~¤ يا حلو يا مغرور ! ¤~

19.7K 870 49
                                    

ما أسهل أن ينجز بنفسه كل الأعمال التي يدفعها إليه والده.. حتى الخطير منها... ما كان سواه بقادرًا على الخوض في كل شيء

ليس لقوته البدنية فقط، إنما لذكاؤه و خبرته و حسن تعامله و سرعة بديهته.. إخوته منهما ولدًا في سن المراهقة، و الآخر يصغره بعامين.. أي كبيرًا مثله، لكنه أحمق

كثيرًا ما تطغى عليه عصبيته في أغلب المواقف فيخرب كل شيء، لذلك يفضل "سالم" أن يكون عمله بالداخل فقط.. أما الخارج فهو إختصاص "رزق".. و أحيانًا يتطلب تواجده بالداخل أيضًا ...

كانت عملية تسليم بضائع خاصة بالأسلحة اليدوية و الذخائر، النوع الآخر من تجارة والده المتعلّق بالمواد المخدرة.. يذكر جيدًا يوم أن عرض عليه تولي هذا العمل أيضًا، لكنه رفض بصرامة و أخبره أن لو وقع الاختيار بين تولي هذا العمل و العيش في كنفه، فهو سيغادر مملكته بكل سرور و لن يفكر أبدًا في العودة إليه

و بالطبع وافق "سالم" و لم يعارضه أبدًا، فكما يعلم الجميع، أولاده و عائلته كلهم بكفة.. و "رزق" وحده بكفة أخرى، و دائمًا ما تكون كفة "رزق" هي الراجحة ...

-تمام يا ريس رجب ! .. قالها "رزق" بصوته القوي و هو يضع أخر رزمة من النقود في حقيبته الكبيرة

أشار للفتى القادم معه بغلقها و أخذها إلى سيارته خارج الصهريج المهجور ذلك

لا يزال يتطلع إلى الشريك الخمسيني الذي يرتدي الجلباب و العمامة.. ملابس فاخرة و رائجة بقرى و نجوع الصعيد

كانت تطوقه حراسة مشددة، و لدهشته أن رآى "رزق" قادمًا بمفرده، ليس معه سوى فتى حضوره مثل غيابه.. كم هو شديد الثقة بنفسه ...

-مع إن أبوك ماكنش بيعد ورايا يا معلم رزج "رزق" ! .. علّق المدعو "رجب" باسلوب ينم عن فكاهة

تكلّف "رزق" الابتسامة و رد عليه بفتورٍ :

-كل ساقطة و ليها لاقطة بقى يا ريس.. صوابعك مش زي بعضها. و أنا مش زي أبويا. أنا ليا دماغ لوحدي.. و بعدين الأصول ماتزعلش. مش بضاعتك تمام و شكيتها بإيدك ؟

أومأ "رجب" مؤيدًا :

-تمام.. شغل أبيض كيف كل مرة

رزق بثقة أقرب إلى الغرور :

-إحنا مابنطلعش حاجة أي كلام.. الجزارين سمعتهم سبقاهم

إبتسم "رجب" مثنيًا على سيرته هو بالأخص :

-و سمعتك إنت لوحدك كوم تاني يا زينة الرچال. بتفكرني بابوك في شبابه كان عِترة إكده كيفك

ضحك "رزق" باقتضابٍ و قال و هو يتهيأ للرحيل :

-أبويا لسا شباب يا ريس رجب

بادله الأخير الضحك قائلًا :

-صوح.. هذا الشبل من ذاك الأسد !

وقبل أن تبصر عيناكِWhere stories live. Discover now