(متوقفة) vanilla scent

By TheHazan

259K 17.7K 13.1K

تعلق نظره في عمق عينيها ، وبدا كالمأسور المعرّض لخطر الغرق في مستنقعٍ أخضر، فاضطر لاغلاق عينيه لبضعةِ لحيظات... More

١
٢
"الشخصيات"
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٥

٣٤

6.9K 428 341
By TheHazan

سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضى نفسه وزينة عرشه ومداد كلماته
استغفر الله واتوب اليه

٣٠٠ صوت = بوسة
ههه تحسبون بقول بارت جديد لا توكلوا مالي خلق لحد يضغط علي اه تعبانه، الله يلعن الاختبارات اف

****

الامسية كانت لطيفة، عكس ما يؤمن به إيفان— ايًا كانت أسبابه المريضة، الا ان كريستيان كان خفيف ظلٍ و بشكلٍ صادم محترمًا بشكل مثالي، لم تتوقع آيلا ان تضحك بهذا القدر وهي تنتحني الى الخلف وتضع يدها على فمها والاخرى تضرب مقعد الكرسي الذي تجلس عليه، كانوا في زاوية منعزلة في مطعم راقي، صوت الموسيقى الناعمة ينساب بلطف في الارجاء، وأمامها يجلس كريستيان بضحكة خافته يتابع كلامه "كان المدير مصدومًا، و أما وجه والدك لا يقدر بثمن."
"لا اصدق ان ديريك فعل هذا؟"

"نعم نعم، ماذا يقول الكبار؟ 'يكبر ويعقل' او شيء كهذا، في تلك السنة وما بعدها كانت الثانوية كلها تتحدث عن ديريك سالفاتور، اخوك صار اسطورة." يمسح دمعةً خرجت من عينه من شدة الضحك، تمتم "كنت معجبًا به ايضًا."

"وماذا فعل بلـ– والدي؟" ضحكتها خفتت للحظة، ووجهها صار قاتمًا عند نطق الكلمة، لكن يبدوا ان كريستيان لم يلاحظ هذا، لانه ادار شوكته في صحن السباغيتي و قهقه مجددًا "السيد بلايك جر ديريك الى السيارة، سمعت انه دفع تكاليف اصلاح المرافق و عوض المدرب كي لا يرفع قضية. وافق العجوز على ذلك وحل كل شيء بسلام، لكن لنهاية السنة لم يشارك ديريك في اي مباراة قامت."

اخذ لقمة كبيرة من السباغيتي و تبعته هي، كان المطعم ذو اضاءة خافته ورواده قليلون، او ربما يهيئ لها ذلك، لأن كل فرد يجلس بمسافةٍ بعيدة عن الآخر، و يصعب الجزم كم عدد الاشخاص هنا نظرًا الى كون الاضاءة تركز فقط على الطاولات حيث يجلسون الاشخاص، وبسبب تسلط الضوء على عينها لا يمكنها رؤية ابعد من وجه كريستيان و الاطباق حولها، كان التصميم ملفتًا برأيها، لأنه يوحي بالخصوصية التي قد لا تكون موجودة، كأن المغزى من وراءه هو اعطاء الجالسين على الطاولة الخصوصية التي يريدون دون اعطاءهم خصوصيةً حقًا، او ربما كذلك، فربما يكون احدهم منتصًا لحديثهما وهما لا ينتبهان، لكن كان صوت الموسيقى يبتلع كل شيء تمامًا

في طاولات الطابق العلوي المكشوف بالزجاج، كانت الانارة بيضاء واكثر وضوحًا، ايلا ظنت انها رأت وجهًا مألوفًا يطل عليها من الأعلى بتعابير ممتعضةً، لكنها لا تدري حقًا.

أمامها كريستيان يشير الى طبق غير ملموسٍ بعد "هذا المحار لذيذ جدًا، طعم النبيذ فيه لاذع كما يجب، انه ما يجعل هذا المطعم شهيرًا على ايت حال."

"لا أحب المأكولات البحرية." هي قررت، وهي تنظر اليه يدفع بالشيء في فمه بلقمةٍ واحده ويعيد القوقعة. كان ملمسه مشبوهًا، و في المرات الكثيرة التي تشهد فيها احد اصدقاء جدتها يعدونه و ينظفونه بالفرشاة عن طريق دعكه بحده، اقسمت ايلا ان هذا الشيء لن يدخل في فمها ابدًا. كانت أمها تضحك بشدةٍ على تعابيرها في كل مرةٍ يمسك أحدهم بالمحار و يدفع بالمادة اللزجة في فمه و يعيد القشرة الى صحنه، عندما كبرت ادركت انهم يعدونه ليتسلوا بردات فعلها و الطريقة التي يصبح فيها وجهها اخضرًا احيانًا اذا ما بالغوا اكثر من اللازم.

لعقت ايلا شفتها و شربت كأس النبيذ الوردي الخفيف. كان من المفترض على حسب كلام النادل ان يكون مخفف الكحول كيلا يصيب الرواد بالسَكر، لكنه مخفف بما فيه الكفاية ليجعلهم يقتربون فقط منه.

كان لذيذًا ككروم العنب في جنوب الريف الفرنسي حيث مزرعة والدها الروحي. لعقت شفتها مجددًا، "وماذا عن — جاسبر وجون؟"

"لنرى." همهم كريستيان، وهو يدفع بالمحار مرةً اخرى في فمه ويغمض عينيه من حدة طعم النبيذ "اولًا جاسبر كان عاقلًا، هذا معروف عنه، لا يفعل الكثير من الاشياء و ليس محط الأنظار ولا يقع في المشاكل، أما جون فلم نرتد نفس الثانوية على ايةِ حال. بل في الواقع عند التفكير بالأمر لقد فعلنا، لكنه سُحب منها بعد شهرين و ذهب الى مدرسة خاصة في اسكوتلندا عند والده الروحي كما سمعت، من صديق لي."

"اوه." هذا كل ما قالته، اخذت رشفةً اخرى من النبيذ بطرف لسانها وادارت الشراب في فمها، لا تستغرب ان جون قضى معظم حياته بعيدًا عن والده مثلها، فعلاقتهم ليست جيدةً على ايةِ حال وهذا ليس سرًا. لا تدري هل يجب ان تشعر بالسوء تجاه ذلك او ان تستمتع بما تراه، فلا تستطيع ان تثبت على رأي واحد بخصوص ذلك الرجل النكد المتناقض، احيانًا يكون اعظم رجل في الدنيا بمجرد ان يحاول - وهذا غالبًا له علاقة برغبتها الشديدة بأن يكون كذلك- وأحيانًا يكون اسوأ رجل وقعت عينها عليه، لا تستطيع الجزم بشأنه، لكنها تعرف انه سيندم هو او اي احد أخر ان ازعج جون مجددًا كما فعلوا السبعة عشر سنةِ الماضية، في التفكير بالأمر، صارت بالثامنة عشرة، بلغت عيد ميلادها قبل شهر دون احتفال ولا ملاحظة من اي احد. ليس وكأن الموضوع يهمها على اية حال، هي ليست من معجبي اعياد الميلاد اصلًا.

"هل نطلب الحلويات الآن؟"

"نعم، انا مستعدة لها." كانت تحتاج الى قهوة لتبعد تأثير النبيذ عنها. لا تريد ان ترتكب فضائعًا حتى لو لم تكن سكرةً بعد وهي تحتاج الى كامل انتباهها بعد كل شيء

قبل ان يرفع كريستيان يده للنادل، ظل حط عليهما، لرجل اسمر بشعرٍ اشقر ونظاره شمسية تعمل لإبعاد الشعر عن وجهه "سولديري، انه انت يارجل." الرجل انحنى على كريستيان الذي نهض بسرعة وصافحه "مر وقت طويل عنك." قال هو يبادله نصف عناق و يبتعد عنه قليلًا "اين كنت، خارج البلد اظن؟"

كانت لكنته غريبة، لا تستطيع ايلا وضع اصبعها عليها، لكنه كان اجنبيًا بلا شك "كنت في تركيا، الجد يحب ان يلعب بي يمينًا و يسارًا."

استدار الرجل اليها، و بدوره كريستيان الذي وضع يده على كتفها "هذه ايلا سالفاتور، ايلا، هذا اوزان كوزآوغلوا. صديق لي من الجامعة."

"انسة سالفاتور." حياها الرجل الذي عقد حاجبيه عند سماع اسمها وكأنه يعرفها لكنه غير متأكد تمامًا.

ابتسمت ايلا وردت التحية "تشرفت بمعرفتك سيد كوزآوغلوا."

"لا، ناديني أوزان، واتمنى ان اناديك بآيلا ايضًا."

"لا امانع."

"هل تنضمان الينا بالأعلى؟. هناك الانارة افضل من العمى المميت هنا."

نظر اليها كريستيان بترقب، ينتظر رأيها بهذا الخصوص، ما كان منها بعد ان توجهت انظار الرجلين الاكبر سنًا اليها الا ان تنهي كأس النبيذ و تنهض "لا امانع."

اخذ اوزان بيدها بين الطاولات حيث سمعت ومضات من احاديثهم وهما يمشيان برشاقة بينهم، او بالاحرى هو من يمشي برشاقة بينما هي تترنح وراءه، لولا يده الحازمة لكانت قبلت الأرض منذ وقت طويل، اما كريستيان وقف في مكانه، كان دائخًا قليلًا هو الاخر من اكل كل هذا المحار المبهر بالنبيذ اللاذع، و اخرج محفظته، لا تدري هل يهيئ لها انه لا يستطيع حساب النقود او انه ثريٌ جدًا لدرجة انه اخر مبلغ غير محدد على المال وتركه على الطاولة، بيده السكيرة اشار للنادل ودس مبلغًا اخر في جيبه، يطبطب على صدره برفق. و يستدير ليلم اغراض ايلا التي تركتها وراءها. محفظتها ومعطفها وهاتفها. بينما النادل يتأكد من الا شيء قد ترك وراءهم، شق هو الاخر طريقه وسط الظلمة اليهم، يبدوا ان اعجابهما بظلام المطعم قد تلاشى تمامًا عندما اضطرا لقطع المسافة بين طاولتهما والمصعد وهما شبه سكيرين. كان اوزان الذي يحتفظ بالمصعد مفتوحًا، يغمغم بشيءٍ ما اسفل انفاسه، ويبدوا انه يحادثها و يسخر من قلة صبر كريستيان وترنحه الواضح.

عندما نجح بالوصول الى المصعد سالمًا، الصق ظهره على جداره مثلها و يكاد ينهار من سطوع الضوء "اقسم انني لم اسكر الى هذه الدرجة، هذه الانارة اللعينة تجعل كل شيءٍ اثنين، من اعطى هذا المطعم اللعين خمسة نجوم!"

"ماذا ستفعل بهذا الخصوص؟ تقيمه صفر في قوقل ماب؟" سخر اوزان، وعند التفكير في اسمه الاخير، ادركت انه ربما قد يكون تركيًا، لكن ملامحه اوروبية شرقية بحته. ليس وكأنها تستطيع التمييز بين البلدان على ايةِ حال. في ضوء المصعد الساطع ادركت ان بشرته شاحبة كبشرة جون، و شعره الاشقر أغمق لونًا من جون، كما لو ان شعره يميل الى البني ايضًا. او خليط بين الاثنين، لكنه ليس مصبوغًا.

"لما لا؟" شخر كريستيان واغمض عينيه. يبدوا كما لو انه ندم على المجيئ بسبب ملامحه المريضة الآن، فتح باب المصعد، وكانت الاضاءة في هذا الطابق افضل كثيرًا، لكن رواده اكثر، قادهم اوزان الى الطاولة حيث هناك حدقت ايلا ببلاهة في كاترينا التي كتفت يديها ونظرت اليها بدورها بلا انبهار بفكرة وجودها معها بنفس المكان برمته "يا ابنة العم، انتِ سريعة في تكوين الصدقات."

"ماذا عساي اقول، عزيزتي كاترينا، لا ابذل جهدًا حتى في ذلك."

"اوتش، اتقولين انني التصقت بك؟" زيف كريستيان تأثره، لكن لسبب ما ملامحه داكنة، و ايلا تعرف ان ما قالته لم يكن سببًا. بجانبها اشاحت كاترينا بعينها عنه وادعت النظر الى المنيو، بينما عينه هو بقيت مثبتةً عليها للحظات.

تحدته بحاجب مرفوع "الم تفعل ذلك؟."

انفجر اوزان ضاحكًا وشخص اخر، عندها انتبهت ايلا الى من فالطاولة، تقريبًا خمسة اشخاص سادسهم ابنة عمها، بالاضافة الى اوزان الذي يكون الفرد السابع، ثم هي و كريستيان. كانت الطاولة الدائرية في الزاوية كبيرة بما يكفي لتضمهم كلهم، اشار كريستيان للنادل بان يحضر له كرسي وبقي واقفًا يحمل بيده معطفها ومعطفه ومحفظتها، بينما اوزان دفع بايلا لتجلس على الاريكة بجوار كاترينا وجلس هو بجانبها "نعم نعم، عندما سمعت سالفاتور اول مره، شككت انها قريبتك."

كررت كاترينا بعبوس "كما قلت لتو، ابنة عمي"

"اي عم هذا؟"

"بلايك."

"اوه انت هي اخت جون التي لا ينفك اخوك عن الثرثرة عنها، ليس لي طبعًا بما ان اخر مرة رأيته فيها كانت في فرنسا قبل اربعة اشهر، لكنه اخبر ابن عمي الذي اخبرني." صفق بيديه معًا جاذبًا انتباه الجالسين في الطاولة قبل ان يعود انتباههم لمناوشة كريستيان مع شخصٍ اخر.

"تعرف جون؟" كان هذا مثيرًا للاهتمام، هو يكون اول شخصٍ تقابله ايلا يعرف جون كصديق دون ان يكون فردًا من العائلة والمقربين اليهم. "حسنًا، نظرًا الى اننا ارتدنا الثانوية معًا والجامعة كذلك، وقبل كل شيء كان يقضي الصيف في تركيا في منزل جدي وعمي، فنعم انا انه يعتبر صديق طفوله، وربما حتى يمكن اعتباره فردًا من العائلة، فخالي روس هو عرابه ايضًا، ويكون صديق للعم بلايك."

لم تسمع ايلا ابدًا عن هذا الرجل روس، ولتو عرفت ان له عراب، كان هذا كافيًا ليبعد اثر النبيذ عنها. بجانبها تمتمت كاترينا "الستِ اصغر من الشرب حتى؟"

قاومت ايلا الشخير ساخرةً. الم تكونا قبل اسبوعين في حلقي بعضهما تتشاجران؟

اعادة انتباهها الى اوزان القريب منها، كانت لكنته محببة في السمع، هناك مخارج حروف تخرج منه رفيعة اكثر مما يجب، يبدوا كما لو انه ليس من قاطني لندن المعتادين، بل كما لو انه يأتي لزيارات فقط او لقضاء الاجازات. تساءلت كيف تعايش مع اللكنة الاسكوتلندية الثقيلة في المدرسة الخاصة؟

"لم اكن اعلم." اعترفت ايلا، على طرف الطاولة الاخر كريستيان بعيد عنها، لوح بمحفظته والقاها عليه، التقطت المحفظة بسهولة ، بينما معطفها دار بينهم ليصل اليها "هيه يا سالفاتور، دعينا نطلب القهوة ونغادر بعدها."

كان بيده يحمل كأسة ويسكي تسبح قطعة ثلج في السائل، و يشرب منه، قالت ايلا ترفع حاجبًا له مرةً اخرى "لن اقود."

"انتِ قاسية علي اليوم." تذمر، لكنه كان يبتسم، عينه ابتعدت بسرعةٍ عنها، كانت نظرته داكنة، وبجانبها كاترينا تصلبت. لكنها لم تشح بنظرها كالمرةِ السابقة، وصلت القهوة لها وحدها، يبدوا ان كريستيان غير رأيه سريعًا وبدا في مسابقة شربٍ مع احد الرجال في الطاولة، احدى الفتيات بجانب كاترينا الاخر بعد ان عرفتهم كلهم عليها اخذت على عاتقها الحديث معها هي وكاترينا بشأن مواضيع شته وعشوائية.

استمتعت ايلا بطعم القهوة اكثر من اي شيء اخر؛ بينما همسات كاترينا ورفيقتها تذوب بجانبها في الضوضاء. اوزان كان يرفع صوته ليسمعه من بالطرف الاخر بالطاولة. كان صوته عميقًا بطبيعته، و يجذب الانتباه بسرعة.

"ماذا تعني انني كنت اهرب منهم؟ هيه انت تتحدث عني أنا، جدي الذي لا يعجبه احد، انت تعرف الرجل العجوز جيدًا، يقول انني في حياتي السابقة كنت غازيًا!"

"انت كنت تهرب من الأستاذة ميدتسون عندما تراها، ماذا عساك تغزو؟"

موجة من الضحك هزت الطاولة، ووجه اوزان احمر بإمتعاض رغم كونه يبتسم ايضًا. يد استقرت على كتفها، كان كريستيان يقف وراءها تمامًا ولا تدري متى وكيف وصل ، يضع يده الاخرى في النقطة حيث يلتقي حاجبيه ويدعك "هل نذهب الآن؟ اشعر ان العالم يدور حولي." لم يكن حتى ينظر اليها، كانت عينه المظلمة مركزة على الفتاة الأخرى بجانبها التي قابلة نظراته بعناد، يدها وضعتها فوق فخذ ايلا بتملك "لا عليك، انا سأخذها الآن الى المنزل. اذا ذهبت معك و بطريقة ما مؤخرتك السكيرة اوقعتكم في حادث، عمي لن يتركني لأعيش."

مع انها بدت كما لو انها تقول ذلك بحسن نية، كلهما حدقا ببعضهما ببرود جعل من ايلا تنكمش بينهما، كما لو انها سيبدأن بركل بعضهما في أي لحظة، اوزان نظر بتوتر بين الاثنين ونهض بسرعة يضع ذراعه حول رقبة كريستيان "دع السالفاتور يدبرون انفسهم، انا وانت سندخل مسابقة من يشرب أكثر."

محاولته الفاشلة في حل السلام، بدت كما لو انها زادت النار حطبًا، حيث شخرة كاترينا بسخرية. "فكرة جيدة. لكن ليكن بعلمك، لا ريب في فوز كريستيان في هذا المجال."

"هذه شهادة اعتز بها." مجددًا، الوميض في عينيه مربكًا، و لحظتها ادركت ايلا ان كريستيان يمكن ان يكون خطيرًا اذا اراد ذلك.

"هيا اذن يا ابنة العم؟ ما الذي ننتظره؟" جرتها كاترينا، و همت واقفة، لكن يد كريستيان ارتفعت وسدت الطريق "انا من احضرها الى هنا، وانا من سيعيدها."

"عند التفكير في الأمر— التاكسي ليس فكرةً سيئة." أعلنت ايلا، وهي تنفض كلتا اليدين عنها. عيني اوزان لمعت بمتعة و شقاوة. لكن ذلك لم يلبث طويلًا لان كلا الندين نظر اليها بشيء من الغضب و الخيانة

"مستحيل ان ادعك تعودين ليلًا وحدك، انه موعدنا نحن، مسؤوليتي كرفيق موعد جيد ان اتركك فقط عند باب بيتك."

يبدوا هذا انه قد اغضب كاترينا اكثر مما ينبغي، شفتيها المكتنزتين طبيعيًا صارتا خطٍ مستقيمٍ من القنوط، رموشها ترسم ظلالًا على وجنتيها الممتلئتين الحمراوين بفعل البودرة. ولكن ايضًا بفعل مفعول الويسكي المخفف. وربما لأنها كانت على اعصابها منذ اللحظة التي رأت فيها كريستيان بكل جرأة يحوم حولها. كيف عاد الى لندن ولماذا عاد يفوق توقعاتها، نعم عائلته هنا، لكنه لم يكن شخصًا عائليًا على اية حال، هو أناني و حقير و لقيط مدلل بائس. يتوقع انه بفرقعة من اصبعه سيحصل على ما يريد وقت ما يريد، اي كلمة يقولها له الحق بقولها، كان كبرياءه ايضًا عاليًا جدًا، بعدما حطمته تمامًا له لم تتوقع ان يقف الآن ينظر اليها كما لو انها لا شيء. عوضًا عن ذلك عيونه على ابنة عمها الغبية الاجنبية. التي لا تدرك انها هنا اصلًا لتعطيه تسليه اغضاتها هي.

"لماذا لا تقبل لا كإجابة، سوليديري؟"

"لأن 'لا' ليست اجابةً انا اخذها."

"هل انتما حبيبين سابقين او شيء ما؟" سألت ايلا بحيرة، تأخذ الفرصة لشرب بقايا قهوتها المُرة اكثر من اللازم.

كلا الاثنين نظرا اليها بتقزز. 

"لا تمازحيني هكذا، عزيزتي ايلا."

"ايوو، لدي معايير، لا تصيبني بالغثيان."

"عن ماذا تتحدثين، كريستيان رائع."
ابتسم فخورًا بنفسه، ونظر لها بإبتسامة متبجحة تجاهلتها كاترينا وهي تسحب ايلا معها و تتمتم بصوت واضح بما فيه الكفاية ليسمع "بالنسبة لكِ انتِ و لمعاييرك المتدنية."

لوحت ايلا بيديها للجالسين وهي تدع كاترينا تجرها "وداعًا جميعًا." صوتها ابتلعته الضوضاء والاحاديث حولهم، لكن اوزان هز كتفيه "فتاة ظريفة، هاه يا رفاق؟."

اخذ كريستيان معطفه هو الاخر، لكن يد صديقه قبضة عليه "ابقى لخمس دقائق حتى يختفوا عن هنا، لا نريد ان نخلق مشهدًا غير ضروري." و سحبه ليجلس مجددًا معهم، وجهه قاتم بعبوس قبيح.

عندما وصلا الى المدخل افلتت ايلا نفسها منها "اعرف الطريق."
"هل حقًا؟." سخرت الاخرى التي كتفت يديها ونظرت اليها بغضب غير مستحق برأي ايلا.

"ماذا؟."

"ماذا تفعلين معه؟" نطقها للكلمة الاخيرة كان مليئًا بالغضب البارد وربما التحامل الخفي، للحظة تأملتها ايلا بعينين غير مقروءتين، متساءلة اذا ما كان هذا التعبير على وجه كاترينا هو هبة اللهية للعائلة، لأنه رأت في وجه ايفان ووجه جون و كثيرًا ما تراه على وجه بلايك "ما خطبك انتِ وايفان معه؟ ايًا تكن مشكلتكم انا لا دخل لي كما ترين، استطيع فعل ما يحلو لي."

"لا اعجبك ولا تعجبينني ، افهم ذلك، لكن استمعي لايفان عندما يخبرك ان احدهم شخص سيء، لا افعل ذلك لأجلك لأن الله وحده يعلم انني لا استصيغك، لكن لا اريد ان يتأذى جون اذا ما تأذيتي، وجون يهمني."

"لطفك لامس قلبي، لكن كما اخبرته و كما سأخبرك، افعل ما يحلو لي." عكست ابتسامة كاترينا المتكلفة سابقًا وهي تهمس "لا تنسي ذلك."

سارت خارجةً بمعطفها تعانقه، لا تمانع ذلك، ليس ولأن رفقة كريستيان سيئة، لكنها انتهت من الراحة من زحام افكارها برفقته. الآن دورها كيلا تتهرب من اي شيء لوقت طويل. بشكل غريب كان اليوم حافلًا، من رؤيتها لجايك لأول مرة–والذي كان بشكلٍ مؤلم نسخة طبق الأصل من ابوها– ما يميزه كما لاحظت ان ميلان حاجبيه كميلان حاجبي والدتهما. هناك جرح صغير غائر اسفل شفته، عكس بشرة جون التي لا تشوبها شائبة، رغم تأكيد نايت لها ان كل ما يفعله هو انه يوقع نفسه في الحوادث بخراقة ملحوظة.

وراءها هرول كريستيان ليلحق بها "ايلا." صاح بصوته الأجش من السكر، يبدوا كما لو انه ارتطم بكل طاولات المطعم ليصل اليها، لأن وراءه شاهدت النادل عابس الوجه ينفض يده. "انا اعنيها، سوف أصولك الى منزلة كما اخذتك منه."

"لا اشك بنبالتك يا كريستيان، لكنني حقًا ارغب بالذهاب وحدي.."

"هل فعلت او قلت شيئًا اغضبك؟" بدا حقًا محتارًا، ملامح وجهه فجأة اظلمت في تعبيرٍ قاتم "كاترينا؟ اننا هكذا دائما..ليس للأمر علاقة بك."

"اجدكما محببين حقًا مع بعضكما–" هي بدأت، لكنها اغلقت فمها بمحرد رأت تعبير وجهه تصير مريرة ، كادت تشهق ضاحكة لولا اللحظة الاخيرة التي قبض فيها على ابتسامتها الهازئة، اكملت بسرعة بجدية "لكنني احتاج ان اقضي الليلة وحدي. لدي شيء او اثنين لأفعلهما قبل انتهاء الامسية، هذا لا يعني انني لم استمتع حقًا، عشاء الليلة خفف مما كنت امر به."

لا يمكنها ان تقول ان معظم اسبابها تدور حول اغاضة ايفان و عنادًا به، لأن هذا يعني اعترافًا لنفسها انها تولي له انتباهًا، وهي لا تفعل ذلك ولن تفعل ذلك، بمجرد انتهاء الهدنة القصيرة بينهم ستعود الحرب الباردة مجددًا. الا لو وجدت طريقة لتأخره عن كشف حقيقة وجود جدتها الحية لجون، هنا قصة اخرى كليًا، تريد ان تنسى الامر و تتغاضى عنه، تبًا له. قالت لنفسها، وقضمت شفتها.

حك كريستيان رقبته من تعابيرها ويده الاخرى دسها في جيبه مطلقًا تنهيدة متعبة "حسنًا حسنًا، ليس وكأنني استطيع ان اقود اصلًا. ولا اعتقد ان بلايك سالفاتور سيقدر انني تركت ابنته تقضي الليلة في قسم الشرطة لانني قدت سكيرًا..و سيقتلني ايضًا ان تركت تذهبين، اقل ما افعله ان اطلب لك تاكسي."

"جون يقود وهو تحت تأثير مخدراته، ليس وكأن بلايك يعرف، لا تقلق سرك في بئر."

ابتسم كريستيان "انتِ سيئة في ابقاء الاسرار، يا ايلا."
جملته سلتها كثيرًا، شعرها الاسود تساقط كما الدموع من الشريطة التي كانت تحتفظ به وراء ظهرها في ذيل حصانٍ مهمل.
"لو تعرف فقط." قالت وهي تلف الشريطة على معصمها، عيونها اللازوردية معتمة اسفل اضواء النيون. الشارع مكتظ و المدينة مزدحمة، لكن السماء لم تكن حيةً كما هم الناس اسفلها، كانت رمادية و قاتمة حبلى بغيومٍ سوداء و رمادية.

سيارة اجرة وقفت لها، وفتح كريستيان الباب، عندما سارت بدأ المطر يتساقط، ووجدت نفسها تنظر من المرأة اليها واقفًا اسفل المطر ينظر اليها تبتعد. لم تزح بعينها عنه حتى اخذ السائق المنعطف.

****

عندما دخل ، كانت رائحة قديمة معلقة في الهواء، الضوء الباودري المطل من النوافذ للقمر غسل الاثاث بطابع شبحي. عندما انار الغرفة بزر الاضاءة قرب الباب. بدا الكوخ المعزول اقل وحشة مما يبدوا عليه، يتذكر ان اخر مرةٍ قد تم تنظيفه فيه كان قبل ستة اشهر او حول ذلك. الرطوبة عابقة في الهواء و ملابسه رطبه من الرذاذ الخفيف بالخارج. رمى بالحطب الذي اشتراه من المحل الاقرب ارضًا. و اخذ وقته يحرر نفسه من احذيته الطينية، و معطفه الرطب.

اقترب بلايك من المدفئة والقى الحطب فيها، بعد خمس دقائق تلاشت وحشة المكان وعم الدفء فيه. حرك الحطب بشرود بالقضيب المعدني. قميصه الصوفي الاسود ما يزال ملتصقًا بجسده بسبب الرطوبة المتسللة. لكنه لم يشعر بالبرد تمامًا. فقط اشعل النار بحكم العادة ولان صوت طقطقة الحطب لطالما كان شيئًا يحب سماعه، كان يشعر بالحرارة و الكسل ينتابانه.

الثلاجة يعرف انها فارغة، ولا يوجد شيء يؤكل او يشرب سوى قناني الويسكي الاسكوتلندي في دولاب المطبخ المكشوف. ذهب واخذ لنفسه قنينة و كأس. و تمدد على الأريكة يراقب اللهب يتراقص بلطف امامه. شاردًا تقريبًا، ونصف واعي يحدق ايضًا بقطرات الماء تنزلق بلطفٍ على النافذة المقابلة. الشجرة العجوز يرتطم غصنها كما لو انها يد عجوز متجعدة، لطالما اراد قصه، لكنه يتكاسل دائمًا. و يتذكر انه اخبر سباستيان بفعل ذلك، لكن الرجل نظر له بحيرة لأنه لم يعرف عماذا يتحدث بلايك، وعندها استوعب انه لا يخبره بمكان الكوخ ايضًا

عندما اشترى الكوخ اول مرةٍ كان في بداية الثامنة عشرة، مجددًا بسبب شجارٍ سخيفٍ اخر مع والده، حتى السبب يجعله يبتسم، فقط كان يبحث عن سببٍ ليغضب على ادوارد فقط و ليغيضه، المال الذي بحوزته اشترى فيه الكوخ ذي الخمسة عشر الف جنية، كان في بادئ الأمر مهترئًا، روس علق ان بلايك يدمن حياة المشردين اكثر من اللازم. لكنه تجاهل رفيقه وتعلق حقًا بالعزلة المألوفة و الطبيعية القابعة في الغابة حوله

،حتى بعد عودة المياه لمجاريها اعتاد بلايك المجيئ بين فينة واخرى لتجديده والاعتناء به. لأن هذه العزلة، وهذا الجهد المبذول في الاعتناء بشيءٍ خاص وله وحده يعطيانه سببًا، لا يدري سببًا لماذا بالضبط. لكن هذا السبب ربما يمكن وصفه بالسلام الداخلي ايضًا. يرضي انانيته و تملكه في ابقاء شيء لنفسه، وايضًا لانه وجد متعه في تحويل الكوخ المعدم لكوخ فاخر يليق به.

على الاريكة الجلدية البنية، كان هنالك بطانية قطنية صغيرة نشرها فوقه، ادار الشراب في يده بشرود و ترك هاتفه الذي يرن على الطاولة يبدد الصمت لبضعةِ رنات، يستطيع رؤية اسم سباستيان ينير الشاشة. لكنه تجاهله، هذا السلام، هذه الرغبة في الهرب او الاختفاء بلا اثر يلهمانه، يسليانه بالاحرى. لأنه لا يستطيع الهرب الآن مهما تمنى ذلك.

لانه يتذكر عندما فعل ذلك دائمًا، لأصغر الاسباب واتفهها. حتى ابوه يقول انه شيء متوقع، احد اعمامه اطلق نكتة انه في يومٍ ما سيعثرون عليه يعيش صحراء الربع الخالي في الشرق الأوسط او في سيبيريا، والده لم يجد هذا مضحكًا، لأنه في قرارة نفسه يعرف ان هذا سيحدث، و حدث بالفعل،المفارقة انه قد اختفى في دولة مجاوره وليس في اللامكان الذي يمثلانه مثال عمه.

عند التفكير في الامر، كان يتوقع من ديريك ان يقوم بهذا ايضًا في مرحلةٍ ما. لكن بكره كما يظهر كان اعقل مما كان هو عليه في عمره. رغم ان الجميع يقولون انهما متشابهين، في رأي بلايك انهما كذلك في المظهر فقط. لديريك ملامح وجهه نفسها، لكن الطريقة التي يبتسم بها دائمًا ما تأخذ شبهًا لأمه أكثر.

جاسبر كان عاقلًا بطبيعته، اقرب لأخوه جايمس مما يكون له هو. كان اكثر حكمةً مما ينبغي في رأي بلايك، مهذب و ذكي جدًا، يعرف ما يقول في الوقت المناسب. وهو من كان يبقي اخوه الاكبر بعيدًا عن المشاكل. تمامًا كما كان يفعل جايمس معه عندما كان اصغر سنًا. ليس مثل جون، الذي بشكل مفاجئ يحمل نفس نزعته التمردية التي تظهر بين فينة واخرى، مما يسلي بلايك اكثر مما يرغب. التعامل مع جون اشبه برفع اللعبة التي في يده على رفٍ اعلى فقط لمشاهدته يغضب. هو حقًا يريده منه ان يغضب، لكن ابنه لا يفعل ذلك ابدًا.

طبيبه النفسي اخبره ان يجرب اكثر، لا يدري لماذا وقتها لكنه فعل ما قال له، عندما يسأله جون عن شيء اثناء تواجده في منزل والديه فهو يرفض عمدًا، رغم نظرات أمه واليزابيث المستنكرة، كان جون في البداية ينظر له حانقًا ، لكن بعدها ... لم يعد حتى يهتم بالرد، لم يعد يبذل جهدًا لأخذ ما يريد، لم يتواصل بلايك مع الطبيب النفسي بعدها لأنه حقًا كره ان ابنه لا يقف ليدافع عن حقه وعن رغباته. لذا استمر بالضغط عليه، بتجربة كل شيء ليثيره على الرد. حتى في احدى الأيام عندما رفض ان يرسله الى تركيا لقضاء اسبوعين في كنف عرابه و رضي جون، انفجر بلايك في وجهه "لماذا لا تفعل شيئًا بحيال ذلك؟ لماذا لا تقول لا لأي شيءٍ اقوله؟ حتى عندما ارفض بلا سبب انت تقف هكذا صامتًا."
كانت نظرات الطفل محتارة، عيونه الخضراء العميقة نظرت عميقًا الى روحه ، يبحث عن اليزابيث بعيونه، اخته الحمقاء شجعته ان يطلب من والده ظنًا منها ان بلايك لن يستمر في لعبته السخيفة، في محاولة جاهلة لتقريب الفجوة المهتزة بينهما، كم كانت مخطئة في رأي جون.

تأتأة لأول مرة "لأن–" نظر بعيدًا بعيونه الخضراء، ينظر الى المخرج، لكن يد بلايك سبقته وامسكت بساعد يده يجره اقرب اليه، يده تمسكه برفق ولكن بإحكام كي لا يهرب "ماذا، يا جوني؟ ماذا؟"

انفاسه صارت متسارعه. "لأنك دائمًا سترفض– دائمًا سـ." اخفض انظاره، يد بلايك الحرة قبضت على ذقنه لتجبربه على النظر اليه "نعم جوني، انا ارفض لأنني اريدك ان تقف لنفسك، ان تقول ما تفكر به، ان تكون قويًا، حتى لو كان ضدي."

كره بلايك نفسه، لأنه اوصله الى هذه الحالة، الا يرغب في اي شيء بعد اليوم، الا يبالي بما يمكن ان يكون له لو اصر، لأن الطفل لم يرد ان يصر، الطفل لا يثق انه سيكون بخير برفقته، مهما فعل بعد ذلك ليعوضه. كان دائمًا حسب كلام اليزابيث– يتوقع الأسوأ منه، 'ومن يلومه؟' كما علقت ميرديث مرةً عندما اجروا هذه المحادثة الثقيلة.

في تلك الليلة استلقى على الأريكة في مكتب والده ، شيء لا يفعله عادةً نظر الى ان المكان يعتبر محرمًا عليه حتى في هذا العمر، ادوارد اتكئ على طرف الباب دون ان يعلق، كان جون فوق صدره كما كان عندما يكون اصغر سنًا، ويد بلايك فوق ظهره ترسم دوائر ، يتحدث معه بالفرنسية بهمس "ماذا ستفعل في تركيا؟ هممم لا تقل لي ان روس سيأخذكم لصيد، لا تذهب الى هناك، الضباب سيكون حالكًا جدًا على ايةِ حال، ولا اريد ان اسافر الى تركيا في هذا الوقت من العام لأنك ضعت فيها."

كان الطفل قد توقف عن بكاءه الصامت منذ فترة، يُحسب له انه لم يبكي أمامه بل دفن وجهه في صدر والده، نظر اليه بعينيه الحمراوين التي يحبهما جدًا "انا لا لن اذهب لأنك قلت لا، بل لأنني لا احب الصيد."

"همم. مسالم دائمًا جوني." قبل بلايك جبينه، ودفن وجهه في شعره الأشقر الذي طال منذ اخر مرةٍ رأه فيها.

كانت تلك في أخر عطلة قضاها معه في تركيا، قبل ان تسوء أحوالهما، لا يدري متى بدأت الحرب الباردة، ومتى صارت النظرات المستحقرة شيئًا معتادًا بينهما، كان التجاهل موجودًا ايضًا، لا يتدخلان في بعضهما الا في الحالات الحرجة المطلقة. كعندما كسر قدمه، او اول حادث له في السيارة التي اشتراها بلايك له كهدية لعيد ميلاده عوضًا عن اعياد الميلاد التي نساها. جون خرج سالمًا منه لكن الاثارة وتجربة شيء لأول مرة جعلت وجهه محمرًا قليلًا، يتذكر حتى ملابسه في تلك المرة. يدفن انفه في الوشاح الذي لفه ديريك حول رقبته و يحدق بلا مبالاة في السيارة المحطمة، بينما ديريك يتعامل مع الشرطة.

لم يتبادل بلايك الحديث معه وقتها، تأكد من انه لا يعاني من نزيف داخلي عن طريق ارساله مع الاسعاف تحسبًا، وهو عاد الى منزله. في اليوم التالي اشترى جون لنفسه سيارة جديدة وكأن شيئًا لم يكن.

غضب جون، كما ادرك، لا يكون عن طريق الانفجار مثله، غضبه بارد ينعكس على نظراته وتصرفاته، المرء يصغر في عينه كما لو انه حشرة اذا اراد ذلك، و نظرته وحده كفيلة يجعل المرء يشعر كما لو انه لا يستحق الذكر. هو لا يعاقب المرء عن طريق لعنه والصراخ في وجهه وجعل غضبه معروفًا للعالم، هو فقط يتجاهله، بهدوء يمسحه عن حياته، يعتبره قطعة اثاث لا قيمة لها.
كما فعل هو معه، وكما فعل هو قبله مع ادوارد عندما صار والده مضادًا لإنفجاراته.

ايلا كانت شيئًا آخر كليًا، ايلا كانت ان ارادت سحقته ونظرت اليه بعينيها الجليديتين، التين تجردان المرء من كل ما يملك من مشاعر و يتركانه في ضياع مع نفسه. يتذكر سخرية الاريك منه عندما راى وجنته الحمراء من الصفعة وضحكه الذي لم يخمد سوى بعد اربعة عشر دقيقةً متواصلة، كان يهتز كله و يضرب جذع الشجرة من فرط الضحك، بعدما انتهى مسح دمعة انزلقت وربت على كتفه "ماذا يسمونها؟ الكارما، اليس كذلك؟ هذا ما تناله لجعل اربعينيات عمي ادوارد صعبة عليه."

"تبًا لك."

****

يده كبيرة، اكبر مما يتذكر.
الجرح الغائر على رسغه التئم تمامًا وصار خطًا أبيضًا شفيفًا لا يكاد يرى. حوله أناس لا يعرفهم ولا يعرفونه حقًا رغم ادعاءهم بعكس ذلك. احدهم على نحوٍ خاص ينظر اليه كما لو انه ينظر الى شبح، حركاته محمومة و يحاول ان يتصرف بثقة بينما ينصت بعناية للأطباء يتحدثون معًا بصوتٍ خافت لكن واضح. متجاهلين حقيقة انه هنا معهم بنفسه الغرفة، وان ما يتحدثون عنه هو حالته هو.

احدهم يتحدث معه بالفرنسية، لكن جايك لم يزح عينه عن يده اليسرى بعد، يشعر بالغرابة تزحف و تشله. هذه ليست يده، لكنها تستجيب له كما لو كانت له. كما لو كانت ملكه بدلًا من يده التي يتذكرها و يألفها. هذه اليد، رغم نحولها مقارنةً بأي رجلٍ بالغ في الغرفة، تشبه يد أبوه كثيرًا. هو يعرف يد أبوه جيدًا كما يعرف يده، لأنه اعتاد الشخبطة عليها بالقلم عن عمد عندما يحاول أبوه تدريسه. احيانًا أبوه يغضب، لكن عندما يأتي جون ليشاركه الرسم يتلاشى غصبه. جايك اعتاد ان يفعل ذلك ليزعج ابوه، ليس لانه يكره الرجل، لكن لأنه يحب رؤية تحديقة بلايك به الغاضبة. هو فخور أمام أمه بكونه لا يتأثر بها كما يتأثر اصدقاءه وابناء الجيران وجون. جون.. اخوه الصغير الاحمق، الهش جدًا، اين هو؟ يتساءل جايك وهو يبحث عنه بعينه للحظة قصيرة، قبل ان يعاود انتباهه الى الجرح الغائر، يخفي استياءه.

الكلام يدور حوله و النظرات تتبادل فيما بينهم، يعي ذلك جيدًا، يستطيع رؤيتهم بطرف عينه دون الحاجة لرفع نظره عن حجرِه، وجودهم يثير جنونه، لكنه ابقى يديه في حظنه. لا يدري اذا ما كانتا يديه حقًا.

هو دائخ و جائع و يشعر بشعرٍ مرٍ في فمه. الخوف —هذا الشعور الذي يمقت جدًا— يزحف في صدره، يشله تمامًا، يترك عقلًا فارغًا من الأفكار في رأسه. العديد من الأسئلة يطرحها في صدره، والعديد من هذه الاسئلة بلا أجوبة.

يشعر انه فقد شيئًا مهمًا ولن يسترده ابدًا، الذكريات ضبابية وبلا معنى، يتذكر فقط السقوط ثم اللاشيء.

يتذكر ان عليه ان يخبر اخوه بشيئًا، كالا يبقيان في المنزل الليلة ايضًا– المنزل الذي لم يكن منزلهم. في رأيه ان لا شيء سيحل محل منزلهم. من الأفضل ان تكون أمه في البيت عندما يعود. تصلب عند هذه الفكرة، يتذكر جيدًا شيئًا آخر. أمه لم تعد موجوده،
أبوه طردها.
ابوه اختفى من الصورة أيضًا.
هناك فقط هو وجون و الجد والجدة — اللذان ينظران اليهما بغرابة، وهناك أيضًا المرأة الاخرى، التي تنظر اليه بالطريقة التي كانت تنظر جارتهم الى كلبٍ مسعورٍ في الشارع. خائفة و.... ترغب بذهابهم. هو وجون. جدته ماريا كانت تقول انه نفساني بطبيعته، يدرك مشاعر المرء بنظره، لولا انه يستغل ذلك بالتلاعب بهذه المشاعر لتسلية.
قد يجون جون محض جرو صغير، لكن جايك، هو يعتبر نفسه كلب صيد. ان ارادت ذهابهم عليها ان تمر من خلاله اولًا، أنيابه اطول مما يمكن لأي شخصٍ ان يتخيل. جايك لا يريد البقاء اصلًا، هذا ما قرره على مضض بغضب وهو يكتف يديه.

"ـايك." نظر الى الرجل الذي كان يقول شيئًا. يجلس امامه و دفتر صغير في يده مغلق بينما القلم في يده يضغطه باستمرار "بماذا تشعر؟" كرر مجددًا، نبرته ناعمة و حلوة كما لو انه يحادث طفلًا صغيرًا

تجاهله جايك، لكن الرجل لا يبدوا وكأنه يمانع ذلك. اخبروه انه اكبر مما يتذكر، انه لم يعد طفلًا في السابعة او الثامنة. كان الآن اكبر من ذلك كثيرًا، بعمر أبيهم.

"شعوري مثل الخراء." يقول بلهجته الفرنسية، انها جملة يسمعها عادةً في الأفلام الامريكية، ابوه كان ينفجر ضاحكًا كلما سمعها منه، أما أمه فتلوي له أذنه. أمه ليست هنا الآن، وهو لا يقول هذه الكلمة النابية ليبهج أبوه. هو يقولها حقًا ليصف ما يشعر به، لا يجود كلمة في قاموسه الضيق يمكن ان تصف هذا الكم المأهول من الكراهية و العجز و الحقد و الغضب الدفين و الرغبة في الهرب. الرغبة في الخروج من هذا المكان المجهول الى المنزل، اين المنزل اصلًا؟ قطعًا ليس في هذه الديار المليئة بمتحدثي الانجليزية. هو يريد ان يعود الى ليون أو باريس او بيروج او اي مكان ليس هذا المكان، الى منزل طفولته القديم، ان يستيقظ من هذا الكابوس الجهنمي ليجد نفسه في حظن أمه و بجانبه جون يشخر بخفوت كلما يفعل عندما ينام بعمق.

الرجل امامه رمش مرتين ونظر الى الرجل الاخر -هذا المدعي الذي يظن انه يعرف جايك و يعرف نفسه كعائلة له، تبًا له-

"د. ويليام؟.. لا اعتقد انها فكرة مستحسنة أن—"

يُخرسه هذا الويليام بتلويحة بيده، و يسحب كرسيًا أمام جايك ينظر اليه مليًا بعينيه السوداوين، التين تشبهان عيني و الديه، قبل ان يحرك يده في شعره الذي تتخلله خصلات بيضاء كثيرة و يطلق ضحكه عميقة "لا اصدق...انك حقًا مثله." يكتم الرجل ضحكته وتبدوا ملامحه جادةً فجأة ، حيث يضع يده على طرف السرير، اصابعه الطويلة تنقر على نقطة وهمية في محاولة لصياغة أفكاره، جايك معتاد على رؤية ابوه يفعل هذا كلما نفذت منه الكلمات.

"هل تتذكر اخر شيءٍ رأيته يا جايك؟"

"اتذكر أمي..." فجأة رغب جايك بالحديث أكثر، لكن نطق هذه الكلمة بالذات يجعل فمه جافًا ولسانه معقودًا، ينظر الى ويليام بعجز، الذي وضع يده على يد جايك وضغط بخفةٍ رغم اعتراض الرجل الأخر "وماذا بها؟"

"أبي..انه ، طردها." مجددًا الكلمة خرجت مرتجفةً من اعماقه، و الغضب في داخله تفجر "انا لا افهم...الا يقول انه يحبنا اكثر من اي شيءٍ اخر في العالم؟ لا اعتقد انه كان حادًا في ذلك. اذا كان يحبنا لم يكن ليؤذينا. لم يكن ليرسلنا انا وجون الى غرفتنا ويحبسنا هناك، ولم يكن قطعًا ليرسل امنا بعيدًا دون ان نودعها..انا." مجددًا الكلمة علقت في فمه، لانه لا يعرف كيف يصيغها، الكلمات بين الانجليزية و الفرنسية بينما رجل اخر تصلب وهو يترجمها لهذا الويليام. الذي ينظر اليه الان بتعابير غير مقروءة

جايك نظر بعيدًا، و خرجت الكلمة اخيرًا من فمه "اكرهه."

*****

لم يأخذ ويليام وقتًا ليقرر ماذا يفعل، نظر الى الطبيب النفسي ثم الى اطباء الأعصاب الواقفين جميعهم على اعصابهم يحدقون به "لا احد سيعرف بهذا الشأن." هو قرر

نظر اليه طبيب الأعصاب، السيد زاك توملينسون دون ان يعطي ما تضمره نفسه، قال "السيد بلايك..."

"سمعت الولد، اللعنه على ذلك، هل هو ولد اصلًا؟ انه لا يريد ان يره، انه يمقته، الم تقل انه يحتاج الى تأهيل نفسي شامل ليتأقلم مع الأمر؟ لنفعلها اذن.. حينها، عندما يمشي و يتكلم كما يجب، يمكن لبلايك ان يعرف." تمتم اسفل انفاسه بصوت خفيض "ليس وكأن الوغد اللعين ليهتم."

ويليام يعرف انه يهتم، لأنه كان هناك عندما نظر الى جايك اول مرةٍ بعد الحادثة، كان هناك عندما راءه يبكي لأول مرة، لكنه يعرف ايضًا كم ان حب ابن عمه ملتويٍّ و..قاسي. يعرف ايضًا انه ليس أهلًا للثقة عندما يكون الموضوع حساسًا و يخصه. و في كل مرةٍ يريد ويليام ان يصدقه، ان يثق به حقًا، يكسر بلايك ثقته. وهناك من طرف اخر غضبه على جون الذي يشك انه يتعمد التلاعب بأدويته. لا يريد ان يعاقب الولد هكذا، الله وحده يعلم انه عاش ضعفيَّ عمره يعاني. ولن يفعل ذلك ابدًا، لكنه يحتاج لوقت لمعاجلة مشكلته، ويرد ان يعطيه سببًا ليعيش، عندما يرى اخوه الاكبر يمشي و يتكلم كرجل، مهمة طويلة وصعبة لكنه أهل لها.

***

التعبير عن الكراهية – حسب تعبير جايك المتواضع، اسهل شيء من الممكن تمييزه، أمه كانت تضحك كثيرًا وتخبره انها كلمة كبيرة حقًا، عليه استخدامها بعناية، اما جايك، فهو يعترض على كلامها، انها اسهل الكلمات التي يمكن ان يخرجها من فمه، انها كلمة يستخدمها كما يحلو له عندما يضع جون برنامجه المفضل على التلفاز، جايك يكره توم و جيري و يجد انه من السخيف ان هذا الفأر ينجو دائمًا من القط، لأن بطبيعة الحال، القط قط والفأر فأر، وحتى دانتي، الهريرة الغبية التي يحبها اخوه جدًا، كان يصطاد الفئران كما يصطاد الأسد الغزلان.

جايك يكره أيام الاثنين لأنه باعتقاده لا يوجد انسان طبيعي يحب ايام الاثنين، جايك يكره المربى، لأنه حالي اكثر من اللازم، و يحب الطماطم ؛ لأنه فقط يحبها و لاشيء فيها يدعوا للكراهية، الا عندما تكون فاسدة و يصبح طعمها حامض.

جايك يكره العديد من الاشياء في حياته، و كونه يكرهها هو قرار سهل يتخذه بسرعه. عندما يزعجه او يعكر صفو مزاجه شيء فهو يكرهه، و الآن هو يكره أبوه. هو يعرف ويألف الشعور الحارق في قلبه، هو يعرف الغضب الذي يجعله يخربش بأصابعه على نسيج الشرشف بشدة. هو يعرف ان هذا الغضب الفاسد في قلبه، تحول الى كراهية عميقه للغاية. وهو الان حقًا ، ولأول مرةٍ يعترف انه لم يكره اي شيء في حياته كما يكره ابوه في هذه اللحظة. كل المشاعر المقيتة تجاه الاشياء التي كان يظن انه يكرها– هي كذبة، لأنه لا مجال ان تكون في مقارنة مع هذا الشعور العميق الكريه في صدره، شعور الكراهية الصرفة مع الغضب.

في اليوم الذي قبل سقوطه، يتذكر ان ابوه صرخ في وجه جون، يتذكر ان جون انكمش على نفسه و اخفض نظره. يتذكر انه هو من وقف أمامه بعيون تحترق من الغضب و الكراهية الصرفة واخبر والدهم ان يغرب عن وجههم. كانت كلمة اخرى سمعها من الافلام الامريكية، ومن ابوهم نفسه يقولها بين فينة واخرى عندما يزعجه احدهم او عندما يتصل سباستيان في وقت متأخر من الليل.

ابوهم ارسله لغرفته، لكنه على الاقل كف عن ازعاج جون. وكان هذا دور جايك ليزعج جون لكونه جبانًا اكثر من اللازم، لكون رقيقًا تجاه اشخاص لا يجدر به ان يتعامل معهم برقة. و اخوه الغبي استلقى فقط على السرير وعانق الغطاء هز رأسه ثم دفن وجهه في الوسادة، الليلة قررا ان ينامان معًا، عندما اتى ابوهم ليلًا ليعتذر، جايك اعطاه ظهره و تجاهله، بينما جون الغبي قبل الاعتذار الفارغ.

هل يكره جايك جون نفسه لكونه ضعيفًا جدًا؟ ام يكره ضعف جون؟ هو لا يستطيع القول. لا يظن انه يجدر به كره عائلته— ثم مجددًا هذا يعود الى سؤال هل تعريف ما يشعر به ناحية بلايك هو كراهية صرفه ام غاضب فاسد، لكن بلايك عائلته، و جايك يعلم فقط انه يكرهه، هذا يعني انه لا بأس في كراهية عائلتك بين حينٍ واخر، خاصةً لو كانوا 'كالخراء' كما تقول الافلام الامريكية.

وجايك يعلم ايضًا ، رغم انه لا بأس في كراهية عائلتك بين فينة واخرى، انه حقًا لم يكره جون يومًا. سرًا كان يحسده عندما كان صغيرًا، لأنه يحصل على افضل الدرجات و على اغلب المديح، لكنه لم يكرهه يومًا، حتى لو كره بعض طباعه الصغيرة. جون اخوه الاصغر الغبي الذي من واجبه كأخ اكبره ان يحميه و يحجبه عن العالم ان اضطره الأمر؛ لأن هذه وظيفة الأخرة الكبار، حماية الصغار الحمقاء الضعفاء.

اين اخوه الصغير الاحمق الضعيف على اية حال؟ اين جونيه؟

شعر بنفسه نعسًا، وخمد غضبه وهو يدفن رأسه في الوساده، مقررًا ان اول شيءٍ سيفعله عندما يستيقظ، هو العثور على جونيه مهما كلفه الامر. وتبًا للنافذة والكوابيس والمرأة التي تريد ذهابهم وفقط كل شيءٍ، تبًا الأخرق الكبير أبيه.


بجدية، بين كل رواياتي اللي منشغله اكتبها، حسيت بثقل في البارت هذا، اشياء كثيرة مفروض تنكتب لكن زي ما تشوفون هيهي ما لي خلق واحاول احشد افكاري وما اقدر، البارت عباره عن مشاعر العائلة تجاه بعض، عن الشبه الغريب بينهم، و عن جايك بشكل اساسي. ما ادري كيف اتكلم بصيغة طفل، لكن اعرف اني خططت اكتب جايك اكبر من عمره، ما ادري اذا قدرت او لا. في الفصول الاولى ماريا ذكرت لأيلا ان جايك متلاعب وشقي بطبيعته، حبيت اكرر المعلومة فالفصل ذا ااكد عليها هيهي

اختباراتي زق للي يسأل، لو اني انشغلت بالرواية اطيب لي من تضييع وقتي في دراسة شيء ما فلحت فيه، استمتعوا و البسوا كمامات وانتبهوا لأنفسكم، الشتاء زق.

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 68.1K 104
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
313K 7.1K 32
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
5.4M 157K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
481K 11K 39
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...