هلوووووووووووووو
........................................................................
صباح يوم جديد... وصفحة جديدة كالعادة...... بضع سويعات يعيش فيها الإنسان نهاره فيرسم بالحبر الأسود على تلك الصفحة أحداث يومه..... فإما يكون اليوم مرتباََ منمقاََ يستفيد منه في حياته...... او يكون كأي ورقة تطوى على خيبة......
الثامنة صباحاََ كان وقت رن جرس المدرسة الخاصة بجونغكوك وجيمين وبعض فتيان عائلة كيم..... والجميع موجودون في الطابور الصباحي محترمين للنظام إلا جونغكوك الذي لتوه خرج من باب قصر عائلة كيم يمشي بتململ بعد أن جعل جيمين يخلفه ورائه ويذهب كي لا يتأخر.....
يتثائب ويبعثر شعره الذي لم يستغرق وقتاََ في تصفيفه حتى بينما يرتدي ثيابه ببعثرة.... ويبدو بوضوح انه إستيقظ على الجانب الخطأ....
فمزاجه عكر وهذا واضح على ملامحه التي يخاف الطير منها.....
كفزاعة الطيور؟....
أجل هو كان بهذا البؤس......
وفي أثناء مشيه وليكتمل مزاجه قابل عمه هوسوك الذي القى عليه التحية ساخراََ....
:- أهلاََ بشبل كيم...
:- تركت اللقب لك...
' جاف بمزاج عكر.....
:- ما بك؟...... مزاجي مجدداََ... تحتاج تربية من جديد
:- على الأقل مزاجي لا أخرب به على غيري... ولا أتدخل بحياة الآخرين....
:- أتمنى انك لم تقصدني....
:- لا عفواََ منك عمي طبعاََ لا........
' قال بدهشة كاذبة بالبداية قبل أن يضع ملامح ساخرة قائلاََ
:- تشه
نفخ هوسوك عدة مرات يهدأ نفسه بعد أن تركه جونغكوك ومضى في طريقه....
ليقول بصوتٍ عالٍ وبإبتسامة ....
:- لن تستطيع تخريب مزاجي..... لدي موعد مع أجمل فتاة في الشركة..... بل في دايغو كلها.....
' سمعه جونغكوك ليلتفت ناظراََ له بسخرية...
:- وانت بهذا الشكل... أضمن لك كسر القلب....
وسع هوسوك عينيه لينظر لنفسه من الأسفل إلى الأعلى.... ولم يجد ما الذي سيجعله يُرفض...
لكن في ذات الوقت هو فقد كل ثقته بنفسه.....
ليأخذ ثواني قبل أن يركض خلف جونغكوك ويمسكه من كتفيه قائلاََ بلهفة...
:- حقاََ هل إن ذهبت هكذا سيتم رفضي؟....
جونغكوك ارجوك... دع خلافاتنا بعيداََ وقل الصدق....
تأفأف جونغكوك المتضجر اساساََ بسبب تأخره على المدرسة لكن بعد أن سمع نبرة اللهفة في صوت عمه لم يستطع التجاهل ونظر له من الأعلى إلى الأسفل بتقييم....
عمه كان يرتدي ثياباََ رسمية سوداء من الأعلى إلى الأسفل لا لون فيها كأنه ذاهب إلى عزاء مع نظارات تشبه أضواء السيارة الخلفية.... وشعره يصففه بالجل الذي جعله ملتصقاََ بفروة رأسه كأيام الثمانينات وحذاء أبيض رياضي مع لباس اسود رسمي.....
كان كارثة على الموضة.......
:- أتعلم عمي هوسوك....
:- ماذا....
:- الآن فهمت لماذا انت في السادسة والثلاثين من عمرك ولم ترتبط حتى الآن.....
عبس هوسوك ليدفع ابن أخيه من كتفيه قائلاََ بغرور....
:- هي.... ليكن بعلمك منذ كنت بعمرك فأنا اواعد الفتيات حتى فقدت العدد لكني لم أجد الفتاة المناسبة..... جميعهن يملكن نفس التفكير... عمليات تجميل.... جسم رشيق... مكياج كثيف... تسوق وثياب كثيرة.......
صار الأمر إستنساخاََ..... وهذه الفتاة التي سأذهب مع موعد مدبر معها اليوم... أراها الوحيدة المختلفة....
فهي تهتم بأمور الجمعيات الخيرية... واللاجئين..ودور الأيتام والسياسة الوطنية... إن سألتها في أي موضوع فهي تملك الثقافة نحوه وفوق هذا ملابسها بسيطة... وطرازها يكمن بالجينز والشعر المرفوع والمكياج الخفيف.... وأيضاََ... هي تعشق تسلق الجبال مثلي.... تخيل!!
ابتسم جونغكوك على حماس عمه في الحديث.. ويبدو حقاََ يريد هذه الفتاة... وجاد بشأنها حتى أن عيناه تلمعان.. ليخرج له علكة من جيبه ويمضغها ثم قال بعد أن أنهى عمه الحديث....
:- عمي... عرفني عليها... احب المميزات....
' امسك به هوسوك من عنقه يمثل خنقه ويقول بإبتسامة ودودة....
:- هل تحب الموت لهذه الدرجة...؟
' ضحك جونغكوك يبعده عنه....
:- أمزح أمزح... لا تجعل هذه الفتاة تطير من يديك.... وأنصحك بتغيير ثيابك واسلوبك بالحديث.... تأخرت عن المدرسة.... وداعاَ
مضى جونغكوك في طريقه يعدل حقيبته على كتفه الأيسر لولا أن هوسوك عاجله بإيقافه من كتفيه...
:- جونغكوك!... جونغكوك!... توقف
:- عمي اقسم تأخرت كثيراََ على إيجاد سيارة أجرة الآن فالسائق ذهب ولم يعد.....
' تذمر وهو يحاول إبعاد سبب تأخيره والذي هو عمه الذي توسل قائلاََ...
:- عليك أن تخبرني اول ما الخطأ بما ارتدي....
:- كلها.... انصحك برمي نفسك ثم إحضار واحدة جديدة..
' نفخ جونغكوك يحاول ان يلخص حديثه.....
:- جونغكوك.... ساعدني ارجوك لا أريد فقدان الفتاة...
:- عمي تأخرت...
:- تغيب اليوم فقط..
:- وماذا ستعطيني؟
:- اي شيء تريده....
وجد جونغكوك العرض مغرياََ حقاََ اي شيء؟
هذا حقاََ ذو نفع....وفي النهاية تغيب يوم واحد عن المدرسة لن يصنع ذلك الفرق الكبير......
فتحمحم يصنع صفقته....
:- بطاقتك المصرفية وسيارتك ليوم واحد....
:- إلا سيارتي!..... ماذا عن سيارة اخـ
:- تأخرت عن المدرسة اساساََ....
' مثل جونغكوك انه يرحل لولا انه اوقفه عمه بسرعة...
:- توقف توقف توقف.....حسناََ حسناََ.... كما تريد... مفتاح سيارتي وفوقه قبلة إن نجح الأمر...
:- دع القبلة لحبيبة القلب....
' قال بوجه مستفز
:- إستحِ ايها الفتى....
' عبس بحاجبيه ينهره لكن جونغكوك رفع حاجبه بإبتسامة
:' ماذا عمي.... صدقني استطيع جعلها تقبلك هي إن مشيت على الخطوات التي سأقولها لك
'برر بثقة
:- حقاََ...؟
بدت عينا هوسوك تلمعان...
مضع جونغكوك علكته وغمز له قبل أن يأخذ بيده ويعودا للقصر ورمى حقيبته المدرسية في مكان ما......
بينما مضى يجر عمه خلفه نحو غرفة هوسوك نفسه......
ثم دفعه ليجلس على السرير.....
:- بداية عمي..... عليك أن تستحم...
:- إستحممت قبل قليل جونغكوك.... ثم إن الفتاة تنتظر في المقهى علي ان اذهب في غضون ربع ساعة.....
:- عمي اول امر يجب عليك فعله هو أن تؤجل الموعد للظهيرة وتقوم انت بإرسال عنوان مطعم فاخر لها برسالة..... مع عبارة تجعلك تبدو مشغولاََ.....
:- لم الغداء.... جونغكوك لي شهر احاول دعوتها والآن أأجله....
َ
فرقع جونغكوك علكته وهو يبحث في ادراج عمه عن أشياء يرغب بها وهو يجيبه...
:- هل انت غبي عمي؟ .. كيف تدعوها للإفطار؟.. هل هي صديقتك في الدراسة؟....
عليك أن تبدو فخماََ....العشاء افضل شيء لكن لا بأس بالغداء ايضاََ... اعطني هاتفك
:- ماذا ستفعل؟
'بدا هوسوك متردداََ لولا أن جونغكوك خطف منه الهاتف ثم بحركة سريعة استطاع ان يقفز فوق الخزانة كي لا يستطيع هوسوك الإمساك به..... ثم صار يرسل رسالة على الرغم من محاولات عمه لإمساكه او شتمه او إلقاء أشياء عليه وقد إصابته بعضها....... وارتفع ضغطه واحمر وجهه
حتى استطاع هوسوك ان يمسك رجل جونغكوك ويسقطه من هناك... اخبره الآخر متأوهاََ بألم لسقوطه الخفيف ان الأمر انتهى وأنه ارسل الرسالة بالفعل......
:- يا إلهي أرغب بقتلك حقاََ.....؟... ماذا ارسلت؟.... وكيف عرفت انه رقمها؟
* قال هوسوك وهو ينفخ الهواء من فمه بحنق ليرد عليه ابن أخيه بشاعرية....
:- ارسلت لها موقع افخم مطعم بدايغو مع عبارة 'سأكون سعيداََ لو تأجل الموعد وقدمتي ظهر اليوم إلى هذا العنوان......'
'عيناي ستظل ناظرة للباب حتى لو لن تأتين'
وارسلتها إلى جين ها ري..... الوحيدة التي يوجد أمام اسمها قلب....
بدت عينا هوسوك وكأنها ستخرج من محجريها وهو يقوم بشتم جونغكوك وشده من شعره وابن أخيه يضحك بتشمت ويحاول تبرير موقفه لكن هوسوك بدا وكأنه فقد كل رزانته وأصبح كمراهقة تنتحب....
:- اقسم أرغب بقتلك.... كيف ترسل لها هذا.... عيناي ستنظر للباب.... هل انا منحرف؟.... هل انا اعاني من جفاف....؟ ثم لم أجلت الموعد ايها الغبي....
اللعنة على حين طلبت المساعدة منك.....
قرد!
وغيرها من الشتائم إستمرت حتى رن هاتف هوسوك يجعل كل تلك الضجة تصمت وهوسوك يصفر وجهه وهو يقرأ انه وصلته رسالة من ها ري.....
:- وصلت رسالة.... يا إلهي انا اعرف الرسالة تحوي على رفضها...... عندها سأنحر عنقك جونغكوك....
:-افتح الرسالة وكفاك مراهقة عمي.....
'رفع قبضته ينوي ضربه لكن جونغكوك اخبره ضاحكاََ ان يرى الرسالة اولاََ.....
:- تقول......للمصادفة كنت أنوي تأجيل الموعد هوسوك-شي لأن والدتي لديها موعد الفحوصات السنوية...
' وجه ضاحك'
سأكون متحمسه وانا ادخل من باب المطعم... رجاءاََ أخبرني حينها إن كانت مناديل الحمام لا زالت ملتصقة بي...... 'عدة وجهوه ضاحكة....'
.
:- يا إلهي... وخفيفة دم ايضاََ.....
' فرقع جونغكوك علكته بجانب اذن هوسوك الذي فزع وهو يقرأ الرسالة للمرة الألف وينتحب عليها
:- جونغكوك بني اريد تقبيل ابيك من بين عينيه لأنه جلب فتى مثلك....
:- اها اها... ارجع شعري الذي تساقط على يديك وبعدها نرى......
قلب عمه عينيه و جونغكوك تجاهل الأمر....
ثم قرب أنفه من شعر عمه الجالس يشمه وسرعان ما ظهرت علامات الأشمئزاز على وجهه....
:- عمي الأمر لن ينجح مع هذا الجل الذي يشبه رائحة جوارب جيمين....
عليك الإغتسال......
:- هل رائحته سيئة؟.... لم أشعر....
:- لأنك مدمغ بالرائحة انهض وإغتسل بسرعة عمي....
:- هففف حسناََ....
نطق هوسوك ليضع المنشفة على كتفه ويخلع حذائه وأثناء ذلك املى عليه جونغكوك ملاحظاته....
:- عمي... إغتسل بماء بارد قدر ما تستطيع لأن بشرتك حساسة تحمر من البخار وتصبح تشبه النقانق المطبوخة....
توقف هوسوك ليرفع احدى حاجبيه وقد إستعداد شيئاََ من هيبته وهو يقول بصوت خطير.....
:- جونغكوك.... عزيزي.... ذكرني لمَ انا مجبر على تحمل إهاناتك في الوقت الذي استطيع فيه تعليقك على عامود في نصف ساحة القصر عارياََ.؟...
وعندها صدقني انت من سيصبح دجاجاََ مشوياََ.....
تبسم جونغكوك ببراءة ليتقرب منه وهو يعبث بياقة قميصه...
:- هذا لأني أمسكت شيئاََ عليك وإن آذيتني فسأخبر جدي.....
وثانياََ لأنك تحتاجني كي لا ترفض بطريقة شنيعة...
تخيل... كيم هوسوك يجلس على مائدة طعام العشاء والسباغيتي فوق شعره......
تنفس هوسوك عميقاََ لينفخ بعد ذلك بحنق.....
:- سنرى ما يأتي منك.....!
' ليضحك جونغكوك ويدفعه للدخول...
ثم عاد هو ليدخل غرفة ملابس عمه يحاول ايجاد ثياب فخمة راقية أنيقة تليق بوجه عمه الوسيم..
يهمهم مع نفسه وهو يفرقع علكته ويقلب بين الثياب التي أجزم ان بعضاََ منها هنا منذ عشرين سنة لموضتها القديمة....
بينما في ذات الآن يوجد ثياب جميلة قرر ان يسرق بعضاََ منها له في وقت آخر..
حتى اختار حزمة من الثياب حملها وجعلها في الغرفة الرئيسية.... ثم عاد ليختار المكملات....
حذاء... ساعة.... سوار او قلادة....
ليعود بها وفي هذا الوقت خرج عمه من الحمام يرتدي الروب الأبيض ليجلسه على السرير ويقف أمامه
:- همم لنرَ عمي
بنطال اسود وبلوزة بيضاء ستظهر عضلاتك....
' تحمس هوسوك ليقول
:- اجل اجل لتعرف اني قوي...
' عبس جونغكوك....
:- كلا ستبرز حلماتك وعندها تظنك من النوع الذي يحب استعراض جسده ولا يخجل.....
:- لا أريد ابعده
:- هممم سترة جلدية بنية وبنطال اسود......
:- اجل لدي مجموعة من الستر الجلدية...
' قال وهو يجفف شعره....
:- كلا ليست لأول موعد....
همممممم.....
اجـــل...... هذا...... عميييي ستبدو قنبلة.....
بدا جونغكوك سعيدا و وهو يقلب الملابس البنفسجية بين يديه...
قبل أن بسحب عمه ليجلسه أمام المرآة ويأخذ مجفف الشعر ليغير تسريحة عمه المعتادة.....
ويبدو خبيراََ حيث يده تعمل بسرعة.....
هذا جذب انتباه هوسوك الذي قال بصوتٍ عالٍ....
:- تبدو خبيراََ......
' لم يسمعه جونغكوك ليطفئ المجفف ويهز رأسه بعلامة اعد كلامك....
:- اقول تبدو خبيراََ... عادة مصففي الشعر يقتلعون رأسي وهم يصففوه.....
' ابتسم جونغكوك
:- عملت شهرين في دار تجميل لذا اجل.... يدي خفيفة.....
اعاد تشغيل المجفف واكمل عمله بينما هوسوك اسدل عينيه يفكر بالايام الخوالي. .. التي عاش بها اعز اخ لديه تلك العيشة البائسة هو وابناؤه بينما هو كان بلا حيلة..... يظن ان أخاه مسافر للدراسة كما ظن الاغلبية.....
ورغم هذا هو لم يفكر ان يستغرب لعدم تواصله معهم.... بل ظن الحياة شغلته ....
حتى علم مؤخراََ.....
أخرجه من شروده صوت جونغكوك.....
:- الآن هذا اجمل.... بقى وجهك..... تملك واقي شمس؟
:- اجل في الدرج....
' توجه الاصغر نحو الدرج الذي أشار عليه وأخرج الواقي منه....
:- بشرتك حساسة جداََ عمي هل انت متأكد ان هذا النوع يلائمك؟
:- خبير البشرة وصفه لي لكن مع هذا ما أن اخرج في الشمس لأكثر من ساعة حتى تحمر بشرتي كثيراََ......
:- لا اظنه يناسبك تحتاج درجة عالية.... جيمين يملك في غرفته هذا النوع لأنه ايضاََ ذو بشرة حساسة.....
عائلة كيم حتى بوراثتكم ليس بكم خير......
' هز جونغكوك رأسه بيأس بينما يراقب عمه الذي سرعان ما استفزه الأمر ونهض ينوي العراك معه لولا خروجه يركض ضاحكاََ من هناك.....
وبخروجه كان يركض ضاحكاََ حتى لا يمسكه عمه ليصطدم من غير قصد بجسد طويل ادى به أن يفقد توازنه ويسقط وجهه على صدر المعني.....
بينما الجسد المقابل تلقاه بين ذراعيه كرد فعل......
جونغكوك اختفت ابتسامته والتقف أنفاسه التي فقدها في الركض وفي السقوط.... وفي جزء من الثانية وقبل ان ينظر للشخص المقابل..... هو عرفه من رائحته..... رائحة الأب.......
أوااااه كم هي جميلة......
ابتسم وفي عجلة ابعد نفسه عن والده بينما لا ينظر للمعني كي لا يبين حرجه من الأمر وهو يبدو كالطفل الذي لا يعرف أين يخطو.....
وحرجه الآخر من انه كان على هذا القرب من ابيه حد انه شعر بحرارة جسده وشم رائحته واحس بإمساك والده لذراعه.......
على حين غرة شعر بوجهه يرفع بواسطة كفين قويتين دافئتين ليرى وجه والده الهادئ يعقد حاجبيه بإعتيادية ويتفحصه بنظراته....
:- تأذيت؟
' ابتلع جونغكوك ريقه وهو ينظر لأبيه بهذا القرب لأول مرة في حياته.... ينظر لتعابير وجهه الرجولة وحسنه الأخاذ......
ثم هز رأسه بالنفي بعد أن وجد نفسه أطال بالنظر.....
:- لِم لست بالمدرسة؟.....
' قال بعد أن ابتعد عنه قليلاََ ثم دفعه بأصبعه من جبهته إغاظة....
ليزفر جونغكوك يمثل الاستياء ثم يرد بهدوء...
:- اخوك منعني...
' أظهر تايهيونغ استغرابه لينظر لغرفة هوسوك ويعرف اي اخٍ اخر إبنه....
:- هوسوك؟.... لماذا؟... ام انك فقط اخذتها حجة؟
:- كلا اخذت سيارته وبطاقه المصرفية كحجة.....
ابتسم تايهيونغ بإستغراب يظهر على وجهه....
:- إبتزاز؟
:- كلا بمقابل ان اغير اسلوبه لديه موعد وقد رأيته كالكارثة على الموضة....
:- هممم.... اكمل عملك هيا......
قال ودفع ولده ليكمل طريقه بينما جونغكوك كان طوال الطريق نحو غرفة جيمين يبتسم بخفة وسخف لذلك الحديث الذي دار بينه وبين والده رغم بساطته لكن...... لأول مرة شعر بتلك اللهفة في صدره للحديث مع أحدهم بينما هو كان الناس يتقاتلون للحديث معه أو أن يرد عليهم في المدرسة أو في أماكن عمله او اياََ كان.....
دخل بهدوء لغرفة اخيه ليأخذ الواقي وقد وضع ملحوظة في عقله ان عليه ترتيب غرفة أخيه لاحقاََ لأن جيمين جعلها كالإعصار... وهذا لا ينفع مع مهووس النظافة مثله.....
ثم اخذ طريقه نحو غرفة عمه ليجد اباه جالساََ على السرير يتحدث مع عمه وما ان دخل اغلقا الموضوع.....
لم يهتم جونغكوك كثيراََ لذا فتح الواقي وبدأ يوزعه على وجه عمه الجالس نفس قعوده السابق....
:- من هي؟
' والده تسائل قاصداَ حبيبة هوسوك ليجيبه المعنى بشيء من الخجل وهو يحك مؤخرة رأسه....
:- جين ها ري..... مديرة مكتب المبيعات والمزادات.....
:- هممم.... ما لك والارتباط يا اخي......هؤلاء النساء لا يؤمن شرهم......
عقد جونغكوك حاجبيه لهذا الفكر المتخلف بنظره لينظر نحو والده للحظات قبل أن يتذكر ان والده عانى من جميع النساء الذين واجهه بحياتهم بدءاََ من زوجة ابيه وحتى زوجته التي خانته....
:- لماذا تقول هذا تايهيونغ.... ليست جميع الخيول ترتدي سرجاََ واحداََ.....
' قال هوسوك بعد أن فهم وجهة نظر أخاه....
:- اييه ما ادراني خذ ما تريد وتزوج من تريد اساساََ وجع الرأس سيأتي لك وحدك.....
' قال بلا مبالاة وهو يستند بساعديه القويين نحو الوراء.....
بغضون هذا الوقت جونغكوك اكمل رسم عيني هوسوك بمكياج خفيف يبرز حدتها.....
ليبتسم ويبتعد عن المرآة يرى ما فعله لعمه هوسوك الذي تذمر كثيراََ انه لا يريد مستحضرات التجميل كي لا تظن الفتاة انه متعود عليها او انه يغشها
وجونغكوك يقنعه ان هذا اجمل وبالعكس ستراه متغيراََ عن العادة وتعجب بهذا.....
لكن هوسوك ظل يتذمر حتى اسكته تايهيونغ بقوله....
:- توقف هوسوك هو جميل ثم لن اسمح لك ان تجعل عمل ولدي يذهب هباءاََ......
فراشات تتطاير في معدة أحدهم....
ونجوم وكواكب تتفجر في عيون مجرات سوداء.....
مع صمت صاحبها يمثل الثقل.....
:- ولدك هذا سأنحره إن رفضتني الفتاة...
:- تقرب منه او من أحد ابنائي وسترى كيم هوسوك....
' لأول مرة يشعر جونغكوك بأنه خفيف بكلمة تذهبه وكلمة تأتي به.....
ارتدى هوسوك ما حضره له جونغكوك وقد وجد نفسه يتأمل ذاته عدة مرات أمام المرآة بإعجاب....
فقد بدى مختلفاََ كنجم عالمي.....
:- سأذهب الآن لأحجز المطعم لنا وحدنا.... تمنى لي الحظ الموفق جونغكوك.....
:- لا تحتاجه عمي..
:- لسانك ماذا اطعمته اليوم....؟
:- نقودك من بطاقتك المصرفية....
' الرد السريع سبب بقهقة الثلاثة.....
:- هوسوك لا تنس ان تمر على الشركة قبل موعدك على الاقل أري والدي نفسك قبل ان تهرب طيلة اليوم.....
' قال تايهيونغ وهو يبحث في ثلاجة غرفة هوسوك....
ليومئ له الآخر قبل أن يذهب بسعادة وأمل....
........................................................................
مساءاََ كانت اغلب العائلة مجتمعة كرغبة بالسهر اليوم بما انه آخ ايام الاسبوع.... الشباب مع بعضهم والكبار كذلك النساء كل مع من يلائمه......
جونغكوك كان يلعب مع الشباب في العاب الفديو بينما نظرات الجد تخترقه.....
حتى قطه الجد نفسه تلك النظرات وهو يقول لأبنه تايهيونغ الجالس جانبه....
:- ابنك هذا لا يتحدث معي منذ عرف الحقيقة....... اظنه يلقي اللوم علي....
انزل تايهيونغ قهوته واخذ قطعة الكعك يقضم منها قبل أن يقوم بنفض يده والحديث مع والده....
:- لا بأس ابي لابد أن يعرف قيمتك.... إن اردت جلبته من اذنه ليعتذر لك....
:- كلا كلا... لا أريد من اذنه ولا أريد بالاجبار.... أريد فقط أن يعود حفيدي الواعي الذي استطيع وصفه بأن عقله اكبر من عمره.....
:- حاضر ابي سأخبره....
تايهيونغ لم يجعل الأمر يبات......
:- جونغكوك.....!
' نادى بصوته الجمهور يقصد ولده وعلى إثر هذا تؤجل البعض لولا أن هدأوا بعد أن علموا ان علاقة الأب والإبن تحسنت.....
بينما المعني استدار للمنادي بضحكة واسعة على وجهه جعلت تايهيونغ يصمت فجأة وتسقط تعابير بينما يركز على تلك الضحكة.....
الأمر الذي جعل من استغراب جونغكوك ينمو لتغير تعابير ويبعد ابتسامته قبل التحرك والتقدم نحو والده..
:- نعم...
:- لا شيء عد للعبك...... عن اذنك ابي سأخرج للحديقة......
:- على راحتك بني....
' آخر جملة سمعها تايهيونغ قبل أن يخرج نحو الحديقة ويأخذ له زاوية يقف بها......
اخذ يستنشق أنفاسه لعدة مرات وهو يخرج علبة سجائره من جيبه ودموعه لم تحتمل إلا وهطلت بحرارة على خديه.....
لكنه لم يهتم واكمل إشعال سيجارته.......
واحدة.... اثنان.... خمسة....... فقد عدد السجائر التي حرقها برئتيه... بينما دموعه تهبط بقلة لكن بحرقة وهدوء في جو الحديقة البارد.....
حتى سمع صوتاََ عائداََ لولده الذي قال بهدوء.....
:- ما بك؟
كان صوته هادئاََ... داعب مسامع المهتاجة مشاعره لينظر له للحظات قبل أن يزفر آخر ما في سيجارته ويشعل الأخرى.... ثم يقول بصوت متحشرج
:- ادخل لا شأن لك...
:- لم تفت علي تلك النظرة لوجهي.... فقط أخبرني ما الذي أنزل مدامعك.......
نظر له تايهيونغ للحظات قبل أن يستدير ويأخذ نفسياََ عميقاََ من سيجارته
:- شعرت بالحنين......
:- لـمن..... او لـــ ماذا؟
:- لطفلي.....
:- تقصدني او جيمين او يونغي؟
' نظر له تايهيونغ ليقول بحشرجة....
:- لجونغكوك الصغير.... اليوم..... رأيت ابتسامته في وجهك.... نفس الابتسامة الجميلة.... عزيز ابيه....
استطعت لمحه في وجهك......
لم يعرف جونغكوك كيف عليه أن يشعر.... هذا غريب.... بدا كما لو أن الرجل أمامه يكاد يموت كي يرى طفله او لمحة منه.....
ولا يفهم حقيقة ان الطفل كبر وصار هو.....
:- الطفل انا....... لقد كبرت
:- امم اعلم..... لكن كيف ستقنع الوالد المتلهف داخلي ان جونغكوكي اختفى.... هو لا زال يشتاق له
بقى جونغكوك صامتاََ.... لم يعرف كيف يرد... وفقط حاول حعل والده يرتاح من خلال وجوده معه في تلك الليلة الباردة......
........................................................................
باي