تَعَافَيْتُ بِكَ

By ShamsMohamed969

15.2M 643K 220K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... More

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️
تجميعة الحلقات الخاصة

الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)

99.6K 3.7K 1.5K
By ShamsMohamed969

"الفصل الثالث و العشرون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
________________________

فُتنتُ بفتاةٍ ذات جمالٍ سرمدي...و أنا عن الحب زاهدٍ ناسكٍ متعبدِ.
_______________________

لازلت أنتظر تلك اللحظة التي أخطو فيها نحو حياةٍ أخرى، حياةٍ كتبت لي فقط حتى أزهر بها من جديد، لطالما كانت مكافأة أصحاب المعاناة هي عمق العقول ، و ملامحٍ تميزت بالقبول، ألم يحن الوقت لذلك القلب حتى يحيا و ينعم بالقبول؟ أم أن مثلي في تلك الحياةِ مثل الزهرةِ ما دامت قطفت إذن كُتب عليها الذبول؟

لحظة ترقبٍ و انتظار كُتبت على الجميع حتى يعيشوا بداخلها، كل الأعين تطالعهما حتى يتبين قرارهما الأخير، إن كانت الموافقة إذن هما من اختارا الحب، و إذا كان الرفض إذن هما من اختارا المعاناة، بعد الصمت السائد تحدث «ياسين» يقول بنبرةٍ جامدة:
"أفهم إيه أنا من السكوت دا؟ اعتبروه مَهر بنات عمكم، بس واضح كدا إن الجوازة مش هتكمل"

رد عليه «راشد» متلهفًا بقوله:
"لأ أستنى أنا موافق، موافق كمان اكتب نصيبي كله على الأقل يبقى رد اعتبار ليهم بعد اللي حصل"

بسمةٌ بلهاء زينت أوجه الجميع بعد حديث «راشد» حتى أوشك فمهم على التيبس، حينها طالع «وليد» وجه «رامي» الذي ظهر التخبط على محياهُ بقوةٍ مما أدى إلى فهمه ما يدور بخلده، لذلك وقف يقول بمرحٍ طفيف:
"طيب يا جماعة كدا راشد ربنا كرمه و وافق، رامي شكله مش فاهم حاجة علشان كدا هاخده أفهمه أنا"
طالعه «رامي» بدهشةٍ فوجده يقول بمرحٍ طفيف:
"بس بعد ما أتكلم مع الآنسة شذى الأول، عاوزك يا آنسة و معايا الأستاذ ياسين، بعد إذن حضراتكم طبعًا"

أومأ له الجميع بموافقةٍ، بينما هي وقفت لهما ثم اقتربت منهما تحرك رأسها بإيماءةٍ بسيطة تنم عن موافقتها، ثم تبعتهم نحو الأعلى، كان الجميع يتابعون الموقف بريبةٍ حقيقية، حقًا الموقف بأكمله يستحق القلق و الخوف، توقف «رامي» عن الحديث، و مطالبة «وليد» التحدث مع الفتاة و معه «ياسين»، كل ذلك يستحق الخوف، أبان ذلك الصمت، مال «عامر» على أذن «ياسر» يقول هامسًا:
"احنا المفروض نجهز نفسنا علشان أول ما الصوت يشتغل نطلع على فوق علطول"
طالعه «ياسر» بعدستين متسعتين، فوجده يضيف بسخريةٍ كعادته:
"متبصليش بقى بعينك الزرقا دي، اسمع مني الليلة دي هتخلص بعلقة حلوة"

في الأعلى صعد كلاهما وهي خلفهما بخوفٍ و قلقٍ، بعدها دلفوا الطابق الأول و أول من تحدث كان «ياسين» وهو يقول بنبرةٍ متريثة:
"احنا مش عاوزينك تقلقي كدا يا آنسة شذى، احنا بس عاوزين نتكلم معاكي و نفهمك حاجة بسيطة و يا تقتنعي يا لأ"

ردت عليه هي بتوترٍ ظهر جليًا فـي نبرتها المهتزة و ملامح وجهها المرتابة و تعرق وجهها:
"اتفضل أنا سامعة حضرتك مع أني مش فاهمة حاجة"

تدخل «وليد» يقول بنبرةٍ هادئة:
"أنا هفهمك، أظن شوفتي موقف رامي تحت ناحيتك و ناحية إنه يكتبلك نص نصيبه، علشان كدا أحنا مستحيل نأمن عليكي في جوازة زي دي، اللي مرضهوش لخلود و أخواتي مرضهوش لبنات الناس، علشان كدا مفيش جواز من رامي"

طالعته بدهشةٍ غير مصدقة لما تفوه به، فوجدته يتابع بنبرةٍ متريثة:
"عارف إنك بتحبيه من زمان و عارف إن حصل بينكم كلام و ارتباط فترة، رغم إن دا حرام و مينفعش بس دا مش موضوعنا، أنا و ياسين هنخليه يمضي على الورق علشان نعرف نتعامل مع إبراهيم لكن عمرنا ما نخلي بنت تروح ضحية لواحد زي دا علشان نرضي نفسنا، دي مش رجولة"

ردت عليه هي بنبرةٍ شبه باكية:
"بس رامي ممكن يكون مستغرب لكن هو كان بيقولي إن لولا الظروف اللي بين الأبهات كان زمانه طالب إيدي من بابا"

رد عليها «ياسين» بسخريةٍ:
"علشان كدا كان عاوز يطلب إيد خلود؟ لأ فعلًا و نعم الرجالة، الخلاصة يا آنسة احنا هنمضيه على نص حقه ليكي و تمشوا من هنا، تتعاملوا مع بعض بقى براحتكم لأن واضح إنه مسيطر عليكي و دي حاجة غريبة مش فاهم حباه على إيه، يعني رفض يمضي قصاد إنك تكوني مراته و برضه حباه؟ إيه الغباء دا"

ردت عليه هي بنبرةٍ جامدة:
"أنا وهو طول عمرنا مع بعض و كنا أقرب للبعض من أي حد في الدنيا، و أنا صعب اتقبل غيره في حياتي"

رد عليها «وليد» بنبرةٍ جامدة:
"أنتِ بقى تمشي بمبدأ شوق ولا تدوق، يمضيلك على حقه و ساعتها أدبيه براحتك، و هو هيفهم إنه ملوش غيرك لما يتربى خصوصًا إن موضوع خلود اتقفل خالص و مستحيل يتفتح علشان مفتحش دماغه"

زفرت هي بقوةٍ ثم قالت بنبرةٍ خالية المشاعر بعدما اقنعها حديثهما:
"طب و أنا مطلوب مني إيه دلوقتي بعد ما أبويا وافق، أكيد الموقف هيبقى وحش"

ابتسم كليهما بسمةٍ منتصرة، بينما «ياسين» قال بنبرةٍ متريثة:
"هقولك و اسمعي كلامي كويس علشان مصلحتك، احنا مش عاوزين نضرك"
_________________________

في الأسفل كانت الهمسات منتشرة على الموقف و كل النظرات تتوجه نحو «رامي» الذي جلس بملامح وجهٍ مرتابة و التخبط جليًا على ملامحه، نزل الثلاثة خلف بعضهم، و كانت هي أخرهم، طالعهم الجميع بتعجبٍ بعدما لاحظوا تغير ملامح وجه الفتاة، و أول من تحدث كان والدها حينما قال مستفسرًا:
"خير يا جماعة هنعمل إيه؟ ها يا شذى مالك شكلك متغير"

حركت رأسها تطالعهما فوجدت نظراتهما مشجعةً لها، لذلك تنفست الصعداء ثم قالت بنبرةٍ مصممة:
"أنا مش موافقة على جوازي من رامي، بصراحة ورايا لسه سنتين في الجامعة و عاوزة أخلص تعليمي و بعدها أرتبط، انما كدا هشتت نفسي، معلش يا رامي أنا مش موافقة دلوقتي"

رغم الدهشة التي تلبست الجميع عدا الآخريْن، بينما هو ابتسم بأريحيةٍ وهو يرد على حديثها بنبرةٍ مهتزة:
"ها !!....ولا يهمك يا شذى، أنا موافق إنك تكملي تعليمك و أنا هستنى طبعًا كدا كدا الجواز دا مسئولية و أنا لسه مش قدها"

تدخل «إيهاب» يقول بنبرةٍ مُرتاحةٍ:
"أنا بقول كدا برضه، خلينا دلوقتي في جوازة شهد و راشد، و شذى لما تخلص تعليمها نبقى نشوف جوازتها من رامى"

رد عليه «وليد» بمرحٍ:
"بصراحة معاك حق يا عمو إيهاب ، خصوصًا إن رامي عضمه طري و محتاج ينشف، و أنا بستأذنكم أخده انشف عضمه، قصدي اتكلم معاه كلمتين على السريع كدا"

طالعه «رامي» بخوفٍ فوجده يقول بخبثٍ:
"يلا يا رامي يا حبيبي، أخوك الكبير عاوزك في كلمتين على السريع كدا"

أومأ له بموافقةٍ، بينما «شذى» جلست بجانب شقيقتها الكبرى التي مالت عليها تقول بنبرةٍ خافتة أقرب للهمس:
"حصل إيه يا شذى علشان تغيري رأيك كدا، مش دا رامي اللي كنتي هتموتي و تتخطبيله؟"

زفرت بقوةٍ ثم ردت عليها بنذقٍ:
"محصلش حاجة يا شهد، دا اللي كان المفروض يحصل، خليني أفوق لنفسي و بعدها نشوف الجواز"

بينما «إيهاب» مال على أذن «راشد» يقول بنبرةٍ خافتة:
"هو أخوك ماله، و بعدين أنا مش فاهم حاجة، منين مستنيها و منين عاوزها تكمل تعليمها؟"

حرك كتفيه كإشارةٍ منه على جهله بالأمر و هو يقول:
"مش عارف يا عمي، بس أكيد وليد هيفهمنا، احنا متلغبطين كلنا"

في الأعلى صعد كليهما حتى يتحدثا معًا، و أول من تحدث بضيقٍ كان «رامي» وهو يقول:
"أنا مش فاهم حاجة، هو أنا لعبة في إيدك و كل شوية تغير رأيك شوية ترميها و شوية تاخدها؟"

رد عليه مؤكدًا بوقاحةٍ:
"آه...و لعبة رخيصة كمان ملهاش لازمة، اللي أنا بعمله فيك يا رامي دا حق بنات الناس اللي أنتَ فاكرهم لعبة، و علشان كدا تليفونك يطلع دلوقتي"

طالعه بتعجبٍ فوجده يقول بنبرةٍ جامدة أقرب للانفعال:
"هات موبايلك بقولك، مش هكرر كلامي مرتين"

أومأ له موافقًا وهو يزدرد لُعابه بخوفٍ تزامنًا مع اخراجه هاتفه ثم مد يده له به، خطفه «وليد» من يده ثم قال بنفس الجمود:
"أنا مش واطي زيك علشان استغل بنات الناس في قهرة أبوك، رغم إنكم غلطتوا، بس أنا وقفت جوازتك لحد ما تبقى ناضج كفاية علشان شكلك مش راجل كفاية إنك تشيل مسئولية زي دي"

رد عليه «رامي» بقلقٍ واضح:
"مش أنتَ قولتلي هتجوزني شذى و أنا وافقت؟ جاي دلوقتي بقى و تغير كلامك ليه؟"

رد عليه «وليد» بثقته المعتادة:
"هو أنا مختوم على قفايا يا رامي؟ عيب عليك أنا وليد برضه، أنا كنت بختبرك بس، لكن أنا مأمنش على قطة سيامي معاك، ماشاء الله عيلة نقطة ضعفها التاء المربوطة، و بعدين سكوتك إنك متمضيش على حقك لبنت عمك دا خلاني أخاف على بنت الناس منك، علشان كدا أنا همضيك على حقك برضه و معاه حاجة تانية صغيرة"

طالعه «رامي» بتوترٍ ممتزج بتعجبه من ذلك الحديث الغريب الغير مفهوم فوجده يضيف مُفسرًا:
"تليفونك الحلو دا مليان بلاوي لو أهل الناس دي عرفوا ساعتها أنتَ هتدلع دلع؟ بس أنا راجل محترم و مرضاش بالفضايح دي علشان كدا تليفونك هيرجع كأنه لسه جاي جديد، و هتمضي لبنت عمك عن نص حقك علشان تتربى ، بعد كدا بقى تتجوزها تحبها، ترفضك أنتم أحرار المهم الموضوع يكون برة عني"

زفر «رامي» بقوة ثم قال بنبرةٍ جامدة:
"طب التليفون و اتصرف فيه براحتك، حقي بقى ماله و مال الموضوع؟ أكيد مش من ضمن العقاب"

حرك رأسه نفيًا وهو يجاوبه بوجهٍ مبتسم:
"خالص يا رامي، كل الحكاية و مافيها إني عاوز أخلي هيما يعيط على كل حاجة مرة واحدة، علشان كدا هتمضولي على الورق و هاخد نسخة اتصرف بيها بمعرفتي، ها تمضي و تبقى راجل عاقل و لا أعرف عمك إنك كنت عاوز تضحك على بنته قبل كدا و ساعتها تخسر رجولتك بجد؟"

زفر بقوةٍ ثم حرك رأسه موافقًا بتوترٍ بعدما تأكد أن كل السبل تقطعت أمامه بالهروب تفكير الواقف أمامه، ذلك الداهية كما يلقبه والده، بينما «وليد» ابتسم بانتصارٍ وهو يتأكد من خضوع ذلك الواقف أمامه بتوترٍ و خوفٍ، فحقًا الجُبن سيد الاخلاق، لو لم يكن جبانًا بما فيه الكفاية لا استطاع السيطرةِ عليه و على موقفه.

بعدها نزل «وليد» يقول بنبرةٍ مبتهجة:
"ها يا جماعة سمعونا مبروك لراشد و شهد، و كلها سنتين و نسمعها لرامي و شذى، بس لما العروسة تخلص من الحكم التعليمي اللي عليها"

ابتهج وجه الجميع فقال هو مضيفًا بنفس النبرةِ:
"عيال أخوك رجالة يا عم إيهاب و علشان كدا هيمضوا على نص حقهم لبناتك، و اعتبره المهر، و رامي هيدفعه مقدمًا لحد ما يكون نفسه و يشتغل معاك و مع أخوه"

سأله «راشد» بفرحةٍ كبرى:
"بجد يا وليد؟ رامي فعلًا هيعمل كدا؟ بجد يا رامي هتنزل معانا الشغل؟"

تنفس بعمقٍ ثم حرك رأسه موافقًا وهو يقول:
"أيوا يا راشد أنا هنزل معاكم، على الأقل لحد ما أكون نفسي و أخلص السنة اللي فضلالي دي، و أشوف العملية اللي المفروض اعملها"

أومأ له موافقًا فتدخل «ياسين» يقول بنبرةٍ هادئة:
"طب يلا يا جماعة نحهز علشان المأذون على وصول، فين الشهود"

تفوه «عامر» بنبرةٍ مرحة يقول:
"أنا أهو و حسن معايا علشان نصالح راشد، أصل احنا اتغابينا أوي عليه قبل كدا"

ضحك الجميع عليه، فقال هو لـ «راشد»:
"ابسط يا عم راشد هنشهد على كتب كتابك، رغم إن دا مش مبدأي، بس يلا"

في تلك اللحظة دلف المأذون، حينها اقترب منه «وليد» يقول بسخريةٍ:
"منور يا شيخنا والله، بقالي شهر مشوفتكش أتمنى مكونش طولت في غيبتي عليك"

رد عليه المأذون بطريقةٍ مرحة:
" اللهم بارك يا سيدي، ربنا يزيد و يبارك و يكتر أفراحكم، ها أين العروس و أين العريس؟"

أشار له «حسن» نحوهما وهو يقول بمرحٍ:
"الاتنين اللي في النص هناك دول، شوفهم كدا جوزين عصافير يا مولانا، و أنا الشاهد و معايا أستاذ عامر"

رد عليه «عامر» بمرحٍ:
"شيل التكليف بقى احنا طلعنا مديرين زي بعض، أنا اقولك حسن و أنتَ قولي عامر بيه"

ابتسم الجميع على طريقته، بينما «خالد» رد عليه بضجرٍ:
"اخرس بقى هو أنتَ ملكش في الجد خالص !!"

طالعه «عامر» بحنقٍ، ثم توجه نحو الطاولة حتى يجلس عليها مع «حسن» حتى يقوما بالشهادة على عقد القران، أبان ذلك كان «عمار» ينظر لتلك اللحظة بهيامٍ يتخيل نفسه مكان العريس و هي مكان العروس و حينها رفع رأسه يتضرع لله حتى يجمعه بها في حلاله كما تمنى هو، و نفس الشيء كرره «أحمد» وهو يبتسم لها حينما طالعته هي فوجد «وليد» يقف بجانبه وهو يقول هامسًا:
"وعد مني أول ما تخلص ثانوية عامة هخليك تكتب الكتاب علشان تكون براحتك من غير ما حاجة تمنعك، أصل بصراحة عم محمد مش مضمون"

ابتسم له «أحمد» وهو ينظر له فوجده يحرك رأسه موافقًا و كأنه يؤكد صدق حديثه بذلك، ثم حرك رأسه ينظر لـ «عمار» فوجد نظرته هائمة، حينها ابتسم له ثم أشار برأسه و كأنه بذلك يطمئنه، ابتسم له «عمار» باتساعٍ ثم حرك رأسه يشاهد تلك اللحظة المُهيبة التي تألف بين قلوبٍ كتب عليها الحب و سبحان من وصفها بالميثاق الغليظ.
________________________

انتهى عقد القران و معه انتهى مكوث عائلة «راشد» في ذلك البيت، بعدها رحل بصحبة عائلته نحو بلدتهم التي ستشهد على بدايةً جديدة تكتب لهم حميعًا، دون «ابراهيم» الذي تُرك يلقى مصيره في السجن على ما ارتكبه في حق عائلة الرشيد، بعد رحيلهم، تجهز الجميع حتى يعودوا إلى وجهتهم، بعدها وقف «ياسين» و أصدقائه و «حسن» أمام البناية بعد رحيل «راشد» في سيارةٍ مخصوصة طلبها هو من أحد أصدقائه حتى تأخذهم إلى السويس، نزل لهم «وليد» فسأله «خالد» باهتمامًا حقيقيًا:
"شكلك مرتاح الحمد لله، رغم إننا مش فاهمين حاجة بس المهم إنك مبسوط"

رد عليه هو بنبرةٍ هادئة:
"أوي يا خالد، ضميري مرتاح أني مأذتش حد و أني خلصت الموضوع، و لسه أخر حاجة أعملها و هرتاح خالص علشان أفوق لحياتي بقى"

ابتسموا له جميعًا، فقال «ياسين» بانهاكٍ واضح:
"طب يلا نزلي أختك خليني أمشي علشان خلاص جبت أخري، و هموت و أنام"

أومأ له موافقًا ثم قال:
"هي نازلة ورايا هي و هدير، و أنا هوصل الرجالة بعربيتي طالما عربية خالد مش معاكم"

رد عليه «ياسر» بطريقةٍ مهذبة:
"بلاش تتعب نفسك هناخد أوبر أو أي حاجة نمشي بيها، ريح أنتَ"

تدخل «عامر» يقول بضجرٍ:
"أنتَ مالك يا بومة، الراجل هيوصلنا، خلينا نروح ناخد نفسنا شوية، و بعدين خليك في حالك"

قبل أن يرد عليه «ياسر» يعنفه، تدخل «وليد» يقول بنبرةٍ قاطعة:
"اكبر يا حبيبي أنتَ وهو، خلاص أنا قولت هوصلكم و كلمتي مش هكررها، علشان عمار كمان هوصله معاكم"

أومأ له الجميع بقلة حيلة، و حينها نزلت «خديجة» و معها «هدير»، ابتسم «حسن» بمرحٍ وهو يقول:
"طب أنا مراتي نزلت سلام عليكم بقى، علشان هموت و أنام"

اقتربت هي منه تقول بنبرةٍ خافتة:
"يلا علشان نلحق نروح، أنا بجد مش قادرة، و كنت هنام فوق"

فتح لها السيارة وهو يقول بنبرةٍ مثيلة لنبرتها:
"لأ و على إيه، اركبي لحد ما اسلم على الرجالة، قال تنامي هنا قال"

ابتسمت هي على طريقته ثم دخلت السيارة، اقترب هو من الشباب ثم ودعهم، بعدها عاد إليها ثم ركب السيارة بجانبها، و فعل المثل «ياسين» و رحل بسيارته أولًا ثم تبعته السيارات تباعًا خلفه، و في سيارته تجاهلته «خديجة» و هي تطالع هاتفها تتابع به أحد مسلسلاتها المفضلة، طالعها هو بتعجبٍ ثم قال بنبرةٍ عالية:
"وحـــدوه... إيه يا غالية ساكتة ليه؟ مش مستنضفة تكلميني؟"

أغلقت هاتفها ثم ردت عليه بحنقٍ:
"نعم يا سيدي؟! أتمنى يكون فيه حاجة مهمة علشان تخليني اقفل المسلسل؟ ها"

رد عليه هو بدهشةٍ:
"يا نهارك مش معدي، أنتِ بتكلميني كدا ليه يا ست أنتِ، كلميني عِدل"

ردت عليه هي بسخريةٍ:
"نعم يا ياسين يا حبيبي، أؤمر، ها حلو كدا؟"

رد عليها هو بحنقٍ:
"لأ مش حلو يا ستي، أقولك اخرسي يا خديجة، بدل ما ازود السرعة و أخليكي تصوتي مش تخرسي بس"

زفرت بقوةٍ ثم أمسكت هاتفها وهي تقول بنبرةٍ شبه منفعلة:
"أنا غلطانة أني بعبرك، هتفرج على المسلسل لحد ما نوصل، و ابقى خلي السرعة تنفعك يا نجم"

ضيق جفنيه بشدة تزامنًا مع حركة رأسه بإيماءةٍ بسيطة، بعدها رفع صوت الأغاني في السيارة على أحد المهرجانات الشعبية وهو يحرك رأسه تناغمًا مع اللحن حتى لا تستطع الاستمتاع بمشاهدة مسلسلها، زفرت هي بقوةٍ ثم رفعت صوتها تحدثه بضجرٍ:
"يا سيدي وطي الصوت عاوزة اتفرج على المسلسل، هو إحنا في حِنة بلدي؟ فرح خالتك هو؟"

حرك كتفيه ببساطة وهو يقول بلامبالاة:
"عربيتي و أنا حر، أشغل أغاني ارقص أطبخ، بفلوسي ياختي، و إيه فرح خالتك دي دا أنتِ بيئة"

أومأت له موافقةٍ ثم أخرجت سماعات الاذن الخاصة بها ثم قالت بغيظٍ منه:
"اشبع بالعربية و الأغاني، أنا هسمع المسلسل برضه"

قالت جملتها ثم قامت بتوصيل السماعات في هاتفها بعدها عادت لمتابعة المسلسل من جديد، فوجدته يقوم بتشغيل أحد الأغنيات الشعبية القديمة ثم رفع الصوت على أخره و هو يغني معها:
"اسمحولي.. اقولكم....أنا قلبي شايل منكم...اسمحولي أقولكم....أنا قلبي شايل منكم....مش هسامح مش هعاتب مش هلوم....دي الخيانة و القساوة في دمكم....لأ...لأ...لأ كفاية كدب بقى....كفاية غدر بقى...كفاية شقا بقى....ضيعتوا العِشرة.....من كذا سنة و أنا معرفتش طعم الهنا...في الشوق هديكم أنا واحد من عشرة....تسمحولي أقولكم....أنا قـــلــبـي شـــايــل مــنــكم"

صرخ بجملته الأخيرة وهو يحرك رأسه نحوها و هي تتجاهله تمامًا، و حينما رأته يحرك رأسه نحوها و هو يرفع صوته بتلك الطريقة التي تتماثل مع طريقة المُغني، لم تستطع التحكم في ضحكتها حتى انفجرت في الضحكات حتى أنها لا تكترث بهاتفها الذي سقط من كفها و استمرت في الضحكات، بينما هو اخفض جزعه ثم جلب لها الهاتف و تلك المرة تجاهلها هو، ثم أخفض الموسيقى و استأنف سيره و هو ينظر بجانبه و كأنها غير موجودة معه، حينها سألته هي بنبرةٍ ضاحكة:
"أنتَ عبيط يا ياسين؟ اومال اللي كان من شوية دا كان إيه"

حرك كتفيه ببساطة وهو يقول بلامبالاة:
"أنا حر كنت بغني، عربيتي بفلوسي خير حضرتك متضايقة؟"

ردت عليه هي بسخريةٍ:
"يا سلام على أساس إنك معملتش كدا علشان تنكشني؟"

رد عليها هو معقبًا بتهكمٍ:
"هو أنتِ شعري علشان انكشك؟ حضرتك محور الكون يعني؟ و بعدين خليكي في العيال اللي بتتفرجي عليهم دول"

ردت عليه بنفس الطريقة:
"دول مش عيال، دا مسلسل تركي يا جاهل، و بعدين خليك في حالك، و لا اقولك خليك مع وليد كدا خططوا و اتفقوا لحد ما نوصل لأخرتها معاكم"

عض على شفته السفلى حتى يكظم غيظه منها، ثم ضغط على زر الموسيقى يرفع الصوت وهو يقول بمرحٍ:
"اسمحولي أقولكم...أنا قلبي شايل منكم"
________________________

أسفل بناية «حسن» وصل و اوقف سيارته فوجدها بجانبه غافيةً بعمقٍ و رأسها ملقاةٍ على زجاج النافذةِ، حرك يده نحو وجنتها يربت عليها وهو يقول بصوته الرخيم:
"هدير....هدير اصحي احنا وصلنا"

تململت هي في مقعدها ثم حركت رأسها للجهةٍ الأخرى ولازالت كما هي غافيةً في ثباتٍ عميق، فكرر هو الكرة من جديد بنفس النبرة ثم أضاف بنبرةٍ اقوى:
"يلا لو مصحتيش هنزل و اسيبك، قومي علشان محدش يفتكرني خاطفك...هتصحي ولا اسيبك؟"
ردت عليه هي بنبرةٍ خافتة وهي غائبةً عن الوعيِ كما هي:
"خليك يا حسن...متسبنيش زيهم كلهم أنتَ كمان "

رفع رأسه يطالعها في ثباتها بدهشةٍ مما تفوهت به، فوجدها تحرك ذراعها ثم أطبقت عليه بكفيه معًا و كأنه طوق النجاةِ لغريقٍ في نصف البحر، حينها أخفض صوته وهو يحدثها و كأنها في وعيها:
"طب هو أنتِ فعلًا مش عاوزاني أسيبك؟ يعني ممشيش؟"

حركت رأسها موافقةً ثم أضافت بخفوتٍ:
"لأ متمشيش يا حسن، خليك معايا علطول و أنا كمان هفضل"

نظر هو حوله، ثم حدث نفسه ساخرًا على وضعهما:
"أنا بقول كفاية لحد كدا، علشان الوضع زاد عن حده، هـــديـــر"

رفع صوته عند ذكر اسمها حتى انتفضت هي في نومها وهي تقول بزعرٍ:
"إيه عملنا حادثة؟ حصل إيه"

كانت تلهث بقوةٍ وهي تتحدث بخوفٍ، فوجدته يقول بصوته الرخيم:
"نمتي يا هدير، سايباني طول الطريق لوحدي و نمتي ياما، فيه إيه أنتِ عندك مدرسة الصبح؟"

تنهدت هي بعمقٍ ثم قالت له بعتابٍ:
"الله يسامحك يا حسن كنت هموت من الخضة، فيه حد يصحي حد كدا، حرام و الله"

ابتسم هو لها وهو يتذكر حديثها اثناء نومها، ثم رد عليها مُعتذرًا:
"حقك عليا يا هدير، بس أنتِ غرقتي في النوم و قولتي كلام كتير و أنتِ نايمة، لولا أني راجل أمين و متربي كنت اتصنت عليكي، بس دي مش أخلاقي"

طالعته هي بتعجبٍ وهي تسأله:
"قولت كلام زي إيه يعني؟ أنا لما حد يكلمني و أنا نايمة برد عليه، أنتَ كلمتني و أنا نايمة يا حسن"

سألته هي بنبرةٍ قوية جعلته يرد عليها مُعقبًا بسخريةٍ:
"بطلوا رمي البلا دا بقى على الناس الشرفا اللي زيي، يلا يا ستي خلينا نطلع أنا ورايا شغل الصبح"

أومأت له موافقةٍ ثم نزلت السيارة تتبعه حينما خرج من السيارة هو الآخر، بعد دلفا البناية معًا و هي تحاول تذكر ما تفوهت به اثناء النوم، عادةً هي لا تكترث لتلك الاشياء، لكن مادام الأمر يخصه من المؤكد أن الحديث خصه هو، لذلك هي تخشى أن تكون تفوهت بما يضعها في خانة اليك أمامه، وقفت أمام باب الشقة شاردة الذهن لا تنتبه لما يدور حولها، حتى فتح هو الباب و دلف الشقة فوجدها كما هي ساكنة الحركة، حينها عاد إليها يقول بنبرةٍ هادئة:
"هدير؟ أنتِ لسه نايمة ولا إيه؟ ادخلي يلا أحنا وصلنا"

انتبهت له ثم حركت رأسها تطالع الوضع حولها، حينها زفرت بقوةٍ ثم دلفت الشقة خلفه ثم اغلقت الباب، طالعها هو بتعجبٍ فوجد هيئتها متغيرة، و خشى في تلك اللحظة أن وجودها هنا رغمًا عنها ظنًا منه أنها كانت تود البقاء في بيت عائلتها، حينها اقترب منها ثم قال بنبرةٍ متريثة:
"هدير هو أنتِ زعلانة إنك رجعتي معايا؟ مالك إيه اللي مغيرك كدا؟"

انتبهت هي لحديثه و لنبرته التي وضح بها الاهتزاز، لذلك ردت عليه هي تنفي حديثه:
"ها....لأ يا حسن خالص، بالعكس أنا برتاح هنا، أنا بفكر في حاجة تانية بس"

سألها هو بنبرةٍ جامدة:
"حاجة إيه لو أنتِ مش متضايقة؟ قوليلي يمكن أساعدك"

زفرت هي بقوةٍ ثم قالت بنبرةٍ صارمة:
"عاوزة أعرف قولت إيه و أنا نايمة، علشان بجد الموضوع شاغلني و كدا مش هعرف أنام، لو سمحت قولي علشان مفضلش أفكر كتير في الكلام"

تنهد هو بقلة حيلة، ثم ابتسم لها وهو يقول بمرحٍ:
"متخافيش قولتي كلام حلو، و الكلام كان ليا ها اطمنتي؟"

سألته هي بنبرةٍ متلهفة:
"طب كلام إيه بالله عليك، أنا حلفتك أهو، قول علشان خاطري"

اقترب منها أكثر وهو يقول بنبرةٍ أهدأ ممتزجة بخبثه:
"قولتلك أصحي يا إما هسيبك و أمشي....ساعتها بقى...مسكتي دراعي و قولتي متسبنيش زيهم كلهم يا حسن.... خليك معايا و أنا هفضل معاك"

طالعته بدهشةً و كأنها صُدمت بصاعقًا كهربائيًا و هي تحدق النظر في وجهه، فوجدته يحرك كتفه ببراءةٍ وهو يقول:
"والله العظيم قولتي كدا و مش بكدب، أنتِ حلفتيني بالله، و أنا مش صهيوني علشان أكدب"

حركت رأسها موافقةٍ بإيماءةٍ بسيطة، و همت بالرحيل من أمامه، فوجدته يقول مقررًا بنبرةٍ جادة:
"هدير....الكلام اللي بيخرج مننا و احنا نايمين و واحنا بنعيط بيبقى اچ طبصدق كلام يتقال، بس لازم نأكده في الواقع، علشان كدا هسألك عن كلامك في الواقع هيبقى زي ما أنتِ نايمة؟"

تنفست بعمقٍ ثم رسمت بسمةً هادئة على وجهها وهي تجاوبه:
"اتطمن يا حسن طالما اتكلمت و أنا نايمة و قولت كدا يبقى دا كلامي الأكيد، مش هكدب عليك بس أنا بقيت برتاح هنا يا حسن، كنت فاكرة إني لما أرجع بيتنا هشتاق ليه، بس دا محصلش، أنا ارتاحت هنا معاك يا حسن، و أكيد مش عاوزاك تسبني"

أبتسم هو بسمةً صافية لم يتسطع التحكم في إخفاءها، و نظرة أمل طالعها بها، فوجد نفسه يقترب منها يقبل قمة رأسها، ثم وجه بصره يطالع وجهها البرئ وهو يقول بنبرته الرخيمة:

"و أنا وعد مني مش هسيبك يا هدير، هما سابوكي أو فضلوا معاكي أنا زي ما أنا معاكي"

شعرت بضربات قلبها تزداد بقوةٍ، لذلك ركضت من أمامه نحو الداخل حينما رآت نظرته تلك و ضربات قلبها، لذلك رأت أن الانسحاب انسب حلو نحو الداخل، بينما هو نظر في أثرها بعاطفةٍ لم تخفى عليه، لذلك زفر بقوةٍ ثم ارتمى بجسده على الأريكة.
_______________________

وصل «ياسين» أولًا و توجه نحو شقته معها و لازال الجدال كما هو بينهما و المشاكسةِ كما هي، بينما سيارة «وليد» لحقتهم حتى يقوم بتوصيل الشباب، أوقف السيارة في مقدمة الطريق وهو يقول بمرحٍ:
"معلش يا رجالة أخركم معايا هنا علشان مش هعرف ألف بالعربية، يلا تصبحوا على خير"

رد عليه «عامر» بمرحٍ:
"طب ما تيجي تاكل لقمة مع أخوك، مينفعش تكون تحت البيت و تمشي كدا"

رد عليه هو بنبرةٍ هادئة:
"تسلم يا عامر، بس ورايا مشوار مهم بكرة الصبح علشان كدا يدوبك أنا و بعدها هطلع على الشغل"

وافقه الجميع ثم دعوا له بالتوفيق، بعدها نزلوا من السيارة و معهم «عمار» و بمجرد رحيله بالسيارةِ، التفت «عامر» يقابل شقيقه وهو يقول مستفسرًا:

"أنا عاوز افهم كنت بتعمل إيه هناك يا عمار؟ يعني إيه أروح اقابلك هناك مع وليد؟ هو إيه اللي بيحصل؟"

تنفس هو بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ هادئة:
"مفيش يا عامر متشغلش بالك، وليد كلمني صدفة يقولي إن أخته مش هتروح الدرس علشان المناسبة و الكلام جاب بعضه و عزمني مكسفتوش و جيت"

طالعه بتشككٍ فتدخل «خالد» يقول بنبرةٍ هادئة:
"خلاص يا عامر يعني متكبرش الموضوع، هتلاقي وليد عاوز يقرب مننا و قال يعامل عمار زينا هو كمان"

أيده «ياسر» وهو يضيف:
"صح، أكيد يعني مش عاوز يعمل فيه حاجة، و بعدين هو أنتَ خايف كدا ليه؟ عمار عاقل مش زيك يا ناصح"

رد عليهم هو بقلة حيلة:
"أنا خايف يتسرع يا جماعة، بس خلاص طالما انتو ضامنينه، يلا بقى علشان شغلكم أنتَ وهو خلونا نرتاح بدل ما تأخرونا الصبح و أنتَ يا خالد اكبر بقى مش لازم بطاطس محمرة و تأخرنا الصبح، عيب بقى"

طالعها «خالد» بتعجبٍ و قبل أن يقترب منه حتى يعنفه، وجد «عمار» يقول بنبرةٍ منهكة:
"خلاص بقى، اطلعوا ناموا و أنا هروح بقى علشان تعبان"

سأله «عامر» بتعجبٍ:
"أنتَ مش هتطلع معايا؟ تعالى اقعد معايا شوية أنتَ بقالك كتير مقعدتش معايا"

رد عليه بنبرةٍ قاطعة:
"لأ، أنا يدوب هروح علشان السنتر فيه درس الساعة ٨ الصبح و أنا هفتحه ٧، يدوبك هروح...سلام"
قال كلمته الأخيرة وهو يلوح للجميع تاركهم ينظرون له ثم لوحوا له حينما ابتعد هو عن مكان وقوفهم، بينما «عامر» نظر في أثره بفخرٍ وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"جماعة أنا بحب عمار أوي و فخور بيه، الفضل ليكم في تربيته علشان أنا كنت فاكره هيطلع عيل خايب، بس طلع راجل بجد"

ابتسم له «خالد» وهو يقول بنبرةٍ هادئة تماثل نبرته:
"عمار دا تربية رياض و ياسين و أخواته كلهم، طلع مجمع كل حاجة فينا و يا رب يونس الكلب يطلع زيه"

رد عليه «ياسر» بسخريةٍ:
"يونس دا حبيبي هيطلع تربية عامر يا خوفي منه"

رد عليه «عامر» بضجرٍ:
"ماله عامر ياض يا دكتور؟ طب دا أنا مدير شركة محترم قد الدنيا، الشركة كلها بتقف على رجل أول ما يشوفوني"

_"من الرقص يا عين أمك"
تفوه بها «خالد» بنبرةٍ ساخرة جعلت «ياسر» يضحك بقوة، بينما «عامر» طالعه بوجهٍ ممتعض وهو يقول بضيقٍ منه:
"هو أنتَ لازم تفسر يعني؟ خلاص دا أنتَ غتت ياض"

أبان ذلك صدح صوت هاتف «خالد» أخرجه فوجد «ياسين» يهاتفه فتعجب هو ثم ضغط على زر الإيجاب وهو يقول بسخرية:
"إيه يا أخويا عاوزني أجبلك فينو ولا إيه؟ بتكلمني ليه؟"

رد عليه هو بنبرةٍ مستهزئةً:
"لأ و أنتَ الصادق أنا واقف في البلكونة شوفتكم واقفين على أول الشارع و الأهطل نسي حاجة مراته معايا في العربية، أنا حطيتها في الأسانسير حد فيكم يدخل ياخدها"

استمع «عامر» لكلمته لذلك تدخل في المكالمة وهو يقول بنبرةٍ عالية:
"ما تلم نفسك يا حتة مهندس أنتَ كمان، أهطل في عينك"

رد عليه هو بضجرٍ:
"بقولك إيه؟ أنا مقفول و على أخري يمين بالله انزل اوريك المهندس دا هيعمل فيك إيه"

رد عليه هو بخوفٍ:
"قلبك أبيض ياض خلاص، انزل بكرة بدري بس علشان توصلنا، عربية خالد هناك عند الشغل"

رد عليه بنبرةٍ أكثر هدوءًا:
"ماشي يا عامر، سلام علشان عاوز أنام، تصبحوا على خير، يمين بالله لو اتأخرت بكرة لتبقى وقعتك طين على دماغك"

ضحكوا عليه جميعًا فقال هو بحنقٍ منهم جميعًا:
"أنا بكرهكم على فكرة، طب اقولك مفيش بطاطس محمرة بكرة، أنا غلطان بفطر اشكالكم دي"
________________________

بعدها توجه «عامر» نحو بناية صديقه يأخذ أشيائه من المصعد، و بعدها توجه نحو شقته، و كذلك البقيةِ توجهوا نحو مساكنهم، بينما في شقة «ياسين» خرج هو من الشرفة فوجدها خرجت من المرحاض ثم جلست على الأريكة تتابع التلفاز، وقف هو يقول بنبرةٍ هادئة و لكنها مستاءة:
" هتاكلي ولا مش عاوزة؟"

ردت عليه هي بلامبالاةٍ:
"شكرًا...كلت مع خلود و ماما"

حرك رأسه موافقًا ثم قال بنبرةٍ باردة:
"أحسن برضه، تتقسم على واحد أحسن ما تتقسم على اتنين"

شهقت هي بقوة وهي تتابعه ينسحب نحو الداخل حتى يتناول الطعام، جلست هي تفكر في حل لذلك الموقف، هي بالطبع تشعر بالجوع لكن كبرياء أنوثتها عارض موافقته، لذلك تصنعت التجاهل ثم تابعت التلفاز حتى تقوم بإلهاء نفسها حتى لا تتذكر جوعها، و بعد مرور بعض الوقت وجدته يخرج و في يده طبقًا ممتلئ بالطعام و طبقٌ آخر به خبز فرنساوي (الفينو) ثم ذهب بجانبها يجلس بمرحٍ و بوجهٍ مبتهج، طالعته هي ببمسةٍ هادئة ظنًا منها أنه جلب لها الطعام حتى تأكل معه، شرع هو في تناول الطعام وقبل أن تمد يدها تأكل معه وجدته يقول بضجرٍ لها و بنبرةٍ مهددة:

"إيدك يا ست الكل لو اتمدت على الأكل هقطعها، قومي يا حلوة اعملي لنفسك و كلي، و بعدين هو أنتِ مش كلتي مع ماما ؟"

قال كلمته الأخيرة بسخريةٍ وهو يحاكي طريقتها في الحديث، بينما هي طالعته بدهشةٍ غير مصدقةً طريقته، لذلك سألته بنبرةٍ مهتزة:
"ياسين أنتَ بتتكلم جد؟ مش عاوزني آكل معاك؟ قول إنك بتهزر"

حرك رأسه نفيًا وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"لأ أنا مبهزرش، عاوزة تاكلي قومي اعملي لنفسك أكل، علشان أنا جبت الشاورما كلها و الفينو كله و البطاطس، شوفي جبنة بقى ولا حاجة ليكي"

شعرت بغصة مريرة في حلقها كما أن عبراتها هددت بالنزول من خلال تلك اللمعة الظاهرة في حدقتيها، لذلك هبت منتفضة من جانبه حتى تتوجه نحو المطبخ تعد لنفسها الطعام، بينما هو نظر في أثرها ببرود، ثم زفر بقوة، دخلت هي مطبخها حتى تبحث عن شيئًا تأكله، لكنها شهقت بقوة حينما وجدت الطعام مُعدًا لها من قِبله و بجانبه كوبين من العصير لهما، ابتسمت هي باتساعٍ لكنها وأدت تلك البسمة ثم حملت الصينية في يدها و خرجت تجلس على مقربةٍ منه، بينما هو راقبها بطرف عينه و هي تجلس على نفس الأريكة لكنها بعيدةً عنه نسبيًا، فرفع رأسه ينظر للتلفاز وهو يقول بتهكمٍ:
"هو أنا جربان ولا إيه؟ ما تيجي ياختي تقعدي جنبي، إيه قلة الذوق دي؟"

زفرت هي بقلة حيلة ثم اقتربت منه وهي تبتسم على طريقته، بينما هو تجاهل فعلتها ثم عاد لتناول الطعام من جديد، بينما هي قالت له بطريقة هادئة:
"طب إيه طيب؟ هنفضل كدا يا أستاذ ياسين؟ صالحني طيب"

ترك هو طعامه وهو يقول بضيقٍ زائف:
"شوف البجاحة !! كمان اصالحك يا ولية يا ظالمة؟ خير يا خديجة ضربتك بمية نار في وشك؟ ولا ظرفتك بونية في وشك؟"

ردت عليه بطريقةٍ منفعلة:
"لأ...روحت تتفق مع وليد من ورايا تاني، و صحيت من النوم أسأل عليك بليل، خلود قالتلي إنك مع وليد، و كمان بكلمك و أنا خايفة عليك لقيتك بتتعصب، و مش عاوز تصالحني إيه الجحود دا يا عم أنتَ"

ابتسم هو بيأسٍ منها ثم حرك رأسه في عدة جهات غير متناسبة، بعدها طالعها بوجهٍ مبتسم وهو يقول:
"طب اصالحك إزاي طيب؟ طالما بقيت جاحد و قلبي قاسي؟"

حركت كتفيها بتعالٍ ثم قالت بلامبالاةٍ:
"عادي اتصرف بقى، مش هقولك أنا بقى، دي حاجات تتحس و متتقالش يا ياسين؟"

قالت جملتها الأخيرة بطريقةٍ درامية جعلته يحرك رأسه يطالعها بريبةٍ، فاضافت هي:
"رجالة ظالمة، مفيش احساس؟، مفيش ذوق؟، مفيش رومانسية؟

_"مـــفــيــش دم...أنتِ معندكيش دم، علشان أنا حضرتلك العشا و حطيت عصير معاه، عاوزاني أعمل إيه؟ أرقصلك؟"
رد عليه هو بذلك بنبرةٍ منفعلة لكنها ممتزجة بمرحٍ طفيف، بينما هي ردت عليه بسخريةٍ:
"كفاية رقصك في العربية، ضيعت عليا حلقة المسلسل، خلاص خلينا متخانقين أحسن"

ابتسم هو عليها ثم تحرك بخبثٍ يلتصق بها، تحركت هي حتى تبعد عنه فوجدته يقترب منها و استمر الوضع على ذلك حتى أوشكت على السقطو من على الأريكة فوجدته يقترب منها يلتقطها بعدما شهقت هي بخوفٍ فوجدته يقول بخبثٍ:
"إخس على الوحشين اللي كانوا هيقعوا، مش تحاسبي يا خوخة"

حركت رأسها في عدة جهات ثم طالعته بدهشةٍ فوجدته يحدق النظر في عدستيها وهو يقول بنبرةٍ هائمة:
"بقى أنا أقدر أزعل العيون دي؟ دا أنا مش متربي بصحيح، ما تربيني أنتِ"

ردت عليه هي بحنقٍ:
"أنا مبكلمكش يا سيدي، روح خلي طنط تربيك بقى، علشان شكلك خرفت"

ابتسم هو باتساع و هو يقول ببراءةٍ كاذبة:
"طب دا أنا العالم كله بيسأل على قاموس تربيتي، دا أنا قدوة يا بت، اسألي ماما حتى"

كادت على وشك التبسم لكنها وأدت بسمتها تلك وهي تقول بضجرٍ:
"طب وسع و بعدين نشوف مين حوار تربيتك دي، مع أني أشك"

رفع هو رأسها ثم قال بخبثٍ:
"طب والله دلوقتي هخليكي تضحكي زي الهبلة و تصالحيني"
ردت عليه هي بتعالٍ:
"دا كان زمان يا أستاذ، خلاص شطبنا"
اقترب هو منها يقبل قمة رأسها ثم طالع عدستيها وهو يقول بنبرةٍ هائمة يتغزل بها وهي تطالعه بدهشةٍ:
"قِـيـل عِـدة مــراتٍ فـي قــرب الحَـبّـيـب"المُـحـاط بـأحـبـته أمنًا" و كَـم كَـانـت جُـملـةً صــادقّـةً، فـ مـعـكِ وجـد القـلّـب مَـأمـنهُ، و بَيْـنَ ذِراعَـيْكِ وَجـد الجَـسّـدِ مَـسّـكنهُ"

اتسعت حدقتيها تزامنًا مع بسمةٍ صافية تزين وجهها و هي تطالعه فوجدته يضيف هامسًا بمرحٍ كعادته:
"خلاص يا ست الكل طالما سكتِ يبقى كدا أتثبتِ"

اتسعت بسمتها أكثر ثم اعتدلت تحتضنه بقوةٍ وهي تقول بنبرةٍ متأثرة:
"أنا بحبك أوي علشان أنتَ طيب و مش بتزعلني يا ياسين، متزعلش مني بقى"

لف هو ذراعيه حولها وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"أنا مزعلتش أصلًا، على العموم أنا قبلت اعتذارك و صُلحك ليا خلاص، قلبي الطيب بقى"

شهقت هي بقوةٍ حينما أدركت اعتذارها له، فوجدته يقول بنبرةٍ خبيثة:
"اهدي يا ست الكل، خلاص عيل و غلط، أنا بقول نربيه و خلاص"
ضحكت هي بقوة بعد جملته تلك و هي تحتضنه فوجدته يقبل رأسها ثم تنفس بعمقٍ.
______________________

وصل «خالد» شقته فوجد زوجته في وجهه تحاول اعطاء الدواء لصغيرها الذي كان يتململ بضجرٍ وهو يصرخ رافضًا تناول الدواء، بينما هي قالت بانهاكٍ واضح:
"يا يونس علشان خاطري خد الدوا، هعيط والله على عياطك"

اقترب هو منهما وهو يقول مستفسرًا بتعجبٍ:
"فيه إيه يا ريهام؟ مالك و ماله؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ شبه باكية:
"عمال يكح يا خالد و صدره وجعه، مش راضي ياخد العلاج، و أنا تعبانة و جسمي مكسر و برضه مضطرة أقف على رجلي علشانه و علشانك لما ترجع"

شعر هو بالندم من أجلهما، لذلك اقترب منها ثم اخذ منها الصغير الذي وضع رأسه على كتفه وهو يقول بنبرةٍ متعبة ممتزجة ببكاءه:
"بابا.... بابا"

ابتسم هو بحزنٍ ثم قال:
"أنتَ جاي تقول بابا و أنتَ تعبان كدا و مقطع قلوبنا؟ آه يا واطي، على العموم هاتي العلاج يا ريهام"

ردت عليه هي بنبرةٍ منهكة و بأعياءٍ واضح:
"خلاص يا خالد أنا هحاول تاني، أدخل ريح أنتَ و غير هدومك"

رد عليها هو بإصرارٍ:
"أنا قولت هاتي العلاج، بصي شكلك و شكله، ياستي الغلط غلطي أنا، هاتي بقى"

أومأت له موافقة ثم أعطته العلاج بينما هو سار بصغيره نحو الأريكة ثم وضعه عليها، فابتسم هو له ظنًا منه أن والده سيداعبه، بينما هو وقف يهدهده بيده و فمه وهو يغني له بإسمه، حتى فتح الصغير فمه يضحك بقوة حينها وضع له الدواء داخل فمه و قبل أن يعترض الصغير رفعه على ذراعه وهو يقول بمرحٍ:
"بس...بس.. خالد وحش خالص علشان بيضحك عليك، تيجي نلعب أنا و أنتَ"

ابتسم الصغير باتساعٍ وهو يتحرك على يده، فرفعه هو في الهواء ثم انزله مرةٍ أخرى، بينما هي اقتربت منه تقول بامتنانٍ:
"شكرًا يا خالد، متعرفش هو تاعبني إزاي و طلع عيني"

رد عليها هو معاتبًا لها:
"وهو برضه دوا ابني محتاج شكر عليه؟ هو أنا غريب يا ريهام"

ردت عليه هي تنفي حديثه:
"خالص والله، أنا علشان عارفة إنك بترجع فاصل و خلصان"

ابتسم هو لها ثم قال بنبرةٍ مرحة:
"يا ستي اعتبريني بكفر عن ذنبي، أنا فتحت التكييف عليكم امبارح، حقكم عليا"

ردت عليه هي بنبرةٍ متعبة:
"علشان تحرم بعد كدا، أهو نام على دراعك، الدوا دا فيه منوم باين"

وضعه هو على الأريكة وهو يبتسم على هيئته و طريقة نومه التي تماثل طريقة نومه من خلال الكف الموضوع على العينين، بعدها زفر بقوةٍ ثم حمله من جديد، كانت هي أبان ذلك تطالعه بتعجبٍ، فوجدته يدلف به نحو الداخل، ثم عاد لها من جديد و في يده شيئًا، و قبل أن تتحدث وجدته يقول بنبرةٍ هادئة:
"أنا نيمته في سريره علشان يتدفا، و أنتِ خدي الدوا علشان أنتِ فاصلة خالص"

ردت عليه هي ترفض الدواء:
"يا خالد الدوا دا بينيمني، لو نمت و يونس صحي بليل هبقى زي المضروبة على دماغها"

أومأ لها هو موافقًا ثم قال مؤكدًا:
"أنا عارف كل دا يا ستي، علشان كدا نامي و أنا هنام جنبه و ادخله الحمام، رغم إن العلاج دا هينيمه لحد الصبح، خدي العلاج بس علشان أتطمن و محسش بالذنب أكتر من كدا"

أومأت له بقلة حيلة ثم تناولت الدواء من يده، بعدها طالعته بحبٍ وهي تقول بنبرةٍ أقرب إلى النوم من كثرة تعبها:
"اتغيرت خالص يا خالد، بقيت واحد تاني حلو أوي....و أنا بحبك أوي"

ابتسم هو لها ثم وضع ذراعه عليها يقربها منه وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"البركة فيكي و في وجودك معايا، غيرتي فيا كتير، ربنا يبارك فيكي أنتِ و يونس بقى خليتوا القلب القاسي يرق"
ابتسمت هي باتساعٍ ثم رفعت ذراعيها تحتضنه و لازالت تتأرجح بين وعيها و غيابه لكنها مدركة أنها الآن بين ذراعيه وهو يعاملها بحنانه.

في شقة «ياسر» دلف هو فوجد زوجته تخرج له من الداخل وهي تقول بنبرةٍ هادئة:
"حمدا لله على سلامتك يا ياسر، أتأخرت ليه؟"

رد عليها هو بنبرةٍ متعبة:
"الله يسلمك يا إيمان، كنا مع ياسين خلصنا موضوع قرايب مراته و رجعنا علطول"

أومأت له هي بموافقةٍ ثم سألته بنفس النبرة الهادئة:
"طب هتاكل أحضرلك العشا؟"

أومأ لها موافقًا و لكنه لاحظ تغيرها، لذلك اقترب منها يسألها باهتمامٍ:
"مالك يا إيمان؟ حصل حاجة زعلتك؟ شكلك مش زي كل يوم، و بتكلميني بالراحة من غير هزار؟ أنتِ حصلك حاجة ضايقتك؟"

اذدردت لعابها بخوفٍ ثم جاوبته بنبرةٍ أقرب للبكاء:
"علشان أنا زعلتك يا ياسر و قولتلك إن الدكتورة مينفعش تكلمك بليل كدا، حسيت إنك زعلت مني و فهمتني غلط، بس أنا مكانش قصدي حاجة و حشة والله، أنا لما رديت عليها هي قفلت في وشي و لما أنتَ رديت كلمتك، لكن والله مش قصدي حاجة تخليك تزعل مني والله"

بكت وهي تحدثه خوفًا منها أنه ظن بأنها تقارن بينه و بين والده، فهم هو سبب بكاءها، لذلك رفع كفه يمسح دموعها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"متعيطيش أنا فاهم أنتِ زعلتي ليه؟ و أنا كلمتها و قولتلها إن مينفعش لما أنتِ تردي تقفل في وشك لأن دي قلة تقدير، و هي اعتذرت، خلاص الموضوع خلص"

سألته هي بنبرةٍ لازالت باكية:
"يعني أنتِ مفهمتنيش غلط؟ أنا مش بشك فيك و الله، و مش بقارنك بيه يا ياسر"

ابتسم هو لها ثم رد عليها مُعقبًا بصوته الرخيم:
"أنا عارف و متأكد من حاجة زي دي، عيونك عمرها ما طلعتني زيه و أنا لما بصيت فيهم شوفت غيرة و حب، مكانش معاهم شك، اتطمني أنا مش زعلان منك"

احتضنته هي بقوةٍ وهي تقول بنبرةٍ هادئة:
"شكرًا علشان أنتَ مزعلتش مني، الناس كلها بتزعل مني عادي من أي حاجة، لكن مينفعش أنتَ كمان تزعل مني"

ابتسم هو على حديثها ثم ربت على ظهرها وهو يقول بمرحٍ:
"بقى ياسورك يزعل منك برضه؟ و دي تيجي، أنا بحبك يا ستي زي ما أنتِ ، حلو كدا؟"

ردت عليه بمرحٍ:
"طبعًا حلو يا ياسوري، ربنا يكرمني بعيل شبهك يا رب و بنت علشان أقفل عليكم و أحطكم في صندوق إزاز"

ابتسم هو بيأسٍ ثم قال بهدوء:
"طب حضريلنا العشا يا ستي خلينا نشوف حوار الازاز دا، ما شاء الله كلامك بينم على التفاؤل و الأمل، أخرة إبنك صندوق إزاز ياما، رُوحي يا إيمان الله يسهلك"

في شقة «عامر» وصل هو شقته و معه القماش الخاص بعملها، بينما هي اقتربت منه تقول بنبرةٍ متلهفة:
"ها يا عامر جبت القماش؟ ضروري علشان أعرف أكمل"

رفع يده لها وهو يقول بمرحٍ:
"جبته يا جرثومة، و جبت بزيادة أهوه علشان هيبتي مش أكتر"

اقتربت منه هي تقول بنبرةٍ مُحبة:
"ربنا يخليك ليا يا عامر، مش عارفة من غيرك كنت هعمل إيه، و الله كان زماني بعيط عادي"

سألها هو بنبرةٍ متريثة:
"يعني هو القماش دا يخليكي تقوليلي كلام حلو زي دا؟"

ردت عليه هي بخجلٍ طفيف:
"لأ مش علشان القماش بس، بس هو أنا....يعني بص....عامر أنا بحبك أوي بجد، مش عارفة ليه قعدت أفكر لقيت إنك مهم عندي، حتى ماما كانت فرحانة و هي بتكلمني و قالتلي إنك هدية لينا، بص أنا عارفة أني مش بتكلم معاك زيك و مش بعبر زيك ، بس لو حصلي حاجة حلوة بعد التعب و المرمطة اللي شوفتهم يبقى وجودك يا عامر"

طالعها هو بدهشةٍ فوجدها تقول بنبرةٍ متأثرة:
"مش عاوزاك تزعل مني علشان بتشغل عنك، و مش عاوزاك تمل مني، عاوزاك تفضل تحبني و خلاص، ممكن ؟! "

اقترب منها هو يقول بنبرةٍ متريثة:
"أنا مش فاهم سبب كلامك دا يا سارة، بس حاسس إنه من قلبك و إنه طالع ليا أنا لوحدي، سارة أنا اتجوزتك و أنتِ كدا، قوية و طموحة و بتاعة شغل مش بتاعة هزار، علشان كدا أنا بحبك، و مخلي الهزار عليا أنا، و بعدين هو أنا اشتكيت منك؟"

تنفست هي بعمقٍ ثم قالت:
"لأ مشتكتش بس الانسان ليه طاقة، و أنا خايفة طاقتك تخلص أو تمل"

اقترب هو منها ثم لف ذراعيه خلف ظهرها وهو يقول بمرحٍ:
"بقى دا إسمه كلام؟ أنا مِنك عمري ما أمِل...يا مكرونة سايحة في البشامِيل"

ضحكت هي بقوةٍ عليه، فوجدته يغمز لها ثم قال بنفس النبرةِ المرحة:
"شوفتي بقى حلاوة إن الهزار يبقى عليا؟ و الله يا بنتي بحبك حتى لو أنتِ إيه"

احتضنته هي بقوةٍ ثم قالت بنبرةٍ خافتة:
"و أنا و الله يا عامر، بحبك"
________________________

في بيت آلـ «الرشيد» كانت معظم العائلةِ في شقة «مشيرة» تطمئن عليها، حتى دلف «أحمد» و معه شقيقته فقال هو مُردفًا يحمله بيده:
"امسكي يا جميلة الأكل دا علشان علاج عمتو، و دي عصاير"

ردت عليه «مشيرة» بامتنانٍ حقيقيًا:
"تسلم يا أحمد، تعباك معايا أنا من ساعة اللي حصل"

رد عليها هو بخجلٍ و هذا لأنه أول مرةٍ يتواجه معها بعدما تغيرت هي:
"ولا يهمك يا عمتو...ألف سلامة عليكي، إن شاء الله تقومي منها بالسلامة"

ابتسمت له هي، فتدخلت «خلود» تضع العصائر من يدها وهي تقول بنبرةٍ ساخرة:
"عمتو ما شاء الله متأسسة صح، متربية على السمنة الفلاحي، ربنا يديها الصحة"

طالعها الجميع بتعجبٍ عدا «وليد» الذي حاول كتم ضحكته، بينما «مشيرة» ردت عليها بنبرةٍ مرحة:
"الحمد لله يا خلود قومت منها علشان أرجع اقعد معاكم هنا تاني و علشان ابقى أنا و أنتِ مع بعض"

تدخل «طارق» يقول بنبرةٍ ساخرة ممتزجة بالخجل:
"أستر يا رب، مشيرة و خلود مع بعض؟ هي فعلًا محتاجة التحالف دا"

ضحك الجميع عليه بينما «طه» تدخل يقول بنبرةٍ هادئة:
"يمين بالله لو سمعت نفس واحدة فيهم بتكتر في الكلام هتبقى وقعتها مهببة، نتلم و نهدا كدا، كفاية اللي حصل"

سألته «مشيرة» بنبرةٍ مترددة:
"طه ؟! هو أنتَ مسامحني؟"

طالع هو أوجه الجميع حوله، ثم نظر لها وهو يقول بهدوء:
"حصل خير يا مشيرة و طالما خديجة سامحت يبقى أنا كمان مسامح، المهم أنتِ تقومي بالسلامة"

تدخل «وئام» يقول بنبرةٍ شبه ناعسة:
"طب عن إذن حضراتكم هطلع أنام علشان ورايا شغل بكرة و علشان هدى عندها معاد دوا زمانه قرب، يلا يا عمو محمود؟"

طالعه «محمود» بفخرٍ وهو يرد عليه:
"والله يا بني ربنا كرمني بيك، لو كنت جبت ولد ماكنش هيعمل معايا كدا، أنا بعزك أكتر من بناتي"

رد عليه «مرتضى» بفخرٍ:
"دا وئام حبيب أبوه دا، خد كل وقتي و تربيتي"

رد عليه «محمود» مؤيدًا حديثه:
"ربنا يكرمك و نعم التربية، وئام دا فخر و الله، هدى بنتي معدتش من محنتها غير بوجوده هو معاها، و أهيه نايمة فوق وهو شايل هم علاجها"

تدخل «محمد» يقول متهكمًا بسخريةٍ:
"ما هي أصلها دنيا حظوظ، واحد نصيبه وئام و واحد تاني....يلا بقى الله يسهله و يتربى"

فهم الجميع أن مرمى الحديث نحو «وليد» لذلك وجهوا بصرهم نحوه يحاولون كتم ضحكتهم، بينما هو رد عليه بطريقةٍ باردة:
"قولتلك قبل كدا لما تلقح عليا قول أسمي ثلاثي، و بعدين هو أنا مش صالحتك امبارح أنتَ و عيالك؟ ولا أنتو قلبتوا قطط تاكلوا و تنكروا؟ عرفني أبقى أجبلكم تونة بعد كدا"

تحدث «محمد» يقول بحنقٍ:
"شوفتوا يا جماعة؟ برضه مفيش فايدة فيه، كل ما أحاول أصفاله ألاقيه رجع تاني يعصبني"

رد عليه هو بنبرةٍ ساخرة:
"لا أعصبك و لا تعصبني، أنا اللي يخصني عندك هي بنتك...إزازة السوبيا بتاعتي، غير كدا انساني"

نظر هو لوالده وهو يقول:
"أنا عاوز أفهم إزاي دول طالعين من شقة واحدة؟ يا مرتضى أنتَ متأكد إنك أنتَ اللي مربي الاتنين"

رد عليه هو بضجرٍ:
"يا محمد قولتلك كسلت والله، جربت مرة أربي و خد مني وقت، قولت أسيب التاني يمكن يتربى لوحده"

تدخل «طه» يقول بنبرةٍ ساخرة:
"متربي أوي ما شاء الله، لسه مأحرج خديجة قدام الكل فوق"

طالعوه بتعجبٍ بينما «جميلة» قالت بسخرية:
"خديجة؟! أحرجت أكتر واخدة بتخاف تتكلم أصلًا؟ قولتلها إيه"

حرك كتفيه ببساطة وهو يجاوبها مردفًا بثباتٍ:
"بتقولي هبات معاكم هنا، قولتلها رَوحي أنا عاوز أبقى خال، غلط أنا كدا يعني؟"

حاول البعض كتم ضحكتهم، و البعض الآخر طالعه بدهشةٍ، فتدخل «أحمد» يقول بضيقٍ:
"مفيش فايدة في وقاحتك، حد يقول كدا برضه؟ سافل"

رد عليه هو بوقاحةٍ:
"وهو أنا مجوزهاله ليه؟ علشان يحطها في متحف ولا علشان تيجي تبات عند امها؟ أكيد علشان تخلف عيل هو أنا بقول حاجة غلط يا جدعان؟"

ردت عليه «مشيرة» بطريقةٍ ساخرة:
"فشر يا حبيبي، حد يقدر يغلطك؟ إحنا كلنا هنا مش محترمين مقارنةً بيك"

لوح لها بذراعه وهو يقول بلامبالاة:
"انتو أدرىٰ بقى، أنا طالع عند مراتي أقولها كلمتين على السريع قبل ما أنام"

رد عليه «محمد» بضجرٍ:
"كلمتين بس يالا، ياريت متكترش يا أخويا"

التفت له يبتسم بخبثٍ وهو يقول:
"مش ضامن بصراحة، أصلها زعلانة و أنا مقدرش أسيب مراتي زعلانة، ممكن كلمتين، حضنين، على حسب زعلها"

قال حديثه ثم التفت يغادر المكان، بينما «محمد» وضع كفه على موضع نبضه وهو يقول بنبرةٍ مُتعبة:
"هموت مجلوط يا ناس، ابن مرتضى حالف يرمل الولية"
ضحك الجميع عليه بينما هو بكى بكاءًا زائفًا وهو يحرك رأسه.
____________________

صعد «وليد» سطح البيت دون أن يمر عليها، لكنه كان متيقنًا من صعودها له، لا يدري لماذا لكن هناك شيئًا جعله يشعر بالثقة من صعودها له، رفع رأسه يطالع النجوم في السماء المعتمة، فـ استنشق عبيرها، لذلك ابتسم بصفاءٍ عاد إليه من جديد، حينما اقتربت منه ، فوجدته يقول بنبرةٍ هادئة:
"تعالي يا عبلة....عاوزك"

قطبت جبينها بحيرةٍ من لهجته الجادة تلك، فهي ظنت أنه سيذكر كلمته المعتادة، لذلك اقتربت منه تجلس مقابلةً له على الأرض موضع جلوسه، فوجدته يبتسم لها ثم قال:
"عارف إنك مستغربة طريقتي، و عارف إنك فكراني متغير، بس أنا عاوز أقولك حاجة"

نظرت له باستفسار لم تتفوه به، فوجدته يجاوب سؤالها الصامت بقوله:
"الفترة اللؤ فاتت ضغطت عليكي كتير، و جيت عليكي أكتر، اختبار سفري و موضوع علاجي عند هناء و بعدها راشد و ابراهيم و محاولة موتي مرتين، كان صعب علينا احنا الاتنين، بس مع ذلك أنا اتفاجئت بيكي في ضهري، كل مرة ازعلك أرجع ألاقي ألف عُذر ليا عندك، حبيت أقولك شكرًا...مش علشان حاجة....بس يا عبلة أنا جيت عليكي كتير و أنا مرضاش بدا...علشان كدا بشكرك"

أبتسمت له هي ثم ردت عليه بنبرةٍ متأثرة:
"بس يا أهبل، لا عاوزة شكر و لا أسف، أنا مراتك يا وليد، كفاية إنك مقدرني و مقدر مشاعري دي أهم حاجة، لكن لو عليا أنا بحبك زي ما أنتَ، بعيوبك بقى بكل حاجة فيك، قبلاك و حباك"

ابتسم هو باتساعٍ ثم أخرج من جيبه شيئًا أخفاهُ وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"فيه سلسلة كدا طالعة بتاعة دوار الشمس، كنتي تقريبًا عاملة ليها share صح؟"

حركت رأسها موافقةٍ ثم قالت بنبرةٍ حالمة أنهتها بالسخرية:
"نفسي أجبها اللي عاملة زي الازاز و بتلمع، بس سألت،و قالتلي بالحجز و بصراحة أنا لسه جايبة كريمات علشان الشتا و فلست، صحيح شحاتة بس مهتمة بنفسي"

ابتسم هو على طريقتها، ثم تحرك حتى جلس خلفها، قطبت جبينها بحيرةٍ، فوجدتها يخلع حجابها ثم قام بوضع السلسلةِ على رقبتها، شهقت هي بقوةٍ حينما شعرت بملمسها على عنقها، بينما أغلق هو القفل الصغير ثم عاد لموضعه من جديد، حركت رأسها للأسفل تطالع السلسلةِ و كم أدهشها مظهرها حينما وجدتها كما تمنتها هي بنفس التفاصيل، فوجدته يبتسم لها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"مقدرتش أعرف إنك نفسك فيها و مجبهاش بصراحة، موصي عليها موصي عليها لما رجعت من عند ابراهيم، لو كانت السكينة جت فيا و روحت فيها، كانت هتوصلك برضه، كانت هتبقى أخر حاجة توصلك مني"

ردت عليه هي بنبرةٍ باكية:
"بعد الشر عنك، متقولش كدا علشان خاطري، الحمد لله أنتَ و هي معايا سوا، و يارب دايمًا معايا"

_"أنا ولا السلسلة؟"
سألها هو بمرحٍ حينما لمح عبراتها تهدد بالنزول، بينما هي ارتمت بين ذراعيه وهي تقول بنبرةٍ باكية و بالفعل نزلت دموعها:
"أنتَ طبعًا، حرام عليك كلامك عيطني، ربنا يباركلي فيك"

تنهد هو بعمقٍ ثم قبل قمة رأسها، و هو يرفع ذراعيه حتى يحتضنها، و حينها رفع رأسه للسماء يقول هامسًا بامتنانًا حقيقيًا:
"الحمد لله... و الشكر لله...شكرًا"
____________________

في صباح اليوم التالي أخذ «وليد» الأوراق ثم توجه بها نحو وجهته التي قام «رياض» باتخاذ الإجراءات اللازمة لها، مقابلةً لابد منها، حتى ينهي ذلك الباب ثم يعود كما كان فعليًا، وصل وجهته ثم انتظر في الغرفة حتى وصل له «ابراهيم» مُكبل الأيدي بالأصفاد الحديدية، كان هو يجلس بثقةٍ على المقعد، فوجده يدلف الغرفة مع العسكري المسئول عن حراسته، رفع رأسه يطالعه متشفيًا وهو يبتسم بشرٍ، بينما الأخر بادله النظرة بأخرى تطلق سهامها نحوه، و حينما طال الصمت و زادت حدة النظرات، قال هو بنبرةٍ هادئة:
"تُشكر يا دفعة، و الله مش عارف أقولك إيه إنك جايبه بنفسك، بس هشربك شاي حلو"

أومأ له العسكري ثم انصرف من أمامهما، بينما «ابراهيم» جلس على الأريكة و هو يقول بنبرةٍ متهكمة:
"لما قالولي زيارة تبعك فكرت إن الواد راشد ابني جاب محامي ليا و جاي يلحقني، بس اتفاجئت بيك"

ابتسم له «وليد» وهو يقول بخبثٍ:
"وهو فيه عريس برضه هيسيب صباحيته و يجيلك؟ أنتَ عارف بقى عريس و هيصحى متأخر"

طالعه «ابراهيم» بريبةٍ بعد حديثه فوجده يقول بطريقةٍ ساخرة و كأنه يعتذر له:
"يلهوي !! أنا آسف يا عمو إبراهيم، هو أنتَ متعرفش إن راشد اتجوز، يوه يقطعني، نسيت"

رد عليه هو منفعلًا بضجرٍ:
"أنتَ هتستعبط يالا؟ مين دا اللي عريس؟ هيتجوز و أبوه مرمي هنا؟ دي تلاقيها تهيؤات بس"

أومأ له موافقًا ثم أخرج ورقًا من الملف الذي يمسكه بيده وهو يقول بنبرةٍ متريثة:
"علشان كدا طلبت من المأذون يعملي ورقة مؤقتة لحد ما القسيمة تطلع، و حلفت أجي بنفسي أوريك الورقة دي"

خطف «ابراهيم» منه يطالعها بأعين متسعة غير مصدقًا لما يقرأه، فوجد «وليد» يقول متشفيًا بخبثٍ:
"كان نفسي أجبلك القسيمة الرسمية بس ملحوقة، وعد مني هيحصل، إيه رأيك فيا و أنا بجوز ابنك؟"

قذف الورقة في وجهه وهو يقول بضجرٍ:
"أمسك الورقة دي متخصنيش، أنا كدا كدا اتبريت منه من ساعة ما خرج عن طوعي"

ابتسم له أكثر وهو يقول:
"يا زين ما فعلت، إسمك أصلًا وسمة عار عليه، عارف يا هيما أنا
دفعت قد إيه علشان أجيلك هنا؟ بس مش خسارة فيك علشان اشوف شكلك و أنتَ بالأساور الحلوة دي"

زفر «ابراهيم» بقوةٍ وهو يقول:
"ما تخلص يا سيدي نعم؟ ابني اتجوز خلاص عرفنا، ربنا يعني سعيد بسعيدة، ريحني بقى"

ابتسم «وليد» وهو يقول بسخريةٍ:
"لأ ما هو أنا مش مخدة فايبر علشان أريحك يا هيما، و بعدين يا جدع بطل بجاحة بقى، دا أنت كنت عاوز تخلص مني مرتين، عاوزني أريحك؟"

مال «ابراهيم» عليه وهو يقول بنبرةٍ متريثة:
" و في المرتين كنت مرتاح، منظرك و أنتَ خايف فرحني، متفرعن و شايف نفسك، نفس حكاية جدك بالظبط، أنا بمنظرك دا كنت فرحان أوي، كنت حاسس أني بحقق انتصار عظيم، أصل فيه مثل بيقولك ولاد الحلال مسابوش لولاد العبيطة حاجة"

_"علشان كدا أنتَ و أبوك ضاع منكم كل حاجة"
قالها «وليد» بثقة معهودة منه دائمًا بنبرةٍ وقحة جعلت الآخر يعود للخلف و هو يطالعه بترقبٍ، فقام هو بإخراج بقية الاوراق وهو يقول بخبثٍ:
"بما أني ابن حلال و بما انك ابن عبيطة، أنا جيت اوريك عيالك عملوا إيه بقى، شوف يا سيدي كدا، هتلاقي راشد ماضي على نص نصيبه لمراته اللي هي شهد بنت أخوك اللي أنتَ حرمته من حقه، و رامي الواطي بتاع النسوان، ماضي على نص نصيبه لشذى، اللي هتبقى مراته بعد سنتين، قبل ما تتكلم.... شوف الكلام معناه إيه؟ يمكن تكون قاصد نفسك"

أخذ «ابراهيم» الأوراق منه يطالعها بغير تصديق، بعدها ارخى كفه حتى سقطت الأوراق على الطاولة وهو يقول بنبرةٍ مهتزة غير مصدقًا:
"يعني إيه؟.أنا مش فاهم حاجة"

وقف «وليد» وهو يقول بثقةٍ:
"يعني أنتَ رميت طُعم تصطادني بيه، أنا بلعته بالصنارة، متجيش تغني ظلموه، أنا سكت عن حقي و كنت هكتفي بنصيبك اللي كتبته لعيالك و أخوك، بس قليت أدبك و حاولت تغدر بيا و جت في حد عزيز عليا، فوق يا ابراهيم، علشان أنتَ وقعت مع واحد الدنيا جت عليه بزيادة، لحد ما بقى راسه براسها"

رفع «ابراهيم» رأسه وهو يقول بخيبة أمل واضحة حينما أدرك ضياع كل ما يملكه:
"كان لازم أعرف أني واقف قصاد فايز الرشيد، مش مجرد واحد يشبهه، نفس مكر جدك"

اقترب «وليد» من الباب بعدما أمسك الأوراق وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"و أنا مش فايز الرشيد، أنا وليد مرتضى فايز الرشيد، يعني زي ما بيقولوا كدا اللي ربى خير من اللي اشترى، و أنا متربي على إيد الاتنين، سلام يا...هيما....و مبروك لراشد"

قال جملته ثم فتح الباب وهو يبتسم بخبثٍ تاركًا «ابراهيم» خلفه يضرب رأسه في الطاولة وهو يصرخ بقهرٍ، بينما هو خرج من عنده و هو يشعر ببدايةٍ جديدة تُكتب له، في تلك اللحظة شعر بأن «وليد» حقًا عاد له، ليس ذلك المهزوم، بل شخصًا آخرًا يكتب له عهدًا جديدًا، لذلك ركب سيارته ثم أخرج هاتفه يكتب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي منشورًا صباحيًا بتاريخ اليوم وهو يبتسم باتساعٍ ويدون بأصابعٍ ثابتة:

"لقد خُلقنا الله أشخاصًا...نتعلم...نتألم...نتأقلم، و ها أنا أكتب من أحد هزائمي نصرًا جديدًا فعن أي هزائم تتحدثون؟"

أنهى كتابة منشوره ثم أغلق هاتفه و هو يتوجه نحو وجهته حتى يقوم باستكمال ما بدأه حتى ينعم بعيشةً هنية، فإلى أي وجهةً سيتجه؟

يُتَبَع
#الفصل_الثالت_والعشرون_الجزء_الثاني
#رواية_تَعَافَيْتُ_بِكَ

Continue Reading

You'll Also Like

357K 28.1K 50
أفعى رقطاء هـيَ لاا تَهاب أحدًا تَدس نفسها وسط المخاطر لتَرد ثأرًا مدفون لِثلاثُ عقود من السنين أكبر مخاوفها هيَ عدم الخوف وعدم ذرف الدموع عيناها مل...
322K 6.3K 128
"هل اقتربت مني عمدا منذ البداية؟" "...... نعم." "لابد أنه كان من الصعب التظاهر بحب ابنة العدو." أنيت، من الدم الملكي والابنة الوحيدة لجنرال عسكري. وب...
1M 24.8K 56
غمزه الفهد حب بالمصادفة وصف ولجت لداخل المطبخ مستشاطه من حديثها اللاذع وأردفت بحده وبِلَكْنه صعيديه لا تستخدمها كثيرا الا لاغاظتها وهتفت : -- قبل ما...