تَعَافَيْتُ بِكَ

By ShamsMohamed969

15.3M 644K 221K

ظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي بر... More

الاقتباس الاول
البارت الأول (عريس صالونات)
الفصل الثاني (كونه حنونًا)
الفصل الثالث (الليل و سماه)
الفصل الرابع(إعتذار)
الفصل الخامس (رؤية شرعية)
الفصل السادس (عقد قران)
الفصل السابع(اللقاء الأول)
الفصل الثامن(طبيبة نفسية)
الفصل التاسع(رُهاب إجتماعي)
الفصل العاشر (هل مستعد؟)
الفصل الحادي عشر (لا يريد الخِطبة)
الفصل الثاني عشر (هل وافقت؟)
الفصل الثالث عشر (فلنقرأ الفاتحة)
الفصل الرابع عشر (عيد ميلاد)
الفصل الخامس عشر (موعد اللقا)
تنويه🕊️
الفصل السادس عشر (هدير السبب)
الفصل السابع عشر (كُتبَ الكِتاب)
الفصل الثامن عشر ( مُقابلة)
الفصل التاسع عشر (من أين تعلم؟)
الفصل العشرون (لا تأتي)
الفصل الحادي والعشرين (لأنها فراشة)
الفصل الثاني والعشرون (شكرًا)
الفصل الثالث والعشرين (غرقتُ بعيناكِ)
الفصل الرابع والعشرين (طريقة علاج)
الفصل الخامس والعشرون (لأجلكِ)
الفصل السادس والعشرون (أول مرة)
الفصل السابع والعشرون (لن أتركك)
الفصل الثامن والعشرون (براءة قلبها)
الفصل التاسع والعشرون (ماضٍ لا يُنسى)
الفصل الثلاثون(عروس لعبة)
الفصل الواحد والثلاثون (قاعة زفاف)
الفصل الثاني والثلاثون (الحب القديم)
الفصل الثالث والثلاثون (من عاشر القوم)
الفصل الرابع والثلاثون (لن أستطع)
الفصل الخامس والثلاثون (قمرٌ ضائع)
الفصل السادس والثلاثون (في حمايتك)
الفصل السابع والثلاثون (بداية جديدة)
الفصل الثامن والثلاثون (ما إسمه)
الفصل التاسع والثلاثون (لا يقارن بأحدٍ)
الفصل الأربعون (يزيد حنقه)
الفصل الواحد وأربعون (أنا سأعرفك)
الفصل الثاني و الأربعون(أبو جميلة)
الفصل الثالث و الأربعون( مشيرة الرشيد)
الفصل الرابع و الأربعون (لن أريحكِ)
الفصل الخامس والأربعون (عروس مثل القمر)
الفصل السادس و الأربعون (زغروطة؟)
الفصل السابع و الأربعون (فرح)
الفصل الثامن و الأربعون (صرخةمن الماضي)
الفصل التاسع و الأربعون (العقارب على سمومها تقترب)
الفصل الخمسون (بك تعافيت)
الفصل الأول الجزء التاني (لن أستطع)
الفصل الثاني_الجزء الثاني (مريض)
الفصل الثالث_الجزء الثاني ( البقاء لله)
الفصل الرابع_الجزء الثاني(
الفصل الخامس_الجزء الثاني(لم يراعي شعوره)
الفصل السادس_الجزء الثاني (كتاب دين)
الفصل السابع_الجزء لثاني (وعد بالطلاق)
الفصل الثامن_الجزء الثاني (هل تعرفها؟)
الفصل العاشر_الجزء الثاني(منذ ١٣عام)
الفصل الحادي عشر_ الجزء التاني (وضعهما غريب)
الفصل الثاني عشر_الجزء الثاني (مريض نفسي)
إعتذار رسمي
الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني(اختبار صغير)
الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني (خطيب الآنسة)
الفصل الخامس عشر_الجزء الثاني (مفاجأة)
الفصل السادس عشر_الجزء الثاني (إلحق)
الفصل السابع عشر_الجزء الثاني (يلقى مصيره)
الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني ( ضربة سكين بمقتل)
الفصل التاسع عشر_الجزء الثاني( أنا مستعد)
الفصل العشرون_الجزء الثاني (من طُعن بالسكين ؟)
الفصل الحادي و العشرون_الجزء الثاني(عودة وليد الرشيد)
الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني( لحظة ترقب)
الفصل الثالث و عشرون_الجزء الثاني( حول الهزيمة لنصرًا)
الفصل الرابع و العشرون_الجزء الثاني( هل جدير بالثقة؟)
الفصل الخامس و العشرون_الجزء الثاني(منك لله!)
الفصل السادس و العشرون_الجزء الثاني ( تخضعين للعلاج)
الفصل السابع و العشرون_الجزء الثاني ( أثر الفراشةِ)
الفصل الثامن و العشرون_الجزء الثاني (وضعت نفسها بمأذق)
الفصل التاسع و العشرون_الجزء الثاني (صفعةً مدويةً)
الفصل الثلاثون_الجزء الثاني (بالأدب)
الفصل الواحد و الثلاثون_الجزء الثاني( بأي ذنبٍ قُتل؟)
الفصل الثاني و الثلاثون_الجزء الثاني (الصبر على الابتلاء)
الفصل الثالث و الثلاثون_الجزء الثاني (صرخة ألم)
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
الفصل الخامس و الثلاثون_الجزء الثاني (من حفر حفرةً لأخيه)
الفصل السادس و الثلاثون_ الجزء الثاني ( هل سيترك حقه؟)
الفصل السابع و الثلاثون_الجزء الثاني (وُضِعَ بمأذقٍ)
الفصل الثامن و الثلاثون_الجزء الثاني (فهم ظنونه)
الفصل التاسع و الثلاثون_الجزء الثاني (تسببت بمصيبةً)
الفصل الأربعون_الجزء الثاني (موعد الحق)
الفصل الواحد و الأربعون_الجزء الثاني (كيف يتصرف؟)
الفصل الثاني و الأربعون_الجزء الثاني (نجم شارد)
الفصل الثالث و الأربعون_ الجزء الثاني ( كيف هنا؟)
الفصل الرابع و الأربعون_الجزء الثاني (فرحة البيت)
الفصل الخامس و الأربعون_الجزء الثاني(ما لم يُحمد عقباه)
الفصل السادس و الأربعون_الجزء الثاني (تتعرفون عليها؟!)
اقتباس من الفصل القادم (تحت التهديد)
الفصل السابع و الأربعون_الجزء الثاني (ماذا يفعل هنا ؟!)
الفصل الثامن و الأربعون_الجزء الثاني (الحبايب هنا)
الفصل التاسع و الأربعون_الجزء الثاني (شر الدنيا)
الفصل الخمسون_الجزء الثاني (سبب الفرحة)
الفصل الواحد و الخمسون_الجزء الثاني(باح بالسر)
الفصل الثاني و الخمسون_الجزء الثاني (ما هي المفاجأة ؟)
الفصل الثالث و الخمسون_الجزء الثاني (عودة الحق)
الفصل الرابع و الخمسون_الجزء الثاني (الموعد المضبوط)
الفصل الخامس و الخمسون_الجزء الثاني (بالغصب)
الفصل السادس و الخمسون_الجزء الثاني (قنبلة موقوتة)
الفصل السابع و الخمسون_الجزء الثاني (طريقة خاصة)
الفصل الثامن و الخمسون_الجزء الثاني (فض شراكة)
الفصل التاسع و الخمسون_الجزء الثاني (فراق الحبيب)
الفصل الستون_الجزء الثاني (تمزق الروح)
الفصل الواحد و الستون_الجزء الثاني (عصفورٌ في اليد)
اقتباس من الفصل الجديد
الفصل الثاني و الستون_الجزء الثاني (حرية الاختيار)
الفصل الثالث و الستون_الجزء الثاني (وجهةٌ مصوبة)
الفصل الرابع و الستون_الجزء الثاني (عقل مريض)
الفصل الخامس و الستون_الجزء الثاني (لا حول ولا قوة)
الفصل السادس و الستون_الجزء الثاني (الكرة في ملعبه)
الفصل السابع و الستون_الجزء الثاني (ليلٍ لا يدوم)
الفصل الثامن و الستون_الجزء الثاني (بالطبع مستحيل)
الفصل التاسع و الستون_الجزء الثاني (السقوط في بئر الضياع)
الفصل السبعون_الجزء الثاني (مغيب عن الواقع)
الفصل الواحد و السبعون_الجزء الثاني (حرق أعصاب)
الفصل الثاني و السبعون_الجزء الثاني (لم يكن خيرًا)
الفصل الثالث و السبعون_الجزء الثاني (حالة صدمة)
الفصل الرابع و السبعون_الجزء الثاني (لمن النصر؟)
الفصل الخامس و السبعون_الجزء الثاني (الموت قادم)
الفصل السادس و السبعون_الجزء الثاني (فخورًا بنفسه)
الفصل السابع و السبعون_الجزء الثاني (حق الاستغلال)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (عوض الله)
الفصل الثامن و السبعون_الجزء الثاني (ماذا تريد)
الفصل الثمانون_الجزء الثاني (أول سحور)
الفصل الواحد و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفي بوعده؟)
الفصل الثاني و الثمانون_الجزء الثاني (عودة الروح)
الفصل الثالث و الثمانون_الجزء الثاني (انسحبت الروح)
الفصل الرابع و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيفيد بشيءٍ)
الفصل الخامس و الثمانون_الجزء الثاني (بكل راحة و يسر)
الفصل السادس و الثمانون_الجزء الثاني (رحمة الله عليه)
الفصل السابع و الثمانون_الجزء الثاني (ألم فقدانها!)
الفصل الثامن و الثمانون_الجزء الثاني (هل سيشعر به؟)
الفصل التاسع و الثمانون_الجزء الثاني (واقع أم حُلم؟)
الفصل التسعون_الجزء الثاني (إخطار من الوزارة)
الفصل الواحد و تسعون_الجزء الثاني (نظرةٌ قارنها العتاب)
الفصل الثاني و التسعون_الجزء الثاني (طوق نجاة)
الفصل الثالث و التسعون_الجزء الثاني (وحي الخيال)
الفصل الرابع و التسعون_الجزء الثاني (محاولة فاشلة)
الفصل الخامس و التسعون_الجزء الثاني (الزمن يُعاد)
الفصل السادس و تسعون_الجزء الثاني (غياهب الظلام)
الفصل السابع و التسعون_الجزء الثاني (ليلة الحنة)
الفصل الثامن و التسعون_الجزء الثاني (نهاية القصة)
تنويه هام🦋❤️
تجميعة الحلقات الخاصة

الفصل التاسع_الجزء الثاني (كوب قهوة)

106K 4.1K 1.8K
By ShamsMohamed969

"الفصل التاسع"
"رواية تَعَافَيْتُ بِكَ_الجزء الثاني"
________________
-
"لا خَيرَ بَعدكِ في الحيَاةِ وَإنّمَا أَبكي مَخافةَ أن تطولَ حيَاتي."

- الإمَام عليّ لفاطِمَة بعدَ وَفاتِها.
_______________

في جميع علاقاتي كنتُ أبحث عن الاطمئنان، بين كل مخاوف الحياة كنت بحاجة للشعور بالأمان...فأتيتْ أنتَ و معك كل الحنان....عرفت معك لذة الحياة وبك استطعتُ النسيان.

"أنتَ تعرفها ولا إيه؟"
خرجت بانفعال جلي من «أحمد» حينما تهور الآخر عند رؤيته لها و سألها مُسرعًا عن سبب تواجدها بداخل المركز، فـ نظرت الفتاتين لبعضهن بتعجبٍ، أما «عمار» فظهر التوتر على ملامح وجهه و بؤبؤ عينيه الذي تحرك في أماكن عدة غير متناسبة، فأعاد «أحمد» سؤاله من جديد بنبرة صارمة، جعلت «عمار» يُجيبه بسرعة كبيرة:
"مش أنتَ تبع ياسين رياض الشيخ ؟"

_"آه ، جوز أختي...تعرفه منين"
أجابه بها «أحمد» بنفس النبرة القوية المندهشة حينما ذكر إسم «ياسين» أمامه،جعلت «عمار» يتنهد بأريحية ثم قال بهدوء أكثر:
"أنا عمار فهمي أخو عامر فهمي صاحب ياسين، أنا عارفكم من الفرح"

رغم اللين الذي ظهر على ملامحهم إلا أن «أحمد» سأله بنفس الجمود:
"أيوا برضه تعرف أختي منين علشان تسألها سؤال زي دا بعشم"

عاد توتره من جديد و هو يجيبه:
"علشان...علشان آه... عامر أخويا كان بيصورهم و بعدين خلاني أنا أصور مكانه و ساعتها عرفت إنها أخت العروسة"

رغم نبرته المهتزة الذي خرجت منه إلا أن حديثه كان مقنع إلى درجة كبرى، لكن «أحمد» نظر له بتشككٍ و حينما لاحظت «خلود» نظرة شقيقها تدخلت تقول بمرحٍ:
"معلش بقى يا أستاذ عمار أنا طلعت عينك اليوم دا في التصوير، و بعدين أحمد كان حالق دقنه يوم الفرح، يعني شكله اتغير، ولا إيه يا أحمد ؟"

زفر «عمار» براحة كبرى بعد حديثها الذي أنقذ موقفه أمام نظرة أخيها المصوبة نحوه بحدة، أما «أحمد» نظر لشقيقته ثم زفر بقوة و وجه بصره نحو «عمار» يقول متأسفًا:
"أنا أسف معلش، فعلًا شكلي متغير علشان دقني، المهم خلينا في موضوع الدروس، هينفع تحضر ولا لازم يكون فيه حجز؟"

رد عليه هو بمرحٍ:
"و لو مفيش أنا أخلي فيه، دا أنتو تبع الغالي، بس إزاي في ثانوية عامة و بادئة متأخر كدا؟"

خرجت جملته الأخيرة المستفسرة لـ «خلود» مما جعلها ترفع حاجبها تنظر له بحدة، فتدخل «أحمد» يقول بهدوء:
"لأ هي لسه تانية ثانوي، بنت عمي هي اللي ثانوية عامة و عاوزين نحجز دروس علمي علوم"

ابتسم «عمار» له بودٍ وهو يقول:
"أنا كنت باخد الدروس كلها هنا و كنت علمي علوم برضه، و الحمد لله دخلت صيدلة"

_"الله !! يا بختك، أنا كمان عاوزة أدخل صيدلة"
تفوهت بها «سلمى» بنبرةٍ حماسية حينما سمعت حديثه جعلت «أحمد» يحدق بها بحدة ثم وجه بصره نحو«عمار» وهو يقول مُبتسمًا بمجاملة:
"معلش هي بس نفسها تدخل صيدلة علشان كدا اتحمست، المهم عاوزين بس نشوف الدروس زي ما قولتلك تانية ثانوي ادبي، و تالتة ثانوي علمي علوم"

_"ولا يهمك يا عم...إن شاء الله تدخل صيدلة و تحقق حلمها، أنا هكتب بياناتكم و هديك جدول المدرسين اللي هنا تالتة و تانية ثانوي، و هما هنا فـ أمان متقلقش"

رد عليه «عمار» بنفس الود و الاحترام الذي التقطه الآخر و جاوب عليه بامتنان هو الآخر:
"تسلم يا عمار، دا العشم برضه، احنا روحنا سناتر كتير و كل مرة يقولوا الحجز خلص و عاوزنا ندفع ضعف المبلغ، قال إيه جايين متأخر"

رد عليه «عمار» بسرعة كبيرة:
"دا استغلال للموقف، متقلقش هي هتحضر عادي من غير حجز دروس كمان، هديها الجدول و المدرسين اللي كنت بحضر معاهم هنا و هي أول ما تيجي أنا هكتب اسمها و ادخلها علطول و هكلم اللي بيشتغلوا مع المستر كمان علشان محدش فيهم يتكلم معاها، تمام كدا ؟!"

ابتسم له الثلاثة تزامنًا مع علامات الراحة التي رُسمت على وجوههم، فتدخل هو يضيف من جديد:
"تانية ثانوي الاسبوع دا مجاني، زي تجربة يعني ممكن الآنسة تيجي تحضر و تجرب لحد ما الجدول الاساسي ينزل، ها رأيكم إيه؟"

قبل أن تجيبه هي باستفسار، تدخل «أحمد» يقول بامتنان حقيقي:
"كدا كتير والله...تُشكر بجد، خلاص أنتَ أدرىٰ بقى، شوف الصح و احنا معاك في أي حاجة، و خد رقمي كمان علشان لو فيه حاجة تكلمني، أنا هطمن علشان هما هنا"

شعر الأخر بشعور غريب تجاه ذلك الحديث، لذلك ابتسم بهدوء ثم رد عليه مُطمئنًا له:
"متقلقش عليهم...في عيني"

أومأ له الأخر بامتنان حقيقي و بعد مرور دقائق تم الإتفاق على مواعيد الدروس و تبادل الأرقام الهاتفية بينهما و تسجيل أسماء الفتاتين، ثم بعدها تم الوداع بينهما و خرج «أحمد» من المركز و هن خلفه، نظر هو في أثرهم باندهاش:
"هما كانوا هنا بجد ولا أنا بحلم؟"

قال جملته ثم نظر في الكشف بين يديه فوقع نظره على بياناتها فقرأ أسمها بتلذذ:
"خلود طه فايز أحمد الرشيد...كدب والله المفروض يسموها قمر طه"
________________

بداخل المول و بعد فترة من الذهاب و الإياب استقر «وليد» على مشترياته المرغوبة و «عبلة» معه تختار ما يريده، بعدها كانا يسيران معًا الرواق المؤدي للمحلات التجارية، يرتشفا العصير الذي جلبه هو لهما، وهي بجانبه تتحدث بثرثرة تمنى هو لو تَكُفْ عنها لكن دون جدوى فـ كانت تقول بانزعاج من صديقتها:
"و فضلت تزن عليا يا وليد، و أنا أحلف ليها إن المرحلة الأولى خلصت في الكورس و هي مش مصدقة، و كمان عمالة تلقح عليا و تقول الناس اللي بتكره الخير للناس وأنا والله قولتلها لما الحجز يفتح هبعتلك، تقولي أنتِ روحتي من غيري ليه، كنتي استنيتي أجي معاكي، و أنا قبل الكورس كلمتها نروح سوا قالتلي أنا نزلت شغل مش فاضية، كدا أنا غلطانة ؟!"

_"أوي... غلطانة أوي و رغاية و كلتي دماغ أمي أنتِ و صاحبتك المهزقة اللي معندهاش دم دي"

قالها بلامبالاة ممتزج بالقوة من نبرته دون أن ينظر لها، حيث كان ينظر أمامه في الممر الرخامي داخل المول، أما هي فشهقت بقوة تزامنًا مع توقفها عن السير بجانبه وهي تقول بحنقٍ:
"يا ليلتك السودا ؟! بقى أنا رغاية يا وليد ؟ كل دا علشان بحكيلك حاجة مزعلاني ؟"

عاد إليها الخطوات الفاصلة بينهما و هو يحاول كتم ضحكته على رد فعلها، ثم وقف مقابلًا لـها يقول مُبتسمًا حتى خرج حديثه بنبرةٍ ضاحكة:
"لأ مش علشان بتحكيلي حاجة مزعلاكي، علشان بتضيعي وقتنا على ناس تانية، أنا خارج معاكي أجيب حاجات و عاوز نكون سوا، مال أمي بقى بتهاني صاحبتك دي و لا مش عارف اسمها إيه، متضايقة نفسك بسببها ليه؟"

ردت عليه هي بحزن:
"علشان مبحبش حد يفهمني غلط ولا بحب حد يسوء الظن فيا يا وليد، بحكيلك علشان أنتَ صاحبي ، و بعدين هو أنتَ عمرك ما نمت زعلان بسبب كلمة قالها أحدهم وهو يمزح ؟! "

_"لأ ياختي أنا لما أحدهم يمزح معايا بمسح بكرامة أمه الأرض، هو مش أحسن مني فـ حاجة علشان أسكتله لما يجرحني"

رد عليها هو بذلك الجواب بنبرةٍ ساخرة بعد جملتها المستفسرة منها، مما جعلها تنظر له بتعجبٍ وهي تقول بنبرةٍ تائهة:
"إزاي يا وليد و مشاعر اللي قدامك؟ مشاعر الناس أهم من الردود و أهم حاجات كتير"

أومأ هو موافقًا ثم أضاف مُعقبًا:
"ماشي بس هو مش أحسن مني فـ حاجة علشان يقل مني و أنا أسكتله، هو انسان و أنا زيه انسان، هو عنده قلب و أنا زيه برضه، لو هو عنده مشاعر أنا مش عندي تين شوكي يا عبلة، أنا كمان عندي مشاعر و بحس، سكوتك عن حقك هيخلي الناس تفتكر إنه حق مكتسب ليهم، و بعدين اتعلمي تخلي نفسك باردة، علشان اللي واثق فيكي عمره ما هيصدق الوحش عنك"

نظرت له نظرة حائرة فوجدته يضحك أكثر و هو يضيف على حديثه حتى يزيل حيرتها:

"و الله تبقى برنس لو ماشي في الدنيا مش في دماغك الناس؛
فلان بيحبك- شكرًا.
فلان بيكرهك- و ماله.
فلان بيقول عنك قصايد شعر- و الله يُشكر.
فلان بيلعن اليوم اللي شافك فيه- ميضرش.
ماشي بنور الله مش شايل ضغينة ولا كره لحد؛ اللي بيقرب ميشوفش منك غير الخير و اللي واخد فكرة غلط سايبه واخدها؛ ناضج و واعٍ عارف إن الحب و الكره بين إيدين اللي خلقك و هو أعلم بنيتك، احنا كلنا بشر زي بعض"

ابتسمت هي باتساع ثم قالت:
"تصدق صح ؟ أنا مالي و أزعل نفسي ليه، أنا عاوزاك أنتَ و بحبك أنتَ ميهمنيش غيرك، و بعدين أنا شوفتك كاتب قبل كدا
(نحن لا نحب الاشياء لأن ليها قيمة، بل وجودنا هو ما يجعل لها القيمة) و بصراحة علقت معايا أوي"

أمسك هو كفها ثم وقف بجانبها حتى يستأنفا سيرهما من جديد وهو يقول بهدوء:
"حاجتين تحطيهم فـ دماغك يا عبلة، إن وجودك هو اللي بيعمل قيمة للمكان و لأي حاجة تكوني فيها، و اتعلمي إن الصفوف الأخيرة مش مكاننا، احنا أول ما نقف العَد يبدأ"

سارت بجانبه تبتسم بحب وهي تقول بفخرٍ:
"أنتَ جميل أوي يا وليد، بصراحة أنتَ وجودك عامل زي الشمس بعد الغيوم، و تفكيرك عامل زي الوجبة الكومبو كدا مليان كل حاجة نفسك فيها"

نظر هو لها بخبثٍ وهو يسألها:
"آه، علشان كدا بقى امبارح كنتي بتبصي بخبث علشان موضوع طارق و جميلة ؟ عينك كانت بتملع أوي و أنتِ بتسأليها هي عاوزة إيه ؟"

أومأت له بقوة ثم أضافت:
"بصراحة حصل، أنا أصلًا أول ما أنتَ دخلت و قولت إنك جاهز للطلاق كنت عارفة إن أنتَ بتضغط عليها علشان تخليها تنطق، دا غير أني حافظة كل نظرات عيونك يا وليد، الـ ٨ نظرات حفظتهم كلهم"

قطب جبينه ينظر لها مستفسرًا بـ حيرة فوجدها تومأ له بقوة وهي تبتسم ثم استرسلت حديثها قائلة:
"منهم نظرة الحنية اللي بتبص بيها لخديجة لما كانت بتعيط أو تزعل، و منهم نظرة الفخر اللي بتبص بيها لخلود لما تعمل حاجة ذكية، و منهم نظرة الزعل اللي بتبص بيها لهدير بعد اللي حصلها، و نظرة المكر لما شوفت راشد و نظرة البرود و الاستفزاز قدام بابا و نظرة الخبث قدام جميلة و طارق"

ابتسم هو بسخرية ثم أضاف مُعقبًا:
"طب دول ٦ بس يا فاشلة فيه اتنين كمان، إيه ببقى أحول فيهم"

حركت رأسها نفيًا ثم قالت بحب:
"الاتنين التانيين ليا أنا بس، واحدة فيهم لما تكون بتحب فيا و واحدة تانية لما تكون زعلان و عيونك فضحاك، ساعتها بعرف إنك فيك حاجة مزعلاك من غير ما تقول"

توقف هو عن السير حينما سمعها تسترسل حديثها و تسرد أمامه نظرات عيونه التي لم يهتم هو بها و لا بمعرفتها، فوجدها تلتفت مقابلةً له تقول بخبثٍ:
"و دي نظرة ٩ حيرانة أنا عرفت كل دا أمتى، بس هو كدا الحب يا وليد، و بعدين كافكا حبيبي قال:
"ذاك البريق الذي يسكن عينيك، يزيل معاناة العالم"
و أنتَ البصة في عيونك دنيا تانية"

التفت هو ينظر حوله يتفحص المكان ثم نظر لها يقول بخبثٍ:
"مش عارفة تقولي الكلمتين دول فوق السطح يا عبلة؟ كان زماني واخدك في حضني براحتي، بس ملحوقة"

ضحكت هي على طريقته ثم تمسكت بذراعه وهي تسير بجانبه تقول بمرحٍ:
"عيني الاتنين ليك، ممكن أقولك اللي أحسن من كدا كمان بس أنا مراعي مشاعر اللي حواليا مش أكتر، بعدين قولي ازاي كنت عارف إن جميلة هتنطق"

رد عليها هو ببساطة بعد استفسارها الأخير:
"كنت متأكد من كدا علشان جميلة عينها فضحاها، لما بتلاقي طارق قصادها عينها بتتعلق بيه و لما بنرجع من الشغل بتكون واقفة في البلكونة مستنيانا، كان طبيعي لما استفز فيها تنطق"

شعرت هي بنيران الغيرة بعد حديثه عن «جميلة» لذلك سألته بانفعال نتيجة غيرتها عليه:
"دا أنتَ مركز أوي مع جميلة و مع تحركاتها، دا طارق مش مركز معاها كدا، جرى إيه يا وليد"

ابتسم هو لها بخبثٍ وهو يقول غامزًا بطرف عينه:
"جرى إيه يا قلب وليد؟"

_"متستفزنيش، مركز مع جميلة كدا ليه ؟ يعني هدير و قولنا ربنا يعينها لكن جميلة كمان كدا كتير على مشاعري"

قالتها بحنقٍ ممتزج بنبرةٍ شبه باكية جعلته يلتفت يقف مقابلًا لها وهو يقول بنبرة ضاحكة:
"كلامك دا المفروض يزعلني بس أنا عارف إنك غيرانة عليا و دا حقك أنا برضه لُقطة، لكن ريحي نفسك علشان جميلة أختي زي خديجة و خلود"

ردت عليه هي بحنقٍ و بطريقة تشبه طريقة تهكم النساء الشعبيات:
"نـعم؟ أختك إزاي يعني؟ أنتَ هتشتغلني؟"

ضحك هو على طريقتها الغريبة التي تنافي رقتها معه، لكنه استعاد ثباته وهو يُجيبها بهدوء:
"صدقيني والله أختي زي خديجة، أنا و خديجة رضعنا من زينب مع بعض و أحمد و جميلة رضعوا منها مع بعض، بالتالي بقت هي أختي بالرضاعة من زينب، يعني أنا من محارمها زي ما خديجة أختي و تحرم عليا"

شهقت هي بقوة مما سمتعه يتفوه مع تحول نظرتها للدهشة تزامنًا مع قولها المندهش:
"بجد يا وليد ولا بتضحك عليا؟ أوعى تكون بتشتغلني علشان أهدا، بعدين ازاي وهي مش راضعة معاك و راضعة مع أحمد؟"

رد عليها هو بسخرية متهكمًا:
"أنتِ عبيطة يا ست أنتِ؟ هكدب في شرع ربنا و كلامه، وبعدين العبرة إننا راضعين من نفس المصدر اللي هو زينب يعني"

ابتسمت هي بحب وهي تقول بحنان عن زوجة عمها:
"طنط زينب دي طيبة أوي بجد، أكيد فيها عرق حنان"

_"قصدك عرق بتلو...اللي ترضع كل دول أكيد واخدة جيناتها من جاموسة"

قالها هو بسخرية على زوجة عمه مما جعلها تضحك بقوة على طريقته فقال هو بضيق زائف:
"لمي نفسك علشان ضحكتك عالية، و يلا علشان تشوفي نفسك فـ إيه تجبيه ليكي قبل ما نمشي من هنا"

ردت عليه هي بحماس:
"مش هجيب حاجات كتير هو لوشن و شوية كريمات و ماسكات بس"

ابتسم هو بسخرية تزامنًا مع رفع حاجبه يقول متهكمًا:
"سوبيا صح ؟"
___________________

في شقة «ياسر» خرجت الفتيات تباعًا واحدةً تلو الأخرى بتعجب من صديقتهن غريبة الطباع منفصمة الشخصية متذبذبة الآراء، هكذا كانت تفكر كلًا منهن عنها وهي تخرج من البيت، أما هي فـ بعدما أغلقت الباب فور خروجهن التفتت لزوجها تنظر له بضيق زائف، مما جعله يقترب هو منها يقول هامسًا بهدوء:
"بلاش تمثيل علشان أنتِ وخداني حضن مطارات قدام الباب و طاردة البنات علشاني"

ابتسمت هي له بهدوء ثم قالت:
"يوه بقى متضعفش موقفي لو سمحت، أنا نزلتهم علشان هما وراهم بيوت برضه مش فاضيين يعني، ثم أني زعلانة منك أصلًا"

أومأ لها موافقًا ثم احتضنها وهو يقول بمرحٍ وكأنه يحدث نفسه:
"أخس عليك يا ياسر تزعل إيمان منك برضه، ملكش حق خالص، بس برضه جاب ورد و يستاهل فرصة تانية"

رفعت رأسها تنظر له بتفكير ثم قالت معاتبةً له:
"مش هو اللي معبرنيش و كلمني بعد ما وصل يقولي هبات هناك، يبقى خلاص يتعب شوية بقى و ينسى أني أصالحه و لا هو يعني علشان جايب ورد أزرق لون عيونه الحلوة اللي بغرق فيهم دول يبقى خلاص كدا"

ضحك هو بقوة ثم أخفض رأسه حتى يستطع النظر في عينيها وهو يقول بحب:
"طب علشان العيون الزرقا دي بحبك، و بعدين تفتكري أنا أقدر أزعلك مني؟ يعني يوم ما تكوني معايا أخيرًا أخليكي تزعلي مني يا إيمان؟ دا يبقى افترا مني"

ردت عليه بحزن:
"يا ياسر أنتَ عارف من ساعة موت بابا و أنا بخاف أبات بليل لوحدي والله، ساعتها كنت نايمة في الشقة و صحيت على الصريخ من ساعتها بخاف والله، أنا مكنتش عارفة أقولك أني خايفة، كنت عاوزاك تفهم خوفي دا لوحدك، و نمت من غيرك و معرفتش أكل من الخوف"

التفت هو برأسه ينظر نحو الطاولة حيث الأطباق الموضوعة عليها، فقالت هي باحراج:
"مكالتش حاجة لحد ما البنات جت و فتحوا نفسي، لكن لوحدي معرفتش والله، و نمت على الكنبة زي الكلبة"

ضحك هو بخفة ثم ربت عليها بحب وهو يقول معتذرًا:
"غصب عني والله، أنا أصلًا بكره نبطشية بليل دي، و مش هروحها تاني علشان العيال بتخاف مني، و هفضل زي ما أنا الصبح، تمام كدا ؟"

قبلته هي على وجنته وهي تقول بمرحٍ:
"أنتَ أحلى ياسر في الدنيا كلها و أنا بحبك و هصالحك زي ما أنتَ صالحتني، علشان أنا اتعصبت عليك في التليفون"

سألها هو بخبثٍ:
"أيوا هتصالحيني إزاي بقى ؟"

ردت عليه هي بفخرٍ:
"أنا كنت ناوية أخبي منك الأكل و أكله أنا بس خلاص هعشيك و أمري لله"

ظهر الاحباط على ملامحه وهو يقول بضجرٍ:
"هتعشيني ؟ و على إيه بقى تعطفي عليا أنا داخل أنام، تصبحي على خير، تيجي تنامي ؟"

ردت عليه هي بلامبالاة:
"براحتك، مش جايلي نوم أصلًا، ادخل نام أنتَ يا ياسوري"

أومأ لها موافقًا ثم حملها فجأة وهو يقول بهدوء بعدما شهقت هي بقوة:
"و ماله، ياسورك بقى طلعان عينه طول الليل و هيموت و ينام، دا غير العياط بتاع العيال ورم دماغي و الله"

سألته هي بشفقة ممتزجة بالحزن:
"هما بيتعبوا جامد يا ياسر؟ يعني جسمهم بيوجعهم و أنت بتكشف عليهم ؟"

أومأ لها بهدوء ثم أضاف بحزن أنهاه بالخبث:
"للأسف تعبهم صعب بس أنا بعمل اللي عليا علشان أخفف عنهم و علشان ميخافوش مني... و بعدين أبقى يوم الاربع بضرب في بيت الرشيد، و يوم الخميس مطبق في المستشفى و مصعبش عليكي"

ضحكت هي بقوة ثم قالت بمرحٍ:
" بحبك ياض و بحب عينك الزرقا دي، عاملين زي البحر بغرق فيهم"
_______________

في شقة «ياسين» وصل وهو يضحك على زوجته من موقف «إيمان»، بعدها دخل يبدل ثيابه ثم خرج لها وهو يقول بسخرية:
"يعني في الأخر ببوكيه ورد طردتكم برة البيت، و الله العظيم فرحان فيكم"

ردت عليه هي بهدوء:
"بصراحة أحسن، دي مجنونة كانت عاوزانا نبات عندها، أنا كدا كدا مكنتش هوافق علشان مش هعرف أكون في مكان أنتَ مش فيه"

ابتسم هو لها من ردها عليه وهو يقول بمرحٍ:
"يعني أفهم من كدا يا كتكوتة إنك معايا مكان ما أروح يعني؟ ولا دا كلام و خلاص؟"

أومأت له بقوة ثم أضافت مؤكدة حديثه بحب:
"طبعاً يا ياسين مكانك هو مكاني أنا كمان، و بعدين أنا النهاردة طبخت بايدي ليك و عاوزاك تدوق أكلي و تصلي بيا زي كل يوم...بصراحة هو دا البيت بالنسبة ليا"

اقترب منها يقف مقابلًا لها أكثر وهو يقول بهدوء:
"إزاي بقى هو دا البيت بالنسبة ليكي؟ مش فاهم"

تنهدت هي بعمقٍ ثم جاوبته ببمسة هادئة رُسمت على وجهها:
"كل الحكاية إن أنا كان نفسي بيتي يكون هادي كدا، يعني كل حاجة فيه تكون بتتعمل بالحب، أطبخلك علشان أنتَ راجع من شغلك تعبان، و ناكل سوا علشان نونس بعض، نصلي سوا علشان ربنا يكرمنا، كفاية الونس هنا معاك بالدنيا كلها و مافيها والله"

ابتسم لها بحبٍ أكثر ثم أضاف:
"طب و الله العظيم يا بختي بيكي، أنا دلوقتي اتأكدت أني كنت صح من الأول يا خديجة"

_"كنت صح إزاي يعني مش فهماك؟"
سألته هي بنبرة حائرة عن ما تفوه به أمامها مما جعله يحيطها بذراعيه وهو يحدق بها بعشقٍ خالص قائلًا بهدوء كعادته:
"أنّــتِ وَحــدُكِ مَــن عَــاشَ الـقَـلـبُ يـبـحثُ عَـنهـا حَـتّـىٰ وجـدتُـكِ....حِـيـنُهـا تَـأكـدتُ أنَ مـا مَــرّ مِـن الــعُمـر بِــدونـك.... كـانَ إنـتـظـارًا فَـقْـط حَــتىٰ أفُــوزُ بِـالنَـظـرْ فــي عِـيـونِك"

رفعت رأسها تطالعه بنظرة حب خالصة و كانت تلك النظرة أفصح ما يقال له فوجدته يغمز لها وهو يضيف هامسًا بمرحٍ كعادته:
"خلاص يا ست الكل طالما سكتِ يبقى كدا أتثبتِ"

اومأت له في خجلٍ فوجدته يضع يده يُعدل من وضع رأسها على صدره وهو يقول بحب:
"والله العظيم أنا كسبتك من الدنيا دي يا خديجة، أنتِ الأربعة و عشرين قيراط اللي ربنا كافئني بيهم في الدنيا علشان أدخل جنته بيكي"

ضحكت هي باتساع ناهيك عن ضربات قلبها المرتفعة من حديثه الجميل الذي يبثها به منذ دخوله حياتها، حتى حول كل الهزائم لانتصار عظيم يوم ظفرت هي بحبه، أما هو قطع الصمت السائد بقوله المرح و لازالت هي بين ذراعيه:
"قوليلي يا خديجة، أنتِ عملتي أكل إيه صحيح بعد كل المناقشات الصباحية دي ؟"

ابتعدت عنه تجيبه بمرحٍ نتيجة حماسها:
"عملت صينية بطاطس بالفراخ و رز بالشعرية و مخلل"

ضحك هو عليها ثم قال بفخرٍ:
"شكلك كدا ست بيت شاطرة يا خديجة، و شكلي كدا هتدلع هنا"

سألته هي بنبرةٍ غير مصدقة:
"بجد ؟! يعني أنتَ شايف إن دا انجاز، أنا قولت هتزعل والله"

أجابها هو بهدوء:
"و أنا إيه يزعلني بس، كفاية إنك طابخة علشاني، و بعدين رياض كان علطول يقولي كفاية إن الست مستحملة خنقة المطبخ علشان تأكلنا يا جحش"

زادت بسمتها وهي تقول بنبرةٍ حماسية:
"و الله العظيم احنا عاوزين نعمل نُسخ منك ومن رياض و نمشي نوزعها على الناس علشان الفرحة تنتشر"

أومأ هو لها ثم أضاف:
"معاكي حق بصراحة، و ياريت لو ناكل علشان هموت من الجوع بصراحة"

أومأت له ثم أشارت على عيونها وهي تقول بهدوء:
"عيوني الاتنين"
__________________

في أحد المحلات التجارية وقفت «خلود» تنتقي حقيبة لها حتى تذهب بها للدروس، و «أحمد» يقف بمللٍ في مقدمة المحل و «سلمى» بجانبه ساكنة الحركة فسألها هو بسخرية:

"خير يا أستاذة سلمى مش بتنقي شنطة أنتَ كمان ليه؟ مش دي خلود نصك التاني برضه"

حركت كتفيها تجيبه ببساطة:
"مش عاملة حسابي بصراحة، و هي كانت هتموت على شنطة من دول لو أعرف كنت جبت فلوس زيادة، بس عادي بكرة فيه درس و أنا راجعة هجيب"

ابتسم هو لها ثم قال بهدوء:
"طب أنا هروح أشوف المتخلفة دي و أرجع، هنفضل هنا مش هنخلص"

أومأت له في هدوء ثم جلست على المقعد الصغير الموضوع بجانب باب المحل، أما هو اقترب من «خلود» يسألها بضيق:
"خلصتي يا خلود ولا لسه؟ هنفضل ليلة كاملة ننقي شنطة"

ردت عليه بنبرةٍ حائرة:
"الاتنين اللي عجبوني لونهم أسود يا أحمد و أنا مش عارفة أنقي أنهي واحدة، نقي معايا و شوف هتدفع فلوس في أنهي واحدة"

رد عليها هو بحنقٍ:
"نعم ياختي أدفع إيه وأنا مالي و مال شنطتك"

ابتسمت له ترد عليه باستفزاز يثير حنقه:
"متقولش كدا علشان أنا عمري ما خرجت معاك أجيب حاجة و سبتني أدفع دا أولًا، ثانيًا بقى هتدفع و أنتَ مبسوط علشان سلمى معايا و علشان أعرفك هي عاوزة أنهي شنطة"

لمعت عينيه بخبثٍ وهو يقول لها:
"تصدقي إنك بتفهمي زي وليد، نقي بقى شنطة ليكي و ليها كمان على ذوقك"

احتضنته بحبٍ وهي تقول بنبرةٍ حماسية تتوسله:
"و هجيب معاها كوتشي جديد علشان خاطري، لو بتحبني وافق"

ضحك هو عليها ثم ربت على ظهرها وهو يقول لها باحراج بعدما رآى نظرات الفتاة التي تعمل بالمكان:
"موافق...بس عيب كدا الناس هتفهمنا غلط الله يحرقك يا بعيدة"

بعد قليل قام «أحمد» بدفع الحساب الخاص بالحقائب ثم أخذ حقيبة و أعطاها لها و هو يقول بهدوء:
"دي علشانك يا سلمى، يا رب تعجبك علشان هي مش ذوقي و ذوق خلود و بصراحة مش واثق"

نظرت له «خلود» بتوعد بينما «سلمى» نظرت له باندهاش وهي تقول غير مصدقة:
"ليا أنا !! لأ شكرًا مش عاوزة شنط، و بعدين أنا مش معايا فلوس أصلًا"

ضحكت عليها «خلود» بينما هو رفع أحد حاجبيه ينظر لها مستنكرًا مما جعلها تشعر بالخجل مما تفوهت به فقالت مُردفةً بنبرةٍ مهتزة:
"أنا قصدي يعني ملوش لازمة تتعبوا نفسكم، أنا كنت هجيب واحدة بكرة و خلاص"

تدخلت «خلود» ترد عليها:
"ياستي أنتِ مالك، هو متبرع لينا خلينا نستغله بقى هو حد قالك ادفعي حاجة أنتِ؟"

تدخل «أحمد» يقول هو الآخر بنبرةٍ ثابتة:
"خديها يا سلمى علشان دي بتاعتك و جاية على إسمك، يبقى محدش غيرك هياخدها"

أومأت لها ثم أخذتها من يده وهي تقول بهدوء بعدما ابتسمت له:
"شكرًا يا أحمد تعبتك معايا، بس متاخدش على كدا علشان أنا مش هينفع أقبل حاجة تاني منك، و على فكرة لسه هستأذن طارق و هو لو وافق هاخدها"

ضحك هو عليها لكن من داخله كان يشعر بالفخر بها لذلك أضاف:
"طيب يا ستي مع إن طارق مش هيتكلم يعني بس براحتك المهم انها تعجبك"

نظرت للحقيبة بحب ثم رفعت رأسها تُجيبه بهدوء:
"حلوة أوي يا أحمد، كفاية إنها منكم يعني"

تدخلت «خلود» تقول بحزن طفيف:
"جميلة ممكن تزعل مننا علشان قولنالها هننزل معاها تجيب شنطة و تجيب ازدال جديد"

ردت عليها «سلمى» بنفس النبرة:
"خلاص نقولها نسينا و بكرة بعد الدرس بتاعي اقابلكم و نجيب اللي هي عاوزاه"

سألهن هو بهدوء:
"قولولي كدا هي عاوزة إيه طيب و نجيبه ليها بدل ما تزعل هي منكم و تفتكر إنكم نستوها"

نظرت كلتاهما له باستغراب لا يصدقن ما قاله للتو خصيصًا أن علاقته معها معدومة منذ دخولها البيت، لذلك أردف هو باحراج:

"أنا أقصد يعني زيها زي خلود أختي ، و محدش معاها في البيت علشان ممكن تحس نفسها لوحدها و تحديدًا لما نزلتوا النهاردة من غيرها"

ردت عليه «سلمى» بفخرٍ ممتزج بالحب:
"أنتَ طيب أوي والله، عرفت ليه وليد و طارق بيحبوك"

سألتها «خلود» بخبثٍ:
"طارق و وليد بس ؟! أقصد يعني العيلة كلها بتحب أحمد زين الشباب الغالي ابن الغاليين"

ضحكت «سلمى» عليها بخجلٍ أما هو فحرك رأسه نفيًا بيأس منها ثم قال:
"طب يلا شوفوا جميلة عاوزة إيه علشان نجيبه قبل ما نروح"
________________

في المول التجاري خرج «وليد» بصحبتها و هي تتمسك بذراعه تشعر بسعادة بالغة، أما هو نظر لها بسخرية وهو يسألها:
"مبسوطة يا هبلة ؟ جايبة شوية عبط زيك كله بالسوبيا مخليكي فرحانة كدا؟ أنتِ لو متجوزة مدفع رمضان هتعمليله قيمة عن كدا"

ردت عليه هي بضحك:
"والله مش سوبيا، دا Coconut يا وليد، و بعدين على فكرة بقى ريحتهم حلوة أنتَ اللي بتبالغ في رد فعلك"

ضحك هو بيأس ثم سألها:
"مش مشكلة سوبيا و خلاص أنا راضي، المهم أنتِ مبسوطة يا عبلة"

كانت نبرته حنونة كعادته جعلتها تومأ له بخجلٍ ثم جاوبته بنبرةٍ حنونة مصطبغة بالحب:
"لو في المطلق أنا علطول مبسوطة، لو على دلوقتي كفاية إنك هنا و معايا يا وليد"

قالت جملتها حينما توقفت أمام سيارته فنظر هو لها بحب و لم يعقب و فجأة سمع صوت خلفه يلهث بقوة قائلًا:
"استنى.... يا عم وليد.... إيه.... هجري وراك لأخر الدنيا ؟"

التفت هو لمصدر الصوت وهي معه، فوجد صديقه يركض له وهو يقول بمرحٍ:
"يا عم وليد عمال أجري وراك في المول كله، نسيت سليم البحراوي"

نظر هو له بوجه مبتهج وهو يقول بانفعال مرح:
"سليم !! عامل إيه يا غالي"

احتضنا بعضهما البعض بعد جملة «وليد» و «عبلة» تنظر لهما بتعجبٍ، أما هما أنهيا عناقهما ثم نظرا في وجهي بعضهما و «سليم» يقول بمرحٍ:
"وحشتني ياض، بس من أمتى و أنتَ بتاع بنات طول عمرك رافض السكة دي"

قالها و هو يشير برأسه نحو «عبلة» التي أخفضت رأسها في خجلٍ ثم دخلت السيارة تجلس بها، أما «وليد» ابتسم بهدوء وهو يقول:
"دي مش أي حد دي مراتي عبلة"

رد عليه الأخر بفرحٍ:
"ألف مبروك، أخيرًا يا جدع، دا المصحة كلها كانت شاهدة على حبك ليها يا وليد"

تنهد «وليد» بعمقٍ ثم أجابه:
"أخيرًا يا سليم، قولي أنتَ إيه اخبار خطوبتك، كملت ؟!"

تنهد هو بأسى ثم رد عليه بحزن ظهر بوضوح في نبرته:
"للأسف كملت و أطلقنا بعد أول خناقة في جوازنا و دا كله بسبب غبائي، بس الحمد لله أنا راضي و خلاص مسافر تاني اهوه"

قطب جبينه يسأله حائرًا:
"إزاي و ليه يا بني مش قولت إنها موافقة و كانت بتيجي تزورك مع أهلك هناك"

أومأ له ثم أضاف بحزن:
"الانسان طاقة يا وليد، و هي مع أول خلاف بينا قالتلي إن الغلط غلطها علشان أمنت لواحد زيي خريج مصحة إدمان، ساعتها طلقتها و سافرت دبي سنتين و جيت أجازة و راجع تاني أخر الشهر"

ربت «وليد» على كتفه ثم قال:
"ربنا يعوضك يا صاحبي، و تروح و ترجع بالسلامة إن شاء الله"

أومأ له ثم سأله:
"عاوز رقمك يا وليد، رقمك التاني ضاع مني و مش عارف أوصلك، و عاوزك معايا في الشغل، مش أنتَ خريج حاسبات ومعلومات"

قطب جبينه يسأله بـ حيرة:
"عاوزني معاك إزاي، آه أنا خريج حاسبات ومعلومات"

أخرج هاتفه يقول مُسرعًا:
"هات بس رقمك و أنا هكلمك و أجيلك قبل ما أمشي و نتكلم و أفهمك كل حاجة"

أومأ له أعطاه رقمه و بعدها أعطاه عنوان منزله، بعدها تم الوادع بينهما و «وليد» يشعر بالتخبط بعدما سمع قصته، ركب السيارة وهي تراقبه بتمعن في شروده الغير مبالي لما حوله، لذلك سألته بتعجبٍ:
"مالك يا وليد ؟! و دا مين اللي قابلك مرة واحدة و اتفاجأ بيك"

تنهد هو بعمقٍ ثم أجابها ببسمةٍ مقتضبة:
"أنا كويس متخافيش، و دا سليم البحراوي كان معايا في المصحة بنتعالج سوا، هو بس اتفاجأ علشان شكلي اتغير و احلويت برضه"

قالها بمرحٍ مغيرًا للأجواء مما جعلها تبتسم له وهي تقول بهدوء:
"شكل مقابلته مفرحتكش يا وليد، عينك بتقول كدا بس أنا معاك متخافش"

أومأ لها وهو يقول مطمئنًا لها:
"أنا مش خايف و لا حاجة، مستغرب شوية بس يا عبلة، و بعدين أنا عاوز أنام علشان ورايا حاجات بكرة ضرورية"

ردت عليه بسرعة:
"طب يلا علشان منتأخرش و علشان محدش فـ البيت مع جميلة"

أومأ لها ثم شرع في قيادة السيارة و هي تراقب ملامحه القلقة و لكنها لن تستطع مناقشته في ذلك، بما أنه أجابها مطمئنًا لها.

في بيت آلـ الرشيد توقف «أحمد» أمام باب شقة عمه يقول بخجلٍ:
"حد فيكم يديها الحاجة دي علشان أنا هتكسف منها بصراحة دا غير إني متكلمتش معاها من ساعة ما جت غير كام مرة و يدوبك كان ترحيب بيها"

ردت عليه «خلود» تهمس بحنقٍ:
"متعصبنيش ياض أنتَ، دي أختك برضه و بعدين بنقولك حاسة إنها ملهاش حد هنا غير طارق، تقوم أنتَ تتكسف، خش أنتَ بالحاجة و اتكلم معاها دا مش حرام و مش عيب"

أضافت «سلمى» تحثه هي الأخرى:
"خلود بتتكلم صح يا أحمد هي علطول قاعدة جوة الشقة و مش بتخرج منها غير وهي بتطمن على هدير و هدى و ترجع تاني تساعد ماما في شغل البيت، و بتتكسف حتى تطلب أي حاجة"

نظر هو لهن بحيرة ثم أخرج زفيرًا قويًا مستسلمًا لحديثهن خاصةً بعدما طرقت إحداهن باب الشقة و الأخرى تراقبه و تراقب ضيقه، فتح «طارق» الباب لهم وهو يقول متهكمًا بسخرية:
"يا مراحب بثلاثي أضواء عيلة الرشيد، اتأخرتوا ليه يا صِيْع"

ردت عليه «خلود» بحنقٍ:
"لو متضايق كدا تعالى احجز الدروس أنتَ مكاننا، احنا مكناش بنلعب، كنا بنحجز دروس يا استاذ طارق، و أختك اللي في ثانوية عامة دي دوخنا علشانها و علشان نلاقي سنتر ليها، كمان مش عاجبك هو إيه أكل و بحلقة؟"

نظر لها «أحمد» و «سلمى» بتعجبٍ بينما رد عليها «طارق» باندهاش من طريقتها:

"أنا...أنا مش قصدي والله يا آنسة خلود، شكرًا يا فندم لمجهودكم علشان أختي و علشان لقيتوا سنتر يلمها، أنا متربتش"

أومأت له بقوة ثم أضافت:
"متقولش كدا برضه أنتَ أخويا الكبير، فين مراتك بس"

رفع حاحبه ينظر لها مُتعجبًا من طريقتها الفَظة معه فوجدها تقول بنبرةٍ قوية:
"ها فين مراتك عاوزين نخلص و نشوف دنيتنا"

أشار هو لهم على الداخل وهو يقول بنبرةٍ مهتزة:
"جميلة...جميلة جوة قاعدة بتحضر درس دين، تعالوا"

أومأ له الثلاثة ثم تبعوه للداخل حيث مكان جلوسها، وقف «طارق» و «أحمد» بجانب بعضهما البعض أما الفتاتين اقتربن منها بحماس، فابتسمت هي لهن ثم أغلقت هاتفها و هي تعدل من وضع حجابها المرتخي فوق رأسها حينما لاحظت وقوف «أحمد»، أما «خلود» أخرجت الحقيبة الخاصة بها و الحقيبة الخاصة برفيقتها وهي تقول بحماس:
"بصي جبنا الشنط دي حلوة إزاي؟ جبناها علشان ننزل بيها الدروس عجبتك؟"

رغم لمحة الحزن الطفيفة التي رسمت على وجهها إلا أنها أخفتها وهي تقول مباركة لهن:
"مبارك عليكم يا حبيبتي، تتهنوا بيهم و ربنا يجعله بالتوفيق"

تدخلت «سلمى» تقول باحراج مصطنع كما أمرتها «خلود»:
"احنا....احنا آسفين علشان جبنا من غيرك، بس احنا شوفناهم لقطة و أحمد كان معانا قولنا فرصة"

أومأت لها بهدوء ثم ردت عليها ببسمة هادئة:
"ولا يهمك أنا هبقى أجيب متشغليش بالك، لسه المدارس عليها شوية لكن أنتو دروسكم قربت خلاص، حرام تربطوا نفسكم بيا"

نظرت «خلود» لأحمد و كأنه تقول له:
"أرأيت حالتها أيها الغبي؟"

أومأ هو لها سحب مقعد و جلس عليه مقابلًا لـ «جميلة» و هو يقول بسرعة كبيرة حتى لا يتراجع:
"بصي أنا عارف أني متكلمتش معاكي من ساعة ما دخلتي البيت دا، و عارف كمان أني مقصر معاكي كأخ يعني، بس أنا كنت مكسوف منك يعني و حاسس إنك صعب تاخدي عليا، بس خلاص بقى أنتِ أختي و صعب اننا نفضل كدا بعيد عن بعض"

أحدقت النظر في وجهه تطالعه بأعين دامعة من حديثه، فوجدته يمد يده لها بالحقيبة و هو يقول باحراج:
"دي حاجة بسيطة علشانك يا جميلة، أنا معرفش بصراحة ممكن تكوني محتاجة الحاجات دي ولا لأ، بس حسيت انهم مناسبين ليكي، دي شنطة علشان تروحي بيها مدرستك اللي هتشتغلي فيها و دا ازدال بالخمار بتاعه علشان تعرفي تتحركي في البيت بدل ما بتفضلي تلفي الخمار كل شوية، دا خمار جاهز، يا رب يعجبك"

قال حديثه ثم مد يده أكثر لها بالحقيبة حتى تأخذها منه مما جعلها تزدرد لُعابها بقوة وهي تمد يدها تأخذ منه حقيبة الهدايا تتفحص ما بها، ما لبست ثوانٍ ثم شهقت بقوة حينما رآت ما جلبه لها و هو تحديدًا ما كانت تريده، فرفعت أعينها من جديد تنظر لها و رغمًا عنها فرت دموعها على وجنتيها تأثرًا من الموقف مما جعله يمد أنامله يكفكف دموعها وهو يقول بحنان:
"أنا مش عاوزك تعيطي و لا عاوزك تحسي نفسك غريبة عننا، والله لو أعرف أني هزعلك مكنتش جيت و لا كنت جبت حاجة أصلًا"

ردت عليه بنبرةٍ باكية من بين شهقاتها:
"أنا بعيط علشان حنيتك و علشان أنتَ افتكرتني، أنا طول عمري كان نفسي يكون عندي أخ بس محصلش، دلوقتي ربنا كرمني بيك و الله بيكون نفسي أتكلم معاك و أسألك بس بتحرج"

احتضنها هو بقوة فجأةً وهو يقول معتذرًا لها بندم:
"والله أنا آسف يا جميلة بس كان غصب عني بس خلاص وعد مني أنتِ ليكي أخ هنا زيك زيك خلود و خديجة بالظبط، لو طارق مزعلك عرفيني"

رد عليه «طارق» بضيق منفعلًا:
"ملكش دعوة بيها يا أخويا، و خرجها من حضنك بدل ما أخرجك أنا من الدنيا كلها"

رفع «أحمد» حاجبه ثم شدد عناقه لها يتحداه أكثر باستفزاز، أما «طارق» عض على شفته السفلى و لم يعقب، فتنهدت هي بعمقٍ ثم ابتعدت عنه تقول له بمرحٍ:
"أنا دلوقتي حضنتك علشان أنتَ أخويا، أوعى تكون مش كدا يا أحمد...متأكد اننا أخوات"

ضحك هو بخفة ثم قال بهدوء:
"أطمني أنا و أنتِ أخوات في الرضاعة من أمي الفرق بينا شهرين بس، يعني رضعنا سنتين مع بعض، و خديجة و وليد رضعوا سنة كاملة مع بعض"

سألته هي باندهاش:
"خديجة و وليد !! يعني كدا وليد أخويا هو كمان زيك"

نظر لها الجميع باندهاش فقالت هي بحماس:
"أيوا صح وليد أخويا أنا كمان في الرضاعة زيه زي أحمد، علشان كدا كان بيتكلم معايا بثقة و هو بيقولي أني أخته"

تحدث «طارق» يقول بحماس:
"يا ابن **** علشان كدا كان بيقولي أنزل أحضن مراتك و أهون عليها، ماشي يا وليد"

ضحك الجميع عليه حتى «جميلة» بنفسها وهي تقول بتعجبٍ:
"ازاي محدش فينا خد باله من حاجة زي دي؟ ازاي تاه عن بالنا اننا اخوات أنا و هو و خديجة و أحمد و خلود"

رد عليه «طارق» بتوعد:
"بس السوسة اللي اسمه وليد كان عارف علشان كدا اتصرف معاكي زي ما بيتصرف مع خديجة"

_"ما تحترم نفسك يالا، سوسة تلعب في ودنك يا بعيد و تنكد عليك عيشتك و آه عارف انها اختي"

تفوه «وليد» بذلك الحديث بعدما دخل الشقة مع زوجته بهدوء دون أن ينتبه لهما أحد، فاقترب منه «طارق» يقول بنبرة حادة بعض الشيء:
"و لما أنتَ عارف إنها أختك طلعت عيني ليه، بتفضل تستفز فيا ليه؟"

رد عليه بلامبالاة ممتزجة بالمرح:
"أنا حر هو أنتَ مراتي علشان أوضحلك؟ و بعدين ريح نفسك أنا مجوزهالك علشان أعوض الحرمان اللي عندك، يمين بالله هتوجع دماغي هطلقها منك و أرجعها تاني تعيش مع حسان و مشيرة"

وقفت هي أمامه تبتسم له ثم قالت بهدوء:
"على فكرة أنا كنت حاسة إنك بتعمل كدا علشاني بدافع الأخوة، ياريتك كنت قولتلي بدل ما عاملتك وحش كدا، طلعت في الأخر أخويا زيك زي أحمد"

حرك كتفيه ببساطة وهو يقول:
"بصراحة كنت متكيف و أنا بستفز فيكي و فـ طارق، أنا أصلًا من قبل رجوعك و أنا عارف إنك أختي زي خديجة علشان زينب رضعتنا سوا"

تدخلت «خلود» تقول بخبثٍ:
"يلهوي لو كانت رضعت عبلة كمان، كان زمانك يعيني شكلك عرة أوي"

رد عليها هو باستمتاع:
"لأ ريحي نفسك يا سوسة، أنا مطمن إن أمك مرضعتش حد من عيال عمك محمد نهائي، يعني أمان"
__________________

في شقة «عامر» كان بجلس أمام «سارة» يلعب معها لعبة (الكوتشينه) و فجأة صرخ مهللًا بمرحٍ:
"الله عليك ياض يا عامر دماغ والله، كسبتك يا موكوسة"

ردت عليه بحنقٍ:
"و رب الكعبة أنتَ نصاب و بتلعب بالبيضة و الحجر، يا كداب دا خامس واد تُقش بيه، جبتوا منين يا عامر ؟!"

رد عليها مُردفًا بمرحٍ:
"جرى إيه يا سارة، الكوتشينة مليانة بنات و ولاد يعني طبيعي يزيدوا"

ردت عليه هي منفعلة بحنقٍ:
"يا بني بطل استفزاز هيزيدوا ازاي يعني يا عامر ؟"

حرك كتفيه ببساطة وهو يقول:
"عادي يعني العيل بيجي برزقه يا سارة، أنتِ هتبصي للكوتشينة في رزقها يا بنت المفترية ؟!"

اقتربت منه تنظر في عينيه و هي تقول بنبرةٍ جامدة:
"بص في عيني و قولي أنتَ خميت ولا لأ ؟"

رفع هو نظره ينظر في عينيها وهو يقول بنبرةٍ تائهة بعدما أمعن نظره في عينيها:

"يا وقعتك السودا يا عامر...
صحيح كل العيون في الدنيا عادية و عيونك بس هما اللي ليا
هما حلوين كدا ليه ؟ و أنا بحبهم ليه يا سارة"

سألته هي هامسة بهدوء:
"هما إيه دول يا عامر و بتحبهم ليه؟"

رد عليها هو يجيبها ببساطة و حب على غير عادته بعد استفسارها:
"عيونك يا سارة.... بحبهم.... عاملين زي نجوم السما بليل و هما بيلمعوا كدا، عيونك دي بوصلة التايه و طوق نجاة الغريق... ببص فيهم مش عاوز أعرف الطريق"

عادت للخلف تنظر له باندهاش و هي تحاول وأد بسمتها فوجدته يتنهد بعمقٍ وهو يضيف بهدوء:
"طول عمري كنت مستني نصي التاني اللي ممكن تقبلني زي ما أنا و متزهقش مني و قولت هقع في واحدة تكرهني في عيشتي، بس خلاص حصل اللي حصل"

سألته هي ببلاهة:
و هو إيه اللي حصل؟"

رد عليها مُردفًا بهدوء:
"حبيت دنيتي علشان أنتِ فيها و حبيت نفسي علشان حبتيني...... و الله عمري ما كنت أصدق إن يجي يوم و أكون فيه بحب حد كدا، بس جيت أنتَ يا عم الناس يا فاكهة نادرة زي الأناناس"

ضحكت هي بقوة بعد جملته المرحة الأخيرة فضحك معها هو الأخر ثم أضاف يقول بمرحٍ:
"ليلتنا فل إن شاء الله يا عسل"

فور انتهاء جملته وجد جرس الباب يصدح عاليًا، فرفع حاجبه يقول متهكمًا:
"أهو العسل وصل، مين ابن الرخمة دا"

ردت عليه هي بهدوء:
"مش عارفة بس شوف كدا يا عامر بقاله كتير بيرن"

أومأ لها ثم أعطاها حجاب رأسها و بعدها اتجه نحو باب الشقة يفتحه فتفاجأ بـ «عمار» يقف أمامه، نظر له باندهاش وهو يقول بنبرة متعجبة:
"عمار !! خير فيه إيه أبوك و أمك كويسين ؟"

أومأ له ثم أجابه بمللٍ:
"كويسين يا أوفر هتدخلني ولا أرجع تاني مكان ما جيت"

أشار له بالدلوف ولا زالت نظرته متعجبة من حال شقيقه، رحبت به «سارة» بحب وهي تقول:
"نورت يا عمار، كل دا علشان تيجي تزورنا و عمال تقولي أنا أخوكي و في ضهرك، سايبني مع عامر مجنن أهلي كلهم"

ابتسم هو لها بهدوء ثم قال:
"صدقيني يا سارة و الله من ساعة ما نزلت الشغل و أنا برجع أخر اليوم زي الجثة طول اليوم بناهد علشان مين خد كارت و مين ماخدش خلاص ماسك نفسي من الانهيار بالعافية"

رد عليه «عامر» بمزاح:
"انهار ياض مش عيب، هو اقتصاد الدول أحسن منك فـ حاجة علشان ينهار و أنتَ لأ ؟"

ضحك عليه كليهما، فقال هو لزوجته:
"قومي شوفي يا بنتي جهزي العشا علشان ياكل معانا"

أومأت له فأوقفها «عمار» بقوله المعترض:
"بلاش يا سارة متتعبيش نفسك علشان أنا واكل في السنتر و جيت على هنا، أنا بس كنت جاي أسأل عامر على حاجة هروح بيتنا"

ابتسمت هي له ثم قالت بهدوء:
"طب هجيب عصير تشربه لحد ما تتكلموا سوا"

أومأ لها كلاهما فرحلت هي بهدوء تاركة المجال لهما حتى يتحدثان سويًا دون خجلٍ منها، فاقترب «عامر» منه يسأله بهدوء:
"خير؟ وشك مقلوب و محتار ليه يا عمار....أكيد فيه مصيبة مخلياك محتار كدا"

تنهد «عمار» بقوة ثم أومأ له وهو يقول بهدوء لكن نبرته خرجت مهتزة:
"بصراحة فيه، شوفتها فـ السنتر النهاردة يا عامر و كنت مبسوط بس حاسس أني محتار و عاوز أسيب السنتر"

قطب «عامر» جبينه وهو يسأله بنبرةٍ حائرة:
"شوفت مين و تسيب إيه أنا مش فاهم منك أي حاجة يا بني، و بعدين ازاي شوفتها و ازاي محتار"

زفر هو بقوة ثم شرع في سرد ما حدث اليوم حينما التقى به من شغلت باله منذ وقوع بصره عليها، كان يقص على شقيقة بهدوء ما حدث في المركز التعليمي، و حينما أتت «سارة» استرسل حديثه دون توقف فكان كليهما يستمع له بـ إنصات، فأنهى هو حديثه ثم أضاف:
"أنا بقى مش عارف أعمل إيه، أنا مهما روحت و لا جيت برضه عيل لسه يدوبك داخل أولى جامعة و هي عيلة لسه في تانية ثانوي، و برضه مش ضامن أشوفها قصادي كل يوم و أسكت علشان كدا جيت أسألك يا عامر أسيب الشغل و لا أكمل ؟؟ أنا لما احتارت جيتلك علشان عارف إنك أبويا مش اخويا"

ربت «عامر» على كتفه وهو يقول بفخرٍ:
"أنا فخور بيك يا عمار و مش بقول كدا كلام و خلاص، بس أنتَ راجل تستحق التقدير و الاحترام، و طالما عاوزها جد يبقى خليك زي ما أنتَ فـ شغلك و ملكش دعوة بيها يدوبك تسجل اسمها و خلاص غير كدا لأ، أنتَ بنفسك قولت إنك لسه صغير و هي كمان، و بعدين مين قالك إنك بتحبها مش يمكن مجرد اعجاب و خلاص ؟"

حرك رأسه نفيًا وهو يقول بسرعة كبيرة حتى ينفي حديثه:
"لأ و الله مش اعجاب، فرحتي لما شوفتها دي مش اعجاب يا عامر، عيني بتلمع لما أشوفها و الله، أنا طول اليوم كنت مصدع لحد ما شوفتها ارتاحت، بس برضه أنا مش هتكلم معاها و لا هقول أي حاجة لو مقدرتش على كدا هسيب السنتر أحسن و خلاص و أروح الفرع التاني هو آه بعيد بس مش مشكلة، أحسن ما يجي يوم و أعمل حاجة حرام"

تنهد «عامر» بقوة ثم احتضنه فجأة وهو يقول بحبٍ طغى على نبرته:
"طالما خايف من الحرام يبقى ربنا هيفرحك بالحلال يا عمار، بس كمل زي ما أنتَ في شغلك يمكن دا اختبار لصبرك و قوة تحملك، اثبت بقى انك قد الاختبار دا، و متنساش أنتَ هتبقى الدكتور عمار، يعني راجل ليك اسمه"

تنهد شقيقه بارتياح ثم أضاف:
"أنا بحبك يا عامر كفاية إنك في ضهري علطول و كل ما أتوه بلاقيك ورايا، صحيح بنلبس فـ حيطة واحدة فـ الأخر بس كفاية إنك أنتَ و ياسين و خالد و ياسر في ضهري مش كل الناس محظوظة بيكم"

تدخلت «سارة» تقول بحب هي الأخرى:
"بصراحة يا عمار يا بخت اللي هما فـ حياته بس، هيلاقي حنية و رجولة و شهامة، ربنا يرزق كل الناس بناس زيهم"

غمز لها «عامر» وهو يقول بمرحٍ:
"يا جامد أنتَ يا مهلبية يا أحلى من طبق الملوخية....بدوق المُر في حياتي بس عيونك ليا سمسمية"

ضحكت هي بقوة على حديثه فابتعد عنه شقيقه يقول بضجرٍ:
"يا بني اقفل باب المطبخ دا بقى قرفتنا فـ عيشتنا كلنا، الله يصبرها مراتك على التلبك المعوي دا"

احتضنه «عامر» من جديد وهو يقول متهكمًا بسخرية:
"نام ياض خليني أبص في عينها، وبعدين أنتَ علشان قبلت في صيدلة هتقرفنا بقى، بكرة تيجي تشحت مني بيت شعر زي دا لصاحبة الصون و العفاف خلود الرشيد"
_________________

في شقة «ياسين» كان يتحدث هو في الهاتف مع «خالد» فوصله حديثه عبر الهاتف قائلًا:
"بكرة يا ياسين محدش فين هيروح عند ميمي، أمي هتاخد الست تروق البيت بكرة و تبقى معاها و رياض قالي إنه هيودي ليها الأكل، علشان محدش فيكم يقلق"

تنهد هو براحة ثم رد عليه بامتنان:
"خلاص يا خالد ماشي، أشوفك بكرة في صلاة الجمعة أنتَ و هما، نريح بقى من علقة الاسبوع اللي فات دا علشان كدا كتير علينا"

رد عليه «خالد» بسخرية:
"جرى إيه ياض أنشف كدا، أنتَ لسه مكملتش شهر يا حبيب أخوك، جبت أخرك بدري ليه أومال هتعمل إيه لما ربنا يراضيك بحتة عيل سافل زي ابني كل شوية يطردني من البيت"

ضحك «ياسين» ثم رد عليه معقبًا بمرحٍ:
"أنا عن نفسي مرتاح والله في الجواز، بس يدوبك جيت من شهر العسل دخلنا في العزا، ما صدقت يوم الجمعة يجي علشان ارتاح...يلا تصبح على خير"

أغلق الهاتف مع صديقه و هو جالس على الأريكة و هي ممدة جسدها و رأسها على قدمه تتابع التلفاز باهتمام غير مبالية بوجوده، فمد يده على رأسها يسألها بمرحٍ:
"أنتِ صاحية و لا نايمة يا ست الكل؟ ساكتة ليه مش عوايدك"

ردت عليه هي بهدوء دون أن تحرك ساكنًا:
"صاحية"

سألها هو بتعجبٍ:
"أومال ساكتة ليه طيب، أنا مبحبش السكوت دا....ارغي في أي حاجة بدل الهندي اللي بتتفرجي عليه دا يا خديجة"

تنهدت هي بعمقٍ ثم قالت مستفسرة:
" هرغي فـ إيه يعني يا ياسين، رغي ممل بصراحة و كئيب"

ابتسم هو بهدوء ثم قال:
"بس أنا بحبه...يلا سمعيني"

ابتسمت هي الأخرى ثم قالت:
"طيب...خالد قالك إيه في التليفون"

رد عليها هو بمرحٍ:
"خالد يا ستي قالي إننا مش هينفع نروح عند ميمي بكرة علشان مامته هتاخد واحدة تروق الشقة ليها بكرة، يعني علشان الست تعرف تاخد راحتها علشان كدا بكرة مش هنروح فـ حتة"
حركت رأسها موافقة دون أن تلتفت له فوجدته يمد يده في خصلاته يربت عليها وهو يقول بهدوء:
"طب تحبي نروح فين بكرة ؟ يعني ميمي مش هنروح عندها و عندك مامتك لسه راجعين من عندها و رياض بكرة فرح ابن صاحبه هو و ماما، تحبي تخرجي بكرة أنتِ كمان ؟"

ردت عليه بهدوء و هي تنظر للتلفاز ولا زالت رأسها على قدمه:
"بصراحة مش عاوزة أخرج...عاوزة أقضي اليوم هنا معاك و خلاص يا ياسين، أنا قولت هصحى بكرة أروق الشقة و أظبطها و نعمل أكل حلو كدا و نشغل سورة الكهف و نبخر الشقة متضيعش عليا المتعة دي"

ابتسم هو باتساع ثم قال بنبرةٍ متعجبة من طبعها الغريب:
"خديجة أنتِ غريبة كدا إزاي؟ بجد والله بستغربك أوي، إيه البساطة دي يا ست الكل ؟"

رفعت رأسها تنظر له بتعجب بعدما ضيقت المسافة الواقعة بين حاجبيها:
"بتستغربني ليه؟ و بعدين مالي يعني يا ياسين، أوعى تكون زهقت مني"

ضحك هو عليها و على طريقتها لذلك رد عليها مُعقبًا بهدوء بعدما ابتسم لها:
"ازهق منك ازاي يا خديجة و أنا ماصدقت لقيتك، بس بستغرب إنك مش عاوزة تخرجي و لا عاوزة حاجة غير إنك تفضلي في البيت تمليه أمان و حنية، منطق غريب بصراحة"

حركت كتفيها ببساطة وهي تقول له بخجلٍ:
"بصراحة مش عارفة بس أنا بحس بالغربة لما أخرج من هنا....أنا مكنتش عاوزة غير بيت أكون مرتاحة فيه و حاسة بالأمان و هنا اللي أنا عاوزاه يا ياسين، خايفة الدنيا تقلب عليا تاني و تاخد مني الراحة دي... علشان كدا عاوزة أفضل هنا مخرجش....بيتنا كان حلو أوي قبل ما المشاكل تدخله علشان كدا عاوزة اطمن هنا ينفع يا ياسين، اللي زيي والله بيفرح بشوية حنان و هدوء سبني بقى اتمتع بيهم"

أومأ لها متفهمًا ثم قال بنبرةٍ مهتزة:
"أنا قولت إنك خلاص يا خديجة نسيتي كل حاجة وحشة...بس واضح إنك مش هتعرفي تنسي أصلًا....لسه بتخافي برضه"

ردت عليه هي بنبرةٍ شبه باكية:
"غصب عني والله مش بايدي....بس أنا بطمن بوجودك و بفرح معاك أوي و ساعات بحس إن اللي معرفتش أطلبه فـ بيتنا ينفع أطلبه منك هنا....مش بخاف زي الأول بس بقيت بعرف أطمن"

ابتسم هو لها ثم اعادها كما كانت وهو يقول بهدوء بعدما أدخل أنامله في رأسها يدلك منابت رأسها:
"لو أنا بيتي و وجودك هو اللي بيطمنك يبقى كدا أنا أفرح مزعلش....أنا طول عمري عاوز أكون زي بابا....أمي عاشت طول عمرها معاه مشوفتهاش يوم زعلت منه ولا طلبت تسيب البيت...كل كلامها إن هو دنيتها كلها....كبرت على إنه مثلي الأعلى و عاوز أكون راجل حنين سوي نفسيًا يعرف يطمن بنت الناس اللي معاه.... دلوقتي بقى بنت الناس دي مش عارفة تطمن غير فـ وجودي....و الله اللي زيك خسارة في الدنيا دي يا خديجة"

سألته هي بنبرةٍ مختنقة من أثر كتم مشاعرها المتأثرة بحديثه:
"خسارة في الدنيا ازاي يعني؟ هو أنا إيه"

ابتسم هو ثم أخرج زفيرًا قويًا ثم أجابها بهدوء:
"أنتِ في خفة الفراشة يا خديجة... طول عمري بحب الفراشات و كان نفسي واحدة منهم تكون صاحبتي"

_"طب و حصل إيه؟"
سألته هي بنبرةٍ حائرة فوجدته يقول بهدوء و كأنه يسخر من نفسه:
"ربنا كرمني و جوزني واحدة منهم.... شكل آنسة عقلة... بقلب طفلة صغيرة لسه أخضر..... بخفة روح الفراشة في رقتها.....كتكوتة يعني"

ابتسمت هي باتساع بعد حديثه عنها فوجدته يقول بمرحٍ:
"خديجة هما مين الأشرار فـ الفيلم؟"

رفعت رأسها تنظر له بمرحٍ وهي تقول بنبرةٍ ضاحكة:
"تصدق بالله و رب الكعبة ما أعرف"
_________________

في صباح اليوم التالي يوم الجمعة اجتمعت العائلة بأكملها قبل صلاة الجمعة في شقة «محمود» في انتظار «حسن» حتى يأتي و يأخذ «هدير» معه، خرجت «هدى» تقول بحزن:
"برضه خايفة تروح معاه و هو قال هاجي بعد الصلاة...و أنا مش قادرة عليها و خايفة ازعلها مني"

وقف «وليد» يقول بنبرة قوية:
"أنا اللي هدخلها و عبلة معايا...محدش يقلق و أنتَ يا وئام كلم حسن علشان يجي"

تدخل «طه» يقول بهدوء:
"استنى يا وليد يمكن هي ليها وجهة نظر....ظروفها غير برضه"

رد عليه هو بثباتٍ:
"عارف يا عمي....بس أنا هغير وجهة نظرها دي، هدير لازم تخرج من هنا....و حسن جدع و راجل مش هقدر اقوله متجيش خلاص....سبوني أنا أتصرف"

أومأ له الجميع بموافقة فدخل هو لها الغرفة و «عبلة» خلفه، هبت «هدير» واقفة حينما رأته فنظر هو لها بحزن حينما رآى تحجر الدموع في مقلتيها مع احمرارهما بشدة، فأشار لزوجته التي ذهبت لها تحتضنها بحب ثم وقف مقابلًا لـها يقول هو بهدوء:

"أنا عارف إنك خايفة و عارف إنك حاسة بحاجات كتير و كداب اللي يقولك حاسس بيكي يا هدير....محدش فينا بيحس بغيره غير اللي داق نفس الاحساس و جربه و حسن داق وجعك و عارفه هو أكتر واحد حاسس بيكي هنا....بعدين ينفع أكسر بخاطره و أقل برجولته و أقوله هي مش عاوزاك ؟"

حركت رأسها نفيًا تنفي حديثه فوجدته يضيف بقوة:
"يبقى متخافيش منه علشان هو عاوزك معاه في حياته مش مجرد حل موقف و بعدين عاوز أعرف أنتِ بتثقي فيا ولا لأ ؟"

أومأت له بقوة تؤكد ثقتها به فوجدته يقول هو بعدما تنهد بعمقٍ:
"علشان أنتِ بتثقي فيا أنا بقى مستحيل أخذلك يا هدير....و الله العظيم هتلاقيني قبل ما تحتاجيني..... احنا مش هنسيبك و عبلة أهيه معاكي تأكد كلامي دا"

حركت رأسها تنظر لزوجته فوجدتها تومأ لها تؤكد حديثه ثم قالت بنبرةٍ شبه باكية:
"والله معاكي و عمري ما هسيبك تاني أصلًا....هتلاقيني عندك علطول يا هدير زي ما كنت عندك علطول"

حركت رأسها مستفسرة بتوسل تتلمس منها تأكيد حديثها فوجدتها تقول مؤكدة:
"والله مش هسيبك و هفضل معاكي علطول....و وليد هو اللي قالي على كدا.....بس يلا علشان كلهم مستنيين خروجك برة...دي مشيرة جت مخصوص علشانك"

أومأت لها بهدوء موافقة ثم سارت معها حتى الخارج، فاخبرهم «وليد» بموافقتها بالذهاب مع «حسن» ابتهج وجه الجميع تزامنًا مع تنفسهم بعمقٍ، أما فتيات العائلة فاقتربن منها يحتضونها بحب و الرجال خلفهم في تلك اللحظة خرجت «مشيرة» من الممر الواقع داخل الشقة و حينما رآت ذلك العناق بين الفتيات و الشباب يقفون خلفهن قالت بنبرةٍ متأثرة أوشكت على البكاء:
"شكلكم حلو أوي كدا....عاملين زي اللوحة المرسومة"

رد عليها «وليد» بسخرية كعادته:
"أهيه كوباية القهوة اللي هتدلق على اللوحة وصلت"

يُتَبَع
#الفصل_التاسع_الجزء_الثاني
#رواية_تَعَافَيْتُ_بِكَ

Continue Reading

You'll Also Like

760K 22.3K 38
لقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة...
181K 7.1K 34
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
629K 27.1K 40
[ ADULT CONTENT ] لَم أَتَوَقَّع آنِنيَ سأقع في حُبِّ شقيقُ زوجيِ مِن النَّظرَة الْأَوَّليّ كانَ رَجُلٌ مَهِيب يَسْرق الْقُلُوب قَبل الْعُقُول . اعل...
3M 199K 62
تنوية القصه ليست نهوة حقيقيه من ارض الجنوب بَين النَهوةُ وعَشقِ العَسكري والآن أشهد أن حضورك موت وأن غيابك موتان.