_ أنتمي إليك ! _

15.7K 815 73
                                    

خلال نصف ساعة نقريبًا، كان قد تجرّع لترين من الماء المعدني آملًا بتنقية دماؤه و ذهنه من جرعات الخمر المُركّز التي خدرت جزءً من قنوات عقله العصبية و المتحكمة بادراكه و نسبة سيطرته على تصرفاته.. كان لا بد أن يفعل ذلك... خاصةً بعد إعترافها الصاعق له بالحب !!!

يقف الآن أمام حوض المياه بقاعة الحمام المترف وفقًا لاختياره أثناء توضيب شقة الزوجية، لا يعرف كم المرات التي لطم وجهه بالماء البارد ليؤكد على صحوته التامة من مفعول الثمالة ...

رفع وجهه قبالة المرآة أخيرًا، كانت أزرار قميصه العلوية قد حلّت بالكامل، و كان صدره يخفق و يختلج بانفعالاتٍ شتّى، و الماء المنداح من شعره و وجهه تلتمع قطراته فوق عنقه القوي جاريًا حتى بلغ بطنه ذي العضلات السداسية، شعر برجفة جليدية تسري بجسمه، بالطبع.. إنه كانون الأول.. منتصفه تحديدًا... لطالما كان متهورًا و مقصرًا بصحته

لكن كالعادة، لم يكن هناك من شيء يؤثر به، كما لم يكن يعبأ مطلقًا لأيّ نوع من التهديدات،  كان شديد البأس طوال عمره ...

يخرج "رزق" إلى الصالة ثانيةً و هو يمسك بمنفشة في يده، أخذ يجفف وجهه و يفرك شعره بقوة باحثًا بعينيه عنها، لم يطول وقت عثوره عليها، إذ شاهدها تجلس باسترخاءٍ فوق آريكة عريضة هناك أمام التلفاز المطفأ

كانت تلتهي بخصلة من شعرها، تلفها حول إصبعها مضيّعة وقتها بدونه، ما إن شعرت بوجوده حتى أدارت رأسها صوبه هاتفة :

-خصلت ؟
تعالى. تعالى أقعد جمبي هنا يا رزق ..

و ربتت على مكانٍ فارغ بجوارها ...

لم يجعلها "رزق" تكرر طلبها مرتين، ألقى بالمنشفة جانبًا و مضى نحو "ليلة" بخطى حثيثة.. لم يحيد بناظريه عنها حتى جلس إلى جوارها... نظر إليها بصمتٍ غريب غير مفسّر

لقرابة الدقيقة يتبادلان النظرات دون حرفٍ واحد، إلى أن كسر الصمت أخيرًا، ليقول لأول مرة بعد أن اعترفت له :

-عيدي إللي قولتيه تاني !

بدون أيّ مجهود فهمت جيدًا ما عناه، فقدمت له أجمل ابتساماتها و هي تكرر بذات الرقة على مسامعه المرهفة :

-بحبك يا رزق !!

لم يقتنع بهذه السهولة، فقال بحدة بائنة :

-و حبتيني إمتى بقى !
أنا كل مواقفي معاكي زفت. و لا مرة أساسًا حسيت إنك بتحبيني. و لا حسيتها في كلامك و لا تصرفاتك !!!

عقّبت "ليلة" مستديرة بالكامل ناحيته :

-ما هي دي الـPoint. أنا مش عارفة حبيتك إمتى. و ليه.. بس كل إللي أعرفه إنك لما نطقت بكلمة الطلاق. و لما حسيت إني ممكن أخسرك بجد. اتهزيت أوي.. لأول مرة في حياتي خوفت. تصدق لو قولتلك إن عمري ما خوفت زي دلوقتي ؟!

وقبل أن تبصر عيناكِTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang