~¤ كانت الشرارة ! ¤~

16.3K 810 59
                                    

كان عليها أن تسرع في ردة فعلها... بالرغم من أنها كانت خائفة جدًا.. صحيح أن الوضع كان مثيرًا للرعب... لكن لم يعجبها هذا.. أن تكون خائفة بعد أن قطعت وعدًا لنفسها بأنه مهما صار لها لن تسمح للخوف بالتمكن منها مطلقًا

وبخت نفسها داخليًا لأنها وضعت كافة الاحتمالات لمحاولة فرارها الجنونية، و افترضت رؤية أيّ شخص بطريقها حتى لو كان عمها أو الزعيم كما يلقبونه

لكن رؤيته هو كانت مفاجأة لها.. ذاك الأشقر ذي العينين الزرقاوين... كان جميلًا، و ربما جماله بقادرٍ على تشويش عقل أيّ فتاة.. لكنها لم و لن تكون أبدًا تلك الفتاة

وضعها كان شديد الحرج أمامه، إذ كان يطوّق خصرها بذراع، و الآخر كان يلفه حول عنقها و يكمم بكفه الغليظ بطريقة كادت تزهق أنفاسها.. كانت ملتصقة به بشدة و تشعر بسخونة جمسه و تماسكه ...

بينما كان يحدق في وجهها المذعور مشدوهًا، تلوّت بين ذراعيه بعصبيةٍ، و تمكنت من إطباق أسنان فكيها الأمامية على شحمة كفه بقوةٍ وحشية، تريد أن يفلتها رغمًا عنه

ظنّت أنه سوف يتأثر بذلك التصرف كما تأثر غيره من قبله... لكنه لدهشتها لم يشعر بها إلا كوخزةٍ بسيطة.. و إذ أدرك بأنها تحاول الفكاك منه أرخى وثاقه من حولها قليلًا و هو يقول هامسًا بصوتٍ خفيض :

-إهدي.. إهدي خالص و ماتخافيش مني. أنا هاشيل إيدي. بس لو صرختي إنتي الجانية على نفسك.. مش هاعملك حاجة بس هاسلّمك بإيديا لسالم الجزار !

هزت رأسها موافقة و كان وجهها لا يزال شبه ملتصقًا في خبايا صدره حيث يمسّ جلده الخشن بشرتها الناعمة مسًا خفيفًا ...

يبر "رزق" بوعده لها، و بحذر يزيل كفه الضخم عن فمها و جزءً من أنفها.. لتشهق "ليلة" و هي تملأ رئتيها بالهواء كما لو أنها طفت على سطح البحر

بقى يراقبها بدقة و تركيزٍ شديدين و كأنها ستختفي فجأة مثلًا، بينما لم تنتبه إلى أنها كانت تمسك بتلابيب قمصيه بكلتا قبضتيها.. حتى هدأت أنفاسها و إنتظمت

فرفعت عينيها إلى عينيه من جديد، و فور أن تلاقت نظراتيهما دفعته دفعة ركيكة في صدره ليبتعد عنها صائحة بعدائية شديدة :

-ده إنتوا مش بس حابسني.. كمان معينين عليا مراقبة. و سيادتك بقى الموكل ليك بالمهمة دي.. كان لازم أتوقع حاجة زي كده طبعًا !!!

حذرها "رزق" بصوتٍ حاد :

-صوتك. وطي صوتك و إنتي بتكلميني. ده أولًا ! .. و أكمل قاطبًا جبينه باستغرابٍ :

-ثانيًا حبس إيه ده بقى إللي بتتكلمي عنه و إيه علاقتي أنا بيكي أصلًا.. أنا لسا شايفك من كام ساعة و لولا لمحت حركة غريبة هنا ماكنتش هاشوفك و إنتي بتعدي و عاوزة تمشي من تحت السور الساعة دي ...

وقبل أن تبصر عيناكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن