_ أروي لك قصة ! _

12.6K 767 33
                                    

أجفلت بارتباكٍ و هي تدير رأسها لتنظر نحو "رزق" الذي ظهر بالصورة فجأة، و الله وحده يعلم ماذا إلتقطت أذنيه بهذه اللحظات القليلة... تعبيرات وجهه الواجمة مبهمة للغاية.. لم تستطع فك شيفرتها الآن

إلى جانب صدى كلمات و شكل ذاك الحقير الذي يقف مقابلها بالجهة الأخرى أمام باب الشقة، إتقدت النار في كيانها من جديد عندما تذكرت هذا كله ...

لم تتحمل حتى مع خطورة المغامرة بانكشاف كل شيء، و مع إثارة إثبات خطأ ظنه بأنها لن تجرؤ على فضح نفسها من قبله هو، تملكها جنونٍ تام و هي تلتفت ناحية "عزام" ثانيةً هاتفة بوحشيةٍ :

-منغير ما تتشاهد على روحك.. استمتع برحلة ذهاب بس لجهنم. جهنم إللي تناسب أمثالك. مكانك يا عزاااام يا وديـــدي ...

إنقلب وجه "عزام" خلال سماعه كلامها، إذ بدت على قدر كبير من الجدية، لا تمزح فعلًا.. و بالفعل صدق الآن بأنه هالك و ظل جامدًا بمكانه حيال جنونها و سلاحها المعمّر الجاهز على الإطلاق فقط !!!

-إيه إللي بتعمليه ده يا مجنونة ؟؟؟

صاح "رزق" بهذه العبارة و هو يفاجئها من الخلف مطوقًا خصرها بذراع.. و بالآخر يمسك بيدها القابضة على السلاح ...

صرخت "ليلة" عندما أعجزها هكذا و جردها من السلاح بسهولةٍ :

-إوعــــــى.. سيبــــــني.. هاقتلــــــه !!!

رزق باستنكارًا لا يخلو من الغضب :

-تقتلي مين ؟؟؟
و ليه ؟
مين ده أصلًا ؟؟؟؟

و صوّب نظراته الفتّاكة نحو الرجل الأصلع الشاحب و سأله بخشونةٍ و هو لا يزال يمسك بزوجته التي بدت كممسوسة :

-إنت مين ا راجل إنت. إنطــــــق ؟؟؟؟؟؟

خرجت الكلمة الأخيرة من فمه بصيحةٍ فجّة تسببت في ذعر الأخير و هو يرد عليه بتوترٍ ملحوظ :

-آ أنا عزام الوديدي. أنا أبقى خال ليلة.. أخو أمها. آه و الله خالها !

رمقه "رزق" بنظرة مشككة و قال بلهجة هجومية محضة :

-و لما إنت خالها عاوزة تقتلك ليه و رافعة عليك السلاح ؟!!

تفاقم إرتباك "عزام" فقال مدعيًا ليخرج من المأزق بأيّ شكل و قد ندم على مجيئه فعليًا :

-أنا عارف ! دي أصلًا بت مجنونة. عندها لطف من يوم أمها ما ماتت. أي حد تشوفه تبقى عايزة تموته حتى خالها. المجنونة !

-أنا يا مجنونة يابن الـ××× !!! .. غمغمت "ليلة" و هي تتلوّى بعنفٍ بين ذراعيّ "رزق"

لكنها لم تفلح بالفكاك منه أبدًا فصاحت بغضب شديد :

-سيبني يا رزق.. بقولك سيبني ...

لم يتركها و لم يجد حلًا أرجح و أكثر تعقلًا مِمّ خطر على باله الآن، فإذا به يتخطو بها إلى الطرف الجانبي قليلًا و هو يأمر "عزام" بغلظةٍ :

وقبل أن تبصر عيناكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن