تَعَافَيْتُ بِكَ

By ShamsMohamed969

14.9M 633K 218K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... More

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️
تجميعة الحلقات الخاصة

الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)

90.1K 3.7K 2K
By ShamsMohamed969

"الفصل الخامس عشر"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
____________________

الأمر كله أمام تلك العيون....هي من جعلت القلب القاسي حنون.
___________________

المعضلة الوحيدة هنا أنك تملك عقلًا ناضجًا يبرز لك أن تلك الحياة لن تنفعك بشيء، مع قلبٍ رقيق مثل جناح الفراشة يخشى الوحدة حتى لا يصبح ممزقًا، و يقع كلاهما في جسدٍ هزيل لن يقوى على المقاومة... في كل الأوضاع أنتَ الخاسر الوحيد، الدموع في عيناكَ متحجرة و البكاء لن يفيد.

_"لا أبدًا أنا خطيب الآنسة مش أكتر"
تفوه «وليد» بقوله بملامح وجه ثابتة أمام ذلك الذي يطالعه بتعجبٍ تحول إلى الصدمة على الفور، أما هي فآثرت الثبات رغم ارتجافة يدها بين يده، أما «عمار» سأله بنبرةٍ مهتزة نتيجة صدمته:
"أنتَ....أنتَ بتقول إيه، خطيبها إزاي يعني؟"

_"خطيبها زي الناس، هي الناس بتخطب ازاي يعني"
جاوبه «وليد» بنفس الثبات و بلامبالاة جعلت «عمار» يشعر بغصة قوية في حلقه و هو يزدرد لُعابه بقوة، ثم وجه بصره نحوها يسألها بنبرةٍ متقطعة:
"هو ...خطيبك فعلًا ؟!"
 
قبل أن تُجاوبه هي وجدت «وليد» يقول بنبرةٍ جامدة:
"كلامك معايا أنا، و بعدين هو أنا هكدب عليك يعني؟ خلينا بس في موضوع الدرس، فيه و لا أخدها ونمشي أحسن؟"

ضغط «عمار» على جفنيه بشدة حينما شعر بالخذلان، لكنه فتحهما بتروٍ ثم حرك رأسه بإيماءةٍ بسيطة ثم سجل بياناتها دون أن يطلب منها، بينما «وليد» ارتسم الخبث على ملامحه ثم وجه بصره نحوها فوجد نظرتها متسائلة عن ماهية ما يفعله، فحرك هو رأسه من جديد ينظر له فوجده مُطرقًا برأسه للأسفل و هو يدون بياناتها، فسأله بخبثٍ:
"هو أنتَ مش هتطلب بياناتها؟ ولا هي مفتوحة على البحري"

رفع «عمار» رأسه يطالعه بضيق ممتزج بعلامات الحزن و هو يُجيبه:
"أنا حافظ البيانات مش محتاج أني أسأل عليها، علشان هي مش مفتوحة على البحري"

حينما خرجت كلمته الأخيرة بتهكمٍ واضح رفع «وليد» حاجبه و هو يقول بسخريةٍ:
"و هو أنتَ بقى حافظ بيانات كل الطُلاب كدا ؟ ماشاء الله دا أنتَ موسوعة بقى"

زفر «عمار» بقوة ثم أمسك البطاقة المخصصة لدخول الطلاب و هو يقول بهدوء لها:
"اتفضلي كارت الدخول أهو يا آنسة، الحصة قربت تبدأ و المشرفين جوة"

قبل أن تمد يدها تأخذ البطاقة وجدت «وليد» يمد يده و يأخذها هو ثم التفت ينظر لها وهو يقول بثباتٍ:
"ادخلي القاعة يا خلود يلا علشان فيه ناس طالعة"

أومأت له بهدوء ثم سألته بنبرة متسرعة:
"طب صح، أنتَ هتشمي و لا هتعمل إيه، يعني هرجع إزاي أنا"

رفع صوته حتى يصل لذلك الواقف خلفه يتابعهما باهتمام قائلًا:
"لأ طبعًا أنا هستنى هنا لحد ما تخلصي علشان أروحك"

قال جملته ثم التفت ينظر لـ «عمار» و هو يقول بمرحٍ خبيث:
"صحيح يا كابتن هي الكراسي دي ينفع أقعد استنى عليها، و لا لازم يكون معايا عضوية في السنتر"

زفر «عمار» بقوة ثم رسم الثبات على ملامح وجهه رغم الحزن البادي في نظرته و نبرته المهتزة و هو يقول:
"براحتك يا أستاذ الكراسي و السنتر تحت أمر حضرتك"

أومأ له باستحسان ثم التفت لها من جديد يقول لها بحب:
"يلا يا خوخة ادخلي و أنا هستنى هنا طالما مسموح"

نظرت له نظرة التقطها هو على الفور و كأنها تقول له لا فائدةٍ منك أبدًا، أما هو أومأ لها بأهدابه بثقة و كأنه يخبرها بأنه من يتولى زمام الأمور، انسحبت هي من أمامهما و كان واحدًا منهما يطالعها بخبثٍ و الآخر بحزن ممتزج بمرارة الخذلان، تلك التي تأسره في كل مرة تقع عيناه عليها، أما «وليد» فجلس على المقعد المقابل له حينما رآى الطُلاب يتوافدون خلف بعضهم يقفون أمام «عمار» حتى يقوم بتسجيل بياناتهم و لكن شتان بينه حاليًا و بين حاله عند دخولهما، راقبه «وليد» فوجده يأخذ بيانات جميع الطلاب، فتأكد مما ظن به أن «عمار» يهتم بها هي فقط، لذلك ارتسمت نظرة الاستمتاع على وجهه حينما أنهى «عمار» تسجيل بيانات الطلاب ثم ارتمى على المقعد بانهاكٍ واضح مع كتفين متهدلين و كأن عمره أصبح الضعف خلال ثوانٍ، ثم رفع رأسه ينظر أمامه فوجد «وليد» يجلس بثباتٍ و هو يحدق النظر به، ترك «عمار» مقعده ثم اقترب منه يجلس بجانبه، فطالعه «وليد» باستنكار من فعلته فوجده يقول بنبرةٍ مهتزة و كأنه يصارع نفسه للتحدث:

"هو احنا اتقابلنا قبل كدا ؟ أصل حاسس أني شوفتك أو اتعاملت معاك"
حرك «وليد» كتفيه ببساطة و هو يقول بلامبالاة:
"لأ مش فاكر بصراحة، بس هو أنتَ تعرفنا يعني؟ أصل حاسس إن فيه عشم بيننا كدا"

أومأ له «عمار» إيماءةٍ بسيطة ثم قال بهدوء بعدما ابتسم له باقتضاب:
"آه، يعني معرفة من بعيد أصل أخت الآنسة خلود تبقى مرات أخويا"

تصنع «وليد» الاندهاش و هو يقول بذهول:
"إيه دا معقولة أنتَ أخو ياسين ؟بس اللي أعرفه إن ياسين معندهوش أخوات أصلًا"

تنهد «عمار» ثم جاوبه بنبرةٍ ظهر الحب بها رغمًا عنه بقوله:
"لو بالدم هو مش أخويا، لكن لو بالقلب و الحب هو أبويا، مش هو لوحده هو و ياسر و خالد و عامر، أخواتي برضه، أكيد تعرفهم"

أومأ له «وليد» ثم قال بهدوء:
"عارفهم و هما صحابي أصلًا، أصل أنا ابن عم خديجة و خلود.... و فيه مشروع خطوبة بيننا لسه على البر"

نظر له «عمار» بحزن و هو يزدرد لُعابه بقوة فوجده يضيف:
"أنا افتكرتك كدا، أنتَ أخو عامر صح؟ أصل أحمد قالي إنك بتشتغل هنا، مش هوصيك بقى على خلود اعتبرها أختك يعني أي حد يزعلها تعرفني و ياريت تاخد رقمي"

أومأ له بانكسارٍ واضح و هو يسمع تأكيده للمعلومة للمرة التي لا يعلم عددها فوجده يمليه رقمه، أخرج هاتفه ثم طلب منه البداية من جديد، أملاه «وليد» الرقم بثباتٍ، أما «عمار» جلس بجانبه ينظر للفراغ و هو يتمنى أن كل ما حدث يصبح حلمًا لا أكثر، راقب «وليد» انفعالاته و تغير ملامح وجهه لذلك رأف بحاله ثم ابتسم له و هو يربت على كتفه، خرج «عمار» من شروده ينظر له مُتعجبًا فوجده يحمحم بقوة ثم قال بنبرةٍ عادية:
"أنا عاوز أقولك على حاجة بس ياريت تفضل سر بيننا و محدش يعرف أني قولتلك"

حرك رأسه باستفهام يطلب منه التوضيح أكثر فوجده يقول بثقة:
"أنا مش خطيب خلود، أنا أخوها الكبير بس علشان محدش يضايقها بقول أني خطيبها"

اتسعت حدقتي «عمار» بذهولٍ واضح و تبدلت نظرته إلى التوسل و كأنه يَتَلمس منه تأكيد قوله، فأومأ له الآخر ثم قال بهدوء:
"بس دا سر بيننا بقى علشان أنا استجدعتك و شايفك رجولة، و ياريت هي متعرفش أني قولتلك"

انفرجت شفيته ببسمةٍ بلهاء و هو يقول بمرحٍ مستفسرًا:
"يعني بجد مش خطيبها و لا أنتَ بتقول كدا و خلاص؟"

ابتسم له «وليد» ثم ربت على كتفه وهو يقول بطريقةٍ جادة:
"روح كمل شغلك يا عمار، أنا مش ههزر معاك"

أومأ له بقوة ثم سأله بخجلٍ واضح ممتزج بتردده:
"طب...طب سؤال معلش، أخوها إزاي و أنا عارف إن أخوها أسمه أحمد و أختها الكبيرة مرات ياسين"

تنهد «وليد» بقوة ثم جاوبه بلامبالاة:
"أنا ابن عمهم و أخوهم في الرضاعة، خير تحب تتأكد بنفسك ؟"

قالها «وليد» بنبرةٍ جامدة، أما «عمار» فـحرك رأسه نفيًا ثم سأله بتعجبٍ :
" لأ طبعًا أنا مصدقك، بس مستغرب ليه قولت إنك خطيبها، يعني طالما أخوها قول كدا و خلاص؟"

رد عليه «وليد» بثباتٍ يُوضح له حقيقة الأمر:
"علشان محدش يضايقها و لا يجيلها معاكسات زي ما كان بيحصل السنة اللي فاتت، مش فاضي كل شوية أروح سنتر اتخانق فيه"

ابتسم «عمار» ببلاهة بعد تأكده من حقيقة الأمر و هو يقول بفرحة:
"الـلـّٰه قولي بقى تشرب إيه بمناسبة الخبر الحلو دا"

نظر له «وليد» بحنقٍ فوجده يقول بترددٍ نتيجة خوفه منه بعد نظرته تلك:
"أنا قصدي يعني إن....إن وجودك هنا و طلعت أخوها و قاعد معايا دي حاجة حلوة ، قولي بقى تشرب إيه"

ضحك «وليد» رغمًا عنه ثم جاوبه بنبرةٍ مرحة:
"هات قهوة علشان مصدع، عقبال ما نشرب شربات فرحك يا رب"
_____________________

دلف «ياسين» شقته بهدوء، فوجد المكان خاليًا منها، قطب جبينه بـ حيرة و هو يذكر أسمها بنبرةٍ عالية و حينما مر على الشرفة وجدها بها تبكي بخوفٍ و الحاسوب أمامها، اقترب منها بلهفة و هو يقول باندهاش:
"بتعيطي كدا ليه يا خديجة؟ مالك طيب !!"

وجدها تبكي من جديد لذلك ضمها إليه وهو يربت عليها بقوة تزامنًا مع قوله الحنون:
"إهدي طيب و عرفيني مالك و إيه اللي زعلك كدا، أوعي يكون فيلم هندي من بتوعك، هرميكي من هنا والله"

قال جملته الأخيرة بمرحٍ جعلها تحرك رأسها نفيًا بقوة ثم ابتعدت عنه بقول بنبرةٍ متقطعة نتيجة بكاؤها:
"أصل....أصل، هقولك و متزعقليش و لا تزعل مني ؟"

نظر لها مؤكدًا حديثها بإيماءة بسيطة فوجدها تقول بخجلٍ بعدما مسحت دموعها:
"أنا كنت قولت لعبلة تبعتلي لينك كورسات من اللي هي بتاخدهم... و هي بعتتهم ليا بس قالتلي اشغلهم من على الاب توب أحسن من الموبايل....أنا حاولت والله لقيت الإيميل بتاعك مفتوح، روحت قفلته و جيت أدخل بالإيميل بتاعي نسيت الرقم و بعدين لقيت نفسي بدوس على حاجات كتير لحد ما كل حاجة اختفت حتى الحاجات بتاعتك، و من ساعتها وأنا عمالة أعيط علشان عكيت الدنيا وضيعت حاجتك"

تنهد هو بعمقٍ ثم سألها بهدوء يشوبه بعض المرح:
" و هي حاجة زي دي تخليكي تعيطي كدا يا خديجة؟ دا أنا افتكرت فيه عصابة خرجتلك من الشاشة علشان تعيطي بالمنظر دا"

ردت عليه هي بنبرةٍ شبه باكية:
"علشان مش بحب أبوظ حاجة لحد و مش بحب حد يزعل مني، فما بالك أنتَ بقى؟ خايفة تزعل مني ولا أكون بوظتلك الدنيا"

ابتسم هو لها بحنانٍ ثم اعتدل في وقفته وهو يقول بهدوء:
"أنا هدخل أغير هدومي و أجيلك نصلح كل حاجة و أسجلك أنا، خلي الرز بلبن دا معاكي ناكله سوا"

قال جملته و هو يمد يده لها بالحقيبة التي أعطتها له «ميمي»، أخذتها منه ثم تفحصتها بعدها سألته بمرحٍ:
"إيه دا أنتَ كنت فـ عقيقة ابنك ولا إيه"

أومأ لها ثم أضاف ساخرًا:
"آه، و علشان احنا عالم بِجحة حلفنا تدوقي عقيقة ابن ضرتك، عقبال عقيقتك يا ضنايا"

ابتسمت هي على طريقته فوجدته يتنهد بقلة حيلة ثم ذهب من أمامها بضيقٍ زائف.

بعد ما يقرب الـ ٢٠ دقيقة وجدته أمامها بعدما تحمم و بدل ثيابه بأخرى مريحة، ثم جلس مقابلًا لها و هو يسألها بهدوء:
" ها يا كتكوتة، وريني كدا بقى حصل إيه علشان مش فاهم منك حاجة"
وجهت الحاسوب نحوه بقلقٍ و هي تقول بتلعثمٍ واضح:
"بص كدا شوفوا جايب الشاشة دي و مش فاهمة منها حاجة"

أخذ الحاسوب ثم قام بوضعه على فخذه و هو يقول بسخرية بعدما أتضحت له المشكلة:
"يا شيخة خضتيني، دي مشكلة لو يونس ابن خالد هيعرف يحلها، هدخل الباسوورد تاني و كل حاجة هترجع تاني"

_"بجد يعني مفيش حاجة ضاعت منه ولا هو باظ !!"
سألته بتلهفٍ واضح جعله يضحك على رد فعلها ثم أدخل الرقم و أعاد كل شيء لموضعه كما كان، ثم وجه الحاسوب نحوها و هو يقول بهدوء:
"أهوه يا ستي كل حاجة بتاعتي رجعت تاني زي ما كانت، خلينا فيكي بقى عاوزة إيه أنتِ"

تنهدت هي بأريحية بعدما رآت ما يُطمئنها ثم قالت مُردفةً له:
"عاوز أسجل على لينك الكورسات هنا علشان أبقى أعرف أفتحه، بس أنا مش بعرف اتعامل مع اللاب توب"

أومأ هو لها موافقًا ثم اقترب منها بمقعده يجلس بجانبها ثم قال بهدوء:
"وريني كدا عاوزة تسجلي إيه و أنا هعملك اللي أنتِ عاوزاه"

أومأت له ثم فتحت هاتفها له حتى يرى ما تريده و هي تقول بنبرةٍ شبه خَجِلة:
"هو دا اللينك عبلة قالتلي إنه عليه كورسات اونلاين كتير و هتفيدني عمومًا في حياتي علشان هي مهتمة أوي بالحاجات دي"

نظر هو لها بتشككٍ ثم سألها بنبرةٍ مقررة أكثر من كونها مستفسرة:
"و هي فكرة الكورسات دي ظهرت كدا و لا من ساعة نسرين؟ جاوبي بصراحة يا خديجة"
زفرت هي بقلة حيلة ثم قالت بثباتٍ حاولت الاتسام به:
"بصراحة بقى آه، أنا عاوزة أستغل الوقت فـ حاجة مفيدة اتعلم حاجة جديدة تخليني مبسوطة و حاسة أني اتغيرت فعلًا، ياسين أنا طول حياتي مفيهاش حاجة ممكن أتباهى بيها عملتها، كل اللي فـ سني بيسافروا و يشتغلوا و يجربوا حاجات جديدة، لكن أنا مخرجتش من بيتنا أصلًا، حد يصدق إن واحدة فـ سني محضرتش فرح غير وهي عندها ٢٤ سنة، يمكن أكون خفيت و خوفي قل، لكن برضه إحساس الفشل ملازمني و دا غصب عني"

تنهد هو بعمقٍ ثم ابتسم لها يقول بهدوء:
"أنا عارف كل حاجة و عارف أنتِ حاسة بإيه يا خديجة، و فوق كل دا أنتِ شخصية عظيمة في عيني، أنتِ مش مؤذية و مش بتاعة انتقام من حد، أنتِ بنت أصول محافظة على الحلو اللي فيكي وسط ناس بتجري علشان تبقى وحشة و تثبت نفسها، من حقك طبعًا تطوري نفسك و تنجحي و أنا واجب عليا أدعمك و أقف معاكي زي أي حد سوي نفسيًا، لكن اللي مش مقبول أني أشوفك حاسة بالذنب على حاجة ضاعت مش بإيدك تغيريها، اللي فات مشي و مش بتاعنا يا ننساه يا نتعلم منه، مش نفضل نتألم منه ؟! ها فهمتي؟"

أومأت له بامتنان حقيقي فوجدته يبتسم لها ثم قال بمرحٍ:
"ابعتيلي اللينك بقى علشان أسجلك، كدا كدا مراتي شاطرة مش محتاجة حاجة علشان تثبت بيها نفسها"

صفقت بكفيها معًا بحماس شديد ثم أمسكت هاتفها ترسل له رابط التقديم، أخرج هو هاتفه ثم قام بربط الهاتف بالحاسوب ثم وجه الحاسوب نحوها و هو يقول بهدوء مُردفًا لها:
"بصي يا ستي أنا عملت إيميل جديد ليكي علشان التاني أنتِ نسياه، خدي بقى أعملي باسوورد علشان تفضلي فكراه"

حركت كتفيها ببساطة وهي تقول بهدوء:
"طب ما تسجله أنتَ، كدا كدا هنساها أساسًا، الحاجات البسيطة اللي زي دي بتقع مني ساعات"

_"على يدي طبعًا، دا أنتِ نسيتي شقتنا مش هتنسي باسوورد الإيميل بتاعك"
قالها هو بسخرية جعلتها تنظر له بحنقٍ فضحك على هيئتها ثم أضاف مُردفًا بمرحٍ:
"متضايقيش أوي كدا يا ست الكل، ما هو أنتِ غريبة برضه، أي بنت بتحلم تشوف شقتها اللي هتعيش فيها طول عمرها مع حبيبها، يعني فين الحماس بقى"

ردت عليه بتعالٍ زائف و هي ترفع رأسها بشموخٍ قائلة:
"أنا أصلًا محبتكش غير بعد فترة كبيرة، يعني مكنتش مهتمة أني أشوف مكاني معاك بصراحة"

حرك رأسه للجهة الأخرى ينظر لها بتشككٍ فوجدها كما هي تتكبر عليه، لذلك اقترب منها يقول هامسًا بخبث:
"كدابة يا ست الكل، عينك من أول مرة شافوني حبوني، نطقوا و قالولي إنهم مستنييني، أنتِ وقعتي فيا من أول مرة بس كنتِ بتعاندي مش أكتر، علشان كدا أنا أتمسكت بيكي"

أمام نبرته تلك ردت عليه بقلة حيلة:
"أعمل إيه طيب، هما اللي ضحكوا عليا و قالولي أني مش حلوة علشان كدا معشمتش نفسي، علشان ماخدش على دماغي"

ابتسم هو لها بهدوء ثم تحدث متشدقًا بنبرةٍ ظهرت فيها عاطفته حينما قال:
"كَــاذبٌ مَــن قَــال أنّــكِ لَـــسـتِ جَــمّيـلة....فَــأنّــتِ تَــمــلُكـينَ قَــدرًا مِــن الـجََمـال؛ يَــجعَل الـقَـمَـر يَــودُ مُــجـاوَرَتَـكِ حَــتـىٰ يَــصِـلّ لِـلإكـتـمال"

طالعته بدهشة جلية على ملامح وجهها و نظرتها حينما فاجئها بقوله المُحب، فوجدته يغمز لها بطرف عينه وهو يقول بمرحٍ كعادته:
"خلاص يا ست الكل طالما سكتِ يبقى كدا أتثبتِ"

اقتربت منه تمسك وجهه ثم طبعت قبلة قوية على وجنته ثم تبعتها بقولها المرح:
"إيه الحلاوة دي، تتاكل أكل والله، عيني عليك باردة يا ابن زُهرة"

ضحك هو عليها بقوة ثم أضاف قائلًا بمرحٍ:
"طب أكلي ابن زُهرة علشان جعان لحد ما أخلص تسجيل، علشان أعرف أحلي بمزاج"

خرجت كلمته الأخيرة بخبثٍ فطالعته هي بحنقٍ، فوجدته يضيف مردفًا ببراءة كاذبة:
"هحلي بالرز بلبن يا ستي مالك، محدش جاب سيرتك يا بقلاوة"

ضحكت هي على طريقته ثم تركته حتى تقوم بتجهيز العشاء، أما هو استأنف التسجيل من جديد و هو يبتسم على طريقتها المرحة معه.
____________________

جلس «وليد» يراقب «عمار» مع الطلاب و للحق أُعجب بطريقته المهذبة مع الفتيات و مرحه مع الشباب و كأنه رفيقًا لهم، و ما تأكد منه هو نظرته التي تحمل الحُب لها و خاصةً تبدل ملامحه عندما علم أنها شقيقته، لذلك ابتسم بأريحية ثم قال مُحدثًا نفسه بسخرية:
"شكلك هتتعب معانا شوية يا عمار....بس كله يهون علشان خوخة"

بعدها خرجت «خلود» من الدرس ثم اقتربت منه و هي تقول بانهاكٍ واضح:
"يلا يا وليد علشان عاوزة أنام، دماغي ورمت"

أومأ لها موافقًا ثم حرك رأسه جهة اليسار قليلًا، يُطالع «عمار» المُبتسم لهما و هو يراهمًا معًا بعدما علم برابطتهما سويًا، فسأله بمرحٍ يشوبه بعض الخبث:
"عاوز حاجة يا عمار؟ احنا هنمشي بقى"

رد عليه الآخر بهدوء:
"تسلم يا وليد، شرفتنا و هستناك تيجي تاني بقى"

نظرت له «خلود» بتعجبٍ من تغيره و من طريقتهما سويًا، فوجدت «وليد» يمسك يدها ثم أنسحب بها من أمامه بعدما لوح له مودعًا، أما «عمار» فتنهد بعمقٍ و علامات الراحة مرتسمة على ملامح وجهه ثم أخرج هاتفه و هو يطلب رقمٍ ما و حينما وصله الرد قال هو بحماس:
"و عليكم السلام يا شيخ أيوب، أنا عاوز أقولك أني هحافظ على قلبي و قلبها علشان متضيعش مني، أنا جربت إحساس صعب من شوية و بصراحة عاوز أتكلم معاك"
وصله الرد من الجهة الأخرى فقال هو بنفس الحماس:
"خلاص و أنا مروح هعدي عليك علشان أحكيلك كل حاجة"

في الأسفل ركبت «خلود» بجانبه السيارة و هي تسأله مقررةٍ:
"أنا بقى عاوزة أعرف حصل إيه و اللي عملته دا كان لازمته إيه يا وليد؟ وبعدين قولتله إيه خليته اتكلم معاك كويس كدا ؟!"

زفر هو بقوة و هو يحرك السيارة ثم رد عليها مُردفًا:
"أنا قولتلك أني عاوز أختبره و فرصتي جاتلي لحد عندي يا خلود، كان لازم أعرف طريقة تفكيره، و اللي حسبته طلع صح، منكرش أنه فاجئني بطريقته، لكن كان لازم أعرف أختي مين بيحوم حواليها"

سألته هي بنبرةٍ حائرة بعد حديثه:
"طب و أنتَ فكرت فـ إيه يعني يا وليد؟ و بعدين فاجئك إزاي يعني؟"

تنهد هو بعمقٍ ثم قال بهدوء بعدما نظر لها:
"عمار دا بيحبك يا خلود، و شكله كدا واقع كمان، و دا أنا متأكد منه و باين في كل تصرفاته"

نظرت له باستنكارٍ واضح على وجهها فوجدته يضيف بتأكيد:
"دي حاجة مؤكدة خلاص، أنا قصدت أقول إنك خطيبتي علشان أشوف رد فعله و هو زعل و عينه نطقت بالحزن، و لما راقبته و هو بيشتغل خد أسامي الطلاب كلها بنات و ولاد، لكن أنتِ كتب بياناتك من غير طلب، و دي تفاصيل صغيرة مش بتعلق مع أي حد، الغريب إنه يا متربي أوي زيادة عن اللزوم يا حويط و بيرسم صح، حاجة كدا نظام تشويق"

سألته هي بنبرةٍ تائهة:
"طب و أنتَ ليه بتقول كدا؟ أقصد يعني، ليه بتقول عنه كدا"

حرك كتفيه ببساطة وهو يقول مُردفًا:
"كل الحكاية يا خلود إنه عينه و نبرته فضحاه و خصوصًا و أنا بقوله إنك مش خطيبتي و أني أخوكي، هو حاله اتبدل و لولا المكان كان خدني في حضنه، بس طبعًا أنتِ عارفة هتعملي إيه"

حركت رأسها نفيًا بهدوء فوجدته يقول مؤكدًا:
"أنتِ لسه صغيرة يعني قدامك دراسة و تعليم و علشان تدخلي الكلية اللي أنتِ عاوزاها موضوع عمار دا تشليه من راسك خالص، على الأقل لحد دخولك الكلية، و أنا وعد مني لو هو فعلًا جد و محترم زي ما هو واضح قدامي كدا، موضوعك دا أنا اللي هخلصه، زي ما وعدت أحمد إني أخلص موضوعه مع سلمى"

ردت عليه بنبرةٍ مصطنعة التجاهل و اللامبالاة:
"على فكرة مش فارق معايا أصلًا، و ياريت ميعشمش نفسه علشان مستحيل طرقنا تتقابل، أنا ورايا تعليم و جامعة و عاوزة أثبت نفسي، هو لو قدامه فرصة ربنا يكرمه، كدا كدا مش مقتنعة بطريقته أصلًا"

ابتسم هو بسخرية ثم قال:
"فيه حاجات لازم نحسبها بالعقل علشان تتم صح، و حاجات لازم يبقى فيها عاطفة علشان تاخد حقها، الحلو هنا إنك توازني بين الاتنين، عمار دخل دماغك، يعني لو سنكم أكبر و جه يتقدم ليكي كنتي هتوافقي عادي، لكن سنكم صغير و علشان كدا صعب، لما يجي وقتها أكيد كل حاجة هتكون اتغيرت يا خلود، بس أهم حاجة إنك تفضلي زي ما أنتِ، لا كلام و لا أي حاجة"

أومأت له مؤكدة ثم قالت حتى تغير مجرى الحديث بعد شعورها بخجلٍ طفيف يداهمها:
"طب فكك بقى من الحوارات دي و قولي هتأكلني إيه علشان جعانة و نزلت من غير أكل"

ابتسم هو لها ثم قال بهدوء:
"شوفي أنتِ عاوزة تاكلي إيه علشان أنا كمان ماكلتش من الصبح"

نظرت له بحماس و هي تقول:
"حواوشي و بيبسي و مخلل و اعمل حساب أحمد معانا"

أومأ هو لها موافقًا ثم قال مُرحبًا بمقترحها:
"ماشي يا ستي عيني ليكي، نجيب حواوشي و نعمل حساب أحمد معانا"
___________________

عند «عمار» أنهى عمله ثم توجه نحو المسجد للشيخ «أيوب» حتى يخبره بما حدث معه، و بالفعل دخل له و جلس بجانبه و كان الآخر في انتظاره، تنهد بعمقٍ ثم قام بسرد ما حدث في المركز التعليمي من قِبل «وليد» تجاه «خلود» و الآخر يستمع إليه بانصاتٍ واضح، أنهى هو حديثه ثم أضاف من جديد بنبرةٍ حائرة:
"أنا لما سمعته بيقول خطيبها حسيت إن الدنيا اتهددت فوق دماغي و غصب عني صعبت عليا نفسي، طلع إحساس إنك تغير على حد مش من حقك دا صعب أوي، كنت عاوز أعيط ساعتها، و لما هو قالي إنه أخوها أنا فرحت و اتغيرت فـ ثانية و حسيت بأمل جديد بيتولد جوايا إنها هتبقى معايا، سؤالي هو ليه أحس بحاجة زي دي صعبة عليا و أنا واعد نفسي أحافظ عليها لحد ما ربنا يكرمني بيها"

تنهد الشيخ «أيوب» يقوة ثم قال مُردفًا:
"اللي حصل دا يا عمار جرس انذار لقلبك و إشارة من ربنا ليك، مش كل الناس محظوظة إنها تتنبه بالخير زيك كدا، أنتَ النهاردة جربت إحساس إنها ممكن تضيع منك و ممكن تكون مش ليك أصلًا، خلي الاحساس دا دايمًا قصادك إنك جربت فكرة إنها مش ليك، الشيطان يا عمار مش هيسيبك في حالك، أنتَ امبارح سألتني عن الحب و أنتَ اقتنعت بكلامي، بس هواك و شيطانك مقتنعوش، بل بالعكس الشيطان هيخليك تغلط و يزين غلطك دا على أساس إنه صح من كذا باب بقى زي، إنك عاوز تكلمها علشان تضمن إنها ليك، و من باب إنك عاوز تتأكد من مشاعرها، و من باب إن حيرتك تهدا شوية، و من باب إنك بتفاتحها علشان تتأكد إن مفيش غيرك، كل دي أبواب للغلط مجرد واحد فيهم ما يتفتح معاك هتلاقي الغلطات أكتر و أكتر"

رد عليه «عمار» بلهفةٍ ممتزجة بتعجبه:
"أنا فعلًا فكرت كتير فـ كدا، بس إيه الخطوة اللي ممكن واحد زيي ياخدها علشان يتطمن إنها هتبقى ليه، و في نفس الوقت أنا حياتي فيها خطوات كتير أوي و جامعتي لسه مشوارها طويل"

جاوبه «أيوب» ببسمةٍ هادئة:
"الحل إنك تسيب الدنيا زي ما هي و تتوكل على الله، و تدعي من قلبك إن ربنا يكرمك بيها، بس طالما بتقول أخوها إداك رقمه يبقى تكلمه و تشرحله موقفك و ظروفك، و هو أكيد هيتفهم وضعك و ظروفك، دا أنتَ كمان هتكبر في نظره كونك إنك احترمته و معملتش حاجة حرام، صدقني أنتَ الكسبان الوحيد اللي في الموضوع، حتى لو هي مش ليك يبقى أنتَ كسبت راحة بالك"

أومأ له «عمار» موافقًا ثم قال موافقًا اقتراحه:
"أنا فعلًا هكلم أخوها و هو أكيد هيفيدني، أنا متفائل بيه و حاسس إنه هيساعدني"
________________________

بعد مرور عدة أيام على تلك الأحداث حتى أتى يوم الخميس، و كانت الأيام تحت شعار و يبقى الحال كما هو عليه، فالأوضاع جميعها كما هي «وليد» ذهب لعمله و يعود في المساء يجلس في غرفته أو يتحدث مع «ياسين» و أصدقائه، أما «عبلة» فهي كما هي في حزنها و صمتها و ما زاد دهشتها هو تهربه منها ففي خلال الأيام المنصرمة لم تتقابل معه، ولا دارت بيهما أية أحاديث بل مقاطعة تامة أثارت تعجب العائلة بأكملها،

أما «هدير» فاعتادت على وجود «حسن» معها يوميًا حتى أنها تقوم باعداد الطعام و هو يساعدها به و يتلعم منها و في المساء تقوم هي بتشغل أحد الأفلام الكرتونية و تشاهده برفقته وهي مُلقية لرأسها على كتفه كما اعتادت في الأيام السابقة و هو يحضتنها بذراعه حتى شعر معها بالونس الذي افقتده طوال حياته، حتى في زواجه للمرةِ الأولى أما الآن هو يشعر أن هي من تناسبه حتى تنير عتمة ليله و تنير بوجودها قلبه.
أما «خديجة» فكانت تشعر بالحماس و هي تتابع كورسات التنمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، و «ياسين» يدعمها و يقوم بمتابعة ما تتعلمه و هو فخورٍ بها.

و في يوم الخميس في وسط النهار أنهى «وليد» عمله ثم ذهب لمقابلة الطبيبة النفسية دخل و هو يقول بانفعالٍ واضح:

"بصي بقى أنا سمعت كلامك إزاي معرفش، و عمري ما قدرت حد و اتكلمت معاه، بس أنا بعدت عنها أسبوع كامل و دي حاجة كانت مستحيلة بالنسبة ليا، أكتر من كدا مش هقدر أبعد عن عبلة، حتى لو علشاني أنا، شوفتها مرتين عينها قالت كل كلام العتاب اللي في الدنيا"

كانت نبرته منفعلة بشدة حتى توقف عن الحديث و هو يلهث بقوة، أما الطبيبة فعادت للخلف وهي تقول بثقة:
"أولًا أنتَ سمعت الكلام علشان خاطر نفسك مش علشاني، خوفك إنك تخسر عبلة للأبد هو دا اللي حركك، و بعدين أنتَ اللي جيت طلبت مني مساعدة لكن أنا مطلبتش منك تيجي هنا علشان تنفعل عليا كدا، و اقعد بقى علشان أعرف اتكلم معاك"

زفر هو بقوة ثم اقترب منها يجلس على المقعد المقابل لها فوجدها تمد يدها له بزجاجة المياه، أخذها هو منها بهدوء ثم ارتشف منها بقوة، أما هي فتنهدت ثم قالت مستفسرة:
"ها قولي بقى الأسبوع مر عليك إزاي من غيرها؟ يعني إيه اللي حصلك و أنتَ بعيد عنها"

زفر هو بقوة حينما تذكر مرارة الأيام السابقة عليه و هو يقول بهدوء ممتزج بالحزن:
"كان أصعب أسبوع يعدي عليا من بعد أيامي في المصحة، أسبوع كان كله ألم و وجع عليا و على قلبي، بصراحة كل يوم كنت بقول أني هكلمها خلاص تيجي حاجة تانية تخوفني من فكرة ضياعها مني، أنا قولتلك إن عبلة هي الأمل يعني وجودها بيطمني أني ممكن أرتاح في حياتي حتى ولو لفترة مؤقتة، طول الاسبوع دا كان نفسي أبص في عينها، بس إزاي و أنا مش قادر على حاجة زي دي، إزاي و أنا سبب دموعها دي....أسبوع متنماش حتى عدوي يشوفه"

ابتسمت هي له ثم قالت مُردفةً بثبات توضح له موقفها:
"أنا فرحانة بيك إنك قدرت تكمل الاسبوع دا، و فرحانة أكتر إنك معترف بمشكلتك و إنك عاوز تكون حد تاني يستاهل عبلة، مشكلتك يا وليد إنك عانيت فترة من الخذلان سواء من أصحابك اللي خلوك تدمن، أو من أفراد عيلتك زي عمتك و هدير أو عبلة و اللي حصل زمان لما رفضتك و رفضت حبك، عقلك علطول مجهزك إنك تكون واخد وضع الدفاع و الهجوم مع بعض، يعني لو جاتلك فرصة تصاحب ناس و تثق فيهم غصب عنك هتخاف، و لو جاتلك فرصة إن حد متقبل عيوبك و ماضيك برضه هتشك إنك غير مقبول لأن خذلانك الدائم مخليك تخاف من العلاقات، و مع أول موقف حصل لحد غيرك لقيت نفسك بتخاف لأن عقلك عمال يحط في تنبيهات ليك و أنتَ بترفضها"

قطب جبينه يسألها بنبرةٍ حائرة:
"طب و ليه خلتيني أبعد عن عبلة أسبوع كامل، إيه الاستفادة يعني؟"

ردت عليه بنفس الثبات:
"علشان أخلي عقلك يستوعب خطورة بعدها عنك، أنا بصراحة قولت إنك مس هتكمل الاسبوع من غيرها، بس إرادتك من حديد في حبها، دلوقتي بقى أنا عززت قوة تمسكك بيها علشان تكمل معايا خطوات العلاج الصح، ممكن تعتبر إن النهاردة مكافأة ليك علشان استحملت الاسبوع من غيرها و تكلمها النهاردة"

نظر لها باستنكارٍ واضح على ملامح وجهه فوجدها تحرك رأسها موافقة تؤكد حديثها ثم أضافت:
"أهم حاجة في المرحلة الجاية يا وليد هي علاقاتك، يعني الاستقرار فيها يكون عالي جدًا سواء العائلية أو العاطفية أو الصداقة، عاوزاك تحاول تركز أكتر مع كل اللي معاك و تكون أنتَ الطرف المتمسك بيهم، دلوقتي بقى تقدر تروح تصالح عبلة و أنا هتواصل معاك"

أومأ لها موافقًا ثم هبَ واقفًا حتى يتركها لكنه أعاد أدراجه من جديد يلتفت لها و هو يسألها بنبرةٍ مستفسرة:
"صح بالنسبة لهدير إيه الدنيا؟ يعني البت هتفضل على الصامت كدا كتير؟ عاوزين نسمع صوتها إنشالله حتى تكاكي في وشنا"

ابتسمت و هي تحرك رأسها بيأسٍ منه و من طريقته ثم قالت مُردفةً:
" طول ما حالتها النفسية مستقرة دي حاجة كويسة جدًا و أنا اتواصلت مع حسن و قالي إنها عيطت كذا مرة"

أومأ لها مؤكدًا ثم أضاف متهكمًا:
"أنا عارف إنها عيطت الحمد لله، بس عاوزينها تتكلم، نعمل إيه علشان نسمع صوتها"

تنهدت هي بعمقٍ ثم أضافت توضح له:
"اللي عند هدير دا اضطراب بعد صدمة يعني علاجه صعب و بياخد وقت، أهم حاجة إنها تكون مستقرة نفسيًا، و دا واضح من كلام حسن، لكن إن صوتها يرجع دي ليها عدة أشكال كتير جدًا"

نظر لها متسائلًا يود منها التوضيح أكثر، فوجدها تتابع:
"اقصد إن حالة ربط اللسان دي ساعات بترجع لوحدها و ساعات نتيجة صدمة جسدية زي وقعة أو خبطة جامدة بيحصل حالة رد لـ اللسان أو ممكن مشاجرة عنيفة تخلي الادرينالين يندفع في جسمها و بالتالي رغبتها في الكلام هتزيد و ممكن يحصل و تتكلم فعلًا، خلينا بس منتظرين استقرار نفسي أكتر و خاصةً إن حسن قادر يتعامل مع وضعها"

رغم لمحة الخبث البادية في نظرته إلا أنه قال بثباتٍ:
"تمام يا دكتور عن اذنك بقى علشان ورايا مشوار مهم"

أومأت له موافقة و هي تراقب انصرافه من أمامها، أما هو بمجرد خروجه من العيادة دلف سيارته ثم أخرج هاتفه يقوم بعمل شيئًا هامًا و بعدها ابتسم باتساع حينما وصل لما يريد ثم توجه لمنزل «ميمي» كما طلب منه الشباب.
_____________________

في شقة «حسن» قاما سويًا باعداد وجبة الغداء و سط المرح منه و سخريته عليها أما هي فكانت تحرك رأسها بيأس و هي تتابع ما تقوم به، خرجا معًا من المطبخ و هما يحملان الطعام في إيديهما ثم وضعاه على الطاولة الصغيرة الموضوعة في الجهة المقابلة للشاشة، أما هو ارتمى على الأريكة ثم قال بمرحٍ:
"شغليلنا بقى فيلم كارتون حلو من بتوعك دول، علشان بصراحة حبيت الكارتون أوي يا هدير"

أومأت له بقوة و هي مبتسمة ثم أمسكت جهاز التحكم تختار ما سيشاهداه معًا، و هو يراقبها ببمسةٍ هادئة على وجهه لا يصدق حتى الآن أن الله أكرمه بمن يشاركه و حدته و ظلمة لياليه، فجأة وجدها تحرك رأسها نحوه بحماسٍ شديد و رافق حركتها تلك بسمةٍ متسعة على وجهها مع رفع ذراعها نحو الشاسة، حرك هو رأسه بـ حيرةٍ واضحة نحو الشاشة حتى وقع بصره عليها، و حينما رآى الفيلم ابتسم لها باتساعٍ ثم سألها بهدوء:
"دا فيلم Frozen بتحبيه يا هدير"

أومأت له بقوة ثم تنهدت بقوة مع لمحة حزن ظهرت على وجهها فوجدته يرفع رأسها بعدما أطرقتها للأسفل و هو يقول مستفسرًا بحنان:
"زعلتي ليه كدا مالك يا هدير؟"

أغلقت أهدابها على مقتليها حتى لا تبكي من جديد ثم أمسكت هاتفه ترسل له:
"أخر مرة اتفرجت عليه كانت مع ماما و عبلة، ساعتها كنت فرحانة أوي، و كنت عمالة اتريق على ماما علشان كانت بتتفرج معانا، لو أعرف إن دا كان هيحصل كنت فضلت في حضنها الليلة دي كاملة"

قرأ ما أرسلته لها بعدما نظر في هاتفه، و حينما قرأ ما أرسلته له تنهد هو بقوة ثم اقترب منها يقول مُلطفًا للأجواء بهدوء:
"الله يرحمها يا هدير ادعيلها، بس هو أنتِ بتغيظيني يعني علشان أمي مكانتش بتتفرج معايا على الكارتون"

ابتسمت على طريقة حزنه المصطنعة فوجدته يبتسم هو الآخر ثم قال بهدوء:
"يلا ناكل علشان الأكل ميتلجش، أنتِ جايبة لينا فيلم عاوز دفايا"

أومأت له موافقة فوجدته يعتدل في جلسته و هو يقرب الطعام منها، أما هي فنظرت له بحبٍ بالغ و هي ترى طريقته الهادئة معها على الرغم من كونها شخصًا مليئًا بالعيوب، و لكن هو ألطف ما هادتها به الأيام.
_______________________

في أسفل شقة «ميمي» أوقف «وليد» السيارة ثم أخرج هاتفه يتابع مشاهدات المقطع الذي قام بوضعه بطلبٍ من «عامر» و حينما رآى مشاهدتها له ابتسم باتساع ثم نظر في القائمة من جديد فكان المقطع عبارة عن أغنية شعبية و هي:
"عاوزين نصون الوعد و لا يفرقنا بُعد، كدا فـ مشوار هوانا بدل ما نغز بعض"

بعدها قام بالبحث عنها في قائمة الحالات بعض انقطاع عن المشاهدة دام لمدة أسبوع كامل و حينما رآت ذلك المقطع قامت هي بوضع مقطعًا و كأنها بذلك ترد عليه و هو:
"لو ناوي يرجع يا أهلًا...لو في باله يجيلي فعلًا بس مكسوف مني مثلًا....حد يحكيله أني أصلًا كنت مستنيه....لو ناوي يرجع يا أهلًا مش هقوله لأا أبدًا.... إزاي و أنا محتاجله دايمًا و اللي هيقولهولي طبعًا مش همانع فيه"

ابتسم باتساع حينما التقط تلميحها بتلك الأغنية ثم قال بمرحٍ:
"يا إبن اللذينَ يا عامر، دي جابت معاها بجد"
لذلك ركض من سيارته ثم صعد إلى شقة «ميمي» وقف أمام الشقة ثم تذكر موضع المفتاح حينما أخبره به الشباب، لذلك قام بفتح الباب ثم ركض نحو الداخل و مع المنظر المعتاد ركض هو الآخر على طاولة السُفرة بجانب «عامر» تحت نظرات الدهشة من «خالد» و «ميمي، أما هو اقترب من «عامر» ثم احتضنه فجأة و هو يقول بمرحٍ:
"أنا بحبك ياض يا عامر، تصدق بالله أنتَ رجولة و كفاءة"

ابتعد عنه «عامر» يقول بمرحٍ:
"قول و الله، ربنا يجبر بخاطرك زي ما أنتَ جبرت بخاطري كدا يا وليد"

في تلك اللحظة دلف «ياسين» و «ياسر» خلفه و حينما وقع بصرهما على «وليد» و «عامر» فوق الطاولة و «خالد» في الأسفل، تحدث «ياسر» يقول بسخرية:
"هو عامر و وليد عملوا تشكيل عصابي عليك ولا إيه يا خالد، إيه يا ميمي حصل إيه"

حركت كتفيها ببساطة وهي تقول بنبرةٍ حائرة:
"و الله كالعادة قاعدة في لقيت عامر بيجري على السفرة و خالد داخل الشقة جري وراه، ومفيش دقايق لقيت وليد بيجري على السفرة هو كمان و حضن عامر، أنا خلاص مبقتش عارفة حاجة خالص في الشقة دي"

تحدث «خالد» يقول بهدوء مُخيف:
"طب معلش يا وليد هضربه و أأدبه و بعدين تحضنه أنتَ براحتك، بس لازم يتعلم الأدب"

سأله «ياسين» بضيق:
"ها إيه الجديد اللي الأستاذ عمله النهاردة، ماهو كل يوم بكارثة أكبر من أختها"

تنهد «خالد» بقوة ثم قال مُردفًا بانفعالٍ:
"حلو الملامح دا روحت أجيبه من الشغل علشان نروح سوا زي كل يوم، لقيت معاه مدير تاني و أول ما وقفت بالعربية لقيته بيقولي بعصبية... أتأخرت ليه يا بني؟ كل دا مستنيك تيجي، دا أنتَ سواق متعب بصحيح، البيه بيشتمني قدام الراجل و مش بس كدا بيقولي مخصوم منك يومين، و لا الكبيرة بقى خلاني أفتحله الباب اللي ورا علشان يقعد....يمين بالله لولا إن الراجل اللي معاه شكله محترم كنت جبته ربط في العربية من هناك"

_"يعني إحنا اتنين مديرين زي بعض هو راكب عربية تمنها مليون جنيه و أنا معنديش عربية أسيبه يعلي عليا؟ و بعدين مش أول مرة يعني، أنا عملتها قبل كدا قدام مدام صافي و لا علشان هي نسوان بقى سكت"

أوشك «خالد» على الإمساك به و هو يقول بنبرةٍ حانقة:
"و هو من امتى أنا كنت بتاع نسوان يا واطي، دا أنا هجيب أجلك في إيدي الليلة دي"

تدخل «وليد» يقول مدافعًا عنه:
"طب معلش هو عملي جِميل النهاردة خليها عليك و المرة الجاية كلنا هنضربه سوا مع بعض، تمام كدا يا خالد"

تدخلت «ميمي» تقول بسخرية:
"و هو دا عمره يجي منه خير؟ أكيد هترسى على مصيبة أصبر أنتَ لأخر اليوم بس"

رد عليها ينفي حديثها بقوله:
"لأ يا ميمي والله، دا بسببه عبلة لمحت إنها مستنياني أصالحها و أنا أصلًا كنت خايف أروح اتكلم معاها، علشان كدا عاوز نقعد و نفكر أروح أصالحها إزاي"

أومأ له الجميع بقلة حيلة و خاصةً «خالد» و بعد مرور ثوانٍ اجتمعوا حول الطاولة فقال «وليد» بهدوء:
"دلوقتي بعد خصام أسبوع عاوز أروح أتكلم معاها و أفهمها موقفي وفي نفس الوقت عاوز حاجة جامدة أصالحها بيها يعني تنسيها الفترة اللي فاتت دي كلها و أبدأ من جديد، أعمل إيه بقى"

تدخل «عامر» يقول بمرحٍ:
"قولي قالتلك إيه لما سمعت الأغنية اللي قولتلك عليها"

أخرج «وليد» هاتفه ثم قام بتشغيل المقطع، ابتسم الجميع، بينما «ياسين» قال بمرحٍ هو الأخر:
"خلاص كدا دليل واضح إنها مستنياك ترجع، يعني هنستنى إيه أكتر من كدا"

سأله «وليد» بهدوء:
"طب أعمل إيه بقى علشان أصالحها، أنا ممكن أعك الدنيا أكتر، و انتو اللي هتساعدوني"

رد عليه «خالد» بهدوء:
"احنا معاك يا وليد، شوف عاوز إيه و احنا هنساعدك و حظك حلو بكرة الجمعة"

رد عليه هو مردفًا:
"مبدأيًا عاوز السطح يبقى هو المكان، المكان دي معزة خاصة بيننا و شهد على كل أيامنا الحلوة مع بعض، بس مش عارف أعمل إيه"

رد عليه «ياسين» بثقة:
"بسيطة قولي بس ليكم صور مع بعض و انتو صغيرين لحد ما كبرتوا، يعني بما انكو ولاد عم"

أومأ له مؤكدًا ثم قال بحماسٍ:
"كل صورنا سوا من ساعة ما اتولدت لحد فرحك معايا على الموبايل، بس ليه"

ابتسم «ياسين» بنفس الثبات ثم قال مردفًا:
"عامر هيعملك فيديو حلو من فيديوهاته بصوركم سوا، خرج تليفونك بس و هو هيتعامل معاه...ياسر النور اللي بنعلقه في رمضان فين؟ هاتهولي بعد إذنك يا ميمي طبعًا"

ردت عليه هي بحب:
"دي حاجتكم يا حبيبي و البيت كله و صاحبة البيت تحت أمركم، ربنا يسعد ايامكم كلها و يفرحكم"

سأله «وليد» بنبرةٍ حائرة:
"أنتَ هتعمل إيه يا ياسين، فهمني بس علشام مبقاش تايه، أوعى تخرب الدنيا على دماغ أهلي"

رد عليه «خالد» بمرحٍ طفيف:
"أنتَ زعلتها و إحنا هنخليك تصالحها، ثق فينا أنتَ بس و إن شاء الله هنبهرك".
____________________

في شقة «عامر» اجتمعت الفتيات الأربعة يجلسن مع «سارة» التي داهمها التعب فجأة و أول من تحدثت كانت «إيمان» و هي تقول بحنقٍ:
"عامر لو عرف إنك مبتاكليش هناك يا سارة هيبهدل الدنيا و بصراحة حقه، الدكتورة قالت إن قلة الأكل هي اللي بتتعبك و تخليكي تهبطي كتير، لو مش عارفة تهتمي بنفسك يبقى خلاص بلاها شغل أحسن"

أضافت «خديجة» تقول بحزن:
"لو عرف أصلًا إنك دوختي و روحتي مستشفى هيقعدك في البيت يا سارة، حرام عليكي تهملي نفسك"

ردت هي عليهن بقلة حيلة:
"أنا مش بقدر آكل طول ما ورايا حاجة و الفترة دي فيه مناسبات كتير يعني مضغوطة، و لما برجع البيت ببقى عاوزة أنام علطول من الصداع، لما باكل باكل مع عامر علشان ميزعلش"

تدخلت «ريهام» تقول بهدوء:
"أنا كنت زيك كدا و مش باكل خصوصًا إن خالد كان علطول متعصب و بعيد عني بس لقيت نفسي بتعب كتير و أنا اللي هخسر في الآخر علشان كدا بقيت باكل حتى لو حاجة بسيطة بس أحسن من مفيش"

ردت عليها هي بقلقٍ واضح:
"أنا بس خايفة علشان عامر لو عرف هيزعل أوي، هو أصلًا عارف أني علطول بتعب من قلة الأكل، بس إن شاء الله ميعرفش علشان أنا بخاف يزعل أصلًا"

ردت عليها «أيمان» بشرٍ:
"ما يزعل فيها إيه يعني، بت أنتِ فين اللي علمتهولك، ليلتك غامقة يا سارة، أخرتها خايفة عليه يزعل"

تدخلت «خديجة» تقول بنبرةٍ شبه منفعلة:
"ما تخاف على زعله مش جوزها يعني، و لا تخليه زعلان منها و تنكد عليه و على نفسها"

رفعت «إيمان» حاجبها و هي تقول بتهكمٍ:
"إيه دا إيه دا إيه دا !! الكتكوتة بتقاوحني؟ بلاش أنتِ علشان لسه هبدأ معاكي من أول أ_ب نكد"

تدخلت «ريهام» تقول بضجرٍ:
"يا بنتي بقى حرام عليكي سيبي العيال في حالهم و خليكي في حالك، قال يعني أنتِ بتعرفي تثبتي على موقفك"

ردت عليها بتعالٍ:
"آه طبعًا و عمره عمره كدا ما عرف يضحك عليا و لا يبصلي بعيونه الزرقا حبايبي دي"

ارتفعت ضحكاتهن عليها، فأضافت هي بقلة حيلة:
"أعمل إيه بس بحبه، و بحسه يعيني غلبان و طيب كدا، أنا أعرف إن الناس اللي عينهم ملونة دول بيكونوا ناشفين كدا، لكن الواد ياسوري طيب أوي، بحسه أبني كدا، منه لله سمير أبوه مخليه علطول زعلان"

سألتها «سارة» باهتمام:
"هو لسه زعلان بسببه و بيفضل يفكر فيه؟ يعني منسيهوش"

حركت رأسها نفيًا ثم أضافت:
"للأسف لسه، و ساعات بشوفه ماسك صورته معاه و هو صغير و بيعيط، ياسر غلبان أوي و بيعمل المستحيل علشان يثبتلي إنه مش زيه بس هو غبي علشان أنا واثقة إنه مش زيه و لا حتى شبهه، علشان كدا مش بحب ازعله مني".

تدخلت «خديجة» تقول بهدوء ممتزج بحزنٍ طفيف:
"هو معذور علشان دا مهما كان أبوه برضه، مهما حصل هيفضل يحن ليه و يتمنى حضنه، فيه ناس بتكون محظوظة علشان أهاليهم بيفوقوا و يصلحوا الموقف و فيه ناس زي سمير دا الزمن مقسي قلبه و هيندم ندم عمره دا لو كان عايش أصلًا"

زفرت «إيمان» بقوة ثم قالت بخجلٍ:
"للأسف سمير دا عايش، و رجع القاهرة من فترة من قبل جوازي من ياسر"
___________________

فوق سطح بيت آلـ الرشيد أجتمع الخمسة شباب مع بعضهم و كلًا منهم يقوم بعمل شيئًا عدا «وليد» الذي وقف يتابعهم بحيرةٍ لا يدري ماذا يفعل، كان «خالد» مسئول عن توصيلات الكهرباء، و «ياسر» و «ياسين» مسئوليتهما كانت الديكورات و الإضاءة، أما «عامر» فجلس أمام الطاولة الصغيرة يقوم بترتيب الطعام و العصائر عليها، تابعهم «وليد» بأعين دامعة و هم يعملون على قدمٍ و ساق لأجله هو من أعتاد القيام بكل شيء لأجل من حوله، شرد هو فيهم و في صداقتهم و فجأة وجد «ياسين» يتقرب منه ثم ربت على كتفه وهو يقول بحب:

"أحنا اخواتك يعني زيك زينا و مش غريب وسطنا يا وليد، لو أي واحد فينا في موقفك هيلاقينا معاه كدا و أنتَ معانا عمرك ما هتتأخر على واحد فينا، يبقى نظرتك دي ملهاش لازمة، ويلا بص كدا علشان خالد هيوصل الكهربا دلوقتي"

أومأ له بأعين دامعة، فوجده يلتفت و هو يقول بمرحٍ:
"يلا يا عم خالد وصل الكهربا خلينا نروح بقى علشان نسيبهم يتصالحوا"

أومأ له صديقه بينما «عامر» قفز فجأةً و هو يقول بصراخ:
"لأاا أنتو اغبيا؟ بتبوظوا المفاجأة ليه يا جاموسة منك له"

اقترب منه «ياسر» يمسكه من عنقه و هو يقول بحنقٍ:
"ما تتكلم عِدل ياض أنتَ، قول عاوزنا نعمل إيه من غير شتيمة"

زفر هو بقوة ثم قال بتعالٍ:
"ما أنتم اغبيا مش واخدين على الرومانسية، بس على العموم يلا حاجة مش جديدة عليكم، المفروض إن هي تطلع تتفاجأ، يعني حد يخليها تطلع هنا، و أول ما تدخل نشغل الإضاءة و الكهربا علشان الفيديو يشتغل و الأغنية، إنما لما تطلع تلاقي كل حاجة جاهزة كدا أكيد هتفهم إن فيه حاجة غلط"

رد عليه «ياسين» بهدوء ممتزج بالمرح:
"معاك حق، رغم إن هيئتك تدل على الغباء إلا إنك بتتكلم صح، المفروض تطلع تتفاجأ، بس نجيبها إزاي من غير ما تشك إن اللي عاوزها وليد"

نظروا لبعضهم بحيرة واضحة، بينما «وليد» ابتسم بخبثٍ ثم قال:
"خلود....مفيش غيرها هي دي اللي هتجبهالنا هنا"

في الأسفل في شقة «محمد»، خرج هو من الشرفة بعدما تحدث في الهاتف ثم جلس بجانب «طارق» و «وئام» و هو يقول بتعجبٍ:
"دا عبده صاحبي من أيام زمان، بيقولي إنه جايلي النهاردة عاوزني في موضوع ضروري، خليكم معايا بقى ممكن يكون عاوزكم في شغل"

رد عليه «وئام» بهدوء:
"خلاص كدا كدا هدى مع ماما تحت و أنا كنت هقعد مع طارق، بس طالما جاي تبعك خلاص"

في الداخل كانت «عبلة» تجلس برفقة «جميلة» في غرفتها و كلًا منهن تتصفح هاتفها، و فجأة صدح صوت هاتف «عبلة» برقم «خلود» اجابتها هي فوجدتها تقول بتلهفٍ واضح:
"ركزي معايا يا عبلة سلمى كانت بتذاكر على السطح امبارح و نسيت كتاب الواجب أنا بلبس و هروح السنتر أوصله ليها، أطلعي انتِ هاتيه من فوق السطح لحد ما أخلص لبس، بس بسرعة الله يرضى عليكي علشان تدخل الحصة، أنتِ عارفاها عيوطة"

زفرت «عبلة» بقوة ثم قالت بضيقٍ:
"مش قادرة يا خلود، اطلعي أنتِ بعد ما تلبسي و خلاص"

ردت عليه «خلود» بحنقٍ:
"ما تطلعي يا عبلة هو أنتِ مكسحة ؟ و بعدين أختك تطرد من الدرس عادي يعني ؟ براحتك خلاص مش لابسة"

ردت عليها الأخرى بضجرٍ:
"خلاص خلاص طالعة، استنى هلبس الطرحة و القميص علشان الاسدال منشور"

اغلقت معها الهاتف فوجدت «جميلة» تقول بخبثٍ:
"معلش يا عبلة سلمى بعتت عاوزة الكتاب لو أنا قادرة كنت طلعت بقى، بس بسرعة علشان خلود تلحق توصله"

زفرت «عبلة» بقوة ثم قالت بضيقٍ:
"أنا مش فاهمة واحدة في ثانوية عامة تنسى كتابها إزاي؟ حاجة غريبة"

كانت تتحدث و هي تضع الحجاب على رأسها ثم خرجت من الغرفة، أما «جميلة» نظرت في أثرها ثم قالت بمرحٍ:
"اطلعي يا عبلة، و الله أنتِ بنفسك هتنسي طلعتي ليه"

بعد مرور ثوانٍ فتح باب المصعد بواسطتها و هي تخرج من باستعجالٍ واضح، أما الشباب جميعهم اختبئوا في مكانٍ منزويًا عن الأنظار بدون «وليد» الذي وقف أسفل الشاشة، دلفت هي داخل السطح و لكنها تعجبت حينما رآت المكان مظلم و هذه على غير عادتهم، اقتربت من المقبس و قبل أن تضغط عليه قام «خالد» بتوصيل الكهرباء في المقبس المجاور له، فسطعت الأضواء العالية التي تشبه أضواء الزينة الخاصة بالأفراح، و فجأة وجدت الشاشة تضيء و «وليد» أسفل منها بعدما رفعوها على الحائط، نظرت هي باندهاش، فوجدته يبتسم لها، رغمًا عنها بكت من شوقها إليه فوجدته يشير برأسه للأعلى على الشاشة، رفعت رأسها كما أشار لها، حينها قام «عامر» بتشغيل الفيديو الخاص بصورهما سويًا منذ الصغر بأغنية من اختيار «ياسين»، فبدأ المقطع بعرض صورهما منذ كانا في نعومة أظافرهما بكلمات هي:

"من زمان نفسي اغنيلك و أحكيلك قد إيه أنا بحبك.....و أمسك قلمي و أكتبلك و أعمل اغنية باسمك و أسرح بعيد و افتكرك....كل الكلام اللي جوايا مش كفاية و ميكفيش.....حتى البدايةلما كنتي واقفة معايا.....فـ بداية الطريق و الحلم كان لسه بعيد.....في عز يأسي و كل الدنيا ماشية عكسي......علشانك أنا قادر أكمل.....علشانك قادر اتحمل.....و في كل مرة بشوفك... بحبك تاني من الأول .... علشانك أنا قادر أكمل.... علشانك قادر اتحمل ...و كل مرة بشوفك بحبك تاني من الأول"

كانت هذه كلمات الأغنية المرافقة لصورهما سويًا، أما هي فبكت بقوة حينما رآت ذلك المقطع الذي ضم ذكرياتهما سويًا حتى أخر صورة لهما معًا، أما هو حينما لمح دموعها اقترب منها ثم قال بهدوء مع الأغنية:
"علشانك أنا قادر أكمل....علشانك قادر أتحمل.....و في كل مرة بشوفك بحبك تاني من الأول"

قال جملته ثم قام بتدويرها بين يديه يرقصان على الباقي من كلمات الأغنية و هي:

"كنا أطفال و كبرنا و مع بعض احنا كملنا....الحكاية.....حب البراءة و السذاجة غلب الدنيا الكدابة...و لسه عايش جوايا.....بشوفك زي أول مرة....كنتي غيرهم كنتي حرة....و اللي في قلبك كان برة....أنتِ كل حلم عدى و استخبى ....خرجتيه مني بذقة.....بتشديني و دايمًا سابقة.....علشانك أنا قادر أكمل..... علشانك قادر اتحمل .....و كل مرة بشوفك بحبك تاني من الأول...... علشانك أنا قادر أكمل.... علشانك قادر اتحمل"

أنهيا رقصتهما سويًا، فوجدته يقترب منها و هو يقول بنبرةٍ ظهرت بها العاطفة:
"علشانك أنا قارد أكمل، علشانك قادر اتحمل.....أنا أشرب المُر علشان عينيكي.....ياللي دنيتي احلوت بيكي"

بكت من جديد بقوة فوجدته يحتضنها بقوة ثم قال بمرحٍ من بين بكاؤه:
"وحشتيني....وحشتيني يا سوبيا"

احتضنته هي بقوة تتشبث به و هي تبكي، أما هو حرك رأسه لليمين قليلًا فوجد الشباب ينسحبوا بهدوء، أما «ياسين» قبل ذهابه أشار له بـ إبهامه أن كل شيء على ما يرام، ففعل «وليد» المثل وهو ينظر له بامتنان حقيقي.
__________________

في شقة «محمد» أتى صديقه و جلس معه و مع الشباب و معه ابنه، و بعد الترحيب قال هو بهدوء:
"أنا يا سيدي كلمت حسان علشان أشوفه عمل إيه فـ شغله و علشان كنت عاوزه في موضوع مهم، لقيته بيقولي إنه رد المدام و إن جميلة هنا في بيت العيلة"

نظروا له بتعجبٍ، أما «محمد» قال مردفًا بهدوء:
"جميلة هنا معانا و مع أخواتها أحسن ما تفضل لوحدها، بس سيبك أنتَ، نورتني، اخبارك إيه يا عبده، و أنتَ يا محمد اخبارك إيه؟ خلي بالك أبوك مسميك على أسمي من حبه فيا"

رد عليه «محمد» بطريقةٍ مهذبة:
"دا شرف ليا يا عمي و الله، كفاية أني اكون زي حضرتك"

كان كلًا من «طارق» و «وئام» ينظر له بتعجبٍ من هيئته و مظهره المنمق بشدة، و في تلك اللحظة خرجت «جميلة» تحمل صينية العصير تقدمه للضيوف، فقام «عبده» بوكز ابنه في يده حتى يطالعها أما هو فوجه بصره نحوها و حينما رآها ابتهج وجهه بشدة و هو يبتسم ببلاهة، اقتربت «جميلة» و قبل أن تخطو نحوهم وجدت «طارق» يقف مقابلًا لها يأخذ ما بيدها ثم أشار لها برأسه حتى تعود للداخل، و قبل أن تتركه وصلها صوت «عبده» يقول بمرحٍ:
"عاملة إيه يا جميلة إيه مش فكراني"

حركت رأسها حتى تستطع رؤيته من خلف «طارق» و هي تقول بنبرةٍ مهتزة:
"أنا كويسة يا عمو الحمد لله، حضرتك عامل إيه"

رد عليها هو بمرحٍ:
"أنا كويس أوي الحمد لله، و هبقى مبسوط أكتر لما اللي جاي علشانه يتم"

التفت «طارق» ينظر له مُتعجبًا و العصير في يده، أما «محمد» سأله بنبرةٍ حائرة:
"أؤمر يا عبده، خير إيه اللي جاي علشانه"

ابتسم «عبده» بفخرٍ و هو يقول:
"جاي أطلب إيد جميلة لابني محمد، منك يا محمد بما إنك صاحبي و خالها".
______________________

في شقة «حسن» كعادتهما جلسا سويًا على الأريكة، يشاهدان الفيلم سويًا و هي تضع رأسها على كتفه و هو يحرك أنامله في رأسها و شعرها الناعم، أما هي فكانت تشعر بالراحة، فسمعته يقول بهدوء:
"هدير هو أنتِ لسه خايفة مني، يعني خايفة تفضلي معايا هنا"

رغم تعجبها من حديثه إلا أنها رفعت رأسها ثم حركتها نفيًا بقوة تنفي حديثه، فوجدته يسألها بلهفةٍ واضحة:
"بجد ؟! يعني لو هتفضلي هنا معايا علطول و مش هتمشي"

نظرت له هي باستفهام فوجدته يقول بهدوء ممتزج بحزنٍ واضح في نبرته و نظرته:
"أصل أنا طول عمري لوحدي و عمري ما حد كان معايا، كرهت حياتي و دنيتي كلها و حاولت انتحر بس ربنا رحمته واسعة و كتبلي عمر جديد ....و رحمته الواسعة دي جمعني بيكي علشان أعرف إن الحياة فيها حاجات حلوة زي الونس بوجودك، الأيام اللي قضيتها معاكي حلوة و مش عاوزها تخلص....علشان كدا بسألك هتفضلي معايا و لا هتمشي زي ما كل حاجة بتسبني و تمشي؟"

ابتسمت هي له باطمئنان ثم ربتت على كتفه فوجدته ينظر لها نظرةٍ حائرة لا يدري مقصدها فوجدها تمسك هاتفها ثم أرسلت له:
"متخافش يا حسن...مش هسيبك"

قرأ هو الرسالة بعدما أرسلتها له فابتسم باتساع ثم ترك هاتفه و امسك رأسها يطبع قبلة على جبينها و هو يقول بمرحٍ:
"روحي ربنا يطمنك و يفتحها في وشك يا رب، دا أنا هفتحلك فرع ديزني هنا"

أخفضت رأسها في خجلٍ منه و قبل أن يتركها هو صدح صوت جرس الباب، تعجبا من التوقيت و خاصةً هي تمسكت بذراعه فوجدته يقول مطمئنًا:
"اهدي متخافيش كدا، هتلاقيها أم أمل عاوزة حاجة علشان بكرة الجمعة بتجيب طلبات السكان"

أومأت له هي بقوة فتركها هو ثم توجه نحو الباب يفتحه، و حينما فتحه ذُهل حينما رآها أمامه فقال باندهاش:
"ست فردوس ؟!!"

يُتَبَع
#الفصل_الخامس_عشر_الجزء_الثاني
#رواية_تَعَافَيْتُ_بِكَ

Continue Reading

You'll Also Like

8.7M 197K 70
الرواية جزئان 🔥العشق بهوسه غريب.. لكن الاغرب ذلك الرابط بين قلبين وشما لبعضهما.. اكتر من 3.000.000 قراءة و45.000 فوووت في اقل من سنة.. 💜 بقلم docto...
212K 847 22
علاقه جنسيه محرمه بين غسان وخالته ريوف
795K 1.9K 36
⚠️ القصة دي شبه واقعية وتحكي أحداث معظمها حدث معي شخصياً بالفعل،⚠️ يعني معظم الشخصيات اللي فيها موجودة بمواصفتها لكن الخيال فيها إن مش كلهم بل معظمه...
263K 6.1K 28
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...