرها:
"مستحيل يا وليد، واحد زي دا علطول عينه في الأرض و عمره ما خطى حدوده مع بنت من بنات السنتر، البت دي أصلًا مش كويسة و السنتر كله يشهد بطريقتها و هزارها و معندهاش حدود مع حد"

سألها هو باهتمامٍ ظهر في نبرته:
"أنتِ متأكدة إنها نفس البنت؟ أنا بقولك سمعت أخوها بيقول لحد في التليفون متخليش سُمية تنزل، السنتر كله مفيهوش غير سمية دي؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ مقررة:
"و بتقول أبوها إسمه توفيق، و هي سمية توفيق اللي معايا في الدروس، بس قولي أنتَ هتعمل إيه؟ و بتدخل ليه أصلًا؟"

رد عليها هو مردفًا بثباتٍ:
"بتدخل علشان عامر و ياسين و خالد و ياسر، بتدخل علشان روحي اللي كانت هتروح لولاهم خاطروا بنفسهم في نصاص الليالي، لازم أكون في ضهرهم و أتصرف أنا"

ردت عليه هي بنبرةٍ قوية لا تقبل الرفض أو الشك:
"الحل في شارع سعد هلال اللي جنب السنتر، هو دا المكان اللي هيساعدك يا وليد"

حرك رأسه باستنكارٍ يسأل سؤالًا صامتًا عن ماهية حديثها فجاوبته هي مُردفة:
"البت دي كل وقفتها في شارع هلال مع واحد من اللي في السنتر معانا بس هو باين علمي، أنا لما الدرس بيكون بالنهار بمشي من الشارع دا علشان فاضي، شوفتها هناك ٣ مرات قبل كدا معاه"

سألها هو بنبرةٍ جامدة:
"شوفتيها بتعمل إيه هناك؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ ساخرة:
"هتكون بتعمل إيه؟ واقفة في شارع جانبي و مع واحد لوحدهم، بيستعبطوا"

ابتسم هو بتهكمٍ وهو يقول:
"و طبعًا هي مش بتشوفك، أصلها مش فاضية يا ولداه"

ردت عليه هي بنبرةٍ مقررة:
"اسمعني يا وليد، لو زي ما بتقول كدا يبقى عمار شافهم سوا و هما لزقوها فيه، و هو غبي لو فكر يسكت عن حقه"

ابتسم هو بخبثٍ ثم هب واقفًا وهو يقول بنبرةٍ سريعة تدل على تعجله:
"انزلي الشقة يا خلود و محدش يعرف حاجة عن الكلام دا و لو حد سألك كنتي فين قوليلهم وليد طلب أكل من عندنا أوي مياه أي حاجة زي كل مرة"

سألته هي بتلهفٍ:
"أنتَ رايح فين دلوقتي؟ احنا وش الفجر يا وليد، أقعد هنا"

رد عليها هو بنبرةٍ سريعة:
"مش هينفع، فيه واحد غبي بيضيع حياته و حياة اللي حواليه بسبب غبائه"
_________________________

أسفل شقة «فهمي» توقف «وليد» بسيارته ثم أخرج هاتفه يطلبه و بعد عدة محاولات وصله الرد أخيرًا و كانت كلمةً واحدة من ثلاثةِ حروف، فرد عليه هو بنبرةٍ قوية:
"اسمع !! قدامك دقايق و تكون قصادي، بدل ما أطلع آخدك أنا و ساعتها هتبقى فضيحة"

قال حديثه ثم أغلق الهاتف دون إنتظار الرد منه، بينما الآخر من قوة نبرته و حِدة لهجته قرر النزول له و بمجرد ركوبه بجانبه السيارة، تحدث «وليد» يقول بنبرةٍ جامدة:
" شغل الهبل اللي حصل دا مش واكل معايا، انطق يا عمار حصل إيه؟"

زفر هو بقوةٍ ثم قال بضجرٍ:
"محصلش حاجة، أنا عاكست واحدة و باخد جزائي، حاجة تعلمني بعد كدا مبصش لحد"

رد عليه «وليد» بتهكمٍ:
"الكلام دا لأي حد غيري، لكن مش على وليد الرشيد، قولي حصل إيه في الشارع اللي ورا السنتر علشان تتدبس في الحوار"

طالعه «عمار» بدهشةٍ حينما ذكره بالمكان، فوجده يقول بنبرةٍ تحمل السخرية و التهكم:
"إيه كنت فاكرني مش هعرف؟ تبقى غبي لو فاكر إنك هتحمي حياة غيرك على حساب حياتك يا عمار، محدش بيفتكر التضحيات، فوق لنفسك و لأهلك و لأخواتك"

رد عليه بصراخ منفعلًا في وجهه بسبب ظغط أعصابه:
"أنا تعبت و مضغوط يا وليد، سمعة بنت و شرف عيلة كاملة هيضيع، و أنا راجل مظلوم و مش هقدر أقول اللي شوفته من غير دليل، أنا وضعي صعب"

رد عليه «وليد» بصراخ هو الآخر:
"و أنا متنيل هنا علشان أساعدك، صدقني فيه وراك ناس هتدمر لو ضحيت بسمعتك، بلاش كل دول، أنا مش هقدر أدافع عنك قصاد خلود، خلود اللي أنتَ بتحارب نفسك علشانها، فوق يا عمار"

عند ذكر اسمها هي تحديدًا زفر بقوةٍ و هو يحاول تهدئة نفسه فوجد «وليد» يحثه قائلًا:
"ها يا عمار !! انطق يا بني بقى"

بعد مرور دقائق كان «وليد» يطالعه بتمعنٍ وهو يتفرس ملامحه و حينما لاحظ «عمار» نظرته قال بتلهفٍ حتى ينفي أي اتهام:
"و الله العظيم مش بكدب عليك يا وليد، و ربنا هو دا اللي حصل، مش عارف إزاي بقيت أنا المتهم"

رد عليه «وليد» بسخريةٍ:
"أنتَ عبيط يالا؟ واحدة و واحد خاربين الدنيا سوا و أنتَ خايف عليهم؟ إذا كان هما مش خايفين من ربنا؟ خايف عليهم أنتَ من الناس؟"

رد عليه بضجرٍ:
"علشان تربية أخواتي متضيعش، هما ربوني أني أكون راجل قد الابتلاء، مش أنا الراجل اللي افضح بنت علشان أثبت براءتي"

و بنفس السخرية اللازعة قال:
"كويس إنك عرفتني تربيتهم عاملة إزاي، علشان ابقى عارف إن الجيل الجديد منهم هيطلع موكوس، يلا أطلع أنتَ نام"

سأله «عمار» بتوجسٍ و ريبة:
"أطلع !! وليد هو أنتَ هتعمل إيه؟ خليك عارف إن كلامي من غير دليل، يعني هيبقى كلامي قصاد كلامها، و علشان أخواتك يا وليد، بلاش سُمعة البنت"

رد عليه «وليد» بلامبالاةٍ و كأنه لا بهتم من الأساس:
"خلاص بقى الموضوع طلع صعب و كبير يا عمار، ربنا يسترها بكرة مع الناس"

رد عليه بسخريةٍ:
"و كمان هروح أحق نفسي ليهم، أنا طالع أنام دا لو عرفت أصلًا"

حرك «وليد» رأسه موافقًا وهو يتابع خروجه من السيارةِ، بينما «عمار» خرج من السيارة ثم توجه نحو بيته وهو يشعر أن الهمم باتت مُضاعفةً فوق كاهله.
_________________________

في شقة «حسن» كانت «هدير» جالسةً في صالة البيت تشعر بالجوع و المللِ معًا، و ذلك بسبب نومه و جلوسها بمفردها، شردت هي بفكرها فيه و فيه تواجدهما معًا رويدًا رويدًا شردت في ملامحه الجذابة و طريقته العفوية التي تقتلها حتى مشاعره الجامدة التي لم يصرح بها حتى الآن، لكنها تُجزم من لمعة عينيه أنه أحبها و بشدة، هي لم تكن ساذجة، بل هي ماهرة في فهم من حولها، لذلك اقسمت على مراوغته حتى يُصرح لها بما يكنه لها قلبه، لذلك بدأت في تنفيذ أول مخططاتها، و دخلت غرفته توقظه وهي تقول بنبرةٍ خافتة:
"حسن،  أصحىٰ يلا، اصحى يا حسن أنتَ سايبني لوحدي و مش عارفة أعمل إيه؟"

التفت لها حينما هزته بقوةٍ وهو يقول بنبرةٍ ناعسة:
"إيه يا هدير، عاوز أنام بتصحيني ليه؟"

ردت عليه هي بخجلٍ مصطنع:
"كنت قاعدة لوحدي و زهقت يا حسن، قوم اقعد معايا، هو أنا جاية هنا اقعد لوحدي؟"

زفر هو بقوةٍ ثم قال بضجرٍ:
"تعالي نامي جنبي يا ستي، اقولك تعالي احضنيني، أنا مش عارف أنام و أنتِ مش جنبي"

رغم أن حديثه أسعدها إلا أنها ردت عليه بحنقٍ ترفض حديثه:
"يا حسن أنا زهقانة أصلًا و بصراحة جعانة، تعالى كل معايا"

كانت تسحبه من الفراش وهي تتحدث حتى وقف أمامها بملامح وجه ناعسة و أعين مغلقة يحاول فتحهما على مضضٍ فوجدها تسحبه بقوةٍ حتى وصلا للمطبخ وهو يسير معها بمللٍ و حنقٍ، توقفت وهي تقول بمرحٍ:
"تيجي نحمر بانيه و نعمله في كيزر و نضربهم سوا؟"

رد عليها ساخرًا منها:
"نضربهم؟ طب ياختي اضربي و اتوصي بيا معاكي علشان جوعتيني"

ابتسمت له ثم التفتت تقوم بصنع الطعام بينما جلس هو خلفها يتابعها ببسمةٍ هادئة مرسومة على وجهه حينما تذكر مشاركتها له في الليل، بينما هي انتهت من صنع الشطيرات سريعة التحضير ثم التفتت له تضعها أمامه وهي تقول بنبرةٍ مرحة:
"يلا سمي الله يا أبو علي، صحيح قربنا على الفجر و دي جريمة في حق رشاقتنا بس دا جوع برضه"

ابتسم لها أكثر من قبل وهو يرد على حديثها بنبرةٍ ساخرة:
"وهو علشان سندويتش البانيه دا بقت جريمة؟ هدير أنا كنت باكل حواوشي الساعة ٢ بليل و لتر بيبسي و معاه شيبسي و حلويات، أنا معدتي نضفت في وجودك و الله"

ردت عليه بوجهٍ ممتعض:
"إيه دا يا حسن؟ هو أنا انتينال؟! يعني الناس بتقول البيت نور بوجودك، حياتي أحلوت بيكي، و أنتَ تقولي معدتي نضفت !!"

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة على هيئتها الممتعضة و أنفها المتشنج:
"خلاص البيت الحقير دا نضف برضه بوجودك، حلو كدا؟"

ردت عليه هي بحنقٍ:
"يا بني هو أنا مندوب شركة ديتول ؟! أسكت و متتكلمش بقى أحسن، كل و أنتَ ساكت"

هز رأسه موافقًا ثم أخذ الطعام الخاص به و هي أيضًا و سرعان ما أتت فكرة بذهنها وهي تأكل، لذلك تركت الطعام وهي تسأله بخجلٍ زائف أبدعت في اظهاره:
"حسن هو أنتَ زعلان علشان صحيتك من النوم؟ متزعلش بس أنا حسيت أني مخنوقة لوحدي كدا"

رد عليها هو بنبرةٍ عادية:
"لأ مش زعلان و الله، أنا ماكلتش كويس و أنتِ مش بتعرفي تاكلي لوحدك يا هدير، عادي يعني"

ردت عليه هي بحزنٍ مصطنع:
"طب الحمد لله، على الأقل علشان لما أرجع بيتنا ميقولوش مكانتش بتاكل"

حرك رأسه يطالعها بتعجبٍ وهو يمضغ الطعام، فحركت رأسها تؤكد حديثها بقولها:
"أيوا، لما أروح عند بابا و أرجعله أكيد هيسألني خسيت كدا ليه؟ أقوله كنت ضيفة تقيلة و مش مرحب بيا؟"

رد عليها هو بحنقٍ و انفعالٍ طفيف:
"بس أنتِ مش ضيفة، و من إمتى جت فكرة إنك تسيبيني دي؟ كلامك غريب"

ردت عليه هي ببراءةٍ كاذبة:
"علشان كدا كتير عليك بصراحة، أنا وجودي حساه عملك خلل في المشاعر، علشان كدا بقول أرجع بيتنا أحسن، و أنتَ ترتاح مني شوية بقى"

تحدث هو بنبرةٍ جامدة:
"دا هبل دا على الصبح ؟! هدير أنتِ شكلك نايمة بجد بقى، أنتِ مش هتمشي و مش هتسيبيني"

سألته هي بنبرةٍ هادئة تتوق لسماع كلمة تثلج روحها:
'ليه مش همشي و أسيبك؟ إيه المبرر بقى اللي يخليني أفضل"

اقترب منها يمسكها من مرفقها وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"وعدك ليا إنك مش هتمشي، هتسيبيني إزاي و أنتِ وعداني"

حركت كتفيها ببساطة وهي تقول متصنعة البرود:
"عادي، دا كان وضع مؤقت و خلص، و بابا كلمني و قالي أني وحشته أوي، عاوزني أقعد معاه فترة كدا"

تركها هو على مضضٍ ثم قال بهدوء ممتزج بحدةٍ طفيفة:
"براحتك يا هدير، بس كدا أنتِ هتخلفي وعدك معايا، و أنا بخاف من اللي بيخلفوا وعدهم"

تركها و ترك المكان بالكامل ثم توجه نحو المرحاض، بينما هي زفرت بقوةٍ ثم ابتسمت بانتصار وهي تقول بتوعدٍ:
"و لسه يا حسن، أنا هخليك تنطق و تقولها و تغنيها كمان"
_________________________

في صباح اليوم التالي لم يذهب «وليد» إلى عمله، بل اختفى منذ الصباح الباكر و لا أحد يعلم بمكانه، بينما الشباب ذهب كلًا منهم إلى عمله عدا «عامر» الذي نزل منذ الصباح برفقة زوجته حتى يجلس بشقة والده و يكون سندًا لأخيه، أما «ياسين» فكان يتابع مع الشباب و خصوصًا «عامر» الذي شعر بالحنق من صمت أخيه بعدما حاول معه مرارًا و تكرارًا و لكن دون فائدة و فجأة صرخ «عامر» في وجهه:

"يا بني !! دي تهمة في شرفك و سمعتك، متقوليش أنا ولد و مسيري أكبر، دا كلام خايب، متخلنيش أمد إيدي عليك يا عمار"

رد عليه «عمار» منفعلًا:
"حل عني يا عامر، أنا معنديش حاجة أقولها، أنا رخمت عليها و هي فهمت غلط، كنت فاكرها هتقبل الهزار"

رد عليه متهكمًا بسخريةٍ:
"الكلام دا عند أمك يا عمار، لكن الهبل دا مش واكل معايا، من إمتى بتهزر مع بنات؟! طب ما خلود أولىٰ بقى بالهزار دا"

ارتمىٰ على الفراش وهو يقول بنبرةٍ منهكة:
"أطلع برة و أقفل الباب يا عامر أنا عاوز أنام، يلا قبل ما ننزل نروح للناس"

زفر «عامر» بقوةٍ ثم خرج من الغرفة على مضضٍ وهو يشعر بنيران تمزقه و تحرق صدره و هو يقف عاجزًا حتى عن إطفائها

عاد «وليد» من مشواره المبكر ثم توجه نحو بيته و من حسن حظه أن «خلود» كانت بالبيت بعد عودتها من المدرسة، جلس معها في شقة والده وهو يقول بنبرةٍ هامسة:
"خلود عاوزك تجيبيلي رقم زفتة الطين سمية، اتصرفي و هاتيه"

ردت عليه هي بنبرةٍ ثابتة:
"بسيطة، جروب الدفعة بتاع السنتر عليه الأرقام كلها وهي صورتها محطوطة علطول علشان كدا رقمها معروف للسنتر كله، بس هي مراحتش المدرسة النهاردة"

أومأ لها موافقًا ثم أخذ منها الرقم بعدما أخذته هي من مجموعة الدفعة للتواصل الالكتروني، بينما هو أخرجها من الشقة ثم قام بمهاتفة الفتاةِ التي ردت عليه بتوترٍ فوجدته يقول بنبرةٍ جامدة:
"نص ساعة تقابليني في شارع هلال، لو مجتيش أنا هاجي أعملك فضيحة تحت البيت بجد، كأنك راحة درس و تيجي تقابليني"

لم ينتظر ردها بل أغلق الهاتف فور انتهاء حديثه، بينما هي توترت و شعرت بالخوف مما هو قادم، ففي المساء سيتم الحكم في الموضوع وهي تعلم أن أشقاؤها لن يصمتوا عن حقها الكاذب، ماذا إذا تم كشف الحقيقة لديهم؟ بالطبع ستموت بين أيديهم، لذلك قفزت من مكانها حتى تقابل من هاتفها بتلك النبرةِ الجامدة ظنًا منها أنه الشاب الذي كان معها بالأمس، و قبل خروجها من البيت أوقفها شقيقها يسألها بنبرةٍ غلظة:
"راحة فين يا بت ؟! تنزلي تاني و تجيبي مشاكل و نبات في القسم علشان سيادتك ؟!"

ردت عليه هي بتلعثمٍ:
"أنا....أنا، آه مروحتش النهاردة المدرسة و عندي امتحان بكرة، و هروح أقابل صحبتي أخد منها الكتاب و هرجع بسرعة"

حرك رأسه موافقًا على مضضٍ ثم دخل الغرفة من جديد، بينما هي ركضت حتى تلحق الوقت قبل فوات الأوان، حتى وجدت «وليد» يقف في انتظارها، سألته وهي تلهث بقوةٍ:
"نعم ؟! خير أنتَ مين و مكلمني ليه إن شاء الله؟"

رد عليها هو بثباتٍ:
"عاوز أعرف إيه اللي حصل مع عمار فهمي علشان تتهميه بحاجة زي دي؟"

ردت عليه هي بتوترٍ:
"هو أنتَ تبعه؟ حسبي الله ونعم الوكيل، البيه حاول....يتحرش بيا و عاكسني و لما رفضت و زعقت حاول يتهجم عليا"

سألها هو بنبرةٍ متريثة:
"دا الفيلم الحمضان اللي زي طبيخ أمك كدا، لكن الحقيقة إيه بقى؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ منفعلة:
"لم نفسك أحسنلك، و حقي أنا مش هسيبه، و عمار هيدفع تمن غلطته"

حرك رأسه موافقًا بقوة ثم أضاف بخبثٍ:
"لأخر مرة هقولك إيه اللي حصل و عمار مظلوم ولا لأ؟"

ردت عليه هي بقوةٍ زائفة:
"آه عمار غلطان، و حقي هيرجع و هتشوف بليل حقي وهو بيرجع"

التفتت حتى تغادر و تتركه بعد جملته تلك فوجدته يقول بنبرةٍ تحمل الكثير و الكثير:
"أنتِ غبية، علشان أنا أديتك ٣ فرص و ضيعتيهم، متجيش تزعلي و تعيطي علشان الموضوع هيبقى كبير"

التفتت من جديد تطالعه بترقبٍ فوجدته يركب سيارته دون أن يهتم بوجودها من الأساس.
_________________________

في المساء تقابل الشباب جميعهم ومعهم «رياض» و «فهمي» الذي شعر بالحزن لأجل إبنه الصغير و الذي يعلم كل العلم ببراءته من تلك التهمة، وقفوا جميعًا في انتظار «وليد» الذي فاجئهم حينما أتى برفقة شباب عائلته و معهم «حسن» أيضًا، تم التعارف بين الجميع و أول من تحدث مستفسرًا كان «ياسين» وهو يقول:
"طب تعبت الشباب ليه يا وليد؟ كفاية تعبك أنتَ معانا"

رد عليه «طارق» بنبرةٍ معاتبة:
"جرى إيه يا عم ياسين؟ هو إحنا مش أخوات ولا إيه؟ و بعدين احنا معاكم علشان نأمنكم"

سأله «ياسر» متعجبًا:
"تأمنونا من إيه؟ المفروض أننا رايحين نتفاوض و نخلص حوار"

تدخل «حسن» يفسر له الوضع:
"كل الحكاية يا دكتور إننا داخلين منطقتهم يعني هما أصحاب حق، وارد يكون فيه غدر منهم علشان كدا لما ندخل كلنا سوا مع بعض، دا هيخوفهم"

تدخل «خالد» يقول بنبرةٍ جامدة:
"أنا ماسك نفسي بالعافية علشان عامر، عامر لو أنا سخنت هيسخن هو كمان و دا مش عاوزه يحصل"

رد عليه «عامر» بحنقٍ:
"أنا مش هسيب حق أخويا يا خالد و القلم هيجي اتنين، يمين بالله هخرج منها يا قاتل يا مقتول"

رد عليه «فهمي» منفعلًا:
"اسكت يا عامر، خلي أخواتك هما اللي يتعاملوا أحسن، حق أخوك هيرجع بس بالأدب و العقل"

تدخل «رياض» يقول بحكمةٍ:
"فهمي بيتكلم صح يا عامر، لازم نكون هاديين علشان إحنا رايحين عندهم و أظن أنتَ شوفت شكلهم امبارح عامل إزاي، على الأقل علشان الشباب اللي معانا"

زفر هو بقوةٍ فتحدث «عمار» يقول بخجلٍ و خزيٍ:
"حقكم عليا أنا يا جماعة، و الله أنا مكسوف منكم كلكم ، بس واثق في كرم ربنا و رحمته علينا"
أومأ له الجميع بموافقة ثم رحلوا خلف بعضهم بعدما قاموا بمواسته و طمئنته أن كل شيٍ سيكون على ما يرام.

وبعد مرور دقائق دخلوا المنطقة حيثُ مكان المفاوضة و نظرًا لسمعة الفتاة، تمت الجلسة في بيتها حتى لا يتم لفت الأنظار لها من الجيران خصيصًا أن هيئتها و طريقتها كانت محلًا للانتقاد بسبب إهمال أهلها لها بعد وفاة أبيها، و مع بداية الجلسة تحدث شقيقها الأكبر يقول منفعلًا:

"دلوقتي أختي رجعتلي من الدرس معيطة و هدومها مشدودة، بسألها قالتلي عمار اللي شغال في المحروق، هتعملوا إيه لو أنتو مكاني؟"

رد عليه «عامر» بضجرٍ:
"احترم نفسك و أنتَ بتتكلم عن أخويا، عمار عمره ما غلط و لا عمره ما رفع عينه في بنت، و كلمة كمان عليه هقل منك وسط صحابك و أخواتك"

تدخل «فهمي» يقول صارخًا بابنه و معاتبةٍ للأخر:
"إهدا يا عامر، خلينا نشوف اخرتها و طلباتهم، طالما أخوك ساكت مش عاوز ينطق، يبقى الغلط مننا"

تدخل صديق شقيقها يقول بنبرةٍ جامدة:
"إحنا الشرف عندنا زي عود الكبريت اللي يلمسه يتحرق، و البيه حاول يمس شرفنا يا يصلح الغلط دا، يا راسه تيجي تحت رجلنا"

تدخل «خالد» يقول بحنقٍ ممتزج بالحدة:
"ما تحترم نفسك يا عم و قول كلمة عدلة، هو أنتَ غاوي شعللة؟ يمين بالله لو حد مس أخويا بس لأكون ملبس أهله الأسود عليه"

تدخل «ياسين» يقول بضجرٍ:
"شوف علشان قلة أدب مش عاوزين، الحوار دا يخلص بإيه؟"

رد شقيقها بثقةٍ:
"الحوار دا يخلص بإن الواد يخطبها طالما مش قادر على نفسه، يبقى يتخطب، يا كدا يا يحق نفسه قدام المنطقة كلها و مكان شغله و يدبح دبيحة تكون فداه، دي الأصول"

اتسعت أعين الجميع بخوفٍ عدا كلًا من «وليد» و «ياسين» الذي ابتسما بخبثٍ، فتحدث «ياسين» يقول بثقةٍ:
"يعني الغلطان دا أدبه !! مش هترجع في كلامك يا معلم؟، خليكم شاهدين يا رجالة"

رد عليه شقيقها بثقةٍ:
"مش راجع، هو دا الحق، يحق نفسه قدام المنطقة و يبوس راسي و يدفع دبيحة تكون فدا روحه مننا"

اقترب «وليد» منه وفي يده الهاتف الخاص به وهو يقول بنبرةٍ متريثة لم تخلو من الخبث:
"طب شوف الفيديو الحلو دا كدا و بعدين أحكم أنتَ، لولا الأصول و إني عارف الحريم متتكشفش على رجالة كنت طلبت الآنسة بنفسها تتكلم قصادنا"

أخذ شقيقها الهاتف من يده بحيرةٍ من حديثه بينما الآخر كان يبادله النظرة بثقةٍ كبرىٰ، و بمجرد مشاهدته ما صار مع «عمار» و ذلك الشاب حتى أوشك الهاتف على السقوط من يده، فخطفه «وليد» وهو يقول بنبرةٍ خبيثة:
"أنتَ اللي حكمت يا غالي، و أظن الحق قصادك أهوه، لو عاوز تتأكد بنفسك من أختك اتفضل"

قام شقيقها ثم سحب الهاتف من يد «وليد» بعدما مد يده له به، دخل الغرفة مثل الأسد الجريح الذي خرج لتوه من قفصه يبحث عن فريسته و بعد مرور ثوانٍ كان ينهال عليها بالضربات و اللكمات وهي تصرخ بين يديه و والدتها تحاول إبعاده عنها، بينما في الخارج اتسعت الأعين بقوةٍ حتى خرج شقيقها يقول بنبرةٍ تائهة:
"ها يا أساتذة تؤمروا بإيه؟ أنا بقول نخلصها ودي هنا أحسن"

رد عليه «وليد» بسخريةٍ لازعة:
"لأ يا ريس، مينفعش تزعلني في شارع و تصالحني في حارة"

سأله بترقبٍ:
"يعني إيه ؟ عاوز توصل لإيه إن شاء الله"

تدخل «عامر» يجاوبه بنبرةٍ جامدة بعدما رأى الفيديو على هاتف «ياسين»:
"يعني حق أخويا يرجع في مكان شغله، و يترد اعتباره، و القلم اللي اتاخد مرة يترد مرتين، و منهم مرة هنا في بيتك من إيد أخويا"

نظر الجميع لـ «عامر» بدهشةٍ، فأضاف «ياسين» مؤكدًا:
"كل كلمة عامر قالها صح، حق أخونا يرجع هنا و هناك في شغله و عمار دلوقتي يرد الكف قدامنا كلنا"

ازدرد «عمار» لعابه بخوفٍ فتفاجأ بشقيقه يسحبه في منتصف الجلسة وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"القلم يترد يا عمار، سُمعتك و لعبوا بيها و أنتَ كنت بتدافع عن المحروسة اختهم، و أخواتك و كانوا هيباتوا في القسم، قسمًا بالله القلم لو متردش و كيفني هكيفك أنا.....يــلا"

صرخ بكلمته الأخيرة في وجه شقيقه بقوةٍ يريد منه رد الصفعة على وجه شقيق الفتاةِ كما صُفع هو بينما صديق شقيقها تحدث يقول بنبرةٍ منفعلة يريد افتعال مشكلةٍ:
"يعني إيه؟ هتسيبوا يعمل كدا يا ديشا؟! فوق علشان هيبتك يا جدع، يمين بالله نقلبوها مجزرة"

رد عليه شقيقها بانكسارٍ واضح:
"حقهم و ياخدوه زي ما هما عاوزين، اضرب يا كابتن لو دا هيرجع حقك"

طالعه «عمار» بعدة مشاعر مختلطة يكسوها البغض و الكره له و لشقيقته و لصديقه حتى شقيقه الصغير الذي يتابع الوضع بترنحٍ نتيجة سُكره، و حينما لاحظ نظرة الشباب له رفع كفه حتىٰ يهوي بالصفعة على وجه الرجل الذي أغمض عينيه بقوةٍ ينتظر صفعةً مدويةً تنزل على وجهه من شابٍ في نصف عمره و لكنه تفاجأ بـ «عمار» حينما انزل ذراعه وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"لو أنتَ فاكر إن الرجولة و الحق بالضرب و الدراع تبقىٰ غبي، أنا جايز لو ضربتك أبقى علمت عليك، بس أنا هعلم عليك بالأدب و أقولك إني مش همد إيدي على واحد أكبر مني في أرضه، علشان أنا متربي و دا الفرق بيني و بينك، و علشان ابقىٰ علمت عليك بالأدب."

يُتَبَع
#الفصل_الثلاثون_الجزء_الثاني
#رواية_تَعَافَيْتُ_بِكَ

Continue Reading

You'll Also Like

939K 59.6K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
245K 931 22
علاقه جنسيه محرمه بين غسان وخالته ريوف
102K 4.1K 26
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...