_ رجل ! _

12.5K 783 48
                                    

بعد إتمام عقد القران و قيام المأذون عن المسرح الذي شهد إعلان الزواج رسميًا... ها هو "رزق" يفي بوعده لأخته غير الشقيقة

على أنغام الكاريوكي للغنوة التركية الأشهر ( Erik Dali ) مضى يغني على مرآى و مسمع الحضور و هو يراقص أخته فوق المسرح، فتبادله الأخيرة بلا خبرةٍ تُذكر، لكنها كانت مستمتعة و مبتهجة بشدة في آن لأنه لم يشعرها بقلة خبرتها أبدًا

إذ أنه تقريبًا كان يحملها و هو يطوق خصرها بذراعه هكذا و يمسك برسغها الآخر بيده الأخرى، يدور بها باحترافٍ و مرونة إستمالت لهما النظرات المعجبة رغم غرابة المشهد بالنسبة للضيوف و الاستنكار المبطن الذي طمر بصدورهم ...

و لكن من بعيدٍ، حول طاولة جلس إليها أفراد عائلة "السويفي".. أنداد عائلة "الجزار" المعروفين بالوسط الإجرامي مثلهم تمامًا... كان رجلًا شيخًا على قدرٍ من المهاب.. يجلس في رأس الطاولة و أولاده الذكور الأربعة يطوقونه

أكبرهم و ذراع أبيه الأيمن يُدعى "عاصم السويفي".. عيناه لم تجفلا لحظة واحدة منذ رأى تلك الحورية الصغيرة التي راحت ترقص برشاقةٍ طفولية بين أحضان أخيها

ربما هذا ليس منطقيًا، آدميًا، و لكنه حقًا كان منجذبٌ إليها على نحوٍ مرضي !

لم يحصل له مثل هذا من قبل.. كان شيئًا عجيب.. إن هي إلا فتاة لم تبلغ كمالها بعد... يحسبها البعض طفلة.. لكنها في الوقت ذاته.... حورية !!!

لا يمكن أن يجد وصف مناسب أكثر من ذلك..كما لا يمكن أن يبقى محدقًا بها هكذا كالأبله ...

اللعنة ! .. صدحت بداخله

هذه الفتاة له، إنها له.. له هو ...

لم ينتظر "عاصم" ثانية أخرى و مال صوب أبيه هامسًا في أذنه بصوته الخشن :

-هي دي يابا !

نظر له الأب... "رضوان السويفي" باستغرابٍ بادئ الأمر، ثم نظر حيث أشار له إبنه بعينيه، إتسعت حدقتاه لوهلةٍ، ليعاود النظر إليه مرةً أخرى متمتمًا :

-دي سلمى بت سالم الجزار. عاوز منها إيه ياض ؟!!

عاصم بجدية تامة :

-عايزها.. عايزها هي

رفع "رضوان" حاجبيه و هو يردد مشدوهًا :

-إنت إتهفيت في عقلك ؟ دي عيّلة صغيرة !!!

ناطحه "عاصم" بلهجةٍ متلّصبة صارمة :

-عيّلة إيه مهي فايرة قدامك. إنت مش كنت عمال تزن عليا أتجوز ؟ أنا بقولك دلوقتي عايز أتجوز. و عايز البت دي. عايزها يابا إتصرف !

عبس "رضوان" حائرًا و هو يمعن التفكير بالأمر مرارًا و تكرارًا دون يستثيغ منه رشدًا يُذكر، نظر مجددًا إلى الفتاة، إنها و لا ريب حسنة الطلعة و شكلها يوحي بأنه في غضون عامين أو ثلاثة ستغدو أنثى فاتنة يتمناها أفضل الرجال و الصفوة بعالمهم قاطبةً

وقبل أن تبصر عيناكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن