وقبل أن تبصر عيناكِ

By RomaStories

868K 42.1K 3.1K

لستُ برجلٍ يُعاني من داء الكآبة.. لستُ أناني و لا سوداوي.. بل أنا في الحقيقة يا عزيزتي شيطانٌ تائب تراجع عندم... More

قريبًا
~ ¤ تمهيد ¤ ~
~¤ لا تأتي فرادى ! ¤~
~¤ يا حلو يا مغرور ! ¤~
~¤ مُحرمة عليك ! ¤ ~
_ في مكانٍ ما ! _
~¤ كانت الشرارة ! ¤~
~¤ الأولى بيننا ! ¤~
~¤ نسمة ! ¤~
~¤ القطب الآخر ! ¤~
~¤ الوعد ! ¤~
~¤ في كل مكان ! ¤~
~¤ قطعة من قلبه ! ¤~
_ ثعبانية ! _
_ موروثات ! _
_ أعطيتكِ وعدًا ! _
_ ثقة ! _
أحمر شفاه !
_ سيكون هنا ! _
_ قفصٌ جديد ! _
_ وعد و رهان ! _
_ متفق عليها ! _
_ أميرات ! _
_ رجل ! _
_ قَبْلها وَ سَتَمُوت ! _
_ خذلان ! _
_ أُناصرك ! _
_ لا تخافي ! _
اقتباس
_ حليف ! _
إقتباس
_ أريدك أنتِ ! _
#إقتباس 🙈
_ أروي لك قصة ! _
_ كان ياما كان ! _
إقتباس متقدَّم 🍭
_ الجزار ! _ "1"
_ الجزار ! _ "2"
_ حدس ! _
_ نهاية غير سعيدة ! _
_ اليأس مثلنا ! _ "1"
_ هل تتركني ! _
_ كأس زعاف ! _
_ صنعك بي ! _
_ أنتمي إليك ! _
_ هكذا ظننت ! _
_ كنتِ هنا ؟ _ "1"
_ كنتِ هنا ! _ "2"
_ إنه فراق ! _
_ أنتظرك ! _
_ أتوسل إليكِ ! _
_ إلى حيث تخاف ! _
مهم

_ اليأس مثلنا ! _ "2"

13.1K 826 51
By RomaStories

لم يكن أيّ شيء مستبعدًا في هذه اللحظة، لم يكن قد وضع أيّ حدود لتلك المواجهة المرتقبة، بل كان ينتظرها بشدة.. و كأنه يتوق لكسر صندوق الادخار ذاك الذي اختزن بداخله كل خيباته و مرارته و أحزانه

كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة كي ما يتحرر من الحالة البائسة التي سجن بها منذ بضعة أيام، الآن سيفعلها.. و ربما بعدها يعود كما كان ...

-خشي جوا يا نسمة !

نطق "رزق" آمرًا بثباتٍ يُحسد عليه، كان يشير لزوجته ناحية غرفة بأقصى الرواق الشمالي، بينما كانت الأخيرة تبكي و تكاد لا ترى بسبب الدموع الساخنة التي تغشى عينيها بالكامل

لكنها رأته و هو يرشدها، فبدون جدال حملت حقيبتها و شقت طريقها للداخل... ليلتفت "رزق" الآن نحو والده و نظرة الاحدي السافر تعتلي وجهه الوسيم

قابل نظرات "سالم" النضّاحة بالغضب ببرودٍ تام و هو يقول :

-هي دي حمدلله على السلامة ؟
لما فتحت الموبايل لاقيت اتصالات كتير منك.. ده أنا قلت وحشتك يعني !

يتمالك "سالم" أعصابه بصعوبةٍ، كان يرتجف قليلًا و قبضتاه مطبقة، غمغم بينما تلوح بعينيه مشاعر العنف و الحنق :

-بص يابني. بمنتهى الهدوء.. لو الكلام إللي قولته دلوقتي ده حقيقي ف انت مافيش قدامك غير اختيارين. يا تتعامل انت مع المصيبة دي و تصلحها بنفسك. يا تسيبني أنا أصلحها بمعرفتي

يعقد "رزق" ساعديه أمام صدره  و يرفع رأسه مستوضحًا :

-يسلام !
طيب بغض النظر عن المصيبة إللي انت شايفها. متخيل مثلًا انت و لا أنا ممكن نصلحها إزاي ؟!

جاوبه "سالم" دون أن يرف له جفن :

-يا تاخدها من سكات و بكرامتها تنزل العيّل ده عند دكتور يا إما أنا هانزله بطريقتي !!!

وقع صمت ثقيل بينهما لم يحيد كلاهما ينظرات الغضب العنيف عن بعضهما، ثم قال "رزق" سائلًا بلهجة هادئة :

-هاتنزله بطريقتك.. عظيم !
إللي هي إزاي بقى ؟!!

قدم له أبيه جوابًا آخر بنفس الاسلوب المجرد من الرحمة و الانسانية :

-ماعنديش في الحتة أكتر من النسوان إللي شغلتهم كده أساسًا.. أو عشان ننجز و يكون أسهل أكتر أخلص عليها خالص. و حالًا !

و أزاح طرف عباءته مظهرًا غمد سلاحه الناري ...

و هنا ينظر "رزق" إلى أبيه نظرة وحشية صِرف، تعلو حشرجة الهيجان في صدره للحظات، أخذ يضغط و يحك أضراسه بقوةٍ، و بعد صمتٍ سحيق... اقترب من "سالم" خطوتين، و مد يده لامسًا سلاحه بطرف أنامله و هو ينظر إليه بعينين ضيقتين

ثم قال بصوتٍ خالٍ من أيّ شعور :

-في اللحظة إللي بتكلم فيها عن حتة مني
بتكشف عن سلاحك ؟
عاوز تقتل إبـنــي ؟؟؟؟؟؟

سالم بغضبٍ : و إيشعرفك إنه إبنك ؟؟؟
يا أهبل يا إللي سمحت لبت زي دي تلبسك في جواز و دلوقتي في عيّل. بت زي دي أخرها تكون ××××ك. ×××××ك.. مش مراتك و أم عيالك !!!!
نظرا في عيون بعضهما البعض لبرهةٍ بدت دهرًا، حتى قطع "رزق" الصمت مشيرًا بسبابته بتحذيرٍ شديد اللهجة صوب كلًا من أبيه و جدته :

-بص يابويا. و الكام لستي كمان.. كلمة بجرة خط.. نسمة مراتي و شايلة إبني. و هاتعيش في المكان إللي انا عايش فيه. أي حد يفكر يمسها بسوء. بربي و ديني.. تشوف بعنيك بحر دم هنا في مملكتك العزيزة. و انت عارف. اللي يعمل حاجة مرة.. يعملها مليون مرة !

كانت إشارة صريحة لجريمة القتل البشعة التي ارتكبها قبل إسبوعًا

استطاع "سالم" أن يقيس بين نبرة إبنه و نظراته جسامة الاضرار المحققة لهذا الوضع، بالنسبة له لم ينتهي الحديث إلى هنا.. و لكن ليبقى هادئًا الآن

قليلًا فقط ...

______________

كانت في قمة السعادة، غمرة الشغف، أوج الحماسة ...

تعيش مشاعر عنيفة، جديدة كليًا عليها، تجتاحها و كلماتٍ تسمعها تخفف من ثقلها، لتجعلها تطير و تحلّق بسموات الغرام

لم تستطع أبدًا منع نفسها من الاستلام لهذا الاغراء، أن تستمع إلى صوته العذب الحنون، و حديثه الواعد و هي ترسم على وجهها تلك الابتسامة البلهاء :

-كنت خايف المرة دي ماترديش عليا.. طول الايام إللي فاتت دي مافيش يوم ماحاولتش أكلمك. و لا حتى كنتي بتردي على رسايلي.. عارف إنك كنتي بتشوفيها كلها. بس ماكنتيش بتردي. رغم كده كنت مبسوط لمجرد إني بتخيلك بتقريهم... ماكنتيش مصدقاني ؟ و يا ترى لسا مش مصدقاني يا سلمى ؟ أكيد مصدقة
لو ماكنتيش واثقة في كلامي ماكنتيش هاتردي بعد ما بعتلك أخر رسالة و قولتلك و بكررها تاني.. أبويا راح طلبك ليا من أبوكي !

خفق قلبها بسرعة شديدة و مؤلمة، استطاع أن يسمع صوت لهاثها و أن يستشعر اضطرابها، فصمت لهنيهة قبل أن يقول باغواءٍ مدروس :

-هاخطبك يا سلمى.. هاتبقي مراتي أنا... هاتبقي ليا و ملكي لحد آخر يوم في عمري. مش قادر استنى اليوم إللي هاتكوني فيه على اسمي.. أنا من ساعة ما شوفتك مش ببطل تفكير فيكي. جننتيني خلاص يا بنت الجزار.. بحبك يا سلمى !!!

ارتعدت فرائصها فجأة لحظة انفتاح باب الغرفة، أسدلت شعرها هلى جانبي وجهها بسرعة لتخفي سماعتي البلوتوث، ثم إلتفتت لترى من المقتحم

فكانت أمها التي ولجت إلى غرفتها في الأصل حيث أن إبنتها هي التي تشاطرها إياها ...

-في إيه يا ماما ؟!! .. تساءلت "سلمى" محاولة أن تبدو طبيعية

بينما تعدو "هانم" حتى وصلت عند الخزانة، فتحتها و أخذت إحدى عباءاتها و هي تغمغم مجيبة :

-أبوكي تحت بيزعق مع أخوكي رزق !

تقفز "سلمى" في هذه اللحظة صائحة بابتهاجٍ :

-رزق !
رزق جه ...

و تلاشت ابتسامتها و هي تكمل :

-طيب أبويا بيزعق معاه ليه ؟!

زفرت "هانم" بضيقٍ و هي ترتدي العباءة على عجالةٍ قائلة :

-أنا سامعة مصايب بتتقال تحت.. و المحروس مش راجع بإيده فاضية. ربنا يستر.. أنا قلبي مش مطمن من ساعة ما هج يوم صبحيته.. العيلة دي واخدة عين شديدة أوي !!

عبست "سلمى" معلّقة بعدم فهمٍ :

-هو إيه إللي حصل يا ماما مش فاهمة.. و رزق جاي و معاه مين ؟؟

لفت "هانم" وشاح الرأس حول وجهها بعصبيةٍ صائحة :

-خلاص يا سلمى مافياش دماغ لاسئلتك دي. انا لسا ماعرفش حاجة اصلًا ...

تبتلع "سلمى" كلماتها كلها الآن، بينما تمضي "هانم" إلى الخارج مسرعة و هي تملي عليها بعض الأوامر :

-الأكل على البوتجاز خمس دقايق و تطفي عليه.. بعدين تسألي أخوكي مصطفى إن كان يتغدى و شوفي طلباته لحد ما أطلع !

______________

بالكاد تبلل عروقها ببعض الطعام و الشارب الذي يقدم لها يوميًا في المواعيد، إذ يبعث عمها بفتاةٍ من أبناء الحي تراها و تراعها، و لكن دون أن تمس قيودها

كانت سجينة هنا، لكنها لم تيأس، لم تتخلّى عن حياتها حتى، أيقنت أنها ستخرج من هنا في يومٍ قريب.. كما ظنت خلاصًا من بين براثن خالها... خالها الذي لا زالت تجهل ما ألمّ به حقًا

و هل ما سمعته عنه صحيحًا أم كذب.. هل هو حيٌ أم ميت ؟ ... لا تدري.. و لكنها و من كل قلبها تشتهي أن يكون حيًا.. لكي تقتله هي بيديها، لا يجب أن يفعلها أحدٍ سواها !!!

°°°°°°°°°°°

اليوم لم ترى وجه أحد بتاتًا ...

الهزل الذي أحست به هذا الصباح و الضعف كان شديد الوطأة، الطقس صار شتاءّ، و ملابسها باتت لا تقيها قساوة الجو، فضلًا عن احتقان أنفها و إنسداد حلقها

شعرت بالمرض و الهوان، و كانت تهرب من كل هذا بالنوم، إلى أن سمعت صوت المفتاح يدور بقفل باب الشقة

ظنّت بأنها الفتاة التي تداوم على خدمتها، في نفس الوقت كانت تجلس على ذات الآريكة المقيّدة فوقها منذ إسبوعًا.. كانت آشعة الشمس تضرب وجهها مباشرةً.. إذ كانت قد نسيت الفتاة الستار مفتوحًا فتسللت شمس الصباح هكذا و ما برحت تحرقها حرقًا منذ مطلع الفجر

لكنها كعهدها دومًا، تحمّلت !

استيقظت "ليلة" من غفوتها الثقيلة بصعوبة، لم تميّز أيّ حركة غريبة، بل و خرج صوتها متثاقل الأحرف ساخرًا :

-لسا فاكرين ؟ أنا كملت فطاري نوم.. مالهاش لازمة الوجبة إللي جايبنها. رجعيها للي باعتك يا مستكة ...

شعرت بخطبٍ ما عندما لم تحصل على ردًا في المقابل.. فتحت عينيها ببطءٍ، و كان هو أو ما أبصرت عيناها... بشحمه و لحمه !!!!

إنقطع نفسها و إختلجت جميع اعضائها للحظاتٍ و هي تراه لأول مرة منذ أيامٍ لم تحصيها، كانت رؤيته الآن مبعث على التوتر و الريبة و الارتباك الشديد

على عكس ما خططت و دبرت لتلك المقابلة، إنعقد لسانها و لم تنطق... بينما يغلق الباب من خلفه و يمضي نحوها بخطى حثيثة

تعلّقت نظراتيهما و قد مضى وقت خالت بأنه دهورًا، حتى وصل عندها.. و إنبعث صوته لمسامعها جافًا غريبًا كأنها تسمعه للمرة الأولى :

-شكلي كنت ندل معاكي بجد !

نظرت "ليلة" للقيد الحديدي بيديها، ثم تطلعت إليه مغمغمة بخشونة تعبة :

-أنا متصالحة مع نفسي طول عمري.. كده كده عارفة إن ماليش حظ مع الرجالة. مش مستغربة أبدًا !!

-رجالة !
أفهم من كده إن كان في كتير في حياتك ؟!

-مش من حقك تسأل سؤال زي ده. إنت مالكش فيا حاجة فيا حاجة أصلًا.. و لا حد هنا له عليا سلطان. و حبسي هنا ده أبوك أول واحد هايندم عليه !!!

بعد هذا التهديد الجريئ، شاهدته يومئ برأسه مرتان، ثم ينحني مطرقًا و هو يستلّ من جيبه مفتاحًا عرفته فورًا

و خلال لحظات كان قد فك قيودها.. ثم نهض ثانيةً و إتجه نحو باب الشقة من جديد هاتفًا بمتتهى الهدوء :

-محدش حابسك من اللحظة دي.. إمشي. أوعدك محدش هايتعرضلك مننا يا ليلة ! ............................................................................................................................................. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

يتبع ...

Continue Reading

You'll Also Like

33.6M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...
4.9K 206 15
ظلام دامس يعم المكان حولها، جالسه هي على الارضيه شاعره بتلك الدماء السائله التي تغرق يديها وملابسها وحينما فتحت عيناها التائهتين لترى ما هذا الذي يسي...
5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
343K 27.4K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...