تَعَافَيْتُ بِكَ

Af ShamsMohamed969

15.3M 644K 221K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... Mere

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️
تجميعة الحلقات الخاصة

الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)

110K 3.9K 2.2K
Af ShamsMohamed969

"الفصل العشرون"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
___________________

ظفرتُ بكِ لتصبحين قمري...فـغدوتي خير ما مر في عمري.
___________________

الآن أنا من يختار الطريق و طريقة السير، عملًا بمقولة المؤمن لا يُلدغ من جحرٍ مرتين، و أنا شخصٌ عاقل أتعلم من أخطائي و أقوْم مساراتي، فإذا كتب عليَّ عيش الحياة بالإجبار، أنا من للنهاية سيختار.

في صباح اليوم التالي بعد ليلةٍ عصيبة مرت على الجميع في توترٍ و قلقٍ عصف بهم و بقلوبهم حتى زارهم النوم في نهايتها، نزل «ياسين» من شقة حماهُ حتى يذهب إلى عمله، فوجد «وليد» يقف مجاورًا للمصعد، و بمجرد التقاء وجهيهما مع بعضهما نظر له «ياسين» بملامح وجهٍ ساخرة وهو يقول:
"خير على الصبح رايح تهبب إيه تاني، ها سمعني علشان ألحق اتصرف"

ابتسم له و هو يجاوبه بمرحٍ:
"خليك لـ بليل علشان شايلك للتقيلة، بس قولي صحيح هو أنتَ قولتلي قبل كدا إن الحج بتاع قانون صح؟"

قطب جبينه يسأله بتعجبٍ:
"حج ؟ حج مين دا و بتاع قانون إزاي؟"

رد عليه هو مُردفًا بمرحٍ:
"الحج رياض أبوك، مش قولتلي إنه خريج كلية حقوق، مدير شئون قانونية؟"

طالعه بوجهٍ ممتعض وهو يرد على حديثه:
"بغض النظر عن طريقتك الزفت دي، بس آه أبويا مدير شئون قانونية و اشتغل محامي فترة قبل ما يمسك المصنع اللي هو شغال فيه"

_"حلو أوي كدا، عاوزك تديني رقم الحج علشان أكلمه، محتاجه"
تفوه بها «وليد» مسرعًا بنبرةٍ متحمسة جعلت الآخر يطالعه بسخريةٍ و هو يقول:
"هو لو سلسال عيلتنا مزعلك في حاجة أنا ممكن اقضي عليها المهم إنك ترتاح، يعني مش مكفيك أنا كمان عاوز أبويا ؟"

ربت على كتفه وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"طب يلا روح على شغلك علشان تيجي تلحقني بليل، و ابعتلي رقم الحج على واتساب"

زفر «ياسين» بقوةٍ ثم بدل ملامحه إلى أخرى وهو يبتسم له باستفزازٍ تزامنًا مع حركة رأسه بموافقةٍ، ثم تحرك من أمامه دون أن يتحدث بـ حرفًا واحدًا، نظر «وليد» في أثره وهو يبتسم باتساعٍ وهو يقول:
"الواد دا الله يصبره عليا، بس حظه إن وقع فيا و في أختي، نصيبك يا ابن الشيخ"

في شقة «محمود» استيقظ «حسن» مُبكرًا على غير عادته بعدما أيقظته هي حتى يذهب لعمله، ثم تركته يبدل ثيابه بأخرى عملية عبارة عن حِلةٍ باللون الرمادي أسفلها قميص باللون الأبيض ناسبت جسده و طوله، بينما هي طرقت باب الغرفة بهدوء ثم دخلتها بعدما سمح هو لها، دلفت و في يدها حامل طعام صغير، حرك رأسه هو مستفسرًا وهي تقترب عليه، فوجدها تبتسم له وهي تقول بنبرةٍ هادئة:
"صباح الخير يا حسن، عرفت تنام هنا كويس؟"

ابتسم هو لها وهو يقول بمرحٍ:
"رغم انها أوضة سرير واحد و أنا مبعرفش أنام غير على سرير لوحدي بس يلا أهيه ليلة و اتقضت"

حركت رأسها نفيًا بمعني لا فائدةٍ منك بيأسٍ ثم اقتربت منه تضع الطعام على الطاولة الصغيرة بعدها وقفت أمامه من جديد تهندم ثيابه بيدها وهو يطالعها باندهاشٍ ثم قامت بغلق الزر الثاني وهي تقول بنبرةٍ جامدة:
"كدا أحسن على فكرة، الزرار وهو مفتوح شكله مش حلو خالص، خاصةً إنك ليك مركزك"

رد عليها هو ببراءةٍ:
"بس مدام نيفين بتاعة شركة الميكب قالتلي إن شكله حلو كدا، علشان كدا بسيبه مفتوح"

تبدلت نظرتها إلى الجمود و الدهشة معًا، فوجدته يضحك بقوة ثم اقترب منها وهو يقول بنبرةٍ هامسة:
"متزعليش كدا، علشان مفيش مدام نيفين أصلًا، بس لو عاوزاني أقفله كله أنا معنديش مانع، أنا بس كنت بناغشك"

ابتسمت له رغمًا عنها وهي تقول بقلة حيلة:
"أنا قربت اتشل منك يا حسن، بس براحتك يعني اللي أنتَ تعوزه في النهاية دا لبسك أنتَ"

ابتسم لها وهو يرد عليها مُعقبًا:
"وأنا هلبسه زي ما أنتِ شوفتيه عليا، بس قوليلي إيه اللي أنتِ داخلة بيه دا"
تحدث وهو يشير برأسه نحو الطعام الموضوع على الطاولة فالتفتت هي تنظر نحو اشاراته ثم وجهت بصرها نحوه من جديد وهي تبتسم قائلةً:
"دا الفطار يا سيدي، بابا فطر قبل ما ينزل الشغل مع عمامي و أنا جبتلك الفطار قبل ما تنزل، بما إنه أول يوم شغل ليك بعدما ...بعدما اتجوزنا يعني"

قالتها بخجلٍ وهي تخفض رأسها فوجدته هو يقترب منها ثم طبع قبلةً هادئة فوق رأسها و رافقها بقوله الهادئ:
"شكرًا يا هدير، رغم أني مبفطرش أول ما أصحى من النوم، بس أنا عمري ما هكسفك، بس تفطري معايا"

ابتسمت وهي ترد عليه:
"هفطر معاك ازاي بس، هما سندوتشات جبنة و شاي بلبن، افطر علشان متتأخرش، أحمد رن عليا علشان تروح معاه"

حرك رأسه نفيًا وهو يقول بإصرارٍ:
"أنا حفظتك خلاص لو مفطرتيش دلوقتي قصادي يبقى مش هتفطري خالص، يلا علشان نفطر سوا طالما عاوزاني أفطر أنا كمان"

أومأت له موافقة ثم حملت الطعام في يدها من جديد وهي بقلة حيلة:
"أمري لله، تعالى نفطر سوا برة و خلاص"
____________________

في الأسفل وقف «وليد» ينتظر رفيقي دربه «وئام» و «طارق» فجأة نزل كليهما له في المصعد و أول من تحدث كان «طارق» حينما قال مستفسرًا بضيق:
"ها يا أستاذ وليد على الصبح، خير هنروح فين دلوقتي؟"

ابتسم له وهو يقول بتريثٍ:
"هنروح طالعة حلوة فيها أكشن على الصبح"

رد عليه شقيقه بحنقٍ:
"نعم على الصبح ما تلم نفسك بقى، احنا لسه مفوقناش من خضة امبارح، و الحوار كله ميخصناش"
رد عليه هو بنبرةٍ غير مبالية:
"أنا بقول تخليك أنتَ يا وئام علشان ابنك اللي جاي في السكة دا، و أروح أنا و طارق"

تدخل «طارق» يقول منفعلًا:
"نــعم يا خويا !! وهو أنتَ خايف على أخوك و أنا أولع يعني؟"

أومأ له «وليد» موافقًا ثم أضاف مؤكدًا بوقاحة:
"أيوا علشان هو أخويا لكن أنتَ ابن عمي، و بعدين هو هيبقى بابا، أنتَ عملت حاجة تخليك بابا؟"

حاول «وئام» كتم ضحكته بعد حديث شقيقه الوقح، في حين ذلك اقترب منه «طارق» يمسكه من تلابيبه وهو يهمس بنبرةٍ جادة:
"يمين بالله لولا الدم اللي بيننا لـ كنت دفنتك هنا تحت الأسانسير يا حيوان يا سافل"

ابتسم له باستفزازٍ وهو يقول بمرحٍ:
"عيب يا طارق احنا ولاد عم و بيننا نسب يا جدع، أنتَ أخو مراتي و أنا أخو مراتك، يعني احترمني و وفر طاقتك للمشوار اللي رايحينه دا"

تدخل «وئام» يبعدهما عن بعضهما وهو يقول بلهجةٍ حادة:
"أيوا بقى مشوار إيه دا؟ أنا عاوز أفهم"

ابتسم له باستفزازٍ وهو يقول:
"مشوار صغير مش هياخد مننا وقت، كله على بعضه كأنه ورا بيتنا"
نظر له كليهما بتعجبٍ فقال هو مُردفًا بنبرةٍ واثقة:
"عيب عليكم، ثقوا في ليدو"
_______________________

في شقة «خالد» ارتدى ثيابه حتى يذهب إلى عمله، و قبل أن يخرج من غرفته وجد زوجته تدلف وهي تقول بنبرةٍ قلقة:
"يا خالد أنتَ لسه تعبان و جسمك بيوجعك، بلاش تنزل النهاردة و خليك ريح شوية"

رد عليها هو مُردفًا:
"أنا كويس والله مش مستاهلة، و بعدين أنتِ المرهم اللي حطتيه امبارح دا حلو و خدت مسكن يعني الدنيا تمام"

سألته هي بلهفةٍ:
"بجد؟ يعني أنتَ مش بتقول كدا علشان تطمني و خلاص؟"

اقترب منها يقول هامسًا:
"لأ مش بقول كدا علشان أطمنك، أنا فعلًا بقيت كويس والله، كفاية سهرك جنبي طول الليل علشان تخلي بالك مني، دي لوحدها تخليني محسش بحاجة"

ابتسمت له بحبٍ وهي تقول:
"لو مسهرتش علشانك و علشان يونس هسهر لمين يا خالد، الحمد لله إنك رجعت بالسلامة، بس دراعك الجرح فيه كبير على فكرة، هو آه مش مستاهل خياطة بس كبير"

أومأ لها موافقًا ثم قال:
"أنا عارف، بس الحمد لله هو مش شادد عليا، و بحركه كويس"

أمعنت النظر في وجهه فوجدت القلق باديًا عليه بوضوح، لذلك سألته مستفسرة:
"مالك يا خالد شكلك قلقان أو متضايق، فيه حاجة حصلت تاني زعلتك؟"

زفر هو بقوة ثم رد عليها بنبرةٍ حائرة:
"أنا هقولك علشان مش هخبي حاجة عليكي، بس أنا قلقان على ياسين و ياسر"

_"ياسين و ياسر؟! اشمعنا هما عملوا حاجة تخوفك كدا"
سألته هي بذلك بنبرةٍ متعجبة، بينما هو رد عليها مُردفًا بتريثٍ:
"ياسين و راشد في مكان واحد تخليني أخاف عليه و مش ضامن أبوه ممكن يتصرف ازاي، و ياسر و اللي عمله في ابراهيم دا خوفني عليه لو سمير ظهرله، كان واضح إنه مغلول أوي من أبوه و ما صدق لقى نسخة منه طلع فيها الغل دا، أنا مش عارف أعمل إيه بس عامر قالي إنه هيتصرف في حوار ياسين النهاردة، إنما ياسر دا وجعه صعب و أنا مش عارف أساعده"

زفرت هي بقلة حيلة ثم أضافت تطمئنه:
"أنا حاسة بيك علشان أنتَ علطول شايل مسئوليتهم و دي أكتر حاجة بحبها فيك، بس عاوزة أقولك حاجة كمان إن وجودكم مع بعض يا خالد بيعدي حاجات كتير أوي و أكيد مش أنا اللي هقولك يعني، خليكم مع بعض يا خالد علشان كل حاجة تعدي و أنتم سوا"

أومأ لها موافقًا ثم أخذها بين ذراعيه وهو يقول بنبرةٍ مُحبة:
"أنا عاوزك أنتِ بس معايا علشان أقدر أعدي كل حاجة يا ريهام، زي ما كل الوحش نسيته علشانك"
قبل أن ترد عليه صدح صوت صغيرهما وهو يصرخ باسمها، خرجت من بين ذراعيه بخجلٍ فوجدته يحرك رأسه بيأسٍ وهو يقول ساخرًا:
"روحي شوفي ضرتي بتصوت ليه على الصبح، روحي بدل أرميه قصاد باب جامع"

ضحكت على حديثه وهي تنسحب من أمامه بينما هو نظر في أثرها وهو يقول ساخرًا:
"أنا شكلي اتسرعت لما جبت الواد دا"

في شقة «ياسر» كانت زوجته أمامه تقوم بتمضيض جرحه الواقع فوق حاجبه الأيسر، وهو يضحك على تذمرها لذلك سألها بمرحٍ:
"إيه يا ستي مالك مكشرة و عمالة تبرطمي بإيه؟"

طالعته بغيظٍ وهي تقول:
"مفيش، بس الواد اللي ضربك دا كان مركز على العين، و بص تحت عينك أزرق ازاي؟"

ابتسم هو باتساعٍ وهو يقول:
"وهو أنتِ بقى خوفتي عليا علشان كدا زعلانة"

_"لأ طبعًا بس عيونك الزرقا لو كان حصلها حاجة هجيب زيها منين، أنتَ ناسي إنك أخر قطعية"
ردت عليه هي بذلك بطريقةٍ جادة جعلته يطالعها بجمودٍ و قبل أن يتركها و يذهب و جدها تمسكه من يده وهي تقول بنبرةٍ ضاحكة:
"بهزر معاك يا ياسوري أكيد طبعًا خوفت عليك، دا أنا روحي كانت هتطلع وراك لما مشيت، و بعدين أنا عمالة أجيب الموضوع بهزار علشان لو ركزت هعيط"

تهدج صوتها في كلمتها الأخيرة و فجأة هطلت دموعها بغزارة وهو يطالعها باندهاشٍ، و سرعان ما أخذها بين ذراعيه وهو يقول بحنانه:
"بس متعيطيش خلاص، أنا قصادك أهو و زي الفل و رجعتلك تاني صحيح مضروب في وشي بس أحسن من مفيش"

ردت عليه هي ببكاءٍ:
"أنا بخاف أبقى لوحدي و بخاف حد يموت، علشان كدا عاوزاك علطول معايا لا تسبني لوحدي و لا تعمل حاجة وحشة في نفسك"

ربت هو على كتفها وهو يقول بنفس الطريقة:
"و أنا معاكي متخافيش يا إيمان، و بعدين هبعد عنك أروح فين بس، دا أنا مليش غيرك باقيلي"

ابتعدت عنه تطالعه بأعين دامعة وهي تقول بنبرةٍ مهتزة:
"ياسر حتى لو حصل و زعلت مني ممكن دا يخليك تبعد عني؟"

طالعها هو بريبةٍ وهو يقول:
"ليه بتقولي كدا يا إيمان؟ هبعد عنك ليه بس"

مسحت دموعها وهي تقول بتوترٍ:
"أنا بسأل عادي يعني علشان...علشان أنا عصبية و ممكن أزعلك مني، ينفع أنتَ متبعدش عني لما تزعل مني؟"

اقترب منها ثم مال عليها يقبل وجنتها وهو يهمس بهدوء:
"و أنا مقدرش أبعد عنك يا إيمان و لو بعدت عنك اتأكدي أني هرجعلك بنفسي من تاني، و دا وعدي ليكي"

احتضنته وهي تقول بمرحٍ:
"أحلى واحد بعيون زرقا يوعد و يوفي بوعده ليا، بحبك يا ياسوري"

ابتسم هو باتساع حينما رآى تغيرها ثم قال بمرحٍ:
"و أنا كمان و الله، بس حاسبي بقى علشان الشغل أنا مروحتش امبارح و كدا مينفعش"
_______________________

في شقة «عامر» وقف هو بجانب زوجته في المطبخ وهي تقوم بتحضير الطعام، فتحدث هو بحنقٍ:
"خلصي يا سارة علشان خالد لو اتأخرت هيسبني و يمشي"

ردت عليه هي منفعلةً بنفس الحنق:
"متعصبنيش على الصبح بقى، قولتلك أعملك جبنة رومي و فينو و أنتَ اللي مصمم على عيش بلدي و بطاطس محمرة على الصبح، أعملك إيه طيب"

_"أنتِ بتزعقيلي ليه؟ أنا محدش يزعقلي كدا غير خالد بس"

رد عليها هو بذلك حانقًا على طريقتها، بينما هي وجهت المصفاة الحديدية في وجهه وهي تقول بضيقٍ منه:
"أسمع علشان أنا تعبت بجد بقى، و حاسة كأني عايشة مع عيل صغير، تكبر و تعقل كدا بدل الهبل دا، ماشي؟"

اقترب منها يقول بنفس الصوت المرتفع:
"آه شكلك عاوزة تقلبيها خناق على الصبح، لو عاوزة قولي آه"

_"آه يا عامر طالبة معايا خناق على الصبح، و أدي المصفاة أهو من غير سلاح"
ردت عليه بذلك وهي تترك ما بيدها، بينما اقترب هو منها أكترٍ وهو يقول بخبثٍ:
"طالما خناق بقى و من غير سلاح يبقى ابعدي عيونك عني"

سألته ببلاهة وهي تطالعه بتعجبٍ:
"اشمعنا يعني؟"

غمز لها بطرف عينه وهو يجاوبها بمرح:
"هو أنتِ متعرفيش إن عيونك عليا أخطر من السلاح، و أنتِ شبه الفاكهة تتاكلي زي التفاح؟ شكلك كدا متعرفيش"

ضحكت هي بقوة على حديثه ثم حركت رأسها نفيًا وهي تقول بنبرةٍ مرحة:
"مفيش فايدة فيك، عامر هو عامر عمره ما هيتغير"

غمز لها وهو يشبك كفيه خلف ظهرها قائلًا بمرحٍ:
"طب بذمتك لو اتغيرت أنتِ هتفرحي؟ ممكن أوريكي عامر تاني خالص أنا مبحبهوش و أنتِ مش هتحبيه، يبقى خلينا فـ عامر اللي بنحبه بقى"

ضحكت وهي تقول بنبرةٍ مرحة:
"لأ و على إيه بقى خلينا في عامر اللي بحبه و بموت فيه كمان و لا تزعل نفسك"

احتضنها وهو يقول ببساطة:
"شوفتي الحياة بسيطة ازاي بقى؟ ليه نزعل و ليه نتضايق أصلًا، روحي يا بنتي جهزي البطاطس و حطي كاتشب"

ابتعدت عنه نسبيًا وهي تطالعه بخجلٍ قائلة:
"للأسف يا عامر مفيش كاتشب، خلص امبارح"

_"آه قولتيلي، شكلي كدا هطلع عامر اللي هيزعلنا كلنا إن شاء الله"
رد عليها هو بذلك بنبرةٍ جامدة حينما أخبرته بنفاذ ما أراد.

بعد مرور دقائق كان «خالد» يقف بسيارته أسفل بناية «عامر» و معه «ياسر»، فتحدث الأخر يسأل بحنقٍ:
"هو فين زفت الطين كدا هنتأخر، بيعمل إيه كل دا، دا أنا مصحيه من ساعتين"

رد عليه «خالد» بضجرٍ:
"علشان أخونا بغل، عارف إننا لسه هنلف لفة سودا علشان نوصلك و نوصله و أروح بعدها و البيه بيتصل يقولي هاتلي كاتشب و أنتَ نازل"

زفر «ياسر» بقوة وهو يحرك رأسه للنافذة ينظر منها فوجده يخرج من المصعد و في يده حقيبة بلاستيكية صغيرة و اليد الأخرى هاتفه المحمول موصلًا بالسماعات الهاتفية وهو يرقص على أحد المهرجانات الشعبية، وكز «ياسر» صديقه هو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"بص المتخلف عامل إزاي، شوف العته اللي احنا فيه"

حرك رأسه نفيًا بيأسٍ وهو يزفر بقوة فوجده يفتح الباب الخلفي وهو يقول بنبرةٍ عالية:
"صباح الخير يا أخواتي عاملين إيه بوشوشكم اللي شبه العرايس اللعبة دي"

التفت له «خالد» يقول بحنقٍ:
"أنتَ مش هتكبر يالا بقى؟ نازل بترقص من الأسانسير ؟! مش خايف على شكلك حد يشوفك وهما بيراجعو الكاميرات، يمين بالله لأصورك أنا المرة الجاية و ابعتها للناس في شغلك"

_"خــلــصـت رغي؟"
تفوه بها «عامر» بلامبالاة جعلتهما يطالعانه بريبةٍ، بينما هو فتح هاتفه على فيديو وهو يقول بتعالٍ:
"اتفضل يا حبيبي، متصوره في مدخل الشركة الصبح و أنا برقص، يعني مش جديدة عليهم"

نظر «ياسر» وهو يحاول كتم ضحكته، بينما «خالد» ضرب رأسه في محرك السيارة عدة مرات وهو يقول بألمٍ:
"يا ناس هموت مشلول يا ناس، أرحمني ابوس راس أمك يا جدع"

تحدث «ياسر» بقلة حيلة:
"اتحرك بس يا خالد كدا هنتأخر، دا مفيش فايدة منه"

التفت «خالد» له من جديد فوجده يفتح الحقيبة البلاستيكية ثم وضعها بجانبه على أريكة السيارة يخرج ما بها، فوكز صديقه حتى يلتفت هو الأخر، فوجداه يقوم بعمل شطائر البطاطس و كأنه يجلس في فصلًا دراسيًا، و على حين غرة رفع رأسه دون أن ينتبه لهما سابقًا وهو يقول:
"صحيح يا خالد جبت الكاتشـ....إيه يا جدعان بتبصولي كدا ليه؟ هو أنا بعمل حاجة غلط"

رد عليه «ياسر» منفعلًا:
"هو كل دا مش غلط؟ حمرت بطاطس امتى يا جاحد و احنا الساعة ٧ الصبح؟ و بعدين هو احنا طالعين المعمورة؟"

رد عليه بلامبالاة:
"أيوا يعني خالد جاب الكاتشب ولا لأ؟ مبعرفش أكل البطاطس من غيره"

أمسك «خالد» الزجاجة ثم قذفها في وجهه و هو يحدثه بلهجةٍ حادة:
"أمسك يا مهزق، لما نشوف أخرتها معاك إيه؟"

أمسك «عامر» الزجاجة ثم قام بوضع ما بها على الشطائر بعدها مد يده بواحدٍ وهو يقول:
"أمسك يا ياسر علشان مش بتعرف تاكل في المستشفى"

ابتسم «ياسر» وهو يأخذه منه، فأعاد الكرة من جديد للأخر وهو يقول بمرحٍ:
"أبو يونس حبيبنا، أمسك كُل، عارف أنا يونس طرقعلك على وشك و معرفتش تاكل منه"

التفت له «خالد» وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"عارف اللي معصبني إيه؟ إن أنا للأسف بحبك يا عامر، مصيبة سودا إني اتعودت عليك خلاص"

ابتسم «عامر» وقبل أن يرد عليه وجد هاتف «خالد» الموضوع في المكان المخصص له يصدح بمكالمةٍ من «ياسين» عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي حتى تكون المكالمة بالصوت و الصورة، اندفع «عامر» بجسده للأمام يفتح المكالمة وهو يقول بمرحٍ كطريقة الفتيات:
"ياسين حبيبي، وحشتني أوي"

ضحك عليه الأخرون فتحدث «ياسين» بمرحٍ هو الأخر:
"و أنتَ كمان وحشتني أوي يا عامر، كدا ترميني في الشارع بعد كل اللي بيننا؟"

تدخل «خالد» يقول حتى يثير غيظه:
"لأ و عاملنا سندوتشات بطاطس محمرة بالكاتشب كمان، فايتاك والله دي"

سأله «ياسين» بنبرةٍ جامدة:
"بطاطس محمرة من غيري على الصبح؟ يارب تبقى عادية"

تدخل «ياسر» يقول بمرحٍ:
"لأ عيب عليك، مقرمشة"
تدخل «عامر» يضيف هو الأخر:
"قولتلك تعالى أمشي معانا من هنا قولتلي همشي من عند حماتي، هبات في شقة حماتي، فاكر نفسك عروسة هيخرجوك بزفة ولا إيه؟"

رد عليه هو بحنقٍ:
"صبرك عليا يا ابن فهمي، لينا بيت يجمعنا علشان أطلع عينك بعون الله"

رد عليه «خالد» مسرعًا:
"طب اتكل أنتَ بقى علشان أعرف اسوق احنا لسه متحركناش، و علشان تعرف تسوق أنتَ كمان"
_______________________

على الطريق السريع كان «وئام» يقود السيارة و «طارق» بجانبه و «وليد» في الخلف يجلس بأريحية، و فجأة تحدث «طارق» حانقًا:
"يا بني احنا بقينا على طريق مصر اسكندرية و لسه مش عارفين احنا رايحين فين، يخريبك انطق بقى"

رد عليه بلامبالاة:
"وهو البعيد أعمى مش شايف الطريق يعني، تفتكر أنا هجيبك هنا تعمل إيه؟ هتزور حماتك؟"

طالعه «وئام» في المرآة وهو يسأله بتشككٍ:
"قصدك يعني علشان احنا في صحرا و عمتك مشيرة كانت حرباية ؟؟ يخربيت دماغك"

تدخل «طارق» يقول مُعقبًا:
"لم نفسك بقى يالا، دي امبارح كانت هتموت راشد علشانك، و لو شافت ابراهيم هتاكله بسنانها على اللي كان هيعمله فيك، شوفت كانت خايفة عليك ازاي؟"

رد عليه «وليد» بنبرةٍ جامدة:
"عادي يعني مش مبرر، ممكن لو عصبتها تاني تحرق دمي، و ساعتها هحرق دمها أنا كمان و نفضل نقاوح قصاد بعض"

تدخل شقيقه يقول بنبرةٍ مؤكدة:
"بصراحة هي كانت خايفة عليك بجد، طريقتها و صوتها وهي بتسأل عليك كان خوف حقيقي يا وليد، و بعدين أنتَ خليت كله يسامح و أنتَ مش عاوز تسامح؟"

رد عليه هو بسخرية:
"حظكم كدا بقى، و بعدين لو هسامح و قلبي لسه شايل يبقى ملهاش لازمة، المسامحة عندي أني أمسح اللي حصل بأستيكة، و مشيرة للأسف قلم جاف صعب يتمسح من حياتي، بس أنا مش بكرهها على فكرة"

سأله «طارق» بحنقٍ:
"سيبك بقى من كل دا و عرفني احنا رايحين فين كدا على الصبح، أكيد مش رايحين نتفسح، و أكيد مش رايحين بيت اسكندرية و ليه جبنا العربية الكبيرة بتاعة عمك محمود"

رد عليه بلامبالاة:
"ابراهيم بعد كام ساعة هيصحى من النوم و يروح مع رجالته لايهاب أخوه علشان يهدد راشد يرجعله الورق، أنا بقى سابقه على هناك علشان أخد إيهاب و عياله و مراته بيتنا"

_"نـــــعــــم !!"
تفوه بها كلاهما بنبرةٍ مندهشة جعلته يبتسم بخبثٍ ثم حرك رأسه للخلف، و بعد مرور وقتٍ كبير أوقف «وئام» السيارة أمام أحد المنازل القديمة المتهالكة في أحد الأحياء الشعبية بمنطقة الأسكندرية، نزلوا من السيارة معًا فقال هو بهدوء:
"خليكم هنا علشان هو ميقلقش خصوصًا إن عنده بنات، أنا هطلع أفهمه اللي حصل و اللي هيحصل و أنزل تاني"

أومأ له كليهما بموافقةٍ فتحرك هو نحو البيت بعدما قام «زيزو» بالاستعلام عنه، دلف بهدوء و صعد الطابق الثاني يطرق باب البيت ففتحت له فتاةٍ صغيرة وهي تقول بطريقةٍ مهذبة:
"نعم يا عمو حضرتك مين؟"

ابتسم لها وهو يخفض نفسه لمستواها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"أنا أسمي وليد، أنتِ اسمك إيه"

ردت عليه هي ببراءة:
"أسمي شروق، أنتَ تعرفني؟"

أومأ له موافقًا وهو يقول:
"آه أعرفك، أنا يا ستي ابن عمك، بس قوليلي أنتِ عندك كام سنة؟"

أشارت له بيدها على الرقم وهي تقول ببراءة الأطفال:
"أنا عندي ٨، و رايحة تالتة ابتدائي، بس ماما قالتلي أني هبقى ٩ خلاص"

حملها هو على يده وهو يقول بمرحٍ:
"يعني الفرق بينا مش كتير، أنا ٢٦ سنة يعني حلو والله أخدك أستثمر فيكي مشروع الخبث مع البت خلود"

نظرت له هي بتعجبٍ غير قادرة على إدراك ما تفوه به، و حينها خرج والدها يقول:
"مين يا شروق اللي بيخبط، و سايبة الباب مفتوح كدا ليه؟"

كان يتحدث وهو يتحرك نحو الباب و حينما رآى «وليد» تعرف عليه وهو يقول:
"مش معقول وليد الرشيد بنفسه؟ اتفضل يا حبيبي"

أنزل «وليد» الفتاة ثم وقف مقابلًا له وهو يقول:
"إزيك يا عم إيهاب عامل إيه؟ معلش أنا عاوزك ضروري"

أومأ له موافقًا وهو يقول:
"ماشي يا حبيبي، اتفضل بس ادخل جوة علشان نعرف نتكلم سوا، تعالى"

دلف «وليد» البيت بعدما أخفض رأسه للأسفل حتى لا تقع عينيه على نساء البيت، جلس هو بهدوء بعدما أشار له عمه، بعدها قال بنبرةٍ عالية:
"يا أم شهد تعالي علشان تشوفي الأستاذ وليد يشرب إيه؟"

_"أنا مش عاوز حاجة، أنا عاوزك أنتَ في موضوع مهم يخص ابراهيم أخوك"
رد «وليد» عليه بذلك بنبرةٍ قاطعة جعلته يطالعه بريبةٍ عند ذكر شقيقه.

بعد مرور ما يقرب النصف الساعة و أكثر نزل «وليد» بأسرة «إيهاب» بأكملها، اقترب منه «وئام» يسأله بنبرةٍ خافتة:
"ها طمني كل حاجة تمام؟"

أومأ له موافقًا وهو يقول:
"آه متقلقش، يلا بس علشان ابراهيم ميجيش، هو فاكرني معرفش حاجة"

رفع صوته بعدها يقول للجميع:
"أقدم لكم يا جماعة وئام أخويا الكبير، و دا طارق ابن عمنا و أخونا برضه، دا عم ايهاب و دول بناته و مراته، دي الآنسة شهد و دي الآنسة شذى و دي شروق"

تم التعارف بين الجميع، بين ابناء الرشيد و بين بنات ابراهيم الثلاثة «شهد» الفتاة الكبيرة من عمر «خديجة» و «شذى» فتاةٍ جامعية و الصغيرة صاحبة الـ ٨ أعوام، دخلوا جميعًا في السيارة الكبيرة، بينما الصغيرة وقفت بتذمرٍ وهي تقول:
" لأ أنا عاوزة أقعد جنب وليد هو قالي فوق اننا صحاب، عاوزة أقعد جنبه"

ردت عليها شقيقتها الكبرى بحنقٍ:
"عيب كدا يا شروق، هتزهقي الناس منك"

رد عليها هو بعدما ابتسم لها:
"خليها مفيش مشاكل، أنا هقعد في الكنبة التانية وهي معايا"

أومأت له الفتاةٍ بإحراجٍ، بعدها كان الجميع في داخل السيارة التي قادها «طارق» تلك المرة، بعد تحرك السيارة أخرج «وليد» هاتفه وهو يقول بصوتٍ منخفض:
"يلا يا غالي نفذ اتفاقنا، و عاوزك تزود في العيار، كيد و بجاحة مش هوصيك يا غالي"

رد عليه الأخر بخبثٍ:
"عيوني، أنا كدا كدا نفسي في كدا من الصبح"

قال جملته ثم أغلق معه الهاتف، بعدها قام بمكالمةٍ هاتفية وهو يقول:
"صباح الخير يا غالي أتمنى مكونش قلقتك من النوم، بس يا بختك صاحي على صوتي يا رب تكون عرفته"

رد عليه «ابراهيم» بحنقٍ:
"عرفتك يا ابن الشيخ، خير عاوز تتفق معايا عليهم ولا إيه؟"

ضحك «ياسين» بقوة ثم رد عليه بنبرةٍ ضاحكة:
"لسه حقير زي ما أنتَ يا هيما متعلمتش الأدب، بس معلش ملحوقة، أنا بس عاوز أقولك أفطر كويس و وفر بنزينك و متروحش لايهاب أخوك علشان كلها ساعات و يبقى منور في بيت الرشيد، عاوزك بقى بدل ما كنت هتيجي بليل تيجي أخر النهار بأدبك و ياريت تطفح حاجة، علشان محدش فينا هيأكلك"

اتسعت حدقتي «ابراهيم» على الجهة الأخرى بذهولٍ، بينما «ياسين» تحدث متشفيًا به:
"طالما سكت يبقى خدت على قفاك، بالشفا يا هيما، مستنيك أخر النهار"
______________________

في بيت آلـ «الرشيد» في الطابق الأول كانت والدة «راشد» جالسةٍ بجانب صغيرها، و الكبير معهم، و فجأة دلفت «زينب» و «مروة» و خلفهن «خلود»، و كلًا منهن تحمل في يدها واجب الضيافة، انتبهت لهن «سماح» فهبت واقفة وهي تقول باحراج:
"أنا متأسفة جدًا على تعبكم معانا من امبارح، مش عارفة أقولكم إيه؟"

ردت عليها «مروة» بودها المعتاد:
"متقوليش كدا يا سماح، دا أحنا عشرة عمر قديمة، و دا بيتك و ربنا يطمنك على رامي و يشفيه"

اقتربت «زينب» تضع الطعام على الطاولة و خلفها «خلود» وضعت العصائر، فتحدث «رامي» يقول بنبرةٍ هادئة:
"شكرًا يا خلود تعبينك معانا من بدري، كتر خيرك"

ردت عليه هي بنبرةٍ جامدة:
"متقولش كدا، أنتَ ضيفنا هنا و احنا مبنقلش من ضيوفنا، و بالذات طول ما هما مقدرين البيوت اللي هما فيها"

لمحت له بحديثها عن موقفه السابق حينما حاول فتح الحديث معها و قامت هي بتعنيفه بطريقةٍ واعية مما جعله يخفض رأسه بخجلٍ بينما هي انسحبت من أمام الجميع، بينما «راشد» اقترب منهن وهو يقول مستفسرًا:
"هو وليد و الشباب فين من الصبح، أنا مستنيه و بكلمه مش بيرد عليا، و كلهم مش هنا"

ردت عليه «مروة» بنبرة خالية المشاعر:
"وليد في مشوار مهم مع أخواته و زمانهم راجعين، عاوز حاجة؟"

رد عليها هو رافضًا:
"لأ شكرًا أنا بس خايف عليهم علشان كدا بسأل، ربنا يحميهم"

في الأعلى صعدت «عبلة» تجلس مع «خديجة» فدخلت غرفتها وهي تقول بمرحٍ:
" عروستنا الحلوة عاملة إيه؟ وحشتيني يا ستي مش عارفة أقعد معاكي، إيه خلاص نسيتينا؟"

أبتسمت لها وهي تقترب منها تقول بمرحٍ:
"أنا أقدر أنساكم برضه؟ وحشتيني والله يا عبلة، اخبارك إيه؟"

احتضنتها بعد تساؤلها بينما «عبلة» ردت عليها بأسى:
"أخباري زفت طول ما أنا بحب وليد، و المصيبة أني مش هينفع أبطل أحبه"

ابتعدت عنها «خديجة» تطالعها بدهشةٍ وهي تقول:
"مالك يا عبلة شكلك مخنوق كدا ليه؟ هو وليد مزعلك أو جاي عليكي؟"

ارتمت «عبلة» على الفراش وهي تقول بنبرةٍ تائهة:
"وليد الدنيا هي اللي جاية عليه و هو طبعه مقاوح، و الاتنين قصاد بعض واحد فيهم لازم يجيب أخره، و أنا مش عاوزة وليد هو اللي يجيب أخره يا خديجة"

تنهدت «خديجة» بقلة حيلة ثم أضافت:
"أنا فاهمة كلامك يا عبلة، بس وليد معذور برضه، هو آه طريقته غلط بس هو مش عارف يكون أناني علشان كدا حاطط مصلحة الكل قصاد مصلحته هو، اللي مرينا بيه أنا وهو خلانا نعرف يعني إيه غيرنا بيتوجع و يعني إيه غيرنا محتاج حد يمد إيده، اللي اتحرم من حاجة هو اللي بيعرف قيمتها يا عبلة"

ردت عليها هي بنبرةٍ شبه باكية:
"أنا عاوزاه يخلي باله من نفسه، عاوزاه يعرف أني محتاجاه أنا كمان، مش كل الناس اللي محتاجة وجوده هينفعوه، و أهو مثال فيهم ابراهيم، و من قبلها كتير، عاوزاه يثق فيا و في الناس و يشاركهم تفكيره، وليد مش عارف يثق فيا يا خديجة و لحد دلوقتي حاطط الماضي بينا"

ردت عليها هي بنبرةٍ عملية:
"أنا هقولك من مثال حي قصادي، طول ما أنتِ بتدعميه هو يتغير، و طول ما أنتِ واثقة فيه هو هيبادلك الثقة دي، ياسين يا عبلة خدني و أنا محروقة من الدنيا كلها، حتى عيلتي عمري ما حسيت بمكاني وسطهم، لا كان عندي صحاب و لا حد خالص

، بقى هو كل دول في شهور بس، عرف يبقى الصاحب و الزوج و الداعم و الشريك، ياسين عرفني يعني إيه العلاقات اتخلقت علشان نتعافى بيها ببعض، قوليلي كدا لو الدنيا كلها جاية علينا و نفسيتنا متدمرة العلاقات دي لازمتها إيه؟ لو مش ههرب من وجع الدنيا في علاقاتي المريحة يبقى بلاش منها أحسن، ربنا خلق العلاقات علشان نتعافى بيها مع بعض مش علشان نجرح بيها بعض"

ردت «عبلة» على حديثها بنبرةٍ مندهشة:
"أنتِ بقيتي كدا إزاي يا خديجة؟ عرفتي كل الحاجات دي ازاي، و بقيتي بتتكلمي كدا ازاي؟"

ردت عليها هي ببساطة:
"علشان اتعافيت بعلاقتي مع ياسين من الدنيا كلها، خليكي زي ياسين يا عبلة و كوني لوليد كل حاجة، خليكي دايمًا مهرب الدنيا ليه، وليد رغم إنه يبان جامد بس هو جواه عيل صغير عاوز اللي يخرجه علشان يتصالح مع زمانه، اللي ياما كسر بخاطره و أنتِ بنفسك كنتي سبب أكبر خيبة حصلتله، جايز كلامي يزعلك بس لو بتحبي وليد حاولي علشانه، زي ما هو بيحاول و هيحاول كتير علشانك"

احتضنتها «عبلة» وهي تقول بمرحٍ:
"ربنا يخليكي ليا يا خديجة، كلامك جه في وقته، وليد بقاله كتير أوي تعبان نفسيًا و أنا هحاول اساعده على قد ما أقدر"

احتضنته «خديجة» وهي تقول بنبرةٍ هائمة:
"البركة في ياسين بقى، عرفني يعني إيه حياة أصلًا، تخيلي لو كل علاقة فيها نموذج زي ياسين، بسيط مش معقد فاهم إن البشر سند لبعض، صاحب جدع و مفيش منه، و ابن بار جدًا، و أخ مثالي مع أخواته، و زوج عظيم و هيبقى أب أعظم كمان، و اللي عمله مع وليد دا يخليني أشيله فوق راسي طول العمر"

ردت عليها «عبلة» بمرحٍ:
"يا سيدي يا سيدي على الكلام الحلو، فينك يا ياسين، تسمع"

في تلك اللحظة دلفت «خلود» الغرفة بعدما صعدت من الأعلى وهي تقول:
"هدير برة و بتسأل عليكم، أنا طلعت و هي طلعت معايا"

هبت «خديجة» منتفضة وهي تقول:
"طب مقولتيش من بدري ليه؟ تعالي يا عبلة يلا علشان متقعدش لوحدها"

بعدها ركضن لها جميعهن، كانت هي تشعر بالخجل و الخوف من معاملتهن معها، بينما هن خلفن تلك التوقعات حينما ركضت لها «خديجة» وهي تقول بلهفةٍ:
"إيه يا هدير طلعتي ليه؟ كنتي كلميني و نزلتلك أنا علشان ترتاحي شوية"

ردت عليها «هدير» بتوترٍ أقل:
"أنا جيت علشان أقعد معاكم شوية أصل أنا همشي بليل....و أنتم وحشتوني بصراحة، و هدى نامت"

ردت عليها «عبلة» بمرحٍ:
"أيوا هتمشي علشان حسن، ماشي الله يسهلك يا ستي"

ردت عليها هي بخجلٍ:
"بس يا عبلة بقى، بطلي متبقيش عاملة زي وليد كدا"

أشارت لها «خديجة» بالجلوس وهي تقول:
"طب اقعدوا طيب، خلود اتصلي بجميلة خليها تطلع تقعد معانا و شوفي سلمى كمان"

ردت عليها هي بحماسٍ:
"عيوني، بس سلمى راحت درس الصبح و عندها درس تاني بعده، و أنا عندي درس هناك كمان شوية، هعدي على جميلة و أنا رايحة الدرس"

انسحبت من أمامهن بعد حديثها بينما «خديجة» سألتها بمرحٍ طفيف:
"أنا سمعت للست عبلة شكوتها، ها يا هدير اخبارك إيه مع حسن؟ عارفة تتأقلمي معاه و لا لسه؟"

ابتسمت وهي تجاوبها بنبرةٍ هادئة:
"الحمد لله، بصراحة هو حسن طيب و غلبان أوي، أنا مكنتش أعرف عنه غير حاجات بسيطة، بس لما قعدت معاه عرفت عنه حاجات كتير أوي و كلهم يخلوني أقدره و أحترمه"

سألتها «عبلة» بتعجبٍ:
"زي إيه يعني؟ علشان مراته القديمة يعني؟"

حركت رأسها نفيًا وهي تقول بنبرةٍ حزينة:
"علشان حاجات كتير يا عبلة، أبقى كدابة لو قولت إني حاسة بيه، بس على الأقل جربت فراق الأم زيه و دي لوحدها قطمة ضهر، هو قصادها جرب حاجات صعبة أكتر، جرب فراق الأب و بعدها فراق الأم و أخته مش حطاه في أولوياتها و مراته ماتت هي و ابنه، كل دا و لسه مستحمل حياته و عايشها و قادر ي واللهساعد غيره، أنا عاوزة أساعده بس مش عارفة ازاي؟"

ردت عليها «خديجة» بسخرية:
"هو كلكم عاوزين تساعدوا و مش عارفين ازاي؟ هقولك يا ستي خليكي معاه يا هدير، حسن طيب و ابن حلال على الأقل علشان موقفه معاكي قصاد راشد، أنتِ كانت حالتك صعبة و هو كان هيستغل الوضع أسوأ استغلال"

ردت عليها هي بأسى:
"أنا فعلًا قولت هفضل معاه مش هسيبه، يعني حتى لو جوازنا دا بشكل مؤقت زي ما هما متفقين بس أنا هحاول على الأقل أواسيه الفترة دي"

ردت عليها «عبلة» مقررةٍ:
"و في إيدك تخليه جواز دائم يا هدير، مش مجرد علاقة و خلاص ، لأ خليكم مع بعض و عيشوا في حب و عوضوا بعض انتم الاتنين"

ردت عليها «هدير» بنبرةٍ حزينة:
"مش هينفع يا عبلة، حسن من بعد اللي حصله و هو مش هيقدر يحب تاني، و أنا عمري ما حبيت حد، يعني احنا الاتنين مشاعرنا مقفولة بالمفتاح، خلينا كدا أحسن محدش عارف أخرتها إيه"

في تلك اللحظة دلفت «جميلة» وهي تقول بمرحٍ:
"أخرتها فل إن شاء الله و بكرة تقولي ليدو قال"

قامت بتقليد نبرته و طريقته مما جعلهن يضحكن عليها، فجلست هي بجانب «هدير» وهي تقول بقلة حيلة:
"أعمل إيه بس، وليد دا مجنن البيت كله، من ساعة ما عرفت إنه أخويا و أنا دماغي هتقف و الله، بقى بيعاملني بطريقة غريبة و كل ما أسأله يقولي مش أنتِ أختي استحملي"

تدخلت «عبلة» تقول بغيظٍ:
"يا ناس هموت مشلولة و الله، أنا لسه معشتش معاه في بيت واحد و بيحصل فيا كدا، أومال لو عيشت معاه بقى هيعمل فيا إيه؟"

ردت عليها «هدير» بمرحٍ:
"هيخليكي ترقصي في الشارع زي المجانين، مش هو بارد و مستفز و ممكن يجلطك بس الحلو اللي فيه يداري على كل دا، بيحبك يا عبلة والله"

تدخلت «خديجة» تقول بنفس المرح:
"هو مش بيحبها دا بيموت فيها من صغره، و علشان كدا حارب علشانها و غير حاجات كتير، وليد و طارق بالنسبة ليا حالات غريبة في حبهم، واحد عمره ما عرف ينساها و التاني حارب حياته علشانها، و الاتنين يستاهلوا انهم يفرحوا"

على جهةٍ أخرى كان «حسن» جالسًا في عمله يقلب الهاتف في يده، و فجأة زفر بقوة ثم ألقاه على المكتب، كان «أحمد» جالسًا أمامه و حينما رآى فعلته تلك سأله بتعجبٍ:
"مالك يا حسن فيه إيه؟ أنتَ مش متعود على الشغل ولا إيه"

رد عليه مردفًا بحنقٍ:
"لأ بس حاسس أني مخنوق كدا، عامل زي ما يكون خير اللهم اجعله خير حد وحشني، متعرفش دا إيه يا أحمد؟"

قطب جبينه يطالعه بحيرةٍ وهو يقول:
"يبقى أكيد حد وحشك تقريبًا، بس هو مين يعني؟"

_"ماهي دي المشكلة حاسس إن فيه حاجة متغيرة في يومي أو زي ما يكون مش متعود"
رد عليه يجاوبه بذلك بنبرةٍ حائرة امتزجت بانفعالٍ طفيف، فترك «أحمد» موضعه ثم اقترب منه يجلس مقابلًا له وهو يقول بتريثٍ:
"طب ما يمكن علشان بقالك فترة قاعد في البيت مش بتنزل؟ أو يمكن تكون عاوز تطمن على هدير و مش عارف أو مش مدرك"

سأله هو بلهفةٍ:
"هو ينفع أكلمها أتطمن عليها أصلًا؟ يعني عادي أكلمها"

_"نعم !! دي مراتك مش عارف ينفع ولا لأ؟ إيه يا أبو علي أنتَ وضعك إيه في الجوازة دي"
رد عليه «أحمد» بنبرةٍ غير مصدقة على ما تفوه به، بينما الأخر قذفه بأحد الأدوات الموجودة على المكتب، ثم خرج من الغرفة و هاتفه في يده يهاتفها، كانت هي جالسة مع الفتيات و انسحبت من أمامهن حتى ترد على مكالمته، و بمجرد ضغطها على زر الإيجاب وصلها الرد وهو يقول بنبرةٍ مهتزة:
"ازيك يا هدير عاملة إيه؟ طمنيني عليكي"

ردت عليه تجاوبه بخجلٍ:
"أنا كويسة الحمد لله يا حسن، أنتَ إيه أخبارك طمني، الشغل تمام"

_"آه الحمد لله أنا تمام، و كويس علشان اطمنت عليكي"
رد عليها بذلك يجاوبها بثباتٍ حاول الاتسام به، بينما هي سألته بتعجبٍ:
"خير بتتصل ليه فيه حاجة؟ أقصد يعني غريبة انك تتصل"

شعر بالخجل هو من سؤالها فوبخ نفسه بصوتٍ منخفض بعدما أبعد الهاتف عن أذنه، بعدها أعاده من جديد وهو يقول بثبات ٍ حاول الاتصاف به من خلال قوله:
"لأ خير أنا بس كنت عاوز أسألك أحنا ليه مش عند بعض على انستجرام؟ لو حد دخل عندي و لقاكي مش عملالي فولو يقول عليا إيه؟ و بعدين أنا بقالي كام يوم مستنيكي تقبليه"
سألها هو بنبرةٍ ثابتة بعد تفكيرٍ دام لثوانٍ يحاول التوصل لإجابة سؤالها، بينما هي سألته بذهولٍ:
"وهو أنتَ متصل علشان كدا؟ حاضر يا حسن هفتحه علشانك دلوقتي و أعملك فولو و هعلق على صورك كمان، حلو كدا؟"

ابتسم هو باتساع لكنه وأد تلك البسمة وهو يقول بنبرةٍ عادية لكنها كاذبة:
"عادي يعني أنا علشان شكلنا ميكونش وحش، خلاص أنا هقفل بقى، أشوفك على انستجرام إن شاء الله"

قال جملته ثم أغلق في وجهها، بينما هي حركت ابتسمت باتساع وهي تعلم من كذبه و من حجته تلك حتى يهاتفها، لكنها بعدها قامت بفتح التطبيق ثم قامت بقبول متابعته، بعدها قامت بعمل متابعةً له، ابتسم هو باتساع على الجانب الأخر حينما رآى موافقتها، و منها قام بفتح قائمة الصور لديها، و أخر ما أضافته كانت برفقة والدتها قبل وفاتها، جلس على الأريكة وهو يقوم بالتصفح و مع كل صورة لها كان يبتسم باتساعٍ، كانت الصور معظمها في أماكن شهيرة بأوضاعٍ تشبه صور الممثلات بجودةٍ عالية، كان يبتسم و بسمته تتسع أكثر وهو يرى تلك الصور و يتعمق بها أكثر، بعدها انتبه على نفسه فقام باغلاق الهاتف و هو ينهر نفسه قائلًا:
"مينفعش يا حسن، مينفعش اللي أنتَ بتعمله دا، أنتَ كدا هتغرق نفسك"
_______________________

بعد قليل توقفت سيارة الشباب أسفل البيت، فتحدث «وليد» بنبرةٍ مُرحبة:
"اهلًا بيكم في بيت الرشيد يا عم إيهاب، دا بيتنا يا جماعة و انتو هتنورونا فيه لحد ما نخلص اللي قولتلك عليه"

بعدها دلفوا سويًا للبيت و تحديدًا الطابق الأول، عندما علم الجميع بمجئيهم نزلوا لهم، بينما «وليد» قال بهدوء:
"دا عم ايهاب يا جماعة، أخو ابراهيم و دول بناته و مراته"

تم التعارف بين الجميع، و بعدها دلف «وليد» الجزء الثاني الجالس به «راشد» و ذويه، خرجوا معه حينما طلب هو منهم ذلك، و بمجرد وصولهم للجزء الثاني، تفاجأت عائلة «ايهاب» حينما وقع بصرهم عليهم، بينما «راشد» تعلق بصره بها لا يصدق حدسه أنها تقف أمامه بعدما فقدها للأبد و أصبحت ملكًا لغيره، بينما هي بعدما طالعته بشوقٍ من عدستيها تذكرت ما حدث و حينها أخفضت بصرها حتى تستطع التحكم في دموعها، أجلس «وليد» الجميع وهو يقول مُردفًا لجميع من حوله:
"أنا عارف انكم مستغربين و مش فاهمين حاجة كلكم و بما فيكم عيلتنا، بس أنا هقولكم كل حاجة، ابراهيم بعد اللي حصل و بعدما راشد خد الورق كان هيطلع على اسكندرية عند أخوه علشان يضغط على ابنه يرجعله الورق، و بعدها كان هيجي هنا ياخده من ابنه و الله أعلم كان هيعمل إيه تاني، أنا سبقته من الصبح على هناك علشان لما يجي تكون كل حاجة جاهزة"

سأله «إيهاب» بخزيٌ واضح:
"معلش يا بني بس هو ابراهيم اللي عامل فيك كدا؟"

أومأ له موافقًا ثم أضاف:
"ابراهيم أخوك معندهوش أصول خالص، بس حظه الأسود انه وقع معايا، يا أعلمه الأصول يا أعلم عليه"

ردت عليه زوجة «إيهاب» بضجرٍ:
"الله ينتقم منه بقى على اللي عمله فيا و في بناتي، رمانا في الشارع و اتبلى على بنتي بالباطل و خد حق جوزي، ابراهيم دا مش هيشوف خير طول عمره"

نظر لها الجميعة بشفقة وهي تتحدث بتلك الحُرقة التي خرجت واضحة في نبرتها و معالم وجهها، بعدها انسحب كل فرد من عائلة الرشيد إلى موضعه، بينما «وليد» طلب «شهد» حتى تجلس معه فوق سطح البيت، امتثلت هي لطلبه بخجلٍ و أخذت معها الفتاة الصغيرة، بعد صعودهم أشار لها بالجلوس وهو يقول بهدوء:
"اتفضلي يا آنسة شهد، اقعدي"

جلست هي موضع الإشارة وهو مقابلًا لها، فسألها بنبرةٍ مقررة:
"أنا عاوز أعرف موقفك من راشد بالظبط يا شهد، يعني موقفك معاه كان إيه قبل كدا؟"

زفرت هي بقوة ثم جاوبته بنبرةٍ تحمل الوجع و الآسىٰ:
"أنا راشد هو أول واحد حبيته في حياته، محبيتش غيره أصلًا، بس عمي منه لله بقى قال إني لو اتجوزته هاخد كل حاجة منه و هو مستحيل يخلي إيهاب يورث معاه، و دفع لأبويا مبلغ علشان يفهم راشد أن أبويا اللي رافض الموضوع، ممكن يبان إن أبويا هو الغلطان، بس عمي هدده بينا لو موافقش إنه هيخلي راشد ياخد مني اللي هو عاوزه من غير جواز، ابويا خاف علينا و هرب بينا على اسكندرية عند قرايب أمي، راشد اتصدم و افتكر اني بعت حبه قصاد الفلوس، خصوصًا إن مع أول حد اتقدملي وافقت عليه علشان أحمي نفسي، بس خوفت بعدها أظلمه علشان كدا سِبته، أنا محبتش غير راشد"

ابتسم هو لها باتساعٍ وهو يقول:
"ربنا يجمعكم سوا، على فكرة هو بقى واحد تاني يا شهد، راشد بُعدك عنه كسره، علشان كدا هخليكي تتكلمي معاه دلوقتي، لو عاوزة حقك يرجع من ابراهيم يبقى اتمسكي بحب لابنه"

قال جملته ثم أخرج هاتفه يتحدث معه و بعد مرور ثوانٍ وجده يخرج من المصعد متلهفًا لرؤيتها، فقال هو بهدوء:
"أنا هسيبكم هنا تتكلموا سوا، لو فعلًا بتحبوا بعض يبقى كل واحد فيكم يوصل مع التاني لحل يجمعكم سوا علشان تبدأوا من جديد، يلا يا شروق تعالي نلعب تحت"
قال جملته للطفلة الصغيرة بعدما وجه حديثه لهما، اقتربت منه الصغيرة راكضةً نحوه، فحملها هو ثم خرج من السطح، انتظر «راشد» خروجه ثم حدثها بنبرةٍ مهتزة:
"إز...إزيك يا شهد، عاملة إيه؟"
ردت عليه هي بجمودٍ:
"كويسة أنتَ إيه أخبارك"
أومأ لها موافقًا ثم قال بنفس النبرة المهتزة:
"هو أنتِ إزاي هنا من غير ما خطيبك يعرف....هو مش المفروض إنكم كاتبين الكتاب"

مسحت دموعها وهي تقول بنبرةٍ حزينة:
"أنا سبته قبل كتب الكتاب يا راشد"

اندهش هو مما تفوهت به فوجدها تضيف:
"أنا سِبته قبل كتب الكتاب علشان مش هقبل أني أخدع واحد و أنا بفكر في حد تاني"

اقترب منها هو يقول بنبرةٍ مهتزة غير مصدقًا لما تفوهت به:
"يعني إيه....يعني دا كله هو مفهمني إنك متجوزة علشان ابعد عنك !! هو كان عارف إنك ممكن تكوني ليا و برضه كمل في كلامه؟"

ابتسمت له بسخريةٍ وهي تقول:
"هي جديدة عليه يعني؟ أبوك دا معندوش رحمة، روحت قولتله أنا موافقة أتجوز ابنك و مش عاوزة منك فلوس ولا ورث، طردني من عنده، احنا كان ممكن نكون سوا من قبل ما أنتَ تتغير و قبل ما أنا انطفي كدا، بس أبوك كان عنده رأي تاني، حركنا زي العرايس في أيده، و لسه مكمل"

تحولت نظرته إلى الجمود وهو يقول:
"دي أخر مرة هتحصل، أنتَ ليا يا شهد و أنا ليكي، لو مكنتيش ليا يبقى هموت أسهلي، كفاية وجع غيابك عني، كلامك دلوقتي رجعلي روحي من جديد فيا، موافقة يا شهد تتجوزيني؟"

طالعته بمشاعر عِدة مختلطة لا تستطع اتخاذ القرار خوفًا مما هو قادم، فوجدته يسألها بنبرةٍ أكثر أصرارًا:
"ها يا شهد قولتي إيه؟ موافقة ترجعيلي و نصلح كل حاجة من جديد؟"

أومأت له موافقة ثم أضافت:
"موافقة بس بشرط إنك تقف مع أبويا قصاد أبوك، أظن دا حقي و حقه بعد طردنا و بعد اللي حصل فينا".
_______________________

في الأسفل نزل «وليد» و الفتاة على ذراعه حتى وقف أمام شقة عمه «محمد» طرق الباب ففتحت له «عبلة» و حينما رآته بعدما تجاهلها هو في الصباح و على يده الصغيرة قالت بحنقٍ:
"و حياة مروة ؟! أنتَ من الصبح مطنشني و أخرتها راجعلي بعيلة صغيرة على إيدك، اللي جابلك يخليلك يا حبيبي"

رد عليها هو بهدوءٍ لم يخلو من مرحه:
"فيه إيه مالك بس، دا أنا جاي أعرفك عليها، أعرفك دي شروق"

طالعته بسخريةٍ فوجدت الفتاة تقول ببراءة:
"طب كدا هي عرفت أسمي و أنا معرفتش إسمها أنتِ اسمك إيه؟"

قبل أن تجاوبها تدخل هو يقول بخبثٍ مرح:
"دي طنط سوبيا يا حبيبتي، اسمها كدا و خلي بالك بقى شكلها حمضانة دلوقتي"

شهقت الطفلة وهي تقول بغير تصديق:
"سوبيا !! سوبيا بجد يعيني باباها مسميها كدا !!"

نظرت لها «عبلة» بحنقٍ بينما هو حاول كتم ضحكته وهو يقول:
"أصلها مولودة في رمضان كان الجو حر و صعب أوي علشان كدا سمناها سوبيا، عارفة بقى في رمضان، بنحطها في التلاجة"

كانت تضحك الفتاة على طريقته بينما «عبلة» شمرت ساعديها وهي تقول بغيظٍ منه:
"التلاجة دي أنا اللي هدخلك فيها يا بارد، دا أنتَ مستفز والله"

اقترب منها هو يقول هامسًا:
"أنا جيت اقولك إنك وحشتيني و بتوحشيني حتى و أنتِ قصاد عيوني، و إن كل حاجة صعبة عدت عليا، نظرة عيونك لوحدها بتنسيني الصعب يا....يا سوبيا"

ابتسمت بخجلٍ و هي تخفض رأسها فوجدته يبتسم لها و فجأة تحدثت الصغيرة وهي تقول بصوتٍ عالٍ:
"أنا مسمعتش كنت بتقولها إيه؟"

طالعتها «عبلة» بحنقٍ فوجدته يقول ببراءة:
"كنت بقولها تلحق تدخل جوة علشان متتخطفش، أنتِ عارفة بقى السوبيا قليلة اليومين دول"

أومأت له ببراءة بينما «عبلة» حركت رأسها نفيًا بيأس فوجدته يقول للصغيرة:
"بقولك إيه يا شروق انزلي عند ماما تحت و أنا هكلم طنط سوبيا و أجيلك"

أومأت له موافقة ثم ركضت بعدما أنزلها من على ذراعه، بينما «عبلة» تخصرت وهي تقول بحنقٍ:
"مين شروق دي اللي حضرتك ماسكلي فيها من الصبح؟ طالع نازل بيها على دراعك و كنت فوق بتعمل إيه مع شهد دي لوحدكم؟"

زفر هو بقوة وهو يقول:
"شروق دي عيلة، لو ربنا كرمني بدري شوية بيكي كان زماني معايا قدها، و شهد كنت بمهدلها اللي هيحصل مع راشد طالما هما عاوزين بعض"

سألته هي بضيقٍ:
"طب و أنا أولع عادي يا وليد؟ مفيش تقدير لمشاعري خالص؟"

مسح وجهه بكفيه معًا ثم رد عليها مُعقبًا:
"أنا لو مش بقدر مشاعرك مش هعبرك أصلًا، أنا بمهد الدنيا، و بعدين أنتِ من إمتى بقيتي كدا يا عبلة"

ردت عليه هي بنبرةٍ شبه باكية:
"ماهو أنا بقيت زي الغريبة في حياتك، بتفاجأ بيك بتتحرك و خايفة عليك بقالي كام يوم، و من الصبح و أنتَ مش قدامي و عمالة افكر أنتَ فين، أنا عارفة إنك بتعمل كدا علشاننا، بس أنا خايفة عليك"

ابتسم هو لها وهو يقول بمرحٍ:
"طب ما أنتِ حلوة يا بنت الناس أهوه، أومال بتحدفي دبش ليه؟ على العموم خلاص كل حاجة قربت تخلص، و نرتاح كلنا"

ردت عليه هي بحماسٍ:
"يا رب علشان أعصابي تعبت و مش حِمل بهدلة أكتر من كدا، كفاية بس إنك قصادي كويس"

أخذها هو بين ذراعيه وهو يقول بانهاكٍ واضح:
"حقك عليا علشان تعبك دا بس غصب عني، دا نصيب و مش بإيدي اختاره دا فرض عليا أني أتعب في حياتي زي ما نصيبي برضه ألاقي راحتي عندك هنا، كأن كل الدنيا ضدي و أنتِ جيشي الوحيد اللي في ضهري، نصيبك ربطك بيا و يوم ما هتزهقي أنا بنفسي هسيبك علشان مرضاش ليكي التعب"

تنفست بعمقٍ ثم ردت عليه بنبرةٍ مختنقة:
"أنا مش هزهق منك أبدًا يا وليد، و زي ما أنا في ضهرك علطول، هي هتفضل ترخي و تشد فينا بس أنا معاك على المر قبل الحلو"

ابتسم هو وهو يقول بنبرةٍ هائمة بعدما نظر في عسليتيها:
"فكرتيني و أنا بوصي ياسين قبل ما أروح عند ابراهيم، قولتله قول لعبلة إن حلو العُمر كان في وجودها و المُر في غيابها، و أنتِ أحلى ما مر في عمري و غيابك كان أمر من المُر نفسه"

شدد عناقها له وهي تقول بنبرةٍ شبه باكية:
"يجوا يشوفوا أنا بحبك ليه، بقى أنتَ متتحبش !! طب تيجي ازاي"
________________________

في شقة «مشيرة» كانت جالسة بمفردها فوجدت «جميلة» تطرق الباب و في يدها الطعام، فتحت الباب بجمودٍ سرعان ما تحول للدهشة حينما رآت ابنتها أمامها، بينما «جميلة» طالعتها بتوترٍ و هي تقول:
"أنا جبتلك أكل علشان عارفة إنك ماكلتيش من الصبح، اتفصلي"

ابتسمت لها «مشيرة» وهي تأخذ الطعام من يدها و قبل أن تغادر من أمامها قالت لها بنبرةٍ مهتزة:
"طب ينفع تقعدي معايا لحد ما أفطر؟ يعني بما إن حسان نزل الشغل و لسه مرجعش"

أومأت لها بقلة حيلة ثم دلفت خلفها تجلس على أحد المقاعد البعيدة نسبيًا عن والدتها، بينما «مشيرة» وضعت الطعام على الطاولة ثم جلست أمامه، و قبل أن تمد يدها على الطعام قالت بنبرةٍ مترددة:
"طب ما تيجي يا جميلة تقعدي قصادي، قعدة بعيد عني ليه...هو أنا هخطفك؟"

زفرت «جميلة» بقوة ثم جلست اقتربت منها تجلس بجانبها، ابتهج وجه «مشيرة» حينما وجدتها تجلس بجانبها، بينما هي أخفضت رأسها حتى لا تطالعها و تضعف أمامها، فمدت «مشيرة» يدها لها تمسك كفها و هي تقول بهدوء:
"عارفة ؟ أنا مش هطلب أكتر من كدا، كفاية أوي إنك قصاد عيوني و معايا و جايبالي الأكل بنفسك، دا كدا كتير عليا و الله"

طالعتها بتوترٍ سرعان ما تحول لمشاعرٍ أخرى لم تستطع هي الإفصاح عنها في موقفها مع والدتها، و قبل أن تذرف دموعها سحبت كفها منها وهي تقول بتوترٍ:
"طب كُلي بألف هنا و شفا و أنا هطلع أشوف طارق علشان لسه راجع من مشوار صعب"

قالت حديثها ثم هبت واقفة و قبل خروجها من باب الشقة سألتها «مشيرة» بنبرةٍ شبه باكية:
"جميلة هينفع أشوفك تاني قبل ما أمشي؟ أو ينفع لما أكلمك تردي عليا؟"

التفتت لها تطالعها و مع نظرتها المترجية حركت رأسها موافقة ثم ركضت من أمامها قبل أن تركض إليها تحتضنها.

في الأعلى في شقة «طه» أنهى «ياسين» عمله ثم توجه نحو شقة حماهُ، فتحت له«زينب» وحينما رآته قالت بودٍ:
"إيه النور دا يا حبيبي نورت البيت كله، اتفضل"

دلف وهو يقول مبتسمًا:
"دا نور حضرتك والله، معلش بقى متقل عليكم"

ردت عليه هي بمعاتبةٍ:
"ليه كدا بس هو دا مش بيتك زي ما هو بيت خديجة؟ متقولش كدا"

أومأ هو لها فوجدها تقول بمرحٍ:
"هي في أوضتها جوة، دخلت تريح شوية ادخلها هي مش بتعرف تنام بالنهار"

ابتسم هو لها ثم حرك رأسه موافقًا، طرق باب غرفتها فوجدها تقول:
"ادخلي يا خلود أنتِ رجعتي بدري من الدرس ليه؟"

أشرأب هو برأسه وهو يقول:
"طب ولو مش خلود مينفعش؟ أنا جاي من الشغل برضه و الله"

هبت منتفضة وهي تقول بنبرةٍ فرحة:
"أنتَ تدخل براحتك أي مكان، من غير استئذان يا ياسين"

اتسعت بسمته ثم دلف الغرفة وهو يغلق الباب خلفه فوجده تقترب منه تسأله بحنان:
"طمني عليك لسه جسمك تعبان و لا بقيت أحسن؟ أنتَ كنت بتتوجع و أنتَ نايم أوي"

اقترب منها هو يقول بهدوء:
"لأ أنا بقيت كويس أوي الحمد لله، و جبت علاج كويس أوي خفف ألم عضمي خالص، حتى الصداع كمان قل، متشغليش بالك أنتِ"

ردت عليه هي بمعاتبةٍ:
"كدا برضه ؟ مش عاوزني أشغل بالي بيك؟ أومال أشغله بمين يا ياسين؟ بس الحمد لله أني اطمنت عليك، و إن شاء الله لما نروح بيتنا هترتاح أكتر"

رد عليها هو بمرحٍ:
"أيوا ركزي على حوار بيتنا دا علشان الواحد مبيرتاحش غير في بيته برضه، ولا أنتِ رأيك؟"

ابتسمت هي له فوجدته يحتضنها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"و بما أني مبرتاحش غير في بيتي، حضنك بقى هو بيتي فخليني أحضنك"

سألته هي بتشككٍ:
"يا سلام دا تلكيك بقى يا عم ياسين"

رد عليها هو بمرحٍ ولا زالت كما هي بين ذراعيه:
"أحسبيها زي ما تحبي، و بعدين هو أنتِ مسمعتيش حسين الجسمي ولا إيه؟"

سألته هي بحيرةٍ:
"وهو حسين الجسمي قال إيه، هو قال حاجات كتير"

ربت على ظهرها وهو يغني بنبرةٍ هادئة لها:
"و بحبك وحشتيني....بحبك و أنتِ نور عيني....دا و أنتِ مطلعة عيني بحبك موت.....لفيت قد إيه لفيت....ما لقيت غير في حضنك بيت....و بقولك أنا حنيت بعلو الصوت.....و كأن الوقت في بعدك واقف مبيمشيش....و كأنك كنتي معايا بعدتي و مبعدتيش....في دمي حبيبتي و أمي و زي ما أكون ببتدي أعيش"

طالعته هي بدهشةٍ حينما سمعت صوته و هو يغني لها فوجدته يقول بمرحٍ:
"شوفتي بقى أني مجبتش حاجة من عندي و إن حسين الجسمي هو اللي قال كدا؟"

شددت عناقها له وهي تقول بفرحةٍ كبرى:
"صوتك قمر و أنتَ قمرين و يا بختي أنا و قلبي بيك يا ياسين"
______________________

في شقة «محمود» دلفها «حسن» بعدما فتحت هي له الباب، طالعها هو ببسمةٍ هادئة وهو يقول:
"مساء الخير يا أستاذة هدير، عندكم مكواة؟"

ضحكت هي عليه وهي تقول:
"لأ يا سيدي، أحنا بنحب الهدوم مكرمشة، قولي بقى عملت إيه النهاردة في يومك احكيلي"

ارتمى هو على المقعد وهو يقول بانهاكٍ واضح في نبرته:
"كان حلو بس ممل، حاجات كتير كانت بتتراجع و تتظبط و أنا المسئول عنها، بس تمام خلصت كل حاجة و جهزتها على التنفيذ"

جلست بجانبه وهي تقول بفخرٍ:
"عاش و الله فخورة بيك بجد، فكرة إنك تخلص كل حاجة مسئول عنها من غير ما تقصر أو تهرب كدا أنتَ جدع والله"

طالعها هو بغير تصديق وهو يقول بمرحٍ:
"بجد والله؟ يعني أنتِ فرحانة علشان أنا اشتغلت و كمان فخورة بيا؟"

أومأت له موافقة ثم أضافت مؤكدة:
"طبعًا، أنا كنت مستنياك أصلًا علشان تحكيلي تفاصيل يومك و جهزت الغدا كمان"

ابتسم هو باتساعٍ وهو يقول:
"أنا لو هشاركك تفاصيل يومي و آكل من إيدك علشان أنتِ محضرالي الغدا كدا أنا هبقى مبسوط أصلًا"

ردت عليه هي بهدوء:
"ربنا يبسطك دايمًا يا سيدي، احنا هنروح النهاردة بس لما وليد يخلص اللي هو عاوزه"

أومأ لها موافقًا ثم ارتمى بجسده عليها يلقى برأسه على فخذها بتعبٍ واضح و حقيقي، سرت قشعريرة في جسدها من فعلته تلك، فوجدته يتثاءب بقوة، رفعت كفها حينذاك تدلك رأسه بهدوء فوجدته يتحدث بنبرةٍ ناعسة:
"آه.....كملي كدا أبوس صوابعك صباع صباع يا شيخة، يلهوي ياما دا أنا فاتني كتير أوي"

ضحكت هي على طريقته و في تلك اللحظة تذكرت حديث بنات عمومها، فزفرت بقوةٍ ثم قالت بنبرةٍ خافتة لا تدري إن كان سمعها أم لا:
"و أنا معاك لحد ما أعوضك عن اللي فاتك، و لحد ما ترضى عن حياتك"

فتح عينيه على مضضٍ حينما وصله حديثها الذي بالكاد وصل مسامعه، بينما هي استمرت فيما كانت تفعله حتى جعلته يغمض جفنيه بشدة لا يدري لماذا يشعر بالتخبط هكذا، حتى أنه يخشى حبها حتى لا تتركه كما فعل كل من أحبه.
_________________________

بعد مرور ساعتين اجتمعت العائلة بأكملها في الأسفل بكل من فيها، حتى بعائلة الراشد بأكملها، فتحدث «محمود» يقول مستفسرًا:
"يا وليد يا بني احنا مستنين مين؟ و مجمعنا كلنا كدا ليه؟"

رد عليه «وليد» بهدوء:
"مستنين ابراهيم راشد يا عمي، هو زمانه جاي دلوقتي؟"

تدخلت «مشيرة» تقول منفعلة:
"هيجي هنا يعمل إيه هو ليه عين يجي؟ دا صنف بجح بصحيح، عيلة زبالة كلها"

رد عليها «إيهاب» باحراجٍ واضح:
"متشكر يا مشيرة مقبولة منك دي، رغم أني مليش دعوة بابراهيم"

لوحت له بكفها، بينما «ياسين» مال على أذن زوجته وهو يقول هامسًا:
"هي عمتو مالها هتموت ولا إيه؟ محموقة أوي كدا ليه"

ردت عليه هي بنفس الهمس:
"علشان هي متضايقة على وليد، هي رغم كدا بتحبه أوي صحيح اللي بينهم كان زفت بس برضه هتفضل عمته"

أومأ لها موافقًا و حينها دلف «ابراهيم» البيت و بمجرد ما سرى طيفه أمام العائلة بأكملها، ركض «ياسين» يقول بنبرةٍ عالية:
"محدش يتحرك هو متعلم عليه جاهز يا جماعة، هنخلص اللي احنا عاوزينه منه خليه يغور من هنا"
قال ذلك حينما لاحظ نظرة الشر تطل من أعين الجميع، بينما «وليد» اقترب منه يقول متشفيًا:
"شوف كل دول قصادك أنتَ، تخيل أنتَ حقير قد إيه، بس معلش أنا جايبك هنا علشان تخسر المال و البنون، بس أنا بحبك و هسيبلك العار زي ما قولتلك"

رد عليه هو بنبرةٍ جامدة:
"و دي هتعملها ازاي بقى؟ عاوزة ورق و محامي و أنا ورايا أشغال مش فاضي زيك"

ابتسم له وهو يقول بمرحٍ:
"و دي تفوتني يا هيما؟ دا أنا جايبلك عمدة الشئون القانونية في مصر، محامي مخضرم هيخليك تبكي زي بكاء قيس على الأطلال كدا"

سأله هو بسخريةٍ:
"ودا مين بقى إن شاء الله؟ رئيس المحكمة الدستورية؟"

_"لأ رياض الشيخ، أبو البشمهندس ياسين رياض الشيخ، اللي علم عليك في بيتك لامؤاخذة يعني"
تفوه بها «رياض» بعدما دلف البيت خلف «ابراهيم»، نظر الجميع لما يحدث بدهشةٍ عدا كلًا من «ياسين» و «وليد» الذي اقترب من «رياض» وهو يقول بمرحٍ:
"عمو رياض حبيبي، نورت بيتنا والله، صحيح ناس قدم الفقر و ناس قدم الخير و السعد زيك كدا"

ضحك له «رياض» وهو يقول بمرحٍ هو الأخر:
"هما كدا يا بني أصناف، ربنا يبعد عننا الصنف الزبالة دا"

تدخل «مرتضى» يقول بمرحٍ هو الأخر:
"نورت يا استاذ رياض والله مش عارف إزاي الأرض مساوية بينكم و شايلاكم كدا سوا، المفروض أنتَ تتشال فوق الراس"

مال «حسن» على أذن «وئام» وهو يقول هامسًا:
"ما تخلصونا من تلقيح النسوان دا و خشوا في المفيد يا عيلة رغاية عاوز أنام"

سمعه «طارق» فمال عليه وهو يقول بمرحٍ:
"ما تصبر يا عم حسن الليلة شكلها حلو أوي، خليهم يسلونا"

تدخل «وئام» يقول بنبرة هادئة:
"أو يمرمطونا، متسبقوش الأحداث"

بعدها جلس «رياض» في الوسط و علي يمينه «إيهاب» و على يساره «ابراهيم»، فتحدث هو بنبرةٍ عملية:
"دلوقتي أنا جالي الورق اللي فيه اعلام الوراثة، و عرفت كل واحد فيكم ليه إيه وعليه إيه، دلوقتي البيت بينكم بالنص و المخازن بالنص و مدخل البيت بالجنينة بتاعته بالنص"

تدخل «ابراهيم» يقول بحنقٍ:
"هو واخد مني ٧٠ ألف قبل كدا يتخصموا من حقه"

رد عليه «إيهاب» منفعلًا:
"الفلوس دي حق البضايع اللي كانت برة عند الناس و دول برة الحسبة أصلًا"

تدخل «رياض» يقول بنفس النبرة العملية:
"أنا فاهم كل حاجة و كل حاجة جاهزة، و معلش يا ابراهيم أنتَ مضطر تمضي على الورق دا علشان كل واحد فيكم ياخد حقه بما يرضي الله، ها قولت إيه"

زفر «ابراهيم» بقوة ثم قال بلهجةٍ حادة:
"هات يا عم الورق، يا رب نخلص"

وكزه «ياسين» من الخلف في كتفه وهو يقول بنبرة حادة:
"كلم أبويا عدل بدل ما أبوظ وشك تاني، شكلك مش محترم نفسك يا هيما"

تدخل «وليد» يقول بخبثٍ:
"خليه يجيب أخره علشان أنا محضرله مفاجأة حلوة أوي"

أمسك «ابراهيم» القلم ثم قام بالتوقيع على الورق حتى يذهب من أمامهم دون أن يقرأ من دون به، و بعد التوقيع، قام «وليد» بأخذ الورق وهو يقول متشفيًا:
"يؤسفني أقولك يا هيما إنك خسرت كل حاجة، لا فيه نص ليك و لا نص عليك، الورق اللي مضيت عليه دا كان تنازل عن كل حاجة أنتَ أجبرت أخوك يتنازل عنها، دلوقتي بقى أنتَ مضيت بتنازل عن كل حاجة لأخوك و لعيالك بالنص، يعني من الأخر كدا زي ما بيقولوا موت و خراب ديار و أنتَ الخراب حل على راسك بالجامد"

اندهش الجميع مما سمعوا، فسأله «طه» بتريثٍ:
"يعني كدا خسر كل حاجة يا وليد؟ كله كله"

أومأ له موافقًا فتدخلت «مشيرة» تقول بنبرةٍ منفعلة:
"في داهية تاخده، أنا عارفة مراته استحملته ازاي دا"

أخفضت زوجته رأسها بخجلٍ فوجدت زوجة «إيهاب» تربت على يدها و هي تعلم المعاناة التي عاشتها معه منذ زواجها منه، تدخل «راشد» يسأل بنبرةٍ تائهة:
"أنا مش فاهم حاجة، هو دا ينفع أصلًا؟"

رد عليه «رياض» مفسرًا:
"الورق اللي وصلي كان فيه تنازل من عمك عن حقه، و أكيد دا كان بالاجبار، مع اعلام الوراثة الأصلي و الورق اللي يثبت حقه اتأكدت انه ماضي غصب عنه، علشان كدا جهزت ورق التنازل و خليته يمضي على التنازل ليك و لعمك، يعني هو كدا معندوش أي حاجة و خصوصًا إن الورق القديم معايا و مش متسجل في الشهر العقاري، يعني ملهوش أي لازمة"

ابتسمت «شهد» باتساعٍ ثم اقتربت من عمها الذي وقف مدهوشًا بما حل على رأسه، تقف أمامه وهي تقول متشفيةً به:
"لما جيتلك اقولك اتجوز أنا وابنك احنا بنحب بعض ساعتها قولتلي عاوزاني أجوزهولك علشان تضحكي عليه و تاخدي كل حاجة مني أنتِ و ابوكي؟ و طردتني من بيتك و شتمتني، يمين بالله لو كنت في بيتي لكنت طردتك دلوقتي"

تدخل «حسن» يقول بمرحٍ:
"بس كدا، اعتبريه بيتك و اطرديه، أنتِ مش غريبة"

طالعته «هدير» بحنقٍ فوجدته يحمحم بقوة ثم غمز لها، بينما «ياسين» تحدث يقول بنبرةٍ شامتة:
"أنا بصراحة بيعجبني لفة الزمن أوي، و أنتَ الزمن دار عليك بزيادة، روح بقى كون نفسك من جديد"

أومأ له «ابراهيم» موافقًا ثم التفت حتى يغادر المكان و هو يشعر و كأن البناية هُدمت فوق رأسه، و قبل أن يغادر حرك رأسه ينظر بجانبه فوجد السكين الصغير موضوع بجانب الفاكهة، التفت برأسه فوجد «وليد» و «ياسين» بجانب بعضهما و على مقربة منهم عدة أشخاص من العائلة، حرك رأسه من جديد ينظر أمامه و في لمح البصر خطف السكين و قام بتخبئتها بعدما لاحظ انشغال الجميع عنه في الحديث و التشفي به، و فجأة التفت يركض نحوهما حتى يضرب من تطوله السكين مهما كان بينهما، فهو يكفيه رؤيتهما بالدماء حتى و إن كان واحدًا و قبل أن يلحظ أيًا من الوجودين ما يحدث وهو يندفع نحوهما بالسكين حتى يضرب أحدهما، تدخل جسدٍ أخر يحول بينهما حتى طُعن ذلك الجسد بالسكين، لتحل الصدمة على رأس الجميع غير قادرين على استيعاب ما حدث و لا من بين الجميع طُعن بالسكين حتى سقطت مغشيةً عليها بدماءها، فخرجت صرخةً مدوية من «جميلة» هزت على أثرها أرجاء البيت:
"مـــــامـــــا"
كانت صرخة وجع و ألم حينما رآت والدتها تقع على الأرض غارقةً في الدماء ليتضح بعد تلك الصرخة من بين الجميع طُعن بالسكين.

يُتَبَع
#الفصل_العشرون_الجزء_الثاني
#رواية_تَعَافَيْتُ_بِكَ

Fortsæt med at læse

You'll Also Like

629K 27.2K 40
[ ADULT CONTENT ] لَم أَتَوَقَّع آنِنيَ سأقع في حُبِّ شقيقُ زوجيِ مِن النَّظرَة الْأَوَّليّ كانَ رَجُلٌ مَهِيب يَسْرق الْقُلُوب قَبل الْعُقُول . اعل...
2.3M 34.5K 46
أَيُّهَا المُتمَرد علي عِشْقِي .. عُذْرًا فإنْ كُنْتَ ابنَ آدمِ فأنَا ابْنَةُ حَواء وإنْ كَانتْ شِيمَتُكَ التَّمَرُدُ .. فشِيمَتِي الكِبْرِيَا...
219K 19.8K 51
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
97.8K 2.8K 18
الكاتبة ألين ‏انتي دليل الشعر لا حَل هوجاس ‏أحيان أصب الشعر وأحيان أصبّتس ‏شوفتس يشد العين ويشدّ الأنفاس ‏مفتون منهو ذاق جرحتس وطبتس ‏الياس ما يدخل...