_ صنعك بي ! _

11.7K 664 29
                                    

أغمضت "هانم" عينيها، و حاولت أن تعيد أفكارها إلى نِصابها، كانت تقف أمام سريرها، بعد أن فردت فوقه ثوبها الأكثر جمالًا و الذي احتفظت به لسنواتٍ من شدة تعلقها به

لم ترتديه، لم تضعه على جسمها يومًا، على أمل أن يأتي اليوم الذي تتخذ فيه حياتها شكلًا لطالما حلمت به.. هي و زوجها... هي.. و "سالم" !

بصحبة بعضهما، مع أولادهما، كعائلة سعيدة.. تصنع له أشهى طبخاتها، تتزين له في كل وقت و حين، يراها بالأثواب الجميلة كلها التي اختارتهم من أجله، ينبهر بها، يحبها كما تحبه

و لكن بئس الاحلام و الواقع معًا، حبها له لم يكن إلا كابوسًا أرقها و استنزفها، ضاع شبابها، ذبلت مثل وردة قبل حتى أن يستنشق عبيرها ...

هل يستحق اليوم أن تراهن على بقايا كرامتها لأجل كسب القليل من عطفه و إحسانه ؟

هل يستحق أن تهان مجددًا ما إذا أبدى لها رفضًا و تسبب بإيلامها.. ذلك الألم الذي لا براء منه !

الوقت يجري، و لا زالت "هانم" متسمرة أمام الثوب، تفكر و تتردد كثيرًا قبل أن تمد يديها إليه.. كلمات "مصطفى" و نصائحه تثير عقلها و قلبها في آنٍ... و لكن فكرة الخذلان أيضًا تسيطر عليها و تؤثر على سرعة قرارها

أتفعلها ؟

أم لا تفعلها !!!!

-مامـــا !

إنتفضت "هانم" لدى سماع هتاف إبنتها التي اقتحمت الغرفة فجأة

إنفعلت و هي تستدير صوبها صائحة بانفعالٍ لتغطي على ارتباكها :

-إيـه يا سلمى.. إيـــه عايزة إيه ؟
و إزاي تدخلي عليا كده منغي  ما تستأذني ؟؟؟

اصطبغ محيا "سلمى" بحمرة خجلة.. بقيت محلها عند عتبة الباب تشدد على المقبض و هي تعتذر منها على الفور :

-آسفة يا ماما. ماكنش قصدي.. طيب خلاص هاخرج !

-إستني !!

استوقفتها بصبر نافذٍ، صمتت لثوانٍ، ثم سألتها بهدوءٍ متكلّف :

-قولي كنتي عايزة إيه ؟!

سلمى بتردد : أنا كنت عايزة أتكلم معاكي في موضوع كده.. بس خلاص شكلك مش ليكي بال عشاني دلوقتي

هانم بضيق : إخلصي يا سلمى و قولي عايزة إيه

زمت "سلمى" فمها و قالت باذعانٍ

-كنت عايزة أفكرك تقولي لأبويا على موضوع المدرسة.. مش إنتي طالعاله ؟

عبست "هانم" معقبة :

-يابت أنا مش سبق و قلت كلمتي في الموضوع ده ؟
عايزة تدخلي أبوكي فيه ليه و لا نفسك تسمعي منه كلمتين !!!

-يا ماما أبويا مش هايقول حاجة. لو إنتي كلمتيه و أقنعتيه مش هايقول حاجة !

-لأ ياختي هايقول. أبوكي ماعندوش ياما إرحميني في المسائل دي بالذات. جربيه كده لو تقدري  يا سلمى ..

وقبل أن تبصر عيناكِWhere stories live. Discover now